مكانة الشجعان والجبناء:
جبل أحد

عبدالوهاب سنان النواري Ýí 2016-10-15


الرجال دائما هم الذين يحددون أماكنهم في المعارك والحروب وحتی في السلم، فالشجعان دائما في المقدمة، إنهم رأس الحربة في كل المجالات وفي كل زمان ومكان. هي مواقفهم وعزائمهم وشجاعتهم - التي عرفت عنهم - من جعلتهم يتبوئون تلك المكانة. الجبناء فقط هم من يقبلون بأن يكونوا في الخلف.

المزيد مثل هذا المقال :

يتوسل الجندي الجبان إلی قائده بأن يجعله بين الطباخين، أو في الجبهة الإعلاميه كي يكون بعيدا عن المعركة. حتی الكتاب والناشطون الثقافيون والسياسيون، الشجعان فقط هم من يكتبون بصراحة ومصداقية لذا تجدهم نجوم وقادة رأي المجتمع، أما الجبناء فيلزمون الصمت إلی أن تصلح الأمور، خوفا من الأذی، لذا يظلون مغمورين هناك في الخلف.

تأمل في تاريخ القادة والعظماء، ستجدهم مغامرين وشديدي القلوب (شجعان) وأذكياء، وهذه هي مؤهلات القيادة السياسية والعسكرية. وهناك تحت ستجد المواطن الجبان، المسكين، المداري، الغبي، طالب الله، وهذه هي مؤهلات المؤخرة أيضا.

والقادة العظماء يعرفون رجالهم ويضعون الرجل المناسب في المكان المناسب، يقربون الأبطال والصادقين وينحون الجبناء والفاسدين. والقادة الفاسدون يفعلون ذلك أيضا ولكن بشكل آخر، ففي السلم يقربون الفتالين والمنافقين وممسحي الجزمات، وفي الحرب يقدمون الأبطال الأباة الأشاوس.

ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد كان قائدا عظيما يعرف رجاله جيدا .. وتعالوا نتأمل في أحداث معركة أحد:

قدم رسول الله، الأبطال الصادقين رأس حربة للجيش، ووضع المغشوشين والجبناء في الخلف، علی ظهر جبل أحد، وأسند إليهم مهمة خفيفة وهي نضح العدو بالنبال.

في قلب المعركة سطر الرجال المؤمنون البواسل أروع صفحات البطولة والثبات، وهناك علی سفح جبل أحد سطر أشباه الرجال، أحقر وأخزی مواقف النذالة والخسة، حيث كان همهم الغنيمة والمال.

لا شك أن خاتم النبيين كان يعرف نفسياتهم ولذلك استبعدهم عن خط التماس، لانه لو قدمهم فلربما كانوا سيفرون من المعركة ويصيبون الجيش بالخبال.

المجد والخلود للشجعان .. الخزي والعار للجبناء وأشباه الرجال

اجمالي القراءات 4372

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-11-03
مقالات منشورة : 84
اجمالي القراءات : 960,782
تعليقات له : 60
تعليقات عليه : 67
بلد الميلاد : Yemen
بلد الاقامة : Yemen