صناعة الدواء وصناعة مستقبل مصر

خالد منتصر Ýí 2019-10-25


قاطرة التنمية فى الهند هى صناعة الكمبيوتر، خاصة السوفت وير، وصناعة الدواء، ومصر تستطيع من خلال صناعة الدواء، ومن خلال شركات الدواء فيها، ومن خلال صيادلتها وباحثيها، ومن خلال التصدير إلى السوق الأفريقية والعربية، أن تنمو اقتصادياً ويصبح رأسمالها فى صناعة الدواء يدور حول رقم العشرين مليار دولار، مثل الهند، المهم ألا نترك صناعة الدواء تحتضر فى مصر، لذلك فالمؤتمر الذى ستنظمه مؤسسة «الأهرام» العريقة فى نوفمبر القادم تحت رعاية د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، يُعد خطوة مهمة فى هذا المجال، حيث سيجتمع مصنعو الدواء مع أصحاب القرار السياسى والحكومى تحت سقف واحد لمناقشة مشاكل صناعة الدواء المصرى، الذى لم يعد لاعباً احتياطياً خارج المستطيل الأخضر للصناعة، بل أصبح اللاعب الرئيسى، حيث يعتمد ما نسبته ٩٣٪ من المصريين فى علاجهم على الأدوية المصنّعة فى مصر، بما يقدّر بنحو ٣٠ مليار جنيه سنوياً، حيث يمثل الإنتاج الدوائى المحلى ٨٠٪، والمستورد ٢٠٪.

إذاً ما سيُناقش فى مؤتمر «الأهرام» هو أمن قومى لمصر، وهناك معوقات كثيرة تتسبّب فى خسائر تتكبّدها الصناعة لأسباب كثيرة، من بينها تشريعات التسجيل، وعدم واقعية التسعير، والتصدير، والقوانين المنظمة، والتبعية، وتصنيع المواد الخام، والجودة، والضرائب.. إلخ، وهناك أحلام لتطوير صناعة الدواء، التى بالفعل ستصبح قناة السويس العلاجية لاقتصاد مصر إذا توافر المناخ المشجّع، منها إنشاء مجلس أعلى للدواء يكون من بين اهتماماته تطوير الصناعات الدوائية والتغلب على المشكلات التى تحول دون تحقيق هذا التطوير، بحيث يضم المجلس كفاءات متميزة من الأساتذة والباحثين فى كليات الصيدلة والطب ونخبة من الأساتذة والباحثين العاملين فى أمريكا وأوروبا وخبراء فى صناعة الدواء، ومتخصصين فى الاقتصاد والاستثمار، كما أطالب بإتاحة الفرص لعدد كبير من خريجى كليات الصيدلة لإيفادهم إلى دول سبقتنا إلى مضمار البحوث العلمية والتكنولوجية لاكتساب خبرات فى بحوث الصيدلة والصناعات الدوائية، خاصة فى ما يتعلق بصناعة أدوية التكنولوجيا الحيوية التى عُقد عليها الأمل فى علاج الأمراض المستعصية، مثل السرطان وألزهايمر وأمراض الدم والكبد وغيرها.

كما أطالب المسئولين فى كليات الطب والصيدلة والمهتمين بصناعة الأدوية بإيفاد باحثين إلى أمريكا وإنجلترا ودول أوروبية، لاكتساب خبرات فى مجال الجينوميات الدوائية، وهو تخصص دوائى جديد يستهدف البحث فى تقليل الأعراض الجانبية واكتشاف أدوية فعّالة فى علاج المرض، ولا تُسبب حدوث الأضرار التى تسببها الأدوية المستخدَمة حالياً، وينبغى أن نثق تماماً فى أن الأموال التى تنفق على الدراسات والبحوث التى تستهدف تقدم وارتقاء الصناعات الدوائية والتكنولوجية سوف يكون لها مردود اقتصادى كبير، ونأمل أن نكرس كل طاقاتنا للاستفادة بمكان ومكانة مصر.

اجمالي القراءات 4005

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٢٥ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91520]

الحكومات المصرية لاتعمل لصالح المواطن ولكن لصالح الحاكم .


الرئيس عبدالناصر (رغم انى لا أتصوره شكلا ولا مضمونا ) إلا أنى أشهد بأنه كان حريصا على النهوض بمصر فى مجال الصناعة ومنها صناعة الأدوية فأنشا شركة ( النصر للصناعات الكيماوية ) لإنتاج (المواد الخام للأدوية لأنها هى أساس صناعة الدواء ،وليس تعبئته وتغليفةه وكتابة عبارة صننع فى مصر عليه ) بالإضافة لتصنيع بعض الأدوية ،وكانت مُبشرة وعلى الطريق الصحيح لتقليل إستيراد المواد الخام .ثم جاء مبارك وجاءت معه (مافيا ) إستيراد المواد الكيماوية التابعة له ولأولاده فاوقفت تحديث الشركة وأهملوها وأصبحت فى ذيل قائمة شركات الدواء ،وتوسع مبارك فى إعطاء تصاريح لشركات تصنيع الأدوية ( وحصوله هو أولاده على العمولة من اصحابها ) دون داع ،ودون تقديم أى دواء مصرى جديد وكلها أدوية بمواد خام مستوردة ويتم تعبئتها فقط فى مصر ويُكتب عليها (كذبا وزورا ) انها دواء مصرى مع وجود بدائل ارخص وأفضل منها من إنتاج شركات القطاع العام ،حتى اصبح السوق المصرى للدواء يعُج بأكثر من (20000   اسم دواء متماثل  -وكُلهم  لا يتجاوزون ال 600 مركب علمى ) والآن (السيسى بك ) دخل على الخط ويريد إنشاء مدينة شرق قناة السويس لإنتاج الدواء فى مصر لصالح الجيش ( دون أن يكون لهم دواءا مصرىا واحدا 100% ولكن كلهم تعبئة وتغليف وكتابة صنع فى مصر زورا وبهتانا ) . وهذا من الناحية العملية (( خراب وضياع لمستقبل صناعة الدواء الحقيقية ،وضياع لمستقبل الصيدليات الصغيرة ، وضياع لمستقبل البحث العلمى الطبى الصيدلانى فى مصر ) .... فهل هناك حلولا لهذا ؟؟؟ نعم  والحلول سهلة للغاية .. 1- إبعاد الجيش عن التدخل فى سوق الدواء المصرى وصناعته .-2- الإهتمام بالأبحاث فى العلوم الصيدلانية الحديثة مثل علم الهندسة الوراثية ،والخلايا الجذعية والتكنولوجيا الحيوية الصيدلانية . 3- الإهتمام والعودة للأبحاث فى إستخدام النباتات الطبية فى إستخلاص المواد الكيماوية منها وإستخدامها فى العلاج ،فمصر مُسجل بها رسميا (3000) نبات طبى  يُمكن التوسع فى زراعتهم والإستفادة منهم فى الصناعات الدوائية والمنتجات الغذائية ،وتُصبح مصر رائدة فى هذا المجال مثل الصين . 4- إعادة تقييم للأدوية الموجودة فى السوق المصرى  وتقليص عددها إلى 1500 دواء فقط ،على أن يكون لكل دواء مثيلين فقط ،وأن تُكتب الوصفات الطبية (الروشتة ) بالإسم العلمى وليس بالإسم التجارى ، وتقسيم إنتاج هذه الأدوية على الشركات الموجودة حاليا .. 6- عدم التصريح بإنتاج شركات إنتاج أدوية جديدة إلا إذا كان لها معامل بحثية وأكتشفت دواءا جديدا مصريا 100% ،وأن يُسمح لها مقابل هذا الدواء بإنتاج (5 ) أدوية أخرى ، ولا يُسمح لها بإنتاج أكثر منهم إلا إذا إكتشفت دواء جديدا آخر ...7-   أن يكون هناك مجلس خاص  بالقطاع الصيدلى وإنتاج الأدوية مُستقلا وغير تابع لوزير الصحة ولكن يتبع رئيس مجلس الوزراء (إن لم يكن كوزارة مُستقلة) . 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-12
مقالات منشورة : 438
اجمالي القراءات : 3,178,124
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 400
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt