الحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان 10

عبدالفتاح عساكر Ýí 2015-09-21



الباب التاسع:

         كيف تم اختيار الهضيبى مرشداً.

·       الهضيبى ليس من الاخوان..؟.!. كيف أصبح مرشدا عاما لإخوان.

·       شروط الهضيبى لقبول منصب المرشد العام.

·       ماذا دار فى الاجتماع الموسع الذى عقد بمنزل منير دله؟

·       لماذا رفض الاخوان..؟.!. ترشيح عبد الرحمن البنا مرشدا عاما خلفا لشقيقه؟

·       ماذا دار بمنزل الهضيبى بالمندرة؟

·       الورطة التى وقع فيها صالح عشماوى.

·       تفاصيل الكارثة الكبرى التى دبرها منير دله للإخوان..؟.!.

·       النية الحقيقية وراء اختيار الهضيبى مرشدا للإخوان..؟.!.

·       أصل الفتنة التى مهدت لانتخاب الهضيبى مرشدا عاما.

·       نص الرسالة العاطفية التى أرسلها عبد الحكيم عابدين الى الهضيبى.

·       مصطفى مؤمن يدعو لمبايعته مرشدا للإخوان فى معتقل الطور.

·       موقف الهضيبى من المتهمين فى الأسلحة الفاسدة.

·       علاقات الهضيبى بالانجليز.

·    لماذا ألغى الهضيبى فرقة الجوالة من جماعة الإخوان..؟.!.فى عهد الملك وأمر بتشكيلها بعد الثورة.

·       خلاعات فاروق واصرار الهضيبى على إعلان الطاعة والولاء له .

·       الهضيبى يتمسك بالباكوية مع لقب المرشد العام.

·       لماذا نزع صور حسن البنا من المركز العام وعلق صور الملك فاروق .

·       فضيحة علاقة الإخوان..؟.!.بالأسلحة الفاسدة على صفحات الجرائد .


كيف تم اختيار الهضيبى (المرشد الثانى) مرشدا لفرقة الاخوان ..؟!

بعد استعراض العديد من الحقائق عن فرقة الاخوان بوثائق بخط أيديهم نعرض الى موضوع هام هو: اختيار الهضيبى مرشدا وهو لم يكن من الاخوان ولم يكن عضوا بها؟

السيرة الذاتية لحسن الهضيبى

·       وُلِدَ حسن الهضيبى فى جمادى الأولى 1309هـ = ديسمبر 1891م.

·       توفى فى 11نوفمبر 1973م = 15 شوال 1393هـ

·       فى قرية من قرى محافظة القليوبية وهى عرب الصوالحة.

·       كان حسن الهضيبى أكبر ثلاثة من الأبناء الذكور وله أربع شقيقات.

·       حفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية وكان والده يتمنى أن يكون من علماء الأزهر.

·       التحق بالأزهر ودرس به عاماً واحدا وتركه.

·    التحق بالمدرسة الابتدائية ثم التحق بعدها بمدرسة الخديوية الثانوية وحصل منها على شهادة البكالوريا.

·    التحق بمدرسة الحقوق الخديوية (كلية الحقوق الآن) وحصل منها على ليسانس الحقوق عام 1333هـ = 1915م.

·       لم يكن طالبا متفوقا خلال دراسته وكان يتجنب المشاركة فى أى مظاهرة.

·       اشترك فى جنازة الزعيم مصطفى كامل.

·    انضم حسن الهضيبى الى الى جمعية سرية كان قد كونها محمد فريد خليفة مصطفى كامل وكانت هذه الجمعية للاغتيالات السياسية.

·    فصل لمدة عام من مدرسة الحقوق الخديوية مع بعض زملائه بسبب عدم حضوره هو وزملائه الى مدرسة الحقوق الخديوية لاستقبال السلطان حسين كامل، وهناك قصة لهذا الفصل سوف نقصها بعد ذلك.

·    وكان ضمن وفد الطلاب الذين ذهبوا لمقابلة سعد باشا زغلول وكيل الجمعية الشرعية وقتئذ، وطلب منه التدخل لإلغاء قرار الفصل الذى صدر ضد الطلاب الذين لم يحضروا لاستقبال السلطان حسين كامل احتجاجا منهم على السلطان لقبوله الحكم تحت حماية المستعمر.

·    عقب تخرجه من الحقوق أمضى سنوات التمرين فى مكتب الأستاذ كامل حسين المحامى وكان من كبار المحامين فى ذلك الوقت، ثم فى مكتب الأستاذ حافظ رمضان المحامى الشهير فى تلك الفترة، وفتح مكتبا له فى مدينة شبين القناطر لم يحالفه النجاح فيه.

·       نقل مكتبه بعد ذلك الى محافظة سوهاج وحقق نجاحا كبيرا فى هذه المدينة النائية.

·    اشتد حقد أحد المحامين فى سوهاج عليه فاستأجر أحد الأشقياء ليقتل حسن الهضيبى فقام بضربه بالسيف ضربة تلقاها عنه وكيله المسيحى ليفتديه بنفسه، وفى هذا الحادث أصيب الوكيل المسيحى فعلاً [هذه هى مصر!].

·    التحق بالقضاء عام 1342هـ = 1924م بقرار من الملك فؤاد بدأ قاضيا فى مدينة قنا ثم انتقل منها الى نجع حمادى ثم الى المنصورة ثم الى المنيا فأسيوط فالزقازيق فالجيزة حيث استقر سكنه بعد ذلك فى القاهرة 1351هـ = 1933م.

·    وتدرج فى مناصب القضاء فكان مدير إدارة النيابات فرئيس التفتيش القضائى ثم مستشارا بمحكمة الاستئناف ثم مستشارا لمحكمة النقض.

·       اختير مرشدا لجماعة الاخوان فى أكتوبر المحرم 1371هـ = 1951م وهو ليس من الاخوان.

·    وفى 14 نوفمبر 1951م = 14 صفر 1371هـ ذهب الى قصر عابدين ليسجل اسمه فى سجل التشريفات بمناسبة تعينه مرشدا لجماعة الاخوان مصطحبا معه بعض أعضاء هذه الجماعة.

·    فى 20 نوفمبر 1951م = 20 صفر 1371هـ زار الملك فى قصر القبة عقب الزيارة قال: (زيارة كريمة لملك كريم) انظر مجلة الدعوة عدد 41 فى 27 نوفمبر 1951 = 27 صفر 1371هـ.

·       زار المرشد حسن الهضيبى حافظ عفيفى مهنئاً بمناسبة تعيينه رئيساً للديوان الملكى.

هذا الخبر منشور فى جريدة الشعب الجديد العدد 36 فى 27 ديسمبر 1951 = 28 ربيع الأول 1371هـ ص3.

·    زار قصر عابدين مهنئاً الملك فاروق بمولد ولى العهد أحمد فؤاد 16/1/1952م = 18 ربيع الثانى 1371هـ.

زار قصر عابدين فى 25 مايو 1952م = 1 رمضان 1371هـ مستنكرا الصيحات التى تعالت ضد الملك.

·       تعرض للعذاب الشديد فى السجون والمعتقلات فى عام1954م = 1373هـ و 1965م = 1385هـ.

تعقيب : [ونحن نشجب كل ما تعرض له زملاؤه من التعذيب ونؤكد أن التعذيب فى السجون والمعتقلات هو الذى يروى بذور الارهاب وينميها بغض النظر عن من المخطئ ومن المصيب؟!].

[وما نحن فيه الآن: [2006م=1427هـ] سببه غفلة العلماء وسوء تصرفات الحكومات من الأربعينيات الى الآن.

- وبعد تقديم هذه السيرة الذاتية لحسن الهضيبى المرشد الثانى لفرقة الإخوان...!. نقدم الحقائق بالوثائق عن كيفية اختباره مرشدا لجماعة الاخوان ..؟! ونبدأ بأقوال حسن العشماوى الواردة فى كتابه (جانب من قصة العمر الأيام الحاسمة وحصادها) وهذا الكتاب قامت بطبعة دار النسخ للطباعة والنشر ببيروت فى لبنان عام 1405هـ = 1985م جاء فى ص 144 الى ص 148 النص الآتى تحت عنوان (المستشار أصبح مرشدا ..؟):

يقول حسن العشماوى

"حين عدت الى القاهرة فى أواخر مايو 1949م = أول شعبان 1368هـ على عزم أن أبقى حتى أستقيل إن أمكن. كان كل المسئولين من الاخوان فى المعتقلات أو خارج القاهرة .. ولم يكن مطلق السراح ممن أعرف غير منير دله وأحمد الباقورى والمحامى فهمى أبو غدير وبعض الشباب".

"وكانت الاعترافات فى التحقيقات قد تمت .. ومحاولة اغتيال إبراهيم عبد الهادى قد أخفقت .. وقضية مقتل النقراشى فى طريقها الى المحكمة".

"وكان يشغلنا فى ذلك الوقت أمور ثلاثة، مرشد جديد .. وقضايا الاخوان .. والاعانة المالية لعائلات المعتقلين والمسجونين وكان الشيخ أحمد حسن الباقورى فيما بدا لنا قد اتفق مع الحكومة السعدية أن يصبح هو المرشد العام، وأن تصبح الجماعة دينية بالمعنى الضيق المفهوم لدى المسيحيين .."

وكان المحامى فهمى أبو غدير مخدوعاً به دون بينه من أمره .. وكانت الأنباء تأتى من المعتقلات والسجون عن المتطلعين الى مركز المرشد العام .. وكان منير يفكر فى الهضيبى وكنا نشاركه التفكير وأبلغنا تفكيرنا الى من وراء القضبان فأيدنا البعض ورفض البعض الآخر وإن غلفوا رفضهم بقبول محاط بالتحفظات والتساؤلات! هل يوافق ..؟ هل يرضاه شباب الإخوان ..؟ ما خطته التى يسير عليها ..؟ ولم يكن لدينا رد على هذه التساؤلات فالأمر لا يزال فكرة نتناولها ونبحث جوانبها".

"وفجأة استقالت وزارة إبراهيم عبد الهادى أو أجبر على الاستقالة فى صيف 1949م = 1368هـ وخلفتها وزارة برئاسة حسين سرى لتحل مجلس النواب وتجرى انتخابات جديدة .. وبدأ الإفراج عن المعتقلين حتى أغلق المعتقل أبوابه فى فبراير 1950م = 1369هـ".

"وظل الإخوان منذ بدأ الإفراج عنهم يجتمعون فيبحثون ويتساءلون وبعد ؟! من سيكون مرشدا وعلى أى نهج نسير ..؟"

-    وبدأ أول الامر أنه ليس هناك اتفاق على واحد .. وكثر تردد الاخوان على منزل حسن الهضيبى ليتعرفوا عليه وإن كان بعضهم يعرفه من قبل حين كان يحضر معهم درس الثلاثاء الذى كان يلقيه الأستاذ. البنا رحمه الله أسبوعيا فى المركز العام .. فكان بعض الاخوان يراه يجلس صامتاً يستمع .. قليلاً ما يعلق .. فإذا كان حديثاً فإنما كان يجرى بينه وبين المرشد العام على انفراد بعد الدرس وكان الزائرون للمستشار من الاخوان يتحدثون إليه، وينصتون الى الكلمات القليلة التى يقولها .. ولكن أحداً منهم لم يحاول فى البداية أن يفاتحه فى أمر اختياره مرشدا عاماً للجماعة. وتقرر أن يعقد اجتماع عام للجماعة فى منزل منير دله رحمه الله فى منتصف مايو سنة 1950م = آخر رجب 1369هـ لبحث الموضوع، موضوع اختيار مرشد يخلف الشهيد حسن البنا .. وأخرى للطامعين ذوى المكانة الخاصة والكلمة المسموعة بين الاخوان عامة.

وفى الجلسات التحضيرية استعرضت أسماء، فمن بين أعضاء الهيئة التأسيسية للجماعة لم يعد مرشحاً غير الباقورى وصالح عشماوى .. ومن خارج أعضاء الجماعة الرسمية كان المرشحون عبد الرحمن عزام، محمد العشماوى وحسن الهضيبى، ولم تطل المناقشات كل مرة وكانت تنتهى الى اتفاق على شخص واحد هو حسن الهضيبى .. ذلك المستشار المؤمن الصامت..!

لا زلت أذكر سؤالا وجهه الى الشهيد الشيخ محمد فرغلى يوما إذ قال:

اسألك بالله، أيهما أقدر عليها، محمد العشماوى أم حسن الهضيبى ؟

- يعلم الله أنه ليس على وجه الأرض أحب الى من أبى وليس عندى منزلة أكبر من منزلة المرشد العام ولكن أشهد الله أن الهضيبى أقدر عليها:

- اذن لا محل للتفكير فى غيره .. وجزاك الله خيرا ..!

"وحين عقد الاجتماع الموسع فى منزل منير دله رحمه الله لم يكن هناك مرشح غير حسن الهضيبى، واتفق الأمر على البدء فى الخطوتين التاليتين للحصول على ترشيح الهيئة التأسيسية له رسميا بأغلبية الثلثين والحصول على موافقته".

"أما الهيئة التأسيسية فكانت تضم رسميا مائة وخمسين عضوا ترك الجماعة منها عضوان ووافق الباقون بالاجماع على الترشيح".

"وأما المستشار فقد ذهب إليه منير واربعة من مكتب الارشاد يحملون قراراً من المكتب وموافقة الهيئة التأسيسية ويعرضون عليه الأمر .. فرفض وأصر على الرفض ..!"

"وشاع نبأ رفضه بين الاخوان فراحوا يتوافدون عليه فى منزله جماعات وفرادى، يصرون أن يقبل ويبايعون رغما عنه .. وبعد محاولات وافق، ولكن بشروط .. {هى}

·       أن نقدر سنه وطبعه.

·       أن نتعاون فى حمل العبء حتى نجد بيننا من يحل محله.

·       أنه لا جهاز سرى فى الجماعة .. فالدعوة عامة والجهاد ليس مفروضا على البعض الآخر".

ووافق الاخوان على شروطه وعند أول اجتماع رسمى للهيئة التأسيسية فى الدار المؤقتة للاخوان فى أواخر عام 1950م = 1370هـ حيث بايعت المرشد الجديد واختارت مكتب الارشاد واختارت وكيلاً للجماعة هو عبد القادر عودة (أحد قادة الاخوان كان قاضيا واستقال من منصب القضاء ليعمل فى الجماعة التى كان أحد أبنائها من قديم.)

[ويقول حسن العشماوى فى نهاية كلامه] "وبدأ عهد جديد بأسلوب جديد لم يتغير فيه الهضيبى عن طريقته التى عرفناه عليها قاضياً .. فكان مرشداً مستشاراً" انتهى كلام حسن العشماوى.

وهذا الكتاب مطبوع فى بيروت وليس له رقم إيداع فى دار الكتب المصرية ولقد حصلت على كتب حسن العشماوى من أسرته الكريمة، وهذا الرجل له فى نفسىمنزلة خاصة.

 

شهادة صلاح شادى:

- وتحت عنوان "انتخاب المرشد" فى كتاب صفحات التاريخ حصاد العمر وهذا الكتاب سبق أن قدمنا لك بياناته قال صلاح شادى ص 121 تحت العنوان المذكور: بعد حل الاخوان فى ديسمبر 1948م = 1368هـ وقتل النقراشى فى أواخر هذا الشهر جرت اعتقالات واسعة للاخوان ولم تعتقل الحكومة المرشد حسن البنا وتركت معه أحمد حسن الباقورى ومنير دله".

"- ويقول صلاح شادى إن المرشد حسن البنا أراد أن يتوجه الى أحدى القرى فى الريف ولا يتصل بأحد حتى لا يتعرض من يتصل به للضرر، وقد عهد الى أحمد حسن الباقورى برعاية شئون الاخوان داخل المعتقلات وخارجها واستعان أحمد حسن الباقورى بمنير دله وحسن العشماوى فى هذه المهمة".

- ويقول صلاح شادى وبعد قتل حسن البنا فى 12 فبراير 1949م = 13 من ربيع الثانى 1368هـ كان أغلب الاخوان داخل المعتقل والقليل فى الخارج، وكانوا يعيشون على أمل سقوط حكومة إبراهيم عبد الهادى وكان الاخوان يفكرون وهم فى المعتقل فى من يخلف المرشد بعد قتله، وظهرت من داخل المعتقل ثلاثة أسماء كان أصحابها مرشحين ليتولى أحدهم مسئولية الارشاد بعد قتل حسن البنا وهؤلاء الثلاثة هم.

·    الأستاذ عبد الرحمن البنا شقيق الشهيد الذى يشبهه فى ظاهر الشكل وطريقه الحديث والحركة، وكانت عواطف الاخوان تنجذب إليه بحكم تعلقهم بمرشدهم الشهيد.

·    الأستاذ صالح العشماوى وكيل الجماعة ويحظى بتأييد جناح النظام الخاص حيث يعتبر رأساً من رؤوسه.

·    الأستاذ عبد الحكيم عابدين سكرتير الجماعة حين ذاك والذى كان مشهودا له بوفرة الحركة والنشاط، إلا أنه كان موضع شك من الذين خرجوا من الجماعة من مكتب الارشاد وهم الدكتور إبراهيم حسن وأحمد السكرى وغيرهما ممن أخذوا عليه سلوكاً غير لائق فى علاقاته الشخصية.

- ويقول صلاح شادى مستشهداً بكلام الأستاذ عبد القادر حلمى (المحامى) مما دار بهذا الاجتماع فيقول: تم الاجتماع المشار إليه فى أوائل عام 1950م = 1369هـ فى منزل الأستاذ منير دله، وقد بدأ حوالى الساعة التاسعة والنصف مساءا واستمر حتى منتصف الليل، وقد استهل الأستاذ منير حديثه بتناول المشكلة بابعادها وجوانبها المختلفة فعرض عليهم الصورة التى يمكن أن يؤدى إليها الخلاف بينهم وترشيح كل واحد منهم نفسه وسط صفوف الاخوان والانشقاقات التى يمكن أن تحدث مما سيكون له أسوأ الأثر على الجماعة، وهو على الأقل سوف يورث الضغائن بينهم ويصعدها مما لا يختلف فى شئ عن بقية الأحزاب، وإن كان خطر هذه الأمور بالنسبة للأحزاب قليلاً إذ أن منشأها يكون غالبا بسبب الدوافع والمصالح الشخصية التى تسير أفرادها أو حتى مصالح الحزب الذى ينتمون إليه إلا أن ذلك يختلف فى حالة جماعة الاخوان، فلا يصح ذلك بالنسبة لهم فالمفروض أنه لا مصلحة لأحد فى هذا الأمر إلا ما يقربهم الى الله".

"فدعاهم الأستاذ منير أن يتفقوا على أحدهم أو على شخص آخر غيرهم لكى يقدموه الى الاخوان، فلا يكون هناك بعد مجال للاختلاف وسط الاخوان".

"بدأ الاقتناع التام من الحاضرين لكلام ورأى منير دله ووافقوا بالإجماع على هذا الاقتراح وأهمية توحيد الكلمة وضرورة الاتفاق بينهم على أن يجنبوا الاخوان الفرقة وعلى أثر ذلك دعاهم الأستاذ منير الى أن يقول كل واحد منهم وجهة نظره الخاصة فإن كان أحدهم يرى نفسه أهلاً وكفئاً لهذا الأمر ثم وافق عليه الثلاثة الباقون تكون المشكلة قد أنتهت وزال خطرها".

"بدأ الأستاذ عبد الرحمن البنا بالكلام فقال ما ملخصه إنه سيرشح نفسه لمنصب الارشاد وسيسعى إليه وتلاه الأستاذ صالح عشماوى فقال إنه سيرشح نفسه للمنصب ولكن لن يسعى إليه والرأى للاخوان".

"وأما الأستاذ عبد الحكيم عابدين فقال إنه لن يرشح نفسه ولن يسعى الى المنصب ولكن إذا دعى إليه من الاخوان أجاب. أما الأستاذ الباقورى فقال: إنه لن يرشح نفسه ولن يسعى الى الانتخاب وإذا دعى الى المنصب رفض".

"ويستمر عبد القادر حلمى المحامى عضو جماعة الاخوان فى سرد القصة ويقول: ظهر الآن بوضوح أنه لا اتفاق بينهم، ولما كان عبد الرحمن البنا هو الذى رشح نفسه فى البداية، وقال أنه سيسعى الى المنصب بقوة اعتبر نفسه الوحيد الذى يصلح لهذا الأمر [لماذا؟] وقام منير دلة بعرض اسمه على الثلاثة الآخرين فرفضوه بالإجماع وبالمثل قام بترشيح كل من الثلاثة الآخرين فلم ينل أحد منهم موافقة أحد من إخوانه الثلاثة الباقين".

"وعلى أثر ذلك أوضح منير دلة لزملائه المجتمعين خطورة هذا الاختلاف ثم عرض عليهم فكرته التى تقضى بترشيح شخص آخر لهذا المنصب، واقترح عليهم ساعتها اسم حسن الهضيبى، وعرفهم بعلاقته بالدعوة من قديم وصلته بالمرشد الأول حسن البنا وأسباب عدم ظهوره [لماذا لم تذكروا هذه الأسباب؟].

"وكان الهضيبى معروفا للباقورى وعبد الحكيم عابدين ولكنه لم يكن معروفاً لدى الآخرين".

"لم يرفض المجتمعون اقتراح منير دله لأول وهلة ولكنهم أرجأوا البت وإبداء الرأى حتى يتعرفوا عليه ويدرسوه عن قرب بصفته مرشحاً لهذا المنصب الخطير، وكان هذا هو رأى الباقورى وعبد الحكيم عابدين، وانتهى الاجتماع عند هذا الحد على أن يتعقد بعد أن يقابل الأربعة حسن الهضيبى".

"تمت عدة مقابلات بينهم مجتمعين ثم منفردين للتعرف عليه، ذلك دون أن يفاتحوه فى الغرض من هذه الزيارات والمقابلات وبعد أن أبدى كل منهم موافقته الكاملة واطمئنانه لهذا الاختيار راجين من الله أن يكون ذلك لصالح الدعوة وخيرها".

"زاره الأربعة مع منير دله لمفاتحته فى الأمر ولكن حسن الهضيبى اعتذر فى البداية بشدة وقدم لذلك أسبابا عدة أهمها: أنه كان بعيداً عن صفوف وتنظيمات الجماعة، وكذلك عدم معرفته بكثير من أفراد الجماعة، غير أنهم تمسكوا به مفندين لهذه الاعتذارات واعدين أنهم سيكونون سنداً له وعوناً فى قيامه بهذه المسئولية الخطيرة، وأخيراً قبل على أن يكون هذا الوعد أحد الشروط، والشرط الآخر هو موافقة أعضاء الهيئة التأسيسية وكثير من أفراد الجماعة، وقد تم اختياره فعلا من الهيئة التأسيسية بالإجماع فى أكتوبر 1951م = المحرم 1371هـ كما هو معروف ومما يذكر أن كل ذلك قد تم وقرار حل الجماعة ما زال قائماً. [وما رأى القانونيين فى هذا الكلام؟] انتهى كلام صلاح شادى فى كتابه.

[وفيما يلى نقدم الحديث الصحفى الذى نشر بجريدة الأخبار اليوم تحت عنوان (س و ج) مع المرشد العام فى العدد رقم 471 السنة العاشرة وأجرت الحديث مع حسن الهضيبى الصحفية خيرية خيرى].

"سألته عن اسمه وعمره وعمله الآن فأجاب: حسن الهضيبى 61 سنة مرشد عام للاخوان ..؟.!.".

س- وكيف وصلت الى منصبك فى فترة قصيرة؟

ج- معرفش هما اللى اختارونى.

س- ثم سألته عن الفضيلة وعن أهدافه السياسية وعن المرأة وهل تسمحون لها بالانتخاب والترشيح؟

ج- نعم ولكن بشرط أن تكون قد تعلمت التعليم الدينى.

س- هل ستجرون لها امتحاناً إن كانت قد تعلمت التعليم الدينى أم لا؟

ج- فى الواقع إن كانت قد تعلمت التعليم الدينى فسترفض الاشتغال فى السياسة.

س- ما هى أزياء النساء التى يقرها الاخوان المسلمون؟

ج- الإسلام لا يشترط ملابس معينة، إنه لا يشترط ألا تكشف المرأة إلا عن وجهها وكفيها وبعد ذلك لها أن ترتدى البنطلون والجبة والقفطان إذا أرادت.

س- لكل حزب وكل جمعية رأى ورؤوس مفكرة فمن من الاخوان هم الرؤوس؟

ج- طبيعى المرشد العام ومكتب الارشاد.

س- كم عدد أعضاء المكتب.

ج- 15 عضواً.

س- من أبرزهم؟

ج- كلهم دواهى.

س- ما أسماؤهم؟

ج- ماافتكرهمش إلا لما يكونوا قدامى.

س- ألا تعتقد أن قراءة الأدب والعلوم الغربية لازمة؟

ج- علوم الغرب ليست ملكا لهم ونستطيع أن نتزود منها على سبيل فرض الكفاية لسد حاجة البلد، وذلك عين.

س- الى أى مدى من التعليم وصلت إليه بناتك الثلاث؟

ج- سعاد أكبر بناتى طبيبة أطفال ومتزوجة من طبيب، وخالدة ابنتى الوسطى تخرجت من كلية العلوم وهى مدرسة، وعليه مازالت طالبة فى الثانوية.

س- ميرسى اوروفوار!

ج- السلام عليكم ورحمة الله.

خيرية خيرى.

(طبق الأصل أخبار اليوم 3 إبريل سنة 1954م = 29 رجب 1373هـ).

شهادة محمود عبد الحليم:

وعن اختيار الهضيبى مرشدا لفرقة الاخوان كتب القطب الإخوانى الكبير محمود عبد الحليم فى كتابه (الإخوان أحداث صنعت التاريخ) وهو عبارة عن ثلاثة مجلدات كتب فى الجزء الثالث ص 451 تحت عنوان الاتجاه للاستاذ الهضيبى (أدت بحوث مكتب ارشاد الاخوان الى العثور على الضالة المفقودة والشخصية المفتقدة التى تحقق كل آمال وتسد جميع الثغرات فى بناء العمل الاخوانى).

 

تعقيــب:

{أو لم يوجد بينكم وأنتم فى ذلك الوقت ما يقرب من مليون عضو الشخصية المثالية المفتقدة التى تحقق كل الآمال وتسد جميع الثغرات؟ ولماذا تم اختيار حسن الهضيبى من خارج الجماعة؟ ألم يستطع حسن البنا خلق جيل ثان يتولى المسئولية بعد عشرين سنة من تكوين الفرقة}.

"ويقول محمود عبد الحليم كانت هذه الشخصية هى الأستاذ حسن اسماعيل الهضيبى وقد أيده الاخوان فى جميع نواحى القطر عن طريق مندوبيهم الذين كانوا يفدون الى القاهرة كل أسبوع .. لقى هذا الاتجاه ارتياحا من الاخوان لأنهم مع اقتناعهم بجدارة الرجل باعتباره رجلا ذا تاريخ ناصع وله مواقف مشرفة فى الدفاع عن الإسلام والشريعة الإسلامية فإنهم كانوا يرون فى اختياره مصالحة مع القضاء الذى يعتبرون التصالح معه رد اعتبار للدعوة وتصحيحا لوضعها أمام الناس".

تعقيــب:

{يوجد كثير من كبار رجال هذه الفرقة كانوا يرفضون هذا الاختيار، ومخطئ من يتصور أنه باختيار الهضيبى يتم التصالح مع القضاء بعد أن قتلوا القاضى أحمد الخازندار أمام  فى حلوان ولم يشترك فى اختيار الهضيبى مرشدا الكثير من قادة الاخوان}.

"ويقول محمود عبد الحليم إن الهضيبى فى السنتين الأخيرتين قبل الإحالة الى المعاش كان مستشارا لمحكمة النقض والإبرام وكان قد أصيب بانفجار فى شرايين المخ وعولج منه ولكن زملاءه أعفوه من العمل الشاق حتى لا يعاوده المرض إذا أرهقه العمل، وقد اتصل به أعضاء مكتب الإرشاد وفاتحوه فى الموضوع فاعتذر بسبب حالته الصحية".

"ومع تقديرهم لظروفه الصحية فإنهم يرون أنه مع ذلك هو أنسب من يصلح لهذا المنصب ولذلك فإنهم ظلوا على اتصال به وجمعوا بينه وبين مجموعات من مختلف المستويات فى الاخوان، بعضهم من القاهرة وبعضهم من اخوان الأقاليم محاولين فى ذلك التقريب بينه وبينهم وإطلاعه على واقع الاخوان، وقد حضرت عرضا لأحدى هذه اللقاءات فى الدار التى حضرت إليها فى حى العباسية أو بحى الظاهر على الأدق، ويبدو أن هذه الزيارة كانت الزيارة الأولى لهذه الدار وكانت عقب جلاء اخوان الجهاز عنها، وأحسست بأن الرجل كان سعيداً بهذا اللقاء، لكننى أخبرت بعد ذلك بأنه أصر على الاعتذار وأن إصراره هذا لم يكن للقاءاته الكثيرة مع جمهور الاخوان، وإنما كان صدى لاجتماعه بأعضاء مكتب الإرشاد الذى كانت آثار التيارين اللذين نوهنا عنهما بادية فيه مسيطرة على مناقشاته".

[ويقول محمود عبد الحليم وهو من كبار رجال الاخوان وتحت عنوان (فى بيته بالاسكندرية) فى صفحة 451 من كتابه الاخوان احداث صنعت التاريخ كتب يقول]

"عجز اخواننا المتصلون بالأستاذ الهضيبى من أعضاء مكتب الإرشاد عن أن يغيروا من شدة إصراره فى قبول هذا المنصب، وشاع نبأ هذا الفشل بين جماهير الاخوان فى كل مكان، وكان لهذا الرفض أسوأ الأثر فى نفوس الاخوان لأن ترك هذا المنصب شاغرا يتيح الفرص لفتنة لا يعلم مداها إلا الله وسيؤوله جمهور الشعب بأن القضاء يرى هذه الدعوة غير جديرة بتقديره".

"وكان الوقت صيفا والتقيت فى الإسكندرية بمجموعة من أكرم الاخوان من مختلف البلاد، ولا أدرى والله كيف اتفق لهذه المجموعة أن تلتقى فى وقت واحد فى مكان واحد".

"أراد الله للدعوة أن تخرج من ورطتها فوفق لهذا اللقاء، وكان العدد غير قليل فقد كنا نحو العشرين، ولكنى لا أكاد أذكر منهم الآن إلا أفراداً قلائل، منهم الاخوة عبد العزيز عطية ومختار عبد العليم وعبد القادر عودة ويوسف طلعت وعبد العزيز كامل، وقد قررنا أن نذهب بجمعنا هذا الى بيت الهضيبى بالمندرة بالإسكندرية، وتلقانا الرجل وأبناؤه بالترحاب، ثم أخذنا فى الحديث معه فتكلم الاخوان عبد العزيز عطية وعبد القادر عودة وشرحا الظروف المحيطة بالدعوة وشدة حاجتها الى قيادته، وتحدث كثير من الحاضرين من مختلف البلاد معبرين عن رغبة بلادهم فى قيادته".

"ثم تكلم الهضيبى فشرح حجته بأنه لا يستطيع أن يتسلم قيادة دعوة أقرب معاونية فيها متفرقوا القلوب والأهواء!".

اجمالي القراءات 9963

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-12-05
مقالات منشورة : 68
اجمالي القراءات : 1,877,196
تعليقات له : 60
تعليقات عليه : 205
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt