الجبرتى شاهدا على إنحلال المحكوم ووحشية العسكر العثمانى الحاكم

آحمد صبحي منصور Ýí 2017-03-27


الجبرتى شاهدا على إنحلال المحكوم ووحشية العسكر العثمانى الحاكم

 كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية

الباب الأول : الأرضية التاريخية عن نشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية

الفصل السابع : الارهاب الوهابى وقلب المعادلة فى أواخر العصر العثمانى

الجبرتى شاهدا على إنحلال المحكوم ووحشية العسكر العثمانى الحاكم  

مقدمة : عن الجبرتى مؤرخا :

1 ـ آخر مؤرخى مصر العظام كان عبد الرحمن الجبرتى ، المولود فى القاهرة عام 1753 ـ بعد ثمانى سنوات من ظهور الوهابية ، والمتوفى فيها عام 1825 ، بعد مرور سبع سنوات على تدمير الدولة السعودية . بالاضافة الى ذلك شهد الجبرتى مجىء الحملة الفرنسية 1798 ، ورحيلها ، وشهد ظهور محمد على الذى أسّس الدولة الحديثة فى مصر. سجل كل هذا فى تاريخه المشهور ( عجائب الآثار فى التراجم والأخبار ) ، وقد إتبع فيه المنهج الحولى فى التاريخ ، إذ يذكر الأحداث مرتبة حسب الأشهر والأعوام . وواضح فيه التأثر بالمقريزى ( ت 1442 م ) المؤرخ المصرى الفذّ فى العصر المملوكى ، وإن لم يبلغ عبقرية المقريزى فى التحليل ولا جُرأته فى الانكار على ما يحدث ولا عدد الكتب التى ألفها . إلا إن الجبرتى تفوق على مؤرخ مصرى مخضرم عاصر الدولتين المملوكية والعثمانية ، وهو ابن إياس ( ت  1523). كان ابن اياس متأثرا أيضا بالمقريزى ، وأقل ثقافة مثله ، ويظهر هذا فى كتابه ( بدائع الزهور ) وترك ابن اياس العديد من المؤلفات ، ولكن الجبرتى فى كتابيه ( عجائب الآثار ) و ( مظهر التقديس فى خروج الفرنسيس ) كان أكثر ثقافة من ابن اياس ، وأكثر تدقيقا إذ كان يطوف بالبلاد ويقرأ فى الدواوين ويتحرى الأسماء ويقابل الأشخاص بنفسه يتحرى منه الأخبار، عكس ابن إياس الذى لازم بيته فى القاهرة يسجل ما يُشاع فيها من أخبار وينقلها كما هى قائلا ( وأُشيع ..كذا ) . بالاضافة الى ملكته فى التحليل كاستاذه المقريزى كان الجبرتى منكرا على ما يحدث من الفقهاء والشيوخ ومن الولاة والعسكر ومن المماليك والأعراب . ولم يتحمل محمد على إنكاره ، خصوصا وقد رفض الجبرتى أن يوافقه وأن ينافقه فانتقم منه محمد على بأن إغتال ابنه، فاعتزل الجبرتى الكتابة يبكى علي ابنه المغدور ، ثم إغتال محمد على الجبرتى بعدها  بثلاث سنوات .

2 ـ  كان الجبرتى مؤخا معاصرا يكتب ما يحدث فى عصره من واقع المشاهدة ، وبهذه المعاصرة شهد المعادلة المملوكية العثمانية الصوفية السنية ، وهى إنفراد الحاكم بإستحلال الدماء ، وإنفراد المحكوم بالخضوع والخنوع ، وإنغماس الجميع فى الانحلال الخلقى بلا إعتراض أو إنكار ، كما شهد الجديد الذى جاءت به الوهابية فى دولتها الأولى ، وهى إستحلال الدماء وتحويل تغيير المنكر الى الإكراه فى الدين .

3 ـ ونبدأ بلمحات مما أورده الجبرتى عن وحشية الحاكم بسفك دماء المحكومين وسلبهم وتسخيرهم وسبى وإغتصاب نسائهم وصبيانهم ، وانكباب الجميع على الانحلال الخلقى فى الموالد . ولا مجال للإنكار أو الاعترض هنا أو هناك . وعندما إعترض الجبرتى إُغتيل إبنه وفقد حياته .   

أولا :

الجبرتى شاهدا على الانحلال الخلقى فى مصر طبقا لدين التصوف السنى

1 ـ يتضح من كتاباته أن التصوف إشتدت سيطرته أكثر مع إزدياد التخلف والجهل . فقد كانت الحياة الاجتماعية والدينية فى العصر العثمانى خاملة لا تنبض فيها الحيوية الا حول القبور المقدسة وشيوخ التصوف الأحياء. تمركز العصر العثمانى حول التبرك بالأولياء الأحياء وتقديس قبور الأموات منهم واقامة الموالد حولها وفقا للتصوف السنى الذى كان نجومه العلماء والفقهاء وشيوخ الصوفية معا ، وحيث كانت الموالد والأضرحة ـ ولا تزال ـ تجمع مظاهر الشرك مع الانحلال الخلقى فى نفس المكان والزمان. وهو نفس ما يحدث الآن فى مولد البدوى ومولد الحسين ومولد السيدة زينب فى مصر. الجبرتى وهو شيخ أزهرى ووالده أيضا كان شيخا أزهريا لم يتوانى فى رصد بعض هذا الانحلال برغم مشاركة زملائه الشيوخ فيه .  

2 ـ يقول الجبرتى فى التعريف بأحد شيوخ الصوفية المعاصرين له:( الشيخ الإمـام المعمـر القطـبأحـد مشايـخ الطريـق صاحـب الكرامـات الظاهـرة والأنـوار الساطعةالباهرة عبد الوهاب بن عبد السلام ...) هذه أوصاف التقديس المعتادة لأولياء التصوف. وبعد سرد مناقبه كالمعتاد يقول عن موته ودفنه (..توفي في ثاني عشر صفر سنة 1172  ودفن بجوار سيدي عبد الله المنوفي) .

ثم يذكر الجبرتى ما حدث لقبره بعد موته : (ونزل سيل عظيم وذلك في سنة 1178 فهدم القبور وعامـت الأمـوات ، فانهـدم قبـره وامتـلأبالمـاء ) الذى حدث يثبت أنه لا كرامة لهذا الولى الصوفى أو لقبره ولا لأى قبر طالما يقدر السيل على ازالتها وبعثرة عظامها ، ولكن يحدث العكس ، اذ يحل التقديس بالقبر الذى تلاشى والعظام التى ألقاها السيل.  يقول الجبرتى ( فاجتمـع أولاده ومريـدوه وبنـوا لـه قبـرًا في العلوة على يمين تربة الشيخالمنوفي ، ونقلوه إليه قريبا من عمارة السلطان قايتباي، وبنوا على قبره قبة معقودة، وعملوا له مقصورة ومقاما من داخلها وعليه عمامة كبيرة،) أى تحول القبر الذى دمره السيل وجعله أكوام زبالة الى ضريح فاخر مقدس لهدف نلمحه بين السطور ، فالذين أقاموا هذا المعبد المقدس هم أبناء الفقيد الراحل وتلاميذه، أى هى تجارة رائجة. لا يستلزم الأمر سوى الصلة ببعض الوجهاء ممن يعتقدون فى القبور المقدسة والآلهة المصنوعة. هذا ما يفسره قول الجبرتى : (  وصيروه مزارا عظيمًا يقصدللزيارة ويختلـط بـه الرجـال والنسـاء‏.‏ثـم أنشـأوا بجانبه قصرًا عاليًا عمّره محمد كتخدا اباظة)

 وفى مقابل بناء المعبد الجديد هدموا قبورا أخرى لآلهة قديمة فقدت الشهرة والأتباع . يقول الجبرتى عن المكان الذى خصصوه للدواب والحمير انه كان قبلها موضع قبور لآلهة أخرى (وسوروا لهرحبة متسعة مثل الحوش لموقف الدواب من الخيل والحمير، دثروا بها قبورا كثيرة بهاكثير من أكابـر الأوليـاء والعلمـاء والمحدثيـن غيرهـم مـن المسلميـن والمسلمـات‏.)

بعدها يأتى المقصود وهو اقامة مولد وما يعنيه المولد من قرابين و نذور وولائم وموائد. يقول الجبرتى (‏ثـم أنهـم أبتدعـوا له موسمًا وعيدًا في كل سنة، يدعون إليه الناس منالبلاد القبلية والبحريـة،) ، أى يأتى الفلاحون والأعيان من الصعيد والوجه البحرى للتبرك .

يقول الجبرتى عنهم (  فينصبـون خيامـًا كثيـرة وصواويـن ومطابخ وقهاوي، ويجتمعالعالم الأكبر من أخلاط الناس وخواصهم وعوامهم وفلاحي الأرياف وأربـاب الملاهـيوالملاعـب والغـوازي والبغايـا والقراديـن والحـواة) فطالما جاءت الزبائن فلا بد أن يأتى من يقوم بالترفيه عنهم من الفنانين والعاهرات.

ويصف الجبرتى الأعمال الخيرية والعبادات العملية لدين التصوف السنى التى كان ينهمك فيها أولئك الحجاج الأبرار فى المولد، فيقول عن حجاج المولد ( فيملأون الصحراء والبستانفيطـأون القبـور يوقـدون عليهـا النيـران ويصبـون عليها القاذورات ، ويبولون، ويتغوطون، ويزنون ، ويلوطون، ويلعبون، ويرقصون، ويضربون بالطبول والزمور ليلا  ونهارًا، ويستمر ذلكنحو عشرة أيام أو أكثر،) هذه هى صلواتهم ونسكهم وقيامهم بالليل... لواط وزنا جماعى لا يعرف القيود أو الحدود..

ويأتى سؤال بسيط : أين هم العلماء الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؟ الجواب أيضا بسيط: كانوا هم القادة والأئمة فى حفلات الزنا واللواط  . يقول الجبرتى كأنه يعرف السؤال مقدما : ( ويجتمع لذلك أيضًا الفقهاء والعلماء، وينصبون لهم خيامًاأيضًا، ويقتدي بهم الأكابر من الأمراء والتجار والعامة، من غير إنكار،)

سؤال آخر بسيط : لماذا لا يتصدى العلماء للاصلاح ؟ لماذا كانوا الأئمة فى الفسوق وفى الدعوة له ؟ الجواب بنفس البساطة : لأنهم اعتبروا الفسوق دينا وفق طقوس التصوف السنى. وكأن الجبرتى يعرف السؤال مقدما فقال عنهم : ( بل ويعتقدون ذلكقربة وعبادة‏.‏ولو لم يكن كذلك لأنكره العلماء فضلا عن كونهم يفعلونه ، فالله يتولىهدانا أجمعين‏.‏(   . هنا تحليل خفىُّ من الجبرتى ، وإنكار واضح ، يقوله على طريقة المقريزى .

ثانيا :

 الجبرتى شاهدا على وحشية الحاكم  

1 ـ  عاش الجبرتى فترة إضطراب سياسى وعسكرى . كانت مصر ولاية عثمانية ، تنوع فيها الحاكم وعسكره. فيها الوالى العثمانى والحامية العثمانية ، وكانت تلك الحامية مجرد عصابات من جنسيات مختلفة تتقاتل فيما بينها وتقاتل العصابات الأخرى وهم المماليك الذين إستمر جودهم فى مصر العثمانية يحكمون مصر من الداخل فى إطار التبعية للدولة العثمانية . تركّز إهتمام الوالى العثمانى على تحصيل الأموال ، وتركز إهتمام السلطان العثمانى على ألا يدع واليا من ولاته مستمرا فى جكم مصر حتى لا يستقل بها . تغيير الولاة اضاف المزيد من الظلم والفساد لأن الوالى يريد فى ولايته القصيرة أن يسرق ما إستطاع ، تاركا مصر تموج فى بحور من فتن عسكرية لا تنتهى . والضحايا فى هذه الفتن بين ( القوات المسلحة ) هو الشعب المصرى الأعزل . والذى كان ينفّس عن معاناته بالانغماس فى الانحلال الخلقى يؤمُّه الشيوخ والأولياء الصوفية . إستطاع محمد على أن ينفرد بحكم مصر . وكان تكليفه بمواجهة الوهابيين من قبل السلطان العثمانى أكبر خطوة فى هذا ، إذ تخلص من المماليك ومن الحامية العثمانية و أسّس جيشا مصريا واسطولا وحارب الدولة العثمانية نفسها وظهر خصما لأوربا فعملت على تحطيمه . هى ملحمة كبرى لا وقت لها الآن . نعود الى الجبرتى ـ خصم محمد على ـ ننقل عنه بعض مظالم القوات المسلحة العثمانية والمملوكية .

2 ـ يقول الجبرتى :

2 / 1 : ( استهل شهر شعبان بيوم السبت سنة 1217 . فيه شرعوا في عمل متاريس جهةالجيزة وقبضوا على أناس كثيرة من ساحل مصر القديمة ليسخروهم في العمل‏.‏) أى إعتقال الناس عشوائيا لتسخيرهم فى العمل .

 2 / 2 : ( شهر ذي الحجة الحرام سنة 1217 استهل بيوم الجمعة في يوم الاثنين. رابعه قتلوا شخصًا عسكريًا نصرانيًا عند باب الخرق . قتله أغات التبديل ، بسبب أنه كانيقف عند باب داره بحارة عابدين هو ورفيقان له ، ويخطفون من يمر بهم من النساء فيالنهار الى أن قبض عليه وهرب رفيقاه‏.‏) ثلاثة من الحامية العثمانية إحترفوا خطف النساء نهارا . فقتلهم أغوات المماليك . وفى نفس الشهر ، يقول الجبرتى : ( وفيه أيضًا أخرجوا من دار بحارة خشقدم قتلى كثيرة نساء ورجالًا منفعل العسكر‏.‏) أى هجمت الحامية العثمانية على بيت فى حارة خشقدم وقتلوا من فيه من الرجال والنساء .

2 / 3 : حدثت معركة بين (محمد على ) وخصومه فى دمياط . ولكن ما ذنب أهل دمياط ؟ يقول الجبرتى فى أحداث شهر ربيع الأول سنة 1218  : ( وفي يوم الأربعاء سادس عشره وردت مكاتبات من عثمان بك البرديسيبالخبر بوقوع الحرب بينهم وبين محمد باشا وعساكره‏.‏وفي يوم الاثنين رابع عشره وقع بين الفريقين مقتلة عظيمة .. وكبسوا على دمياط بمخامرة بعض رؤساء عساكر الباشا ، وفتكوا في عسكر الباشابالقتل .. ونهبوا دمياطوأسروا النساء وافتضوا الأبكار وأخذوهم أسرى ، وصاروا يبيعونهم على بعضهم ، وفعلواأفعالًا شنيعة من الفسق والفجور ، وأخذوا حتى ما على أجساد الناس من الثياب ، ونهبواالخانات والبيوت والوكائل وجميع أسباب التجار التي بها من أصناف البضائع الشاميةوالرومية والمصرية ، وكان شيئًا كثيرًا يفوق الحصر وما بالمراكب حتى بيع الفرد الأرزالذي هو نصف أردب بثلاثة عشر نصفًا وقيمته ألف نصف والكيس الحرير الذي قيمتهخمسمائة ريال بريالين ، الى غير ذلك والأمر لله وحده.! ) هنا سلب ونهب وإغتصاب جماعى .!

2 / 4 : فى شهر شعبان سنة 1219:(  وفي يوم الخميس ثاني عشره، نودي بخروج العسكر إلى السفر لجهة قبلي ولا يتأخر منهم من كان مسافراً . فشرعوا في الخروج وقضاء حوائجهم، وصاروا يخطفون حمير الناس والجمال.) هنا سلب ونهب وخطف

2 / 5 : فى شهر جمادى الثانية سنة 1225: فى التجهيز للحملة ضد الوهابيين : ( وفي يوم السبت خامسه ارتحل الباشا بعساكره من الجيزة وانتقل إلى جزيرة الذهب ونودي في المدينة بخروج العساكر المقيمين بمصر ولا يتخلف منهم أحد فزاد تعديهم وخطفهم الحمير والجمال والرجال والفلاحين وغيرهم لتسخيرهم في خدمتهم وفي المراكب عوضاً عن النوتية والملاحين الذين هربوا وتركوا سفائنهم ، فكانوا يقبضون على كل من يصادفونه ويحبسونهم في الحواصل ببولاق. واتفق أنهم حبسوا نحو ستين نفراً في حاصل مظلم وأغلقوه عليهم،  وتركوهم من غير أكل ولا شرب أياماً ، حتى ماتوا عن آخرهم . )، هنا خطف وتسخير وقتل .!  

2 / 6 : فى شهر جمادى الثانية سنة 1226:في عشرينه خرج الباشا إلى البركة وطلب الجمال وقوافل العرب وشهل طائفة من العسكر للسفر إلى السويس فاهتموا بالدخول والخروج من المدينة ، وطفقوا يخطفون الحمير والبغال والجمال وكل ما صادفوه من الدواب ، ومن وجدوه راكباً ولو من وجهاء الناس أنزلوه عن دابته وركبوها ، فانقبض الناس ، وانكمش غالبهم عن الركوب لمصالحهم وأخفوا حميرهم وبغالهم. )  خطف وسلب .

2 / 7 : شهر رمضان سنة 1226 :عن حملة طوسون بن محمد على فى ينبع . يقول الجبرتى : (  وفيه وردت الأخبار بأن العساكر البحرية ملكوا ينبع البحر ونهبوا ما كان فيه من ودائع التجار. )  ( ونهبوا كل ما كان بالينبع من الودائع والأموال والأقمشة والبن وسبوا النساء والبنات الكائنات بالبندر وأخذوهن أسرى ويبيعوهن على بعضهم البعض . ووصل المبشرون بذلك في عشرينه فضربوا لذلك مدافع من القلعة كثيرة ..ً وطافت المبشرون على بيوت الأعيان ليأخذوا منهم البقاشيش ، وأرسلوا بتلك البشارة شخصاً معيناً كبيراً إلى إسلامبول يبشرون أهل الدولة وسلطان الإسلام وكان ذلك أول فتح حصل..).!! هذا هو الفتح الاسلامى عندهم .

2 / 8 :.شهر المحرم سنة 1227:يحكى الجبرتى وضعا مغايرا . جنود الوهابيين كانوا متمسكين بالصلاة وقت الحرب بنفس تمسك جنود الدولة العثمانية بالسلب والنهب والسبى للمدنيين المسالمين من اتباع الدولة العثمانية . فى تعليل هزيمة طوسون ينقل الجبرتى عن شاهد عيان كان فى الحملة وقتها ، يقول : ( ولقد قال لي بعض أكابرهم من الذين يدعون الصلاح والتورع : أين لنا بالنصر وأكثر عساكرنا على غير الملة ؟ وفيهم من لا يتدين بدين ولا ينتحل مذهباً ؟ وصحبتنا صناديق المكسرات ؟ ولا يسمع في عرضينا أذان ؟ ولا تقام به فريضة ؟ ولا يخطر في بالهم ولا خاطرهم شعائر الدين . والقوم ( أى الوهابيون ) إذا دخل الوقت أذن المؤذنون وينتظمون صفوفاً خلف إمام واحد بخشوع وخضوع ، وإذا حان وقت الصلاة والحرب  قائمة أذن المؤذن وصلوا صلاة الخوف ، فتتقدم طائفة للحرب وتتأخر الأخرى للصلاة ، وعسكرنا يتعجبون. ( يقول الوهابيون ) : "هلموا إلى حرب المشركين المحلقين الذقون المستبيحين الزنا واللواط الشاربين الخمور التاركين للصلاة الآكلين الربا القاتلين الأنفس المستحلين المحرمات ". وكشفوا عن كثير من قتلى العسكر فوجدوهم غلفاً غير مختونين . ولما وصلوا بدراً واستولوا عليها وعلى القرى والخيوف ــ وبها خيار الناس وبها أهل العلم والصلحاء ــ  نهبوهم وأخذوا نسائهم وبناتهم وأولادهم وكتبهم ، فكانوا يفعلون فيهم ، ويبيعونهم من بعضهم لبعض،ويقولون : "هؤلاء الكفار الخوارج .". حتى اتفق أن بعض أهل بدر الصلحاء طلب من بعض العسكر زوجته فقال له : "حتى تبيت معي هذه الليلة وأعطيها لك في الغد".)  

2 / 9 : شهر جمادى الثانية سنة 1227:.يقول الجبرتى : ( وفي هذا الشهر، وما قبله وردت عساكر كثيرة من الأتراك وعينوا للسفر ، وخرجوا إلى مخيم العرضي خارج بأبي النصر والفتوح ، فكانوا يخرجون مساء ويدخلون في الصباح ، ويقع منهم ما يقع من أخذ الدواب وخطف بعض النساء والأولاد كعادتهم.) أى عادتهم : أخذ الدواب وخطف بعض النساء والأولاد كعادتهم ..

3 ـ هذا عن وحشية العسكر العثمانى الحاكم ..  فماذا عن الوهابيين ؟    

اجمالي القراءات 11032

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4979
اجمالي القراءات : 53,299,060
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,621
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي