كتبت - آية الله حسني:
''هو فى حد فاكرنا؟'' هكذا يتساءل بسطاء مصر، الذين بدأوا يفقدون الأمل في أن يكون على خريطة التغيير السياسي مكان لهم.. فبسطاء مصر لا تعنيهم ''حرية الفكر'' او ''حرية التعبير السياسى''.. بسطاء مصر يبحثون فقط عن المسكن والعمل والعيشة الكريمة ليس اكثر.
هؤلاء لا يهمهم أن يفوز رئيس ''إخوانى'' او ''يسارى'' او حتى من ''الفلول''، ولكن فقط ينتظرون من يتذكرهم، ويضعهم على خريطة الطريق لكى يشعروا انهم ''احياء''.
هؤلاء البسطاء نجدهم فى العشوائيات يسكنون فى بيوت غير أدمية، عندما تسألهم عن من سيعطونه صوتهم فى انتخابات الرئاسة، ستجدنهم يجيبون بسؤال ''قولى مين فيهم هيخلينا بس نعيش وانا هانتخبوا'', فهم لا يعرفون كثيرا عن المرشحين فقط يبحثون عن من يوفر لهم اقل الامكانيات لكى ''يعيشوا فقط''.
في البداية قال لنا ميلاد كامل (48 سنة - عامل بناء بمنطقة باب الشعرية) عند سؤاله عن طلباته من رئيس مصر القادم ''عايزه يعيشنى انا وولادى عيشة اقل من العادية لاننا ميتين، وياريته يخلى المدرسين يشرحوا فى المدرسة، عشان ابنى يتعلم انا مش قادر اديله دروس بره''.
واضاف سيد احمد (36 سنة - عاطل) ياريت الرئيس الجاى يفتكرنا ويسبلنا شغلانة نشتغلها، مش كل الشغل يروح للشلة اللى حواليه والناس الواصلة''.
بينما دمعت عين رضا مصطفى (60 سنة - حارسة منزل بمنطقة الطالبية)، وقالت بحزن ''يتقي ربنا فينا، ويعرف ان المرض بيكسر ويعجز واحنا ولا عارفين نتعالج ولا نشتغل''.
وعندما سألت سميرة حسنين (34 سنة - بائعة خبز فى منطقة وسط البلد)، وجدتها تجيبنى متسائلة وهى تشير على طفلها الذي يلعب بجوارها '' قوليلي بس مين فيهم هيخلى باله من ابنى ويخلينى اعرف اعلمه واشغله وانا هنتخبه على طول''.
بينما قالت شيماء راضي (22 سنة - زوجة حارس عقار بمنطقة شبرا) ''احنا عاوزينه يفتكرنا احنا، ويراعينا احنا مش يحكم عياله فينا'' .
وقال زوجها فؤاد محمد (30 سنة) ''احنا عايزين واحد حاسس بينا ومننا، يبقى ابن بلد، ويقدر اللى شقيان'' .
وطلب سمير رزق (50 سنة - بائع خضروات) من رئيس مصر القادم ان يقضى على العشوائيات، والبطالة، واضاف ''عايزينه يحس بينا، ويراعينا عشان نراعيه ونراعى بلدنا'' .
بينما قال سامح شعبان (20 سنة - عامل نظافة بمنطقة شبرا) '' عايزين الريس لما يشغلنا، يبقى بيشغلنا عشان نفيد مصر ونستفيد احنا كمان، مش عشان يمص دمنا ويغتنى هو''.
واخيرا قال الحاج محمد ياسين (65 سنة - حارس مسجد بمنطقة وسط البلد) ''لو مختارناش راجل يختار اخرته مش دنيته، هنبقى كأنك يا ابوزيد ما غزيت''.
