المانوية والمزدكية والزردشتية المجوسية:
لمحة عن تاريخ ايران القديم : الدين في ايران القديمة

د. محمد علاء الدين منصور Ýí 2015-04-27


 

نشر تراث المفكر الراحل د محمد علاء الدين منصور

استاذ والرئيس السابق لقسم اللغات الشرقية بجامعة القاهرة

 

لمحة عن  تاريخ ايران القديم : الدين في ايران القديمة

1-        ماني و مذهبه

المزيد مثل هذا المقال :

كان ماني ايرانيا من اسرة عريقة ،وكانت امه من العائلة المالكة الاشكالية وكانت لا تزال تحكم ايران حين ولد ماني ،وقد هاجر ابوه (فاتك) من بلده همدان الي بابل حيث اقام في قرية في وسط ميسين ،وهناك كان يحضر مجالس (المغتسلة ) وهي احدي الفرق التي  وجدت في الاقاليم الواقعة بين دجلة والفرات .وفي هذه القرية ولد ماني .وكان مولده سنة 215 او 216 .وقد نشأ الطفل  الصغير علي مذهب المغتسلة .ولكنه تعمق بعد ذلك في دراسته لاديان زمانه الزردشتية والمسيحية فترك مذهب المغتسله .وزعم أنه كان يري الوحي عدة مرات في صورة ملاك اسمه (القرين) فكان يكشف له عن الحقائق الالهية .ثم بدأ يعلن دعوته .

وزعم ماني انه (البارقليط ) الذي بشر به عيسي عليه السلام ، وقال ان الاعمال والحكمة هي التي لم يزل رسل الله تأتي بها في زمن دون زمن، فكان مجيئهم في بعض الاحيان علي يدي الرسول ،الذي هو (البده ) الي بلاد الهند، وفي بعضها علي يدي زردشت الي ارض فارس ،وفي بعضها علي يد (عيسي ) الي ارض المغرب ،ثم نزل هذا الوحي وجاءت هذه النبوة في هذا القرن الاخير علي يدي انا (ماني ) رسول اله الحق الي ارض بابل ).

وقال ماني في اغنية بهلوية سائدة في شمال ايران (اني جئت من بلاد بابل لابلغ دعوتي للناس كافة ).وماني كبهاء الله في القرن التاسع عشر ،ادعي انه جاء لتكميل كلام الله وانه خاتم الانبياء .ويري ماني انه كان في مبدأ العالم كونان احدهما نور والاخر ظلمة .وان الاول هو (العظيم الاول ) ويشار اليه احيانا باسم (زوران ) ،وهو يتجلي في خمسة اشياء هي بمنزلة الوسائط بين الخالق والخلق وبمثابة العناصر الخمسة :الحلم والعلم والعقل والغيب والفطنة ،وهي عناصر خيرية :اما العناصر الشريرة فقد كونت العوالم الخمسة لاله الظلمات وهي :الضباب والحريق والسموم والدخان والظلمة .

وقد اتفق ماني مع زردشت في ان عالمي الظلام والنور لا ينتهيان من جوانب ثلاثة وانهما يلتقيان في الجانب الرابع .

ولكن اله الظلام هاجم النور بكل شده حين رآه ،فنظم (العظيم الاول ) اذا دفاعه عن مملكته وذلك بخلقه اول المخلوقات ،فدعا (ام لحياة )ودعت هي بعد ذلك (الرجل القديم ) الذي يشار اليه احيانا باسم (اوهرمزد) .والعظيم الاول وام الاحياء والرجل القديم يكونون التثليث الاول (الاب والام والولد ).وبعد هذا ولد الرجل القديم خمسة ابناء هم :النسيم والريح والنور والماء والنار .وحينما احاط الرجل القديم نفسه بالعناصر الخمسة كانت له الجنة ،نزل ليقاتل اله الظلمات الذي تسلح بعناصره الخمسة .وقد وجد الرجل القديم ان اله الظلمات اشد منه قوة فتركة يزدرد عناصره المنيرة (كرجل له عدو فقدم له قطعة من الحلوي مغموسة في السم الزعاف ).

ويري ماني ان من اراد الدخول في مذهبه عليه ان يمتحن نفسه فان رآها تقدر علي قمع الشهوة والحرص وترك اكل اللحوم والخمر والتناكح والسحر والرياء وايذاء الماء والنار فليدخل في الدين ،وان لم يقدر لا  يدخله .والذين يتبعون قواعد الدين الحق بصدق هم الصديقون والذين لا يلتزمون به تماما هم السماعون وتكاليفهم ايسر فلهم ان يمارسوا مهنهم حتي ولو اغضبت العناصر كالماء والنار والهواء ،ولهم ان يأكلوا اللحم ويتزوجوا، وعليهم الاستقامة وتوفير الغذاء للصديقين وان يطبخوا لهم الخضر التي يتغذون بها ويقدموها لهم راكعين .

والصديقون امام ذلك يكفرون عنهم بصلاتهم ما ارتكبوه من وزر في طبخ الطعام .وفرض علي السماعين الخواتيم السبعة وهي اربعة عقائدية وهي الايمان بالله ملك جنان النور والايمان بنوريه الشمس والقمر وبقوته وهي العناصر الخمسة :النسيم والريح  والنور والماء والنار ،وبحكمته المتجلية في المعلمين ابناء العلم والقسيسين ابناء العقل ،والصديقين ابناء الغيبة والسماعين ابناء الفطنة .وثلاثة خواتيم سلوكية خاتم الفم واليد والقلب أي كف هذه عن مآثمها .وعلي السماع ترك عبادة الاصنام والكذب والبخل والقتل والزنا والسرقة والسحر والشك في الدين والاسترخاء والتواني في العمل .وعلي المؤمنين عامة  اداء العشور والصيام والصلاة ،وهم يصومون سبعة ايام كل شهر ،يصلون اربعة ايام كل يوم متطهريين قبل الصلاة بالماء او يتيممون بالرمل ونحوه ويسجدون اثنتي عشرة مرة في كل صلاة .وكان  السماعون يعيدون يوم الاحد والصديقون يوم الاثنين ولا يعطي المانوي الخارج عن دينه الخبز والماء لأن في ذلك اعتداء علي ذرات النور فيها.

واخذ المانوية التناسخ عن الهنود .وهكذا فماني خلط في مذهبه بين عبادة العناصر وصراع النور والظلام عن الزردشتية ومبادئ المسيحية والبوذية التي تدعو الي الرهبنة وترك اكل اللحوم والرتب الدينية .

 

2-        مذهب مزدك

ظهر مزدك في عصر (قباد) بعد المجاعة التي حلت في ايامه .

دعا الي مذهب يقترب من مذهب ماني ،لأنه اعتقد ان النور منفصل تماما عن الظلمة ،والاول يعمل بحكمة والثاني يعمل بجهل ،واختلاطهما حدث بالمصادفة وانفصالهما ايضا بها ،وحرم ذبح البهائم واراقة الدماء ايضا .ويري ان العالم مركب من ثلاثة عناصر هي الماء والنار والتراب والخير والشر من تركيبهما ،فالاول من قسم طيب والشر من اخر سئ ،ويري ان عالم الارواح تشكل كالعالم الارضي ،فاله السماوات جلس علي العرش ويقف امامه اربع قوي هي الشعور والعقل والذاكرة والسرور. وهذه تدير العالم بمساعدة ستة وزراء يتحركون وسط اثني عشر روحانيا ومن يجمع في نفسه الشعور والعقل والذاكرة والسرور والوزراء الستة وصلاحيات الاثني عشر يصل الي درجة لا يحاسب فيها.ولازالة العداوة والحقد وكلاهما من الظلمة لابد من ادراك اصلهما وهو يتركز في المرأة والمال ،ولكي تزول تلك الشرور لابد ان يكون هذان الاصلان أي المرأة والمال ملكا مشاعا بين الناس جميعا .وعليه فان هذا اول المذهب دعوة للشيوعية في المال والجنس .وقد بقيت هذه الدعوة حتي اوائل القرن الرابع الهجري حين قضي علي اتباعها الخلفاء العباسيون في الظاهر ،ومذهب ماني ومزدك حركتان اصلاحيتان للزردشتية بعد ان افسد مبادئها الاصلية الخلقية ودعوتها الاساسية التي تقرتب من الاسلام مطامع رجال الدين في العصر الساساني .

 

3 ( الزردشتية أو المجوسية )

الرأي السائد ان زردشت دعا لدينه في النصف الثاني من القرن السابع قبل الميلاد .ويذهب المزديون اتباع زردشت الي ان الاوستا (الابستاق عند المؤرخين الذين كتبوا بالعربية كالطبري والمسعودي ) بأكملها هي من قول زردشت الذي ولد بمعجزة بواسطة شعاع من نور الهي دخل في صدر السيدة (دوغدو)-ام زردشت- (Dughdo)  من اسرة سبتاما (Spitama) ،ايام الملك كشتاسب ،وذلك بعد خلق الدنيا بستة الاف سنة .وقد نجح زردشت في ادخال ذلك الملك الي دينه .ثم انه قتل وهو يجادل التورانيين عن هذا الدين .

ويذكر الطبري ان زردشت ظهر ايام بشتاسب (كشتاسب ) وانه فيما زعم من علماء اهل الكتاب .من اهل فلسطين ،كان خادما لبعض تلامذة ارميا النبي خاصا به اثيرا عنده .فخانه فكذب عليه ،فدعا الله عليه فبرص فلحق ببلاد اذربيجان ،فشرع بها دين  المجوسية ،ثم خرج بها متوجها نحو كشتاسب ،وهو يبلخ ،فلما قدم عليه وشرح له دينه اعجبه فقسر الناس علي الدخول فيه ،وقتل في ذلك من رعيته مقتلة كبيرة ،ودانوا به .

ويذكر ابن الاثير رواية الطبري ويضيف اليها انه قيل انه زردشت ابن سقيمان (سبيتاما )من العجم وصنف كتابا وطاف به فما عرف احد معناه ،وزعم انه لغة سماوية وخوطب بها وسماه اشتا (اوستا ) فسار من اذريبجان الي فارس فلم يعرفوا ما فيه ولم يقبلوه ،فسار الي الهند وعرضه علي ملوكها ،ثم اتي الي الصين والترك فلم يقبله احد واخرجوه من بلادهم ،وقصد فرغانه فاراد ملكها قتله فهرب منها ،وقصد كشتاسب بن لهراسب فأمر بحبسه ،فحبس مدة ،وشرح زردشت كتابه وسماه زند بمعني التفسير .ثم شرح الزند بكتاب سماه بازند يعني تفسير التفسير ،وفيه علوم مختلفة كالرياضات واحكام النجوم والطب وغير ذلك من اخبار القرون الماضية وكتب الانبياء .

ثم يذكر ابن الاثير (ص 259 ) ان في كتاب زردشت (تمسكوا بما جئتكم به الي ان يجيئكم صاحب الجمل الاحمر )يعني محمدا (صلعم ) ويذهب الي ان هذه الكلمة كانت من جملة الاسباب الموجبة لغزو بلاد العرب ايام (شابور ذو الاكتاف ).

ويروي ابن خلدون ان علماء الفرس يرون ان زردشت من نسل منهوجر الملك ،وان نبيا من بني اسرائيل بعث الي كشتاسب وهو يبلخ ،فكان زردشت وجاماسب الحكيم وهو من نسل منوجهرايضا- يكتبان بالفارسية ما يقوله ذلك النبي بالعبرية ،وكان جاماسب يعرف اللسان العبري ويترجمه لزردشت .

واذا كان هذا رأي المؤرخين الذين كتبوا باللغة العربية فان الشهر ستاني صاحب الملل والنحل والاعراق تحدث بكثير من الاسهاب عن اديان الفرس قبل الاسلام وخص دين زردشت بمعلومات تعد اساسية في معرفة هذا الدين وخاصة في الفترة السابقة علي القرن التاسع عشر حين كانت الاوستا نفسها مجهولة تماما من المستشرقين .

اما المستشرقون فمنهم من نفي وجود نبي باسم زردشت ،ومنهم من قال بوجود عدة انبياء بهذا الاسم ،وقد بين ماريوس فونتان Marius Fontane  اراء من ذهبوا الي هذا الرأي الذي دفعهم اليه فيمايعتقد وجود بعض المصلحين او المؤولين بالاسم نفسه .وبحث هذا الرأي هويار   Huart   و ابل هويلاك abel hoveacque   .

والذين ذهبوا الي وجود زردشت اختلفوا  في تاريخ ظهوره فمنهم من يجعلونه في الالف السادسة او السابعة، ومنهم من يجعلونه في القرن الخامس او السادس قبل الميلاد .وقد حدد جاكسون وجود زردشت بين سنتي 660 و 853 قبل الميلاد وجعله داللا Dhalla حوالي سنة 1000 قبل الميلاد .

امر اردشير ،مؤسس الدولة الساسانية (226-241 م) بجمع ما تفرق من نصوص الاوستا .ثم امر تنسر بتصنيف هذه النصوص وفق النص الذي كان محفوظا في شيبكان .وبعد ان اتم تنسر هذا العمل استنسخ صورا من الاوستا وزعت علي بيوت النار الهامة .وتابع خلفاء اردشير هذا العمل  لاستكماله ،فضم شابور الاول (241-272 ) الاجزاء المتعلقة بالطب والنجوم وغيرها مما كان مبعثرا في بلاد عدة ويقال ان الاغريق نقلوها الي لغتهم بعد غزو الاسكندر لايران ،والذائع ان هذه الاجزاء العلمية كانت جزءا من الاوستا في العصر الاكميني .واخذت الاوستا الساسانية طابعها النهائي في عهد شابور الثاني (309-379 ) الذي جعلها كتابا مقدسا للدولة ،وشريعة رسمية لها .

والاوستا الساسانية اصغر بكثير من الاوستا الاكمينية ،فان كثير من نصوص هذه ضاع نتيجة الغزو الاغريقي كما ذكرنا من قبل ،وقد دام هذا الغزو قرابة خمسة قرون .ولكن الساسانيين علي ايه حال نجحوا في استعادة جانب كبير من كتابهم وان لم يوفقوا الي جمع النص كله .

وتشمل الاوستا الساسانية واحدا وعشرين نسكا (سفرا ) صنفت في ثلاثة مجموعات :

المجموعة الاولي تسمي ال كاتا (Gathas ) وتحوي اصول الاخلاق واركان الدين والصلوات ،وهذه المجموعة تمثل اقدم نصوص الاوستا ،ولها في الدين المزدي اهمية بالغة .

والمجموعة الثانية تحوي ال داتا (Data ) التي تتحدث عن الحياة الدنيا عند المؤمنين وتتناول القوانين المدينة والجنائية وتبين قواعد الطهارات .

والمجموعة الثالثة تضم الي هذا ماترا (Hadha Mathra) وتتناول تفاصيل القضايا الخاصة بالروح والجسد ،كما تتناول علم النجوم والطب والتاريخ والاساطير وغيرها .

وخلاصة دين زردشت في خلق العالم ،انه خلق من اصلين :النور الظلمة او الخير والشر .وان هذين الاصلين كانا في نزاع مستمر ،وتبادلا النصر والهزيمة ،وان العالم نتيجة ذلك ،انقسم الي معسكرين ،جيش النور او الخير ،وجيش الظلمة او الشر .قاد اله الخير اهورا مزدا جيش الخير (هرمز او مزدا ) وقاد جيش الشر اله الشر اهريمن (انكرامينو ).

ويعاون اله الخير الابديون المقدسون امش سبنتان الذين يجلسون امام عرشه وينفذون اوامره ،كل فيما يختص بحمايته من الكائنات وهؤلاء هم :

الفكر الطيب (وهو منه بهمن )الذي يحمي الحيوانات النافعة .

التقوي (اش وهيشت اردي بهيشت )الذي يحمي النار .

الحكومة الصالحة (شهريور)الذي يحمي المعادن .

الجهاد (اسفندرامذ) الذي يحمي الوطن ويصلح شأنه .

الصحة (خرداد) الذي يحمي المياة من التلوث .

الابدي (امراداد ) الذي يحمي الزرع .

ومن بعد المقدسين الابديين يأتي الالهة (ايزدها ) واشهرها ثلاثون يختص كل واحد منهم بيوم من ايام الشهر .

والالهة طبقتان :سماوية وارضية ،علي رأس آلهة السماء هرمز (اهورا مزدا ) وعلي رأس الهة الارض زردشت .

ويحمي كل اله شيئا من الموجودات او معني فيها ،فمنها حماة الشمس والقمر والنجوم والماء والتراب والنار والهواء ،ومنها حماة :الاستقامة والحق والصدق والنور والقدرة والنصر ورغد العيش والسلم .

ومن بعد الالهة تأتي الملائكة (فروشمان )وهي موكلة بحماية الانسان ،تصاحبه في حياته وتصعد مع روحه الي السماء عند موته .

ويعاون اهريمن (اله الشر )الشياطين ومنهم ستة يجلسون امام مقعده وينفذون اوامره ،ومهمتهم ان يوقفوا تقدم الخير ،وهم الاثام مجسمة .

وقد خلق اهريمن الظلمة والشر والكذب والطاغوت والتعاظم .خلق هرمز الحياة فخلق اهريمن الموت .

وقد امتلأت جهنم بالشياطين واصناف التنين والوحوش .وكما يحمي المقدسون الابديون الكائنات النافعة تحمي الشياطين والارواح الشريرة المخلوقات المؤذية .

تصور الاوستا والكتب البهلوية الشارحة لها اهورا مزدا وقد خلق عالم الارواح فكان سلطانا عليه غير منازع ثلاثة الاف سنة .ثم ان اهريمن خرج من الظلمة اللامتناهية ودخل عالم النور بعنف فبهر عينيه النور .واراداهورا مزدا ان يهدي اهريمن فأبي فأنذره بالحرب وامهله تسعة الاف سنة لأنه كان يعرف ان الغلبة ستكون للخير .

ثم ان اهورا مزدا اشتغل بخلق عالم المادة ،وفي الدورة السادسة خلق الانسان ،وفي الدورة الاخيرة اخرجه الي الدنيا التي خلقها في ستة الاف سنة .

في نهاية هذه الفترة اصبح هريمن ضعيفا للغاية واخذ في خلق الكائنات الشريرة في مقابل الخيرة التي ابدعها اهورا مزدا .ثم حدث نزاع بين الهي الخير والشر استمر ثلاثة الاف سنة  جاء زردشت الي الدينا فضعف اهريمن وقوي ساعد اهورا مزدا .وحين يسود دينه ويشمل النور العالم كله يحمل اهريمن عصاه ويرحل الي عالم الظلمة مدحورا .

ومن هذا نري ان دين زردشت يقوم شكلا علي الثنائية ،وهو يعترف بوجود عدد من الالهة تتفاوت اقدارهم ولكنه في الوقت نفسه يجعل من اهورا مزدا الها اعلي يفوق في قداسته سائر الالهة .فهو خالق هذه الالهة وخالق الملائكة والدنيا والانسان وكل ما هو خير،ولانه يحارب اهريمن واهريمن محدث فانه يبدو وكأنه يحارب ندا له هو خالق الشر ،ولكن اهورا مزد سيدحر اهريمن  في النهاية ويحكم الدنيا وحده دون منافس .ومن اجل ذلك يعتبر المحدثون دين زردشت دين التوحيد .

ومن تعاليم زردشت ان الروح لا تفني ،وانها تنعم بطيبات الحياة او تشقي بمحنها ثلاثة ايام بعد الموت .ثم تحملها الرياح حتي تصل الي الصراط (جينوت )وهناك يقام حسابها امام ثلاثة قضاة (ميثرا ،سرا اش ،راشنو )،فتوازن اعمالها من خير وشر ،ويحكم طبقا لموازينها خفت او ثقلت .ثم عليها بعد الحكم ان تمر علي الصراط الذي يتسع للارواح الخيرة ويدق علي الارواح الشريرة بحيث تتردي في جهنم (دوزخ).

وتمر الريح الخيرة بثلاث مراحل حتي تصل الي الجنة (بهشت )وهذه المراحل هي الفكر الطيب والعمل الطيب والقول الطيب .

وبين الجنة وجهنم مكان يسمي الاعراف (همشتكان )وفيه تستقر الارواح التي تعادلت موازينها .

وتنتظر الارواح يوم القيامة ،وينبئ به المخلص (سا أشيان ) الذي يرد الي الارواح حياتها الاولي علي ان تحاسب في الاخرة بعد ان يطهر الارض سيل من المعدن المنصهر ،وحينئذ ينشب القتال بين اهورا مزدا واهريمن فيحترق هذا الاخير ويصير النصر نهائيا لاهورا مزدا .وهذا كله لتتاح الفرصة امام كل مخلوق ليساعد اله الخير وليعمل علي تقوية الاصول الثلاثة :الفكر الطيب والعمل الطيب والقول الطيب .

اجمالي القراءات 5225

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الخميس ٣٠ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[78123]

وخلاصة دين زردشت في خلق العالم


السلام عليكم رحم الله سبحانه الراحل الدكتور علاء  وأثابه خيرا  على علمه وتقواه ..وفكرة زردشت في خلق العالم كما قرآنا في المقال أعلاه تعتمد على وجود قوتين : الخير والشر في نزاع مستمر  يتبادلان النصر والهزيمة ولكل قوة أنصار ومعاونين ، لكن عندما قرأت الجزء الخاص بمعاوني الخير شعرت أنه يتحدث عن الملائكة مع فارق بين كلام البشر وفهمهم الحسي الناقص  وبين إعجاز القرآن الكريم . وهذا المقطع : 



(ويعاون اله الخير الابديون المقدسون امش سبنتان الذين يجلسون امام عرشه وينفذون اوامره ،كل فيما يختص بحمايته من الكائنات )



رحمه الله سبحانه برحمته الواسعة 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2015-03-29
مقالات منشورة : 0
اجمالي القراءات : 0
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 8
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt

احدث مقالات د. محمد علاء الدين منصور
more