هل قال رب العزة أنه أنزل التوراة على سيدنا موسى ؟:
التوراة: كتاب موسى ؟؟؟ممكن أن تتأكد ثانية ؟

كان هنا و راح Ýí 2018-01-15


بسم الله الرحمن الرحيم

 

عند قراءتك للقرأن الكريم (قراءة متأنية متدبرة) تجد أن النص الالهي يطرح تساؤلات جمة تنتظر الاجابة , و الاجابة المنشودة تجدها في النص ذاته أو بالتأمل في ملكوت رب العالمين .و الشيء المبهر أن الاجابة عن تساؤل ما يقودك الى تساؤلات أخرى , و تجد نفسك عندما تفهم أيات من الكتاب العظيم بشكل سليم تتوضح مفاهيم ربما كانت غامضة في أيات أخرى فتنتقل الى ما كان مستعصيا على فهمك فتجد فهمه سهلا سلسا و يفتح لك أفاق فهم أيات أخر و هكذا الى مالا نهاية ...لك أن تتخيل أية غير مفهومة كزاوية مظلمة و بمجرد فهمك لها تصبح هاته الزاوية مضيئة و تضيء لك زوايا أخرى مظلمة و هكذا في تسلسل عجيب يستحيل فيه التناقض .

أود أن أطرح التساؤل الأتي : هل التوراة هو ما أنزل على سيدنا موسى ؟؟  لأن رب العالمين لم يقل في كتابه العزيز و لو لمرة واحدة أنه أنزل التوراة على سيدنا موسى .... ؟؟؟؟؟؟؟

ذكرت كلمة "توراة" 14 مرة في القرأن الكريم و لا مرة ذكر أنها أنزلت  على سيدنا موسى , و عندما يأتي ذكر ما أنزل على كليم الله تجد الأتي :

    الأنبياء - الآية 48  وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ

البقرة - الآية 53 وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

البقرة - الآية 87 وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ

الأنعام - الآية  154 ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ

هود - الآية 110 وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ

الإسراء - الآية  2 وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا

المؤمنون - الآية  49 وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ

الفرقان - الآية 35 وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا

القصص - الآية 43 وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَىٰ بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ

السجدة - الآية 23 وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ ۖ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ

فصلت - الآية 45 وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۗ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ

 

قد يقول قائل : المقصود من "الكتاب"  في هاته الأيات هو التوراة و أن رب العالمين استخدم كلمة "الكتاب" لأنه من المعلوم أن التوراة أنزلت على سيدنا موسى .......

فتكون الاجابة بالأتي :

   الحجر – الآية  87 وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ

المائدة - الآية 46 وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ

الحديد - الآية 27 ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ

المائدة - الآية  110 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ

تمعن في هاته الأيات : أليس من المعلوم بالضرورة بأن القرأن الكريم أنزل على سيدنا محمد ؟  أليس من المعلوم بالضرورة بأن الانجيل أنزل على سيدنا عيسى بن مريم ؟ فلماذا ذكر رب العزة هذا مرات عدة في الذكر الحكيم و لم يذكر و لا مرة أنه أنزل التوراة على سيدنا موسى ؟؟؟؟؟؟؟ ثم أنظر في الأية 110 من سورة المائدة حيث قال : الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ

فإن كان المقصود من الكتاب هي التوراة فكيف تفهم الأية ؟؟؟؟؟؟؟ و كذلك لا وجود للترادف في كتاب رب العزة العظيم.

المحصلة : ذكرت كلمة الانجيل 12 مرة في كتاب الله منها 4 مرات تذكر أنه أنزل على سيدنا عيسى بن مريم.

ذكرت كلمة القرأن 50 مرة في كتاب رب العزة  منها 24 مرة تذكر أنه نزل على سيدنا محمد.

ذكرت كلمة التوراة 14 مرة في كتاب العزيز الحكيم و "لا" مرة تذكر أنه نزل على سيدنا موسى  , و ذكر ما أنزل على سيدنا موسى 11 مرة  في 9 مرات ذكر الكتاب و مرة الفرقان و مرة الكتاب و الفرقان معا.

ربما استكثرت من الأدلة على ما أقول ,لكن كيف نقول القرأن الكريم ما لم يقله ؟ لابد من هذا لأن الخطأ الشائع بأن موسى أوتي التوراة عمره قرون و يستلزم من الأدلة ما يزهق الباطل الذي ترسب في أ ذهاننا ....الأن يتبادر تساؤل أخر :

بناءا على ما تقول : ما هي التوراة ؟؟؟

التوراة كتاب هداية و أحكام  أنزلها رب العالمين على مراحل , و بطريقة متواصلة يرسل أنبياء بأحكام جديدة تضاف الى التوراة وصولا الى سيدنا عيسى بن مريم أخر أنبياء بني اسرائيل و هذا ما نفهمه من قوله جل و علا :

البقرة - الآية 87وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ

و كلما جاء نبي بحكم جديد لا يتقبله بنو اسرائيل يقومون إما بقتله أو تكذيبه ,الأحكام الجديدة التي كان يأتي بها الأنبياء تسمى في الذكر الحكيم بالزبر (أي القطع ) و هذا ما نفهمه من قول رب العزة :

183الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ184فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ   آل عمران

و كلما مرة يتم تكملة التشريع عن طريق الأنبياء بناءا على التطور في الحضارة و مستجدات هذا التطور ,و عند إقامة ملك بني إسرائيل بمجيء سيدنا داوود أوتي هذا الأخير "زبورا" أي قدرا أكبر من غيره من الأنبياء من الأحكام نظرا للتطور الهائل الذي طرأ في حياة بني إسرائيل بتولي واحد منهم زمام الملك و من بعده إبنه سيدنا سليمان ....

 قد يتساءل أحدهم : لماذا لم تنزل التوراة دفعة واحدة و تم تقسيم أحكامها على عدة أنبياء ؟

كما قلت لكي تواكب التشريعات تطور الحضارة و ما يطرأ من مستجدات و مشاكل لم تكن موجودة من قبل , و يمكنك أيضا من خلال هذا فهم لماذا اختار الله تعالى بني اسرائيل , حيث قام جل جلاله بإرسال سيدنا موسى إليهم ثم بعد ذلك تقسيمهم الى 12 "أسباطا أمما" و توزيعهم و ذلك من أجل نشر عقيدة التوحيد على أوسع نطاق في مركز العالم أنذاك الشرق الأوسط حيث التماس بين حضارات مصر و بابل و فارس و اليونانيين أي الحضارات الكبرى , فتجد أن سيدنا يونس أرسل الى نينوى بين العراق و تركيا وسيدنا زكرياء في بابل و أنبياء في سوريا و سيدنا عيسى بن مريم في مصر و فلسطين و هكذا ..

بعد اكتمال نزول التوراة بمجيء سيدنا عيسى بن مريم , أمره ربنا بتخفيف الأحكام و ذلك في قول رب العرش العظيم :

 آل عمران - الآية  50 وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ

و بإكتمال التوراة و نزول الإنجيل (كلمة إنجيل تعني البشارة السارة) توقف إرسال الأنبياء لإنتهاء المهمة التي كانوا يرسلون بها و هي إستكمال أحكام التوراة (المؤقتة) و كانت مهمة سيدنا عيسى بن مريم متمثلة في تكملة أخر الأحكام و كذلك التبشير بقدوم التشريع الأبدي الصالح لكل زمان مع أخر الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و ذلك في قوله جل و علا :

 الصف - الآية 6  وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ

 

 و أظنك فهمت الأن أخي القارئ معنى التوراة , قد يتساءل أحدهم : لماذا يقول اليهود و النصارى أن التوراة هي كتاب سيدنا موسى ؟؟ الإجابة : لأنهم نسوا ما ذكروا به و إحدى مهام القرأن الكريم أنه جاء لتصحيح هاته الأخطاء في قوله تعالى :

النحل - الآية 64وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

 

فلو رجعنا الى الكتاب المقدس اليهودي المسمى : التناخ ستجده مقسما الى ثلاث : التوراة ,الأنبياء والكتب ,و يقول اليهود أن التوراة هي كتاب سيدنا موسى على الرغم من وجود مفارقات عجيبة من بينها أحداث وفاة سيدنا موسى : حيث يقولون أن سيدنا موسى هو من كتبها  و أنها جزء من الوحي المنزل إليه , كيف هذا و سيدنا موسى قد مات؟؟؟؟؟؟؟؟ أو الأحكام ال 613 الموجودة في توراتهم لأحداث لم تعرفها البشرية إلا بعد وفاة سيدنا موسى بقرون ؟؟؟؟؟ فالقرأن الكريم جاء لتصحيح الكتب السابقة , و لا تندهش من جهل اليهود فأسلافهم أضاعوا ترتيب كتبهم و لما كانت رحمة ربنا واسعة أرسل كتاب يبين كثيرا مما اختلفوا فيه...

 

هذا و الله تعالى أعلم

اجمالي القراءات 20524

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ١٦ - يناير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[87827]

بورك فيك يا أبا على محمد على .


 اتفق معك تماما 

الذى نزل على موسى هو الألواح ، وهذا فى ميقات ربه عند جبل الطور ، أما التوراة فقد وصفها رب العزة بأنها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا . نزل الانجيل ببعض تعديلات فى التوراة فيها تحليل بعض المحرمات .


نسبة التوراة الى موسى خطا شائع ، 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2017-04-25
مقالات منشورة : 1
اجمالي القراءات : 7,902
تعليقات له : 3
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : أرض الله
بلد الاقامة : أرض الله