المعيشة في الواحات في أول القرن الماض وحتى اليوم.:
المعيشة والزواج في الواحات(1)

محمد عبدالرحمن محمد Ýí 2012-10-17



  وكان عند أهالي الوادي في النصف الأول من القرن الماضي اكتفاء ذاتي من المحاصيل والحبوب وصنع الملابس المناسبة لمعيشتهم وصنع الجلود.

 وكان استعمالهم للأواني الفخارية في تجهيز الطعام وتقديمه وكانت تلك الأواني تصنع محلياً وكذلك أواني وأدوات خشبية مثل الملاعق كبيرة وصغيرة وكانوا لايحتاجون إلا للملابس القطنية الداخلية وكانت تأتيهم من وادي النيل عن طريق التجار الذين يحضرون في موسم البلح وكانوا يبيعون ويشترون بنظام المقايضة، وكانوا يأخذون من الأهالي البلح ويعطونهم العدس والفول حيث كانا لايزرعان في الواحات في تلك الأيام أما اليوم فالفول يزرع في كل مكان بالوادي وكذلك العدس

المزيد مثل هذا المقال :

    أما الملابس الخارجية فكما كانت تصنع يدوياً من الصوف وكان يتم غزلها محلياً وكذلك الغطاء.

 

· قبل دباغة الجلود التي عرفت أخيراً كان يصنع الحذاء من أسفل فكان يجدل من حبال الليف مثل ما كان يصنع الفراعنة لذويهم ويصنع الحذاء من أعلى من زعف النخيل.. وكان لا يوجد عندهم كبريت مثل المعروف حالياً ليوقد النار، وكان ذلك يتم بإستجلاب قطعة خشب جافة من شعرالعشار، عرضها 1 سم وطولها نصف متر، وتعمل حفرة في وسط الخشبة، عمقها حوالي 3 م وطولها خمسة سم ثم يؤتى بقطعة من سباط النخل الناشف بطول نصف متر تقريباً، وتدبب من أسفل حتى يُتمكن من إدخالها الحفرة، ثم تحدث عملية الاحتكاك بين السباطة وخشبة العشار فتنزل نشارة من هذه العملية.

· ثم تتجمع هذه النشارة في آخر حفرة الخشب، ثم يحتك بسرعة كبيرة جداً فيتولد حرارة كبيرة جدا على النشارة فتشتعل النار.. فيأتي بقطعة من مخلفات الحمار اليابسة على النار الملتهبة فيأخذها الشخص وينفخ فيها بشدة فتشتعل النار وينقلها إلى المطلوب إشعالها.

· بعد ذلك كان يحضرون جذع نخلة، ويوقد فيه النار ويستمر مدة طويلة من الزمن في مكان معين من الناحية القبلية من البلدة، وقبل أن ينطفى يستبدلونه بجذع آخر، حتى يستمدوا منهم حاجتهم من النار لجميع السكان،

· ومن العرب تعلموا تعلموا أن يحضروا قطعة من الحديد الصلب تسمى زناد، ويختارون قطعة من حجر الصوان تكون عريضة وحمراء ، ويحضر قلب عقلة من ساق نبتة البوص ويحرق طرفيها ويطفئ في الرمال، ويترك بواقي الحرق، وعندما يضعها على حجر الصوان، ويضرب الزناد فيحتك الحجر فينتج شرارة تلتقطه كعب ساق النبتة (البوص) فتشتعل ويقضي حاجته.

· كل هذا كان مطبق عند سكان الخارجة سابقاً والقري المجاورة، والغلال والحبوب كانت تطحن بواسطة النساء داخل البيوت عن طريق (الرحى)، والأرز كان يقشر أيضا في البيوت وكان يتم عن طريق المهراس وهو مثل الرحاية...

· عادات الزواج بالواحات:

للزواج احتفالية خاصة عند الواحتيين، ويختلف في طقوسه في بعض الأشياء من واحة لأخرى.

·وقد سجل الطبيب / مصطفى فهمي: في عام 1903م بعضاً من هذه العادات وما زال الكثير منها متوارث حتى الآن: ويحتفظ به المسنون في ذاكرتهم: فيحكي الحاج / عطيط الله من الماكس قبلي بالخارجة وعمره الآن مائة وعشرة أعوام : أن المهر كان عبارة عن غلق قمح أو شعير وكانوا يكتبون الكتاب عن طريق أحد فقهاء القرية.

· وذلك في ورقة بحضور أهل القرية، لإشهار الزواج وكان يوقع عليها والد العريس أو أخوه الأكبر أو أحد من أقاربه الكبار الذين يختارهم العريس وكان الزواج عادة يتم في موسم الصيف لبرودة الشتاء وكان الفرح يستمر لمدة شهر.!

·يغنون فيه كل ليلة طوال الشهر، ويذكر / يوسف أحمد مياس في مذكراته: أن عادات الزواج في بداية القرن العشرين فيقول: "عندما يبلغ الشاب الخامسة عشرة من عمره يتشاور الأبوين على زواجه ويختارون له إحدى الفتيات، ثم يرسلون رسولا من طرفهما إلى والدة الفتاة .. وعادة ما تكون أم العريس هى التي تذهب إلى أم العروسة ، ثم ترد أم العروسة بعد يومين أو ثلاثة، بالايجاب أو بالرفض ،، فإذا كان الإيجاب ذهب والد العريس وبعض ممن يختارهم ويذهبون لمنزل العروسة ومعهم حزمة حطب وبعض الفاكهة.

· ويكون أهل العروسة قد جهزوا لهم طعاماً .. بناءاً على الميعاد المتفق عليه ويشترط في هذا الطعام أن يكون أرز مطبوخ باللبن ويسمونه .. البياض .. حتى تكون الزيجة بيضاء، أما والد العريس وصحبته التي لاتقل عن أربعة أشخاص فيرتدون أفخم ما عندهم .. من ثياب.. ويلبس والد العريس ثوباً يسمى قميص وعليه ثوب أسود مفتوح على الصدر من أول الرقبة إلى السرة،

·ويكون والد العروسة قد استحضر خمسة أشخاص من أقاربه، وذلك ليبين أن أهل العروس (التكلة) من المذكرات المرفقة.. لــ مياس.

·أما الطبيب / مصطفى فهمي فقد كتب في كتابه بعد معايشته لأهل الواحات أكثر من عام فيقول عن الزواج: بعدما يتأكد العريس من مهارة خطيبته في الأشغال اليدوية بالخوص في الواحات الخارجة ومن جمالها في الواحات الداخلة، يرسل إلى أهلها رسولا لاستجلاب رضاهم.

·ثم يرسل رسولا آخر إلى أهله يخبرهم بما أجراه وبعد ذلك يرسل من أهله جملة أقارب ليتفقوا على المهر الذي لايزيد عند أغلب الأهالي عن اثنين جنيه، وقد يبلغ عند القليل من الناس الأثرياء خمسة عشرة جنيهاً على الأكثر.

· ثم يرسل العريس بعد ذلك لوازمه التي تكون غالباً .. جدياً أو عنزاً .. وويبتين من القمح ،، كي تجهز طعامه لمن يحضرون العقد، ويختار العريس زيادة صداق تسمى (المشاريط)، وهى تماثل النيشان عند المصريين بوادي النيل.

·وتتكون من فوطة للترابيزة وعصابة للرأس ورشوش وهى ضفائر للشعر من حرير أحمر، تعلق بها حلقات من النحاس أو معدن، ومفتاح الكرار. وكذلك عشرة أذرع قماش أبيض تسمى (مدراسية) وهى (البفتة).

· وذلك لتفصيلها قميصا تلبسه العروس ليلة الدخلة،، لظهور دم بكارتها عليه.!!

·ويوم العقد يتوجه أهل العريس وأقاربه إلى منزل العروس ويعقد المأذون على الوكيل بدون حضور الزوج، ثم تقدم الأطعمة للموجودين من الذبيحة التي أرسلها العريس، وقلب الذبيحة يأكلها العريس وعروسته كي يتحدا قلباً وقالباً.

 .ومن العادات القروية في الزواج وخاصة في الخارجة :

أن يقوم العريس ليلة الحناء بتقديم منديل بداخله بلح أو شئ لعروسته، التي تقابله على باب منزل والدها وتأخذ منه المنديل وتعطيه آخر به حمام وأرز مطبوخ..

·ويأخذ العريس ليأكله مع أصحابه ثم يخرجون لغسيل يوم الدخول. ويزف الجهاز بالطبل من منزل الزوجة إلى منزل زوجها محمولاً على رؤس النساء، مع إنشادهن.. ويكون الجهاز عاداة عبارة عن:

وسادة من شيت أحمر ، حشوها قش أرز وحصير من ثمار صناعة الواحات، وحمالة من خشب يعلوها أربع قلل وإبريق من فخار أحمر وصينيتن من نحاس عليهما أمتعة الزوجة،

·

وعطورها وأقراطها، ووسط الجهاز قفتان من الخوص معلق بدوائرهم قرون من البامية. وبعض الباذنجان وبلح أخضر وبعض المزروعات، وبعد تناول العشاء يدعون الأقارب وأهل البلد ليستردوا منهم .. النقوط أو الدَين.

· وتمناز قرية ( القصر) عن غيرها من البلاد بأن كل شيخ يجمع حصته ويذهبون جماعة للعشاء،في منزل العريس والعادة عند الجميع أن الزفاف يتم ظهراً والزوجة يحضرونها بعد العشاء.. وسط جملة من النساء يتقدمهم الرجال بالمصابيح وقبل دخول العروس يضعون المدراسة على قدمها اليمنى.. وتدخل به أولاً ثم يحضرونها له لفض بكارتها..!!

·ويختلف الأمر في القصر بالداخلة حيث يذهب العريس إلى العروسة في منزل والدها ممسكاً بيده سيف ويضرب العروس على كتفها الأيمن سبع مرات إشارة إلى تقويمها بالسف إذا اعوج سيرها في حياتها الزوجية.!

·ولا تخرج الزوجة من منزل أبيها إلا بعد أن يدفع العريس قيمة إطلاقها من قيمة إطلاقها من قيد حديدي تقيد به.

نمكل في المقال التالي باقي عادات الزواج بواحات الوادي. ا

       

اجمالي القراءات 11658

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الخميس ١٨ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[69523]

ما أبسط هذه العادات

السلام عليكم ، العادات البسيطة مريحة ، وجميلة ، فهل كانت هناك عنوسة في تلك الأيام ؟ االإجابة معروفة ، إذ ان سن الزواج كان بالتسنين عندما يكتمل السن القانوني تتزوج ، واحيانا كانوا يقومون بتكبير العروس حتى يتم تزويجها  ــ مع أن ذلك له أضراره الكثيرة ـ لكن الذي يهمنا في هذا المجال لأن معظم مشكلات الشباب  كانت غير موجودة فليس شرطا الشقة ، الأثاث ، المهم هو المهر الذي كان يحصل عليه اب العروس عادة ، لكن لماذا كان التهديد بالسيف والضرب على الكتف ؟ كنت اود أن يخلو المقال من المنغصات ولكنه المجتمع الذكوري  ..بكل ما له ، وما عليه .. نشكرك والسلام عليكم .


2   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ٢٣ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[69932]

لقد تغير الحال كثيراًً ..واستردت الفتاة والمرأة الكثير من الحقوق والحريات..

السيدة الفاضلة / عائشة حسين.. مزيد من التقدير للمرور المحمود على المقال والتفضل بالمشاركة حول ما جاء به.. إن أهل الواحات المصرية هم في أصلهم من قبائل الجزيرة العربية التي هاجرت لمصر .. إبان الغزو العربي لمصر وقتها.. ولهذا فإنكِ تجدين  المجتمع الذكوري  كان متمثلاً في أوائل القرن الماضي وحتى أواخره و في أواخر الثمانينات .. حتى تقدمت وسائل المواصلات ودخلت الفتاة الواحاتية الجامعة ووصلت إلى أعلى الشهادات والوظائف..


 فأدى ذلك إلى اكتسابها كثير من الحقوق المدنية .. ولقد رأيت هذا بنفسي  .. فكثير منهن يعشن بالقاهرة لوحدهن أيام الدراسة بالجامعة.. وترجع معها أعلى الشهادات .. وتكون نجمة في عائلتها.. حتى أن في قرية المعصرة .. ترشحت سيدة لمنصب العمودية وكانت تحمل ليسانس الحقوق والقانون من جامعة القاهرة.. وبالفعل قد  تقلدت منصب العمودية لفترة من الزمن..


 وكان أهل البلاد المجاورة يعيرون أبناء قرية المعصرة ويقولون لهم ياللي عمدتكم  .. مرأة..! مما اضطرها للتازل لأخيها.. حتى لاتحرج أبناء ورجال قريتها مع الكثيرين من أبناء القرى المجاورة. 


 ولقد رأيت مشاهد عظيمة .. في الحياة اليومية هناك ..


 فقد كنت في دورة تدريبة بالمديرية عندنا .. وكانت معنا طبيبة شابة من بنات واحة الداخلة.. .. وحضرت الدورة.. وفي نهايتها ركبنا المواصلات لتقلنا إلى الفرافرة وبالتالي نمر بطريقنا على الداخلة..


 


فإذا بي أجد أخ لهذه الطبيبة الشابة .. ظل منتظراً لمدة يومين خارج قاعات المحاضرات حتى تنتهي أخته من تدريبها .. بالمديرية..


 وعندما .. ركبنا السيارة .. هى التي أخرجت النقود من حافظة نقودها وأعطته لكي يحاسب السائق .. فلم يكن معه ما يقدمه للسائق..


 فبقدر  ما هناك من بعض سلبيات المجتمع الذكوري ,, إلا أنه هناك من الرعاية والحنان والخوف على بناتهن الكثير..  ولم تكن منقبة بل تلبس زيا عصرياً في قمة الأناقة وارتفاع الثمن...


 لكن مع الأسف الشديد مع الهجمة الشرسة للثقافة الوهابية    على عقول أهل الواحات..  عادت النساء ترتدي  الخيام وتقبع في الخيام .. حتى ولو هى طبيبة أو مهندسة أو مُدرسة فاضلة.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-10-30
مقالات منشورة : 77
اجمالي القراءات : 1,364,149
تعليقات له : 1,952
تعليقات عليه : 498
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt