فى الحقيقة أنت فلتة .

كنت أعتقد أن الانسان القارىء قد إختفى فى مصر وما يسمى بالعالم العربى . وأقصد بالانسان القارىء هو الذى يرى سعادته فى أن يقرأ ، وهو لايقرأ فقط ما يحلو له ، بل يقرأ ما يخالف تفكيره ، لعل وعسى أن يكون فيما يقرؤه خيرا. كان ـ ولا يزال ـ من عوامل حزنى وجود من أسميهم بصعاليك الانترنت ، الذين يكتبون أكثر مما يقرأون. مجرد أن يعرف أحدهم أن يستعمل الكيبورد تراه يفتى و يعارض ويدبج المقالات معبرا عن جهل فادح ، بل ويقف لنا بالمرصاد ، لأن ما نكتبه لم يعرفه من قبل ، وسيادته يرى أن المعرفة قد توقفت عند قدميه ، وأن العلم قدّم إستقالته بين يديه . بسبب صعاليك الانترنت تركت النشر فى ( عرب تايمز ) وهى الأوسع انتشارا. وإقتصرت على النشر فى الحوار المتمدن مع رفض التعليق على مقالاتى . وعانينا كثيرا من تسلل صعاليك الانترنت الى موقعنا . يأتى الينا يحمل أوزارا من خزعبلات دينه الأرضى ، ولا يعجبه ما نقول ، ويريد أن تتوقف قافلتنا العلمية المتحركة الى الامام لكى نشرح له كل ماسبق من مقالات وأفكار . فإذا نصحناه بأن يقرأ أصبحنا كما لو كنا نسبُّ له دينه الأرضى .. كيف يقرأ ـ وهو أصلا يكتب فقط ؟ 

انت يا ابنى الحبيب أحمد فتحى قدمت لى نموذجا فذا .. يقرأ و يبحث ، فى داخلة بذرة إيمان ترفض تحويل دين الله الى سوط قمع للغلابة أو مخدر يعوق تقدمهم ورقيهم الحضارى . 

إنت فلتة .

لن أخفيك أنه إنتابني شعور بالحماس الداخلي عند قراءة الجزء الأخير من مقالك .. هذا دليل على صدق قلمك و صفاء قلبك .. أهلا و مرحبا بك كاتبا ( ولدت كبيرا في الموقع ) .. إشادتك بالدكتور أحمد هي تقريبا نفس شعوري شخصيا عندما ( أكتشفت هذا الكنز ) و واجبنا الآن النشر و على نطاق واسع في المواقع و لكن قبل النشر لا بد و أن نقرأ و نقرأ و نقرأ .. فقراءة كتب الدكتور أحمد متعة ما بعدها متعة .. و أعترف له ( للدكتور أحمد ) أنني و لأول  مرة أجد صعوبة في فهم مقال ( ملك اليمين ) المنشور هنا منذ 2008 !! .

دمت سالما أستاذ أحمد و ننتظر المزيد .

المقال المُشار اليه سبق نشره فى روز اليوسف إجابة حول سؤال . لم يكن مُتاحا وقتها كتابة سوى مقال واحد مركّز فى حجم المقالات التى تنشرها روز اليوسف . التركيز والمساحة القليلة لا يمكن أن تفى الموضوع حقه . لذا أرجو أن أنشر بحثا مستفيضا بعون الله جل وعلا . ولا أملك سوى التمنى ، فإن قائمة الابحاث التى أرجو إكمالها فوق الطاقة . ولكن الله جل وعلا هو المستعان . 

ساتكلم عن نفسي كوني أحد أعضاء الموقع و لي الشرف العظيم و أقول : كنت قد إقترحت تشكيل فريق عمل ( مساعد ) يساعدك في نشر المؤلفات التي لم تنشر و بالتالي يتوفر لك الوقت لمزيدا من الأبحاث المستجدة ( و ما اكثرها ) لا سيما المعاصرة أكانت سياسية أو  إصلاحية هذه أمنية قد لا تتحق بسبب العامل الجيوغرافي !! و لكن ألا يوجد حل ما لمراجعة و تنقيح الأبحاث لا سيما و أن هناك ( آراء ) في المقالات القديمة تعارض إلى حد ما المقالات ذات الصلة  بذات الموضوع في المقالات الجديدة مثال ( صلى الله عليه و سلم سابقا و الآن عليه الصلاة و السلام ، غزوات النبي سابقا و الآن معارك النبي ... الخ ) لا بد من وجود حل ما و أهل القران ما شاء الله عليهم لديهم من الأفكار ما تجعل من هذا العمل سهلا بسيطا .. و أنهي ردي بأمنية كما تمنيت حضرتك فأتمنى أن ترى أبحاثك الغير منشورة طريقها للنشر بجهود أهل القران و لا عذر لنا فالكل يساهم بالوقت و المال و الفكرة و التقنية المهم النشر .. لنلقى الله يوم النشور ... و الله جل و علا هو وحده المستعان .