سؤال غبي يعرف اجابته الأطفال!

د. شاكر النابلسي Ýí 2012-05-23


لماذا أغلقتم ملفات الفساد؟

سؤال أردني يطرحه كل ذي بصر وبصيرة.

الطفل يسأل أمه:

لماذا أغلقوا ملفات من سرق الحليب؟

الجائع يسأل جاره:

ترى لماذا أغلقوا ملفات من سرق طعامنا؟

العاطل عن العمل يسأل جليسه:

ماذا جرى؟ لماذا أغلقوا ملفات الفساد؟

وكان الجواب واحداً – كما سبق وقلنا عدة مرات – أن ملفات الفساد، التي فُتحت كانت للنواطير، وليست للسواطير. وفتح ملفات فساد النواطير، كان يعني بالضرورة فتح ملفات السواطير تالياً، وجر الجميع الى المقاصل. وفي هذا كشف للمستور، وفضيحة الفضائح. فالساطور الأكبر سيتحطم في هذه الحالة. وتزول عبادة الأصنام من الأردن، بعد أن كان يعبد "هبل"، كما تقول الأسطورة العربية.

 

أسئلة الشعب الحائرة!

سالم الفلاحات الكاتب الأردني والمحلل السياسي تساءل في جريدة "في المرصاد" الإلكترونية الأردنية (14/5/2012) قائلاً بمرارة وحرقة:

لماذا غاب الحديث عن تقديم المفسدين والمستبدين السارقين للعدالة؟

هل ماتوا؟

هل أعادوا مسروقاتهم؟

هل كل الذي عرفه الأردنيون عنهم، كان أضغاث أحلام؟

وهل سيطلبون حقوقاً لكرامتهم؟

ومتى سيقدَم للعدالة الذين زوروا إرادة الناس، ولعبوا بها؟
لماذا مخالفة الدستور، الذي يقسم عليه كل مسؤول، في مفاصل الدولة؟

أم أنها إيمان لغو ؟
لماذا هذه الردة العملية التي لا يكابر بها إلا قصير نظر عن الإصلاح أو عن النية الجادة للإصلاح بعد ستة عشر شهراً، استبشر الاردنيون أنهم قاب قوسين او أدنى من أن يكونوا في مصاف الشعوب المتقدمة الحرة ؟

وهل تُرضي اللعب والدمى والألعاب المتحركة بالريموت سوى الأطفال الصغار، الذين يتلهون بها ساعات، ثم يركنوها، أو يتلفوها، لأنها لم تعد تقنعهم؟

 

أسباب واهية لذر رماد السلطة في عيون الأحرار

ويقول الفلاحات:

هذه حقيقة أريد لفت النظر لها، فأرجو تأملها، ونقدها، وتصويبها، ألا وهي تصوير مسألة تعثر الإصلاح في الأردن، على أنها بسبب الخلاف بين الحركة الإسلامية والحكومات والحكم. وأن الحركة الاسلامية قوية ومتجذرة وعابرة للمناطق والتجمعات، وليس هناك في المجتمع ما يدانيها ـ حتى يطرب البعض لهذا التضخيم ـ والخوف من ابتلاعها للمقاعد النيابية واستيلائها على حقوق الاخرين وتهميشهم .

 

الإصلاح للجميع

المطالبون بالإصلاح والذين باتوا يشعرون أنه ضرورة لازمة وممر إجباري، وأنه طريق النجاة الوحيد سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وثقافياً، وإدارياً، اردنيون مستقلون يعلنون صباح مساء، أنهم لن يكونوا تحت عباءة أحد أياً كان، ولكنهم يرحبون بالشراكة مع كل الأردنيين دون استئثار او إبعاد لأحد.

 

الخوف من الشعب
إن مشكلتهم في الخوف من تحرر الشعب، كل الشعب، ليرى النور، فيرى جرائمهم، أو بعضها فيحاسبهم عليها، ويحرمهم مما هم فيه. ودون ذلك عندهم خرط القتاد. وليس لهم الا التظاهر بالحرص على الوطن واستقراره والحفاظ على النظام ومصالح الاردنيين الكبرى إلى غير ذلك من الشعارات المكشوفة لمعظم الناس .


مطلب الشعب الإصلاح المستحيل!

الشعب الاردني في غالبيته العظمى في حقيقته تواق للإصلاح الشامل الحقيقي. منه من يجاهر بذلك، ويدعوا له علناً دون مواربة من شماله إلى جنوبه . ومنه من يتمنى ذلك، ويبحث عن الفرصة المناسبة لينسجم مع قناعاته. ومنه من يحب ذلك، ولكنه يظنه مستحيلاً، لكثرة التضليل، والتهويش، والتخويف من القادم. وقليل من المنتفعين من بقاء الحال على ما هو عليه، يستميتون على هذه الحالة، وهم الشرذمة، القليلون.

 

الخوف على الأردن من "الأسياد" و"العبيد" 

ويقول سالم الفلاحات:

"خافوا على الأردن من هؤلاء، ومن بعض الأصدقاء الجاهلين، صداقة الدب.
وفي النهاية سينهض الأردن من كبوته، ولكننا نتمنى أن لا تطول الكبوة، ولا بد أن يستجيب القدر."

لقد قطعت جهيزة ( سالم الفلاحات) اليوم، قول كل خطيب (مثلنا)!

وقبل سالم فرحات، جئنا بأقوال محللين سياسيين أردنيين أحرار، من اليمين، والوسط، واليسار، أمثال عبد الفتاح طوقان، ولبيب قمحاوي، وهمّام سعيد (الذي تساءل في الأمس قائلاً: "ما هذا الفشل المتوالي في كثرة عدد الحكومات والوزراء؟ إن هذا الفشل لا يجد حسيباً أو رقيباً. آن الأوان لأن نحاسب الفاشلين.) وغيرهم، لكي نثبت للعبيد، أننا لسنا وحدنا "المرجفون"، و"الحاقدون"، و "سدنة البيت الأبيض"، و"كتّاب المارينز" و "الطابور الخامس". ولكن، هناك طوابير غيرنا من الأحرار، الذين سيذكر تاريخ الحرية والديمقراطية العربية ما قالوه، وما كتبوه، وما فعلوه، بأحرف من نور.

اجمالي القراءات 8816

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الخميس ٢٤ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[66815]

ربما كان اضغاث احلام !!

السلام عليكم ، أكيد هذا المقال يدلل على اهتمام الأستاذ شاكر النابلسي بأمر الأردن وحبه الجم لها ، ونتمنى للأردن وشعبه السلامة وأن يخرج من دائرة الانتقام التي يصر المفسدون دخول الأردن فيها وذلك بعدم رغبتهم بالإصلاح ، وسيأتي الوقت الذي سينفجر فيه الوضع وساعتها لم ولن يستطع أحد الوقوف في وجه الغضب الساطع !! ولكن سيكون هناك تضحيات ودماء !!!


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,450,439
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة