العضلة التي ليست كأية عضلة

يحي فوزي نشاشبي Ýí 2011-02-27


 

العضلة  التي  ليست  كأية عضلة

 

 بسم  الله  الرحمن  الرحيم

       دار  بنا  الحديث  حول ما  يعاني  منه  المسلمون من  حساسية  أو حرج  أو ضيق في الصدر إزاء  بعضهم  البعض  من  المسلمين ، وإزاء  غير المسلمين بصفة خاصة. وتذكرت موضوعا سابقا نشر في  يوم 26/06/2009 تحت  عنوان  "  قاعة  متعددة  الرياضات  لتربية  وبناء عضلة  العقل  السليم " تلك العضلة التي هي ليست  كأية  عضلة .

        ومممما  جاء  في  المقال السابق  ذلك  التساؤل :

        ومن يدري  لعلنا  سنستسيغ في  الأخير ممارسة هذه  التربية  الذهنية بغية اكتساب وتنمية ذلك  الجسم  " الذهني " ذي  العضلات  المفتولة  القوية الجميلة  السليمة  التي  تجعل  الإختلاف  في  الرأي، وحتى  في  المعتقد  وفي  الممارسة ،  أي ممارسة  العبادة ،  تجعله  اختلافا  حضاريا راشدا  ورشيدا ،  يعرف  حدوده ،  بل ويستميت  استماتة  من أجل  أن ينعم  الاختلاف  المقابل بالتمتع  في رحاب ما  تتيحه له  حدوده،  وبأن  يحرم على  نفسه  حتى  التفكير في  تجاوزها ، وأن  يجتهد  ويجاهد  في سبيل  أن لا تقوم  لكلمة خلاف أية  قائمة .  والتعليمات  التي أنزلها  الله  سبحانه  وتعالى  على عبده ورسوله وأمره بأن يبين  للناس  ما  نزّل  إليهم ، ألم  تكن  لنفس الهدف والغرض ، أي لهدف وغرض سيادة الحرية ولتكون نصيب الناس جميعهم  وبدون  أي  استثناء ؟

        وباختصار شديد ،  فإن  المؤشر الذي  ينبئ  أن  المؤمنين بما  نُـزّل  إليهم  عوض أن يهتموا بذلك  ويترجموه  إلى  الواقع  الملموس وهو  التبليغ  قولا  وفعلا وممارسة  لا  أكثر، نعم  عوض ذلك  أهدروا أوقاتهم  وبإسراف  لا حدود  له  في  تتبع وتحسس مواقف الآخرين إزاءهم وإزاء الرسالة التي بين أيديهم وإزاء  الرسول ، نعم  لقد أهدروا حياتهم وتركوها تذهب حسرات وهمّا وغمًّا ،  وصعب  عليهم أن يتصوروا وأن  يهضموا أن  هناك  من لم  يستطع  أن  يتخلى  عما  ترك  له  آباؤه  من  تراث ، ومن حقه  أن  يتشبث  بذلك .

        وأما عن الأدوات (المجازية دائما) التي تمارس بها هذه التمارين  الرياضية الذهنية ( إن صح التعبير) ومنها تلك ( الثقالات – أي  ( les  haltèresالمتفاوتة  في  الشكل  والوزن والثقل ، فمن المعتقد أنها عديدة وموزعة في  حديث  الرحمان الرحيم .  ومن بينها :

 

 

 

.../...                                    – 2 -

 

        ((  أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا  فإن  الله  يضلّ  من يشاء  ويهدي  من يشاء  فلا  تذهب  نفسُك  عليهم  حسرات  إن  الله عليم  بما  يصنعون )).فاطر – 8.

 

         ((  فذرهم يخوضوا ويلعبوا  حتى  يلاقوا يومهم الذي  يوعدون ))  الزخرف رقم 83.

 

         (( فلعلك  باخع  نفسك  على آثارهم  إن  لم  يؤمنوا  بهذا  الحديث  أسفا ))

الكهف رقم 6.

 

         ((  لعلك  باخع  نفسك  ألا يكونوا  مؤمنين )) – الشعراء  رقم 3.

 

         (( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا  أفأنت تكره الناس  حتى  يكونوا مؤمنين )).يونس – رقم 99.

 

         (( أرأيت  من  اتخذ  إلهــه هواه  أفأنت  تكون  عليه وكيلا )) الفرقان رقم 43.

 

         (( أفمن حق عليه  كلمة  العذاب  أفأنت  تنقذ من  في  النار )) الزمر رقم 19.

 

         ((  أفأنت تسمع  الصم  أو  تهدي العمي  ومن  كان  في  ضلال  مبين ))الزخرف رم 40.

 

         ((  كتاب  أنزل  إليك  فلا  يكن  في  صدرك  حرج  منه  لتنذر  به  وذكرى  للمؤمنين )) الأعراف 2.

 

         وهناك أدوات أخرى ( ثقالات -  ( haltèresهي عبارة عن آراء  ووجهات  نظر وتعبيرات  قد  تكون مثيرة وغريبة نوعا ما  أو  نسبيا، قالها  قائلوها ،  وليس  من الضروري أن تصادف هوى  في نفس  القارئ  الكريم، ولكن  من  الضروري  - حسب  رأيي  المتواضع -  الاطلاع  عليها  ومحاولة  تصور ظروف  ومزاج  وطبيعة قائليها. وقد يكون ذلك بمثابة تمرين رياضية برفع ثقالات – (مجازية ) بانتظام وباستمرار، أو بمثابة سفر ينتقل فيه القارئ بين فيافي آراء ووجهات نظر  وعصارات أدمعة،  ثم ، من يدري لعله  يجني من ورائها منافع ؟  وأما  أكبر فائدة وهي المرجوة والملتمسة من وراء ممارسة هذه التمارين  الرياضية  بواسطة  هذه الثقالات المعنوية هي استدراج لتلك العضلات الخاملة وبعثها من مرقدها وإتاحـــة

.../...                                    – 3 –

 

الفرصة  لتسري  في عروقها الحياة والحيوية ، وبيت القصيد هو نيتنا الخالصة  في أن  نتخذ  رسول  الله  أسوتنا  الحسنة  في  كل  ما  نصحه  به  الله  الرحمن الرحيم. وإن ذلك ليس بالأمر الهين ، ويكتسب اكتسابا بعد  صبر  ومثابرة  وإرادة.

 

        ومن بين الأقوال  والآراء  ووجهات  النظر  المختلفة  ما يلي :

 

        01) ليس الإلف تكيفا نفسيا أو حالة  نفسية  فقط ،  بل  هو تكيف عصبي أو حالة عصبية كذلك. إنه تكيف  يرتبط  بالجهاز العصبي . إن إيماننا  بالمذهب  لا يساوي أكثر من ارتباط  جهازنا العصبي به ، ونحن  نتعصب  له -  أي  للمذهب – غضبا  يساوي  حالتنا  العصبية المتعاملة  معه .

 

        02)  ... فالتلاؤم  ليس  شرا أو خطأ خالصا، بل إنه مفيد أو ضرورة. ولولا طبيعة  التلاؤم  في الأشياء  أو قانون التلاؤم  فيها ، لما أمكن أن يستقر الإنسان ولا سواه في وضع من الأوضاع ، ولا أن يراه شيئا طيبا أو يرتاح  إليــه . فقانون التلاؤم سخيف وضار ومعوق، ولكنه مع  ذلك حاجة أو ضرورة ، إنه مفيد بقدر ما هو ضار، واحتياج بقدر ما هو ضد الإحتياج .

 

        03)  إن الذي يؤمن أكثر هو إنسان يتعصب  ضد الإنسان ويعاديه أكثر.

        إن الناس يتعصبون لمذاهبهم ومعتقداتهم ونظمهم  بقدر ما يكرهون الآخرين ويعادونهم، أو لأنهم يكرهون الآخرين ويعادونهم، ولا يتعصبون لها لأنهم يحترمونها، أو بقدر ما يحترمونها.

 

04) إذا كنت لا تستطيع أن تفكر كما ترى، أو أن ترى كما تجد، أو أن تقول

كما تفكر، فإما أن تصمت عن الكلام والرؤية والتفكير، وإما أن تقول ما لا تفكـــر، وتفكر ما لا ترى ، وترى ما  لا  تجد.

         إذا كنت ترى وتسمع وتتألم وتتلذذ فأنت حتما تقبل وترفض وتتلاءم وتتنافر، وإذا كنت كذلك فأنت حتما تفكر، أنت حتماً  تفكر ولو ضد التفكير، فكل الناس يفكرون ، ولكن أكثرهم  يفكرون  ضد التفكير. إذا كنت تحيا  فأنت  حتماً تفكر ولو لمقاومة التفكير .

       05) إن الذين لا يفكرون هم أشد عقما من الذين لا يلدون .

       06) إن الحاجة إلى التفكير إذا لم تتحول إلى تفكير تصبح شيئا رديئاً  ومدمراً.

.../...                                  – 4 -

 

       07) إن البشر جميعا لا يخافون حرية الأرض، حريتها في أن تعطي كــــــل احتمالاتها ، مثلما يخافون حرية الإنسان، حرية عقله واحتجاجه بأن يعطي كل احتمالاته.

        إننا ندعو إلى تطوير أدواتنا وكل وسائل حياتنا  أو نأذن بذلك ونمارسه ونؤمن به ، ونرفض أن نفعل أو نقبل مثل هذا التطوير لذواتنا  وأفكارنا وعقائدنا.

 

        08) كيف تكون الأشياء كلها حلالاً ويكون الإنسان كله أو بعضه حراماً ؟ كيف نجرّب الصخور ويؤذن لنا بأن نجربها بكل حرية ،  ثم لا نجرؤ على تجربة ذواتنا  ولا يسمح  لنا  بتجربتها  بمثل هذه الحرية ؟

 

        09)  إن صواب اليوم كان خطأ الأمس .

        10)  إذا كان ذنبا أو عارا أن نصمت عن قول ما نعتقد ونريد ونحترم، فماذا يمكن أن يكون إجماعنا على أن نقول ما لا  نعتقد أو نحترم أو نريد  ولو في بعض الأوقات في بعض المواقف والآراء ؟

 

       11)  ...  فليست الكثرة دائما شقاء وخسراناً، ولا  القلة دائما سعادة أو ربحاً أو رخاء.

 

        12)  إن مصادرة حرية التنفس ليست أكثر ظلما أو بلادة من مصادرة  حرية  الإختلاف  الفكري  أو العاطفي .

 

       13)  إن هذه الأفكار التي تعدّ  اليوم  جديدة  وتطارد  لأنها جديدة  ستصير مع الأيام  قديمة ،  يعدّ مخالفوها زنادقة ومنبوذين ، وتحارب باسمها  الأفكار  التي سوف تكون أكثر منها  جدة .

 

       14)  إنك لن ترى منظرا ساخرا ومهينا أبلغ من أن ترى رجلين أو  طائفتين مختلفتين على المذهب أو العقيدة أو النظام ، تدخلان في حوار حاد، هذه الطائفة ترى أنها هي الحق كل الحق ، وأن المخالفة لها هي الباطل  كل الباطل ،  ثم  تدعي الطائفة الأخرى نفس الدعوى !إن الرجلين أو الطائفتين لتستحقان كل الرثاء  بدل  الغضب  أو  الكره.

 

.../...                                – 5 –

 

       15)  إنه مباح  لك وعدل أن تدين بآرائك  مهما كانت سخيفة وغير معقولة، ولكن عليك أن تفعل ذلك مبتدئا من حدودك منتهيا عندها، لأنك لست كل العالم ، ولأن في الفضاء  الذي تتحرك فيه آخرين يريدون أن يتحركوا فيه أيضا مثلما تريد  أنت ، ويريدون أن يعيشوا الجنون والحماقات التي تعيش أنت مثلها .

 

       16) هل يمكن ألا يفكر الناس، وإذا فكروا فهل يمكن ألا يختلفوا فــي تفكيرهم ؟ إنه محتوم أن يفكروا ،  إذن هو محتوم أن يختلفوا .

 

       17)  كيف لا يخجل أي إنسان من سذاجته حينما يرى الله في مرآته أجمل مما يراه في مرائي الآخرين ؟

 

       18) هل أنت تكره من خالفك لأنك تحبه وتريد له الخير والصدق ؟  هل أنت طيب إلى هذا المدى ؟ أم أنت تكرهه لأنك  أناني  مستبد ، ولأن فيك وحشاً  يحتاج إلى هذه الكراهة ، بل لأن فيك إنسانا يقتات بهذه الكراهة ؟  هل نكره من نحب لأننا نحبهم  جداً  ؟ إن  المؤمنين  الذين  يكرهون غير المؤمنين يزعمون أنهم يكرهونهم لأنهم يحبونهم !

 

        19) هل كفر الكافر وخلاف المخالف يوقفان جريان الأنهار أو اخضرار الحقول أو إزهار الأزهار أو تورد  الخدود الفتية أو رغبة الرجل في المرأة ، أو رغبة  المرأة  في  الرجل  أو قدرتهم  وقدرتهن على إعطاء  الأبناء  والبنات ؟

 

        20) ... وكما أنك لا  تستطيع أن ترى الشمس وأن تعشقها أكثر مما  يراها ويعشقها جيرانك المخالفون لك في الدين أو المذهب أو الشعارات، كذلك لا  تستطيع أن ترى أكثر أو أفضل منهم الصواب والذكاء الموجودين في نظامها  الذي قد تظن أنه – أي نظام الشمس -  ليس إلا هتافا وشهادة  لمذهبك أو نظامك .

 

        21) ليس الذين  يشغلون بالدفاع عن النصوص والبحث عن التفاسير لها إلا قوما هاربين من التفكير، وهم يعانون عملية هدم لا بناء فيها ، يعانون عملية احتراق باهظة ، إنهم كالذين يحتلمون أو يمارسون العادة السرية بحثا عن الأبناء، أو في أسلوب من يبحثون عن الأبناء ، أو تعويضا  عن ذلك .

 

.../...                                      – 6 - 

 

        22) ما أكثر ما يغفر الإنسان  لنفسه وما أكثر ما يصبر عليها ويحابيها.

 

        23) العلم شك ، والجهل يقين ، والعقل تدبير. إذن أكثر الناس يقينا هم  الجهال ، وأكثرهم  شكا هم العلماء ، وأكثرهم  تروياً هم  العقلاء. وليس العاقل هو العالم ولكن كلاهما يشك، وكلاهما لا يستيقن في تعامله مع الطبيعة والناس والمذاهب والعقائد .

 

        " العالم  يشك ،  والجاهل  يستيقن ، والعاقل  يتروى ".

 

        24) ليس الشك إلا خروجا أو احتجاجا على القيود الموضوعة فوق المنابر وفي المعابد ، وعلى كل  سيادة  إملائية  سابقة على العقل والحركة والشعور. 

        كان يقال في القديم :

        " فلان يفكر،  إذن هو  خطر ".

 

        25)  ...  ولست أرى  فضيلة  في  أي  إنسان  أروع  من أن يشك  في أن دينه ، أو مذهبه ، أو وطنه ، أو  رأيه ،  أو  موقفه ،  أفضل  أو  اصدق من دين عدوه ، أو  من مذهبه ، أو من رأيه ،  أو  من موقفه .

 

        26) والمزيد من الشك يجب أن يعني المزيد من التسامح والحب  والإعتذار عن الناس، وهذا هو الذي يعنيه ويصنعه الشك الفكري والمذهبي ، أو هذا هو الذي يفترضه ويدعو إليه الشك الفكري والمذهبي، أو الشك ضد النفس دفاعا عن الآخرين،  أو ضد  المذاهب والعقائد  دفاعا عن النفس وعن الآخرين.

        إن الشك بحث عن أسباب التسامح والحب والاعتذار عن الآخرين .

        إنه بحث عن أسباب  العدل.

        إنه بحث عن الأسباب  المسقطة  أو المضعفة للتعصب والبغضاء.

        إنه بحث عن مرآة  متدينة يرى بها الناس وجوههم ، ومذاهبهم ، وتاريخهم ومزايا  آبائهم بالحنان والحب اللذين يرون بهما  وجوه مخالفيهم ، ومذاهبهم ، وتاريخهم ، ومزايا  آبائهم .

        أو يرون بها دمامات وجوههم بالقسوة التي يرون بها دمامات وجوه  الآخرين !

 

 

.../...                                      – 7 –

 

        26) إن الذي  يرفع  صوته  بغضب  بالغ  مجهد ، يجادلنا أو يعظنا  مثل نبي قادم  من جبل المناجاة ، وفي فمه وأعصابه  كل توتر النبوة  وغضبها ،  إنما هو إنسان بائس هارب من عذابه ، من حرائقه  الذاتية ، يبحث في الهرب إلينا  عن النجاة لنفسه  ، لا عن الجنة  لنا .

 

        27) وإنه لو تحولت كل عداوة وحقد وخبث  في النفس  الإنسانية إلى  سلاح لأصبحت نفوس كثيرة  من أكبر المصانع  المنتجة  للأسلحة ، ولاستطاعت نفس ثائر واحد  أو زعيم  واحد  أن تنتج من الأسلحة  ما يكفي لقتل جميع البشر.

 

        28) أفضل أحزاني ورثائي لذلك التقي الفاسق، الجائع المحروم ، لذلك القديس الذي يمشي في موكب من التقى تخشع له النجوم ، يمشي وقد  كسر طرفه في غمد التقوى والتقية  دون أن يستطيع النظر إلى جمال  الزهرة  أو طلعة  القمر خوفا  من أن يعده الله – بذلك – مشغولا عن النظر إليه بالنظر إلى ما سواه ،  أو أن  يكون  بذلك  قد خرق العفاف  والنظافة ، أو فعل ما ينكره المذهب أو النظام الذي  يؤمن  به .

        هل يمكن أن تنطلق أعمالنا القوية المنتصرة إلا عن نفوس فيها صفاء ، واتزان ، وحب ، وتوافق ، وسلام مع الخارج  ومع ذاتها ؟

 

        29) ولو تحولت آراء الناس بعضهم  في بعض، وحقد بعضهم على بعض، وبغض بعضهم لبعض ، ونيات بعضهم نحو بعض ، إلى سلوك ، وكذلك لو تحولت رغباتهم ، وأمانيهم ، وكل حقائقهم  الداخلية المخفاة  تحت عديد الأقنعة  والشعارات ،  لكان شيئا عجيبا أو شيئا مخجلا  ومهينا أن يعايش أو يلقى بعضهم بعضاً ، ولكان من المحتوم أن يتفوق الإنسان حينئذ في افتراسه على كل الوحوش والحشرات الكئيبة .

 

        30) إن الزمان كائن محايد فلماذا صنع بعض المجتمعات وبعض الكائنات  أفضل أو أكثر مما  صنع المجتمعات والكائنات  الأخرى ؟

 

        31) إن استيراد الحضارة  أو استهلاكها  ليس حضارة،  بل  الحضارة طاقة إنسانية  تتفاعل  مع الظروف والاحتياجات لتصبح خُـلقاً  من أخلاق مبدعيها .

        إن الحضارة  ولادة  وليست تبنيا ، إنها ولادة عقلية ونفسية وأخلاقية .

 

.../...                                       – 8 -

 

        32) إن الطريق  إلى التقدم والرخاء هو أن نكون متحضرين في  مستوياتنا النفسية والأخلاقية والفكرية والفنية، لا أن نكون مستوردين ما يصنعه المتحضرون.

 

        33) ... لماذا لا نناضل لنتساوى حضاريا مع هؤلاء الذين نعيش على حضارتهم ؟         كيف لا نصاب بالذهول من هول الفرق؟

        لماذا لا نقاتل أو نضج ونصيح لنتحضر كما نقاتل ونضج ونصيح لننال استقلالنا السياسي ؟

        لماذا لا نحاول أن نسرق أو نغتصب موهبة الابتكار ؟

        كيف نصرّ على الظفر بالمساواة سياسيا مع أرقى المتحضرين ، ولا نصر  على المساواة  بهم  في  القدرة على ابتكار الحضارة وتصديرها إلى الآخرين ؟

        كيف نطالب العالم بأن نتساوى سياسيا، ولا نطالبه بأن نتساوى قدرة حضارية ؟

 

        34) إن الهمجية بلا وسائل حضارية قد تكون محتملة ، أما  الهمجية بوسائل حضارية فهذا  هو  الهول.

 

        35) إن الاستعمار لا يمكن أن يفسر به  التخلف أو العيوب،  وإنما يفسر هو بالعيوب والتخلف ،  إنه نتيجة  لتخلف وعيوب سابقة  لا  خالق  لها .

 

        36)  إن الاستعمار إهانة للإنسان لا بد من غسلها  والتكفير عنها ،  وأفضل أساليب  التكفير عن هذه الإهانة  هو  تحضّـر الجميع  وتقدم  كل  المجتمعات حتى  تموت  الظروف التي تصنع الاستعمار أو  تسوغه.

 

        37) إن استقلال كثير من الشعوب الذي حققته لها الظروف الجديدة الملائمة قد أصبح افتضاحاً وهجاء  لها ، أي إن الاستقلال الذي نالته أخيرا كثير من الشعوب قد تحوّل إلى أقوى هجاء  وافتضاح لهذه الشعوب ، لأنه قد  ألقى  بها تحت التجربة  التي  كشفت  فيها عن خزائن ومخابئ  هائلة  من  الضعف  والغباء  والطغيان .

 

 

 

 

.../...                                      – 9 –

 

        38) ... فكذلك التعليم إذا  لم  يكن  تحويلاً  أصبح موتا ، موتا  للعقل والسلوك  والحماس والإبداع ،  أو أصبح  شيئا  لا  نفع  فيه .

        إن التعليم يجب أن يكون تحويلاً للذات المتعلمة، يحول  تفكيرها  وأحاسيسها وقدرتها وأخلاقها ورؤيتها  للأشياء والناس والمذاهب والكون وأحكامها ،  يحوّلها إلى وجود  إنساني جديد بمقاييسه  ونشاطه وكل مستوياته ، أي  إلى  تغيير.

 

        39) ... ليس  التعليم  مقررات وصلاة  وإيمانا ، ولكنه احتجاج وتجاوز.

        نحن نتعلم ونناقش ونرفض ونتغير،  لا  لنعرف  ونرضى  ونطمئن ، أعني أن هذا من الافتراض  النموذجي في  التعليم .

 

        40)  إن التعليم  يجب  أن يكون حركة لا  معرفة ، شكا  لا  يقينا ،  سؤالا لا اقتناعاً. والخطر على المتعلمين ومن المتعلمين أنهم  يتحددون ويصبحون حقيقة لا  احتمالا ، ويتحولون إلى قراءة  لا إلى  تجربة أو تفكير ، ويجدون فيما يتعلمون أجوبة  مسكتة لكل تساؤلات الحياة  فيهم ، فيملؤون كل فراغ فيهم  ملأً  كاذبا ، ويسكتون احتجاجات التناقض بينهم وبين الطبيعة والناس والأشياء والمذاهب والمعتقدات ، ويميتون أشواقهم .

 

        41) إن العلم  خَـلق ،  فإذا  لم يصبح  التعليم  أو  المتعلم  خالقا  فما  الذي  أعطاه  التعليم  وما  الذي  ربحه  المتعلمون ؟

        إن التعليم بلا  خَـلق ضرب من التلقيح الميت ، ومن الملء  للفراغ الذي كان من الممكن أن يمتلئ  بمعنى من معاني  الحياة، فامتلأ  بمعنى من معاني الموت .

 

        42) المطلوب أن يكون التعليم في المتعلمين فيضاً من الوعي والطاقة والمقاومة والسفر البعيد – أن يكون وسيلة مواصلات حديثة وسريعة للسفر  الحضاري الدائم إلى الآفاق الحضارية المجهولة النائية ، بل  وسيلة مقاومة  عنيفة للتعليم  نفسه.

        إن طبيعة التلقي طبيعة  اتكالية ، والمتعلمون – في الغالب – متوكلون أي متلقون، إنهم مقابر توضع  فيها جثث  قديمة، وإذا أصبح  التعليم  توكلا أصبح نوعا من الاعتقادات  الكبرى التي تجمد  مواهب  الحياة واحتمالاتها ، وتدافع عن المذاهب والآلام التاريخية  التي قاسى منها الإنسان كل  العذاب  والجهل  والهوان.

 

 

.../...                                      – 10 –

 

        43) إن بضعة علماء  مغيرين  للحياة ، وواهبين  لها شيئا  جديدا  لأفضل  من جميع المعاهد والجامعات التي  تعد  لتعطي  أفواجا  هائلة متلاحقة لتجعلهم من القارئين والمفسرين والمعتقدين الذين يتكلمون ويجادلون ويرفعون أصواتهم كثيرا دون أن يعرفوا  أن الكلام  لا  يساوي دائما  الفهم والذكاء –

 إن  الكلام  الكثير لا يساوي دائما  الفهم  أو  الذكاء  الكثير ،  وإن الكلام  بلغة  العلماء  لا  يساوي  العلم  دائما.

 

        44) ...  والذين يعلمون ثم  لا يخلقون ،  أو  يرفضون ، أو يتغيرون ، ليسوا أفضل من الذين يتعلمون ثم لا  يعلمون.

        وما أسوأ الحمل الذي لا  ينتهي بولادة، وأسوأ  الولادة  التي  لا  تنتهي بحياة فيها صحة وجمال  وذكاء وظروف  اجتماعية  وإنسانية  جيدة ، وما أسوأ التعليم  الذي  لا  يكون فيه  علم ،  وأسوأ  العلم  الذي  لا  يكون فيه  خَـلق وتغيير ورفض وتجاوز.

        والمعرفة التي لا  تتحول  إلى  كينونة  أفضل، هي  نوع من الجوع  الأليم ، ومن النظر بلا  رؤية ،  ومن الرؤية  بلا  مشهد .

 

        45)  .. قد نتعلم  لنكون أكثر جهلا ،  وقد  نعلم  لنكون أكثر عجزاً.

 

        46) كان الإنسان  كينونة فقط  دون أن يريد أو يعرف ، حتى معرفته  لقد حدثت بدون معرفته .

        لقد كان لا  يعرف ولا  يعرف  كيف  يعرف  أو  كيف يريد أن يعرف ، بل  وكان لا  يريد  أن  يعرف، أو  كان يريد  ألا  يعرف.  ولكنه مع هذا  أصبح يعرف

 

        47) ... ولهذا فإن ما يتعلمون لا يغيرهم أو يرتفع بهم إنسانيا لأنهم لا يعيشونه وإنما يمرّ من  خلالهم  كما  تمرّ الأشياء السائلة  من  خلال  الأنابيب .

        إن الحضارة  تهاجم جهازهم  العصبي وتبهر أبصارهم وترفع أصواتهم  فقط .

        48) أن يتعلم البشر البلادة والعبودية والجهل شئ  فظيع ،  وألا  يتعلموا شيئا هل  يمكن أن  يكون شيئا  غير فظيع  ؟

        49)  إن القوة  هي  أن  نعيش  في  الآخرين ،  أما  الضعف  فهو  أن  نفنى  فيهم .

.../...                                    – 11 –

 

        50) ...  والخوف  من التفكير قد  يكون  مريحا  ،  كالإقتناع  بالتفكير.

        51)  ... وإذا  كنا  لا  نجد  ذنبا  أو كفرا  في  أن نستشفي من كل عاهات  التاريخ وعيوبه  الجسيمة، فلماذا نجد  كل  الذنب  والكفر في الاستشفاء من عيوب وعاهات  التاريخ المذهبية ، والعقلية ،  والدينية ، والأخلاقية ؟

        نحن نحمل في أعماق عقولنا وعواطفنا وسلوكنا حشوداً هائلة من المقابر الضخمة ، من مقابر المعلمين والطغاة والدعاة والقادة  القتلة والزعماء  الكذبة . إن أصوات هؤلاء وتعاليمهم لتهيب بنا دائما من وراء القبور المنادية  لنا :

        أن كونوا عبيدا وأغبياء، ومتعادين متشاتمين، ومغلقين متعصبين، ورافضين  للتقدم  والحياة والأشياء  الجديدة.

 

        52) ... إننا بالأسلوب الذي به  نزيل الأحياء غير الكريمة والأكواخ  القديمة الصادمة للرؤية يجب أن نزيل أكواخنا الروحية وأحياءنا التاريخية المظلمة ، لنشيد مكانها أفكارا وتطورا وفنا وحياة جديدة  ومستقبلا  أذكى وأفضل ،  أو  لنشيد مكانها منظرا لا  تشوبه  الدمامات  والأخطاء  المتراكمة في مخازن التاريخ

        ... نحن نغير الأثاث  والمنازل  التي نرثها  عن آبائنا بلا  شعور  بالذنب أو بالتحقير لأولئك  الآباء،  بل  بالشعور الضاج  بالتفاخر والكبرياء،  فلماذا لا  نغير الأفكار والتعاليم التي ورثناها عنهم بنفس الأسلوب والشعور؟

 

        53) إنه لا أحد أسوأ من الذي يرفض تغيير المتجر أو المسكن أو الملابس أو الحياة  التي انتقلت إليه  بالوراثة  إلا  الذي  يرفض تغيير الفكر أو المذهب الذي انتقل  إليه  أيضا  بالوراثة.

 

        54) إن الذين لا يتناقضون هم  قوم  يرفضون الاستجابة لأنفسهم ، لأنهم يخافون ، أو ينافقون ، أو يتحرجون ، أو لا يعرفون  كيف  يفعلون، أو لا يريدون أن يكونوا شرفاء،  أو أن يسيئوا  إلى مصالحهم أو مغانمهم أو إلى  جاههم  الأناني الذي  اكتسبوه ،  بتحولهم  إلى صيغة واحدة  جامدة  في  المجتمع  لخداعه.

  إ

        55)  إنه  لن  يكون  الوقوف  عند  الرأي ، أو وقوف  الرأي  فضيلة ،  إلا إذا  كان  وقوف  القلب  فضيلة .

 

        56)  ولو وجدت كل  الأجوبة على  كل الأشياء لظل الإنسان  يسأل ويلحف في الأسئلة أيضا . ولعله يرفض أن يعرف  كل  الأجوبة  لو كان ممكنا أن يعرف 

.../...                                       – 12 –

 

إذا كان ذلك يعني أن يتوقف عن الإستمرار في السؤال دون جواب ، ودون انتظار جواب !ولهذا  فإن  الذين يعرفون  يظلون أكثر سؤالا من الذين لا يعرفون  لأن الذين يعرفون يكونون أقوى مزاجا  تساؤليا  من الذين لا  يعرفون ، وليس لأن المعرفة  تحوجنا  إلى المعرفة  أكثر أو تشعرنا بجهلنا أكثر .

 

        57)...  إني متشائم  :

        لأني  علمت أن أحترم  الإنسان ،  وأن  أؤمن بحريته  وذكائه  وتفوقه ، وأن أؤمن بالعدل ، والعبقرية ، والحب  المغدق  بلا حدود .

        لقد  علمت  الإيمان ، ولكني  لم  أجد  ما يمنح  الإيمان .

        لقد  وجدت  دائما  ما  علمت  الإيمان ضده !

 

        58) فللعقل صوت  قلّما  نُصغي  إليه ...  وإن نحن فعلنا  سرعان  ما  نخالف  أمره  وندوس  على صوته  بأقدامنا .

 

        59)  إن الإنسان هو عاصمة  الوجود  وبذرة الحياة ومركز الدنيا ، والعقل هو المتحكم في هذه  العاصمة  وهو المولـّـد  لتلك  البذور وهو المدبر لذلك  المركز والأمين عليه .

        فالأكيد استناداً إلى ذلك، أن التفاوت  في  استخدام العقل هو  الذي أنتج عالماً غير متكافئ  القوى . عالماً  متصدعاً  يضج  بالصراعات  والسباقات  التي  سببها استصغار ذوي العقل الضعيف أمام من لهم القدرة على إدراك حقيقة العقل والاستفادة من وظائفه .

        هناك احتمال واحد  يفيد  أن  العقل  إن  كنت له  كان لك ، ويكون عليك حين تكون عليه .

        وإن أمة بدون عقل أشبه  ما  تكون  بالزبد  الذي يذهب  جفاء .

 

        60) ...  كان  بديهيا  إذاً  أن  يتخلف  الإنسان المسلم – لا سيما العربي- وتتخلف الأنظمة والمجتمعات ( المسلمة العربية ) نتيجة  تخلف العقل وفتوره  وركونه إلى الخمول فخمدت شرارته وخبا  بريقه  ولم  يعد  ممكناً  أن  يتجاوز  في  تفكيره  حدود  البطن  وما  جاورها،  فصار  يعمل  وفق  اختيار عقل  الآخر وهديه ، ويترقب  أوامره ويطبق  نهجه  ويكرر خطابه ...

        فضاعت بذلك  الهوية  العربية المسلمة  التي  فقدت  ذاكرتها  بإهمال العقل  وفقدت  حتى وسيلة  الربط  علما  وعملا  بين ماضيها وحاضرها  حين  فقدت

.../...                                     – 13 –

 

علاقتها  بالعقل  فتعتمت  الرؤيا  وأعميت  البصائر وغدا  مستقبلها  مغشيا  عليه  وقد  ضعفت  الأمة  العربية  وهزلت  فنكست  أعلام  أعلامها  وبيع  رصيدها  الفكري  وثرواتها  التراثية  في  المزاد  العلني  بأبخس الأثمان لمن شاء تشويهها أو إحراقها وإتلافها أو العبث بما كان منها مقدما.

 

        61)  فكيف  يـُحيــي  العقلُ  عقـلـَـه  في  أبدان  جافة  تجترّ موتها وتشرب نخب أعراس الآخرين ؟ كيف يستعيد  العقل  عزيمته ويسترجع  قواه  في  أجسام مريضة ينخرها القلق ويسكنها الفزع وقد غالبها الترهل  وموت الإحساس فشاخت وتقوقعت وأصبحت ترفض الغيرة على كرامتها والثورة على واقعها المثقل  بالمهانة والمذلة وأتعاب التخلف وسلبياته ، وترفض  الانبعاث والتجدد  ولا  تسعى  إلى أي تطور يعيد إليها وعيها وحياتها وحياءها ويبذرالأمل بين أوصالها وأواصرها  وأجيالها ؟؟؟

 

        62) إن العقل مركز وحي ومصدر إلهام وأداة تعبير عن الوجود  والوجدان

        ... لكنه في نفس  الآن :  مسؤولية  الإنسان ...

        فعلى من تقع  مسؤولية من خذل عقله وخانه ؟  مــَن  المتهم في تغييب العقل  وإنكار  وظيفته ؟

        لا شك  أنه  العقل  العربي  المسلم ...  فهو العقل المضاد للعقل ...  وهو  الإدارة  المناقضة  للإرادة .. وهو  الغائب  المغيّب ،  الذي  ترك  للعاطقة  أمر  تسيير  الذات  العربية  وفرض  سلطانها  عليها  فنزع  عنها  ثوب  العقل وأفقدها  مضمونها  وغدت  خاوية  إلا  من لحم  وعظم  ودم ...

 

        وعليه ،  فإن بيت القصيد  -  دائما  حسب  رأيي  الخاص  المتواضع – هو  أن نعتقد ونطمئن  إلى تلك  الشهادة  التي  أدلى  بها  الله  عزّ  وجلّ  ومنحها  عبده  ورسوله عليه الصلاة والتسليم ،  تلك  الشهادة  المتعلقة  بالخلق  العظيم ، ونحاول  جهد الاستطاعة  أن  نبحث عنها  ونضبطها  ونعيها  ونفهمها  ونهضمها ، أما عن مجال  البحث  عنها فهو حتما  في  بحر حديث  الرحمان ،  وهذا الخلق  حتما  يصطاد  اصطيادا  بالغوص في أحشاء  القرآن  العظيم .

        وأتوقع أن القراء الكرام يشاطرونني الرأي في أن  هذا  الخلق  العظيم  الذي  شهد به العلي  العظيم لعبده ورسوله  هو  خلق يتألف من  صفات  شتى ، وأن ما يهمنا  منه  في موضوعنا  على الأقل هو ما  يتمتع  به  المشهود له عليه الصلاة  والتسليم  من  عضلات ( مجازية  معنوية ) وهي  عضلات مفتولة فيها هدوء 

.../...                                    – 14 –

 

ورباطة جأش وليونة ، وهي  عضلات  سليمة  من أي  تشنج  أو أية  حسرة ، أو  أي  بخع أو أي غم  أو حزن أو هم . وذلك  ما  أشار إليه  الله  في  الآيات  التالية :

        ((  أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا  فإن  الله  يضلّ  من يشاء  ويهدي  من يشاء  فلا  تذهب  نفسُك  عليهم  حسرات  إن  الله عليم  بما  يصنعون )).فاطر – 8.

        

         (( فلعلك  باخع  نفسك  على آثارهم  إن  لم  يؤمنوا  بهذا  الحديث  أسفا ))

الكهف رقم 6.

 

         ((  لعلك  باخع  نفسك  ألا يكونوا  مؤمنين )) – الشعراء  رقم 3.

 

        وكما هو مفهوم  وواضح  فإن  إيراد هذا المقال وسرد  تلك الأقوال والآراء هو محاولة  وطمع  في  لفت الإنتباه  للسعي والحرص لاكتساب نصيب ما من هذا الخلق  العظيم . والباب  يبقى طبعا مفتوحا لكل أشكال التربصات  والرياضات  المؤدية إلى  نفس  النتيجة.

اجمالي القراءات 12339

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-10-28
مقالات منشورة : 288
اجمالي القراءات : 3,141,142
تعليقات له : 384
تعليقات عليه : 401
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco