بعيدا عن تهديدات امريكا:
الفقر و الادمان يفتكان بايران

اضيف الخبر في يوم السبت ٠٣ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: محيط


الفقر و الادمان يفتكان بايران

على الرغم من أن إيران بلد تزخر أراضيه بكنوز من الثروات حتى إنها تعد ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للنفط ( أوبك) ، إلا أن مواطنيها ليسوا في أحسن حال من البلدان الفقيرة التي لا تمتلك أي من الموارد ، والمعلوم أن ناتج إيران المحلي يزيد على 110 مليارات دولار أمريكي غير أن اتجاه التنمية البشرية، الذي كان إيجابيا وآخذا في الصعود في السنوات الأخيرة من الثمانينيات، والسنوات الأولى من تسعينيات القرن العشرين، ربما يكون قد تباطأ بشكل كبير ، وركد في النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين وذلك حسب تقديرات اليونيسيف . محيط ـ شيرين حرب وبدأت ظاهرة الفقر تستشري في جميع المحافظات الإيرانية حتى تخطى عدد الفقراء هناك الـ 43%، هذا ما جعل بعض الخبراء والمحللون السياسيون يلقون بعبء هذه المعاناة على كاهل الحكومة الإيرانية والتي فضلت الدخول في صراعات عدائية مع الولايات المتحدة الأمريكية بشان البرنامج النووي.. هذه الصراعات التي قد تنذر بضربة عسكرية وشيكة ضد البلد الذي يعاني أصلاً من وطأة الفقر والبطالة والتي تستشري بين أوساط الشعب الإيراني.. حتى إن هاتين المشكلتين كانتا السبب الرئيس في تصويت الشعب المطحون للرئيس الإيراني نجاد في وقت انتخابه، أملاً في الخروج من عنق زجاجة الفقر الذي يؤرقهم . وكان مستشار وزير الضمان الاجتماعي حسين راغفر قد قال في تصريحات لصحيفة الوطن السعودية إن ظاهرة الفقر انتشرت في إيران في السنوات الأخيرة وأن تلك الظاهرة بدأت تنتشر في جميع المحافظات الإيرانية وأما في منطقة "الأقضية" والنواحي فقد ارتفع المؤشر ليصل إلى 45%". وأضاف"أن المشاريع التي وعدت بها الحكومة لا يمكن لها أن تحل قضية الفقر المنتشر في البلاد لأننا إذا أردنا معالجة القضية في طهران مثلا فإن العائلة الفقيرة بحاجة إلى 450 دولاراً شهريا. وأما العائلات في المحافظات الفقيرة الأخرى فهي بحاجة إلى 150 دولارا". وقال راغفر "إن حل قضية الفقر في إيران بحاجة إلى مشاريع تنهض بها مؤسسات حكومية وغير حكومية". سياسات خاطئة أما الباحث الإيراني محمد عزيزي" فيرى أن قضية الفقر في إيران انتشرت بسبب السياسات الخاطئة للحكومة". وأضاف:"لا يمكن لنا أن نستثني الجدال السياسي للحكومة مع الغرب وأمريكا عن انتشار حالة الفقر ؛ كما أن المساعدات التي تقوم بها إيران للدول قد ساهمت في إخراج العملة الصعبة من البلاد وتضعيف قيمة الريال الإيراني". وأشار إلى أن الجدال السياسي الداخلي بين الرئيس أحمدي نجاد وخصومه أمثال هاشمي رفسنجاني انعكس على برامج الحكومة حيث وقف مجمع تشخيص مصلحة النظام بالمرصاد لأي مشروع تنموي للحكومة ". وأضاف"أن ما قام به الرئيس نجاد من سياسات اقتصادية لا يرتقي إلى مستوى الشعارات التي رفعها إبان حملته الانتخابية التي سميت بـ( العدالة) واليوم فلقد وزع الفقر بالعدالة بدلا من القضاء عليه." شعارات براقة وتعتقد الباحثة فاطمة كودرزي"أن الخيرات الكبرى في إيران لا تتوزع بالعدالة على المواطنين، وأن الحكومة ورغم شعاراتها البراقة بالقضاء على لوبي الفساد واللصوص وقعت في فخ اللصوص". وأضافت"إن فقراءنا ينامون على كنوز الذهب لكن بطونهم غير ممتلئة بالخبز واللحم لأن تلك الكنوز قد أسيء استخدامها من قبل السياسيين". وأضافت أن الانضمام إلى جبهة الرئيس السوري بشار الأسد والسيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله اللبناني قد حرمتنا الكثير من الفرص مع الدول العربية والإسلامية والدول الغربية. إننا لا نريد لبلادنا أن تكون أسيرة المحاور، وعار على إيران الدولة الغنية أن تنتشر فيها البطالة والفقر . وفجرت المتحدثة مشكلة تنتشر في المدارس الإيرانية فحسب وزارة الصحة الإيرانية فأن 107 آلاف طالبة في المدارس انتشر في شعرها القمل"، وأضافت"أن أرض طهران تخفي كنوز الذهب الأسود. ويعتقد الباحث محمد حسين طبطبائي"أن الخلافات السياسية الداخلية ساهمت في اتساع رقعة الفقر في إيران". وقال طبطبائي في حديثه للصحيفة السعودية "إن الرئيس احمدي نجاد جاء بشعارات براقة تتمثل بالقضاء علي البطالة والقضاء على اللصوص والمافيات ولكنه انبطح في نهاية الأمر أمام تلك المافيات وتنازل عن شعاره الكبير(سننثر أموال النفط فوق سفرة المواطنين)". وأضاف ":قد يكون الرئيس صادقا لكن من حوله ليسوا بصادقين ولم ينزلوا إلى إيران من السماء انهم بشر ولعابهم يسيل للدولارات ولكنوز الذهب". وإلى جانب حالة الفقر فالزائر لإيران يلحظ تلك الفوارق الاجتماعية ما بين شمال طهران وجنوبها؛ ففي شمال طهران تشاهد بأم عينيك تلك القصور الفارهة والسيارات التي تصل قيمتها إلى مئات آلاف الدولارات، بينما يكتفي مواطن الجنوب بشراء سيارة تقدر بـ7 آلاف دولار، وإضافة إلى المأكل والملبس فإن حياة الشماليين وعاداتهم ومستواهم الثقافي يختلف جذريا عن الجنوب وكأننا أمام بلدين يعيشان في جسد واحد. وأشار إلى تلك الحقيقة رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف أمام المصلين في صلاة الجمعة بطهران .وقال" إنني آسف لأن أطرح ذلك الموضوع .لكنها الحقيقة ويجب الاعتراف بها، إن كل شيء في شمال طهران يختلف عن جنوبها". وأضاف:"مثلما تنشر الثقافة والحضارات والرفاهية ففي الجنوب ابتلي أهلنا هناك بالمرض والفقر والبطالة". والى جانب الرفاهية والفوارق الاجتماعية فإن الاختلافات المذهبية تلقي بظلالها أحيانا على الفوارق الاجتماعية، فلقد ابتليت المحافظات السنية في إيران بالفقر المدقع الذي يضرب بأطنابه تلك المحافظات التي تعيش وضعا مزريا، وقد ترى أحيانا المشاحنات والمشاكسات السياسية التي يعبر عنها المعترضون والتي وصلت اليوم إلى لغة التفجيرات والمفخخات وكلها نوازع وتعابير عن الحال؛ ولكن مثلما ابتليت تلك المحافظات بالفقر والبطالة وانتشار المخدرات وتجارها فإن إيران تواجه اليوم تحديا حقيقيا يتمثل بالفقر. فهذا أقوى من الإرهاب ومفخخاته، ومثلما يتحدث التأريخ عن سقوط حكومات وممالك نتيجة الفقر والبطالة والأمراض فإن حكومة نجاد تقض مضاجعها تلك الهواجس وهي ترى الفقر قد تمدد وأخذ يعبث بمخالبه في ربوع البلاد. المخدرات والانتحار قضية الفقر في إيران كان لها عدة تبعات أخطرها انتشار المخدرات وظاهرة الانتحار فعندما يفكر أحدهم في إقامة مشروع استثماري ضخم لا يؤخذ باحتياجات الفقير أو رأيه أو ماذا يريد؟ كل ذلك يجعل الفقير يعيش صراعا فينزوي في حي من أحياء المدينة بعيدا عن أنظار الآخرين، يقول في نفسه «ليس هناك من يسأل عنك أو يراك» فيرتكب الجرائم ويدمن المخدرات وتنحرف النساء والرجال وينتشر الإيدز إنها سلسلة متصلة من المشكلات . وعلى ذكر الحوادث التي ترتبت على الفقر المدقع في إيران ، حيث تسبب في انتحار أختين في إحدى القرى شمال شرقي إيران . ويعد معدل الإدمان على المخدرات في إيران من أعلى المعدلات في المنطقة وذلك حسب تقديرات نشرتها منظمة اليونيسيف من خلال موقعها عبر الانترنت ، فإضافة إلى آثاره الاجتماعية والاقتصادية، أصبح الإدمان على المخدرات عاملا أساسيا يسهم في الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب ومرض الإيدز. وتبين الأرقام الرسمية إصابة ما مجمله 3680 حالة مسجلة من حالات الإصابة بفيروس ومرض نقص المناعة البشرية المكتسبة ـ الإيدزـ غير أن وزارة الصحة تعتقد أن الرقم الفعلي لحالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة هو أعلى من ذلك بثلاث مرات على الأقل.
اجمالي القراءات 7111
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الأحد ٠٤ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[3541]

الفقر والادمان يفتكان بايران

قالوا للملكة الفرنسية :
الشعب جوعان , وليس لديه خبزا ليأكل.
اجابت ست الحسن : ولما لا ياكل البسكويت.
...................
قالوا لنجادي ايران:
الفقر والادمان يفتكان بشعبك.
قال المحروس من عين الحسد:
جوع كلبك يتبعك .
( كما قالوها ناس قبله , ولم يدركوا, انه اذا جاع الكلب , اكل صاحبه).



2   تعليق بواسطة   أيمن رمزي نخلة     في   الإثنين ٠٥ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[3600]

في ايران الشقيقة تتداول السلطة، وهناك حرية أديان، وفكر. لكن ماذا عندنا؟

هكذا الحال نحن ـ كعرب ـ ننتقدغيرنا، لكن لا ننظر في بلادنا التي يركب(مع اعتذاري للحمير والبغال بالتحديد) الرئيس، أو الملك الحكم ويظل راكبا حتى يتم اغتياله او قيام ثوره. وسؤالي كم هي كمية الحرية الفكرية في بلادنا العربية؟ هناك اختلاف فكر، وهنا تكفير واحلال دم(عملي). هنا في بلادنا تنتشر المخدرات مثل شرب الماء(ان لم تصدقوا اسألوا تلاميذ المرحلة الابتدائية) . متى نعرف ان كل البشر سواسية امام الخالق؟ متى نعطي الفرصة للحرية والتحرر من قيود المرويات وتراث التخلف ونتقدم علميا؟ كم دولة عربية حاولت تحدي العالم وفكرت ـ مجرد تفكيرـ في امتلاك السلاح النووي؟مع تقديري.أيمن رمزي aimanramzy@gmail.com

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق