جماعات الفتوة ، وصفحة من تاريخ المسلمين الاجتماعى

في الأحد ٠٨ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة عن مصطلح الفتوة :
1 ـ ظهر مصطلح" الفتوة " في القرن الثاني الهجري ، قبل ظهور مصطلح التصوف ، وظهرت جماعات الفتوة في بغداد مرتبطة بجماعات " الشطار" و" العيارين "أو قطاع الطرق المنظمين الذين امتازوا بسرقة الأغنياء لصالح الفقراء . وبدأ ذلك في القرن الثاني الهجري أيضا.
2ـ ثم تعرض مصطلح " الفتوة " لكثير من التفسيرات والتحليلات، فالصوفية يجعلون الفتوة مرادفة لصفات الصوفي الحق ، والزهاد يجعلون " سعيد بن جبير " من أعلام الفتيان حين ثار على الحجاج ، وبعضهم يجعل إبراهيم بن شريك من أعلام الفتيان حين سلم نفسه لسجن الحجاج بدلا من صديقه إبراهيم النخعي .
3 ـ والواضح أن أولئك الأعلام عاشوا في القرن الأول الهجري قبل ظهور مصطلح الفتوة ، وعندما ظهر هذا المصطلح حاولت كل فرقة إضفاءه على الأعلام السابقين وتفسير تاريخهم من خلال ذلك المصطلح الذي كان يعني الرجولة والشهامة أو بالتعبير المصري الدارج " الجدعنة "
4 ـ كما أن جماعات الفتوة أيضا حين ظهرت بين العوام في القرن الثاني الهجري تعرضت لكثير من التيارات السياسية والاجتماعية، وأسهموا في كثير من الفتن السياسة ، فالعيارون أو اللصوص ذوو الأهداف السياسية الاجتماعية أو الثائرون على احتكار الأغنياء أعلنوا أنهم من الفتيان وجماعات الفتوة ، فكان الارتباط شديدا بين كلمتي " فتى" و " عيار "
ويقول شاعرهم في ذلك
ويقول الفتي إذا طعن الطعنة خذها من الفتى العيار .

انتشار جماعات الفتوة
وترتب على ضعف السلطة العباسية أن انتشرت طوائف الفتوة العيارين ونظموا صفوفهم تنظيما حربيا فكان على كل عشرة منهم "عريف " وعلى كل عشرة " عرفاء " " نقيب " وعلى كل عشرة " نقباء " وعلى كل عشرة مواد " أمير " وأصبح لهم زي حربي متميز وكانت لهم وقائع مع الدولة والشرطة ..
وأسهم العيارون أو الفتيان في الحرب التي دارت في بغداد بين الأمين والمأمون وانضموا إلى الأمين دفاعا عن بغداد لا عن الأمين نفسه، وقد ذكر المسعودي بطولاتهم الفردية رغم نقص العتاد لديهم ..
ومع تزايد الضعف العباسي انضم للفتوة الكثيرون من أرباب الحرف وأصبح لطوائف الفتيان قضاة كان أشهرهم في بغداد أبا الفاتك الديلمي وقد حرص على أن يقدم للفتيان فتاويه ونصائحه .
ولا أدل على قوة جماعات الفتوة في أواخر العصر العباسي من أن الخليفة العباسي الناصر أعلن نفسه قائدا للفتيان سنة 604 وجعل طوائف الفتيان من وسائله في إحكام قبضته على مقاليد الأمور .
وفي ذلك الوقت كانت جماعات الفتوة وطوائهم تتغلغل في الحواضر الشامية والعراقية وتزحف إلى آسيا الصغرى والأناضول، وفي كل صقع تتأثر بالمذهب السائد إيجابا أو سلبا ، وفي كل الأحوال كانت جماعات الفتوة يعلو صوتها وترفع سلاحها إذا لزم الأمر .
ومع ذلك فإن المؤرخين لم يعطوا جماعات الفتوة حقها في التسجيل، وبعض مؤرخي الحوليات التاريخية منحوهم بعض السطور في الأحداث اليومية مثلما فعل ابن الجوزي في المنتظم وخلط بينهم وبين العيارين وقطاع الطرق دون أن يوضح الفارق بين قطاع الطرق العاديين وطوائف الفتوة .
مصادر البحث عن الفتوة
وبالإضافة إلى ما كتبه المؤرخون في ثنايا الحوليات عن الفتوة والفتيان فإن أهم المصادر عنهم توجد في كتابات الرحالة والرسائل الموضوعة عن الفتوة باللغتين الفارسية والعربية.
وبينما ذكر الرحالة مشاهد واقعية لما صادفوه من جماعات الفتوة وعلاقاتهم بالمجتمع فإن الرسائل المكتوبة عن الفتوة ركزت على الجانب التنظيمي والتقعيدي .
في رحلة ابن جبير
ونعطي لمحة سريعة عن جماعات الفتوة من خلال ما كتبه الرحالة ابن جبير .
في شهر ربيع الأول سنة 580 هـ زار ابن جبير دمشق وقت كثرة الشيعة في هذه المناطق ثم يقول " وسلط الله على هذه الرافضة – أي الشيعة – طائفة تعرف بالبنوية يدينون بالفتوة وبأمور الرجولة كلها"، أى إن الفتوة في الشام في ذلك الوقت احترفت التصدي للشيعة واستغرقها الصراع المذهبي بين أهل السنة والتشيع . ولم يعطنا ابن جبير تفصيلات أخرى عن جماعات الفتوة في دمشق والشام غير أنه يقول عنهم " وكل من ألحقوه بهم – لخصلة يرونها فيه منها – يحرمونه السراويل فيلحقونه بهم" أي أنهم يختارون الأعضاء الذين يريدون إلحاقهم بالجماعة وينصبون لهم حفل تنصيب مثلما حدث فيما بعد حين أقيم في بغداد حفل تنصيب للخليفة العباسي الناصر سنة 604 هـ زي الفتوة.
ويقول ابن جبير عن مذاهبهم " ولهم في ذلك مذاهب عجيبة وإذا أقسم أحدهم بالفتوة برّ قسمه وهم يقتلون الروافض – أي الشيعة – أينما وجدوهم وشأنهم عجيب في الألفة والائتلاف ".
جماعات الفتوة في رحلة ابن بطوطة :
وقد أسعفنا ابن بطوطة بتفصيلات كثيرة عن جماعات الفتوة في آسيا الصغرى والأناضول .. كانت المنطقة وقتئذٍ تنقسم إلى إمارات ضعيفة يحكمها سلاطين صغار من الأتراك وبقايا السلاجقة، وأدى ذلك الانقسام السياسي بالإضافة إلى متاخمة الدولة البيزنطية إلى علو النزعة الحربية لدى السكان، وبينما ارتبط الفلاحون بالأرض وركنوا إلى السلبية فإن أرباب الحرف كان سهلا أن ينتظموا في نقابات أو منظمات لها شيخ وزاوية وفقاً للتقاليد الصوفية، وقامت زوايا الفتوة بدور اجتماعي في إيواء الضيوف وأبناء السبيل ، وقامت أيضاً بدور سياسي في الوقوف ضد الظلم وضد السلطان نفسه إذا لزم الأمر.
وقد طاف ابن بطوطة آسيا الصغرى ووجد في زوايا الفتيان خير مقام وكتب عنهم من واقع المشاهدة والتعامل الشخصي وأورد أخبارهم وأحوالهم ورؤساءهم مما يجعل من كتاباته عنهم زاداً علمياً أصيلاً لمن يريد البحث في هذا الموضوع.
الآخي والأخية :
وجماعات الفتوة في آسيا الصغرى كان ينادي كل منهم صاحبه بلفظ "آخي" وقد أدخلوا هذا اللفظ العربي في لغتهم التركية وبنفس معناه، بل صارت " الأخية" تعني الفتوة أو الفتيان في مصطلحات اللغة التركية والتركمانية في ذلك العصر حسبما يظهر بين سطور رحلة ابن بطوطة، وهو يكتب نبذاً من أحوالهم تحت عنوان " ذكر الأخية الفتيان" . ويقول عنهم " وهم بجميع البلاد التركمانية الرومية في كل بلد ومدينة وقرية ولا يوجد في الدنيا مثلهم أشد احتفالاً بالغرباء من الناس وأسرع إلى إطعام الطعام وقضاء الحوائج والأخذ على أيدي الظلمة وقتل الشرطة ومن لحق بهم من أهل الشر" ، والطريف هنا أن ابن بطوطة يلحق الشرطة بأهل الشر والظالمين ، ويجعل أصحاب الفتوة أو الفتيان يدافعون عن المظلومين ، مما يدل على شيوع الفساد والظلم وقيام الفتيان بالدور الذى كان مفروضا أن تقوم به الدولة حينئذ..
ونرى ابن بطوطة هنا يوجز دورهم الاجتماعي والسياسي في تلك المنطقة الحافلة بالانقسامات السياسية والصراعات المذهبية والصدامات الدينية بين المسلمين والبيزنطيين .
وارتبطت الفتوة وقتها بالحرفة ،بما يشبه نظام النقابات الحرفية فى عصرنا ، ومع الاستقلال الكامل عن النظام الحاكم ،والتفاعل الحى مع المجتمع خارج النقابة ، فكان يطلق على رئيس الفتيان لفظ "آخي" وهو رئيس الحرفة الذي يجتمع عنده أهل حرفته في زاوية يقيمونها له ويجهزونها له بالأثاث والمتاع، ويقوم الآخي برعاية الزاوية وخدمة أصحابه أثناء سعيهم في النهار طلباً للرزق وبعد نهاية عملهم اليومي يرجعون إليه وهو في الزاوية فيجدونه قد جهز لهم الطعام والفواكه من أموالهم التي حصلوا عليها وإن ورد عليهم ضيف أنزله الآخي في الزاوية وقام على خدمته .. والفتيان يقضون بقية يومهم والسهرة في الزاوية يأكلون ويغنون ويرقصون ثم يعودون ليلاً إلى بيوتهم وفي الصباح يذهبون إلى العمل ثم الزاوية عصراً وهكذا .
الفتيان في إنطاليا
وكانت أول علاقة لابن بطوطة بأولئك الفتيان في مدينة إنطاليا إذ جاءه شخص في ثياب رثة يدعوه ليقيم عنده مع أصحابه، وكان أصحاب ابن بطوطة في ركابه أينما سار في رحلته وقد عجب ابن بطوطة من أن يستضيفه ذلك الرجل الرقيق الحال، فسأل عنه قاضي المدينة الشيخ شهاب الدين الحموي فقال له القاضي : هذا أحد شيوخ الفتيان الأخية وهو من الخرازين ـ أي الإسكافية وفيه كرم نفس وأصحابه نحو مائتين من أهل الصناعة وقد قدموه على أنفسهم وبنوا زاوية للضيافة، وما يجتمع لهم بالنهار أنفقوه بالليل .
وذهب معه ابن بطوطة إلى زاوية الخرازين"الإسكافية" وقد وصف ما فيها من أساس وفراش وثريات وسجاد ومن بها من خدم لكل منهم وظيفة ووصف زيهم ( لباسهم الأقبية وفي أرجلهم الخفاق وكل واحد منهم متحزم وعلى وسطه سكين في طول ذراعين وعلى رؤوسهم قلانس بيض من الصوف بأعلى كل قلنسوة قطعة موصول بها في طول ذراع وعرض إصبعين) وذكر تقاليدهم في الجلوس وفي الطعام يقول ( ولما استقر بنا المجلس عندهم أتوا بالطعام الكثير والفاكهة والحلواء ثم أخذوا في الغناء والرقص فراقنا حالهم وطال عجبنا من سماحهم وكرم أنفسهم..)"
الفتيان في لازق
ويحكي ابن بطوطة أنه حين دخل مدينة لازق مع أصحابه فوجيء برجال ينزلون من حوانيتهم ويأخذون بأعنة خيولهم هو وأصحابه، ثم جاء رجال آخرون وأمسكوا بأعنة الخيول، وتشاجر الفريقان على أخذ الخيول حتى سل بعضهم السكاكين ، وظن ابن بطوطة وأصحابه أنهم قطاع طرق من طوائف الجرمان ثم تدخل رجل يعرف اللغة العربية وأفهم ابن بطوطة أن الفريقين المتنازعين من جماعتين مختلفتين من الفتيان وكلاهما يريد الاستئثار بضيافة ابن بطوطة وصحبه.
وهكذا تشاجر أصحاب الفتى"أخي" سنان مع أصحاب الفتى "أخي" طومان حول استضافة ابن بطوطة. ثم اقترعوا ففاز فتيان سنان فجاء واصطحب جماعة ابن بطوطة إلى زاويتهم وقام على خدمتهم يقول ابن بطوطة" وتولى خدمتي بنفسه وتولى أصحابه خدمة أصحابي، يخدم الثلاثة والأربعة الواحد منهم".
وبعد دخول الحمام وأكل الفاكهة والطعام قرأوا القرآن ثم أخذوا في السماع والرقص ، ثم أوصلوا خبره إلى السلطان فاستدعى السلطان ابن بطوطة وأكرمه.
وأبى الفتى طومان إلا أن يشارك في إكرام ابن بطوطة فأقام له حفلاً آخر حرص فيه على أن يتفوق على غريمه سنان إذ صبوا عليهم ماء الورد صباً بعد الخروج من الحمام وخدموهم أحسن مما كان في زاوية سنان.
في قونية
وفي قونية نزل ابن بطوطة بأصحابه في زاوية الفتى ابن قلم شاه، وهو في نفس الوقت قاضي المدينة، يقول ابن بطوطة عنه" وهو من الفتيان وزاويته من أعظم الزوايا وله طائفة كبيرة من التلاميذ، ولهم في الفتوة سند قوي ولباسها عندهم السراويل، كما تلبس الصوفية الخرقة".
وهنا إشارة واضحة إلى تداخل بين مفهوم التصوف والفتوة في السلسة و الزي و الخرقة والزاوية والمريدين.
وبعد
فهذه لمحة عن صفحة مجهولة من تاريخ المسلمين الاجتماعى ، وهى أيضا دعوة للبحث التاريخى فى هذا الموضوع الذى لا يزال بكرا ، لم يأخذ حقه من الدراسة و البحث .




هذه المقالة تمت قرائتها 551 مرة

التعليقات (6)
[34040] تعليق بواسطة أيمن عباس - 2009-02-07
الفرق بين جماعات الفتوة وجماعات الإخوان
المفكر الإسلامي الدكتور / صبحي منصور السلام عليكم ورحمة الله ، بعد القراءة لأيِ من مقالاتك يأخذني نوع من الحماس المعرفي فعلى الفور أتمنى أن أجد مصدراً أزيد بها معرفتي في موضوع المقال ، ولحين العثور على مصدر معرفي ، لا أجد ما أقوله إلا ما يتركه المقال من أثر في النفس ، ومن بين ما ترك هذا المقال هو المقارنة بين جماعات الفتوة وجماعات الإخوان ذات المرجعية الدينية البدوية الوهابية ,فنجد الشهامة والكرم في خلق جماعات الفتوة من إكرام عابر السبيل وحمايتهم والقيام على رعايتهم وخدمتهم في المأكل والملبس وإسماعهم الموسيقى و حلقات الغناء وأيضا قراءة القرآن ..إلخ ، ويخرج من عندهم الضيف أو ابن السيبل حتى ولو كان من العلماء الرحالة وقد تركوا في نفسه أثرا طيبا لا ينسى ! أما جماعات الإخوان التي كانت نشأتها في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ، فما هو موقفهم من ابن السبيل والعلماء مثلا والمفكرين فنجد الآتي القرآن يعتبر الغريب المسافر كالسياح أبناء السبيل ولنتذكر معا ما فعله جماعات الإخوان في حادث الأقصر بالسياح كانت مجزرة بشعة لأبناء السبيل إنهم سفاحين قتلة , وكذلك لنتذكر ما فعلوه بالراحل المفكر السياسي الدكتور فرج فودة قتلوه أبشع قتلة وكذلك لنتذكر ما فعلوه بالراحل الأديب العالمي نجيب محفوظ ومحاولة قتله واخترق السكين عنقه ولكن أجله لم يكن قد حان بعد !! وأترك الحكم للقارئ ليقارن بين نوعين من الجماعات في تاريخ المسلمين قديما وحديثاً.




[34059] تعليق بواسطة سوسن طاهر - 2009-02-08
مناطق مجهولة
الدكتور أحمد صبحي متمكن من التاريخ الإسلامي وهو مثل الغواص الذي يغوص فيه ويخرج لنا بالدرر والجواهر ، وأحد هذه الجواهر هو هذا الموضوع ( الفتوة ) والذي يتضح من خلاله أننا ما زلنا نعيش نفس الأخطاء وبنفس الطريقة ، حيث أننا ما زلنا نتأرجح ما بين أحسن ما عند جدودنا العرب من قيم مثل الشهامة والمروءة حتى ولو كان بشكل نظري وبين أسوأ ما عندهم وهو القتل على أساس المعتقد ،والعصبية ، هذ مع أن رسالة القرآن هي في الأساس لأصلاح هذه العيوب ، ومع ذلك فقد اخذناه مهجورا ، شكرا للدكتور أحمد وفي أنتظار أن يأخذنا في رحلات مجانية تاريخية تزيدنا إيمانا أكثر بالقرآن الكريم حيث نصل إلى ما في شخصيتنا من عيوب .




[34086] تعليق بواسطة فتحي مرزوق - 2009-02-08
توازن القوى في المجتمع يحقق العدل
في مثل هذا الحقبة التاريخية للمجتمع المصري الذي وقع أسيراً للنظام وجهازه الأمني الذي يحميه ، لابد من وجود كيانات شعبية بنفس قوة جهاز الأمن الذي يخرق القوانين دائما ويسخر من الدستور !! هذه الكيانات الشعبية يجب أن تاخذ نفس أسلوب ونمط جماعات الفتوة التي تحدث عنها هذا المقال الرائع لكي تقوم بعملية توزان القوى في هذا البلد ، تكف يد الظالم "جهاز أمن النظام" وتأخذ من الأغنياء البخلاء لتعطي الفقراء الجوعى ، حتى تتمكن ثقافة الديموقراطية من نفوس المجتمع ويمكن ردع الخارجين على القانون والدستور .




[34092] تعليق بواسطة محمد الحداد - 2009-02-08
نعم أخي واستاذي د.أحمد صبحي منصور ، ولكن
نعم أستاذي فهذه الحالة موجودة حتى وقت قريب ، في ستينيات القرن الماضي وكنت حينها طفلا كان هناك الكثير مما نسميهم الآن عندنا بالشقاوة ، ومفردها شقي ، وهي تعني نفس مفردة الفتوة ، ولكن بوجود البعث بالسبعينات فقد تم اغتيالهم جميعا ، لأنه لم تستطع لا الشرطة ولا الامن القضاء عليهم قبلها ، فكان رجال الامن يقومون بمحاولات فردية أو عن طريق مجموعة باستدراج واحد من الفتوة بالخروج من منطقته ثم قتله رميا بالرصاص وامام الناس ، وطبعا بهروب رجال الامن حتى تظهر العملية وكأنها بين المجموعات نفسها ، رأس هذه الخطة كان صدام ، وافضل منفذيها كان ناظم كزار الذي اصبح مديرا لأمن بغداد ، ثم قتله صدام عام 1973 .



والى أخي فتحي مرزوق المحترم



أخي لا أتفق معك أن مصر تحتاج للعودة لهذه الظاهرة ، لأنها ظاهرة هدامة للمجتمع ، ظاهرها الدفاع عن حقوق الناس ،لكنهم نفس الاشخاص الفتوة سيصبحون بؤرة فساد بالمجتمع ، نحن نحتاج لأصلاح راس الهرم السلطوي ، لا ان نضيف عاهة جديدة للمجتمع ، طبعا هذا رأي ، وهو يحتمل الخطا ، لكن اجده اقرب للحقيقة لأن بوجود هكذا جماعات وتنظيمات سندخل المجتمع المصري داخل صراعات لها بداية ، ولكن لن تكون نهايتها الا بخلق ديكتاتورية بغيضة جدا تقضي على الانفلات .



تحياتي لك ولدكتور أحمد



والسلام عليكم



محمد الحداد




[34094] تعليق بواسطة فتحي مرزوق - 2009-02-08
أتفق معك أستاذ محمد الحداد
الأستاذ/ محمد الحداد الفاضل , إنني أتفق معك في كل ما جاء بتعليقكم أعلاد , فنحن أصحاب الفكر القرآني والرأي الإصلاحي الحر لا نرضى أبداَ أن نواجه العنف الأمني بعنف شعبي مثله ، ولكني أقصد جماعات الفتوة الفكرية وجماعات الإصرار التي تقف بجانب المظلوم وتكف أذى الظالم فوراَ بطرق سلمية تردع الظالم وزبانيته ، كفضح الأمن وكشف جرائمه ضد المدنيين الذين يلفق لهم التهم ظلما وعدواناً ، كالمسيرات السلمية والاعتصام أمام مقار أجهزة الأمن ووزارة الداخلية بأعداد كبيرة من الشعب مئات الآلاف عند القبض على أصحاب الفكر والمطالبين بالحرية والعدالة والقسط التأكد من سلامة المقبوض عليهم وعدم تعرضهم لأي نوع من انتهاكات حقوق المتهمين وحقوق المعتعلقين . والعصيان المدني ومقاطعة جامعات النظام ومدارس النظام ومحاكم النظام ...إلخ .. شكرا لكم أخي الكريم.




[34097] تعليق بواسطة محمد الحداد - 2009-02-08
وهذا هو عين العقل أخي فتحي مرزوق المحترم
نعم أخي فتحي مرزوق ، فما تقوله هو عين العقل ، نحتاج أن نفعل منظمات المجتمع المدني ، أي أن ننشأ جمعيات تدافع عن الناس ، ومنظمات تشرح للناس ، كذا ممكن ان نؤسس مثلا مسرح واعي ناضج ، لا يقدم فقط اسفاف ، بل يقدم فكرة بناءة للمجتمع ، وغيرها كثير .



ولكن أهمها أن يكون اطارها سلمي وغير حزبي ، وانت تتفق معي لماذا سلمي ، لذا لا داعي لشرحها ، ولكن ان لا يكون حزبي حتى لا ننفر الناس منا ، لأن تجربتها مريرة مع الاحزاب ، كما أن الاحزاب تثير السلطة ضدنا وضد كل اصلاح .



مع تحياتي لك أخي دائما .



محمد الحداد