المعهد الملكى البريطانى: الديمقراطية فى مصر أو الفوضى

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٧ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق


المعهد الملكى البريطانى: الديمقراطية فى مصر أو الفوضى

المعهد الملكى البريطانى: الديمقراطية فى مصر أو الفوضى

آخر تحديث: الثلاثاء 27 ابريل 2010 10:27 ص بتوقيت القاهرة

 
-

 «منذ 60 عاما يعيش المصريون فى ظل أنماط مختلفة من الديكتاتورية»، هكذا بدأ معهد الأبحاث الملكى البريطانى «تشاتام هاوس» تقريرا مطولا عن المشهد السياسى الراهن فى مصر حيث حيث أوضح أن المصريين تعايشوا مع ديكتاتوريات مختلفة بدءا من الرئيس جمال عبدالناصر الى الرئيس أنور السادات إلى الرئيس مبارك، وأن كل رئيس فيهم قدم نمطا مختلفا من الحكم والديكتاتورية، وأن جميعهم تجاهلوا المشاركة السياسية للشعب المصرى.

وجاء فى تقرير معهد تشاتام هاوس أن مصر على أعتاب تغيير سياسى حتمى، «ولن يكون تغييرا شكليا ليس فقط بسبب الحراك السياسى الحالى وموسم الانتخابات النيابية والرئاسية وإنما أيضا لأن الرئيس حسنى مبارك سيحتفل فى الرابع من مايو المقبل بدخوله العام الثانى والثمانين من عمره».

وقال التقرير الذى أعدته مها عزام الباحثة فى برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للمعهد إن الإصلاح الاقتصادى الذى قاده جمال مبارك من داخل الحزب الوطنى أدى إلى نمو يزيد على سبعة فى المائة من إجمالى الناتج المحلى خلال فترة الازدهار العالمى، «ولكن كان نتاجه 40% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، مع تركز معظم الثروة فى يد قلة مرتبطة بالنظام، وبطالة بنسبة 10%، ومعدل تضخم مرتفع وانكماش الطبقة الوسطى، وهو الأمر الذى يهدد بتصدع خطير فى المجتمع المصرى على حد قول الباحثة.

وسمى التقرير البرادعى بـ«الظاهرة» وأشار إلى أن البرادعى قد عاد إلى مصر ويسعى للترشح لانتخابات الرئاسة العام المقبل ولكن هناك قيودا تشريعية ودستورية.

وأشار التقرير إلى أن ما يجعل البرادعى مرشحا مقبولا هو غيابه الطويل عن المشهد السياسى المصرى والمسافة الكبيرة بينه وبين النظام، وابتعاده عن فضائح الفساد التى طالت الكثير من رموز النظام السياسى سواء من الحزب الحاكم أو حتى من المعارضة.

وكمؤشر قوى على الدعم الشعبى للبرادعى أشار التقرير إلى وصول أعضاء مجموعة موقع الفيس بوك التى تساند البرادعى إلى أكثر من 250 ألف شخص، بينما وصل عدد المشاركين فى موقع جمال مبارك إلى 6500 عضو فقط.

وأشار تقرير المعهد الملكى البريطانى إلى أن المصريين بحاجة الى بطل قومى للتأثير على التغيير السياسى، موضحا أن البرادعى إذا استطاع إقامة تحالف مع المعارضة سيكون قد قطع بذلك خطوة كبيرة فى تحدى النظام السياسى.

ويطرح التقرير تساؤل هل سيكون جمال خليفة مبارك ويلتحق بمسلسل التوريث فى جمهوريات الشرق الأوسط الذى بدأ فى سوريا ويتحرك فى ليبيا واليمن أم سيتعثر هذا السيناريو فى مصر بسبب تنامى المعارضة الشعبية له؟

لذلك لا يستبعد التقرير البريطانى اندلاع احتجاجات شعبية لا يمكن السيطرة عليها فى مصر وهو السيناريو الذى لا تريده الولايات المتحدة فى كل الأحوال خوفا من تداعياته على الاستقرار فى المنطقة ككل.
واختتمت الباحثة التى تعمل مع المعهد الملكى البريطانى منذ 1991 تقريرها بالقول إن ما يجرى فى مصر الآن إما يفضى إلى ديمقراطية حقيقة وإما إلى اضطرابات خطيرة تهدد الحلم الأمريكى فى انتقال سلمى للسلطة فى القاهرة. وفى كلتا الحالتين سيكون لما يحدث فى مصر تأثيراته الخطيرة على الخريطة السياسية فى الشرق الأوسط ككل.

 

 

 

اجمالي القراءات 1805
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق