الحقائق المذهلة بالوثائق...!:
4 - كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان...؟.!.

عبدالفتاح عساكر Ýí 2008-10-06


ابن عساكر المعاصر / عبد الفتاح عساكر .
يقدم
4
المقال الرابع من :
24 مقالة للأستاذ أحمدالسكرى .
الوكيل العام لجماعة الإخوان ...؟.
نشرت على مدى ما يقرب من : 6 شهور
فى الفترة من : 12/11/1947م – وحتى 7/5/1948م .
ونُشرت تحت عنوان ثابت فى جميع المقالات هو :


كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان .؟.
المقال الرابع:
نشر بجريدة صوت الأمة السنة الثانية – العدد 415- بتاريخ 24/11/ 1947م .
4 - كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان...؟.!.
الشيخ البنا يسجل على نفسه تأييده للعهد الحاضر .!.
للأستاذ أحمد السكرى .
الوكيل العام لجماعة الإخوان ...؟.
كنت على موعد مع القرا ء اليوم أن أسترسل فى شرح علاقاتنا مع الوفد أيام كان فى دست الحكم وأسرد لهم - فى إيجاز – موقف الأستاذ البنا من رفعة رئيس الوفد ومن وزراء الوفد ورجال الوفد أيام كان بيدهم السلطة والسلطان ، وإلى أي مدى كان تملق الأستاذ البنا – مدى الذى لا وسيلة له الآن إلا إتهام أحمد السكرى بأنه صديق للوفد ورجال الوفد – وإلى أي مدى كان تمسح الأستاذ البنا فى أعتابهم ، وإزجائه آيات المدح والثناء لكل فرد منهم حت أن إزدهرت دعوة الإخوان فى عهدهم مما كان يشيد به – ولا يستطيع بحال من الأحوال أن ينكره – ثم كيف تنكر لهم الآن وقلب لهم ظهر المجن واستخدمه رجال العهد الحاضر ليكون " مخلب قط " لمناوأة الوفد وأداة لإثارة الفتن والخصومات بي أفراد الأمة ، وعلم الله أن ذلك ليس لمجرد حبهم للإخوان ولا بغضهم للوفد فى ذاته وإنما لغرض لا يخفى على كل لبيب فطن ، هو أن يشغل الناس بالمشاغبات والخصومات الشعبية عن قضية الوطن الكبرى التى يجتاز أدق مراحلها فى أحرج ظروفها ويظل المستعمر جاثما على صدور البلاد يتمتع بهذا الكلام البشع ، ويثتحث صنائعه وأذنابه لإذكاء الفتنة وضرب الناس بعضهم وجوه بعض .
أقول كنت على موعد مع القراء لأستمر فى الشرح الموجز لكل ما ذكرت مؤيدا بالأدلة الساطعة على صدق ما اقول ، ولكنى أحب أن أستميحكم العذر – هذا اليوم فقط – وأعرج على ناحية أخرى مهمة من وجهة نظرى ، على أن أعود للمضي فى حديثى الأول يوم الجمعة المقبل إن شاء الله .
وأحب أن أطمئن القراء على أن الذى إستوقف نظرى ليس هو هذا التهريج الذى ظهرت به جريدة الإخوان اليوم من أن عشرين ألفا من الناس كان يزخر بهم السرادق الذى أقيم فى ميدان فاروق أول أمس [ هو ميدان الجيش الآن بالقاهرة .] بعد أن أبى أهالى باب الشعرية الكرام أن يقيمه الأستاذ البنا فى حيهم ، ورفضوا أن يستمعوا إليه وإلى زميله عبد الحكيم عابدين ، فولوا الأدبار تحت حماية البوليس إلى ميدان فاروق كما ذكرت الصحف وكما ذكر الكثيرون من أهلى هذا الحي المؤمن ، نعم ليس هذا التهريج والطبل الأجوف هو الذى إستلفت نظرى ، فالجميع يعلمون مدى صدق هذه الرواية ومدى ما يمكن لعشرين ألفا أن يجتمعوا فى سرادق واحد أقامه الأستاذ البنا بمقاعده وثرياته ومكرفوناته ..!.
بل لا أحب أن أتساءل عن سر هذه الأحفالات الكثيرة التىتقام للأستاذ البنا بنشاط غير عادى هذه الأيام تحت حماية ورعاية رجال البوليس الأشداء فى الوقت التى تحرم فيه الإجتماعات والحفلات لغيره فى مختلف الهيئات .
بل لا أحب أن لأتساءل عن نتيجة هذه الحفلات الزاهرة ، عما أفادته للدين وعما أفادته للوطن وعما أفادته للأخلاق ، بل ترى هل بدأ الأستاذ البنا يستيقظ الآن وحوله فى سرادق واحد وعشرون ألفا – كما تقول جريدته الغراء – فهل الصوت عاليا مطالبا الحكومة الرشيدة بضرورة تحقيق " شيء " من مبادئ الإسلام بمناسبة ذكرى الهجرة الكريمة وصاحبها المجاهد الأعظم صلى الله عليه وسلم ..
ويرفع الصوت عاليا مطالبا الحكومة الرشيدة بضرورة تحقيق " شيء" من مطالبنا الوطنية والوفاء " شيء" من عهدها ووعدها بالعمل على استخلاص حقوق البلاد ..
ترى هل فعل الأستاذ البنا شيئا من ذلك أم إكتفى بهتاف هتافيه له وللأخ عابدين ، ثم إلقاء كلمته التقليدية عن الهجرة وكرام المهاجرين ، ثم انتهى الحفل بتقبيل اليد الكريمة وظهور الصور البديعة وطلوع الجريدة التى بلغت العشرين ..كل ذلك ليطمئن أتباع الأستاذ البنا على أنه لا يزال بخير رغم الحقائق الدامغة التى يُقذف بها هذه الأيام ، ويطمئن رجال العهد الحاضر أنه لا يزال صالحا لمناوأة الأحرار ومهاجمة الوفد وإثارة الفتن بين الآمنين ...!؟؟.
أعود فأقول : ليس كل ذلك هو الذى إستوقف نظرى ، فليقم الشيخ حسن أو يقيم له بعضهم ما يشاء ويشاءون من حفلات ، وليجمع المارة ليحتشدوا حوله بأضخم المكروفنات ، وليسر فى ركابه الأشداء من رجال البوليس وليهتف له من لا يزالون فى غمرة التقديس والتدليس ، فنحن بحمد الله لا نزال نقرأ فى كتاب مولانا العزيز :
(( قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* )) .
ولم يستوقف نظرى كذلك ما نشرته مجلة الإثنين اليوم من المعلومات القيمة التى استقاعا مندوبها من "فضيلته" عن حياته الخاصة وأفراد عائلته وأصهاره – الذين لا أزال أحمل لوالده وأشقائه وأصهاره الكرام بالإسماعلية [ أصهاره هم أهل زوجته من بيت الصولى بالإسماعيلية .!.] الإحترام الكامل .
والتى ذكر فيها أن فضيلته يقابل زواره مفترشا حصيرة فى منزله ، ولا أدرى هل رأى حضرة المندوب هذا الحصير بنفسه ؟، وترى فى أي منزل من منازل فضيلته الثلاثة رآها .!.!.؟.
أم أن هذا النوع العقيم من الدعاية الزائفة لا يزال يلازم "فضيلته" فيسرده لحضرات مندوبى الصحف ناسيا أن كثيرين من الإخوان يعلمون عن الحقيقة كل شيء .!.؟.
كذلك لم يستوقف نظرى ما جاء فى هذه المعلومات التى نشرتها مجلة الإثنين اليوم [24/11/1947م.] بالنص أن : " فضيلته " له أصدقاء كثيرون من مختلف المذاهب والأديان ، يبادلهم الحب والإحترام ، ويكثر من تبادل الزيارات معهم ، وهو صديق شخصى لكثير من الأساقفة والمطارنة الأقباط .
ونسي فضيلته أن يذكر للمجلة أن له كذلك أصدقاء من مواطنينا اليهود كذلك وعلى رأسهم التاجر الشهير "حاييم دره" الذى تفضل فتبرع بمبلغ كبير من ماله سلمه لفضيلته بالأسكندرية لمساعدة الإخوان هناك فى حفل جامع بكازينو النزهة أشاد فيه فضيلته بكرم حضرة المتبرع وبفضل اليهود وعراقة الدين اليهودى ومجده التليد ، ونشرت جريدة الإخوان ذلك كما نشرته كثير من الصحف في حينه .
أقول أن ذلك أيضا لم يستوقف نظرى
فحسن المعاملة بيننا وبين مواطنينا من مختلف الأديان واجب إسلامى يفرضه الدين ، فهم إخواننا فى الوطن ، لهم ما لنا من حقوق ، وعليهم ما علينا من واجبات ، وبهذا أمرنا القرآن الكريم .
(( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ *)) .
ولست أريد هنا أن أتساءل ما دام الأستاذ البنا يقول أن له أصقاء كثيرين من الأساقفة والمطارنة الأحبار يبادلهم الحب ، ويكثر من زياراتهم ، فما باله يثور كل الثورة ويرغى ويزيد حين رأيت أن من واجبى كمسلم وكوطنى أن أرد تحية معالى مكرم باشا وأشكره على كريم مجاملته المتكررة لنا فى كل مناسبة وأهنئه بمحاضرته الوطنية التاريخية الرائعة التى ألقاها بجمعية الشبان المسلمين فى :
( وحدة وادى النيل . ) التى حتى لم يتعرض فيها لمهاجمة أحبابه رجال العهد الحاضر .
تعقيب ابن عساكر المعاصر : [ يقصد أحباب حسن البنا من رجال العهد الحاضر فى وزارة السيد/ محمود فهمى النقراشى التى تولت الحكم يوم9/12/1946 إلى28/12/1948م. وهو تاريخ إغتيال النقراشى بأمر من حسن البنا .؟.!!!] .
[ ولمزيد من المعلومات إقرأ موضوع إعترافات القتلة على موقعنا أهل القرآن ، وفيه قادة وأعضاء النظام الخاص بجماعة الإخوان...؟. يروون كيف قتلوا … محمود فهمى النقراشى باشا ... رئيس وزراء مصر ؟.!. إعترافات ... المشتركين ... فى قتل ... محمود فهمى النقراشى.!.!. ] .
[ ونعود لمقال أحمد السكرى ] :حيث يقول :
فيعقد [ البنا] مكتب الإرشاد يوم أول يونية الماضى [1947م] ليقرر لومى على ذلك . [ أي لوم السكرى على ما قاله لمعالى مكرم عبيد باشا. ] .
ويُلغى قرار المكتب الذى قرر بالإجماع سفرى إلى أمريكا للدعاية للقضية الوطنية على رأس وفد من كرام الإخوان منهم الأخ الأستاذ مصطفى مؤمن ، فألغي هذا القرار لأسباب كما قال [البنا] :
* أننى جاملت مكرم باشا فأرسلت إليه مُعجبا بمحاضرته التاريخية القيمة ،
* وإننى لست منسجما مع النقراشى باشا الذى لا يرضيه أن يرانى فى أمريكا الخ .
بل وحين سُئل [ أي البنا ] ذات مرة وهو يزورنى وأنا مريض وعندى بعض الإخوان عن السبب فى أن الأستاذ مصطفى مؤمن ذهب إلى أمريكا بإسم جبهة وادى النيل وعدل عن إرساله بإسم الإخوان قال [ البنا ] :
(( إن أحسن مصطفى وسار على سياستنا فهو منا ومعروف أنه من الإخوان ، وإن إنفرد برأيه واحتك بالنقراشى باشا وصدر منه ما يُخالف رأينا فهو عن جبهة وادى النيل ولا نتحمل نحن مسؤلية ما يعمل ..!. )) .
بل ولا أريد أن أتساءل كذلك : ما دام الأستاذ البنا له أصدقاء من الأحبار والرهبان والمطارنة يبادلهم الحب ويكثر من زيارتهم ، فما باله يثور كل الثورة ، ويرغى ويزيد أمام من يسأله عن سر خلافه معى ، فيقول ذلك لأن أحمد السكرى صديق للوفديين ويزهم ويودهم..
وترى ألم يسأل عن نفسه ما دام يبيح لشخصه صداقة إخواننا اليهود والمسيحيين ورجال العهد الحاضر [ فى حكومة النقراشى باشا ] والإشادة بمجد إخواننا اليهود على الأخص وفضل الستاذ حليم درة العظيم وغيره .
فلماذا كان يريد أن يحرم على أحمد السكرى صلته الشريفة التى أتحداه أن يذكر عنها ظلا من سوء أو ضرر بالدعوة والداعية – ببعض رجال الوفد الذين كان يتملقهم " فضيلته " أيام أن كانوا فى الحكم ويخاطبهم بنفسه كما هو منشور فى :
• العمود الثالث . فى السطر الرابع . من الصفحة التاسعة . من مجلة الإخوان . العدد الثامن عشر . المؤرخ فى 12 يونية 1943م .
• بقوله [ لرجال الوفد ] :
• (( وأنتم صفوة رجال هذا البلد ، الأمناء على حُقوقه المسؤلون عن مُستقبله ..!.)) .

• وسأعود إلى ذلك فى حينه .
أقول أن كل ذلك لم يستلفت نظرى ، ولكن الذى استوقف نظرى ، قليلا واستثار ضحكى وسخرية بعض الإخوان معى ، هو هذه النشر المضحكة التى حررها الأستاذ البنا ، والرسل بها فى خفر وإستحياء وتكتم إلى رؤساء والشعب التى يتوهم أن الكثير منها لا يزال معه .
ويدون فيها - على زعمه - خلاصة جهوده وجهاده فى الفترة الماضية ، وفى مقدمة ذلك كما ذكر ( فضيلته ) فى وريقات هذه النشرة السرية أنه عرض على مكتب الإرشاد موضوع حديث أحمد السكري لجريدة الكتلة التى نشرته يوم يوم 23سبتمر الماضى [ 1947م] وإنه رأى إستنكار مسلكه إذ هو مخالفة صريحة لقرار المكتب وسياسة الإخوان .!.
وهنا أقف قليلا بالقارئ – ولعله من الإخوان – راجيا أن يعود معى إلى الحديث الذكور ليشهد بنفسه على صحة ما ذكرته - وسجله الشيخ حسن بنفسه فى تلك النشرة - .
• من أن الأستاذ البنا يؤيد العهد الحاضر ويرتمى فى أحضان رجاله بكل قوته ، ويزج بإخوان فى مهاوى السياسة الحزبية لحساب فئة معينة من رجالها ، وعلى حساب الوطن المنكوب .
يرى القارئ فى هذا الحديث الذى يقول الشيخ حسن أنه يخالف سياسة الإخوان ، أننى سئلت عن أسباب القضية الوطنية فى مجلس الأمن ، فذكرت أن أهم هذه الأسباب ثلاثة :
أولها : الضعف والتردد اللذان ظهرا فى الإجراءات الأولية التى اتخذت قبل رفع القضية إلى مجلس الأمن .
والثانى : الإنقسام الداخلى بيننا والذى أدى إلى [ البقية على الصفحة الخامسة .] .
كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان.
بقية المنشور على الصفحة الثالثة .
انفراد هيئة معية بالإحتكام .
والثالث : تآمر الدول الإستعمارية علينا .
ثم وضحت الضعف بل الخطأ الذى وقع فى الإجراءات الأولية فمن ذلك :
• عدم إعلان الحكومة فى قوة وحزم إلغاء معاهدة 1936م .
• واتفاقية 99باعتبار اشتراكنا فى ميثاق الأمم المتحدة .
• ومن ذلك ضياع الوقت فى المفاوضات والمداورات التى انتهت بمشروع صدقى – بيفن البغيض والذى أيده العهد الحاضر بحكومته وبرلمانه .
• ومن ذلك موافقة الحكومة على تعيين حاكم السودان الجديد بعد قطع المفاوضات وهذا اقرار صريح بسريان اتفاقية 99 ومعاهدة 36فى الوقت الذى كانت تطالب الأمة فيه بإلغائهما ، ومن ذلك لجوء الحكومة إلى مجلس الأمن دون الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة حيث الأغلبية فيها من الأمم الصغرى أمثالنا ، ومن ذلك عمدت الحكومات المتعاقبة إلى كبت الحريات منذ سنة 1945م حتى كان ركود الشعب وفتوره مبررا لمندوب البرازيل أن يعلن فى المجلس الأخطر يخشى من هذه القضية على الأمن ، ومن ذلك عدم إبراز مطلب وحدة الوادى ابرازا صريحا فى مذكرة الحكومة المقدمة إلى المجلس . الخ .الخ .
• وسئلت عن السبيل لعلاج الموقف فقلت :
• إنه على سبيل الإيجاز تتكتل الأمة وتوحيد الصفوف وتعبئة القوى ، وإذا كانت العقبة الكؤود فى سبيل ذلك هى وجهة النظر التى تحتم أن تحصل الهيئات والأحزاب على نصبها المشروع فى وسائل التعبير عن رأيها فما المانع من ذلك وهو حق قررته الدساتير وتواضعت عليه الأمم الحرة المتمدينة ..!.؟.
• وهل من الخير أن نظل فى فرقة وخصام ، يضرب بعضنا وجوه بعض ، والوطن ينتحر والعدو منا يسخر ، أم أن نكون جبهة قوية ، يقوم من ورائها – فى الوقت الذى نحدده ونراه – مجلس شعبى يشد أزره شعب أبى ، يضع روحه فى يده لا يبالى فى أى وجه يقذفها .؟.
• ثم تكلمت بعد ذلك عن الخطوات التى تتبع فى الحال وأهمها إلغاء كل معاهدة واتفاقية بيننا وبين العدو ، وقطع علاقاتنا معه وسحب سفيرنا من بلاده ، ومقاطعتنا التامة لكل من يناصره ، والإسراع فى تقوية الجيش وتدريب الشباب . ثم فوق هذا وذاك ترك الحرية للشعب ليعبر عن شعوره ويجزى من احسن بالإحسان ومن أساء بالقطيعة والحرمان ..! .
• ثم سئلت عما إذا كان هذا رأى الجماعة .؟.
• فقلت : هذا رأي الشخصى .
• هذا هو مجمل الحديث الذى نشرته لى الكتلة ، والذى أثار الأستاذ البنا وقرر فى مكتب الإرشاد – كما ورد فى نشرته السرية للإخوان – استنكاره لهذا الحديث لمخالفته سياسة الإخوان .
• وهنا سجل الأستاذ البنا على نفسه وعلى من معه أن سياسته غير ما ذكرت فى حديثى من وجوب تعبئة القوى وتوحيد الصفوف ولو أدى ذلك إلى تكوين جبهة وطنية من ورائها مجلس شعبى ممثل فيه الأمة بمختلف هيئاتها ويجاهد الشعب من وراء كل ذلك لإستخلاص حقوقه فضلا عن وجوب مكافحة الإنجليز بالطرق التى ذكرتها .
• فإذا كان هو لا يرى ذلك فى سياسته فماذا يرى إذن ...؟.!.
• لا شيء إلا تأييد الوضع الحالى ، وضرورة بقاء البرلمان الحالى كما أعلن فى جريدة الإخوان يوم 22 سبتمبر الماضى وليظل الحال على ما هو عليه من فتور وركود ، وليظل الإنجليز رابضين فى أرض الوطن ، ولتظل المنكرات فاشية . والأخلاق منحلة والشعور الوطنى فى نوم عميق .. ما دام فضيلته يقيم الحفلات ، ويموه على المخدوعين ، وينشر مختلف الدعايات فى المجلات ، ويلوح بالمناصب فى تواضع مصطنع وزيف ظاهر ممقوت .
• وإلى اللقاء غدا لإتمام ما جاء فى النشرة السرية التى أذاعها على الإخوان فى خفر واستحياء .
• جريدة صوت الأمة فى 24/11/ 1947م .

أحمد السكرى .
وكيل عام جماعة اإخوان ...؟.
وجاء فى جريدة صوت الأمة بعد نشر المقال الرابع المنشور فى 24/11/1947م :
مقال للأستاذ احمد السكرى نًشر فى اليوم التالى 25 / 11 / 1947م فى صـ 3 داخل برواز فى وسط الصفحة على مساحة عرض عمودين المقال التالى تحت عنوان بالبنط الكبير يقول :
الشيخ الكذاب ..! ! لم يستوقف نظرى ولم يثر من إهتمامى مثقال ذرة ، أكثر مما أثاره من السخرية والفكاهة ، ذلك الخبر الذى نشر الأستاذ البنا أمس فى جريدته فى باب "الإجتماعيات" وعني بإبرازه فى مقدمة الأخبار الهامة فوق أخبار وزير الدولة ووزير العدل والقائد المصرى فى السودان الخ ، والتى تُوهم القراء أن أصحابها هم الذين طلبوا نشرها " كإعلانات " وفحوى هذا الخبر أو بالأحرى فحوى هذه الأكذوبة المضحكة أن :
( صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا ، أمر بتعيين احمد السكرى محررا بجريدة صوت الأمة براتب شهرى قدره ستون جنيها تدفع من خزانة الوفد لا من مال الجريدة ...!!.) .
ولست أريد أن أفيض فى الرد على هذه الفرية المضحكة ، غير أنى أحب أن ألفت نظر الشيخ حسن البنا أنه قد أسدى إلي – بنشره هذا الخبر الكاذب – جمبلا أشكره عليه كل الشكر ، ذلك أنه قد كشف " رسميا " للملأ عن نوع السلاح الذى يرد به على هجماتى له ، ودمغى إياه بالحقائق الواقعية الثايته ، فلم يجد أمامه غير سلاح الكذب السافر ، والبهتان الواضح الذى إن دل على شيء فإنما يدل على إفلاسه تمام الإفلاس ، بل على إلقائه السلاح أمام إتهامى له إتهاما مُدعما بالأدلة والأسانيد .
فالشيخ حسن البنا يعلم تمام العلم أن احمد السكرى لم يعمل فى صوت الأمة ولا فى غيرها من الصحف ، وأن احمد السكرى له والحمد لله من إيراد ممتلكاته فى المحمودية ( بلد الأستاذ البنا) . ما يكفى من أن يعيش عيشة كريمة ، تغنيه عن أن يمد يده إلى المصروفات السرية أو المساومات الحزبية أو الصفقات السياسية ، هذا فضلا عما ضحى به احمد السكرى من هذه الممتلكات – كما يعلم الشيخ حسن – فى سبيل دعوته وشرفه وخلقه – ولله الفضل والمنة .!.
ولقد أخطأ التوفيق أخانا الشيخ البنا – كان الله فى عونه وعون مستشاريه المساكين – ففتح على نفسه بابا كان أولى به أن يظل مغلقا بل كنت أنا حريصا على ألا أمس هذا الباب إشفاقا عليه كما ذكرت فى مقال يوم الجمعة الماضى ، وكنت حريصا على ألا أتعرض لناحية حياته الخاصة وكيف يعيش .؟. ومن أين يعيش .؟. ولكنه أراد أن ينطبق عليه مثل الأحمق الذى بيته من زجاج رقيق مهشم فيأبى إلا أن يرمى بحجارته القذرة الخبيثة بيت صاحبه الفولاذى السليم ، الذى أحاطت به عناية الحافظ العظيم .!.
ومع ذلك كله فسأظل على موقفى من الإشفاق عليه هذه المرة أيضا حفاظا لكرامة علئلته العزيزة علي ، على أن أعود إلى كشف الغطاء إذا إضطرتنى رعونته ورعونة مستشاريه مرة أخرى إلى طرق هذه الناحية الحساسة .
وهل لى بعدةذلك أن أسأله – على فرض أن فريته هذه صحيحة – هل من الخير أن يعمل الإنسان فيأكل من كسب يده كما قال النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم (( لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره ، خير له من أن يأتى رجلا أعطاه الله من فضله فيسأله اعطاه أو منعه *)) .
وقال عليه السلام (( إن الله يحب العبد يتخذ المهنة ليستغنى بها عن الناس ويبغض العبد يتعلم العلم يتخذه مهنة *)) . كما قال عليه السلام ((من سعى على عياله من حله فهو كالمجاهد فى سبيل الله ، ومن طلب الدنيا حلالا فى عفاف كان فى درجة الشهداء *)) .
أقول : هل هذا خير أم أن يعيش الرجل من الصفقات السياسية ، والتضحية بإخوانه فى الله وأعوانه المجاهدين الأحرار ، والإتجار بدعوته فى سوق المسومات الحزبية على حساب المبادئ والوطن مقابل متاع لايبقى ولا يدوم ..!.؟.
ومع ذلك فقد أراد الله أن يظهر البهان الساطع على لسان " فضيلة المرشد "وعلى صفحات جريدته ، فليعلم ألإخوان مدى الإفتراء والتضليلالذى يموه به عليهم حين كان يتهم احمد السكرى بمختلف الأباطيل المتهافتة ، وهذا الخبر الذى نشره فى جريدته أكبر دليل على الإفلاس والزور والصغار ، وهكذا يرد الشيخ حسن على الوثائق الفاضحة التى ندلل على خروجه عن مبادئ الدعوة وإنزلاقه فى مهاوى الضلال بهذا الأسلوب الخبيث الكاذب ، وهو حائر لا يدرى ماذا يصنع ولا بماذا يجيب وصدق الله العظيم فى كتابه : ((بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ..*)) .
والآن نترك للقضاء أيضا أن يصدر حكمه فى هذه الفرية المضحكة إذا لم يسارع الشيخ حسن إلى تكذيبها فى جريدته كما أخطرته اليوم رسميا ، ونعود بالقارئ إلى الحديث عما فى وريقات نشرته السرة التى أذاعها على الإخوان فى خفر وإستحياء ...
أحمد السكرى .
الوكيل العام لجماعة الإخوان ...؟.!.
[ مواليد نوفمبر 1901م- وتوفي عام1993م. رحمه الله رحمة واسعة .] .

يارب :
إحفظ مصروشعبها ... من شر أعدائها ... وبارك فى أبنائها ... آمين .
ودائما لأهلى وعشيرتى تحيات ابن عساكر المعاصر :

عبدالفتاح عساكر .

اجمالي القراءات 14081

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-12-05
مقالات منشورة : 68
اجمالي القراءات : 1,877,039
تعليقات له : 60
تعليقات عليه : 205
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt