د. محمد علاء الدين منصور Ýí 2015-05-31
نشر تراث المفكر الراحل د محمد علاء الدين منصور
استاذ والرئيس السابق لقسم اللغات الشرقية بجامعة القاهرة
جذور حركات التطرف الدينية السياسية في إيران :
تابع : مراحل الجذور التاريخية
5ــ إيران المستقلة المغالية :ــ
تلا ذاك دور استقلت فيه إيران عن العالم الإسلامي وانسلخت عنه مذهبياً بوجه حاسم ، وتَبنَّت آراء متطرفة معادية لما حولها من الشعوب السنية في الشرق والغرب ، واعتنقت مذهبا سياسياً يقوم على مخاصمة العرب وكرههم ، وذلك بتمكن الصفويين من حكمها (905 ــ 1148هــ) إذ تقرب الصفويون ــ كما يذكر أحد المؤرخين الإيرانيين المحدثين ــ الى المسيحين الأوروبيين وكانوا يستقبلون سفراءهم ويبعثون إليهم بمبعوثهم فى وقت الصراع بين العثمانيين والأوربيين (22)..
وقد بدأ الشاه إسماعيل الصفوي (905 ــ 930 هــ) حكمه بإعلان التشيع مذهبا دينيا للبلاد ، وراح يحمل الناس قسرا على الدخول في هذا المذهب ، وكان لا يتردد في إفناء مدن بأسرها والقضاء على علمائها وأعلامها إذا رفضوا الاستجابة لدعوته . ثم دخل في حروب متواصلة مع الأتراك السنة على حدوده الشرقية والغربية ، فقد نابذ العثمانيين بالخصومة والقتال وهم يحاولون بسيوفهم نشر الإسلام في أوروبا ، كما قاتل الأرزيك عند الحدود الشمالية الشرقية لإيران وكانوا يحكمون بلاد ما وراء النهر وبلغ نفوذهم مناطق كثيرة في روسيا ، وفي عهد أسلافهم كان الروس يدفعون لهم جزية سنوية كما كان دوق (موسكو) لا يعين إلا بموافقتهم ..(24)..
والحق أن انسلاخ إيران عن الجسد الإسلامي رسمياً وشعبيا لم يتأت دفعة واحدة ومهدت له حوادث وظروف أصابت من السنة والمذهب السني المقتل . وكان للعناصر الشيعية الإيرانية دور لا ينكر في إذكائها ، ومن أبرزها الغزو المغولي لبغداد حاضرة العالم الإسلامي وتحطيمها وانتهاء دورها التاريخي والديني الطويل .. وغدت إيران مركزاً لتوجيه الضربات إلى الشام ومصر ، بعد العراق ، فاستولى الإيلخانات ــ اعقاب هولاكو الحاكمون لإيران ــ على الشام وجالدوا المماليك وهزموهم أحياناً ، ولما ظهر تيمور لنك (771 ــ 807 هــ) تابع سياسة العداء للغرب الإسلامي وكانت مصر على وشك الاكتواء بناره بعد تحطيمه حلب ودمشق ، وعصفه بالأناضول وأسره بايزيد العثماني ، لولا اضطراره إلى العودة الى سمرقند 807هـ) .
اشتهر التشيع الصفوي بالتعصب الشديد ضد أهل السنة ، وتحول إلى احتفالات شيعية بشخصيات الإئمة ، ولم يحرص الصفويون إلا على الظهور بمظهر حماة التشيع أمام العثمانيين السنة ، وإشاعة البكاء وقراءة الروضة والخروج في مواكب التعزية في ذكرى كربلاء ليضرب الناس انفسهم بالخناجر ..(26)..
إن الشيعة منذ أن قُـتل الحسين في كربلاء (61هـ) يحتفلون كل عاشوراء بمصرعه فيبكونه ويذكرونه ، ولا خطورة من هذا ، لكن هذا الاحتفال وما يقرأ فيه من الروضة التي تحكى مقاتل الطالبيين ومصائب الأنبياء قد دخلها عناصر شعبية وغير إسلامية وتلفيقات وتحميلات على أهل السنة جميعاً فتضرم نار حقد الإيراني الجاهل والعالم على كل سني ، وما من خطبة أو حديث ديني إلا دار حول قتل يزيد ( إمام السنة ) للحسين ( إمام الشيعة ) والدعوة الدائمة للانتقام من اعدائه السنة جميعاً ، وأصبح المذهب فعلاً مفهوماً لدى الإيراني منحصراً في شريعته وعقيدته على أمرين :ــ موالاة الإمام ومعاداة اعدائه وهم السنة قتلة الحسين وكثرة من أعقابهما .. فعلى سبيل المثال تجعل هذه الروضة حاكماً سفاكاً كتيمور يقسم على صب انتقامه على الشوام في عهده لأن أجدادهم هم قتلة الحسين ، وحين يرى المشاهد المسرحية التي تمثل هذا الفصل تزداد حماسته للانتقام وكرهه لأعداء الحسين (27) ، وهذا هو عين الخطورة ..
ولأن الدولة الصفوية كانت تعتنق مذهب (القز لباش) وهو أحد المذاهب الشيعية الباطنية المنحرفة ، وكان هؤلاء القز لباش هم الذين وقفوا في وجه حركة الشاه إسماعيل الثاني الإصلاحية التي كانت تمنع من لعن الصحابة والخلفاء وأم المؤمنين عائشة على المنابر تخفيفا من غلوائها ، فلقد أفرزت هذه الحركة المغالية عدداً آخر من الحركات التي لا تقل عنها تطرفاً بل تزيد . ومنها الحركة النقطوية الشيعية المتطرفة في القرن السابع عشر ، وقبلها حركتا (النور بخشية ) في الخامس عشر و(الحروفية ) في السادس عشر و( البابية) في التاسع عشر .. وكانتا الحركة البابية هي آخر الحركات المذهبية في تاريخ إيران ، فقد ادعى (على محمد الشيرازي) الملقب بالباب أنه الباب الذي يعرف منه المؤمنون الإمام الغائب ، ثم ادعى أنه هم الإمام الغائب ، وكان أن سجن وازدادت الحركة بسجنه انتشاراً ، كما أدت إلى مواجهات بين السلطة وأتباعه .. أعدم سيد محمد على (1846 م) لكن تعاليمه بقيت في فرقتين : الأزلية نسبة إلى صبح الأزل ، والبهائية ( التي احتضن اليهود تعليمها وكان نفوذها في الدولة ذا أثر عظيم في الأحداث الأخيرة) نسبة إلى ميرزا حسن على بهاء الله (28)..
دعوة للتبرع
مجذوب..يا ولدى .!!: نا متسطر عليا من الصوف ية و محتاج علاج للمس...
حديث القرآن فقط: هذه الآية الشري فة جيئت بمرتي ن في القرآ ن ...
عن الوحى الالهى: الدكت ور احمد صبحي منصور اكرمة اللة اشكر لكم...
الذنوب والدعاء : هل تحجب الذنو ب او التقص ير في العبا دة عن...
more
السلام عليكم ، جذور التطرف ليست قسرا على الدين السني فقط ، بل يشترك فيه الشيعة ، وكل مذهب أو فرقة أو طائفة تجبر وتكره من حولها في اعتقاد فكر أو عقيدة تعتقدها ...كما حدث مع الشاه إسماعيل الصفوي (905 ــ 930 هــ) حكمه بإعلان التشيع مذهبا دينيا للبلاد ، وراح يحمل الناس قسرا على الدخول في هذا المذهب ، وكان لا يتردد في إفناء مدن بأسرها والقضاء على علمائها وأعلامها إذا رفضوا الاستجابة لدعوته . ثم دخل في حروب متواصلة مع الأتراك السنة على حدوده الشرقية والغربية ، فقد ...
دمتم بخير وشكرا