المنسأه و دابة الارض:
المنسأه و دابة الارض

أسامة قفيشة Ýí 2016-03-02


المنسأه و دابة الارض

قال تعالى (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )14 سبأ .

اولا : ما هي المنسأه ؟

نسأ الشيء : أخره و أجله الى اجل معلوم

أنسأ الله اجله : اخر الله اجله و أبقاه

انتسأ : تأخر و تباعد

استنسأه : استمهله

نسأه الله : ابقاه و حفظه

نقول بأن الجسد بعد الموت يبدأ بالتحلل و التآكل الا اذا اراد الله عز و جل ان يبقي عليه و يحفظه لأجل ما فنقول بأن الله انسأه أي حفظه و ابقى عليه .

اراد الله ان يبقي جسد سليمان عليه السلام لفتره من الزمن بدون تآكل فنقول عن (جسده) (منسأته) .

لاحظ ايضا معنى النسيء : و هو التأخير و التأجيل

حيث قال عز و جل (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) 37 التوبة .

فمن اين لهم بأن قالوا أن منسأته تعني عصاه ؟؟

حيث انه سبحانه و تعالى حين خاطب موسى عليه السلام لم يقل الق منسأتك بل الق عصاك (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ) 117 الاعراف , (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ) 32 الشعراء , (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ )63 الشعراء , (قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى )18 طه .

ثانيا : ما هي دابة الارض ؟

الدابة هي كل شيء دب فيه الحياة فأصبح متحركا ,

قال تعالى (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ )61 النحل .

و الدابة هي جميع ما خلق من مخلوقات و يشمل ذلك الفيروسات و البكتيريا و الميكروبات و الديدان و الحيوان و الانسان و كل شيء اصغر او اكبر دب الله عز و جل الحياة ,

قال عز و جل (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ )29 الشورى .

أما دابة الارض فهي تلك الفيروسات و البكتيريا التي تقوم بتحليل الاجساد و اكلها ( ما دلهم على موته الا دابة الارض ) أي بعد ان امر الله و سمح لتلك المخلوقات بأكل و تحليل جسد سليمان عليه السلام الذي ابقى عليه الله سبحانه بدون تحلل لفترة من الزمن خر ذلك الجسد فتبين للجن انهم لا يعلمون الغيب .

نستنتج من هذا الفهم بأن خرافة تلك الدابة التي ستخرج في آخر الزمان ما هي الا فيروسات و جراثيم تصيب الناس لعلهم يوقنون بعظمة الخالق عز و جل فقال (وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ )4 الجاثية .

فنلاحظ هذه الايام كثرة تلك الفيروسات التي تصيب الناس , فما ان يقترب الناس من اكتشاف علاج للقضاء على ذلك الفيروس يخرج الله عز و جل لنا فيروس جديد لم نسمع عنه من قبل .

لعل الناس يوقنون !

فقال سبحانه و تعالى عن دابة الارض ( تلك الفيروسات ) (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ )82 النمل , تبين الايه الكريمه ايضا ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون .

قد يسأل سائل هنا عن و رود ( دابة من الارض تكلمهم ) فأقول : ليس هنا المقصود بأنها تتحدث معهم كما يزعمون ! بل بمعنى تصيبهم و تؤلمهم و ذلك :

الكلم : الجرح

اصيب بكلم : اصيب بجرح

شخص مكلوم او شخص كليم : أي مصاب

تكلمهم : تصيبهم

و يقال : كلم اللسان اشد من كلم السنان

و لكم في نهاية المطاف بعض من اوصاف دابتهم المنتظرة كما جاء في كتبهم المفتراه فقالوا : بأنها تتحدث مع الناس و فيها من كل لون , ما بين قرنيها فرسخ للراكب , لها ريش و زغب و حافر , ليس لها ذنب و هناك من قال بأن لها ذنب كبش , لها لحيه , رأسها رأس ثور عينها عين خنزير و اذنها اذن فيل , قرنها قرن ايل , عنقها عنق نعامه و صدرها صدر اسد و لونها لون نمر , خاصرتها خاصرة هر , قوائمها قوائم بعير بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعا , معها عصا موسى و خاتم سليمان .

ما كل هذا الخيال الواسع بالله عليكم !! و للامانه تلك الاوصاف لا تصلح الا لانتاج فيلم رعب .

اجمالي القراءات 11503

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   ليث عواد     في   الخميس ٠٣ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80686]

تحليل و تدبر جميلان و لكن


هناك توضيح بسيط وجب ذكره، ألا و أن الفيروسات تحتاج لخلية حية كي تتكاثر و أما الخلية الميتة فلا تصلح إلا للبكتيريا.



المراد أن دابة الأرض لا يمكن أن تكون فيروس و إنما بكتيريا أو فطريات أو حيدو الخلية.



أؤكد على ما أرمي إليه بالآية الكريمة التي تقول: و جعلنا من الماء كل شئ حي .



الإستثناء هنا يوحي دون أن يدع مجالا للشك أنه لا يوجد كائن حي لا يحتوي على ماء و كما هو معلوم فالفيروسات لا تحتوي على ماء.



 



شكرا لكم



2   تعليق بواسطة   ليث عواد     في   الخميس ٠٣ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80692]

شكرا لك


 



 



ما أردت قوله أن الفيروسات لا تستطيع الحياة بدون وجود خلية حية تدخل إليها



و إذا كان سليمان عليه السلام قد مات، فمن المستحيل أن تكون الفيروسات سبب في تهاوي جسده الميت، لأن الفيروسات تحتاج خلايا حية كي تتكاثر.



الفيروس يحتاج لخلية فيها Replication and Translation و إلا فإنه لن يتكاثر.  و إذا كان سليمان قد مات، فإن هذه العمليات تكون قد إنتهت بالضرورة لأنها من صفات الحياة الأساسية.



 



هذا من الناحية العلمية و التي لا تحتمل التأوييل مطلقا.



 



مع خالص المنى



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-04-09
مقالات منشورة : 196
اجمالي القراءات : 1,417,643
تعليقات له : 223
تعليقات عليه : 421
بلد الميلاد : فلسطين
بلد الاقامة : فلسطين