آية اُسىء فهمها ::
تدبرا فى الآية الكريمة (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) ( الفتح 29 )

آحمد صبحي منصور Ýí 2019-03-12


تدبرا فى الآية الكريمة (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) ( الفتح 29 )

مقدمة : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ )

( محمد) تكرر فى القرآن الكريم  أربع مرات ، وفى كل موضوع منها له دلالاته الخاصة:

1ـ يقول جل وعلا: ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ )144 آل عمران). وقد جاءت الآية فى التعليق على موقف عصيب فى معركة حدث فيها أن إستقتل بعض المسلمين ظنا منهم أن النبى قد قتل فى المعركة , فأخبر رب العزة أن محمدا "عليه السلام " مجرد رسول قد خلت من قبله الرسل ، وسيموت ، ولكن الدعوة ستبقى بعده ، لأنها ليست مرتبطة بوجوده فى الحياة ، ولكنها مرتبطة بالقرآن الذي سيبقى محفوظا بقدرة الله تعالى إلى يوم القيامة.

2 ـ ويقول جل وعلا:  ("مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) : الأحزاب 40 " وهذه الآية أخبرت مسبقا بأن محمدا (عليه السلام ) لن يعيش له ابن حتى يبلغ مبلغ الرجال وينجب ذرية. وأنه خاتم الأنبياء و لانبى بعده ، أى أنه أيضا خاتم رسل الله جل وعلا، فلا وحى بعده لأى مخلوق الى قيام الساعة
3
ـ ويقول تعالى: في أول سورة محمد (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ، كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ . ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ ، كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ). قال جل وعلا : " وآمنوا بما نزل على محمد " أى بالقرآن الذى نزل على محمد ، ولم يقل " وآمنوا بمحمد " فالإيمان ليس بالشخص ، لأنك إذا آمنت بشخص فقد جعلته إلها مع الله ، ولا إله إلا الله،  وإنما الإيمان بالوحى الذى ينزل على النبى أو الرسول ، هنا يكون الايمان بالنبى أى بالوحى الذى صار به شخص ما نبيا ينطق بنبأ السماء أو وحى الله تعالى ، يقول تعالى: ( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ .)( المائدة 81 ).لاحظ قوله تعالى بعد كلمة النبى (وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ ) أى أن الوحى هو مدار الايمان و التصديق ـ وبه يختلف النبى عن أى انسان آخر، ويكون المطلوب الايمان بهذا الوحى الذى تميز به ذلك الشخص فأصبح نبياونفس الحال فى الايمان بالرسول، إنه الإيمان بالرسالة التى نزلت عليه وحيا من العلى العظيم ، يقول تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) ( النساء 136) وبالتدبر فى الاية الكريمة يتضح أن الايمان بالكتاب السماوى يتضمن الايمان بالله تعالى و اليوم الاخر و جميع الأنبياء ، و أنه مهما اختلفت الكتب السماوية من حيث الزمان و المكان و اللغات و الأشخاص فانها ( كتاب ) واحد فى أساسياته ، والايمان بواحد منها على حقيقته هو ايمان بها جميعا و ايمان بالاله الواحد الذى لا شريك له وايمان بكل المرسلين . وفيما يخص موضوعنا عن (محمد ) فالايمان بالرسول ايمان بالكتاب السماوى ، وليس ايمانا بشخص ( محمد ) الانسان وذاته
4
ـ ويقول تعالى: ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) الفتح 29). وهذا موضوع تدبرنا فى هذه الآية الكريمة :  
أولا : عن التوراة والانجيل :

1 ـ ذكر رب العزة جل وعلا فى هذه الآية مثلين وردا فى التوراة والانجيل عن ( الذين مع محمد ) . ذكرتهم التوراة بأنهم : ( أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ). وفى الانجيل مثل زرع نبتت أوراقه وتفرّع وتضخم .

2 ـ هذا يعنى أن التوراة الحقيقية والانجيل الحقيقى ذكرا مقدما مبعث النبى محمد خاتم المرسلين ، ليس هذا فقط ، بل ذكرت ( الذين معه ) . وما هو موجود الآن ( العهد القديم ) والعهد الجديد ) لا نجد فيهما هذا .

3 ـ ونفهم من القرآن الكريم أن التوراة الحقيقية كانت موجودة لدى أهل الكتاب فى وقت نزول القرآن الكريم .

3 / 1 : قال جل وعلا : ( أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ﴿٣٦﴾ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ﴿٣٧﴾ النجم ) ، أى كانت صحف ابراهيم وتوراة موسى موجودة لديهم ، ورب العزة أنزل فى القرآن بعض الآيات منهما فى سورة النجم بدءا من هذه الآية الى نهاية السورة .

3 / 2 : وقال فى نهاية سورة (الأعلى ) (  إِنَّ هَـٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ ﴿١٨﴾ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ ﴿١٩﴾ الاعلى ). وهذا يعنى أن ما قبلها ورد فى صحف ابراهيم  وموسى .

3 / 3 : وتحدى رب العزة بنى اسرائيل بأن يأتوا بالتوراة التى معهم وهى التوراة الحقيقية ويتلوها ليتعرفوا على الحق الذى أخبر به رب العزة جل وعلا فى القرآن : (قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٩٣﴾ آل عمران )

3 / 4 : وردا على زعمهم الاحتكام الى الرسول قال جل وعلا : ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّـهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٣﴾ المائدة )

4 ـ وعن الانجيل الحقيقى قال جل وعلا : (  وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٦﴾ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤٧﴾ المائدة ). ولأن الانجيل الذى معهم كان حقيقيا فيه تشريعات الرحمن فقد أمرهم جل وعلا أن يحتكموا الى ما أنزله الله جل وعلا فى الانجيل الذى هو هدى ونور .

5 ـ وتكرر فى القرآن الكريم إنهم كانوا يعرفون القرآن او الرسالة والرسول كما يعرفون أبناءهم ، وأن فريقا منهم كانوا يكتمون الحق وهم يعلمون وقد خسروا بهذا أنفسهم. قال جل وعلا : (  الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٤٦﴾ البقرة )( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ۘ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ الانعام )

6 ـ فى ظروف تاريخية تم تحريف التوراة وتم إخفاء الانجيل الحقيقى ووضع اناجيل مكتوبة بيد مؤلفين فيها سيرة المسيح من وجهة نظرهم ، كما فعل ابن إسحاق وابن هشام فى كتابة السيرة الملفقة المسماة بالسيرة النبوية.

ثانيا : سكان المدينة فى عهد النبى محمد عليه السلام :

سورة ( التوبة ) من أواخر ما نزل فى القرآن الكريم ، وفيها مسح لسكان المدينة من حيث الايمان والكفر .

1 ـ  كان منهم السابقون إيمانا وعملا (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٠٠﴾ التوبة ).

2 ـ وكان منهم من عصى ثم إعترف بذنبه ومممكن ان يتوب توبة مقبولة ، قال جل وعلا : ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّـهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٠٢﴾ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴿١٠٣﴾ التوبة ) .

3 ـ ومنهم من تاب توبة قبيل الموت بحيث لم يجد وقتا لتتراكم أعماله الصالحة وتغطى على آثامه .  وهذا أمره مُرجأ الى رب العزة جل وعلا إما أن يقبل توبته وإما أن يعذبه يوم القيامة : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّـهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٠٦﴾ التوبة )

4 ـ ثم هناك المنافقون . وهم نوعان :

4 / 1 : منافقون صرحاء فضحوا أنفسهم بأقوالهم وتحركاتهم حيث أتاحت شريعة الاسلام أن يتمتعوا بالحرية الدينية المطلقة والحرية السياسية طالما لا يرفعون سلاحا . وقد حكم الله جل وعلا بأنهم فى الدرك الأسفل من النار إن لم يتوبوا توبة نصوحا . قال جل وعلا : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴿١٤٥﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّـهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖوَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٤٦﴾ النساء)

4 / 2 : ثم هناك منافقون مردوا على النفاق وكتموه داخل قلوبهم فلم يقولوا ولم يفعلوا سوى مظاهر التقوى ، وظهروا بإخلاص شديد ، وكانوا ( مع الرسول ) والأقرب اليه فتمتعوا بالمكانة الى جانب النبى . هذا مع إن الله جل وعلا أخبر أنهم لن يتوبوا وأنهم سيتعرضون للعذاب مرتين فى الدنيا ثم عذا عظيم فى الآخرة. قال جل وعلا: ( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾ التوبة ) .

ثالثا : المنافقون الصرحاء ليسوا ضمن ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) لماذا ؟

1 ـ الذين كانوا مع الرسول داوموا على الصلاة معه كانوا معه ركعا سجدا وسيماهم فى وجوههم من أثر السجود . ولكن المنافقين الصرحاء كانوا يتكاسلون عن الصلاة ، وحين يؤدون الصلاة كانوا بها يخادعو الله والذين آمنوا . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿١٤٢﴾ النساء )

1 / 2 : ( وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴿٥٤﴾ التوبة )

2 ـ لم يكونوا مع الرسول فى قتاله الدفاعى عن المدينة ، بل إشتهروا بالتخلف وإصطناع الأعذار .

2 / 1 : جاء هذا فى سورة آل عمران : (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗوَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴿١٦٧﴾ )

2 / 2 : وفى سورة الأحزاب : ( من 12 : 20  )

2 / 3 : وتكرر فى سورة التوبة : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّـهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴿٨١﴾ التوبة )( لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَـٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ۚوَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٤٢) التوبة ).

3 : كانوا يرفضون أن يكونوا ( مع الرسول ) بمعنى الطاعة . إذا أذنبوا رفضوا الاعتراف بالذنب مكتفين بالحلف كذبا . قال جل وعلا :

3 / 1 ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّـهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴿٥﴾ المنافقون )

3 / 2 : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿٦٤﴾ ) النساء )

4 ـ بل عزم بعضهم على إخراج النبى والمؤمنين من المدينة ، ولو إستطاعوا لفعلوا. قال جل وعلا : (يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٨﴾ المنافقون )

5 ـ وفى التأكيد على أنهم ليسوا مع الرسول وليسوا مع المؤمنين قال جل وعلا :

5 / 1 :( وَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ ) ﴿٥٦﴾ التوبة )

5 / 2 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨﴾ هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩﴾ آل عمران ).

رابعا : من هم الذين ( كانوا مع النبى ) من سكان المدينة :

بعد إستبعاد المنافقين الصرحاء يبقى من سكان المدينة السابقون إيمانا وعملا ، ومن خلط عملا صالحا وآخر سيئا والمرجأون لأمر الله ، والذين مردوا على النفاق . وهنا نضع الملاحظات الآتية :

1 ـ الجزء الأول من الآية يتحدث عن المظهر الخارجى ، وهو : ( أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) . الدليل كلمة ( تراهم ) تراهم من حيث الظاهر ركعا سجدا ، وتراهم من حيث الظاهر يبتغون فضلا من ربهم ورضوان ، وتراهم من حيث الظاهر سيماهم فى وجوههم من أثر السجود .

2 ـ الجزء الباقى من الآية يتحدث عن مستقبلهم فى الاخرة ، وهو قوله جل وعلا : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ). السياق أن يُقال ( وعدهم الله مغفرة واجرا عظيما ) ولكن تخصصت المغفرة ببعضهم فقط ، وهو الذين ماتوا وقد آمنوا إيمانا مخلصا وعملوا الصالحات .

3 ـ أى فالذين كانوا مع الرسول منهم من سيدخل الجنة ومنهم من سيكون فى الجحيم.

4 ـ بالتالى نتذكر قول الله جل وعلا عن الذين ماتوا وهم سابقون فى الايمان والعمل الصالح : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٠٠﴾ التوبة ) هؤلاء الذين قال جل وعلا عنهم فى هذه الآية : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ).

5 ـ ويدخل معهم الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، وتابوا توبة مقبولة ، وبعض الذين أرجأ الله جل وعلا الحكم عليهم إذ تابوا توبة نصوحا ، وماتوا بها .

6 ـ ويجمع بينهم جميعا أنهم ماتوا متقين ، إذ لا يدخل الجنة إلا المتقون . قال جل وعلا : ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا﴿٦٣﴾ مريم ) . أولئك المتقون يتبعون الصراط المستقيم ويبتغون وجه الرحمن جل وعلا ، ولا يرتكبون الفساد ولا العُلُوّ فى الأرض . قال جل وعلا عن المتقين المبتعدين عن العلو فى الأرض والفساد : (  تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٨٣﴾ القصص) . لذا فى إبتعادهم عن الصراع من أجل التحكم السياسى لا يذكرهم التاريخ ، فالتاريخ ينام فى أحضان السلطة .

7ـ الذين كانوا مع الرسول فى حياته ومصيرهم الجحيم هم :

7 / 1 : الذين قال جل وعلا فيهم : (  وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾ التوبة ). إلتزموا بالطاعة الظاهرية وبأن يكونوا أقرب الناس للنبى خصوصا فى الصلاة معه فكانوا من حيث الظاهر تراهم ركعا سُجّدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا وسيماهم فى وجوههم من أثر السجود ، ولكن كانت قلوبهم تكتم كفرا هائلا ، كتموه حتى لا يفضحهم القرآن كما حدث للمنافقين الصُّرحاء.  بمظهرهم المتقى هذا خدعوا النبى والمؤمنين وأحرزوا مكانة مكنتهم من أن يحكموا الدولة بعده ، فإرتكبوا جريمة الفتوحات والغزو باسم الاسلام . هم الخلفاء الفاسقون ومن سار فى ركابهم .وتعرضوا للعذاب الدنيوى مرتين ، ثم مصيرهم عذاب عظيم فى الاخرة . والتفاصيل فى كتابنا : ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ) وفى حلقات برنامج ( لحظات قرآنية ) عن الصلاة الشيطانية للخلفاء الفاسقين.

7 / 2 : ومعهم من سار فى ركابهم ( من الصحابة ) من إستهواه الشيطان فباع الآخرة بالدنيا وإنقلب على عقبيه ، وأضاع توبته ، ومات على عصيانه .

اجمالي القراءات 5955

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ١٢ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90597]

اشداء على الكفار .


تحياتى استاذى دكتور - منصور - وربنا يبارك فى حضرتك . القارىء للآية الكريمة موضوع المقالمُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا  ) ينتظر توضيح لهذا الجزء فيها ( أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ)  انا اعلم أن حضرتك كتبت عنها فى سياق ابحاث وكتُب ومقالات أخرى عن القتال ، ولكن بما انها جزء من الآية الكريمة موضوع المقال فهل ممكن حضراتك لإختصار شديد توضح لنا ( متى وكيف كانوا  اشداء على الكُفار لأنها محل خلاف وجدال كبير بين المسلمين انفسهم وبيع المسلمين وغيرهم معا ؟؟؟ ))) 



ولكم جزيل الشكر .



2   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الأربعاء ١٣ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90598]

و الذين معه .. و الذين آمنوا معه


للدفاع عن رسالة الله الخالدة قبل أن تتم و تختتم بآخر آية تعرض الرسول محمد عليه السلام لخطر القتل منذ أن صدع بالحق لذا هاجر من مجتمع و بيئة الخطر إلى مجتمع و بيئة أقل خطورة و الله جل و علا هو الحافظ و الله جل و علا متم نوره الذي يريد الكافرون إطفائه يقول جل و علا : ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون ) و في سبيل إنجاز هذا العمل النبيل دخل النبي عليه السلام في سلسلة من المواقف التي تتطلب الشجاعة و التضحية و الفداء و طبيعي أن يقوم بهذا العمل أشخاص كان الحظ و النصيب الرائع منهم من صدق الله و رسوله و أتقى و مات على تمسكه بالقرءان الكريم و لم يركن لكل الإغراءات التي توالت عليهم منذ بدء مؤامرات المكر القرشي الذي قال عنه جل و علا : ( و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) .

و في سبيل تثبيت قلوب المؤمنين الذين مع النبي عليه السلام كان للقصص القرءاني دور و أثر بالغ لا سيما قصص ( موسى و عيسى عليهما السلام ) فالمواقف تكاد تكون متكررة و الأحداث متشابهه لذا نجد في الأحداث التي تتطلب النصرة و الفداء و التضحية يضرب الله جل و علا بمن كان مع موسى و عيسى عليهما السلام ليثبت قلوب و أفئدة من هم مع النبي محمد عليه السلام مقرونا بوعد الله جل و علا بالنعيم الخالد لهم إذا آمنوا و عملوا الصالحات و توصيف كلمة الإيمان هو أن لا يخالجه شرك و توصيف العمل الصالح هو ما جاء في القرءان الكريم من أمور كثيرة أهمها عدم الاعتداء و عدم الظلم و نشر القسط و العدل و غيرها من قيم الإسلام العليا .

و عندما يقول الحق جل و علا ( أشداء على الكفار ) فممارسات هؤلاء الكفار تستوجب الشدة عطفا على الأعمال التي قاموا بها فهم مثلا : صدوا المؤمنين عن المسجد الحرام و هذا الصد يستلزم ممارسات ظالمة و اعتداء غاشم وجب معه الشدة .

لتوصيف الذين مع النبي عليه السلام و الذين وصفهم الله جل و علا بالرحمة بينهم علينا التتبع التاريخي الذي أوجد بيئة لا رحمة فيها !! بعد وفاة النبي عليه السلام فهل من معاني الرحمة القتل و الظلم و العلو في الأرض ؟



 



3   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الأربعاء ١٣ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90599]

وجهة نظر


السلام عليكم



وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿التوبة ١٠١﴾    



أولا: الآية تذكر بأن هؤلاء المنافقين من الاعراب حول المدينة ومن المدينة ذاتها، ولم تحدد مكانتهم من الرسول، لذا لا يمكن الجزم بأنهم الأقربون إليه (القرب المعنوي أو المادي).



ثانيا: أثناء وجود النبي حيا، كان هو الذي يدير شؤون الدولة، وكرسول كان يتدبر القرآن كما أراد الله. عندما مات اعتمد الناس على انفسهم في تدبر القرآن، وكان فهمهم كبشر قابل للصواب والخطأ.



ثالثا: ما قام به الناس في ذلك الزمان كان متأثرا بما تمليه عليهم الاوضاع والثقافات المتواجدة آنذاك، وبفهمهم كبشر للقرآن، ولا نستطيع الآن الحكم عليهم من خلال وضعنا الحالي. مرة اخرى، نحن لا نستطيع الجزم بنفاق من خلف الرسول وبارتكابهم ما كانوا يضمرونه له.



هذه وجهة نظر تحتمل الخطأ والصواب.



4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ١٣ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90600]

شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا


1 ـ أُرحّبُ بتعليقات الاستاذين بن ليفانت وسعيد على.

وطلب د عثمان فى تعليقه سأرد عليه حالا بمقال خاص. 

كل عام وانتم بخير. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4983
اجمالي القراءات : 53,432,404
تعليقات له : 5,327
تعليقات عليه : 14,628
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي