بين الصبر والتوكل على الله جل وعلا : فى التعامل مع المعارضة

آحمد صبحي منصور Ýí 2019-05-06


بين الصبر والتوكل على الله جل وعلا :  فى التعامل مع المعارضة   

مقدمة  

1 ـ  الدعوة الاسلامية تعلن الحق كاملا دون مراعاة لمشاعر الذين يقدسون البشر والحجر ويؤمنون بالخرافات دون عقل او وعى . هذا هو الصدع بالحق الذى كان خاتم النبيين مأمورا به ، وكان مأمورا أيضا بالاعراض عن المشركين. قال له ربه جل وعلا : (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿٩٤ الحجر ) . الصدع بالحق يعنى زلزالا عقليا ينزل بمن تعود تقديس الأوهام ، ومنتظر منه ان يندفع فى أذى الداعية للحق ، لذا فالأمر التالى هو بالاعراض عن هذا المشرك والصفح عنه .

2 ـ الأمر بالصدع بالحق والاعراض عن المشركين نزل فى مكة حيث كان النبى والمؤمنون معه يتعرضون للأذى والإضطهاد. إختلف الحال فى المدينة فى دولة النبى محمد عليه السلام . واجهته معارضة دينية وسياسية قام بها المنافقون ، وقد بذلوا كل المستطاع فى دعوتهم المناقضة للإسلام وفى كيدهم وتآمرهم على الدولة ، ولكن لم يصلوا الى حمل السلاح ضدها. اى كانت معارضة سلمية برغم تطرفها . لم يستخدم النبى محمد عليه السلام العنف ضدهم ، بل ولم يعاتبهم على ما يفعلون لأن التشريع الاسلامى يؤكد على الحرية المطلقة فى الدين وفى حرية التعبير والعمل السياسى السلمى ويضمن  للمنافقين ان يقولوا وان يفعلوا ما يشاءون.

3 ـ جاء التشريع بالإعراض عنهم . ونعطى أمثلة محددة ورد فيها الأمر بالاعراض عنهم مقترنا بالأمر بالتوكل على الله .

أولا : مواقف متفرقة

  1 : بعد الإنتصار فى موقعة بدر ظهر أول رد فعل حاقد من المنافقين : ( إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٤٩﴾ الانفال ). الرد عليهم هو بالتوكل على الله جل وعلا ، وهذا يعنى الصبر الايجابى فى مواجهتهم .

2 ـ كانوا يكذبون على النبى فى حياته. يدخلون عليه يقدمون فرائض الطاعة ثم يخرجون من عند يتآمرون ويكذبون عليه . وأخبر الله جل وعلا النبى بهذا ، وامره الله جل وعلا ان يعرض عنهم متوكلا عليه جل وعلا : ( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖفَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ النساء )

3 ـ كانوا يؤذون النبى والمؤمنين بإفتراءاتهم ، وجاء هذا فى سور التوبة والأحزاب والمجادلة والمنافقون . وتشابه أذاهم للنبى مع أذى الكافرن له ، ونزل الأمر للنبى بأن يدع أذاهم أى أن يعرض عنهم متسامحا معهم متوكلا على ربه جل وعلا  . قال جل وعلا له عليه السلام : ( وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٤٨﴾ الاحزاب )

فى تطبيق الشورى الاسلامية

 الشورى الاسلامية تعنى فى ثقافة عصرنا الديمقراطية المباشرة ، وقد فصّلنا هذا فى كتاب هنا عن الشورى . الشورى هى فنُّ ممارسة القوة . إذا إحتكر الحاكم القوة فهو يستشير نفسه أو الملأ الذى يفكر له فيما يرضيه. إذا كانت فى المجتمع أقلية تستحوذ على اغلبية الثروة فهى ايضا تستحوذ على أغلبية السلطة ، ويتكون فيها نظام ديمقراطى نيابى عن السكان يقوم فيه ممثلون عن الشعب وليس الشعب ، وهذا وفق إنتخابات يؤثر فيها من يملك المال والنفوذ . هذه هى الديمقراطية الناقصة غير المباشرة ، وهى السائدة فى الغرب حيث يعلو الرئيس على المواطن العادى ، وكذلك السيناتور وقادة الدولة برغم الثرثرة عن المساواة . هناك مناطق فى اوربا تمارس الديمقراطية المباشرة ، منها سويسرا ( هل تعرف إسم الرئيس فيها ؟ )

الشورى الاسلامية تعبر عن ( لا إله إلا الله ). فالعبودية للخالق جل وعلا وهو وحده صاحب العلو ، سبحانه وتعالى ، ولا علو لمخلوق فى دولة الاسلام ،ولهذا كان النبى محمد نفسه ــ وهو القائد ــ مأمورا بالشورى كما كان فرعون موسى ملعونا لأنه وصل بإستبداده الى زعم الألوهية . والمستبد يزعم الألوهية إن صراحة أو ضمنا .

لا يحتاج المستبد الى الصبر والتوكل على الله . وفى الديمقراطية النيابية الناقصة يوجد بعض الصبر فى إدارة النقاش والوصول الى قرارات . الذى يحتاج الى صبر اسطورى هو الديمقراطية المباشرة التى يحضرها أهل كل منطقة ، ولكل منهم حق الحديث والاعتراض قبل الوصول الى القرار . هذا الصبر الاسطورى يحتاج الى توكل على الله عند العزم على تنفيذ القرارات .

ونعطى لمحات سريعة عن ارتباط الشورى الاسلامية بالصبر والتوكل على الله :

1 ـ الأمر بالشورى نزل فى مكة قبل أن تقوم للإسلام دولة . كان المؤمنون مجرد أقلية ، ولكن كانوا نواة لمجتمع . جاء فى سورة الشوى صفات هذا المجتمع فى قوله جل وعلا : ( فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٣٦﴾ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴿٣٧﴾ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣٨﴾الشورى ).

الأمر بالشورى فى قوله جل وعلا (وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ ) جاء بالصيغة الاسمية التى تعنى الثبوت وتكون أكثر إلزاما من الصيغة الفعلية . ثم جاءت الشورى بين الصلاة  والانفاق فى الزكاة المالية ، فهى فريضة مثلهما ، وهما فريضتان على كل فرد ولا يصح فيهما الاستنابة ، فلا يصلى أحد عن أحد ولا ينفق أحد بدلا من أحد ، وبالتالى فالشورى الاسلامية فرض على كل فرد بالغ ، ولا يجوز فيها أن يمثّل أحد أحدأ ولا ينوب فيها أحد عن أحد . ثم إن صيغة (وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ ) فيها غاية الإحكام فى التعبير ، لأنها تعنى أن الجميع مشارك فى الشورى فى كل ما يخص الجميع وبلا إستبعاد لأحد بسبب النوع او الجنس او اللون او الفقر .

2 ـ نزل فى المدينة الأمر للنبى القائد بالشورى ضمن أوامر أخرى . قال له جل وعلا : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖفَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴿١٥٩﴾ آل عمران ). إذا كان النبى نفسه مأمورا بالشورى فإن من يستنكف من تطبيقها يرفع نفسه فوق النبى أى يزعم الالوهية ، وتقرر الآية الكريمة أن الأمة مصدر السلطة وليس النبى الذى يأتيه الوحى . فالله جل وعلا لم يأمره فقط بالشورى ولكن جعله لينا معهم ولو كان فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله ، ولو إنفضوا من حوله فلن تكون له دولة ولن تكون له قوة ، فإجتماعهم حوله هو الذى أقام السلطة ، فهم مصدر السلطة ، لذا جاء له الأمر بالعفو عنهم والاستغفار لهم ، لأن طبيعة العمل السياسى تتطلب صبرا فى الحوار وجهدا فى الاقناع ، وقد يستطيل أحدهم على النبى فى القول فعليه أن يصبر وأن يعفو وأن يغفر ، ثم إذا وصل الاجتماع الى قرار فعليه أن يقوم بالتنفيذ متوكلا على الله. هنا يقترن الصبر بالتوكل على الله جل وعلا فى تنفيذ وتطبيق الشورى الاسلامية .

3 ـ لم تكن الشورى الاسلامية أمرا مألوفا بين العرب ، فالنفوذ كان لشيخ القبيلة وأقرانه وفق السلطة الأبوية . كان جديدا أن يشارك الجميع فى مجالس الشورى على قدم المساواة ، بل وأن يكون من حق النساء المشاركة كالرجال . نتج عن هذه التجربة الجديدة :

بالنسبة للمؤمنين  :

3 / 1 : بعضهم كان يتخلف عن الحضور فنزل قوله جل وعلا فى سورة النور وهى من أوائل السور المدنية : (  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٦٢﴾لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّـهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٦٣ ) واضح النبرة العنيفة فى لوم من يتخلف عن الحضور وربط هذا الحضور بالايمان .

3 / 2 : وإلتزم بعدها المؤمنون بالحضور فلم تأت آيات أخرى فى نفس الموضوع . بل جاء ما يدل على تزاحمهم فى الحضور وإستباق الصفوف الأولى الى جانب النبى فنزل قوله جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّـهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴿١١﴾ المجادلة ). وكان بعضهم يستغلها فرصة ليناجى النبى ويعطل الشورى فقال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢ أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚفَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٣﴾ المجادلة  ) أى فرض عليهم صدقة مقابل نجواه مع النبى .  

حرب المنافقين للشورى الاسلامية .

1 ـ قبل هجرة النبى كانوا أصحاب النفوذ فأضاع الاسلام نفوذهم . والشورى الاسلامية ساوتهم ببقية الناس من المهاجرين والأنصار . غضبوا أن النبى محمد عليه السلام يستمع بصبر وينصت الى الجميع دون تمييز لمن كانوا رؤساء من قبل ، فإتهموا النبى بأنه (أُّذُن ) أى يسمع لمن هب ودب . وسكت النبى على هذا الاتهام الظالم ، ونزل الرد على هذا الإيذاء من رب العزة جل وعلا : ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚقُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٦١﴾ التوبة  )

2 : على أن أخطر سلاح إستعمله المنافقون ضد الشورى الاسلامية هو ( النجوى ) حيث قاموا بالتشويش على مجالس الشورى بلقاءات خاصة يتهامسون فيها ويتناجون فيها مع انفسهم ومع المؤمنين , قال جل وعلا فى نجواهم : (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١١٤ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿١١٥﴾ النساء  ) . الله جل وعلا إعتبر نجواهم خروجا على سبيل المؤمنين وعداءا للرسول .

3   : وبسبب خطورة هذه النجوى على الديمقراطية المباشرة فقد نزل فيها قوله جل وعلا  فى سورة الممتحنة  عن المنافقين أصحاب النجوى :

3  / 1 : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۚوَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٥ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّـهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٦﴾ ) هنا وصفهم بعداء الله ورسوله وتهديدهم بالكبت والخزى وتحذيرهم بتسجيل أعمالهم وأقاويلهم السرية وهو جل وعلا على كل شىء شهيد .

3 / 4 / 2 : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٧﴾) ترهيبهم بأنه جل وعلا يسمع مناجاتهم لبعضهم وسينبئهم بعملهم يوم القيامة .

3 / 4 / 3 : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚحَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٨﴾) أى نزل لهم النهى عن النجوى فلم يلتزموا به وظلوا يتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول . بل وكانوا يتباهون فى نجواهم بالعيب فى تحيتهم للرسول ويسخرون من العذاب الذى يهددهم به رب العزة جل وعلا.

3 /  4 / 4 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٩﴾) هنا تشريع النجوى الملتزمة بالتقوى .

3 / 4 / 5 : ( إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾). أما النجوى الشيطانية فلن تضر المؤمنين شيئا طالما يتوكلون على الله جل وعلا . أى بالتوكل على الله فإنه جل وعلا الذى سيحفظ المؤمنين من كيدهم. هنا ربط الشورى الاسلامية بالتوكل على الله .

أخيرا

1 ـ فى الاسلام حرية مطلقة فى المعارضة الدينية والسياسية إعتمادا وتوكلا على الله جل وعلا. وهذا يستلزم صبرا إيجابيا ، يعنى أن تكبح جماح نفسك وأنت معك القوة ، لا تستخدمها لقمع المواطنين وحماية نفسك ، بل لتحمى بها الدولة بمن فيها من المعارضة لأن الجميع شركاء فى المواطنة ، فالمواطنة فى الدولة الاسلامية على أساس السلام أو الاسلام السلوكى . والمعارضون المسالمون هم مواطنون لهم كافة الحقوق ، ومنه حق التعبير .  

2 ـ أين تشريع الاسلام من حال المحمديين اليوم ؟

يعيشون تحت قهر إستبداد يتطرف فى التعذيب ويتباهى به لارهاب الناس ، وليرغمهم  على ( الصبر السلبى ) بمعنى الخضوع والخنوع والرضى بالذُّل .!!

اجمالي القراءات 3778

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,362,924
تعليقات له : 5,324
تعليقات عليه : 14,623
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي