تاريخ هجرى أم هجرة من التاريخ؟!

خالد منتصر Ýí 2015-10-03


عندما كتبت عن خطأ رؤية هلال ذى الحجة الذى أوقعنا فى حيص بيص وأوقعنا فى حيرة هل وقفة عرفات كانت فى توقيت خاطئ؟!، وهل نحن عيّدنا بعد العيد الحقيقى؟!، أسئلة شائكة وحيرة كنا فى غنى عنها نتيجة إصرار المسؤولين فى السعودية على ممارسة هذا السلوك العشوائى اللاعلمى وفرضه على العالم الإسلامى كله، وصلتنى ردود كثيرة ملخصها استنكار اعتراضى واتهامى بالنمكية والتطرف فى استخدام العلم وتعظيم إمكانياته، بحيث إننى لم أختلف عن متطرفى الإسلام السياسى، البعض قال ما تسيب الناس تفرح برؤية الهلال وينتظروا المفتى فى لهفة، اترك الناس فى انتظار المفاجأة الجميلة والفرحة المباغتة، ليه بتضيقوها على المسلمين وعايزينهم يمشوا بالورقة والقلم والحسابات الفلكية والمعادلات الرياضية الخانقة، اتركوهم لمشاعرهم الدينية الجياشة الفياضة؟!، والسؤال هل الفرحة لا تنفع ولا تُجدى ولا تؤتى ثمارها إلا بإهانة ومرمطة العلم؟!، القضية ليست قضية هلال ذى الحجة أو رمضان أو شوال وانتظارنا للمفتى مساء أمام التليفزيون، لكى نعرف الخبر اليقين وإذاعة أغنية عبدالمطلب أهلاً رمضان أو ليلى مراد يا رايحين للنبى الغالى، لكنها قضية احترام كلمة العلم، واحترام العقل، وعدم الخضوع للتفسيرات الحرفية للنصوص، وجعل الفكر رحباً ومرناً أمام تغيرات الدنيا وتطورات الكون، القضية ليست قضية نتيجة حائط هجرية دقيقة فقط، لكنها قضية اتباع نظام وعدم عشوائية، فمن لا يعرف هل غداً رمضان أم لا، يتبرمج عقله على تفكير الصدفة والعشوائية وكراهية العلم، ذلك لأن العلم يحاول أن يفهم ظواهر الكون التى كان قبلها يفسرها بقانون الصدفة أو يحيلها ويلصقها بقوى خارجية، بل يتعدى العلم محاولة فهم هذه الظواهر إلى محاولة التحكم فيها وتسييرها لصالح الإنسان، فقد كان يخاف من الرياح ويجعلها إلهاً، ثم عندما فهمها تحكم فيها واستفاد منها ولم يستسلم إليها، من يستطيع أن يحدد إجازته بعد شهر ويحجز تذكرته بناءً على الشهر الميلادى هو إنسان محدد التفكير، لكن من يقول لك أنا لا أستطيع حجز التذكرة، لأننى لا أعرف ميعاد العيد هو إنسان محدود التفكير، لن يستطيع الانطلاق إلى حدود الحلم وشواطئ التقدم، مواعيد طائرات وحجز فيزا وتذاكر مباريات ومسارح ومواعيد إجازات.... إلى آخر كل هذه الأنشطة يعرفها المواطنون فى بلاد الدنيا قبلها بسنة وبالدقيقة والثانية، لكن يعرفها طبقاً لنتيجة الحائط المعتمدة على التقويم الجريجورى وليس التقويم الهجرى، البعض غاضب لأننا نحن المسلمين لا نستخدم التقويم الهجرى ويتهموننا بإهدار الهوية وفقدانها، ولكن أيها الغاضبون، قفوا مع أنفسكم لمجرد دقائق واعترفوا بأن تقويمكم الهجرى بهذه الطريقة العشوائية لا يمكن الاعتماد عليه فى أى نشاط اقتصادى أو اجتماعى أو إنسانى عادى، لابد أن تسألوا أنفسكم هل هو تاريخ هجرى أم هجرة من التاريخ؟، عندما تقررون الهجرة من التاريخ والحضارة سيلفظكم التاريخ وتخاصمكم الحضارة.العالم لم يعد يعترف بنظرية على حسب وداد جلبى ماشى ولا بيدى، لكنه يعترف بنظرية على حسب علمى ونظرياتى وقياساتى ماشى وباغير بيدى.

اجمالي القراءات 10895

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   السبت ٠٣ - أكتوبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79199]

الأمة الوحيدة التي تعتقد أن قمة تقدمها يكمن في رجوعها للوراء


السلام عليكم ، هي هجرة للتاريخ بمعنى عودة متعمدة للتاريخ وعدم  الارتياح للحاضر ورفضه ولفظه ، بل وأخذ جرعات قوية تمنع إمكانية قبوله  .. لاشك أنكم تعرفون المقولة  الشائعة التي  تتردد على الألسنة : نحن أمة تتقدم في رجوعها للخلف دمتم متقدمين ولكم الحرية في اختيار نوع التقدم الذي ترغبون فيه ...وشكر لكم .



2   تعليق بواسطة   احمد المندني     في   الأحد ٠٤ - أكتوبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79201]

هي هجرة من كتاب الله تعالى منذ وفاة الرسول


اعجبني مقالك وكما رأيت فلن ترضي الناس مهما تكلمت في الهداية { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ  } الأنعام (116)



فالناس تحب العادات والتقاليد ولا تستطيع الخروج منها والامة العربية ابتليت بهذا الداء فتخلفت عن الامم جميعها ..



واذا ناقشنا هؤلاء الناس بعقليتهم اريد هنا ان اسال اين فرحة الفلاح بقدوم ربيع الاول في التقويم الهجري ؟؟ لان اسماء الاشهر الهجرية اصبحت جوفاء من اي معنى بسبب تعطيل التقويم الهجري وتعديله بواقع ١١.٢٥ يوم تمثل السنة القمرية بينما نرى التقويم الميلادي كل اربع سنوات في فبراير ....



والله ولي التوفيق


3   تعليق بواسطة   محمد أبو السعود     في   الثلاثاء ٠٦ - أكتوبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[79209]

والشمس والقمر بحسبان


سؤال لعباقرة السنة.  أنتم تتركون العلم لرؤية القمر بالعين المجردة، فلماذا في وجود الغيوم تصلون المغرب مثلا حسب الساعة ولا تنتظرون حتى يتأكد لكم اثنان بالغان عاقلان أن الشمس بالفعل غربت؟  بمعنى ، ولسامحني ربي، هل تثقون في حساب الله سبحانه وتعالى للشمس ولا تثقون في قدرته على حساب مولد الهلال؟  ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-12
مقالات منشورة : 438
اجمالي القراءات : 3,177,958
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 400
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt