نظام عدد السنين – التلاعب بالتقاويم والفلك – الجزء الثالث:
في البحث عن الإسلام - نظام عدد السنين – التلاعب بالتقاويم والفلك – الجزء الثالث

غالب غنيم Ýí 2016-08-22


في البحث عن الإسلام - نظام عدد السنين – التلاعب بالتقاويم والفلك – الجزء الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد والشكر لله رب العالمين

(
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر – 36

المزيد مثل هذا المقال :

( ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَ ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) الأنعام – 2

وأكرر ما قاله تعالى – يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

وبعد،

______________


إستباق شياطين الإنس للأمور :

الله تعالى، عليم خبير حكيم، وقد علم أن كثيرا من المنافقين سيصدّقون قول إبليس وسيكذّبون قوله سبحانه، وعلم أن إبليس صدّق القول عليهم إذ اتبعوه، ولهذا قام سبحانه بنسخ كل منهج وفكر وأقوال إبليس في القرءان الكريم كي نتّقي اتباع كلامه وفكره ومنهجه، فهو أول إمامٍ للضلال والإضلال، ومن قوم صالح من تعاطى فعقر وفرعون وقارون وهامان، وهذا لا ينفي وجود أئمة كفر وإضلال غيرهم، كما الآن هم منتشرين بكثرة حول السلاطين، فما هي وظيفة أئمة الضلال هؤلاء ؟

فكما إبراهيم جعله الله تعالى للناس إماما للحق، كما هنالك أئمة ضلال وكفر وتفريق بين الناس وفتنه، وقد علم كثيرون بعد نزول القرءان بأنه الحق وأنه يهدي للتي هي أقوم، فحاربوه بكلّ الطرق والوسائل المتاحة لهم آنذاك، فحرقوا كل الكتب العلميّة والمنيرة، واخترعوا سننا ومناهج وأئمة لم ينزل الله بهم من سلطان، وكتبوا سيرا وقصصا مزورة ومزيفة عن النبي عليه السلام كما فعل ابن اسحق وتلميذه ابن هشام الذيأخذ منه، ولفّقوا له التهم والخبيث من القول والعمل، وفَرَقوا دينهم شِيَعا وافتروا على الله الكذب بوصفهم هذا حلال وهذا حرام، كما فعل البخاري والترمذي والكليني وابن ماجة وغيرهم، وما زلنا حتى يومنا هذا نرى أئمة الكفر والإضلال هؤلاء يكفّرون هذا ويحللون ذاك ويحرّمون وكأن الله أعطاهم صكوكا وشهادات يتكلمون بواسطتها بإسمه ذاته سبحانه عما يفترون.

ومن أعجب العجب الذي يجب ان نقف عنده طويلا هو تحويل العلوم الكونيّة التي أمرنا الله تعالى في القرءان أن نبحث عنها ونتعلمها ونعلمها لمن حولنا الى سحر وشعوذة، فأصبحت علوم الكيمياء علوم خيميا وشعوذة، وعلوم الفلك أصبحت علوم تنجيم في الغيب وما حدث وما سيحدث، وعلوم البيولوجيا والطب والجيولوجيا زندقة ولا قيمة لها بل محرمة في بعض الأحيان مثل علوم نشوء الكون والخلق، برغم أن الله تعالى أمرنا بأن نسير في الأرض لنرى كيف " بدأ الخلق "، فالقرءان يأمرنا بأن نبحث ونعمل ونسير ونفعّل مقومات الإدراك والوعي عندنا، وشيوخ الضلال وأئمة الإضلال والكفر يأمروننا بأن نلقي بعملية العقل جانبا فهي لا مكان لها في الدين، وهي منوطة بهم فقط، وكأن الله اصطفاهم عن العالمين !

ومن هنا استبـَقَ كثيرين في تشويه كل الحق وما حوله لكي يتم ابعاد الناس عنه، فيتبعون وصفهم وافتراءاتهم الكذب على الله ورسوله، ويهجرون القرءان، ويتبعون ملة ومنهج آبائهم الفكريّ الذي تم تشويهه منهم ذاتهم ووممن حولهم، وأريد أن أركز هنا على موضوع مهم جدا نحن بصدد دراسته من القرءان الكريم الذي حفظ لنا الحق في طيّاته، ليكشف كل كذبهم وافترائهم، وهو موضوع علوم الفلك !

______________

علم الفلك :

بالطبع، أول ما يتبادر على ذهننا، بحكم الحشو الفكريّ له منذ الصغر، حين نسمع بعلوم الفلك، هو التنجيم، وما يسمونه اليوم بعلم الأبراج التنجيمي، وشرّ البليّة ما يضحك، فنحن الآن لا نعلم من علوم الفلك إلا ما يسمّى بالأبراج، والذي انتشر كثيرا في الآونة الأخيره، بل أصبحوا يسموه علما، وتمّ التعتيم على أهم حقيقة كونيّه مناخيّه تاريخيه قام كل شعوب العالم بتأريخها في كل الحضارات، سواءا الصين أم المايا أم حضارة سوريا العريقة أم مصر أم بريطانيا ... الخ

فكل حضارات العالم في كل مكان، قاموا قديما بتأريخ هذه العلوم جغرافيا على الأرض! أقول جغرافيا وليس فقط في الكتب، أي قاموا بإسقاطها على الأرض لكي تبقى ثابتة غير قابلة للتحريف!

فنرى في حضارة بابل وآشور الكواكب الإحد عشر مرسومة بدقة، ونرى في رجم الهٍيري في الجولان السوري اسقاطا ضخما للاعتدالات والإنقلابات في حجم من الحجارة يبلغ 450 ألف طنا منها في رسم بديع ودقيق، ونرى الهرم الأكبر ينقسم أحد جوانبه في الثواني الأولى من الاعتدال الخريفي الى شطرين بدقة متناهيه، ونرى في بريطانيا رسم مشابه للهيري اصغر حجما منه، وكثير من هذه الصروح التي ما تزال شاهدة عليهم.

ومنه، ومن ملة ابراهيم، الذي نظر نظرة في النجوم، وأراه الله ملكوت السموات والأرض التي هي أمامنا ما تزال، ومن ذكر الله تعالى لمكونات السماء، من كواكب ونجوم وشمس وقمر ثم تفصيله لسبب وجودها وكيف يجب أن نستخدمها، وبسبب هشاشة كل التقاويم التي بين أيدينا الآن، وإعوجاجها هنا وهناك، وبسبب ضياع الأشهر الحرم وشهر رمضان الذي يأتي مرة في الحر وأخرى في القرّ واختلاف ساعاته بين الشمال والجنوب..
أقول بسبب كل هذه الأمور، وأهم سبب عندي شخصيا أن هذا الدين للعالمين وللناس وليس للعرب وأصحاب اللحى والعباءات من علماء السلاطين، فمنهجي يقتضي أن يكون هذا الدين الموجود في القرءان الكريم صالح لكل البشرية جمعاء بدون حاجة لكي يصبحوا نسخا كربونية منا كما فعلوا في افغانستان والباكستان فأصبحت بلاد حروب كما بلادنا !

لكلّ هذه الأسباب وغيرها كثير، بحثت في السماء كما فعل إبراهيم طويلا، ووجدت فعلا النظام الإلهي الذي لا يحتاج لتصحيح وتقويم ولا يعتمد على البشرية جمعاء، وهذه كانت قصّة بحث مضنية طويل!

______________


التقاويم والتلاعب بها :

أكثر شيء أخّرني في الوصول إلى النظام الزمني الإلهي القويم هو استباق قيصر من قياصرة الروم لنا في تحريفه للتقويم الشمسي، فقبل هذا القيصر كان كل برج يتفق مع شهره، فبرج الميزان كان يبدأ في 1 سبتمبر، على سبيل المثال، أي كان هناك توافق بين السماء والأرض، فبداية كل برج كان تاريخها هو 1 من شهر ذلك البرج، ونقطة ارتكازي في البحث كانت عن عالمية شهر رمضان، فنحن اليوم نرى بكل وضوح كيف يتلاعبون به، وهو أصلا محرّف، ففي دولة بدأ وفي أخرى لم يبدأ وهكذا حسب رغبة سلطان تلك الدولة.
والذي أثّر عليّ أكثر شيء هو سؤال كان يؤرّقني كثيرا: لماذا يبدأ برج الميزان في 23 من شهر سبتمبر التاسع حتى 22 من شهر أوكتوبر العاشر في التقويم الشمسي؟

حتى وجدت أن هذا القيصر، قام بتعديل الأشهر الشمسية في التقويم الجيورجي بشكل شيطانيّ استباقيّ، فهو قام بعملية إزاحة لأيام الشهر بعد أن أخذه من التقويم المصري القبطي ** للخلف.

من يدرس التقاويم المختلفه سيفهم أنها كلها تم التلاعب بها هنا وهناك من اضافة وتعديل وانقاص، فهي كلها تقاويم كانت تعتمد على التجارب في الأغلب، وأهم ما يميزها لمن يدرسها أن الكهنوت الديني كان دائما هو المتحكم فيها، ومن أقدم هذه التقاويم، هو التقويم المصري القبطي، وهو كان يبدأ بشهر اسمه " توت" أي شهر سبتمبر، وهو كان أول شهر فيه، ويبدأ حسب التقويم الجيورجي القديم في 11 من سبتمبر، وبسبب ضعف التقويم المصري القبطي، الذي كان أقل من 365 يوما، فقد أضافوا شهرا نسيئا في بداية سبتمبر تقريبا، أي يبدأ في 6 سبتمبر حتى 10 من الشهر، وبعد أن تبين أن السنة 365 يوما وليس 360، لم يتم تصحيح هذا التقويم لاعتماده على نجم الشعرى المتأخره أصلا عن الشمس 5 أيام، ومنه، لو أرجعنا تقويمهم الى مكانه الأقرب، سيبدأ شهر توت – الميزان – سبتمبر في السادس منه.

حين جاء الامبراطور اغسطس واعتنق التقويم المصري مع تغييره ليتطابق مع التقويم اليولياني الجديد (3)، والذي يختلف عن التقويم الجريجوري بنسبة مقدارها
0.002%، وهذه النسبة برغم صغرها تحدث مع الزمن فروقا كبيرة بين التقويمين، ومنه تم اعتماد التقويم الجريجوري الأكثر دقة من اليولياني الأرثوذكسي، ومن هنا نشأ الفرق في الاحتفال بأعياد الأرثوذكس والكاثوليك!

وحين تم اتخاذ التقويم المصري القبطي الأكثر دقة من البقية واعتناقه، تم حرف الأشهر التي فيه الى الأشهر الميلادية كما نسميها اليوم، وكذلك اصبح شهر يناير هو الشهر الأول في السنة برغم أنه لم يكن كذلك في السابق عندهم ذاتهم!

فأصبح شهر توت القبطي – سبتمبر الجريجوري واليولياني -  يقع في رقم 9 كتعداد، ويبدأ في 21 سبتمبر !!!

هذه القضية معقدة جدا وتحتاج لدراسات معمقه جدا للوصول إليها، فبداية ندرس التقويم اليولياني القديم لنرى أن أول شهر فيه ليس يناير بل شهر أخر تماما !
هذه مثلا مقاله بسيطه ترينا كم التلاعب بالتقاويم من قبل الكهنوت المختلف، بل وفي أسماء الأشهر وأطوالها حسب رغبات القياصره ( 4 ) وفي هذه المقالة عن التقويم اليولياني القديم سنرى أن شهر سبتمبر هو السابع وليس التاسع (5) لمن يريد التأكد مما أقوله!


ومن المعلوم، ومن المتفق عليه أن أقدم تقويم معلوم لدينا هو التقويم المصري، فهم برعوا فيه بسبب الفيضانات للنيل، وبسبب حاجاتهم للعلم بدقة متناهية متى يزرعون ومتى يحصدون ففترة طوفانات الماء كانت طويلة، وفترة الزراعة قصيرة، ولا يجب التساهل في معرفتها، كما أنه أدقّ تقويم برغم عيوبه آنذاك.

فمن المراجع رأينا كيف كانوا ينقلون أشهرهم حسب رغباتهم ويغيرون من أطوالها حسب شهر ميلادهم، وليس من الغريب أن يبدأ المصريون السنة من الخريف وبالذات من يوم الإعتدال الخريفي الأول، فهذا اليوم تمّ تعليمه فلكيّا على أكبر وأعظم بناء على وجه الأرض، حيث في اللحظات الأولى لبزوغ الشمس من ذلك اليوم ينقسم الوجه المقابل للشمس من الهرم الى قسمين متساويين لمثلثين قائميّ الزاوية تماما بكلّ دقة، فيصبح الهرم وكأنه من أربعة وجوه وليس من ثلاث!

وليس من الغريب أن يبدأ
السنة ببرج الميزان مثلا  كاتب كتاب " الازمان و ذكر ما يستعمل في الوقت وأوان " لابن ماسويه ، ويسميه في وقته تشرين أول، فهو حسب التقويم الشمسي آنذاك في وقته وبسبب الازاحات للاشهر وقع برج الميزان بين شهري أيلول وتشرين أول العاشر، وبالطبع لتشرين أول الشهر السرياني العاشر الحظ الأوفر من برج الميزان نسبيا مع شهر أيلول (9 : 22) أيام.

الخلاصة والبحث قد يطول ويطول، أنه تم التلاعب بكل وضوح في التقاويم المتعارف عليها بيننا الآن كلها، سواءا بسبب عدم توافق القمر مع الشمس أو الشعرى مع الشمس أو التدوير للأشهر فتفقد قيمة مسمياتها المناخيّة الراجعة للمواسم الزراعية والمناخ سواءا !

ولكي لا أطيل سأضع نظام عدد السنين الفلكي في المقال القادم اختصارا للجهد والوقت، ولكنني ارتأيت أن أشرح ما حصل كي نستطيع إعادة الزمان وتدويره بأن يدور لحظة خلق السموات والأرض فنجد هذا النظام بكل يسر وسهوله.

إنتهى.

والله المستعان

ملاحظة: لا حقوق في الطبع والنشر لهذه الدراسة.

مراجع :
* المرجع الرئيسي الأساسي الحق – كتاب الله تعالى – القرآن الكريم
** التقويم المصري القبطي :
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%8A%D9%85_%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A

(3) – التقويم اليولياني والجريجوري :
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%8A%D9%85_%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%8A%D9%85_%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A

( 4 ) التقاويم الميلاديه :
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%8A%D9%85_%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A#.D8.A7.D9.84.D8.AA.D9.82.D9.88.D9.8A.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.B1.D9.88.D9.85.D8.A7.D9.86.D9.8A_.D8.A7.D9.84.D9.82.D8.AF.D9.8A.D9.85

(5) التقويم اليولياني القديم :
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%8A%D9%85

 

 

 

اجمالي القراءات 7085

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2010-11-13
مقالات منشورة : 65
اجمالي القراءات : 825,231
تعليقات له : 265
تعليقات عليه : 151
بلد الميلاد : Jordan
بلد الاقامة : Jordan