ذكرى 28 لاغتيال المفكر المصري فرج فودة اية اسباب و اية نتائج ؟

مهدي مالك Ýí 2020-06-21


 ذكرى  28  لاغتيال المفكر المصري فرج فودة اية اسباب و اية نتائج ؟

                                             مقدمة متواضعة

لعلي استهل هذا المقال المتواضع بتعريف بسيط حول ماذا نقصد بالتنوير الاسلامي كما اسميه شخصيا باعتباري كاتب في موقع اهل القران بالولايات المتحدة الامريكية منذ سنة 2016  .

لقد كنت قبل هذا التاريخ اجهل الكثير من التفاصيل حول تاريخ التراث الاسلامي البشري باعتباره صنع بشري خاضع لظروف الزمان و المكان اي الارضية المعرفية كما سماها الاستاذ شحرور رحمه الله في كتابه الكتاب و القران اي ان الفقه الاسلامي ليس كله سيئ لكنه توقف عند اراء الفقهاء عاشوا منذ 1200  سنة اي ان هذا التراث يعطينا حلولا جاهزة لكل مشاكلنا السياسية و الاقتصادية الخ وفق اراء هؤلاء الفقهاء المحترمين الذين اجتهدوا لزمانهم فقط حسب  رايي المتواضع.

ان مصطلح التنوير الاسلامي كما اسميه يعني ان نحاول جعل الاسلام نظيفا من كل الاساطير و الخرافات بغية ان يكون صالحا لزماننا الحالي و زمان اولادنا و احفادنا الخ بمعنى ان الاسلام المسطر الان على دولنا الاقليمية اي شمال افريقيا و الشرق الاوسط هو الاسلام الوهابي منذ سنة 1979 لان السعودية ارادت وقتها التسويق لنموذجها الوحشي الى العالم عموما و الى دولنا المسلمة خصوصا باعتبار هذا النموذج هو الاسلام الاصيل الذي يجب ان نمارسه بدون اي جدال او نقاش عقلاني كما حدث في عصر المعتزلة كفرقة اسلامية ظهرت في اواخر الدولة  الاموية و استطاعت ان تحكم في الامور في عصر المامون العباسي الخ من هذه الوقائع التاريخية .

و عموما فان فرقة المعتزلة هي قدمت العقل على النقل و لها اراء محترمة في التنوير الاسلامي بمعنى ان تاريخنا الاسلامي العام لم يكن خاليا من الفرق الاسلامية التي تدعو الى اعمال العقل .

لكن مع توالي السنوات و العقود و القرون لقد انتصر الحنابلة على اصحاب العقلانية الاسلامية و الحنابلة هم اجداد شيخ الاسلام ابن تيمية و ابن عبد الوهاب و اغلب تيارات الاسلام السياسي الحالية بمعنى اننا امام ايديولوجيتان خطيرتان على مستقبل الدين الاسلامي الا و هما الايديولوجية الوهابية و الايديولوجية الاخوانية بمعنى ان التنوير الاسلامي هو شيء جوهري احب من احب و كره من كره في ظل هذه الاجواء المطبعة بالتطرف الوهابي و بالالحاد كذلك .

 ان التنوير الاسلامي هو الطريق الثالث بين التطرف الوهابي و الالحاد اي اصلاح الاسلام كمنظومة دينية و اخلاقية و حتى سياسية ايضا لان اغلب تيارات الاسلام السياسي لم تقدم اي بديل لانشاء الدولة الاسلامية المعاصرة تؤمن بالمدنية كاصل من اصول الاسلام الاولى بدون ادنى شك بالنسبة لي بحكم ان رسولنا الاكرم عندما اسس دولته حسب شروط ذلك الزمان اقر بالمساواة بين المهاجرين و الانصار و اعترف باليهود كمواطنين لهم دينهم و حقوقهم و عليهم  واجبات داخل دولة النبي عليه الصلاة و السلام.

الى صلب الموضوع

ان مصر كدولة عربية كما يقال قد انجبت رموز التنوير الاسلامي منذ عهد الامام محمد عبدو الى عهد الاستاذ اسلام البحيري الحالي اي اكثر من قرن من الزمان و مصر تعطينا كامة اسلامية اعلاما كرسوا وقتهم و حياتهم لخدمة الاسلام كمشروع نهضوي للعقل المسلم مهما كانت هويته الثقافية و المذهبية و كمشروع يعادي الوهابية و اخواتها بمعنى ان هذا المشروع لم يكن اطلاقا ضد الاسلام كدين و كقيم عليا الخ.

ان المرحوم الاستاذ فرج فودة كان علامة فارقة في تاريخ بلاده مصر خصوصا و تاريخ امته الاسلامية عموما باعتباره قد ادرك منذ ثمانينات القرن الماضي خطر تيارات الاسلام السياسي على مصر وقتها بعد اغتيال الرئيس المصري انوار السادات بتاريخ 6 اكتوبر 1981 من طرف احد شباب الصحوة الاسلامية السوداء بسبب زيارته للكيان العبري بمباركة من السعودية تحت الطاولة لان  مصر هي الحديقة الخلفية للسعودية منذ سبعينات القرن الماضي الى الان.

و في ظل تلك الاجواء اي سياق الثمانينات عمل المرحوم فرج فودة من خلال مقالاته و كتبه الكثيرة على الدفاع عن ارائه الهادفة الى الدولة المدنية و فصل الدين عن الدولة و ليس عن  المجتمع و فضح صفحات سوداء من تاريخ الخلافة الاسلامية كما تسمى لان وقتها كانت اغلب الجماعات الاسلامية ترفع شعار الاسلام  هو الحل اي الرجوع الى دولة الخلافة و تطبيق الشريعة الاسلامية الخ من اساطير الاسلاميين .

و يدخل كتابه الرائع تحت عنوان الحقيقة الغائبة و الصادر سنة 1986 في اطار فضح هذه الاساطير الموجودة في خطابنا الديني الرسمي لدول شمال افريقيا و الشرق الاوسط الان حيث اذا سالت انسان عادي داخل هذه الدول سؤال بسيط لكنه عميق في مضونه الا و هو هل تؤيد العودة الى دولة الخلافة و سيرد عليك فورا بنعم انني اؤيد العودة الى دولة الاسلام باعتبارها تطبق الشرع الاسلامي و هي خالية تاما من المناكر من قبيل شرب الخمر او الزنى او اللواط الخ من هذه الصور المثالية حول الخلافة الاسلامية ..

غير ان كتاب الحقيقة الغائبة قد كذب هذه الصور المثالية لهذه الخلافة المشؤومة على الاسلام اولا و على احفاد الرسول ثانيا حيث قتل سيدنا الحسين بن علي بن طالب على ايادي بني امية و استباحوا مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث اغتصبوا 1000 امراة من اصحاب نبي الاسلام.

و على المسلمين ثالثا  الخ من هذه الحقائق المؤلمة التي توجد في بطون المصادر الاسلامية المعتبرة بمعنى ان المرحوم كان يريد تنظيف ديننا الاسلامي من هذه الاوساخ الجاهلية و الدالة على رجوع العرب الى جاهليتهم الاولى بعد وفاة الرسول الاكرم حسب اعتقادي المتواضع كحفيد الامازيغيين الذين امنوا بالاسلام بل سفروا الى مكة المكرمة قصد لقاء ارقاص ن ربي اي رسول الله بالامازيغية.

اذا اردنا ان نتحدث عن النتائج التي ادركها المرحوم فرج فودة في وقته فانها كثيرة من قبيل انتشار الايديولوجية الوهابية و الاخوانية معا في اوطاننا و انتشار التكفير تجاه دعاة التنوير الاسلامي سواء هنا في المغرب او في مصر خصوصا بعد مرور الربيع الديمقراطي كما نسميه كحركة امازيغية مغربية فان التنوير الاسلامي هو مسالة حياة او موت بالنسبة لنا كمسلمي العالم امام طغيان النزعة الماضوية على حياتنا الدينية و السياسية .

انني اقول رحم الله الشهيد فرج فودة الذي قتل بتاريخ 8 يونيو 1992 على ايادي صقور الظلام بعد مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب بتاريخ يناير 1992 في اطار المناظرة الشهيرة تحت عنوان مصر بين الدولة المدنية و الدولة الدينية حيث قال ما معناه ان الاسلام هو دين و ليس دولة .

تحرير المهدي مالك

اجمالي القراءات 3076

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-04
مقالات منشورة : 261
اجمالي القراءات : 1,243,778
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco