غنائم الحرب في التوراة:
الرد على تعليقات الأحبة

نادي العطار Ýí 2007-11-18


الرد على تعليقات الأحبة


السادة المحترمين :


    نظرت في نهاية مقالي المكتوب على موقع أهل القرآن والمعنون ( التوراة والإنجيل انتشرا بالسيف ) ووجه بعض الأخوة الأفاضل سؤالين هما:
1- هل تريد أن تقنعني أن المسيحية أو اليهودية انتشرت بحد السيف؟
2- أين النص الكتابي الذي يقول أن هناك حرب مّا قامت لنشر العقيدة؟

المزيد مثل هذا المقال :


الإجابة على السؤالين


لو نظر الأخ الفاضل في الكتاب المقدس ؛ لرأى آلاف النصوص المكتوبة عن أحكام الحرب والقتال والغنائم والأسلاب ، وحتى نساعد الأخ الفاضل على رؤية هذه النصوص ؛ سوف أذكر له بعض الأمثلة للإيضاح :


غنائم الحرب في التوراة


الحرب عند اليهود كانت من أجل
منع الناس من عبادة الأصنام


ونستدل على ذلك ههنا بحرب موسى نفسه لأهل مدين ؛ لأنهم عبدوا الأصنام، وتركوا نساءهم لرجال بني إسرائيل من أجل الزنا فيهن. ففي سفر العدد : " وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي شِطِّيمَ وَابْتَدَأَ الشَّعْبُ يَزْنُونَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ. 2فَدَعَوْنَ الشَّعْبَ إِلى ذَبَائِحِ آلِهَتِهِنَّ؛ فَأَكَل الشَّعْبُ وَسَجَدُوا لِآلِهَتِهِنَّ " [عدد 25 : 1-2]


سبب الحرب :


    لما نزل بنو إسرائيل في عربات موآب من عبر أردن أريحا. خاف الموآبيون. وطلبوا مساعدة شيوخ مديان لهم. فأشاروا عليهم بإرسال وفد إلى "بَلْعام بن بَعُور" ليلعن لهم بني إسرائيل. ولما ذهب الوفد إلى بلعام وكلمه. أبى بلعام أن يلعن بني إسرائيل. وأشار عليهم بأن يمكنوا بني إسرائيل من نسائهم ؛ لأن الزنا يجلب سخط الله على الزناة. وبه ينتصرون عليهم ؛ لأن الله لن يساعدهم وهم مخطئون. فزنا بنو إسرائيل بنساء موآب. حتى أن رجلا منهم قدم امرأة أمام موسى. فلما رأى ذلك فينحاس بن ألعازار بن هرون. طعن كليهما. ومن أجل غيرته هذه ؛ أعطاه الله ميثاقا أن تكون الإمامة في نسله. واسم المقتول "زِمرى بن سالو" واسم المقتولة "كُزبى بنت صُور"
ثم كلم الرب موسى قائلا : انتقم نقمة لبني إسرائيل من المديانيين ، ثم تُضم إلى قومك - أي تموت - فأرسل إليهم موسى ألفا من كل سبط. فتجندوا على مديان. وقتلوا كل بكر ، وقتلوا بلعام بن بعور ، ولم يقتلوا النساء والأطفال والبهائم. فقال لهم موسى : "فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ" [عد 31: 18-19]


الأصحاح الحادي والثلاثون
من سِفْر العَدَد


   "1وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنَ المِدْيَانِيِّينَ ثُمَّ تُضَمُّ إِلى قَوْمِكَ». 3فَقَال مُوسَى لِلشَّعْبِ: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلجُنْدِ فَيَكُونُوا عَلى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلى مِدْيَانَ. 4أَلفاً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيل تُرْسِلُونَ لِلحَرْبِ». 5فَاخْتِيرَ مِنْ أُلُوفِ إِسْرَائِيل أَلفٌ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. اثْنَا عَشَرَ أَلفاً مُجَرَّدُونَ لِلحَرْبِ. 6فَأَرْسَلهُمْ مُوسَى أَلفاً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ إِلى الحَرْبِ هُمْ وَفِينَحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ الكَاهِنِ إِلى الحَرْبِ وَأَمْتِعَةُ القُدْسِ وَأَبْوَاقُ الهُتَافِ فِي يَدِهِ. 7فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ. 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ. 9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ 12وَأَتُوا إِلى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ وَإِلى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل بِالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَالغَنِيمَةِ إِلى المَحَلةِ إِلى عَرَبَاتِ مُوآبَ التِي عَلى أُرْدُنِّ أَرِيحَا.
13فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الجَمَاعَةِ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ. 14فَسَخَطَ مُوسَى عَلى وُكَلاءِ الجَيْشِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ المِئَاتِ القَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ الحَرْبِ. 15وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ 16إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 17فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ. 19وَأَمَّا أَنْتُمْ فَانْزِلُوا خَارِجَ المَحَلةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَتَطَهَّرُوا كُلُّ مَنْ قَتَل نَفْساً وَكُلُّ مَنْ مَسَّ قَتِيلاً فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ وَفِي السَّابِعِ أَنْتُمْ وَسَبْيُكُمْ. 20وَكُلُّ ثَوْبٍ وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ جِلدٍ وَكُلُّ مَصْنُوعٍ مِنْ شَعْرِ مَعْزٍ وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ خَشَبٍ تُطَهِّرُونَهُ».
21وَقَال أَلِعَازَارُ الكَاهِنُ لِرِجَالِ الجُنْدِ الذِينَ ذَهَبُوا لِلحَرْبِ: «هَذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ التِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى. 22اَلذَّهَبُ وَالفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ وَالحَدِيدُ وَالقَصْدِيرُ وَالرَّصَاصُ 23كُلُّ مَا يَدْخُلُ النَّارَ تُجِيزُونَهُ فِي النَّارِ فَيَكُونُ طَاهِراً غَيْرَ أَنَّهُ يَتَطَهَّرُ بِمَاءِ النَّجَاسَةِ. وَأَمَّا كُلُّ مَا لا يَدْخُلُ النَّارَ فَتُجِيزُونَهُ فِي المَاءِ. 24وَتَغْسِلُونَ ثِيَابَكُمْ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ فَتَكُونُونَ طَاهِرِينَ وَبَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُونَ المَحَلةَ».
25وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: 26«أَحْصِ النَّهْبَ المَسْبِيَّ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ أَنْتَ وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ وَرُؤُوسُ آبَاءِ الجَمَاعَةِ. 27وَنَصِّفِ النَّهْبَ بَيْنَ الذِينَ بَاشَرُوا القِتَال الخَارِجِينَ إِلى الحَرْبِ وَبَيْنَ كُلِّ الجَمَاعَةِ. 28وَارْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ. مِنْ رِجَالِ الحَرْبِ الخَارِجِينَ إِلى القِتَالِ وَاحِدَةً. نَفْساً مِنْ كُلِّ خَمْسِ مِئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالبَقَرِ وَالحَمِيرِ وَالغَنَمِ. 29مِنْ نِصْفِهِمْ تَأْخُذُونَهَا وَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ رَفِيعَةً لِلرَّبِّ. 30وَمِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيل تَأْخُذُ وَاحِدَةً مَأْخُوذَةً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَالبَقَرِ وَالحَمِيرِ وَالغَنَمِ مِنْ جَمِيعِ البَهَائِمِ وَتُعْطِيهَا لِلاوِيِّينَ الحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ».
31فَفَعَل مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 32وَكَانَ النَّهْبُ فَضْلةُ الغَنِيمَةِ التِي اغْتَنَمَهَا رِجَالُ الجُنْدِ مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلفاً. 33وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلفاً. 34وَمِنَ الحَمِيرِ وَاحِداً وَسِتِّينَ أَلفاً. 35وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ جَمِيعِ النُّفُوسِ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلفاً. 36وَكَانَ النِّصْفُ نَصِيبُ الخَارِجِينَ إِلى الحَرْبِ: عَدَدُ الغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. 37وَكَانَتِ الزَّكَاةُ لِلرَّبِّ مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ. 38وَالبَقَرُ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلفاً وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ. 39وَالحَمِيرُ ثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ وَاحِداً وَسِتِّينَ. 40وَنُفُوسُ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ نَفْساً. 41فَأَعْطَى مُوسَى الزَّكَاةَ رَفِيعَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 42وَأَمَّا نِصْفُ إِسْرَائِيل الذِي قَسَمَهُ مُوسَى مِنَ الرِّجَالِ المُتَجَنِّدِينَ 43فَكَانَ نِصْفُ الجَمَاعَةِ مِنَ الغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. 44وَمِنَ البَقَرِ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلفاً. 45وَمِنَ الحَمِيرِ ثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. 46وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً. 47فَأَخَذَ مُوسَى مِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيل المَأْخُوذِ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ البَهَائِمِ وَأَعْطَاهَا لِلاوِيِّينَ الحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.
48ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلى مُوسَى الوُكَلاءُ الذِينَ عَلى أُلُوفِ الجُنْدِ رُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءُ المِئَاتِ 49وَقَالُوا لِمُوسَى: «عَبِيدُكَ قَدْ أَخَذُوا عَدَدَ رِجَالِ الحَرْبِ الذِينَ فِي أَيْدِينَا فَلمْ يُفْقَدْ مِنَّا إِنْسَانٌ. 50فَقَدْ قَدَّمْنَا قُرْبَانَ الرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ حُجُولاً وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطاً وَقَلائِدَ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ». 51فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ الذَّهَبَ مِنْهُمْ كُل أَمْتِعَةٍ مَصْنُوعَةٍ. 52وَكَانَ كُلُّ ذَهَبِ الرَّفِيعَةِ التِي رَفَعُوهَا لِلرَّبِّ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ المِئَاتِ. 53(أَمَّا رِجَالُ الجُنْدِ فَاغْتَنَمُوا كُلُّ وَاحِدٍ لِنَفْسِهِ). 54فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ الذَّهَبَ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَالمِئَاتِ وَأَتَيَا بِهِ إِلى خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ تِذْكَاراً لِبَنِي إِسْرَائِيل أَمَامَ الرَّبِّ " [عدد 31]


تفسير الأصحاح الحادي والثلاثون من سفر العَدَد


يشتمل هذا الأصحاح على :
1- أمر الرب لموسى بمحاربة المديانيين.
2- خروجهم للحرب وانتصارهم وعودتهم.
3- استقبال موسى وألعازار لهم.
4- توبيخهم بسبب استحياء النساء المديانيات.
5- أمرهم بأن يتطهروا ويطهروا الأمتعة التي غنموها.
6- تقسيم الغنيمة.
7- تقدمة الرؤساء للرب.


أمر الرب موسى بمحاربة المديانيين


" وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنَ المِدْيَانِيِّينَ ثُمَّ تُضَمُّ إِلى قَوْمِكَ»." [عد 31: 1-2]
1- رغم أن الرب كان قد عاقب موسى بعدم دخوله أرض الموعد ، وقضى عليه أن يموت ويضم إلى قومه في عربات موآب ، على الجانب الشرقي للأردن ، ورغم أن موسى كان قد ناهز المائة والعشرين من عمره ، وعلى وشك أن يخرج من هذا العالم ؛ فإن الرب يأمره بأن يقوم بمحاربة المديانيين ؛ لأن عمل الله لا يتقيد بسن مّا ولا بحالة مّا ، وعلى خادم الله أن يعمل ، عمله في خدمته مهما كانت الظروف ، مادام في مقدوره أن يعمل.
ولقد لبّى موسى أمر الله ، وظل يعمل إلى آخر رمق من حياته ، فحارب المديانيين ، وظل يعظ شعبه ويعلمهم ويبلغهم شرائع الرب.
2- أمر الرب موسى قائلا : " اِنْتَقِمْ نَقْمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنَ المِدْيَانِيِّينَ " ولقد كان المديانيون عَثْرة لشعب الله بالاشتراك مع الموآبيين ؛ فأسقطوا الشعب في عبادة الأوثان ، وفي الزنا. مما سبب هلاك الألوف من الشعب [عدد 25 : 1 ، 16-18] وربما كان المديانيون أشد حماسا في وضع هذه العثرة أمام الشعب ، وكان هذا بمؤامرة بَلْعام ، وكانت كُزبِى بنت صُور التي قدمها زِمري إلى شعبه ؛ امرأة مديانية [عدد 25: 15] فضلا على هذا فإن سفر يَشُوع يوضح أن أمراء مديان الذين قتلهم موسى في هذه الحرب ؛ كانوا حلفاء في يوم من الأيام لسيحون ملك الأموريّين الذي حاربه موسى وقتله من قبل [عد 21 : 23 ، 24 ، يش 13 : 21]
3- كانت الحرب عادلة ومقدسة ؛ لأنها حرب ضد الوثنية والزنا. خصوصا وأن شعب الله متأهب لدخول أرض كنعان ، وإذا سقطوا في هذه الخطايا مرة أخرى ؛ يكون معنى هذا : هدم بنيانهم الروحي ، وتقويض سلام وحياة أمّتهم ؛ فلابد من استئصال العثرة التي كانت تفسد حياتهم وتهددها.
4- وقد كان المديانيون قبائل رحالة ، وكان "يَثْرون" حمو موسى كاهنا لمديان، وكان سكنهم في سيناء [خر 3 : 1] وسكنت جماعات منهم جنوبي كنعان ، والقبائل المديانية التي حاربها موسى ؛ كانت شرقي البحر الميت ، ولأنها كانت متحالفة من الموآبيين والأموريين ؛ فقد اعتبرهم ملك الأموريين أمراء له [يش 13 : 21]


خروجهم للحرب وانتصارهم وعودتهم


" فَقَال مُوسَى لِلشَّعْبِ: «جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلجُنْدِ فَيَكُونُوا عَلى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَةَ الرَّبِّ عَلى مِدْيَانَ " [عد 31: 3]
أمر موسى شعبه بأن يجردوا رجالا للتجنيد ، ومعنى التجريد هنا : التسليح والإعداد للحرب ، لكي يكونوا " عَلى مِدْيَانَ " أي ضدهم ؛ لينتقموا لمجد الرب ولشعبه من المديانيين.
" أَلفاً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيل تُرْسِلُونَ لِلحَرْبِ». 5فَاخْتِيرَ مِنْ أُلُوفِ إِسْرَائِيل أَلفٌ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ. اثْنَا عَشَرَ أَلفاً مُجَرَّدُونَ لِلحَرْبِ " [عد31: 4-5]
أمرهم أن يقدموا ألف جندي من كل سِبط. وكان حكيما في هذا. لأنه أراد أن يُشرك جميع أسباط الشعب في العمل العظيم ، كما أنه ساوى بين جميع الأسباط في عدد الجنود ، وبهذا لا يتفاخر سِبط على سبط ، ولا يكون هناك مجال لمعارضة سبط من الأسباط.
" مُجَرَّدُونَ لِلحَرْبِ " : أي مسلحون ومهيأون للقتال.
" فَأَرْسَلهُمْ مُوسَى أَلفاً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ إِلى الحَرْبِ هُمْ وَفِينَحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ الكَاهِنِ إِلى الحَرْبِ وَأَمْتِعَةُ القُدْسِ وَأَبْوَاقُ الهُتَافِ فِي يَدِهِ " [عد 31: 6]
أرسلهم موسى إلى الحرب. وربما كان معهم يَشُوع كقائد أعلى ، وقد كان معهم :
أولاً : "فِينَحَاسَ بْنَ أَلِعَازَارَ الكَاهِنِ" لأن كاهن العلى كان يصحب شعبه كثيرا في الحروب وفي غيرها من الأعمال العظيمة لكي يكون العمل مباركا. وكان عند تقدمهم للحرب ؛ يشجعهم وينصحهم ويُصلِّي من أجلهم ، وفي نفس الوقت يشعرهم بأن الرب في وسطهم ، وأن العمل عمل الرب [تث 20 : 1-4] وفينحاس هو الذي غار للرب ، وقتل المرأة المديانية مع الرجل الإسرائيلي في [عدد 25] ولعل الرب أراد أن يكرمه بخروجه مع شعبه في محاربة مديان.
ثانياً : " أَمْتِعَةُ القُدْسِ " : ربما حملوا معهم تابوت العهد ، أو بعض الأمتعة المقدسة للخيمة ووجود الأمتعة المقدسة كان أيضا مما يُحَمِّس الجنود ويشعرهم بقدسية الحرب ، وبأن رب البيت المقدس سائر معهم في الحرب.
ثالثاً : " وَأَبْوَاقُ الهُتَافِ فِي يَدِهِ " : وهي في الغالب أبواق الفضة المذكورة في [عدد 10 : 1-10] وكان الكهنة يهتفون في الأبواق في الحرب ، وفي مناسبات متنوعة تمجيداً للرب وتشجيعاً للشعب ، وحتى يذكروا أمام الرب إلههم ويخلّصهم من أعدائهم.
" فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ " [عد 31: 7]
" فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ " : أي حاربوه كما أمرهم الرب ، وقد قتلوا الذكور اتقاء لشرهم ؛ لأن وجودهم كان خطرا على كيان أمّتهم وعلى سلامها الروحي ، وانتقاما منهم ؛ لأنهم سبقوا فأعثروهم وأضلوهم عن عبادة الرب وعن حياة القداسة.
" وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ " [عد 31: 8]
1- المقصود "بملوك مديان" رؤساء القبائل المديانية. وكان الرئيس يسمى أحيانا أميرا أو ملكا وربما "صُور" المذكور هنا هو أبو كُزبِى المرأة المديانية الفاجرة التي قتلها فينحاس الكاهن [عدد 25]
" قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ " : أي مع الذين قتلوه ، أو بالإضافة إليهم ، وفيما بعد في عهد القضاة. نرى العداء مستحكما بين المديانيين وبني إسرائيل ، وقد ضايقوا الإسرائيليين حينا ، حتى أرسل الرب جِدعون لمحاربتهم. وقد نصره الرب عليهم [قض 6-8] ، وقد كان المديانيون في الغالب يسكنون وقتئذ شرقي الأردن أيضا [عدد26 : 3].
2- وقد قتلوا أيضا " بَلعَامَ بْنَ بَعُورَ " : لقد ذكر في [عدد 24 : 25] أنه "قام وانطلق إلى مكانه" بعد أن بارك شعب إسرائيل ، ويظهر أن هذا الرجل المتردد المحب للمال ولأجرة الإثم :
( أ ) إما أن يكون قد عاد إلى مكانه بين المديانيين ؛ لينتظر فرصة أخرى للتنكيل بشعب الله حتى يأخذ مكافأة بالاق.
(ب) أو أنه أقام بينهم ليحبك مؤامرة ضد شعب الله ، التي أسقطهم فيها في عبادة بعل فغور ، وفي الزنا [عدد 25]
(ج) وربما قد حاك مؤامرته ، وعاد إلى موطنه في ما بين النهرين ، ثم عاد عندما سمع بالوبأ والويلات التي عاقب بها الرب شعب إسرائيل طمعا في أن يأخذ مكافأة بالاق.
(د ) أو ربما استدعاه المديانيون خوفا من إسرائيل لكي يسكن بينهم حينا ، ويباركهم.
ولقد خاب فأل هذا البائس ؛ لأن الرب انتقم منه ، ولم يأخذ من وراء مساعيه الشريرة إلا الموت ، وصار عبرة للأجيال.
ومع أنه قال في أمنيته من قبل : " لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ وَلتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ " [عدد 23: 10] فإنه للأسف مات هذه الميتة الشريرة ، وكانت آخرته وبالا؛ لأنه لم يكن مستقيما أمام الرب.
" وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ " [عد 31: 9]

 

سبي الجنود :


( أ ) " نِسَاءَ مِدْيَانَ " ليكن جواري للشعب ، وكان يجوز لهم أن يتزوجوا من سبايا الحرب [تث 21 : 11-14]
(ب) " وَأَطْفَالهُمْ " وكانوا يؤخذون عبيدا ، ويتهودون. وكان شعب الله يحسن معاملتهم.
(ج) " وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ "
( د) " وَكُل أَمْلاكِهِمْ " أي الأمتعة والأثاثات علاوة على الذهب والفضة.
" وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ "
كانت المدن قبلا تابعة لموآب. وقد أخذها الأموريون ، ويظهر أن سيحون ملك الموآيين قد وهبها للمديانيين ليسكنوها لما كان بين الشعبين من التحالف والعلاقة الطيبة ؛ لأن المديانيين كانوا قبائل رحالة [يش 13 : 12] والمقصود " بِمَسَاكِنِهِمْ " بيوتهم. وقد أحرق الإسرائيليون هذه المدن ، لأنها كانت معاقل للفساد والنجاسة والوثنية ، وحتى يرحل المديانيون الباقون عن هذه المنطقة. أو على الأقل لا يحاولون تعمير هذه المدن الحصينة ؛ فيكونون خطرا على إسرائيل.
"وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ 12وَأَتُوا إِلى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ وَإِلى جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل بِالسَّبْيِ وَالنَّهْبِ وَالغَنِيمَةِ إِلى المَحَلةِ إِلى عَرَبَاتِ مُوآبَ التِي عَلى أُرْدُنِّ أَرِيحَا" [عد 31: 11-12]
عادوا منتصرين ، وجاءوا إلى عربات موآب حيث كان شعبهم ، وحيث كان موسى وألعازار رئيس الكهنة ، وكان معهم "السبي" أي الأشخاص الذي سبوهم و"النهب" من المواشي والأغنام و"الغنيمة" من المال والأمتعة.

 


استقبال موسى وألعازار لهم

 


" فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الجَمَاعَةِ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ " [عد 31: 13]
خرج إلى خارج المحلة موسى ، ومعه الحَبْر الأعظم ، ورؤساء الشعب ؛ ليستقبلوا الجيش الظافر. وكان خروجهم إليهم :
( أ ) تكريما لهم وتقديرا لعملهم العظيم وفرحا بقدومهم بالسلامة.
(ب) ولكي يطمئنوا على أحوالهم.
(ج) ولكي يرشدهم موسى وألعازار عن الأمور المتعلقة بالتطهير ، قبل أن يدخلوا المحلة.


توبيخهم بسبب استحياء النساء المديانيات


"فَسَخَطَ مُوسَى عَلى وُكَلاءِ الجَيْشِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ المِئَاتِ القَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ الحَرْبِ. 15وَقَال لهُمْ مُوسَى: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ 16إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ" [عد 31: 14-16]
غضب موسى على " وُكَلاءِ الجَيْشِ " أي رؤساء الألوف ورؤساء المئات ؛ لأنهم تهاونوا في أمر النساء المديانيات وأتوا بهن سبايا ؛ لأن هؤلاء النساء الوثنيات الفاجرات كن السبب في سقوط بني إسرائيل فيما وقع في جبل فَغُور ، حيث عبد الشعب البَعْل وزنوا معهن بالشَّرَك الذي نصبه لهم بلعام بن بعور ، وكان هذا سبب سقوط الألوف منهم بالوبأ.
"فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ" [عد 31: 17-18]
أمرهم موسى :
( أ ) بقتل الأطفال من الذكور لئلا يكبروا فيحاربوا شعب الله أو يعثروه.
(ب) وأن يقتلوا النساء المتزوجات. أو اللاتي عشن في الفسق تكريما للآلهة ؛ لأنهن كن السبب في إفساد حياة إسرائيل. وفي وجودهن خطر جسيم عليهم.
(ج) وأن يستحيوا الفتيات اللاتي لم يعرفن رجلا ؛ ليكن جواري. ولهم أن يتزوجوا بهن إذا أرادوا. وكانت المسبيات يتهودن مع شعب الله ، وكان الزوج اليهودي يحسن معاملة الأسيرة التي يتزوجها ويعتبرها زوجة لا جارية [تث 21 : 11-14]
أمره لهم بأن يتطهروا ويطهروا الأمتعة التي غنموها
" وَأَمَّا أَنْتُمْ فَانْزِلُوا خَارِجَ المَحَلةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَتَطَهَّرُوا كُلُّ مَنْ قَتَل نَفْساً وَكُلُّ مَنْ مَسَّ قَتِيلاً فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ وَفِي السَّابِعِ أَنْتُمْ وَسَبْيُكُمْ. " [عد 31: 19]
كان عليهم أن يمكثوا خارج المحلة سبعة أيام حتى يتطهروا ، لأنهم تعرضوا للمس الدم وجثث الموتى في الحرب [لا 19 : 26 ، عد 5 : 1-4 و 19 : 11] وكان عليهم أن يتطهروا في اليوم الثالث وفي اليوم السابع [عدد 19 : 1-13]
" أَنْتُمْ وَسَبْيُكُمْ " : كان عليهم أن يتطهروا ويطهروا أسراهم أيضاً. والمقصود بالأسرى هنا : الفتيات اللاتي سيستحيوهن ؛ لأنهن سيتهودن ، فمن الواجب أن يخضعن لشريعة الرب.
" وَكُلُّ ثَوْبٍ وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ جِلدٍ وَكُلُّ مَصْنُوعٍ مِنْ شَعْرِ مَعْزٍ وَكُلُّ مَتَاعٍ مِنْ خَشَبٍ؛ تُطَهِّرُونَهُ " [عد 31: 20]
كان يجب أن يطهروا أيضاً كل الأمتعة والثياب التي غنموها ؛ لأنها تنجست بنجاسات الوثنيين، ولأن جنود إسرائيل حملوها أيضاً وهم نجسون بملامسة الموتى ، وقد ذكرت الشريعة بشأن تطهير الأمتعة في بعض المواضع مثل [لا 6 : 27 ، 28 11 : 32 - 38 ، عد 19 : 18 ، 19] وقد شرحها لهم ألعازار في الآيات القادمة :
" وَقَال أَلِعَازَارُ الكَاهِنُ لِرِجَالِ الجُنْدِ الذِينَ ذَهَبُوا لِلحَرْبِ: «هَذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ التِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى " [عد 31: 21]
يوضح ألعازار لرجال الحرب الشريعة التي أعطيت لموسى بشأن تطهير الأمتعة التي كانت قد تنجست.
" اَلذَّهَبُ وَالفِضَّةُ وَالنُّحَاسُ وَالحَدِيدُ وَالقَصْدِيرُ وَالرَّصَاصُ 23كُلُّ مَا يَدْخُلُ النَّارَ تُجِيزُونَهُ فِي النَّارِ فَيَكُونُ طَاهِراً غَيْرَ أَنَّهُ يَتَطَهَّرُ بِمَاءِ النَّجَاسَةِ. وَأَمَّا كُلُّ مَا لا يَدْخُلُ النَّارَ فَتُجِيزُونَهُ فِي المَاءِ." [عد 31: 22-23]
( أ ) كانت الأشياء المصنوعة من المعادن مثل الذهب والفضة وغيرها توضع داخل النار ، ثم ترش أيضاً بماء النجاسة فيتم تطهيرها.
(ب) أما الأشياء التي لا يمكنهم أن يجيزوها في النار. مثل الثياب والأدوات المصنوعة من الخشب؛ فكانت تُغسل بالماء علاوة على رشها بماء النجاسة.
" وَتَغْسِلُونَ ثِيَابَكُمْ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ فَتَكُونُونَ طَاهِرِينَ وَبَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُونَ المَحَلةَ»" [عد 31: 24]
ويجب أن يرش الجنود بماء النجاسة في اليوم الثالث وفي اليوم السابع ، وفي اليوم السابع أيضاً يرحضون أجسادهم -يستحمون- ويغسلون ثيابهم ، وفي مساء اليوم يكونون أطهارا. ويسوغ لهم أن يدخلوا [عدد 19 : 17-19]

 


تقسيم الغنيمة

 


" وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: 26«أَحْصِ النَّهْبَ المَسْبِيَّ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ أَنْتَ وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ وَرُؤُوسُ آبَاءِ الجَمَاعَةِ " [عد 31: 25-26]
1- أمر الرب موسى أن يقوم ومعه ألعازار الكاهن ورؤساء الأسباط بإحصاء ما غنموه من الحرب. من الناس ومن البهائم. والمقصود بإحصاء ما غنموه من الحرب من الناس : الفتيات الباقيات اللاتي استحيوهن. وكان القصد من الإحصاء أن يقسموه تقسيما مناسبا بين الرجال المحاربين وبين بقية الشعب الذي لم يخرجوا للحرب ويخرجون منه أيضاً نصيب الرب.
2- مع أن موسى نبي الله ورئيس الشعب ؛ فإنه مع ذلك رأى أن يشرك معه في الإحصاء رئيس الكهنة ورؤساء الأسباط حتى يكون العمل واضحا ونزيها وخاليا من كل اعتراض أو شبهة أمام الشعب.
" وَنَصِّفِ النَّهْبَ بَيْنَ الذِينَ بَاشَرُوا القِتَال الخَارِجِينَ إِلى الحَرْبِ وَبَيْنَ كُلِّ الجَمَاعَةِ " [عد 31: 27]
كان على موسى ومعاونيه أن ينصِّفوا الغنائم بين رجال الحرب وبين باقي الشعب ، فيأخذ كل جماعة نِصْف الغنائم :
( أ ) وكان من العدل أن الرجال الذين خاطروا بأنفسهم وقاموا بالحرب وعلى أيديهم تم هذا النصر العظيم ؛ أن يأخذوا نصفا من الغنائم بينما يأخذ باقي الشعب النصف الآخر.
(ب) كما أن في هذا تشجيعا للآخرين ؛ لكي لا يتوانوا عن الاشتراك في حروب الرب إذا دعوا فيما بعد.
(ج) استرشد رجال الله بهذا الأمر الإلهي على مر الأجيال. فجعلوا للمقاتلين نصيبا من الغنيمة، ولم يحرموا باقي الشعب الذين لم يخرجوا للحرب ؛ لأنهم كانوا يخدمون البلاد أيضا في أعمال التجارة والزراعة والصناعة ، وكانوا يحرسون للجنود عيالهم وبيوتهم وحقولهم إلى غير ذلك. ومن أمثلة هذا : ما فعله يشوع [يش 22 : 8 ، 9] وما فعله داود [1 صم 30 : 21 - 30]
"وَارْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ. مِنْ رِجَالِ الحَرْبِ الخَارِجِينَ إِلى القِتَالِ وَاحِدَةً. نَفْساً مِنْ كُلِّ خَمْسِ مِئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالبَقَرِ وَالحَمِيرِ وَالغَنَمِ. 29مِنْ نِصْفِهِمْ تَأْخُذُونَهَا وَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ رَفِيعَةً لِلرَّبِّ" [عد 31: 28-29]
كان على الجنود المحاربين أن يقدموا للرب " زَكَاةً " من النصف الذي خصّهم من الغنائم. والمقصود بالزكاة : التقدمة المفروضة عليهم من الغنيمة. ومقدار هذه الزكاة واحد من خمسمائة (500/1) من الأسرى ومن البهائم والأغنام ، وتعطي زكاتهم للكهنة الذين يمثلهم ألعازار رئيس الكهنة.
وقد اعتبرت هذه الزكاة " رَفِيعَةً لِلرَّبِّ " لأنها مقدمة لكهنته.
"وَمِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيل تَأْخُذُ وَاحِدَةً مَأْخُوذَةً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَالبَقَرِ وَالحَمِيرِ وَالغَنَمِ مِنْ جَمِيعِ البَهَائِمِ وَتُعْطِيهَا لِلاوِيِّينَ الحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ" [عد 31: 30]
وكذلك يقدم بقية الشعب من النصف الآخر الذي خصهم من الغنائم زكاة للرب مقدارها واحد من خمسين (50/1) من كل الأسرى والحيوانات إلى اللاويين خدام بيت الرب.
ومعنى قوله " الحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ " أي المحافظين على بيته ، وعلى كل الشرائع والقوانين المتعلقة بالبيت ، والتي هي في نطاق خدمتهم.
وقد كانت نسبة ما يقدم للكهنة أقل مما يقدم للاويين ، بالنسبة لزيادة عدد اللاويين عن عدد الكهنة زيادة كبيرة جداً.
" فَفَعَل مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى " [عد 31: 31]
1- نفذ موسى وألعازار ومعهما رؤساء الأسباط أوامر الرب. فقسموا الغنائم بين رجال الحرب وبين الجماعة كما أخذوا من كل من الجماعتين زكاة الرب التي أُعطيت للكهنة وللاويين.


إحصاء عام للغنيمة والسبي


" وَكَانَ النَّهْبُ فَضْلةُ الغَنِيمَةِ التِي اغْتَنَمَهَا رِجَالُ الجُنْدِ مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلفاً. 33وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلفاً. 34وَمِنَ الحَمِيرِ وَاحِداً وَسِتِّينَ أَلفاً. 35وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ جَمِيعِ النُّفُوسِ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ أَلفاً." [عد 31: 32-35]
1- أجرى موسى إحصاء شاملا للأسرى وللغنائم لكي يقوم بتقسيمها حسب أمر الرب.
" وَكَانَ النَّهْبُ فَضْلةُ الغَنِيمَةِ " :
" فَضْلةُ الغَنِيمَةِ " هنا ؛ بدل من النهب. والمقصود بهما هنا : الأسرى والغنائم التي ستقسم على المقاتلين وعلى الشعب. ومعنى " فَضْلةُ الغَنِيمَةِ " : أي خلاصتها.
والمتبقى منها :
( أ ) بعد أن قتلوا الذكور من الأطفال والنساء المتزوجات.
(ب) وبعدما ربما ذبحوه من الحيوانات لطعامهم.
(ج) وكذلك بإسقاط الأموال والذهب والفضة التي أخذها الجنود لأنفسهم وكانت لا تدخل في حساب التقسيم.
2- كان عدد الغنم 675000 وعدد البقر 72000 والحمير 61000 وكانت السبايا من الفتيات 32000.


نصيب المقاتلين وزكاتهم


"وَكَانَ النِّصْفُ نَصِيبُ الخَارِجِينَ إِلى الحَرْبِ: عَدَدُ الغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. 37وَكَانَتِ الزَّكَاةُ لِلرَّبِّ مِنَ الغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ. 38وَالبَقَرُ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلفاً وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ. 39وَالحَمِيرُ ثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ وَاحِداً وَسِتِّينَ. 40وَنُفُوسُ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ نَفْساً. 41فَأَعْطَى مُوسَى الزَّكَاةَ رَفِيعَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى" [عد 31: 36-41]
أخذ الجنود الذين قاموا بالحرب نصف الغنيمة ، وأعطوا منها الزكاة لألعازار رئيس الكهنة ليوزعها على إخوته الكهنة ، ويأخذ منها نصيبه ، وكانت الزكاة بمعدل واحد من كل خمسمائة من الغنيمة التي أخذوها أي بمعدل 5/1 في المائة ، وكان نصيبهم كالآتي :
( أ ) نصيبهم من الغنم ومقداره 337500 وهي نصف الستمائة والخمسة والسبعين ألفا ، وقدموا الزكاة رفيعة للرب للكهنة ومقدارها 675 رأسا.
(ب) ونصيبهم من البقر ومقداره 36000 وزكاتها 72 رأسا.
(ج) ونصيبهم من الحمير 30500 وزكاتها 61 رأسا.
(د) ونصيبهم من السبايا 16000 وأعطوا زكاتها 32 نفسا.
نصيب الشعب وزكاته
" وَأَمَّا نِصْفُ إِسْرَائِيل الذِي قَسَمَهُ مُوسَى مِنَ الرِّجَالِ المُتَجَنِّدِينَ " [عد 31: 42]
ونصف الغنيمة الذي يخص باقي الشعب والذي فَصَله موسى عن النصف الخاص بالجنود. فبيانه وبيان زكاته كالآتي في الآيات التالية :
"فَكَانَ نِصْفُ الجَمَاعَةِ مِنَ الغَنَمِ ثَلاثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. 44وَمِنَ البَقَرِ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلفاً. 45وَمِنَ الحَمِيرِ ثَلاثِينَ أَلفاً وَخَمْسَ مِئَةٍ. 46وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً" [عد 31: 43-46]
( أ ) كان " نِصْفُ الجَمَاعَةِ مِنَ الغَنَمِ " أي النصف الذي خصهم 337500 رأس.
(ب) ونصيبهم من البقر 36000.
(ج) ومن الحمير 30500.
(د) ومن العذارى اللاتي لم يتزوجن 16000 نفس.
وكانت كل هذه الأنصبة مساوية لأنصبة الجنود.
"فَأَخَذَ مُوسَى مِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيل المَأْخُوذِ وَاحِداً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ البَهَائِمِ وَأَعْطَاهَا لِلاوِيِّينَ الحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى" [عد 31: 47]
استقطع موسى من نصيب الشعب الذي أخذوه زكاة الرب بمعدل واحد من خمسين وسلمها للاويين خدام بيت الرب وحافظي شعائر مسكنه. وبذلك كان نصيب اللاويين من الغنم 675 رأسا، ومن البقر 720 رأسا ، ومن الحمير 610 رؤوس ، ومن السبايا 320 نفسا.
" مِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيل " : أي من نصف الغنيمة الخاص بهم.


تقدمة الرؤساء للرب


" ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلى مُوسَى الوُكَلاءُ الذِينَ عَلى أُلُوفِ الجُنْدِ رُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءُ المِئَاتِ " [عد 31: 48]
المقصود بالوكلاء الذين على ألوف الجيش : الرؤساء الممتازين من ألوف المقاتلين ؛ ليكونوا رؤساء ألوف ورؤساء مئات ، وقد تقدم هؤلاء إلى موسى بقلب سموح ليقدموا للرب تقدمة إضافية علاوة على الزكاة التي قدموها من الغنيمة.
" وَقَالُوا لِمُوسَى: «عَبِيدُكَ قَدْ أَخَذُوا عَدَدَ رِجَالِ الحَرْبِ الذِينَ فِي أَيْدِينَا فَلمْ يُفْقَدْ مِنَّا إِنْسَانٌ " [عد 31: 49]
كان حديثهم إلى موسى بتواضع جَمّ ، وفي نفس الوقت باحترام عظيم لشخصه حيث قالوا له : " عَبِيدُكَ " وقد أخبروه في حديثهم أنهم أحصوا الجند الذين في أيديهم أي تحت رئاستهم فوجدوهم كاملين ولم يفقد منهم ولا واحد في الحرب.
ولا شك في أن هذا النصر العظيم كان من الله ، وهو الذي رعاهم وحافظ عليهم جميعا. وعملُهُ معهم كان معجزة من أروع المعجزات.
" فَقَدْ قَدَّمْنَا قُرْبَانَ الرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ حُجُولاً وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطاً وَقَلائِدَ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ " [عد 31: 50]
وتعبيرا عن شكرهم للرب على نجاة أنفسهم ، وبالأكثر على نجاة جميع أخواتهم المحاربين ، وعلى النصر العظيم الذي أحرزه شعبهم ، فإنهم تطوعوا بتقديم كل ما أخذوه من المديانيين من الحلي والأمتعة الثمينة من الذهب. قربانا للرب. ومن هذه الحلي "الحجول" ومفردها "حَجْل" بفتح الحاء أو كسرها مع تسكين الجيم ، وهي هنا : الخلاخيل التي تلبس في الساق ، و"الأساور" وتلبس في الذراعين، و"الخواتم" معروفة ، و "الأقراط" جمع قرط وهو ما يلبس في الأذن "الحَلَق" و "القلائد" جمع قلادة وتلبس في العنق.
" لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا " : مع أنهم حاربوا حروب الرب بأمانة ، ومع ذلك فقد شعروا أنهم كبشر محتاجون للتكفير دائما عن أنفسهم ؛ لأن جميع البشر في الموازين إلى فوق ، وكل إنسان معرض للزلل وللسهو إذ " الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعاً فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ." [مز 14 : 1]
" فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ الذَّهَبَ مِنْهُمْ كُل أَمْتِعَةٍ مَصْنُوعَةٍ " [عد 31: 51]
قبل موسى وألعازار قربان هؤلاء الرؤساء الغيورين ليقدماها للرب ، وكانت كلها " أَمْتِعَةٍ مَصْنُوعَةٍ " أي أدوات وحليا مشغولة -مصنعة- من الذهب.
" وَكَانَ كُلُّ ذَهَبِ الرَّفِيعَةِ التِي رَفَعُوهَا لِلرَّبِّ سِتَّةَ عَشَرَ أَلفاً وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ شَاقِلاً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ المِئَاتِ " [عد 31: 52]
قدر ما قدمه هؤلاء الرؤساء بنحو ستة عشر ألفا وسبعمائة وخمسين شاقلاً. ويقدر وزن الشاقل من أحد عشر إلى خمسة عشر جراماً. فيحتمل أن يكون وزن ما غنموه وقدموه للرب مائتين وخمسين من الكيلو جرامات تقريبا. وليس في هذا عجب ؛ لأن المديانيين كانوا شعبا غنيا ، عمل في التجارة من قديم الزمان [تك 37 : 28] وعمل في رعي الغنم وتربية المواشي التي كنت تدر عليه أرباحا وفيرة جدا.
" أَمَّا رِجَالُ الجُنْدِ فَاغْتَنَمُوا كُلُّ وَاحِدٍ لِنَفْسِهِ " [عد 31: 53]
قدم الرؤساء ما غنموه للرب ، أما الجنود كل منهم ما كان قد تحصل عليه لنفسه أثناء الحرب من الأمتعة والحلي. وكان هذا هو الجارى في الحرب وقتئذ.
" فَأَخَذَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ الذَّهَبَ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَالمِئَاتِ وَأَتَيَا بِهِ إِلى خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ تِذْكَاراً لِبَنِي إِسْرَائِيل أَمَامَ الرَّبِّ " [عد 31: 54]
1- أخذ موسى وألعازار الذهب الذي قدمه الرؤساء وجعلوه في خزانة بيت الرب لينفق منه على احتياجات خيمة الاجتماع والخدمة المقدسة. وهو في ذلك مثل فضة الفداء التي كانت تؤخذ من الشعب [خر 30 : 11-16]
2- وضعت في خيمة الرب " تِذْكَاراً لِبَنِي إِسْرَائِيل أَمَامَ الرَّبِّ "
فكانت تذكارا للشعب نفسه يذكرهم بعمل الله العجيب معهم ، حيث نصرهم على المديانيين، وهو في كل حين مستعد وقادر أن ينصرهم ويساعدهم إذا عملوا بوصاياه.


هذا بالنسبة لنشر التوراة بحد السيف ؛ وسنوالي في مقالات قادمة توضيح كيف انتشر الإنجيل بالسيف .

وإننا أيها الأخوة الأفاضل نتكلم على قدر معرفتنا ، فإن كان هناك خلاف ؛ فإن الخلاف لا يفسد للود قضية ، والعلم رحمٌ بين أهله. وصدق من قال: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه.

خالص تمنياتي بالتوفيق

والله أعلى وأعلم.

اجمالي القراءات 4339

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   فادى القبطى     في   الثلاثاء ٢٠ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13601]


لا حول ولا قوة الا بالله!!!

يا سيد الا تفهم العربية؟؟؟

أين حارب اسرائيل من أجل ان ينشر عقيدته بالسيف؟؟؟

اين هذا النص الذى تدعى وجوده بأن قام بنى اسرائيل بتهديد شعب آخر اما بالدخول فى اليهودية او السيف؟؟؟

وع لما تكتبه يا سيد فلست تحاور اطفالا هنا بل من قضوا عمرهم فى طلب العلم!!!

أتحدى ان يأتينى انسان فى الوجود بأى نص واحد من الكتاب المقدس بطوله و عرضه يحث على القتال لنشر الدين!!!

كل ما كتبته هنا هى حروب مدنية و مستعد لتفنيدها واحدة واحدة و شرح اسبابها و سبلها بما لا تحتمله انت من علم , و لكنى أريد ان أعرف منك اولا أدلة ما أدعيته , فلو سألت اهل الذكر لأجابوك اما تطاولا و ادعاءات فارغة مثل التى كتبتها فى مقالك السابق و مقالك هذا فلا حاجة لنا بك.

فى انتظار النص الذى يحث على نشر العقيدة بالسيف من الكتاب المقدس...

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-03-24
مقالات منشورة : 11
اجمالي القراءات : 322,764
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 123
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt