معنى القبول بالصراع الطائفي

سامح عسكر Ýí 2015-08-31


مبدئياً الصراعات الدينية ليست لها حدود، أي لو استسلمنا لهذه النوعية من الصراعات سنحارب إلى ما لا نهاية..ونقضي عمرنا كله بلا منفعة.

وغالباً يتطور ذلك بقبول أي صراع مهما كان شكله

يعني إيه؟

يعني القبول بالصراع الديني بين المسلم والمسيحي أو بين السني والشيعي سيجعلنا نقبل الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت أو بين الصوفية والسلفية..سيجعلنا نقبل الصراع بين الفارسي والعربي..أو بين التركي والكردي..

لاحظ أن كل المحرضين على الطائفية الآن بين السنة والشيعة يحملون نفس الأخلاق التي حملتهم على التحريض بين العرب والفرس..

هذا يعني أن الفكرة ليست مذهب أو دين ..ولكن الفكرة هي (نزعة عدوانية) ، ينتظرون معها أي خطأ أو هفوة يجري تضخيمها على الفور وإضافة المعاني والألفاظ الكاذبة لتخرج بنفس الصورة العدوانية المخفية..

لذلك قيل للمحرضين على الكراهية: أنت لا تكرهني..أنت تكره (الصورة) التي كونتها عني..هذه الصورة ليست لي ..إنما هي لك..

بمعنى آخر: بُص في المراية .. الشخص الذي تراه ..هو المنظار الذي ترى به الناس، لو صلح هذا المنظار ستصلح صور الناس ولو فسد ستفسد جميع الصور..

بالمناسبة: أثناء الحروب الصليبية توحد مسيحيو أوروبا ضد العرب والعكس صحيح، قبل ذلك كان الطرفان في حروب أهلية دينية وسياسية، وظهر ذلك في خلافاتهم والاغتيالات والانسحابات التي حدثت..

هذا يعني أن التحريض الطائفي (الصليبي) كان طارئ على نوع آخر من التحريض..الفارق أن الناس يهتمون الآن بالحروب الصليبية قبل ذلك كانوا يهتمون بحروب أخرى وبعد الحملات الصليبية عادوا ليهتموا بحروب مختلفة..

ولو طبقنا هذه النظرية على العرب سنرى أن الصراع الحالي (سني شيعي) تحت عناوين الصحابة والعروبة وآل البيت..قبل ذلك كان الصراع (إخواني سلفي أزهري) تحت عناوين التشدد والاعتدال..قبل ذلك كان الصراع (يساري ليبرالي) تحت عناوين الشيوعية والرأسمالية..قبل ذلك كان الصراع (صوفي علماني) تحت عناوين الإسلام والحداثة والتغريب..

أما الآن وبعد نهاية الصراع السني الشيعي سيظهر نوع آخر يهتم به الناس، وبعد أن فقدوا اهتمامهم بصراع الديوك بين أنصار علي وأنصار معاوية سيهتموا بصراع آخر بين أنصار (الأشعري وابن حنبل) مثلاً.. أو بين أنصار (الثورة والدولة) أو بين (الملحدين والمؤمنين)..

الصراعات كثيرة وهي جاهزة للاشتعال ما دام العربي يعجز عن فهم صراعاته ويظنها معركة (حياة أو موت) في إطار الدين.. وليست معركة (حق وواجب) في إطار المصالح ...
 

 
اجمالي القراءات 8828

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2012-09-25
مقالات منشورة : 788
اجمالي القراءات : 7,595,603
تعليقات له : 102
تعليقات عليه : 411
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt