القرءان فوق طاقة محمد

الحلة الثانية: قراءة (عيسى ابن مريم) في أسماء السور

لماذا القرءان فوق طاقة محمد؟

كنت قررت ترك هذه الفقرة لخاتمة الكتاب. لكني ارتأيت تقديـمها للقراء الكرام بعيد الحلقة الأولى التي قرأنا فيها معا - بشكل تطبيقي تجريبي غير قابل للدحض - كلمة (ليلة القدر) في أسماء السور، عبر الخطوات الثلاث كما شرحتها لكم، ثم النتيجة العجيبة الآيوية التي تشكلت أمامنا.طبعا تلك القراءة ليست الوحيدة. فبحمد لله و منته، قد أنجزت مئات الحلقات، سأقوم إن شاء الله بنشرها تباعا متسلسلة.

 نعود لسؤالنا. لماذا القرءان فوق طاقة محمد عليه السلام ؟؟.
لن أتحدث عن بلاغة وبيان القرءان واشتماله على شتى العلوم ولا على نبوءاته التي صدقها الزمان ولا على تطابق آياته الكونية مع العلوم الكونية المعاصرة .و لا على الكثير من عجائبه

 وقد ألفت فيه ألوف الكتب والدراسات والمحاضرات في الشرق كما في الغرب. فأبى أكثر الناس إلا كفورا!!
أنا سأتحدث من زاوية قراءة واحدة من قراءاتي في أسماء السور، وهي القراءة التي وقفتم عليها في الحلقة السابقة.
تعالوا نناقشها رياضيا (من الرياضيات) وحسابيا. لأنه قد يأتي كثيرون من المتشككين ويقولون : نتيجتكم المتحصل عليها من تلك القراءة في أسماء السور و ورود كلمة (ليلة القدر) بذلك الشكل ما هو إلا صدفة عمياء لا مقصد من ورائها و ليس ثـمة وحي ولا تنزيل، هي سور وآيات اكتتبها وألفها شخص محمد.
لنرد على مزاعمهم سندعوهم للاحتكام لقانون الاحتمالات في الرياضيات، وهو قانون صلب من العلوم الحقة غير قابل للاختلاف فيه ولا حوله.
أولا:

هناك ترتيب سابق لترتيب السور الموجود عليه حاليا القرءان. معروف أن للقران ترتيبين: ترتيب التنزيل وترتيب المصحف.

• ترتيب التنزيل:

يبتدئ بسورة العلق ثم سورة القلم ثم المزمل، ف المدثر ف الفاتحة ...وينتهي بسورة النصر. و هو ترتيب لم يعتمده الرسول محمد عليه السلام حين جمع القرءان، الرسول عليه السلام اعتمد ترتيبا آخر هو ما صار يعرف بترتيب (الـمصحف)

• ترتيب (المصحف):

اعتمد ترتيبا يختلف الكلية عن ترتيب التنزيل إلا في ثلاث سور وهي سورة (ص) وسورة (نوح) وسورة (الانفطار)، هذه الثلاثة أرقامها في ترتيب التنزيل هي نفسها في ترتيب المصحف الحالي، أي أن الترتيبين يختلفان في مائة وإحدى عشر سورة.
رياضيا، كم  تحتمل سور القرءان من ترتيب ؟ .... كم في ظنكم؟

الجواب نجده في قانون الاحتمالات الرياضية. للأسف ليس لدي آلة حاسبة ضخمة بمواصفات عالية كالتي لدى علماء الفيزياء والكونيات - كمبيوترات ضخمة هائلة مختصة بالأعداد الفلكية - تفي بغرض حساب عدد الاحتمالات الممكنة لترتيبات سور القرءان. و لكن لأضع القراء في الصورة، أستشهد بمثال صاغه علماء الرياضيات الكبار، و بعده نقارب الرقم الـمطلوب إنجازه!

ثانيا:

"إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها" ...!!!
القرءان الكريم قول فصل ما هو بالهزل، لكني مضطر ألا أستحيي أن أضرب مثلا بأوراق اللعب (الكوتشينة) تعرف هنا في الـمغرب بأوراق (كارتة الرامي).
عدد أوراق اللعب (الكوتشينة) 52 ورقة لعب ولكن ما لا يصدق أنه في كل مرة يتم فيها خلط الورق يتم الحصول على ترتيب أوراق ربـما لـم يحصل عليه أحد قبلك و لن يحصل عليه أحد بعدك !!!! حتى أنه يوجد عدد هائل من ترتيبات أوراق اللعب لـم تحدث حتى الآن، فمن غير المرجح إحصائيا بأنه حدث ترتيبان متوافقان متساويان لأوراق اللعب منذ بدئ الحياة على كوكب الأرض!!!! كيف ذلك؟؟؟

في الحقيقة إن الترتيبات التي من الـممكن الحصول عليها من أوراق اللعب تساوي:

336 856 403 766 975 889 505 440 883 277 824 000 000 000 000

إن هذا الرقم هو جميع الاحتمالات الممكنة التي من الممكن أن تحصل عليها في كل مرة تقوم فيها بخلط أوراق اللعب.
كيف تم الوصول إلى هذا العدد ؟؟؟.
بـما أن عدد أوراق اللعب هو 52 فإن الورقة التي ستأتي في بداية الترتيب سيتم اختيارها عشوائيا من بين 52 ورقة. إذن هناك 52 طريقة عشوائية لترتيبها ضمن خليط الأوراق. أما البطاقة الثانية فسيتبقى لها 51 طريقة (باعتبار أنه تم استبعاد ورقة واحدة) وبالتالي الورقة الثالثة التي ستشغل الـمركز الثالث ضمن الترتيب أمامها 50 طريقة ممكنة وهكذا .... إلى أن يتبقى معنا ورقة واحدة، و بالتالي سيكون لها احتمال واحد لا غير، و بكل بساطة لـمعرفة عدد الاحتمالات الممكنة لترتيب الأوراق نقوم بضرب1×2×3×4×5×6×7×8×9×10×11×12×13×14×15×16×17×18×19..... ×49×50×51×52.

في الحقيقة هذا يساوي! 52 أو ما يدعى ب "مضروب العدد" أو ب «العاملي".

و هذا يساوي تقريبا 8×10 مرفوعة إلى الأس67 (8×10⁶⁷) أي 80 و أمامها 67 صفرا.

لا يبدو هذا الرقم بالذي يستهان به فهو أكبر من مجموع كتلة المادة في الكون بأكمله: وزن الـمادة في الكون كله هو 10 مرفوعة إلى الأس 58 فقط!! .(10⁵⁸)
ما مدى ضخامة عدد 8×10 مرفوعة إلى الأس 67  (8×10⁶⁷) عدد احتمالات الترتيبات الممكنة لأوراق اللعب (الكوتشينة)؟
يعتقد أن عمر الأرض تقريبا هو  4,5 مليار سنة، وعلى فرض أنه في كل ثانية منذ بدأت الحياة و حتى الآن يتم خلط أوراق اللعب من قبل شخص ما. الـمذهل أننا سنحتاج إلى 6×10 مرفوعة إلى الأس 50 سنة (6×10⁵⁰) لنحصل على جميع الترتيبات الـممكنة ولكن كما ذكرنا سابقا، عمر الأرض هو 10 مرفوعة إلى الأس 9 × 4,5 سنة فقط! و لهذا السبب فإنه من غير الـمرجح أن تحصل على ترتيب أوراق سبق و حصل عليه أحد قبلك.
بعد استعراضنا هذا الـمثل الـمأخوذ عن علماء الرياضيات، لنا الآن أن نتخيل ضخامة عدد الترتيبات الـممكنة لسور القرءان الكريم. أوراق (الكوتشينة) متكونة فقط من 52 ورقة. فما بالك بالقران الكريم المكون من 114 سورة.
لحساب عدد الترتيبات الممكنة لسور القرءان. نـمتلك وسيلة واحدة. في غياب كومبيوتر ضخم متطور. العدد هو مضروب عدد 52 يرمز إليه ب 52! و يساوي:

636856403766975289505440883277824000000000000 هذا الرقم نضربه في × 53×54×55×56×57× .... إلى أن نضربه × 111×112×113×114. و النتيجة ستساوي بالضبط = مضروب العدد 114 و يرمز إليه ب 114! أي 1×2×3×4×5× .... (مرورا بالترقي في الأعداد) إلى أن نصل × 109×110×111×112×113×114.

الله تعالى و الراسخون في الرياضيات و حدهم يعلمون كم يساوي هذا العدد الفلكي الرهيب و إلى أي أس مرفوعة عشرته(10^X)؟!؟!؟!؟!

أي أن ترتيب الـمصحف الذي هو عليه الآن. هو احتمال واحد (1) على الرقم الفلكي الذي عجزنا عن عده و حسابه لغياب الوسائل و الإمكانيات. فكيف يجوز و يسوغ أن يختاره محمد عليه السلام بالصدفة؟؟ مستحيل إلى درجة ما دون العدم.

بعد هذا التوضيح الرياضي، مستحيل القول بصدفة ترتيب الـمصحف بحيث تستوي أسماء سوره بكيفية يـمكن أن تقرأ فيها كلمة (ليلة القدر) ثلاث مرات تـماما كما هي في متن سورة القدر وبكيفية انتهاء حروف كلمتها عند آخري حرفين من اسم سورة (القدر).

من يقول بإمكانية الصدفة هنا لابد أنه منتحر عقليا -على حد تعبير أستاذنا الجليل د عدنان إبراهيم - جمع الرسول للقرءان وتحوله من ترتيب التنزيل إلى ترتيب الـمصحف الحالي هو عمل توقيفي من الله تعالى كما هو واضح في سورة القيامة "إنا علينا جمعه وقرءانه{17}فإذا قرءناه فاتبع قرءانه {18}ثم إنا علينا بيانه {19}"
و دعك من هجص الـمذاهب و فقهائهم في زعمهم أن ترتيب الـمصحف هو من اجتهاد الصحابة حين جمعوا القرءان، و أن وضع أسماء السور هو من اختراعهم و اقتراحهم!!!!.
والآن لنستمر في قراءتنا في أسماء السور. و أقترح على قرائنا الكرام قراءتين جديدتين:

قراءة(عيسى ابن مريم) و (عمرانأبو مريم)

• قراءة (عيسى ابن مريم) في أسماء السور

1. الـمرحلة الأولى

01 - الفاتحة

02 - البقرة

03 - آل عمران

04 - النساء

05 - المائدة

06 - الأنعام

07 - الأعراف

08 - الأنفال

09 - التوبة

10 - يونس

11 - هود

12 – ى وسف

13 - الرعد

14 - إبراهيم

15 - الحجر

16 - النحل

17 - الإسراء

18 - الكهف

19 - مريم

1. الـمرحلة الثانية:نلخصها باستبعاد أسماء السور غير المقروء فيها حروف (عيسى ابن مريم)

03 - آل عمران

10 - يونس

12 – ى وسف

13 - الرعد

14 - إبراهيم

16 - النحل

19 – مريم

1. ملاحظـــات:

بكشفنا عن الحبر السري اتضح لنا أن أسم سورة (مريـم) وضع بحيث تتحقق بنوة الـمسيح عليه السلام (لـمريـم)على الحقيقة. و تتحقق أمـومة (مريـم) للمسيح عليه السلام

انظر إلى آيات حروف أسماء السور تشهد على ذلك. سبحان الله!!!

تنويه: الألف المقصورة يعتبرها النحاة ياء مرسلة :ي=ى.

• قراءة (عمران أبو مريم) في أسماء السور

1. الـمرحلة الأولى

01 - الفاتحة

02 - البقرة

03 - آل عمران

04 - النساء

05 - المائدة

06 - الأنعام

07 - الأعراف

08 - الأنفال

09 - التوبة

10 - يونس

11 - هود

12 - يوسف

13 - الرعد

14 - إبراهيم

15 - الحجر

16 - النحل

17 - الإسراء

18 - الكهف

19 - مريم

1. الـمرحلة الثانية:نلخصها باستبعاد أسماء السور غير الـمقروء فيها حروف (عمران أبو مريم)

03 - آل عمران

04 - النساء

09 - التوبة

10 - يونس

14 - إبراهيم

15 - الحجر

19 - مريم

1. ملاحظـــات:

هل ترون معي كم تدخر أسماء السور من كتابة سرية بالحبر السري و كم مدخور فيها من برمجات حتى الحروف تصدق بعضها بعضا. ويـمكن ربط علاقات بين حروف أسماء السور.

ترسو على الحقيقة. سبحان الله!!!

• يـمكننا أيضا قراءة (مريم ابنت عمران)

1. الـمرحلة الأولى

01 - الفاتحــــة

02 - البــــــقرة

03 - آل عمران

04 - النســـــاء

05 - المـــــائدة

06 - الأنعـــــام

07 - الأعــراف

08 - الأنفـــــال

09 - التوبــــــة

10 - يــــــونس

11 - هـــــــــود

12 - يـــــوسف

13 - الرعــــــد

14 - إبراهيــــم

15 - الحجــــــر

16 - النحـــــــل

17 - الإســـراء

19 - مريـــــــم

ملاحظة: نقرأها من الأسفل إلى الأعلى  م - ر - ي - م ---- ا - ب -  ن - ت ---- ع - م - ر- ا - ن.

1. الـمرحلة الثانية: نلخصها كالآتـي:

03 - آل عمران

06 - الأنعـــــام

07 - الأعــراف

09 - التوبــــــة

10 - يــــــونس

14 - إبراهيــــم

17 - الإســـراء

19 - مريـــــــم

ملاحظـــات:

كما مر بكم قرأنا (عمران أبو مريم) من الأعلى إلى الأسفل و تحققت القراءة ثم قرأنا (مريم ابنت عمران) من الأسفل إلى الأعلى و تحققت القراءة أيضا. فسبحان موحي هذا الكتاب و سبحانه كم وضع من آيات مبهرات يصير العجب نفسه أمامها لا شيئا!!!

لا تبخلوا علي بتعليقاتكم و ملاحظاتكم. و إلى اللقاء في قراءات أخرى في أسماء السور!.

تنبيه

الرجاء العودة للحلقة الأولى من السلسلة لفهم الـموضوع أكثر.