القصص الحق:
أعجوبة الدهر

ربيعي بوعقال Ýí 2012-05-28


  

أعجوبة الدهر

هزل هزيل، ثم قول جاد أصيل

 { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ }

  • هزل قليل لا يضر، وقد يجلب الابتسامةـ قال الراوي ياسادة ياكرام: كان لي صاحب زكي اليد فقير، مال ـ يوما ـ إلى إثراء هذا الموقع المتقرئن الكبير، فكتب مقالا ـ عن قسمة التركةـ وفي نفسه أن فعلته إن لم تكن صدقة جارية، تكون هدية مهدية ساعية، فلما كان يوم النشر قرأ كتابه ـ بعد فتح حسابه طبعا ـ وأمعن النظر في كل حرف من حروفه، كان يقرأ وضميره يؤنبه ويحاسبه على كل زلة أو خطأ مطبوع.. ولقد كانت صحيفة مسودة، وكان يوما ـ على صاحبنا ـ عسيرا، ولما نزل لينظر هل من سواد آخر أسفله، وجد مواطن التعليقات والردود بيضاء مصقولة كورق الفتية في القرآن، فعرف أنها ما أجمعت على تركه، وتفادي نقده، واطراح قسمته المقسومة إلا لسبب خطير ،فألم به إحساس أن (قرينه) قد جن جنونه من شدة الفرح، وقد تفرح الجن وتضحك ـ مثلنا ـ حين تقع أمثال هذه الواقعة، ولعل شيطانه هذا قد هم ـ يومئذ ـ أن يوسوس في أذن قلبه وبطينه بشيء كهذا:( هذا جزاء الفقراء المتصدقين عامة، ولأمثالهم من المتصدقين ـ على مواقع أهل القرآن ـ أضعاف مضاعفة من الخزي والعار، فاعتبر ياقريني، واقطع صلتك بالقوم ، إنهم ... وإنهم... والثالثة: قرآنيون، ويكفي أنهم قرآنيون،بدلوا دينهم: يقولون( القرآن وكفى) ليصدوك عن مسالك سلفك، ويبعدوك عن كل خير مصطفى...).
  • قلت: كفى .. كف عن هذا من فضلك، وأكمل القصة:
  • قال الراوي: قرأ الرجل (سورة الناس) جهرا، وبعد قراءته للرقية صام عن الكلام مدة شهر أو تزيد، وفي الحديث الحسن الصحيح : (( عن صاحبنا عن جده، قال: بعض السكوت من ذهب، وبعضه كلام مضنون به على غير أهله)) رواه البخار، بسند من حديد، وأنكره البخاري ومسلم وكل قبيلة حدثنا، فكان إجماعا، وبئس الإجماع. 
  • قلت: كف عن هذا من فضلك، فإن معلمي سلفي وأكن له ـ من الاحترام ـ ما أكن .. أرجوك دع ذا، و أكمل القصة:
  • قال الراوي: ثم عاد صاحبنا الفقير للكتابة من جديد، فقيل له، وكتبوه بالحرف الغليظ :عرض غامض مبهم، وبضاعة مزجاة، وقيل أسفله بلطف: ((طلاسم مقبولة،وألغاز..)) وقيل أسفل السافلين: (( كلام معتل، وأسلوب موغل في الإيجاز .)).
  • وإن تعجب فعجب أن يصوم الشيطان ـ يومئذ ـ ويمسك عن الكيد والمكر، ولا يتصدق ـ على قرينه المتقرئن ـ ولو بشق همسة.
  • قلت: وكيف عرفت، وأسررتها في نفسي ولم أبدها له.
  •  قال: ثم بصم الرجل ببنانه زرا ، ونقر بسبابته الأخرى رأس فأر ، فوقع بصره على شيء، شبه أحمر، يتبخطر وسط الشاشة.. شيء عجب: كاتب فقيه متمرس، ومؤرخ محنك مشهور يبدي إعجابه بالشيء المذكور( أسفل أعلاه)، ويقول متلطفا بالضيف: ((...أسلوب يجمع بين الرمزية والشفافية.. يقول ولا يقول، يشى ويشير ويومىء وينير، ويجذب الابتسامة، ويزيل الملالة...))، ثم يضيف ـ وحق للمرشد الحكيم أن يضيف ـ قال :((... كل ما نحتاجه منك هو تطويل المقال، و ملء الفراغات، وكشف بعض المستور )).
  • قال الراوي: حدث بحديثي الطويل بلا عنعنة أو تعتعة، وسلم عليهم سلاما، وقل نيابة عن الجميع: شكرا للجميع..
  • فالسلام عليكم ـ إذن ـ وشكرا للجميع.
  • ......على الهامش الأول.................................................
  •  من الراوي؟ ومن صاحبه ؟ ومن أنا ؟
  • في انتظار صدقاتكم وتعليقاتكم ، ونقدكم المرحب به سلفا، تقبلوا تحياتي،
  • أخي أحمد منصور، شكرا، ثم شكرا وجزاكم الله خيرا .
  • ثم أضيف كما أضفت:(( عزمت على مضاعفة الجهد، مسترشدا بقولك، والله ولي التوقيق. ولن أعدك بشيء آخر، فقد يغلب الطبع التطبع، وبئس الخلق التكلف)).
  • Ceux qui vivent, ce sont ceux qui luttent 

Victor HUGO

..............................{ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ }..........................

قول وجب .. مصقول حاد كالسيف،

في حده الحد بين الجد واللعب.

فرض علي واجب أن اخبرك خبري، ومن أكون، ولا تسأل عن علة الوجوب، فليس وراء الفرض سر، ولا خطر ، إلا حاجة  ـ في رأسي ـ سوف أبديها لأهلي، وأحبتي، ـ ولكن بعد حين.

  • أنا ـ ولا فخر ـ فقير تنتابني ككل الفقراء نوبات جنون، وكنت ـ قبل أن يستضيفني هذا الموقع ـ ضيف سجن من سجون الجزائر الخضراء، بل طوفت بي الأقدار عديد السجون .. وطبعا كنت متهما، وكان منطوق إحدى التهم،حسب قول المحامي حين زار الزبون:
  • (( التحريض، والتجمهر ، والمساس برموز الدولة، أي: الجمهورية)).
  • ولما حل ـ يوم العرض ـ  على قاضي التحقيق، انقلب الوضع رأسا على نعل، وأمست التهمة ـ كقصيدة شعر ـ موزونة بدقة :
  • (( محاولة قلب نظام الحكم، والتآمر للإطاحة به )) .
  • ونشر النبأ، في جريدة ''النصر'' الجزائرية
  • ولكن بعد أربعة أشهر وعشرا :
  • 03جويلية ... بعد ... أكتوبر 1991
  •  هذا جزاء رئيس بلدية منتخب بلا تزوير، قرر ـ بعد استشارة وإجماع الجميع ـ أن لا يشارك في مهرجان استقبال الوزير ( السيد/حمروش)، ورأى يومها ـ أن يسير في طريق وطني ( معبد) فسار..
  • وصادف ـ وكل الصدف مقدرة ـ أن لحق به جمع من الناس، فواصلوا السير معا، وكان السير ـ يومئذ ـ  مباح حلال.
  • وصادف ـ وكل الصدف مقدرة ـ أن غير الوزير رأيه، وقرر لوحده، ولسبب لا نعرفه، أن لا يدخل المدينة،  وكان على مسافة قليلة منها، فتيامن شرقا وذهب لزيارة بلدة أخرى، اسم شهرتها ''الزرق''، وهي قرية جبلية الموقع خضراء بلا تزوير . 
  • وقبل يوم المحاكمة بيوم،ساوم المحامي زبونه المقيد، وطلب أتعابه ـ كما يسميها ـ وشراه بثمن لا يعرف القانون، دنانير غير معدودة تغري أرباب الزهد والنسك المتبتلين، وحق للمحامي أن يبيعه ويسلمه للقانون، فهو محامي مكلف بحماية القانون الذي يحمي المواطنين عامة، ومواطني الحكومة خاصة. 
  • وكان المحامي أستاذا في فنه، وكان يعلم علم اليقين: أن القضاة في بلدهم، لا يحق لهم أن يدافعوا عن المتهم، إلا أن يكون من أقارب الحكومة، أو أبناء عمومتها.

معادلة بتروس، مهداة لفخامة الرئيس:

بلادي إن جارت علي + وقومي إن ضنوا علي =0

حتى أنت يا بتروست،  فأجابه:إني أحبك لكني أحب روما أكثر، فكان جواب قيصر له: اذا فليمت قيصر

ألا ما أكثر الساسة، وما أقل العارفين بسبل السياسة!!

  • وإليك وصف زنزانتي، وهو نعت الزنزانة المثلى: (( حجرة كالجحر ضيقة مظلمة، وكالقبر موحشة منتنة، ولها باب بشكل ابواب توابيت النصار واليهود، بيد أنه من حديد، ولا يفتح إلا قليلا، ولا يفتح إلا بحضور شهادين ملثمين على شاكلة منكر، أو صورة نكير (في خيال وقصص السلف الصالح)، ولقد فزت وأصحابي بقسط وافر من التعذيب، وكانت ( العذابات) ألوانا وأشكالا: خفيف محتمل، وآخر لا يطاق، والبقية (موت قبل الموت)، ولم تكن توزيعة هذه (العذابات) عادلة.

يالها من حكومة، حتى العذاب قسمة ضيزى!!

  • وكنا ـ في غالب الأحيان ـ نظحك سرا ، ونبكي جهرا جلبا لعطف الجلاد،وقلما تجدي الحيلة .. وتارة يكون الدمع صادقا، وطورا من نوع الدم الكذب!

ألا ما أصعب الداء، وما أقل العارفين بطرق العلاج!

  • وإليك سر ذاك الفرض، وعلة الوجوب المذكور أعلاه ؟
  • إن كانت نجاتي من تلك ـ التهمة وتبعاتهاـ أعجوبة، فهي لا تساوي شيئا في ميزان العدل، إذا ما قورنت بالأعجوبة التي سميتها بالقسط والميزان: ( أعجوبة الدهر )، وسترتها عنك بهذا الحجاب.
  • فإن كنت في شك من هذا ، أو ذاك ، فدونك هذا النص القرآني المنير :

  { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ }الأعراف46

أعجوبة الدهر 

  • تمهيد:
  •  خلاصة ما (هنا) يا سادتي الكرام، أني نظرت في قصة يوسف( القرآنية ) فألفيتها تشبه أنباء أخيه موسى(المنجمة) من وجوه كثيرة، وكنت أحسب أن هذه الظاهرة مقصورة على القصتين، ثم أمعنت النظر  في سائر أخبار الوحي وأنباء الرسل، واسقرأت المجال قدر المستطاع، فأدركت ـ بعد توهم ـ أنه يمكن القول (بتحفظ يليق بالمقام) أن لكل نجم من نجوم (القصص الحق) توأم، ولكل توأم دلالة عبارة، ودلالة إشارة ، ثم موقع يليق به دون سواه، كما يمكن القول ـ وبتحفظ أيضا ـ أن ما من حادثة كبيرة ولا صغيرة، وما من شخصية بارزة ولا مغمورة، وما من عبارة ولا إشارة ـ وردت في قصة يوسف أو غيرها ـ إلا ولها في سائر القصص الحق شبه أو ضد.
  • وأبادر إلى القول أن هذه الظاهرة قلما تبرز سافرة، وإنما تتوارى ملثمة كأن بها حياء. ولا يخفى على ـ أهل القرآن ـ أن (القصص الحق) كون واسع شاسع، عميق لا يدرك غوره، ولست أزعم أني أحطت بمكنون الأمر كله، ولا بعشر معشاره، ولكني أزعم بأني قضيت قرابة ربع قرن أنظر وأتدبر،، ومن رام الإحاطة بنجوم القرآن وتلك الظاهرة رام المحال من الطلب.. فإن كنت في شك من هذا، فأسأل الكسمولجيا وعلم الفلك، وأعلم أن أرباب هذا الفن هم الذين ابتكروا مصطلح: ( الفوضى المنظمة ).  
  • قالت الخطة: طبيعة الموضوع تقتضي أن نبدأ الرحلة برصد بعض النماذج من تلك الأشباه والأضداد، قصد التعريف بطبيعة الظاهرة، وإبراز مدى أهميتها، ثم ننظر في أشكال تكرارها من خلال المقارنة بين أحداث وأحاديث، وشخصيات قصتي يوسف وموسى ـ عليهما السلام ـ  ثم نعود إلى وراء لاستقراء المجال من اليمين إلى الشمال،و لعلنا نصل إلى مبتغانا، أعني: إبراز مدى شمولية الظاهرة، واطرادها عبر مختلف أزمنة الوحي،
  • ونختم الرحلة بالبحث عن دلالات الظاهرة ( الناموس أو السنة )، ونختم الخاتمة ـ إن شئت ـ بخلاصة تجمع هذه القوانين والسنن جمعا،( في موضع واحد ) ونسجل براهين كونها: سنة واحدة، وإن بدت مختلفة ، شأنها شأن قوانين الفلك، وتلك( والفوضى المنظمة )، ثم نشرح ونوضح نضرب الأمثلة لنعرف كيف توظف ـ هذه القوانين ـ في خدمة (دين المسلمين)، ونقد آثار (فقهائهم) وما يسطرون.
  • خلاصة الخطة:
  • 1ـ التعريف بالظاهرة المرصودة. وإبراز مدى أهميتها(نماذج).
  •  2ـ البحث في خصائص الظاهرة، وأشكال تكرارها(التناظر والتماثل).
  • 3ـ شرح بعض الرموز والمصطلحات، وإجراء بعض التطبيقات.  
  • 4ـ العودة لاستقراء المجال، وعرض براهين الشمولية،والاتصال.
  • 5ـ  البحث عن دلالة ذاك (التماثل والتناظر) ..
  • 6ـ توظيف (السنة المرصودة) في نقد أخبار الناس وما يسطرون.
  • 7. الخاتمة:( مبدأ الأمر كمختتمه)= شكل المرآة مقعر يقلب الأمور . هندسة/ تذكر الصورة وظلها المعكوس والمنكوس أيضا. (( ...ننكسه في الخلق))سورة ـ يس.
  • ......................................................................................
  • 1ـ التعريف بالظاهرة المرصودة،
  • وإبراز مدى أهميتها
  • ( نماذج  من الأشباه والأضداد)

النموذج الأول:

النموذج الثاني:

  • 1 ـ ((وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أكرمي مثواه عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ...))س/يوسف. اقرأ النص وأسأل عن توأمه، وانظر كيف يقص الإنسان آثار أخيه دون أن يدري:
  • 2 ـ ((وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تقتلوه عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ ولدا ...))س/ القصص.
  • من هذا ( الذي اشترى)، أهو ملك بلا لقب، أم نخاس محترف؟ .. وهل دار بخلده أن يسأل (الغلام) عن اسمه، ونسبه، ومن يكون ؟ كلا ، لم يسأل، ولو سأل لعرف أنه: يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم.. يوسف ابن يعقوب، ابن إسحاق، ابن ابراهيم .
  • سؤال: هل كان يوسف ـ بعد كل هذا التكريم ـ بحاجة إلى كرم من اشتراه ؟
  • الجواب أمامك، وتفصيله قريب، فاقرأ وقارن:
  • أقول والحق أقول : إن تلك السيارة لم تسأل الغلام، ولا عرفت سر البضاعة أصلا، ولذلك رضيت بالثمن البخس، رغم التعب وصعوبة تهريب بضاعة ( سنها 13 عاما) من نابلس إلى مصر.. أقول: تالله لقد عبنها من اشترى، وإن تعجب فعجب أن يبيع ( مهرب) بضاعة دون أن يتفحصها.. والعجب كل العجب أن يباع (الإنسان) ويشترى، ويسود الصمت المكان، ثم يتكرر الأمر عبر مختلفالعصور و الأزمنة، بأشكال مختلفة، إلى أن يخترع كافر ابن كافر آلة الحصاد: ( ظهور الآلة جعل الناس يستغنون عن اليد الرخيصة البخيسة، والقصة طويلة كأخواتها.)
  • لماذا اخترنا ضرب المثل بآلة الحصاد (حصرا) ؟ هيا لنجتهد قليلا لعلنا نحصل على شيء، ثم نستريح كما يفعل الكفار أيام (الحصاد).
  • كافر : فلاح مزارع ، وجمعه كفار طبعا،  أي : زراع، والكافر يكفر الحب تحت التراب ويواريه كما يفعل الغراب.... راجع العبارتين في ............................ القرآن الكريم..... القرآن وكفى ..... 
  • ((وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ ... )) ـملك يكلم سيدة القصر، أم نحس منحوس ، يخاطب امرأة اشتراها بقطعتي نحاس، أو خاتم من حديد ؟
  • لماذا حُرم الرجل من كل لقب يليق بالملوك ؟ تأمل (الجمل الموصولة)، ثم افتح المصحف، وأبحث عن عبارة:(( ... وألفيا سيدها ))، وقل لي ـ بربك ـ ماذا ترى ؟
  • هو سيدها فحسب، لا هو ملك، ولا بعل،  ولا زوج. وليس هو ( الذي اشترى) فحسب، بل اشترى بثمن بخس، فظلم الغلام، وغبن السيارة، ولذاك نعته بالنخاس ولم ألعنه، فلعل هذا النعت لم يكن في زمنهم، ولم يكن مكروها، ولا ممقوتا.
  • قال الذي اشترى: ((... أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى...))ـ ملك يأمر بإكرام الضيف، أم نخاس يريد قتل غلام برئ ؟  وفي مفهوم المخالفة ـ لمن عرفه ـ  أصل من أصول الفقه، يقول: من يسلب حريه أخيه ( عمدا بلا سبب) فكأنما قتله ( عمدا )، ومن يقتله أخاه خطأ ( فكأنما) وكفارته أن يعتق رقبة مسالمة. ( وشرحه هذا يطول..فاصبر قليلا).
  • ((وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ ـ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ ـ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ...))س/يوسف. اقرأ النص  وأسأل عن توأمه، وانظر كيف يقص الإنسان آثار أخيه دون أن يدري.
  • ((وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ ولدا ...))س/ القصص.
  • قول لين، وأدب يليق بالملوك: ((قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَلا تَقْتُلُوهُ))، انظر كيف تلطفت مشفقة، ولو أنها قالت: (لا تقتله ) لقتلها. وانظر إلى أختها ـ هناك ـ كيف تؤمر كما يؤمر العبيد: (( ... أكرمي مثواه)).
  •  لماذا لا يقوم بعض رجال القصر أو نسائه بتهيئة مثوى الضيف بدل (زليخ المسكينة) ؟  أم أن القصر يخلو من الخدم والحشم إلا خادمة واحدة؟
  • يقال أن اسمها (زليخا)، وأنها كانت (ملكة). والحق أنها امرأة غوية قوية متقدة الذكاء، شيمتها المكر والإغراء .. ولو سألت قبر سيدها لأخبرك القبر: أنها مجهولة الاسم والنسب، جيء بها من سوق النخاسة، فتزوجها الرجل، وتعلق بها لحسن مظهرها، أو لقوة ذكائها، ثم عرف أنها عاقر ...الخ.
  • تبسمت القبر ضحكا، قال: .. لعله كان ـ في دين الملك ـ ما يفيد أن أبغض الحرام الطلاق.. شتان بين دين يبيح فراق العاقر، ودين يحرم المساس بالأرحام ، ويخص النساء بسورة (النساء )وما أدراك ما هي:((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)...)).
    •  (( أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ...))س/يوسف.
    • (( لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ ولدا ...))س/ القصص.
    •  
  •     قارن بين ( عسى1) و ( عسى2) : .
  • في سورة يوسف تقرأ :  نبأ رجل (كافر)، وقوله لامرأة مؤمنة : (( أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا ))، وهذا رجاء ظاهره فيه الرحمة، وباطنه شيء آخر ، كالطمع: (.. سخرة وخدمة قصر، أو السوق وتسعيرة أخرى، تليق بسن الغلام ) علما أن سن الغلام ـ يومئذ ـ ثلاثة عشر عام..
  • وفي سورة القصص تقرأ : نبأ امرأة (مؤمنة) تقول لزوجها الكافر : (( ... قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى ...))، وهذا رجاء مختلف كل الاختلاف عن ذاك الرجاء، فتأمل.

     مشاهدة، وصور ، وأشكال ((متشاهات مثاني ))متناظرات تناظر أطراف الأضبط من الناس...تأمل تجد أن  لكل عبارة توأم، أو ضد ـ وكذالك المقاصد والمعاني، و الأحداث وملابساتها، والأحاديث وإشاراتها ، والشخصيات  وسماتها، والمعارك وأدواتها (كالدلو والتابوت، والجب واليم، والقلوب والأفئدة، ودموع ودماء كذب، وأخرى صادقة )... وكل شي.. ومن رام الإحاطة بنجوم القرآن رام المحال من الطلب..   

وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  

  •  سورة الذاريات ـ الآية 51

  • يتبع.........................................................................

  •  
  •  
  • ربيعي بوعاقل.
  • الجزائر يوم : 29 ماي 2012
  •  

اجمالي القراءات 5137

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-11-19
مقالات منشورة : 86
اجمالي القراءات : 646,313
تعليقات له : 287
تعليقات عليه : 119
بلد الميلاد : الجزائر
بلد الاقامة : الجزائر