كتاب جديد يكشف أسرار حوار مرشد الإخوان "طز في مصر"

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢١ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية نت


كتاب جديد يكشف أسرار حوار مرشد الإخوان "طز في مصر"

تصريح مهدي عاكف الذي أثار ردود فعل غاضبة

كتاب جديد يكشف أسرار حوار مرشد الإخوان "طز في مصر"

 

   
كتاب
 
كتاب "حوار الطز"

 

القاهرة - العربية.نت

أصدرت دار صفصافة للنشر بالقاهرة أخيراً كتاب "حوار الطز" للصحفي المصري سعيد شعيب الذي يتناول بالتوثيق تداعيات المعركة الإعلامية التي انفجرت في مصر والمنطقة عام 2006 إثر الحوار الصحفي الذي أجراه شعيب مع مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق في مصر محمد مهدي عاكف، والذي قال فيه تصريحه الشهير "طز في مصر".

وأهمية الكتاب الوثائقي تكمن في أن حديث المرشد السابق في الحوار حول مصر والدولة الحديثة لا يمكن اعتباره مجرد كلام خرج في لحظة غضب أو انفعال. ولكنه يعكس خلفية فكرية وتاريخية لا تحترم بالضرورة منجزات البشرية في العصر الحديث في مجال تأسيس الدولة القومية وحقوق المواطنة.

كما أن مرشد الإخوان بكل السلطة الروحية التي يملكها على أتباعه يعتبر أي تصرف يبدر منه نموذجاً يحتذي به الجميع.

ويدل تاريخ حركة الإخوان على ذلك، فمنذ لحظة التأسيس الأولى، حرص حسن البنا على تأكيد سلطة "المرشد العام" ومكانته؛ حيث يذكر في رسالة "التعاليم" التي صاغها أنه يتعين على العضو "الثقة بالقائد والسمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره."

وهذا المعنى تم التأكيد عليه بصور شتى فيما بعد، حيث تؤكد أدبيات الإخوان على أنه "يجب على الأخ أن يعد نفسه إعداداً تاماً ليلبي أمر القائد في أي ناحية، وأن الدعوة تتطلب منا أن نكون جنوداً طائعين لقيادة موحدة لنا عليها الاستماع للنصيحة، ولها علينا الطاعة كل الطاعة في المنشط والمكره."

وقد كتب أحد قادة الإخوان مخاطباً المرشد الأول قائلاً: "من حقك علينا الطاعة على هذا بايعنا وعاهدنا، ولنا فيك الثقة الكاملة وعندك الطمأنينة الشاملة".

عودة للأعلى

مسألة البيعة

وتعود جذور هذه الفكرة إلى مسألة "البيعة" التي تستند إلي حديثين نبويين الأول يقول: "من مات وليس في عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية."

ويقول الثاني: "من بايع إماماً، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ونازعه فاضربوا عنق الآخر."

ويقول قَسَم البيعة عند الإخوان: "أعاهد الله العلي العظيم على التمسك بدعوة الإخوان المسلمين، والجهاد في سبيلها، والقيام بشرائط عضويتها، والثقة التامة بقيادتها، والسمع والطاعة في المنشط والمكره. وأقسم بالله العظيم على ذلك، وأبايع عليه، والله على ما أقول وكيل".

والبيعة كما يعرفها ابن خلدون "هي العهد على الطاعة. إن كان المبايع يعاهد أميره على أن يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين لا ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يكلفه من الأمر في المنشط والمكره".

في هذا السياق التاريخي يمكن فهم عبارة مثل التي وردت في حديث عاكف إلى شعيب، والذي يعد هذا الكتاب توثيقاً له ولتبعاته.

كما يمكن فهم إلى أين يمكن أن تؤدي هذه العبارة فيما يتعلق بإحساس الإنتماء إلى "الوطن"، هذا الإحساس الذي لا يمكن بدونه العمل على تحسين ظرف المعيشة بكل مستوياته السياسية والاجتماعية، وبالتالي التغيير. ومن ناحية أخري القدرة على إقامة علاقات طبيعية مع الآخر بحكم الاختلاف والتبادل، لا بحكم التشابه وفرض سلطة الأقوي، فقط، لكونه مسلماً.

عودة للأعلى

صعود عاكف والإخوان

والمرشد السابق للإخوان في مصر محمد مهدي عاكف، ولد مع مولد الجماعة في عام واحد هو العام 1928، وفي إحدى قرى محافظة المنصورة شمال القاهرة. ونشأ بين عشرة من الأشقاء لوالد كان ميسور الحال وقتها، فحصل محمد على الإبتدائية بالمنصورة، ثم انتقل إلى القاهرة ليعيش في السكاكيني.

والتحق عاكف بالتنظيم الخاص للإخوان، ثم تم القبض عليه في أول أغسطس 1954. وحوكم بتهمة تهريب اللواء "عبدالمنعم عبد الرؤوف"، أحد قيادات الجيش الذي أشرف على طرد الملك فاروق، وحكم عليه بالإعدام. ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة فقضى 20 عاماً كاملة بالسجن، ليفرج عنه السادات في 1974.

سافر عاكف عام 1980 إلى ألمانيا فعمل مديراً للمركز الإسلامي في ميونيخ، ليعود إلى مصر عام 1986؛ حيث تولى قسم الشباب والطلاب من جديد بجماعة الإخوان.
وشغل عضوية مكتب الإرشاد منذ العام 1987م، وكان عاكف أحد 35 عضواً بمجلس الشعب مثلوا كتلة الإخوان المسلمين في مجلس الشعب سنة 1987م.

ثم مثل عاكف أمام المحكمة العسكرية سنة 1996 بتهمة مسؤوليته عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، ليخرج عام 1999؛ ليصبح المرشد السابع لجماعة الإخوان المسلمين. وقد تولي هذا المنصب بعد وفاة سلفه مأمون الهضيبي في يناير عام 2004.

وفي 2005 نزل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى الشارع لأول مرة فى تاريخ الجماعة، فيما عرف آنذاك "بمظاهرات الإصلاح"، أثناء الضغوط الكبيرة التى تعرض لها النظام الرسمي من الولايات المتحدة الأمريكية، لدفعه نحو إقرار عدد من الممارسات الديمقراطية داخل مصر.

وشهد عهد محمد عاكف أيضاً أكبر صعود سياسي في تاريخ الجماعة، عندما نجح فى انتخابات مجلس الشعب الماضية ٨٨ نائباً ينتمون للجماعة؛ لتكون أكبر كتلة داخل البرلمان المصري بعد الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.

ويضم الكتاب الحوار الكامل لسعيد شعيب مع محمد مهدي عاكف، وأصداء هذا الحوار في الإعلام، حيث يعيد نشر مقالات لصحفيين مصريين كبار مثل صلاح عيسى وعمرو عبد السميع ووحيد عبد المجيد، وآراء لمفكرين مثل مأمون فندي وأحمد حمروش، ويتابع المقالات التي تناولت الحوار-الحدث، في صحف عربية مثل الاتحاد الإماراتية والرأي الأردنية.

وسعيد شعيب صحفي مصري يعمل مديراً لتحرير صحيفة اليوم السابع، ورئيس مركز "صحفيون متحدون"، كما عمل في العديد من

اجمالي القراءات 2243
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق