أيامي في المستشفى .. وماذا عن الآخرين؟

محمد عبد المجيد Ýí 2009-07-17




أوسلو في 16 يوليو 2009
أولويات حقوق الانسان تختلف من شخص إلى آخر، والاختلافات تنسحب على الشعوب، والحكومات، والأجناس، والجماعات، والطوائف، والمناطق الجغرافية، والأزمنة التاريخية، وغيرها ..

المزيد مثل هذا المقال :


لو أنني أمسكت ورقة وقلما الآن لأضع الأولويات فلا ريب أنني سأعيد ترتيبها مرات كثيرة وفقا لرؤيتي الآنية، أو حالتي النفسية، أو الانفعالات الداخلية، أو الظروف الخارجية، أو الضغوطات الذاتية التي يتعرض لها العقل والنفس والعواطف، وفي هذه الحالة قد يتراجع العقل إلى الخلف قليلا، وربما تتقدم العاطفة حاملة منطقا أحسب حينئذ أنه الحق، وربما أضع ترتيبات لا يوافق على أكثرها أكثر الناس ولو عدلت، أو زعمت أنني عادل!


لو طرحت السؤالَ على قبيلة في تشاد فسيُجمع كل أفرادها على أن الأولوية للماء الصالح للشرب، وإذا طرحت السؤالَ على رجل أعمال يملك عدة فنادق في شرم الشيخ فسيردّ على الفور بأن حرية انتقال رؤوس الأموال والاعفاء من الضرائب لعشر سنوات لهما الأولوية، وإذا سمعك عضو في جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلن يتواني في التمسك بأهم الثوابت وهي اخفاء المرأة بقدر المستطاع عن الرجل ولو كانت داخل سبعين مترا من الصوف الثقيل الأسود!

سيقول لك رجل استخبارات عربي بأن أهمية الأمن تأتي في المقدمة ومنها احترام كل من تثقل كتفيه نجومٌ ودبابير وصقور ونسور، وستقول لك ربة الأسرة بأنها لا تكترث إلا باكتفاء أولادها ماديا حتى نهاية الشهر، وستختلف الردود مئات المرات وفقا لرؤية صاحب كل منها: من أهمية اللحية إلى الافراج عن المعتقلين الأبرياء، ومن صرف معاش الأرملة قبل الخامس من الشهر إلى مساهمة الدولة في القضاء على العنوسة، ومن الاشراف القضائي على الانتخابات إلى حرية نشر الكتب، ومن جواز سفر وعقد عمل في الخارج إلى محاكمة الضابط الذي مارس التعذيب، ومن المساواة بين طوائف ومذاهب وأديان المجتمع إلى علاج ابن أو أخ أو أخت أو والدة من مرض عضال.

كلما استطاع المجتمع احتضان أمنيات وأماني وآمال وطموحات وأحلام أفراد الشعب، اقترب من الخط الفاصل بين التقدم والتحضر .. وبين قيمة الانسان المكرَّم والمعزز و .. قيمته في عالم من القهر والقمع والمجاعة والفقر والبطالة والقسوة والغلظة والنفاق !

في ذهني ترتيب ما أنفك يتراقص صعودا وهبوطا، فيحل المركز الثاني مكان السابع، ويعود الثامن إلى الثالث، ويحتل العاشر مكان الخامس، لكن كرامة المرء في السجون والمعتقلات وأقسام الشرطة ومع الأمن والمحاكم العادلة والكلمة الحرة ظلت طوال سنوات امساكي بالقلم تقف منتصبة في المقدمة، وجعلتني أخسر الأصدقاء، ويتجنبني الزملاء، ولا أستطيع السفر لست عشرة دولة عربية أغضبت كتاباتي أسياد قصورها، فانتقل الغضب فورا إلى أصحاب اليونيفورم الذين يقومون بزيارة المواطن قبيل صلاة الفجر!

الحرية لمعتقل الضمير والرأي، مسكن لائق لكل أسرة، طعام جيد لكل فم، مياه غير ملوثة، مساحة خضراء تتنفس فيها الروح لتمنح الجسد قوة جديدة، انتهاء آخر أميّ لا يستطيع أن يقرأ رسالة من الدولة أو يكتب خطابا لأمه، إدارة سليمة وذكية وشريفة تنهي عصر الموظفين الموميائيين القساة، حرية دينية تجعل المواطن يتوجه إلى الله بارادة حرة وليس بعصا غليظة فوق ظهره، مساواة كاملة بين كل الأديان والطوائف والمذاهب، حرية الخروج من الوطن والدخول إليه ولو سبعين مرة في اليوم، معاش كريم لكل مُسِنّ، مستشفيات نظيفة، أطباء رحماء وممرضات لهن أجنحة ملائكة، أسعار مواد استهلاكية ضرورية لا تثقل كاهل الفقير، تذويب للفوارق بين الطبقات، رجال دين يعيشون العصر الحديث ويستخدمون عقولهم فينقلون المواطن إلى القرن الثاني والعشرين بدلا من اعادته إلى القرن السابع، وسائل اعلام تمارس المصداقية والشفافية والشرف والنزاهة، مشروع قومي ينهي كل قطعة بانجو وحشيش ومخدرات وهيروين مع علاج المدمنين الذين افترستهم وحشية مهربي وتجار السموم البيضاء، قضاء تام على العنوسة وانهاء آلام وأوجاع ملايين من أولياء الأمور في عالمنا العربي الذين تتحول دموع بناتهم إلى جمرات يتقلب الآباء والأمهات عليها، دواء لكل مريض، وطبيب يلهث إليك قبل أن تضع سماعة الهاتف فقيمتك الانسانية بين يديه، ضمان اجتماعي لكل من لا يستطيع أن يعول نفسه أو أسرته، ومئات .. بل آلاف من الأشياء التي يطاردني التفكير فيها عندما يأتيني الوطن، في يقظتي ومنامي، فأشعر أن الغربة ليست في الابتعاد عنه ولكن في حمله معي فلا أدري بعدها إن كنت أعيش هنا وأتنفس هناك، أم أنني خسرت الاثنين معا!

فجأة قفزتْ إلى الصدارة أولوية ما كان لها أن تتقدم صفوف المطالبات الوطنية لكرامة المواطن في عالمنا العربي لولا بضعة أيام قضيتها أوائل هذا الأسبوع في مستشفى ريكس هوسبيتالا بالعاصمة النرويجية أوسلو!

إنها العلاج المجاني والكريم والتام لكل مريض!

قلت لطبيبي الخاص ( لكل مواطن في النرويج طبيب ثابت يختاره بنفسه أو تختاره له الدولة ) بأنني أشعر بآلام في الرقبة ، وأن تورّما بدا ظاهرا في جانبيها. قام على الفور بعمل كشف مبدئي، وكانت يداه ترتعشان قليلا لأن ذهنه كان منشغلا باحتمال اصابتي بمرض السرطان.

اتصل على الفور بالمستشفى، وطلب كشفا عاجلا في القسم الجديد والمجهز بأحدث تقنيات الكشف ومعالجة الأورام السرطانية، ثم قام بعمل تحليل للدم لم يجد فيه شيئا يثير الاشتباه.

في الموعد المحدد تم الكشف الكامل فلم يعثروا على أي دليل، فعدت إليهم لتحليل جديد في خلايا الرقبة لعله يهديهم إلى معرفة المرض.

بعد شهرين من كل أنواع الكشف والتحليل، جاء موعدي مع طبيب جراح وهو الدكتور أولاف يتليند الذي استقبلني بحفاوة، وسألني عن مسقط رأسي، وبدأ يتحدث عن أن مكتشف كروية الأرض عالم ليبي كان يعيش في الاسكندرية.

قال لي بلهجة الخبير بأنه ليس هناك في جسدي أي أثر لمرض السرطان، وأن هذا تضخم في الغدة الدرقية مضت عليه سنوات دون أن أنتبه إليه، وأنه يفضل اجراء عمليه جراحية لاستئصاله، ولعلها تكون في نهاية الصيف، وسيجريها لي بنفسه.

طلبت منه أن يُعَجّل قدر المستطاع، فكتب في ملفي الصحي عن رغبتي في التعجيل بالجراحة.

بعد فترة قصيرة تسلمت ثلاثة خطابات من المستشفى: الأول بتحديد موعد العملية الجراحية، والثاني يسبقه وهو لعمل أشعة مقطعية لتسهيل الأمر على الطبيب الجراح، وبينهما موعد لبحث الحالة الصحية لي لتكون جاهزة قبل العملية تجنبا لأي خطأ في التخدير أو الحساسية أو ردود فعل الجسد غير المتوقعة حينما أرقد تحت مشرط الجراح!

في كل زيارة يكون هناك تحليل للدم، ويكون هناك جورنال، أي ملفي الصحي، كاملا على الكمبيوتر، فالدولة مؤسسات متكاملة ومتصلة ببعضها، ولعلك لن تكون بحاجة لشرح زيارة لطبيب أو عملية جراحية سابقة أو حساسية ضد دواء، فملفك الصحي مفتوح في دائرة الكترونية صغيرة لا يطلع عليه إلا الأطباء .

الطبيب المساعد قام في يوم بحث الحالة الصحية بكشف دقيق على أجهزة الجسم الذي سيكون بين ايديهم في خلال بضعة ايام: الأنف والأذن والحنجرة والجهاز التنفسي وتحليل الدم ونبضات القلب والضغط وأي دواء لمرض آخر قد يتصادم مع الجراحة، وشرح لي احتمالات الخطورة.

كان شابا عراقيا وسيما ومهذبا، وسألني بأي لغة أفضل الحديث معه! قلت باللغة النرويجية في وجود الممرضة السكرتيرة وبالعربية عندما نكون بمفردنا.

قال لي بأننا في العراق نقول للمريض بأن كل الأمور ستجري على ما يرام، وأن الأمر بسيط للغاية، ولن تكون هناك بإذن الله أي مضاعفات، أما هنا فلدي تعليمات من الادارة الطبية النرويجية أن نقول الحقيقة كاملة دون لف أو دوران ولو كانت صادمة، ثم أكمل شارحا لي الخطورة وهي خطأ من طبيب التخدير، أو نزيف داخلي غير متوقع، أو مكروه يحدث للحبال الصوتية بحكم اقتراب التضخم منها، ثم أردف قائلا: وهذا ليس ورما خبيثا أو حميدا، لكنها تغييرات حدثت في الغدة الدرقية جعلتها تتضخم إلى الداخل.

ثم قال لي بأن العملية ستجرى قبل موعدها بيوم واحد، والطبيب الجراح ماهر جدا وقام باجراء عمليات مشابهة مئات المرات، فلما سألت عن اسمه علمت بأنه جراح آخر غير الدكتور أولاف يتليند الذي ترك لدي انطباعا حسنا، وراحة نفسية.

سألت عن امكانية أن يجريها لي الدكتور أولاف يتليند، فقامت الممرضة بالاتصال به فورا قائلة بأن المريض يريدك أنت أن تجري العملية، فوافق على الفور شريطة تأجيلها يومين فقط!

في دقائق معدودة كان الموعد قد تغيّر، ورغبتي تحققت في اختيار الطبيب الجراح، وطاقم العملية تم تحديده مسبقا، ولم تبق غير أربعة أيام أستعد فيها نفسيا لفتح رقبتي، واستئصال ما يراه الطبيب الجراح ضروريا.

الرسالة تحتوي على كل التعليمات التي ينبغي لي تنفيذها قبل موعد اجراء الجراحة بنصف يوم، وأهمها الصيام عن الطعام والشراب قبل منتصف ليل اليوم الموعود، وفعلا كنت في المستشفى قبل السابعة من صباح الجمعة 10 يوليو.

هنا يصافحك كل من يقابلك للمرة الأولى حتى لو كانت ممرضة تعطيك مسكنات، أو مساعدا يرشدك إلى التعليمات ويضع أمامك ملابس نظيفة ومفتاحا لخزنة تضع فيها أشياءك الخاصة، أو ممرضة ستقود فراشك الوثير إلى غرفة طبيب التخدير.

صافحني طبيب التخدير، وبعدها بدقيقتين كنت بين أيدي ثمانية من ملائكة الرحمة: أربعة أطباء بمساعدة ممرضتين ومعهم طبيب التخدير وممرضة التخدير أيضا.

استغرقت العملية ساعتين ونصف تقريبا، ولما استيقظت كانت أمامي ممرضة سويدية تهنئني بنجاح الجراحة، ثم جاءت زميلة لها لتقود الفراش في ردهات المستشفى إلى غرفتي.

جاء الطبيب الجراح لتهنئتي، وقال لي بأنه رأي أهمية استئصال الجزء الأيسر والمتضخم جدا حتى يجنبني أي أدوية لاحقة إن قام باستئصال الجانبين، وكانت فرحتي غامرة لأن الحبال الصوتية سليمة.

الغرفة نظيفة وبها كل ما يحتاجه المريض، وعندما علمت الممرضة بأن الفراش لم يكن بالراحة المطلوبة، أسرعت على الفور وجاءت لي بفراش يعمل بالريموت كونترول، صعودا وهبوطا وتعديلا حتى تكتمل راحتي.

كان عالما جديدا أزعم أن من وضع الخطوط التفصيلية واللمسات الفنية للمستشفى لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا وضعها في هذا المكان الذي لا تدري إن كان فندقا راقيا أم إعدادا نفسيا لشفاء المريض قبل أن تمسه يد الطبيب!

فجأة وأنا في قمة سعادتي هبط اكتئاب شديد كأنه جبل يثقل صدري، فتدفقت أحزان الدنيا كما يفعل الاعصار بكومة قش لو هبت عليها ريح خفيفة لبعثرتها في كل مكان!

وماذا عن الآخرين في عالمي العربي؟

ملايين يعتبرون عملية غسيل الكلى رفاهية وكأنك تعرض على جامع قمامة أن يشارك بيل جيتس قصره ، ومستشفيات تعج بالصارخين ألما،ً وأطباء تتسع ابتسامة كل منهم وفقا لسعة جيبك، ومع ذلك فسيقول قائل بأن المستشفيات الخاصة في عالمنا العربي والاستثمارية تجد فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وهذا ليس صحيحا بالمرة.

العلاج يبدأ من هنا .. من الشعور بأنك ابن الوطن، وأن السلطة التي تحكمك خادمة لديك فتقوم بتوزيع ايرادات الدولة بعدالة تامة، وأن حاكما ينام ملء جفونه وأحد أبناء رعيته لا يجد ثمن دواء، ولا يستطيع اجراء عملية جراحية في القلب أو الرئتين أو الظهر أو العينين ، فليتبوأ هذا الحاكمُ مقعده من النار!

قضيت أيامي في المستشفى لا أعرف إن كنت فرحا بنجاح الجراحة أم تعيسا بالمقارنة مع أبناء قومي.

في الوطن العربي ثروات ونفط وممرات مائية وأراض زراعية وتصدير واحتياطي عملات أجنبية وتحويلات من الخارج ودعم مالي من الدول الأكثر ثراء ومليارات تدرها السياحة في الوقت الذي تهتز السماوات العلا بنحيب الملايين الذي يعتبرون أن ملك الموت أقرب إليهم من رفاهية العلاج.

خرجت من المستشفى ولم أدفع كرونة واحدة، فأنا دافع ضرائب يعيش منذ 32 عاماً في كنف دولة تتعهد لي حكومتها بالحفاظ على كرامتي، أمنا وحرية وسلامة وعلاجا وتعليما وتأمينا وضمانا اجتماعيا، فكل ايرادات الدولة عائدة للمواطن في أي صورة من الصور.

أتذكر يوم أن طلبت السيدة جرو هارلم برنتلاند رئيسة الوزراء من البرلمان النرويجي لأكثر من عشرين عاما خلت حارسا شخصيا لها، فقامت الدنيا ولم تقعد، وعاتبها أعضاء كثيرون في البرلمان لأنها تريد أن تتميز، فنحن دولة لا يحرس فيها أحد .. أحدا!

ثم كيف تتجرأ رئيسة الوزراء وتطلب حارسا سيكلف الدولة مبلغا سنويا، وانتهى النقاش لصالحها لأنها امرأة تحتاج في تنقلاتها إلى حارس واحد فقط لحمايتها من أي موقف حرج!

أيامي في المستشفى جعلتني أضع العلاج المجاني والكريم والتام في صدارة أولويات التقدم والتحضر والانسانية.

في عالمنا العربي تستفتي طبيبة شيخا عن حرمة توسعة فتحتي النقاب حتى ترى مريضها بوضوح، ومع ذلك ففي مستشفياتنا الحكومية لا تميز أحيانا قبل الجراحة بين المريض و .. خروف العيد، ولا تعرف الفارق بين المشرط وسكين الجزار، ونظافة فراشك تحددها الاكرامية، أما طهارة الحقنة فحدّث ولا حرج.

في مستشفياتنا الحكومية يجلس موظف أمام سجل مكتوب بخط اليد، ويطرح عليك عشرين سؤالا وأنت تنزف، ثم تسدد مبلغا استدنته من جارك أو صديقك أو سلفة من العمل فالموظف يعرف أن الداخل إلى مديرية الأمن أو المستشفى ينبغي أن يقوم بتوديع أهله، فالدخول هو نصف الطريق إلى الموت!

أيامي في المستشفى جعلتني لا أرى عدلا أو انسانية أو كرامة أو وطنية أو دينا أو صلاة أو رحمة إلا أن تكون مرتبطة بالعلاج المجاني حتى لو كانت جراحة عاجلة تكلف الدولة نصف ما ينفقه أحد أثريائها على تجهيز حمام السباحة المودرن الخاص داخل فيلته!

لو أرسل الله نبيا الآن وشاهد فاجعة المرضى والمتألمين والموجوعين لكانت أولى أوامر العلي القدير العلاج .. العلاج .. العلاج فهو الشرط الوحيد للعبادة الصحيحة، والدولة التي لا تعالج أبناءها، حكامُها بعيدون عن الله ولو صلوا وصاموا.

تذكرت وأنا صغير جارتي التي كان يصلني صراخها طوال الليل، وآلام قلبها لو تم توزيعها على سكان مدينة لأوجعتهم جميعا، وبعد عشر سنوات من صراخ مستمر انتقلت إلى المستشفى، ثم لم يمر وقت طويل حتى استراحت إلى الأبد في سن السادسة والعشرين فالموت كان أقصى أمانيها كما هو اليوم يمثل رفاهية في التمنيات لدى ملايين من أبناء عالمي العربي الممتد من الماء .. إلى الماء!

الادارة السليمة والذكية والشريفة والمخلصة تستطيع ولو بموارد محدودة من وضع خطة قومية عاجلة يكون فيها الملف الصحي لكل مواطن مُخزنا في جهاز كمبيوتر، وتستقطع السلطة من الميزانية العامة والتبرعات أموالا لا يقترب منها أحد، وتبني مستشفيات ، ومصانع للدواء، وشركات لاستيراد ما تعجز عن توفيره، وتكون، كما في النرويج، زيارة الطبيب لأي طفل تحت سن 12 عاما مجانا، أما العمليات الجراحية فكلها عاجلة، وأي يوم يمر يصرخ فيه مواطن رافعا يده إلى السماء فكل صرخة تنتقص من شرعية السلطة الحاكمة.

ليس لي فضل في أنني التقيت بملائكة الرحمة خلال أيامي في المستشفى، ولكنها المصادفة فقد كان من الممكن أن أكون مريضا ينزف حتى الموت في بلد عربي لأن الطبيب المسؤول عن وردية الليل لم يأت بعد، أو أن غرفة الدواء ليس بها حقن للتخدير، أو أنني لم أتمكن من توفير المبلغ المطلوب في ساعة متأخرة من الليل، أو أنني في قرية لا تعرف الحكومة موقعها على الخريطة، أو أن بعض أعضاء جسدي قاموا بسرقتها تحت التخدير!

خلال أيامي في المستشفى كانت كل ممرضة كأنها طبيب ماهر، وتستطيع أن تجيب على كل الأسئلة أو تعتذر بلطف حتى يأتي الطبيب.

لن أتحدث عن النظافة، والتجهيزات في الغرفة وخارجها، وكانت كل ممرضة تتسلم ورديتها تأتي لتصافح باليد، وتؤكد لك أنها رهن اشارتك خلال الساعات السبع القادمة، فتظن أنك واحد من المميزين، لكن الحقيقة أن كل مواطن يمثل حالة من التمييز، فالدولة كلها، وليس فقط الطبيب أو الممرضة، رهن اشارتك، وتلك هي لعمري المواطنة التي بحثت عنها في عالمي العربي فأعياني البحث.

العلاج المجاني يحتاج لقدر من الانسانية، وقناعة المواطن أنه حق له، وإيمان السلطة أنه واجب عليها.

أيامي في المستشفى قلبت أولوياتي في ترتيب قائمة حقوق الانسان، فأضحيت على يقين من أن تخفيف آلام البشر، وتوفير سبل العلاج المجاني، واعتبار كل من يحتاج لعملية جراحية على وشك الدخول إلى غرفة العمليات حتى لو أنفقت الدولة من ميزانية كل المؤسسات الأخرى.

التقدم والتحضر والانسانية والتمدن تبدأ كلها من هنا .. من حيث يستقبلك طاقم طبي كامل كأنهم يعملون لديك، وتشعر بأنك صاحب الأرض والبلد، وأن الحكومة خادمة تحت قدميك، وأن العلاج المجاني لكل مواطن ليس مِنّة أو فضلا أو مكرمة من السيد، لكنه حق لك كالماء والهواء.

لا أريد أن اسهب في الحديث خشية أن يصيبني جنون فأدعو إلى عقد مؤتمر قمة عربي لجعل العلاج المجاني حقا لكل مواطن إن أخلت أو نكثت به حكومة فقد انتهت شرعيتها الحاكمة.

أيها المرضى والموجوعون والمتألمون جهرا أو صمتا،

كنت معكم خلال أيامي في المستشفى، ولازلت أفكر فيكم ولم أفك الخياطة في رقبتي بعد، كأنني أراكم جميعا رؤي العين، وقد أضفتم إلى قلمي جمرات جديدة من الغضب على كل من كان باستطاعته تخفيف آلامكم ولم يفعل.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
Taeralshmal@gmail.com

اجمالي القراءات 15995

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (13)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ١٧ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41158]

أخى الحبيب محمد عبد المجيد .. عافاك الله جل وعلا من كل سوء

اسمح لى أولا أخى الحبيب بتهنئتك بالشفاء ، وأدعو الله جل وعلا أن  يمتعك وأحبتك بالصحة و العافية .


وثانيا : أهنئك على هذا النبل ، فقلبك المسلم النبيل يعترف بالفضل لأصحاب الفضل ، وتلك منقبة اسلامية  يصل الامر بها  الى رد التحية بمثلها أو بخير منها ( النساء 86 ) .  أما فى ثقافة العبيد لدينا فهى إنكار الفضل ، وفى نفس الوقت إدعاء أننا أصحاب فضل ، ونحب أن يحمدنا الناس بما لم نفعل ( آل عمران 188 ) . نجوت أخى الحبيب من هذه الثقافة فاعترفت لأهل النرويج بالفضل ، بينما هناك من يعيش متمتعا بأفضال الغرب وهو كاره للغرب . والسؤال الهام ، إذا كان كارها للغرب فلماذا أتى اليه ؟ ولماذا بعد أن أتى اليه ولم يعجبه الحال ،لماذا لا يغادره ويرجع للثقافة التى أتى منها ، والى الجنة التى هجرها فى موطنه الأصلى ؟


قد أجد ألف عذر وعذر لضحايا ثقافة العبيد فى بلادنا ، ولكن يستعصى علىّ أن أجد عذرا واحدا لمن يعيش فى الغرب فارا من ظلم بلده ثم يلعن هذا الغرب..


أقول لأحدهم : لو كانت للغرب ألف سيئة ( بسبب ارهاب ابن لادن وثقافته الملعونة ) فكلها تهون طالما فتح لك أبوابه واستضافك و أطعمك من جوع وآمنك من خوف ، فى نفس الوقت الذى يعيش فيه أهلك وأبناء بلدك فى الذل و القهر و الجوع و الفقر والمرض ـ ينتحرون يأسا ، ويرتضون إحتمال  الموت بنسبة 99% مقابل فرصة 1 % تجعلهم يهاجرون للغرب ..


أتمنى أخى العزيز أن تكتب لنا المزيد من نبل أهل النرويج الذين يطبقون  جوهر الاسلام فى التعامل بين الناس . فلعل ضحايا ثقافة العبيد يتعلمون.


2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ١٧ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41165]

الف سلامة يا طائر الشمال .

الف سلامة لك أستاذ محمد وإن شاء الله تتعافى سريعاً فى ظل هذا المناخ الملائكى من ملائكة الرحمة من البشر والأطباء وهيئة التمريض..


وبالتأكيد أنا أشعر بكلامك عن (حقوق الإنسان ،وعن العناية الصحية فى النرويج ) لأنها تقريباً المنافس الأول لحقوق الإنسان و الرعاية الصحية ايضا فى كندا ، فدائما ما تكون كندا فى الترتيب الدولى الأول فى هاتين الفضيلتين وتكون النرويج الثانية أو العكس .. واشعر به  أيضا لإقترابى من هذا المجال (عملياً) و(مريضا) ايضاً . وكم تمنيت أن يحظى (المصريون) ولو ب50% من هذه الحقوق ،وأقسم أننا ساعتها سنتحول إلى (قادة العالم ) علمياً وإقتصاديا وفكريا وأمنيا كما كُنا فى عصر (مصر الفرعونية العظيمة) .


ورغم كُل ما نراه من تدهور للأحوال فى مصرنا الحبيبة على كل المستويات ،إلا ما يُعزينا ويُبقى الأمل فى قلوبنا أن (العقل المصرى) ما زال بخير ،ومازال متفوقاً فى علمه وفى ذكاءه وفى قدرته على التحصيل والإنسجام مع المناخ الحقوقى والعلمى الجديد بسرعة فائقة  عن أقرانه من الدول الأخرى ،ولأنه  يعتمد  فى ذلك على قدراته العقلية وعلى خلايا ذاكرته الخاصة مع  على الأدوات المعلوماتية الحديثة من الموسوعات العلمية والإنترنت وخلافه ،على عكس العقل الغربى الذى يعتمد (تماما على الموسوعات والأجهزة أكثر من إعتماده على عقله هو وذاكرته هو) .... وهذه حقيقة لمستها بنفسى عندما تعاملت مع الصيادلة هُنا فوجدت أنهم يعتمدون على الموسوعات والإنترنت أكثر من إعتمادهم على أنفسهم، على عكس الصايدلة المصريين ،فيعتمدون على أن يكونوا حاضرون بمعلوماتهم معهم فى أى زمان وفى أى مكان ....


 المهم أنه ما زال هُناك أمل أن نلحق بهم وربما نرى اليوم الذى نتفوق عليهم فى حقوق الإنسان وفى الأولويات أيضا ،وذلك بفضل جهود المخلصين لإخوانهم وأوطانهم من امثالكم الكرام .


3   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   السبت ١٨ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41169]

الأخ الحبيب محمد عبد المجيد

ألف حمد الله على السلامة على نجاح الجراحة, ونتمنى من الله أن يديم عليكم الصحة والسعادة والسلام. مقالة رائعة كعادة مقالاتك جميعا , خاصة الشرح الدقيق الذى جاء بها, وبيدو لى أخى ان هذه هى أول مرة ينتهى بك المطاف فى مستشفى لإجراء جراحة, ونحن فى الولايات المتحدة رغم كل ما حققته أمريكا تقدما فى جميع المجالات, إلا ان هناك مشكلة أكبر من أن يتم شرحها فى تعليق على مقالة, وهى مشكلة الطب والعلاج بصفة عامه هنا, فليس لدينا علاجا مجانا سوى لأقلية قليلة جدا, ولكن البقية الباقية عليها ان تدفع الثمن, من خلال التأمين الصحى وشركات التأمين.  ويحاول أوباما الأن وأعنى الأن, ان يغير من النسيج العام للعلاج الطبى فى أمريكا, وهى مهمة لم يستطع اى رئيس منذ الحرب العالمية الثانية او قبلها أن ينجح فيها, ومما يبدو انه سوف يحقق الخطوة الأولى خلال الأسابيع القادمة إن شاء الله.


لقد أرتفعت تكاليف العلاج هنا بطريقة لا يمكن ان يتخيلها إنسان, ولكى إعطيك مثالا, فى السبعينات من القرن الماضى, كان التأمين الصحى يدفعه ويقوم به العمل, بمعنى كل جهات العمل الكبيرة او المتوسطه كانت تؤمن عامليها صحيا, وكان التأمين يدفع كل التكاليف مهما كانت, وفى بداية الثمانينات, ومع إرتفاع التكاليف الطبية وتكاليف الدواء , بدأت جميع جهات العمل فى فرض رسوم على عامليها للمساعدة فى ذلك, وأذكر ان التكاليف الذى كان يجب ان يدفعه الموظف له ولعائلته كانت لا تتعدى 25 دولارا فى الشهر, لكى لا أطيل عليك, وصلت تلك الرسوم المفرضه على الموظف الان الى ما لا يقل عن 350 دولارا شهريا وتدفع جهة العمل الباقى, ورغم ذلك , فإن ما  يدفعه الموظف من جيبة بعد ذلك مما لا يغطية التأمين لا يمكن تقديرة لأنه يختلف بإختلاف المرض.................الخ, أما من لا يعمل ويريد ان يكون له تأمينا خاصا به, فقد يكلفه أكثر من ألف الى ألف ومئتين دولارا شهريا لكى يكون له نفس النوع من التأمين الصحى. أكبر تكاليف لميزانية الدوله الأن ما يزيد عن تكاليف ميزانية الدفاع هى التكاليف الطبية. أرجو ان يمتعك الله بالصحة والعافية , وشكرا على مقالتك. 


 


4   تعليق بواسطة   أنيس محمد صالح     في   السبت ١٨ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41177]

ألف سلامة عليك يا أستاذ محمد عبد المجيد

ألف حمد الله على السلامة على نجاح الجراحة, ونتمنى من الله أن يديم عليكم الصحة والسعادة والسلام


تقبل تقديري وإحترامي


5   تعليق بواسطة   محمود عودة     في   السبت ١٨ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41192]

حمداً لله على سلامتك

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ محمد عبد المجيد سلام الله عليك وحمداً لله على سلامتك مع دعائي لك ولكل المرضى بالشفاء العاجل .

أتابع بشغف كل ما تكتبه اخي الكريم واشعر بشعورك في كثير من الاحيان لكن " ما باليد حيلة " فجزاك الله عنا خير الجزاء .

اخي الكريم حضرتني قصة حصلت معي في أخر زيارة لي للوطن , حيث استلزم أن أرافق احد الإخوة لمستشفى خاص (له سمعة وشهرة كبيرة) وحين اقترابي لسؤال موظفة الاستعلامات عن طريقة إدخال المريض وعرضه على الطبيب المختص سمعت احد المرضى يشكو بهدوء وأدب جم طول انتظاره , وانه ما زال ينتظر مدة ثلاث ساعات زيادة عن موعده المخصص , ولا يملك الوقت الكافي للبقاء كونه من مدينة بعيدة , فما كان من موظفة الاستعلامات إلا أن زجرته بقولها " اذا كنت مستعجل اركب تكسي" .. فار الدم في عروقي واستشطت غضباً منطلقاً لساني لا ارادياً وبهدوء : " يا أختاه هذا الرجل مريض وبعمر والدك وهو بحاجة لمن يقف معه " لكنها أبت إلا إن تعرضني أيضا لقبيح تصرفها وتقول لي : " أنا أتكلم معه وليس معك فاهتم بشأنك " ," لو كان كلامك له موجهاً لي لتغيرت طريقة كلامي وتصرفي معك" أجبتها غاضباً , فسكتت وتراجعت عن طريقة خطابها وبهدوء وجهت كلامها للمريض بان عليه الانتظار ساعة أخرى حتى يأتي الطبيب . اعتذرت للرجل بالنيابة عن سوء تصرفها مواسياً له كونها شابة في مقتبل العمر ولا تعي ما تقول . ثم مضيت لشأن أخي بعد اخذ المعلومات منها . هذا هو حال مشافيهم الخاصة .. فما بالك بالعامة ؟؟؟

أدام الله الصحة والعافية على جميع الأحبة ..

وحفظكم الله من كل سوء والسلام عليكم


6   تعليق بواسطة   كمال بلبيسي     في   السبت ١٨ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41195]

الحمد لله على السلامه

نحمد الله على سلامتك استاذ محمد واتمنى الشفاء العاجل والكامل لك ولكل المرضى جميع


استاذ محمد وانا اقرأ مقالك هذا ذكرني بايام ما يسمى وطني وما تعرضت له من ماسي ومصاعب العلاج لي ولأسرتي سواء بالمشافي الحكوميه او المصاعب الماليه بالخاصه وتصلح لفلم دراما ولا افلام حسن ألإمام رحمه الله وبعد الهجره لمقامي ألآن حصل معي نفس الذي اوردته في قصتك عن المشفى بالنروج والروح الإنسانيه من ألأطباء والممرضين والممرضات هنا في فرنسا وقد افنيت اكثرية عمري في بلاد الرمال وعندما هاجرت لفرنسا عضضت على اصابعي ندما على تلك ألأيام التي قضيتها هدرا من عمري مع انه كانت الوسيله مهيأه لي للهجره من مدة طويله ولكن ما ردعني عن ذلك إلا المرويات من الجهله الشيوخ والمتدينين السطحيين وما كانوا يرونه عن اهل البلاد الكافره وصدقت اقوالهم ولكن بعد هجرتي لفرنسا وما لمسته من معامله إنسانيه للإنسان وحفظ إنسانيته وكرامته وحقه ان يعيش بكل حريه وكما ذكرت سابقا عضضت بشده على اصابعي  وفي الختام نهنئكم بالسلامه


7   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الأحد ١٩ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41199]

أخي الفاضل الأستاذ محمد عبد المجيد حمدا لله على سلامتك،

عزمت بسم الله،

أخي الفاضل الأستاذ محمد عبد المجيد حمدا لله على سلامتك، و تحية طيبة ،

مقالك أخي الكريم مفيد جدا لأولي الألباب الذين يعقلون، ليعلموا أن روح ولب الإسلام موجود في الغرب، لقد أكرمني المولى تعالى بزيارة ذلك البلد المسلمون أهله دون أن يؤمنوا بآخر الرسل والرسائل، وكل ما وصفت في مقالك حقيقة يعيشها سكان النرويج فعلا، بغض النظر عن أصل السكان واختلاف ألسنتهم وألوانهم، فلا يمكن لمالك قلب حي أن لا يتحسر أسفا عندما يجد روح الإسلام ولبه عند من لم ينزل عليهم أحسن الحديث ولم يبلغ لهم كما أنزل، فهم بفطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها اهتدوا إلى سبيل الرشاد، أما الذين أنزل إليهم الكتاب بلسان عربي مبين، فقد أعرضوا عنه وبدلوا قولا غير الذي أنزل إلى رسولهم طغيانا وكفرا به مع كل أسف. فهل يا أخي الفاضل محمد عبد المجيد سيأتي يوم يبلغ ( المؤمنون) فيه سن الرشد ليعيشوا مسلمين كما يعيش أهل النرويج؟ حقيقة أغبط كل من يعيش في النرويج مستمسكا بالذي أوحي إلى الرسول محمد عليه السلام لأنه الصراط المستقيم، وأثناء الأيام المعدودات التي أقمت في ذلك البلد الجميل كنت أتساءل في نفسي ما الذي أوصل هؤلاء إلى هذا الإصلاح في الأرض وعمارتها طبقا لقوله تعالى: يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26).ص.

شكرا لك مرة أخرى على هذا المقال، وحمدا لله تعالى على سلامتك أدام الله أفراحك وصحتك. وأرجو أن يحدث هذا المقال (النابع من قلب مخلص شكور) في نفوس الناس تغيرا فيرجعوا إلى هدى الله تعالى ولعلهم يرشدون.

مع أزكى تحية وسلام من إبراهيم دادي.


8   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الإثنين ٢٠ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41221]

الحمد لله تعالى على سلامتك

اخي  محمد لا باس عليك ربي يشفيك ويشفي كل مريض


الصحة اثمن شيئ في الحياة الدنيا


لا تنسى ان الدول الاسكندنافية تاتي في المقدمة  في هذا المجال ووالله العظيم انا مثلك اذا ذهبت لفحص بالاشعة


وتركت بعض الدقائق لوحدي تراني احدق في كل شيئ ---واقول في نفسي يااااااااااااااااااااااااااااااااااه مساكين اهلنا


انا احترم الاطباء لقد سخر الله تعالى عقولهم وكم هي جميلة تلك اللحظة عندما يفحصك الدكتور ويعرف علتك ويعطيك الدواء المناسب


ومن اول حبة دواء يخف الالم تتدريجيا---يا الله


وكل ذالك يتم باخلاص من جانب الطاقم الطبي واحترام انسانيتك--مثلا قبل التخدير تقراء ورقة فيها بما معناه--


وانت تحت التخدير تاكد انك تعامل بكل احترام وانسانية---


 


9   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ٢٠ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41222]

وعن انسانية الآخرين أقول ...

الاستاذ الفاضل / محمد عبد المجيد الحمد لله على شفائك وعلى نجاح العملية الجراحية ..  وتأكيداً لقناعتك الشخصية عن الغرب وقيمه وأخلاقياته ، التي يجب أن نتعلم منها قيم  قول الحق ولو فيه تعرية لأنفس الشرقيين ، وخصوصا الكثير من العرب والمسلمين الذين لا يرجعون الفضل لأصحابه وكأنهم يجدون في ذلك تقليلا من شأنهم وضياعا لدينهم !! أذكر هذه الواقعة التي حدثت بالفعل ، كان لي صديق سافر إلى هولندا وفي أوائل أيامه بهذا البلد تعرض لحادث صدمته سيارة وأصيب إصابات بالغة نقل على أثرها إلى المستشفى فاقد الوعي وبه الكثير من الكسور   وبعد إفاقته من الغيبوبة ،  كان مقررا له إجراء عدة عمليات جراحية  بالعظام التي أصيب وكسرت في هذا الحادث ، وتم ‘جراء هذه العمليات الخطيرة ونجحت الجراحات ولم يبتر من عظامه شئ وظل في المستشفى لعدة شهور كما  هو معروف في عمليات العظام ،وقد أكد على إنسانية الأطباء والتمريض خاصة ، والمعاملة الإنسانية التي تلقاها منهم، وبعد أن تأكد الأطباء المعالجون  تمام شفائه صرحوا له بالخروج ، ولما علمت إدارة المستشفى بأنه وافد حديثا إلى هولندا سألوه بكل أدب إن كان بإمكانه دفع نفقات وتكاليف الجراحات التي أجريت له والإقامة في المستشفى ، فأجاب بالنفي وأنه لايستطيع الدفع ، فسألوه إن كان بإمكان أحد معرافه وأصداقئه أن يقوم بسداد التكاليف بدلا منه ؟ فأجاب بالنفي وأنه لا يعرف أحدا هنا .


 

 فما كان من إدارة المستشفى إلا أنها قالت له عندما تجد عملا وتستطيع أن تدخر منه يمكنك السداد والدفع ، وإن لم تستطع ، فنفقات هذه الجراحات هدية من الشعب الهولندي إلى الشعب المصري !!!!!!..  وخرج صديقي إلى الحياة العامة . وبعد أن وجد عملا  وقد أقسم بينه وبين نفسه أن يتبرع بقيمة عشرون بالمآئة من دخله مدى الحياه لهذا المستشفى.

10   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الإثنين ٢٠ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41228]

اخي محمود مرسي كم هو مؤثر ما كتبته عن صديقك

يا هل ترى كم عدد المسلمين شبه صديقك هذا؟


ذالك هو الاسلام الحق ما فعله من صميم نقاء النفس التي بين جنبيه


بارك الله تعالى فيه


لو سنتحدث عن المعاملة في المستشفيات يلزمنا مجلدات


ممرضة رقيقة لطيفة تسحب الدم من ذراعك وتسالك--هل المتك؟ -عفوا-قل لي ان المتك- وتربت عليك  وكم تخجل اذا تالم المريض


ولا اعرف هل هي التي تخجل ام انا الوافدة من بلدي معتبرة نفسي انني على حق وهي عل باطل هذا ما تربينا عليه


قالت لي امراءة في الستين من عمرها عراقية


-شوفي هالبنات زي الورد هذولا حطب جهنم---


سالتها عن صحتها وهي تعاني من مرض السكر اجابت -


الحمد لله لقد سافرت الى سوريا وزرت السيدة زينب ومن ذالك الوقت وانا اتحسن


تناقشت مع جار لي عن الجنة والنار فقلت له -


ليس من حقنا ان نقول عن هؤلاء الذين ننعم باجمل حياة بينهم انهم سيدخلون النار بل ندعو بالرحمة لكل خلق الله تعالى


فقال لي: ولكن لا تستطيعين ان تجزمين انهم سيدخلون الجنة


وهو يريد ان يستل مني اعتراف كاننا في محكمة


قولي قولي بربك هل سيدخلون الجنة؟؟؟ فصمت ثم قلت له -الحكم عل انسان بعد موته لله تعالى فقط ولا يحق لاحد ان يتحدث في ذالك


فانا اعتبره قد اخذ مكان الله تعالى وهذا شرك


ربي اغفر وارحم وانت خير الراحمين


11   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الثلاثاء ٢١ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41240]

الحمد لله على سلامتك

الأستاذ المحترم / محمد عبد المجيد، حمداً لله على سلامتك من هذه الجراحة، كم هو مؤثر ما أوردته في مقالك عن ملائكة الرحمة الموجودون في النرويج ، وبالطبع هم ليس في النرويج فقط، ولكنهم  ُكثر في الدول التي تعرف الرحمة حق المعرفة، وتتعامل بإنسانية مع الجميع بصرف النظر عن جنسيته ولونه ومعتقده ،أما الدول العربية فخارج هذا النطاق الإنساني ، ولكننا نحلم أن نرى ولو جزء يسير من هذه الرحمة بيننا .  فالأحلام هى الشيء الوحيد التي نملكها إلى الآن.


مرة ثانية نحمد الله أنك خرجت من هذه المحنة بسلام . 


12   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ٢١ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41244]

لا يوجد ما يقال بعد الذي ذكرته أيتها الأخت الفاضلة سارة

 السلام عليكِ  أختنا سارة إن ما ذكرته في مداخلتك الكريمة  يكفي لكل  من لديه قلب وعقل  وأخلاق نعم إنهم يطبقون تعاليم الإسلام في الرفق والتراحم بالآخر المقيم في ديارهم ، وليتنا نتعلم منهم ، ونوفيهم حقهم في هذا الجانب ، كما أن الجنة ليست حكرا على المسلمين أو اليهود او النصارى ، بل هى شان من شئون الله عزوجل ، يدخل من يشاء في رحمته  ، ونرجوا من الله العلي القدير أن يدخل في رحمته  كل من  أطاع الله وترفق بإخوته في الانسانية ، من جميع البشر  دمتِ بكل خير وسلام .

13   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الثلاثاء ٢١ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41248]

تهنئة قلبية بسلامة الأستاذ / محمد عبد المجيد.

نهنئك من قلوبنا أستاذ محمد عبدالمجيد على سلامتك ونجاح العملية الجراحية ، ولكن هناك سؤال لك أخي الفاضل هل كنت لا تحب أكل السمك قبل سفرك من مصر ، لأنه على مبلغ علمي أن تضخم الغدة الدرقية من العوامل المساعدة في حدوثه نقص عنصر اليود وهو موجود بكثرة في الأطعمة البحرية وخاصة السمك، لعل وعسى أن تكون الأسماك في النرويج في متناول يد الجميع على عكسها في مصرنا العزيزة. فأكثر من أكل السمك أخي العزيز .وفقك الله  ودمت بكل خير وفي انتظار مقالاتك .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 5,920,342
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway