غالب غنيم Ýí 2016-05-29
في البحث عن الإسلام - الصلاة في القرءان الكريم – مفهوم من يوم الجمعه- الجزء الثاني العاشر
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد والشكر لله رب العالمين
( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزمر - 36
حيث نرى هنا بكل بيان فعل السبت الذي يجب أن يقوموا به او يعتدون على حرمة هذا الفعل فلا يفعلونه !
فنقرأها إذ يعدون في السبت، أي يعتدون في اثناء عملية السبت يوم يسبتون وليس كما نظن، يوم السبت !
ومن القرءان لن نجد أي آية تقول لنا أنه يوجد يوم راحة لنا أو سبات – كما لغة يسمونها يوم عطلة أو نهاية الأسبوع – لأن السبت تم جعله على بني اسرائيل نكاية لهم بكفرهم، فكان امتحانهم في تلك القرية بما كانوا يفسقون.
والوضع الطبيعي أنه لا يوجد يوم راحة وسبات بل كل يعمل حسب جهده وقدرته ورغبته! والله تعالى لم ينزل كتبه ليحدد لنا أي يوم نعمل وأي يوم نسبت فيه !
ومن هنا ننتقل الى الجُمُعَة!
______________
إذا نوديَ للصلوة من يوم الجُمُعَة :
يبدو أنه كان هنالك يوم في قوم النبيّ أو في المدينة سَواء، تشتدّ فيه التجارة والنشاط والحركة فيتم تجمّع أكبر عدد من القوم في ذلك اليوم بالذات، وهو يوم عمل وتجارة ولهو وحركة ونشاط بامتياز، كما أرى من خلال الآيتين أعلاه، وليس يوم راحة أو تعطّل عمل وبقاء في البيوت!
كما يبدو لي أنه يوم نشاط تجاري واجتماعيّ بالذات، حيث يكثر فيه البيع والشراء والتجارة كما اللهو كذلك، والذي اعتبره ظنا مني، نشاطات اجتماعية مختلفة ترافق عمليات التسوّق والبيع والشراء !
والملاحظة الثانية أن المفردة أتت متحرّكة بحرفيّ الجيم والميم ضَمّاً، ولم تأتِ الميم ساكنة كما تعلمنا لغة، وهي ملاحظة غاية في الأهمية!
فهنالكَ جَـمْـعٌ وهنالك جُـمُـوع، حيث الجمع يكون في مكان واحد لمجموعة واحدة، كما يوم الجمع – يوم الحساب – وهنالك جموع أي مجموعات متفرقة في اماكن عدة، وهي الحالة التي قد تصف ما أتيت به الآن من البيع والشراء والتجارة والحركة، حيث يكون الناس في مجموعات متفرقة هنا وهناك !
وحسب ظني، من هنا أتت مفردة الجُـمُـعَـة وانتهت بتاء مربوطة وليس بحرف هاء ساكن بالذات، لكي تدلّ على فعل يتم في ذلك اليوم، وهو فعل تجمّع الناس في مجموعات متفرقة هنا وهناك، لغرض وعلّة ما، ضمن مساحة معينة في قرية أو مدينة ما !
فكلمة الحق لا بدّ أن تحوي في داخلها الوصف الحقّ لما تسميه وتصفه، هكذا هي مفردات القرءان الكريم، ولا يهمني، ولن أناقش قضية هل هو يوم محدد أم لا كما ظهر كثيرون من اتباع القرءان الذين يفترضون أنه ليس محددا، بل سأطرح ما فقهته أنا من خلال تحليلي وتدبري للآيات وللموقف الذي تشرحه الآيات، ولن أجادل في هذا الأمر أحدا، فلكلّ رأيه!
الآيات أتت تتحدث عن قوم النبيّ في شكل قصصي وليس في صيغة أمر ونهي للناس، ومن خلالها نفهم بكل بساطة أن قوم النبي يعلمون ذلك اليوم بالذات، لأنه حسب وصف القرءان له، هو يوم نشاط كبير وتجارة وبيع وشراء أكثر منه يوم عمل في البيت أو الأرض من زراعة وحرث مثلا! أي أن كل فئات المجتمع ذاك تذهب فيه للتسوّق والشراء كما يذهب فيه التجار وأصحاب البضائع وحتى المزارعين لبيع ما عندهم.
وهنا نفقه العلّة في هذا اليوم بالذات، كما ذكرت أعلاه في قضية الصلوة في وقت الحرب او عدم الطمأنينة من العدوّ، وهنا نفهم أن هاتين الحالتين خاصتين لما فيهما من علل ومسببات لكي يتم جمع الناس فيها وندائهم للصلوة كما سنرى لاحقا السبب الحقيقي لذلك النداء !
ومنه، وحسب فهمي المتواضع، هو يوم معلوم يتم فيه تجمع الناس ضمن مجموعات مختلفة – بديهيّا – لتبادل السلع والشراء والبيع والتجارة بالذات !
______________
فاسعوا الى ذكر الله :
إنه من الهزل ان نجادل أنفسنا في مفردة الذكر، فهي تخصيصا القرءان الكريم وكل الرسالات التي تم ارسالها عبر الرسل الى الناس، وتعميما هي كل شيء يذكرك بالله حتى لو تفكّرت في خلق السماوات والأرض فهذا أيضا من ذكر الله، ولمن يريد الاستزادة عليه قراءة بحثي عن مفردة الذِّكْر (1*)
ومنه، نأتي هنا إلى أهم تحليل لهذه الآيات أعلاه، سواءً أول آيتين من سورة الجمعة أو آيتي البحث، وسنجد أن الآيات جميعها والسورة كاملةتتحدث عن عملية تبليغ القرءان بالذات!
فذكر الله الذي تم الحديث عنه هنا وحث الناس على أن يسعوا اليه هو بالذات، القرءان الكريم، لا غير، لا هو خطبة ولا كلام شخص ولا غير ذلك مما افتراه السلاطين ووعّاظهم، بل هو بالذات تلاوة القرءان الكريم على الملأ !
______________
جمع المفكّك – كيف ومتى بلّغ النبي القرءان ؟
( يَـٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُۥ ۚ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْكَـٰفِرِينَ) المائدة - 67
فمتى كان النبيّ يبلغ القرءان للناس ؟
في عصر النبي نزل القرءان مفرّقا على مكث، وكان ينزل كما هو مفترض في أوقات مختلفة، قد لا يكون حول الرسول الا بضعة أشخاص، وقد لا يكون الا أهله فقط، فمتى كان النبيّ يبلغ القرءان للناس ؟
هذا هو السؤال التي تجيب عليه سورة الجُمُعةِ بكل بيان ووضوح، والتي تم تحريفها عبر عصور السلاطين، الى جمعٍ للناس لحشو الأفكار التي يرغبون بها في رؤوسهم، تماما كما يحدث اليوم أمام أعيننا في الجوامع المنتشرة في كل حيّ وشارع لنشر الفكرة عبر منابر الفتنة في الأغلب !
وحين نسأل السؤال الأهم، والمهم كثيرا، متى وكيف كان يبلغ النبي القرءان للناس سيصمت كثيرون أو يأتونك بقصص لم ينزل الله به من سلطان!
بينما فعليا الإجابة هنا أمام أعيننا في سورة الجُمُعة، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون، فالسورة ابتدأت بقول الله تعالى عن ارساله في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته !
ثم في آخر السورة عاد لتفصيل كيف يتلوا ومتى هذه الآيات عليهم، بدليل قوله تعالى (قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌۭ مِّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتِّجَـٰرَةِ ) ، فما عند الله من رسالات تم ارسالها اليكم خير من التجارة واللهو.
فيوم الجمعة كان بمثابة الفضائيات والاذاعة كما اليوم تماما، فهو اليوم الذي يجتمع فيه اكبر عدد من البشر المختلفة لكونهم يتسوقون ويبيعون ويشترون احتياجاتهم، ففيه كانت الفرصة الوحيدة لتبليغهم بما نزل من القرءان في تلك الأيام، ومن الهزْل اعتبار تلك الصلوة لاجل خطبة وكلام سيقوله النبي من نفسه لهم وينسى أهم أمر لله له بأن يبلغ ما أنزل اليه، وهذا ما سعى التراث لتغييبه وتحريفه، ولكنه فشل في تبليغنا خطبة واحدة من خطب الني المفتراة عليه تلك!
والآية لا تذكر أبدا شيئا اسمه خطبة ابتدعها السلاطين وتوارثها عنهم اتباعهم الى اليوم أبدا! بل تنقض فكرة الخطبة جملة وتفصيلا حين يقول تعالى ( وَتَرَكُوكَ قَآئِمًۭا )، والقائم يكون في الصلوة وليس يخطب ويتكلم، وهنا بالذات في هذه السورة، يكون قائما يصلي يتلو عليهم القرءان، وبالذات صلاته هنا عليهم هي السكن والرحمة على من يستمع ويفتح قلبه لما يتلوه (خُذْ مِنْ أَمْوَ ٰلِهِمْ صَدَقَةًۭ تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌۭ لَّهُمْ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) التوبه - 103
______________
صلوة الجُمُعَة :
من كل ما تدبّرته أعلاه، أستطيع الآن بإذن الله أن أرسم لوحة كاملة لعملية الصلوة من يوم الجمعة، فالناس كانوا ينتشرون منذ الفجر، أي شروق الشمس، الى مكان ما يتجمعون فيه جماعات بغرض التسوّق والبيع والتجارة، وفي ذالك اليوم كان لا بد من النداء للصلوة لأجل تبليغ الناس – قوم النبيّ أو أهل المدينة – بما تم تنزيله على النبي من قرءان، فيتلوه عليهم مبلغا إياهم ما أُنزل عليه، كما أمره الله تعالى، فكان يقيم الصلوة في وقتها الموقوت، وهو في الأغلب الفجر، قبيل انتشار الناس الى تجارتهم، ولهذا يقول تعالى ( فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ وَٱبْتَغُوا۟ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ)، فهي أتت معرفة مرتين، في البداية وهنا، أي هي صلوة معلومة موقوتة، فيتم النداء الى مجموعات الناس المختلفة كي يأتوا ويستمعوا وينصتوا لما يتلوا النبي عليهم من الذكر الحكيم، ليتم إبلاغهم به، هذه هي الصلوة من يوم الجمعة، ومن هنا نفهم لم قال تعالى (من) يوم الجمعة، ولم يقلها بصيغة أخرى كما طرحت أعلاه، فهي صلوة معلومة ولكنها تتم في اليوم الذي فيه جموع الناس كثيرة، فكان اسمها لغوا في القرءان "صلاة الجمعة"، وفي القرءان اسمها (لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ ) والفرق شاسع والله العظيم، ففي القرءان هي معرّفة محددة معلومة، ويتم فيها فقط تلاوة الذكر على من يريد أن يستمع إليه وينصت لعل الله يرحمه ( وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِـَٔايَةٍۢ قَالُوا۟ لَوْلَا ٱجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ مِن رَّبِّى ۚ هَـٰذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًۭى وَرَحْمَةٌۭ لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ ٱلْقُرْءَانُ فَٱسْتَمِعُوا۟ لَهُۥ وَأَنصِتُوا۟ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الأعراف – 203:204 ، ولنلاحظ هنا بدقة كيف التفصيل يكون حين يقول تعالى هنا (وَإِذَا قُرِئَ ٱلْقُرْءَانُ ) في استخدامه مرة أخرى الشرط " إذا" ...
أما ما نشهده الآن فما هو إلا ميراث من وعّاظ السلاطين، يستغلون وقتا ما لتعبئة رؤوس الناس وحشوها بالأفكار التي ترضي سلاطينهم، وجميعنا يعلم أنهم منعوا المستمعين لهم حتى عن قول كلمة أثناء حشوهم لهم بالأفكار أيا كانت، وكلنا يعلم أن أغلبها خطبا جوفاء لم ينزل الله بها من سلطان ولا كتاب منير، والعاقبة للمتقين.
إنتهى.
والله المستعان
مراجع :
* المرجع الرئيسي الأساسي الحق – كتاب الله تعالى – القرءان الكريم
*1 -
http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=14794
https://www.facebook.com/ghalib.ghniem.5/posts/484172421775492?pnref=story
في البحث عن الإسلام – في البحث عن النبي – قوم النبيّ لم يأتهم نذير من قبل النبيّ – البحث الثالث -3
في البحث عن الإسلام – في البحث عن النبي – اصل قوم النبيّ – البحث الثاني - 2
في البحث عن الإسلام – في البحث عن النبي – اصل قوم النبيّ – البحث الثاني - 2
في البحث عن الإسلام – في البحث عن النبي – مقدمة في فهم واقعنا بين التاريخ والتأريخ – البحث – 1
في البحث عن الإسلام – مفهوم الأرحام بين التراث والقرءان – ما هي صلة الرّحِم – الجزء الرابع
دعوة للتبرع
ذنب مغفور: استاذ احمد كان الله في عونك ، واتمن ى لو...
صراع الاخوان والعسكر: النظا م العسك رى فى مصر يعتقل الاخو ان ...
اهلا بك كاتبا : السلا م عليكم ورحمة الله اود أن اتقدم اليكم...
بسكوت اريو حلال: إعترف ت شركة بسكوت اريو انها تستخد م ...
العادة السرية .!: انا شاب ، عانيت مؤخرا من ادمان العاد ة ...
more