القضية معقدة ولها أوجه نفسية وسياسية وتاريخية كبيرة،وهي منتوج طبيعي لسنوات من التعصب والتمسك بالجزئيات، وهي مسئولية مجتمع قبل أن تكون مسئولية حاكم.

سأختصر رأيي في عدة نقاط:

1-شعب بور سعيد لن يرضى بأي عقوبات إعدام ضد أحد من أبنائه، وهذا التصرف خاطئ لأن المجرم لابد وأن يُعاقب.

2-جماهير الأهلي لن ترضى بأقل من إعدام أكبر عدد من المسئولين وجماهير المصري ، وتقديري الخاص أنهم لن يرضوا بأقل من 50 أو 60 عقوبة إعدام من بينهم مسئولين أمنيين.

3-هناك محاولات من النظام الحاكم سواء في عهد المجلس العسكري أو في عهد الإخوان بالالتفاف حول القانون والأدلة لتبرئة قيادات الداخلية ، فأي نظام حاكم لا يستطع فرض سيطرته على الشعب بدون تعاون الشرطة.

4-هناك أطراف تعمل على التسخين من المعارضة بقصد الانتفاع من الحالة الأمنية وجهود الأولتراس في مواجهة النظام السياسي الحاكم.

5-في المقابل هناك أطراف تعمل على التهدئة من الحكومة بقصد إخراج جماهير الأهلي والمصري من المعادلة السياسية وليس من أجل حقوق الشهداء.

6-الشعب المصري في غالبيته متعاطف مع دماء شهداء الأهلي وفي نفس الوقت متعاطف مع شعب بورسعيد، وهذا دليل على أن العاطفة هي المحرك الأول للشعب وليس الحق والقصاص.

7-النتائج التي أعقبت صدور الحكم الأول بإعدام 21 متهم.. سواء كانت هذه النتائج من عصيان مدني أو سقوط شهداء من المدينة الباسلة على أيدي الشرطة يتحمل وزرها النظام الحاكم، لأنه أصدر الأوامر للداخلية بالتصعيد ضد أي تجاوز للقوانين ولم ينتبه لضرورة التهدئة.. وهذه تصرفات نظام سياسي غبي، ففي الأزمات تعلو أساليب الحكمة والرُشد وليس البطش والانتقام.

8-أعتقد أن أي طعون قادمة ستقبلها المحكمة، وربما تصدر أحكام براءة عديدة في حق كثير من المُدانين، وهذه مسألة ستثير جماهير الأهلي.

9-الأزمة ستستمر لوقت طويل ، وكلما طال الوقت كلما اشتد العصيان المدني في بور سعيد، فالضغط لن يُولّد إلا التعاون في مواجهته.

10-أعتقد أن الكثير من المدن المصرية ستحذو حذو بور سعيد في تطبيق العصيان المدني بأهم شروطه...فالنظام السياسي لا يُحسن التعامل مع الأزمات، وهو في نظري أغبي وأفشل نظام سياسي حكم مصر منذ عهد محمد علي.

كلمة أخيرة أقلها لمن يريد الحق والعدل في هذه الأزمة، لا تنظر لتصرفات كل طرف وتحكم بناءاً عليها لأن جميعهم منتفعون سواء جماهير الأهلي أو المصري أو الحكومة أو المعارضة..ولكن ضع المبادئ نُصب عينك واحكم من خلالها سترى المسألة بشكلٍ أوضح وستُفاجأ بأنها رؤية في منتهى التوسط والقبول لدى الناس.