أمور شخصية:
الزنداني عريساً

عبدالوهاب سنان النواري Ýí 2016-11-05


 

1- إشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي في اليومين الفائتين، باسم الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني، بعد تسرب أخبار زواجه في المملكة الوهابية الإرهابية؛ لم نهتم للأمر كثيرا، ولا يعنينا إذا ما كان قد تزوج أم لا، فهذه أموره الشخصية، ولا يجوز لأحد أن يراقب حياة الآخرين.

2- وقد انقسم الناس كالعادة بين مهنئ ولاعن، ووصل الأمر إلی حد شن حملات هجومية منظمة تقبحه وتشهر به، وهي حملات دافعها الأساس العداء الشخصي مع الرجل، ومع حزبه السياسي؛ حملات هجوم قابلتها حملات دفاع مستميت من قبل أنصار الشيخ وتلاميذه ومحبيه.

3- حملات التشهير تقوم علی أساس أن الرجل كبير في السن، وأن هذا هو الزواج الثالث أو الرابع للشيخ، وأن مشائخ السلفية لا هم لهم إلا النكاح والجنس .. الخ. وهي دعاوی لا تقوم علی أساس منطقي، وتأتي من باب المماحكات السياسية، فالشيخ تزوج زواجا شرعيا، وهذا حقه.

4- وكان الموقف الطبيعي منا، هو أن نهنئ الشيخ بهذه المناسبة السعيدة، متمنين له الصحة والسلامة والهداية، والفرح والسرور، بغض النظر عن الخلاف العقائدي والفكري القائم بيننا وبينه.

5- الظريف هنا هو أن ينبري لنا أحد فتيان (الموت في سبيل الله أسمی أمانينا) ليتهكم علينا متسائلا: متی خرجنا من الدين الإسلامي، حتی أصبحنا في خلاف مع شيخه الذي هو في تصوره (شيخ الإسلام) ، في وقت كان بعض الرعاع التابعين للتيارات الشيعية، ينتظرون منا أن نؤيدهم في حملتهم الهجومية، علی إعتبار أننا ضد الكهنة والكهنوت.

6- لكل ما سبق، كان لزاما علينا أن نقوم بتوضيح بعض النقاط، حتی لا يفهمنا القاصي والداني بشكل مغلوط:

أ- ليس بيننا وبين الشيخ/ الزنداني، وغيره من مشائخ التراث السني، أي خلاف شخصي، وحياتهم الشخصية لا تعنينا بأي حال من الأحوال. خلافنا معهم هو خلاف عقائدي فكري خالص، وهو خلاف تحكمه أخلاقيات أدبية، ومناهج علمية.

ب- الخلاف العقائدي والفكري مع الشيخ الزنداني، لا يعني أننا قد خرجنا من الإسلام، فالزنداني ليس الإسلام يا محترمين. بل بالعكس نحن نختلف معه لأنه هو البعيد كل البعد عن الإسلام القرآني الحقيقي.

جـ - نحن عندما نتهكم علی شخص ما، فإن ذلك يأتي من باب كسر الهيبة ونزع القداسة، والشيخ الزنداني، لا يحتاج حاليا لحملات تشهير، فهو في حالة ضعف، ووضع لا يحسد عليه، كونه طريدا شريدا، والعادة أننا لا نهاجم الضعفاء، وإن كان ولا بد من البعسسه في هذه الجوانب، فدعونا نتسائل: كم مرة تزوج الشيخ/ بدرالدين الحوثي.

د- ونحن عندما نهاجم طرف ما، ونتهكم عليه بالسب واللعن، فإن هذا التهكم يأتي من باب العداء الشخصي، فبيننا وبين بعض تيارات الإسلام السياسي، عداء شخصي فرضوه علينا هم أنفسهم، حينما تآمروا علی حياتنا، وظلمونا، وحاربونا في لقمة عيشنا، والحق تبارك وتعالی، يقول: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما (النساء 148) .

 

أخيرا:

دعونا نفترض أن الشيخ الزنداني، أذنب ووقع في الحرام، وارتكب جريمة الزنا أو الشذوذ الجنسي، فما هو الموقف عندها؟

الموقف في غاية البساطة، يظل أيضا موضوعا شخصيا لا يعنينا في شيء، هو بشر وكل شيء وارد. ما يعنينا هو ما انتجه هذا الرجل من فكر، وما يقوم بتدريسه من عقائد، وهذا هو أساس تعاملنا معه، ومع غيره.

اجمالي القراءات 5095

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   السبت ٠٥ - نوفمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[83579]

فعلا ، أحسنت أستاذ عبالوهاب


لموقف في غاية البساطة، يظل أيضا موضوعا شخصيا لا يعنينا في شيء، هو بشر وكل شيء وارد. ما يعنينا هو ما انتجه هذا الرجل من فكر، وما يقوم بتدريسه من عقائد، وهذا هو أساس تعاملنا معه، ومع غيره. وصدق الله العظيم إذ يقول :



وَلَا يجرمنكم شنئان قوم على أَلا تعدلوا اعدلوا هُوَ أقرب للتقوى} [سُورَة الْمَائِدَة 8]



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-11-03
مقالات منشورة : 84
اجمالي القراءات : 960,768
تعليقات له : 60
تعليقات عليه : 67
بلد الميلاد : Yemen
بلد الاقامة : Yemen