لبنان إلى أين ؟

عمرو الباز Ýí 2006-10-08


من عادتي أني لا أربط ما يصيب الناس أو الأشياء من شر في بعض الأحيان بالإصابة بـ(العين)، ولو كنت أفعل لقلت أن العالم أصاب بيروت بالعين لان الصحف العالمية قد تغزلت في بيروت بما فيها من جمال طبيعة وسحر حتى اللبنانيون أنفسهم تغزلو فيها وسموها بالحسناء بيروت التي (لا تهرم ولا تهزم) فقلت في نفسي: لقد أصابت عين العالم واللبنانيون بيروت ، فها هي الحسناء بيروت لم تكد تمتد إليها يد العافية وتلتئم منها الجروح حتى وقعت عليها يد الغدر لتعيدها ثانية إلى آلامها وشقائها.
لبنان واقع تحت الحصار الإسرائيلي جواً وبراً وبحراً، لبنان بأكمله بات أسيراً عند العدو مقابل أسيرين إسرائيليين محتجزين عند حزب الله! لبنان بأسره يحترق تحت وطأة قذائف الطيران الإسرائيلي ، لكن العالم لا يرى سوى أسيرين إسرائيليين ينبغي الإفراج عن هما ! هل اختلت موازين العدل في العالم وأصبحت القوة العسكرية والمصلحة هي المحرك الرئيسي للدول الكبرى التي أصبحت تتدخل ولكن بشكل انتقائيا في مثل هذه الأزمات؟
أن كل ما يطلبه لبنان الآن هو كف العدوان عنه، وإيقاف فوري لما تقوم به إسرائيل من هجوم غاشم لا يفرق بين شيء وشيء فيحصد الأخضر واليابس بلا ضمير ولا دين. وإذا كان الاتحاد الأوروبي نفسه لمس هذا الطغيان الإسرائيلي فصرح بقلق شديد من لجوء إسرائيل إلى الإفراط في استخدام القوة، فإن أمريكا، لم تتردد في أن تعلن اعتراضها على مشروع طرح في مجلس الأمن يدعو إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها العسكرية على غزة وكف استخدامها المفرط للقوة، بحجة أن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، كما أنها وقفت عقبة أمام خروج مؤتمر روما ( المنعقد في أواخر يوليو ) بقرار يؤدي إلى وقف إطلاق النار . إضافة إلى إعلان سفيرها في الأمم المتحدة (جون بولتون) بأنه لايمكن وقف إطلاق النار في الحرب ضد مجموعة إرهابية الولايات المتحدة لا تري في الصراع الحالي إلا بمنظار إسرائيل،وإسرائيل تعتبر نفسها مندوبة أمريكا في المنطقة وان حزب الله ما هو إلا ذراع سوري إيراني وفقا لهذا المنظور. وقد أدت إدانة بعض الدول العربية (لحزب الله) إلى منح كل من إسرائيل وأمريكا مصوغا شرعيا وقانونيا يخو ول لهم تدمير لبنان.

فحزب الله في نظر أمريكا هو نفوذ إيران وسوريا، وإسرائيل هي ذراع أمريكا في المنطقة ومادام الشعب اللبناني ارتضي بحز ب الله فيجب عقابه والعقاب هنا التدمير والخراب والقتل والتشريد وكل هذا واخيراً أن الصراع الحالي في لبنان هو صراع عقول وليس صراع قلوب، وهو صراع أيدلوجيات وليس صراعا إنسانيا. فمتى تترك أطراف الصراع، الإنسان بحاله ؟ لماذا لا يفكر كل طرف بالبحث عن كوكب آخر بعيدا عن كوكبنا الجميل الذي نعيش فيه، ليكون مسرحاُ لصراعاتهم الغبية المدمرة ؟ فما ذنب الإنسان أن يقتل وان تدمر أحلامه وحياته في كل هذا الصراع الهمجي ؟ وما ذنب لبنان أن تدمر بذلك الشكل الوحشي الذي يرجعها إلى الوراء سنين عديدة ويوقف عجلة التنمية فيها؟ ومتى تفكر أطراف الصراع بهذا الإنسان الذي لايهمه أي شئ مما يطرحونه من أيدلوجيات وتصورات خاصة بهم تماما وليس به ؟ هل يحق لنا ان ندافع عن الإنسان فقط ؟ بل هل يحق لنا أن نطرح هذا التساؤل البرئ أمام الجميع ؟ أم أننا نستحق القتل والتخوين والإقصاء بمجرد طرحنا له ؟
اجمالي القراءات 11424

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-22
مقالات منشورة : 10
اجمالي القراءات : 188,649
تعليقات له : 125
تعليقات عليه : 6
بلد الميلاد : egypt
بلد الاقامة : sarekaya

باب تبادل المنافع