خالد اللهيب Ýí 2014-05-03
يَحثُ و يأمرٌ اللهُ جل وعلا الناسَ على طلب مرضاته وهدايته والمؤمن يطلب المزيد والمزيد منها عبر دعائه في كل صلاة ،( اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) الفاتحة ، وذلك بهدف الوصول الى المراتب العليا من الهداية والإيمان.
وهذا يتطلب منّا طلب العلم والمعرفة على كافة مستوياته وأنواعه ، سواء منها العلوم الدينية ، الطبيعية ، أوالإنسانية ، والهداية الدينية الحقة السليمة لا تأتي من الجهل والتخبط والظن ، ولا بالتواتر الذي وصل إلينا من أسلافنا دون أن نُحكّم عقولنا وفكرنا فيما وصل إلينا ، لنميّز الخبيث من الطيب.
فالهداية الحقة والعلم السليم لا يكون بترديد القول دون أن تعيه العقول والقلوب ، علم يملؤ القلوب بالتقوى والمحبة واليقين والهداية والإلتزام ، بينما يكتفي الوضّاعون من العلم بترديد اللسان من القول حيث قالوا كذبا وافتراءا على لسان النبي محمد عليه الصلاة والسلام : عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير) ، البخاري.
يفضح الله عز وجل من يردّد القول باللسان دون العمل عبر قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) البقرة.
كما يصف عملهم القولي حينما يبدّلون قول الله عز وجل بقول الظالمين ،( فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (59) البقرة.
كما يحزّرهم رب العالمين ويتوعدهم قائلا :( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) البقرة.
فحينما آمنوا بما قيل لهم آنفا في الحديث السابق :( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير...) فقد وثّق وكتب رب العالمين وسجّل قولهم :(.. لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) البقرة.
بالعلم والمعرفة يوقن الانسان أنه على الحق المبين ، فيزداد إيمانه ويثبتُ حتى يغدو كالطود العظيم لا تهزه رياح الأيام ولا عثرات العمل ولا الزلازل ولا المحن ولا وسوسة الشيطان ولا الفتن ، والمؤمن الحصيف يسعى جاهدا ليصل الى هذا المستوى من العلم ، علم اليقين ،( كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) التكاثر.
بالعلم والمعرفة نتعلم ونتثقف ونتدبر، بالعلم الذي لا يرقى إليه الشك من إي جانب من جوانبه ، ذلك في حياتنا الدنيا ، أما في الأخرة فإننا نرى الأمور بصدقها وحقيقتها كما أخبرنا الله عز و جل ، نراها بأعيننا ونتأكد منها بحواسنا وإدراكنا فهي عين اليقين.
وبالعلم والمعرفة نوقن عقلا وحسّا وإيمانا بأن الله عز و جل ، واجبة عبادته ولا معبود سواه وهو أهلٌ لهذه العبادة وأكثر منها بما لا يقاس ، فمهما آمنا وإتقينا لن نستطيع أن نقدّر حق الله عز وجل ولا حقيقة قوته وأمره ، سبحانه وتعالى جل في علاه.
فإذا ما جاهدنا للإقتراب والوصول الى حق قدر الله عز وجل ، فإن نفوسنا تنطوي لهذا الحق وتركن إليه ، ونراها خاشعة راضية ، متيقّنة حامدة ، مسبحة راجية ، فالقرب من الله عز و جل سعة والبعد عنه ضياع وخذلان ، فالنور الإلهي محسوس في النفوس الصادقة وتقشعر منها الأبدان.
كما خلوة النفس المؤمنة مع بارئها حب وعشق وهيام ، والنور الإلهي إذا ما دخل قلب مؤمن أضاءه وأسعده حتى بدا على قسماته وسكناته وحراكاته وأفعاله ،( أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22) الزمر .
فحينما نذكر العلم والمعرفة نقصد بها كافة العلوم ، الدينية والدنيوية وكافة المعارف ، لا كما قيل لنا سابقا :( يجب التركيز والإهتمام وبشكل أساس على العلوم الدينية الشرعية وقد يُحرمُ علينا بعض العلوم الدنيوية ، فلندعها للكفرة المرقة ، لطلاب الحياة إذ إننا طلاب الآخرة لا طلاب الأولى).
وقد جاء في كتاب الله عز وجل،( وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ... وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ... وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ... وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) وغيرها كثير ، تدعوا للعلم والمعرفة وإعمال العقل والتفكر.
والأمر بطلب العلم يردُ بشكل متكرر وفي كافة المجالات والأحوال كما يرد الأمر بتدبر القرآن وإعمال الفكر في خلق السماوات والأرض و في أنفسنا ، (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) التوبة ، نحن مأمورون بمعرفة ديننا و دنيانا ، وفقه الشيىء معرفته ومعرفة تفاصيله.
إنّ قدرتنا على الكسب والتحصيل والإستيعاب من أمر هذا الدين تختلف من إنسان الى آخر لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها الآن ، لهذا كان هنالك المسلم بالهوية والمسلم القارىء ، والدارس والباحث والشيخ والعالم والعلامة ، كل وفق تحصيله وإجتهاده في طلب العلم و ما يفتح الله عز وجل له من أبواب العلم والهداية ، وقد قال الله عز وجل :( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (9) الزمر، فالذين يعلمون أعلا مرتبة و أعز عند الله عز وجل.
كما يقول تعالى :( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43) النحل ، فالذكر هو ما أنزل على رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وهو القرآن العظيم ، وأهل الذكرهم الذين يتدبّرون القرآن ويتّبعونه ويؤمنوا به حق الإيمان ، و هم الذين نسألهم اذا أشكلت علنا مسألة تخص ديننا، و قد جاء في الآية ( إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) ، فالأصل إننا نعلم دين الله عز وجل ونعلم شريعته ما أمكننا ، أمّا الإستثناء فهو جهلنا وغفلتنا عن أمر يستوجب التخصص ، كتقسيم التركة إذا ما أشكلت علينا ، ومقدار نفقة المطلقة ، هذا من رحمه الله عز وجل بنا ، ولهذا نعود الى العلماء ، فعليهم الإتكال وإليهم المقصد ، فهم المتخصصون والعالمون والعابدون الخاشعون وقد أثنى عليهم رب العالمين وأكثر لهم ، إذ إختصهم بالخشية حيث قال عز من قائل :(...إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) فاطر.
إلا أن معظم الناس يتهاونون ويتراخون في طلب ولو القليل من العلم وقد ركنوا للعلماء وأنصاف العلماء ومشايخ الترب ، في كل شاردة و واردة ، كأنهم غير معنيّن في أمر العلم والمعرفة ، هذا التراخي والإتكال يخالف أمر الله عز وجل ، وأمرُّ من ذلك وأصعب ، أن المسلم الجاهل يتصيد الرخص في بحر إختلاف العلماء..
فمن عهد الصحابة غفر الله لنا ولهم ، الى يومنا هذا ، نرى العالم الحصيف يبتعد عن الفتوى ما أمكنه ذلك ، حيث أنه مسؤول عنها أمام الله عز وجل ، وقد أفهمنا العلماء الى أنه من أفتاك بفتوة خاطئة تخالف شرع الله عز وجل ، فان ذنبها وإثمها يقع على المفتي ، أما المفتى له ، فهو بريىء من كل ذنب زمسؤولية ، حيث أنه طبق ما قيل له ، وهذا غير صحيح على الإطلاق ، فالمسؤولية تقع على الطرفين ، على المفتي إذ أفتى دون علم أو يقين والمفتى له إذ لم يتحر الجواب من القرآن الكريم أو من أكثر من مصدر وعالم ، ممّا يدفع الناس الى الجهالة والإتكال وهجرالقرآن كما التفكر في أمور الدين.
هنالك قاعدة قانونية وضعية تقول : إن القانون لا يحمي المغفلين وأخرى الجهل بالقانون لا يعفي من المساءلة والعقوبة ، هذه عدالة البشر فما بالك بعدالة الله عز وجل ، لهذا معرفتنا بأمور ديننا واجبة وملزمة وجهلنا نؤآخذ و نحاسب عليه يوم الدّين.
فإذا تدبرنا القرآن نرى :
1-- (يا بني آدم وردت 5خمسا و يا أيها الناس وردت 20مرة) ، تخاطب كل الناس المؤمن والكافر ، تدعوا الناس للإيمان ، تبشرهم بالجنة وتنزرهم من النار ، وإذا ما أصروا على كفرهم خاطبهم ب ( يا أيها الكافرون ) فهو وصف لما إرتضوا لأنفسهم ، ودمغة لكفرهم وإقرار فيما هم عليه ، و (يا أيها الذين آمنوا وردت 89 مرة) ، تخاطبهم باعتبارهم مؤمنين ، فهم مناط التكليف بأركان الإسلام والإيمان وبالمناسك التعبدية والأمور الشرعية.
2-- بينما (يا أيها العلماء ) لم ترد في القرآن على الإطلاق على الرغم من مكانة العلماء واتصافهم بخشية الله عز وجل ، كما أنّ الله سبحانه وتعالى خاطب الرسول قائلا :( يا أيها الرسول مرتين و يا أيها النبي 13 مرة ) ، من هنا نعلم أنّ القرآن الكريم أنزل ليخاطب الناس جميعا قبل أن يقرروا الى أي دين وفكر ينتمون.
3-- كما أنزل القرآن مخاطبا المؤمنين المكلّفين ، لذا من واجبهم أن يتدبّروا القرآن ، لكي يعلموا بما كلفوا به ، ويلتزموا بما جاء في القرآن ، على أن لا يرهقوا أنفسهم في البحث والتنقيب ، فمن أجهد نفسه من العامة في البحث والتنقيب والإفتاء وهو عمل الخاصة من العلماء وليس لعامة المسلمين ، وإلا أوقع نفسه بالكثير من الأخطاء.
4-- إلا أن البعض من المتدبّرين يلزم الآية موضوع التدبر معنى واحدا دون سواه وهذا تحجيم وتقليص للمعاني التي قد تفهم من الأية موضوع البحث ، وقد يتشدّد ، فلا يقبل أي مفهوم سوى مفهومه الخاص ، مؤكدا على صحة فهمه ، معتبرا أنّ من خالف مفهومه مخطئ أو ضعيف ، هذا إن لم يكفر ويخرج مخالفيه من دائرة الإسلام والإيمان.
هذا التحجيمُ والتـقيدُ لا يقبله الله عز وجل ولا يريدهُ منّا ، كوننا أناس خير متخصّصين في البحث ولا في اللغة أو الدين ، أراد الله العليم الحكيم أن نتدبر كتابه الكريم ونقرأه على مهل وبيسر وفهم قريب ، دون تأويل جارف أو تحليل عميق يبعدنا عن أصل المفهوم الظاهر البيّن أو الغاية المرجوة من الآية ، وإلا نجد أنّ ما وصلنا إليه قد أبعدنا عن المنطق والعقل والعلم.
5-- وكأن كتاب الله العزيز الحكيم فيه لبس وغموض وصعوبة وعسرة على الفهم ، وهذا تكذب لقول الله رب العالمين ،( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (17) القمر ، أي جعلنا القرآن سهلا للحفظ والفهم والتدبر رأفة ورحمة بالناس البسطاء العادين ، إذ أنزل إليهم على قلب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، ولا يحتاج هذا القرآن الى جهود جبارة لفهمه وإستيعابه ، إذ لا طلاسم أو تعارض به .
إلا أنّ هذا لا يمنع البحث والتنقيب في كتاب الله سبحانه وتعالى لمن يجد في نفسه القدرة والكفاءة ، إذ لكل إنسان مؤمن قدرة معينة على البحث والكشف عن مكنونات آيات الله عز وجل وبما يفتح الله عليه من أسرار آياته الكريمة ، وقد جاء الإستنكار القرآني ليشمل كل الناس ،( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد.
6-- القرآن الكريم يفهم كما هو بلا زيادة أو نقصان ، والآيات القرآنية تفسر بعضها بعضا ، و القرآن الكريم كتاب لا يقبل النسخ ولا الإبطال ولا التكميلة ولا التهذيب أو الحذف والنقصان ، علينا أن نأخذه كونه كلام الله سبحانه وتعالى ، كما هو ، فلا نزيد أو نزايد عليه ولا نحذف أو نتجاهل بعض آياته.
7-- البعض ممّن يعملون في المجال الديني ، (وقد إتخذوها مهنة ومجالا لكسب الرزق ولا شيئ في ذلك) ، يتصدّرون مجال الإفتاء والتدريس والبحث القرآني ، يعتبرون أن البحث الدّيني قاصرعليهم وقد إختصّ لهم دون الناس ، فلا يحق لسواهم الغوص في آيات القرآن الكريم ، فهم المتحدّثون الرسميّون بإسم الله عز وجل وقد تناسوا أنه لا كهنوت ولا رجال دين في الإسلام العظيم.
8-- قرآنيا ، نحن ملزمون بالتفكر والدرس والتفقه في الدّين ، على أن نتّبع الحق أينما وجد ، أما المعاني والمفاهيم الأساسية التي من الضروري معرفتها والتي يحاسب الإنسان على جهلها أو تركها ، وقد وصفهم قوله تعالى ،(.. الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) التوبة ، فالأمرون والنّاهون كل الناس من المؤمنين والمؤمنات ولا يقتصر الأمر على العلماء فقط ، ذلك أن المأمور به والمنهي عنه يخصّ كل الناس وأنه معروف لدى المجتمع ويتّصف بالقبول والرضى أو الرفض والإنكار.
9-- وقد ذكر الله العلي العليم آيات تخصّ العلماء بالذكر والفضل ولهم تجلياتهم الفكرية و الإيمانيه الدينية التي لا يستطيع المؤمن العادي مجاراتهم بها فكرا وعلما ، ولكن هل المطلوب من المؤمن العادي ذلك ، وهل يؤثم إذا ما جهل هذه العلوم ، بالتأكيد لا ، ذلك أنها علوم ودراسات دينية إسلامية وضعها علماء الدين الإسلامي على مر السنين وهي بشرية المنشأ والصنع.
عبر هذه العلوم الدينية البشرية ، نرى تجادل العلماء واختلافهم ، قديما وحديثا ، حول مسائل دينية كثيرة منها :
-- كقصة الإستواء ، وكيفيته وذات الله العلية ،( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(4) الحديد.
-- قصة ساق الله عز وجل ،( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42) القلم.
-- قصه خلق القرآن و المذابح التي أدت اليها.
-- قصة العبد الصالح ، هل هو الخضر،( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) الكهف.
-- (آزر) هل هو والد النبي إبراهيم عليه السلام ، أم لا ؟
مسائل قرآنية خلافية كثيرة لا تعد ولا تحصى وهي لا تؤثر على إيمان الإنسان العادي ولا يحتاج إليها ، وهي مسائل دينية لا يلزم الخوض بها ولا القطع بها ذلك أن معرفتها لا تزيد المؤمن إيمانا ولا جهلها يكسب إثما ، فلما الخوض بها والتجادل حولها ، وقد صدق الله عز و جل حينما قال :( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا (54) الكهف ، حب الجدل والظهور هو آفه الناس قديما وحديثا وسيبقى ما بقي الجنس البشري ، إذ هي غريزة كامنة في نفسه.
10-- إن طريق الله العزيز الحكيم أسهل الطرق وأيسرها ، علماؤنا الأفاضل جعلوا لنا طرقا كثيرة متعددة وهي قد أتعبت الناس و أرهقتهم حتى غدا دين الله العلي القدر صعب و وعر ، نكاد لا نطيقه و زادوا الطين بلة حينما قرروا ( إن إختلاف العلماء رحمة ) بهذه المقولة يسوّغون إختلافاتهم وتعارضهم ، وكأنّ دين الله العلي العظيم أصبح أديانا شتى وليس دينا واحدا ، ميسرا سهلا ، لا لبس ولا غموض فيه ، وقد جاء في القرآن العظيم ،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102) المائدة.
ولنا في قصة البقرة المطلوب ذبحها كما وردت في القرآن الكريم عبرة وموعظة ، فقد أكثر اليهود من السؤآل حول صفاتها ، بخلا وتهرّبا وعنادا وتشدّدا ، فتشدد الله عليهم وأغلظ لهم بتشددهم.
عسى أن لا يتشدّد علينا رب العالمين بتشدّدنا على أنفسنا واختلافنا في ديننا ، ويهدينا سواء السبيل ،( .. رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) البقرة.
دعوة للتبرع
دحاها : ما معنى الآية ( والأر ض بعدذل ك دحاها )، هل...
الحكمة والموعظة: قرآني ا ما المقص ود بالمو عظةال حسنة ؟ادع...
نرفض التشيع: بما ان الفكر القرا نى هو فكر متواج ه ضد الفكر...
أُسلوب مهذب : السلا م عليكم و رحمة الله و بركات ه .. تحية...
مطلوب عريس : هل استطي ع ان اتعرف على احد من القرا نين بهدف...
more