جماعات الفـُـتـوة في الأناضول في العصرين السلجوقي والعثماني في المصادر الفارسية :
مصادر البحث فى موضوع ( الفتوة )

د. محمد علاء الدين منصور Ýí 2015-08-05


مقدمة : 2 ،  مصادر البحث فى موضوع ( الفتوة )  :

أشار الصوفية إلى الفتوة كجزء من التصوف أو أفردوا لها بابا أو ألفوا لها كتبا مستقلة ، فمن أول من أشار إليها من مصنفي التصوف أبو طالب المكي (ت 386 هـ) في كتابه قوت القلوب وفرق بينها وبين الزهد مع اشتراك المذهبين في صفتى الكرم ) [1]. ثم ألف لها السلمي صاحب الطبقات كتابا اسمه ( الفتوة) وأشار إليها في تعريفات الصوفية في طبقاته. وجاراه القشيري (ت 465 هـ) فألف رسالته وأفرد للفتوة الصوفية بابا ) [2]. وأقتفى أثرهما عبد الله الأنصاري (ت 481) فأخرج كتابا في الفتوة الصوفية أسماه (رسالة الفتوة) بالفارسية وفسر آياتها تفسيرا صوفيا خالصا )[3]. وأشار الهجويري (ت 475هـ) في كتابه كشف المحجوب إلى فتوة الملامتية والصوفية من تعاريف القيم لها وهو بالفارسية أيضا ) [4]. ثم جاء محيي الدين بن عربي (ت 638هـ) فاختص الفتوة الصوفية في كتابه (الفتوحات المكية) بثلاثة أبواب هي الباب الثاني والأربعون في معرفة الفتوة والفتيان ومنازلهم وأسرار أقطابهم ، والباب السادس والأربعون ومائة في معرفة مقام الفتوة وأسراره ، والباب تاليه في معرفة مقام ترك الفتوة وأسراره.

وقد أفرد المعالي قابوس بن وشمكَير (ت في حدود 492هـ) الفصل الأخير من كتابه (قابوسنامه) لفتوة أرباب الحرف ، وقسم المجتمع في عهده إلى طبقات وذكر فتوة كل منها كفتوة التجار والفقهاء والصوفية والعيارين الجنود والعلماء فضلا عن فتوة الحرفيين ووضع شورطا لكل فتوة ) [5].

أما الكتب التي ألفت للفتوة كعلم قائم بذاته وانصبت عليها وألفها الفتيان أو المتصلون بهم وعنونوها عادة بـ (كتاب الفتوة) أو ( رسالة الفتوة ) أو ما شابه ذلك عربية كانت أم فارسية أم تركية فهى المصادر التي اعتمد عليها البحث في عرض فتوة الأناضول في العصريين السلجوقي والعثماني في القسم الثاني والأخير من البحث، وهى كالتالي:

(1)           تحفة الوصايا للنقاش :

المصدر الأول لفتوة الأناضول هو (تحفة الوصايا) باللغة العربية وهو في الأصل اختصار لكتاب أبي الحسن على نجل الخليفة الناصر العباسي المسمى (بعمدة الوسيلة) ، وقد أوجز أحمد بن إلياس النقاش الخوتبرتي (نسبة إلى خوتبرت من أعمال ديار بكر في عهده وهي اليوم في تركيا ) وأهداه ــ أي المختصر ــ وهو احد أرباب الحرف كما يدل على ذلك اسمه ــ إلى المؤلف الذي مات في حياة أبيه الخليفة عام( 612 هـ). وقد قسم المؤلف كتابه خمسة فصول جعل أولها في ذكر علامات الفتيان استلالا بصفات الأنبياء الذين وصفهم القرآن بالفتوة ، وثانيهما في شرح شجرة الفوز أو الفتوة وصورتها وقد أقامها على الصدق والأمانة والتقى وأداء الصلاة وترك الزنا وهي عروق الشجرة ولباس الفتوة ، ثم جعل جذعها الإيمان وطهارة الجوارح والروح والعقل والنفس والقلب. أما عروقها الخمسة فهي أقسام الإسلام الخمسة واوراقها حسن الظن بالله تعالى والخوف منه والرجاء فيه والحياء وترك الدنيا ومخالفة هوى النفس وجهادها. اما ثمارها فالكرم والمروءة ، وغرَسها في تربة العلم. والفصل الثالث في ذكر شروط الفتوة والتي هي من الفتوة بمنزلة الأوراق من شجرتها والفصل الرابع في آداب نقيب الفتوة والفصل الأخير في ذكر نسبة الفتوة من آدم إلى المؤلف ابن الخليفة والنقاش المختصر.

(2)           كتاب الفتوة لابن المعمار (ت 642هـ) :

ألف الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي المكارم المعروف بابن المعمار البغدادي الحنبلي كتابه هذا بالعربية للخليفة الناصر العباسي محبة منه وتشرفا بخدمته على وجه لم يسبق بمثال تأليفه فيقال إنه نسج على منواله ، وذلك بعد أن رأى صدود الناس عن العلوم الشرعية وتلهفها إلى ذكر الفتوة . وذكر أنه ألف قبل ذلك في الفقه لكنه لم يذكر في طبقات الحنابلة وإن كانت الصيغة الفقهية واضحة تماما في عرضه شروط الفتوة وما تصح به أو تبطل وفي مصطلحاتها ، وجعل كتابه على عشرة فصول ذكرها ما اودعه الله حفظا وأسند ما طنه من أحكام الفتيان إلى أصول الشريعة والدين وأولها في إطلاق اسم الفتوة لغة وشرعا وما ورد فيها من الآيات والأخبار والآثار. وثاني فصوله في حقيقة الفتوة وينبوع أصلها ومنشئها ومحلها من الشريعة والفرق بين الفتوة وما تشبه بها من المروءة والأخوة وليس الخرقة وشد الثقاب . وثالثها في صفة الفتوة وما للفتى من الرسوم والشروح والنعوت وتلك زهاء من ثلاثين مقالة . ورابعها في شرائط الفتوة وما يعتبر فيها من القيود المصححة والمكملة ، وخامسها فيمن تصح فتوته ومن لا تصح فتوته وفيما يبطل الفتوة من العيوب وينقصها ، وسادسها في الألفاظ المصطلح على استعمالها بين الفتيان وتلك نيف وعشرون لفظا ، وسابعها في كيفية التفتي وصفة الطلبة والاجتماع والدعوة والخطبة والشد والتكميل والشرب . وثامنها في معاني حكمة الشد والسراويل والمياه والملح . وتاسعها في الخصال التي يندب الفتى إلى فعلها والتي يؤمر باجتنابها وهي مائتا خصلة. وآخرها في حكايات الفتيان المتقدمين وما كانوا عليه من الكرم والمروءة ومقالات الجهال من المتأخرين مما ابتدعوه في الفتوة من قتل الفتى إذا ذكرت بفاحش دون بينة وتباهيهم بقتل غلمان الشرطة وتعاضدهم على مقاصدهم المذمومة . والكتاب محقق ومقدم له من الدكتور مصطفى جواد وتقي الدين الهلالي وغيرها منشور ببغداد 1958م.

(3 ، 4 ) رسالة الفتوة وكتاب في الفتوة للسهروردي (539 ــ 632 هـ) :

شهاب الدين أبو حفص عمر السهروردي صاحب التأليف الصوفية والفتوية ومبعوث الناصر العباسي بالفتوة إلى الأناضول وأحد المقربين في بلاطه )[6] وأشهر كتبه في التصوف (فوارف المعارف) وفي الفتوة ( رسالة الفتوة) و ( كتاب في الفتوة) وهو أول من أطلق لفظ (أخي) يريد به الفتى و (تربية) يريد به طالب الفتوة و(صاحب) يريد به الشيخ الذي يصاحبه الفتيان. وقد ذكر في رسالته الأولى أن آدم علم أبناءه حرفا وعمل شيث في النسج والزرع ، وعرض للتصوف وتعريفاته والفرق بين علم الشرعية وعلم الحقيقة وأن الفتوة من الطريقة ولم يفصل بينهما إلا في عهد إبراهيم عليه السلام أول الفتيان لاصطفائه بالخلة. وعدد أركان الفتوة الظاهرة والباطلة وشيوخ الطريقة والفتوة ، وفي مقدمة الكتاب الثاني أوضح أن الفتوة والفتوى متساويان لفظا ومعنى وأن الفتوة تجيز أمورا لا تجيزها الشريعة وأنها الهادي إلى الشريعة والحقيقة والطريقة والمعرفة. وعدد واجبات الفتوة وهي خمسة وعشرون. وفي الباب الأول ذكر حقوق الصاحب على التربية وواجباته نحوه ، وفي الثاني أورد حقوق التربية على صاحبه وفي الثالث شرح آداب الفتى في الجلوس والقيام والحديث والأكل والشرب ثم الغسل ثم الصفات الواجب الاتصاف بها وآداب الجلوس على المائدة وصفات الصاحب الواجبة الاتباع وآداب اللباس في الرابع ، وفي الخامس والأخير أورد ضيافة الفتى لإخوانه.   وقد ألف السهروردي كتابيه بالفارسية.

(5) " فتوتنامه" لفريد الدين العطار (ت 627هـ) :ــ

مارس العطار العطارة عمل أبيه زمنا ثم اعتزل وتصوف وانشغل بالسفر للأخذ عن مشايخ التصوف وبالتأليف فيه وأشهر مؤلفاته ترجمته للصوفية المعروفة بتذكرة الأولياء ومنطق الطير وبعض الكتب التي تنتهي بلفظة (نامه) أي كتاب مثل أسرار نامه وإلهي ناه ووصيت نامه ومختار نامه وبلبلنامه و..... فتوتنامه وأغلبها بالشعر. وكتابه فتوتنامه الشعري الفارسي مثنوي مخطوط ضمن مجموعة برقم (831 فا) بمكتبة جامعة القاهرة تبدأ بتحفة العشاق ثم عشقنامه وفتوتنامه ثم تنتهي بتجويد نامه ولغة صحاح ويظن انها جميعا من مؤلفات العطار. وتحتل فتوتنامه ورقات 38 أ ــ 40 أ من بينها وهي تتضمن اثنين وثمانين بيتا عن الصفات التي ينبغي أن يتصف بها الأخي وقد وأحصاها اثتنين وسبعين صفة اولها المروءة وعقدها وأهمها السخاء ، وأشار في أحد أبياتها إلى الشد وختم بنصيحته الفتى علم هذه الصفات والعمل بها.

(6) " فتوتنامه " لمؤلف مجهول :

تضمن هذا الكتاب خطبة شملت حكمة اختيار الماء والملح في شرب أهل الفتوة ثم شرحا لكيفية الشرب والشد ولبس السروال في تفتي (التربية) ، و (تربية) ولم ترددها الكتب المؤلفة في إيران ــ وبعد هذا العصر ــ كثيرا مثل كتاب الكاشفي ، كما انه مبرأ من النزعة الصوفية المغالية والشيعية الجامعة كما أنه ظاهر الإفادة من ابن المعمار في خطبته وشرحه تقاليد الشرب ، ومن النقاش في التكميل بلبس السروال ، ويخيل لقارئه أنه يترجم عن نص عربي امامه.

(7) كتابه الفتوة لنجم الدين زركوب (ت 712 هـ) :

ولد أبو بكر بن مودود التبريزي المعروف بنجم الدين زركوب في تبريز حوالي (630هـ) وحاز علوم التصوف وقصده الطلاب في جميع آذربيجان ولم يذكر له غير كتابه هذا ومات (15 رجب 712هـ). وذكر زركوب في خلال كتاب الفتوة أنه أخذ الفتوة عن شيخه عماد الملة والدين الأرموي (نسبة إلى بحيرة أرمية وقد كانت تبع تركيا في أغلب الوقت ضمن إقليم آذربيجان ثم صار الإقليم أخيرا جزءا من إيران ، وسميت بحيرة أرمية برضائية) وشجرته تنتسب إلى السهروردي والخليفة الناصر . وكتابه هذا تلخيص لكتاب آخر له هو (صحبت نامه ) أول كتاب ألف ــ بقوله ــ  في شد جماعات الفتوة الثلاث الشربية والقولية والسيفية . والكتاب واضح تأثره بالسهروردي ويبدأه بتعريف الفتوة عن مفاهيم كملة (رجال) في القرآن الكريم ، ثم ثفر د الفصل الأول لشروط الصاحب وآخر لجماعات الفتوة الثلاث السابقة وكيفية تفتي كل فتى منها ، وآخر لأنواع المشيخة في الفتوة ، وآخر للأقاويل في المروءة وخامسا لآداب الطعام وسادسا لآداب الوضوء.

(8) فتوتنامه للناصري التوقاتي (مؤلف عام 689 هـ) :

توقات مدينة بالأناضول في الجزء الشمالي من قبادوقيا إلى الجنوب من المجرى الأوسط لنهر توزنلي الذي عرفه القدماء باسم (أريس) وقد نسب إليهما الناصري وألف فيها كتاب فتوته وكتاب إشراق وكلاهما مثنوي فارسي . وقدم الناصري كتاب الفتوة لأحد الأمراء واسمه ( أخي محمد ) بعد عامين من موت أرطغول أبي عثمان مؤسس الدولة العثمانية ، وقد خطه أحد الآخية في عهد مراد الثاني العثماني (عام 840 هـ) واسمه أخي على بن سيدي حسن البابرتي . وقد حوى المثنوى تعريفات الفتوة ومن وصف بها في القرآن الكريم ومن لا تحل لهم الفتوة وصفات الآخي وآداب (التربية) وفتوة آدم ونوح وداود وسليمان وما يزيل الفتوة عن الآخي وجماعتي الفتوة القولية والسيفية وكيفية تفتي الفتى فيهما ، وفوائد الصحبة ومجالسة الأخيار وشروط التكية عند الفتيان وآداب الطعام وكيفية إعداد المائدة وشروط لباس الفتيان وآداب التعامل مع الناس وكيفية الاجتماع والسماع والرقص الصوفي عند الفتيان.

(9) تحفة لإخوان في خصائص الفتيان لعبد الرزاق الكاشاني (ت 735هـ) :

جمع الكاشاني العلوم الظاهرية والباطنية وأوسع الأخيرة تأليفا وشرحا وأخرج أكثر من عشرين مصنفا في التصوف وشروح القرآن الكريم والحديث النبوي شرحا صوفيا وشروح منازل السائرين للأنصاري وفصوص الحكم لابن عربي وتأئية ابن الفارض . وقد اتجهت الفتوة إلى التصوف بأعظم مما سبق عصر الكاشاني بعد كارثة العالم الإسلامي بسيطرة المغول. وتحفة الإخوان كان بالعربية ثم ترجمه مؤلفه إلى الفارسية بزيادة أو نقصان ونشره وصححه عن مخطوط بجامعة طهران محمد الدامادي عام 1531 ش . جعل المؤلف مقدمة الكتاب في أربعة فصول ، الأول في حقيقة الفتوة والثاني في بيان منبعها ومظهرها وهو إبراهيم عليه السلام والثالث في مأخذها وقطبها وهو على بن أبي طالب والرابع في مباديء الفتوة ومبانيها وهي ثمانية الأول منها التوبة في الباب الأول والسخاء في الثاني والتواضع في الثالث والأمن في الرابع والصدق في الخامس والهداية في السادس والنصيحة في السابع والوفاء في الثامن . وفي الباب التاسع ذكر آفات الفتوة وقوادح المروة وفي العاشر في الفرق بين الفتى والمتفتي والمدعى والخاتمة في طريق اكتساب الفتوة وخصائص الفتيان وخدمة الضيفان في ثلاثة فصول.

 (10) رسالة فتوتيه للهمداني (ت 786هـ) :

لأمير سيد علي شهاب الدين بن محمد الهمداني مؤلفات مشهورة وشروح في التصوف كشرح أسماء الله الحسنى وفصوص الحكم والقصيدة الخمرية الفارضية وغيرها. ورسالته في الفتوة مخطوط ضمن مجموعة هي مرآة التائبين ورسالة واردات ورسالة في الطريق إلى الله برقم (70 تصوف فارسي طلعت) بدار الكتب المصرية ويظن أنها من تأليفه . يقدم الهمداني رسالته بتعريف لفظ (أخي) اللفظي والمعنوي وما يرتبط به من مراتب للفتيان وبتعاريف القوم للفتوة وكيف أنها جزء من التصوف وشروط الأخي وصفاته وأخيرا يذكر سلسلة نسبه إلى على رضي الله عنه في أسلوب صوفي خالص خلط بين النثر والشعر الفارسيين.

(11) رسالة في الفتوة للسمناني أو الآملي :

اختلف في نسبة الرسالة للسمناني أو الآملي لتعدد نسخها الفارسية بين إيران وتركيا فست منها في الأولى وسابعه في تركيا وأقدم نسخها مخطوط عام (809هـ). أما أبو المكارم ركن الدين أحمد بن محمد السمناني المولود (659هـ) في سمنان فقد عمل في ديوان الإيلخانيين ثم تفرغ لدرس العلوم الدينية والتأليف فيها والتصوف ونظم الشعر . أما عزالدين محمود بن محمود الآملي فهو فيلسوف وعالم إيراني معاصر للسمناني وأهم مؤلفاته (نفائس الفنون في عرايس العيون) التي استخرج منها الفن الخامس في الفتوة وأطلق عليه (رسالة فتوتيه) وتوفى السمناني عام 736هـ والآملي عام 753هـ . وأغلب الظن أن الرسالة للسمناني الذي مات قبل الآملي بسبعة عشر عاما أي سنة وفاة الكاشاني تقريبا والذي جرت بينه وبين السمناني مكاتبات نعي فيها الأخير على الأول إيمانه بوحدة الوجود لكنه استفاد مما كتبه في تحفة الإخوان في رسالة الفتوة ، ثم ألحق الناسخ الرسالة كفن من فنون التصوف بنفائس فنون الآملي وبدليل ذكر اسم السمناني في رسالته في كتاب (رسايل جوانمردان) بتقديم الصراف وإن أسقطت النون الثانية من اسمه . والرسالة نقل موجز عن ابن المعمار والكاشاني ، فقد حوت تعريف الثاني للفتوة وحقيقتها ومظهرها وقطبها ومبانيها الثمانية وكيفية التفتي وخصائص الفتيان ، كما تضمنت تعريفات القوم لها واصطلاحاتها النيف والعشرين عن ابن المعمار.

(12) فصل في الفتوة من كتاب زبدة الطريق للكركري (مؤلف 805هـ) :

هذا الفصل هو السادس من فصول كتاب زبدة الطريق إلى الله لدرويش على بن يوسف الكركري بالفارسية يعرف فيه المؤلف بالفتى والفتوة وينصحه بالتزام صفات خلقية دينية وصوفية ، وقد استفاد من السهروردي والكاشاني فمن الأول تعريفه للفتوة ومن الثاني خصال الفتى.

(13) فتوتنامه سلطاني للكاشفي (ت 910هـ) :

أكبر الكتب الفارسية حجما وأوسعها شمولا ، فقد قارب الأربعمائة صحيفة برغم سقوط الأبواب الأخيرة منه . ولد الحسين الواعظ الكاشفي في سبزوار من اعمال بيهق أوائل الأربعينات من القرن التاسع الهجري وارتضع التشيع من موطنه المشهور بالمغالاة فيه ، ثم قصد هراة عاصمة التيموريين واتصل بالجامي شيخ الطريقة النقشبندية السنية لكنه لم يُخْفِ ميله لمذهبه خاصة في مؤلفاته مثل (روضة الشهداء) الذي ألفه في مقاتل العلويين و( فتوتنامه سلطاني) نسبة إلى على بن موسى الرضا سلطان خراسان بقوله . وعمل واعظا وألف في علوم الدين والأخلاق والنجوم والتصوف وتصل مؤلفاته إلى الأربعين ) [7]. وقد جعل المؤلف مقدمة كتابه في شرف الفتوة وموضوعها ومعناها لغة واصطلاحا والباب الأول في مظهرها ومعنى الطريقة وما يتصل بها والتصوف وآدابه وأركانه والفقر وآدابه وأركانه . والباب الثاني في بيان المشيخة والمريدية وشروطها وكيفية أخذ الشيخ مريديه . والباب الثالث في النقيب وشيخ العهد وأستاذ الشد وشرائطه ومعناه وأقسامه وسنده والحلوى التي توزع في حفله وكيفيته لكي يبين مراحل تفتي طالب الفتوة. والباب الرابع في بيان لبس الخرقة وشروطه وألوانها وانواعها وما يلبس على الرأس وألوانه وغيرهما . والخامس في آداب أهل الطريق والفتوة في النفس والتعامل مع كل طائفة . والسادس في أرباب الحرف من المدّاحين والسقّائين والفراشين والمصارعين والحمالين واللاعبين على الحبال والحواة وغيرهم . والسابع الأخير مما وصل في أرباب الحرف ممن يقتضى علمهم إمساك آلة كالمحاربين والخياطين والبنائين والجزارين وغيرهم.

(14) فتوتنامه جيت سازان للمشهدي :

يعتقد أن هذه الرسالة ألفها محمد المشهدي في القرن العاشر الهجري وتتناول فتوة الصباغين وصُنّاع القماش الملون ، فذكر شيوخ الصناعين وآدابها وآلاتها وخلع عليها روحا صوفية .

(15) فتوتنامه لأركان المشايخ وأصحاب الشد للغيبي (مؤلف 876هـ) :

هذا الكتاب بالتزكية اعتمد عليه كلبنرلي في تقدمته لرسائل الفتوة في مجلة كلية الاقتصاد وخاصة في مراحل التفتي من توبة وعهد وبيعة وشد وما يتصل بأرباب الحرف من أمر ، كما عرض أيضا لنقاط كثيرة من كتاب (فتوتنامه) ليحيي ابن الخليل البرغازي المؤلف في منتصف القرن الثامن الهجري والذي اعتمد كثيرا على النقاش حتى أن مقدمتي الكتابين واحدة. ونقل عن البرغازي السيد الفيبي بن شيخ حسن في كتابه في الفتوة.

(16) بسط مدد التوفيق أو التحقيق والتدقيق أو كتاب الفتوة عن الرضوى :

لاحظ  "ثورننج" الذي ترجم الكتاب للألمانية وأخرجه عام (1913م) "وتاشنر" أن بعض الكتب العربية في الفتوة في العصور المتأخرة اقتباسات مترجمة عن كتاب (مفتاح الدقائق في بيان الفتوة والحقائق) بالتركية لسيد محمد بن سيد علاء الدين الرضوي(مؤلف 931هـ) وهدد ثورننج في دراسته لأرباب الحرف العرب منها ثمانية )[8]. وقد صادفت منها ثلاث نسخ أولها بعنوان (بسط مدد التوفيق فيما يتعلق بأحكام الطريق) طبعة على الحجر بمصر (1310هـ) الذي درسه ثورننج وثانيهما مخطوط بالمكتبة الأزهرية برقم (السقا 28651) ضمن مجموعة باسم (التحقيق والتدقيق في أصول العهد والشد والمواثيق) وثالثهما (كتاب الفتوة) مخطوط رقم (128 تصوف) بدار الكتب . وذكر جواد في مقدمته لابن المعمار نسختين أيضا إحداهما في مكتبة دار الكتب الوطنية بباريس وتاريخ كتابتها عام (1145هـ). وقد ظن الناقلون عن الرضوى أنه على بن موسى الرضا أو غيره من أبناء على إلا في بسط مدد التوفيق الذي نسب لأحد مشايخ الرفاعية . وقد اختلف النسخ الثلاث بين العربية الفصحى والعامية بترتيبها وفي المقدمة والنهاية والأبواب مما يوحي أن أرباب الحرف العوام تناولوا ترجمة الرضوى الأصلية أو الترجمات بالتحريف فغيروا من المضمون وأحالوا الفصحى عامية خاصة في (كتاب الفتوة) وإن بقى عن الأصل التركي كلمات مثل (يول) و (بيو) و ( بيشرويش) و ( بابوش) و(كارخانه) وبعض الفصحى عن الترجمة في المقدمة والخاتمة . والكتاب الأصلي ناقل عن الكاشفي والناصري مفرط في تشيعه كالغيبي ذلك لأنه ألف بعد قيام الدولة الصفوية ونزاعها مع العثمانيين كدعاية للتشيع .... وقد ورد ما كتبه النقاش والكاشاني وزركرب والمجهول والسمناني والناصري في مقال (كلبنرلي) في مجلة كلية الاقتصاد (مراسم الفتوة ومصادرها في بلاد الاسلام والترك) مصورا بالزنكوغراف )[9] ، كما أورد مهدى الصراف ما كتبه السهروردي والسمناني (أو الآملي عنده) والكركري والمشهدي وزركرب والكاشاني بمقدمة فارسية له وفرنسية لكربان )[10] وقد أضفت إلى ذلك ما وجدته وهي فتوتنامه للعطار وفتوتنامه سلطاني ورسالة فتوتيه وتحفة الإخوان تحقيق الدامادي ثم بسط مدد التوفيق والتحقيق والتدقيق وكتاب الفتوة الكتب المترجمة عن الرضوى فضلا عن ابن المعمار. وقد أوردت برجمة فتوتنامه للعطار في ملحق بعد الخاتمة . ولم أشر إلى المصادر التي اوردها كلبنرلي والصراف في الحواشي بأسمائها وإنما بكتابيهما (مجلة كلية الاقتصاد) و ( رسائل الفتيان).



[1]
ــ قوت القلوب (مصر 1351هـ) 4 / 172 ..

[2]ــ الرسالة القشيرية (مصر 1304هـ ) 134 ــ 7 .

[3]ــ انظر مقدمة عبد الباقي كَلبنرلى لرسائل الفتوة بشأن كتابي السلمى والأنصاري :

Iktiset Facultesi M ecmuasi, No., 1-4 Ekim 1949-1950,114.

[4]ــ انظر اشاراته إلى هذه التعريفات في أوراق (43 أ ــ ب ، 45 ب ، المخطوط رقم (144 فا) بمكتبة جامعة القاهرة )..

[5]ــ مقدمة فتوتنامه سلطانى للكاشفي التي كتبها محمد جعفر محجوب (تهران 1350 ش) من صفحة شانزده إلى هيجده ، مقدمة (رسايل جوانمردان) التي كتبها مرتضى صراف (تهران 1973) 7 ــ 8 ، وكتاب د . امين عبد الحميد بدوى (بحث د ربارة قابوسنامه) تهران 1956 ص 120ــ 22 ، 135 ، 148 ، 157 ..

[6]ــ انظر ترجمته في مقدمة الدكتورين عبد الحليم محمود و محمود بن الشريف لعوراف المعارف جـ 1 (7 ــ 12 ) ..

[7]ــ انظر للباحث رسالته في الماجستير بمكتبة جامعة القاهرة في " الكاشفي وكتابه أخلاق محسين" ..

[8]ــ Studion zur Bast Madad ettaufiq. Thorning,(kiel,1913)  41- 54 , The Encyc . 2 / 968 .

[9]ــ Iktisat Facultesi Mecmuai 121-203.

[10]ــ رسايل جوانمردان 58 58 ـ 239 ..

اجمالي القراءات 7361

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2015-03-29
مقالات منشورة : 0
اجمالي القراءات : 0
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 8
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt

احدث مقالات د. محمد علاء الدين منصور
more