ٱلدِّين وٱلديمقراطية

سمير حسن Ýí 2007-07-05


ٱلدِّين وٱلديمقراطية

كتبت هذا ٱلمقال ليكون ٱفتتاحا لموقع http://www.alddeen.com/. وأنشر ٱلمقال هنا لتكون أفكاره فى متناول ٱلمتابعين.
"ٱلدين وٱلديمقراطية" كلمتان ومفهومان متنافران فى نفوس ٱلناس بفعل تأثير ٱللغو فى تعليمهم. وكنت فى كتاب "أنبآء ٱلقرءان" ومقالات مختلفة قد بيّنت فهمى لكلمة دين علىۤ أنها توافق فى ٱلدليل كلمة law ٱلانكليزية وكلمة ناموس ٱلشاميّة. وبيّنت (بما تشابه لى فهمه) أنها تبيّن أشراط ٱلخالق فى حكمه وتحكّمه بمخلوقاته.

المزيد مثل هذا المقال :

وفى مقال "أنا مؤمن إذن أنا ديمقراطى" بيّنت (بما تشابه لى فهمه) ٱلترابط بين مفهوم ٱلإيمان بدين ٱلحقِّ ومفهوم ٱلديمقراطية. وكنت قد عملت على بيان هذا ٱلترابط بين هذا ٱلإيمان وٱلموقف ٱلديمقراطى فىۤ أحد عشر كتابا وأكثر من مئة وخمسين مقالا على موقع ٱلحوار ٱلمتمدن وموقع أصدقآء ٱلديمقراطية ومواقع أخرى.
ولقد علمت (بما تشابه لى من كتاب ٱللّه) أنّ ٱلمؤمن بدين ٱلحقِّ هو ٱلذى يسعىۤ إلى ٱلعيش فى مكانٍ يَقرِىۤ إليه أفراد مختلفون فىۤ ألوانهم وألسنتهم ومواقفهم ومفاهيمهم يأتون إليه من جميع ٱلشُعب فى ٱلأرض ويدينون فى عيشهم ٱلمشترك فيه لأشراط ميثاق لا تسمح لسلطته أن تكفر علىۤ أفراده حرياتهم ومسئولياتهم عن أعمالهم وأقوالهم ومواقفهم. ومثلى على هذا ٱلمكان بٱلأمس ٱلبعيد هو فىۤ أول قرية للناس وأمّ ٱلقرى "مكّة". وهو ٱليوم فى قرية ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية ٱلتى بدأت تفقد مفهوم ٱلقرية بسبب تعاظم سلطة ٱلأمن فيها (فرط ٱلاستباب ٱلمناعىّ) ٱلتى ساقهاۤ إليها ٱلمنافقون وٱلمرجفون فى ٱلأرض من ٱلأعراب ٱلذين يزعمون ٱلإيمان ولمّا يدخل ٱلإيمان فى قلوبهم.
مثل هذا ٱلمكان له ٱسم قرية وٱسم ساكنيه أهل قرية. وعندما يتطور مفهوم حقوق ٱلفرد ومسئوليته ٱلشخصية فى تلك ٱلقرية يتطور ميثاقها ليكون دينها ٱلذى يدين أهلُها لأشراطه. فيتطور ٱسم ٱلمكان من ٱسم قرية إلى ٱسم مدينة مبيّنا ٱختيار أهلها ٱلحرّ ٱلخضوعَ لأشراط ميثاقها.
وقد علمت أنّ هذا ٱلميثاق هو من أشراط ٱللّه فى ٱلدين "لآ إكراه فى ٱلدِّين". وبذلك علمت أنّ ٱلدين وٱلديمقراطية كلمتين متوافقتين ومتلازمتين ولا تنافر بينهما كما هو ٱلحال إلى ٱليوم فى نفوس ٱلناس.
كذلك علمت أنّ ٱلذى يستسلم ويخضع لكفر أهل مجتمع كافر يكون كافرا مثلهم فلا يؤمن بٱلحقِّ إلا وهو يشرك ٱلباطل معه. وهو بذلك ٱلاستسلام وٱلخضوع يكون قد خالف أشراط خالقه.
وعلمت أن ٱلتمرّد على سلطة ٱلطاغوت ٱلكافر تسوق إلى سجنٍ أوۤ إلى قتل. ولن يكون أمام ٱلمرء ٱلمؤمن لحفظ حريته ومسئوليته وتطوره إلا سبيل ٱلهجرة إلى قرية أو مدينة يفتح له عيشه فى واحدة منهما سبيل حريته ومسئوليته. وهذا ما رأيته من توجيه ٱللّه للمؤمن فى كتابه بقوله ٱلعربىّ:
"يـٰعبادىَ ٱلّذين ءَامَنُوۤا إِنَّ أَرضِِى واسِعَة فإِيَّـٰىَ فٱعبُدُون" 56 العنكبوت.
وعلمت أنّ إرادة ٱلهجرة من مجتمع طاغوت كافر هى ٱلتى تبيّن فهمَ ٱلمرء للدين وتبيّن صدقَ إيمانه. وهو إن هاجر سيجد سعة فى ٱلرزق وٱلعلم وٱلحريّة وٱلمسئولية كما وعده ٱللّه بقوله ٱلعربىّ:
"ومن يُهاجِر فِى سبيلِ ٱللَّه يَجِد فِى ٱلأَرضِ مُراغَمًا كثيرًا وَسَعَةً ومن يَخرُج من بيتِه مهاجرًا إلى ٱللَّه ورسولِهِ ثُمَّ يُدرِكهُ ٱلموتُ فقد وَقَعَ أَجرُهُ على ٱللَّه وكان ٱللَّه غفورًا رحِيمًا" 100 ٱلنسآء.
وعلمت أنّ ٱلامتناع عن ٱلهجرة بدوافع حبِّ ٱلديار وٱلأهل وقبول ٱلخضوع لظلم وقسوة طاغوت أهل ٱلديار ٱلكافر يبيّن نقصَ علمِ ٱلمرء بٱلدين ويبيّن نقصَ إيمانِه. ويوقعه نقصُ علمه ونقصُ إيمانه فى ظلم نفسه فيعيش فى ٱلحياة ٱلدنيا ذليلا خاۤئفا من بطش سلطة طاغوت ٱلديار. وفى ٱلحياة ٱلأخرة سيلقى عذابًا أشدّ من عذاب ٱلحياة ٱلدنيا وأطول مدة.
لقد هاجر جميع ٱلرسل من ديارهم بسبب طاغوت أهلها وكفرهم. وهاجر معهم ٱلذين ءامنوا بحريتهم ٱلشخصية ومسئوليتهم عن مواقفهم وأقوالهم وتمسّكوا بها. وكان من ٱلمهاجرين عن ديار ٱلطاغوت ٱلكافر رسولُ ٱللّه محمد. وكانت هجرته إلى يثرب بفعل أشراط دين ٱلحقِّ ٱلتىۤ أوحيت إليه من ربِّه. وقد هاجر بتفاهم وتوافق مع أهل طيبة ٱليهود (ٱلأوس وٱلخزرج) لوقف حرب أهلية بينهم طالت عليهم فجعلتهم أهل يثرب. وبٱتصالهم وتفاهمهم وتوافقهم مع رسول ٱللّه على ميثاق سلطة ديمقراطية فيدرالية (ٱلصحيفة) وعلى هجرته إليهم وٱختيارهم له حاكما عليهم أُبدل ٱسم يثرب بٱسم ٱلمدينة وأُبدل ٱسم أهل يثرب بٱسم أهل ٱلمدينة. وصارت ٱلمدينة مثلا مبصرا عن عيش ٱلناس فى مجتمع يدين لشرط دين ٱلحقِّ "لآ إكراه فى ٱلدين".
فسلطة ٱلمدينة قامت وتقوم بقوّة ٱلعلم بأشراط دين ٱلحقِّ وناموسه substantive law. وبعلم أهل ٱلمدينة بتلك ٱلأشراط عاشوا ويعيشون وفق ميثاقٍ فَتَحَ ويَفتَحُ سبيلَ ٱللّه بعلم لكل أفرادها. وهم فى صناعتهم للميثاق أخذوا ويأخذون بأشراط دين ٱلحقِّ فىۤ إقامة مجتمعهم وفى تسميته "ٱلمدينة". فيكون مجتمعهم ديمقراطيّا فيدراليّا فى طوره ٱلمدينىّ لا فصل فيه بين ٱلناس بسبب ألوانهم وألسنتهم ومواقفهم (17 ٱلحج).
لقد خبر ٱلناس فىۤ إقامة مجتمع أهل ٱلقرية "ٱلديمقراطية" منذ أول قرية نشأت فى مكّة ثمّ فى ٱليونان ثمّ روما ثمّ فى ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية. وبقى على ٱلناس أن يخبروا فى تطور عيشهم من ٱلمثل ٱلرسولى حتى يعيشوا فى مجتمع مدينىّ يجعل من أهله ناسا لكلِّ شخصٍ منهم حريته ومسئوليته وٱختياره ٱلذى يقوم على سلطة ٱلعلم فى ٱلحقِّ وفى دينه.
أشراط ٱلدين يبينها ٱلقول ٱلعربىّ فى كتاب ٱللّه وهى أشراط ٱلعيش ٱلمدينىّ. وتلك ٱلأشراط لا تحتاج لمن يشرح عربيتها وبيانها. ومن تلك ٱلأشراط: (لآ إكراه فى ٱلدين. لكم دينكم ولى دينِ. كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. لا تزر وازرة وزر أخرى. وقُل ٱلحقُّ مِن رَّبِّكم فَمَن شآء فَليُؤمِن ومَن شآءَ فَليكفُر. لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرّة. لست عليهم بمصيطر. وأمرهم شورى بينهم. وشاورهم فى ٱلأمر).
هذه ٱلأشراط تبين مفهوم دين ٱلحقِّ عند ٱللّه وتبيّن لغو مفهوم دين ٱلقوم وٱلطآئفة وٱلحزب ٱلذى تزعم به سلطة طاغوت ٱلقوم وسلطة طاغوت ٱلطوآئف وسلطة طاغوت ٱلحزب.
لقد علمت أنّ مَثَل ٱلمدينة ٱلمنورة هو مثل للمؤمنين عن ٱلطور ٱلأعلى لعيشهم. وهذا يجعلنىۤ أدعو جميع ٱلمؤمنين فى ٱلأرض إلى ٱلعلم به وبميثاقه وٱلعمل على صناعة كصناعته.
وعلمت أنّ مفهوم دين ٱلحقِّ هو فيما يدلّ عليه ٱلقول ٱلانكليزىّ substantive law وهو ٱلعلم بناموس ٱلحقِّ وٱلتوافق معه. وهذاۤ أمر يتعلق بما يسعى كلّ فرد من ٱلناس إلى ٱلعلم به. وجميع ٱلَّذين يسعون للعلم بدين ٱلحقِّ substantive law هم علمآء فى ذلك ٱلدين. وهم ٱلقادرون علىۤ إدراك مفهوم ٱلدين وتوافقه مع مفهوم ٱلديمقراطية بطوريها ٱلقرىّ وٱلمدينىّ.

اجمالي القراءات 11135

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عبد السلام علي     في   الأربعاء ٣٠ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[25092]

الدين والديمقراطية

الاخ سمير حسن


السلام عليكم


مقالكم مفهوم الدين والديمقراطية مقال يحتوى على مفاهيم اساسية للدين يفتقر اليها اغلب الناس ولكن اضيف


  ليس هناك مجتمع على وجه الارض يمكن ام يطلق عليه دينى (اى خاضع لقانون الله )اى ديمقراطى الا بشروط:


 1 ان يكون هذا المجتمع يؤمن بوحدة الارض ووحدة الانسانية والمساواة بينهم جميعاواهمها حرية الانتقال والعمل والزواج والاقامةفى اى مكان على الارض بدون اىقيود


2 وبالتالى هذا المجتمع يجب ان يكون مفتوح الحدود لكل الناس(خروج ودخول)لتحقيق مبدا الهجرة الذى اشرت اليه


3 بغير ذلك يكون الشرك والظلم والبغى بغير حق........الخ


ولى تفصيل فى ذلك ان شاء الله


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-09-24
مقالات منشورة : 5
اجمالي القراءات : 56,445
تعليقات له : 76
تعليقات عليه : 169
بلد الميلاد : Syria
بلد الاقامة : Syria