القرآن والواقع الاجتماعى (18 ) ويرزقه من حيث لا يحتسب

في الإثنين ٠٥ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

علوم القرآن :
القرآن والواقع الاجتماعى (18)(وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)
تاريخ النشر: 2012-03-01


القرآن الكريم لغة الحياة ، وما يقوله القرآن عن البشر يتجسد واقعا في حياة الناس ولا تملك إلا أن تقول : " صدق الله العظيم "

(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)( الطلاق 2: 3 )

أولا :

في سنة 300هـ كان المؤرخ ابن جرير الطبري يحكي هذه القصة على جلسائه قال :

( كنت بمكة سنة240هـ فرأيت خراسانياً ينادي : "معاشر الحجاج من وجد كيساً فيه ألف دينار فرده عليّ أضعف الله له الثواب "، فقام إليه شيخ من أهل مكة كبير من موالي جعفر بن محمد فقال له: " يا خراساني بلدنا فقير أهله ، شديد حاله ، أيامه معدودة، ومواسمه منتظرة ،فلعله بيد رجل مؤمن يرغب فيما تبذله له حلالاً يأخذه ويرده عليك "، قال الخراساني : وكم يريد ؟ قال : "العشر أي مائة دينار" ، قال : "لا أفعل ، ولكن أحيله على الله عز وجل ".وافترقا .. فوقع لي أن الشيخ هو الذي عثر على الكيس ، فاتبعته، فكان كما ظننت، فنزل إلى دار يبدو عليها الفقر فسمعته يقول : "يا لبابة" ، قالت له :" لبيك يا أبا غياث "،قال : "وجدت صاحب الكيس ينادى عليه مطلقاً ، فقلت له قيده بأن تجعل لواجده شيئاً، فقال كم: فقلت عشرة فقال لا،ولكن نحيله على الله عز وجل، فأي شيء نعمل ولابد لي من رده ؟ "، فقالت له: " نقاسى الفقر معك منذ خمسين سنة،ولك أربع بنات وأختان وأنا وأمي وأنت تاسع القوم .! استنفقه واكسنا ، ولعل الله يغنيك فتعطيه أو يكافئه عنك ويقضيه، فقال لها : " لست أفعل ولا أحرق حشاشي بعد ست وثمانين سنة". ثم سكت القوم وانصرفت.

فلما كان من الغد على ساعات من النهار سمعت الخراساني يقول :" يا معشر الحجاج، وفد الله من الحاضر والبادي.! من وجد كيساً فيه ألف دينار فرده أضعف الله له الثواب "!. فقام له الشيخ ، وقال له : " يا خراساني ! لقد قلت لك بالأمس ونصحتك ، وبلدنا ـ والله ـ فقير ،قليل الزرع والضرع ، وقد قلت لك أن تدفع إلى واجده مائة دينار فلعله يقع بيد رجل مؤمن يخاف الله عز وجل فامتنعت ، فقل له عشرة دنانير منها فيرده عليك ويكون له في العشرة دنانير ستر وصيانة "!، فقال له الخراساني : "لا نفعل ، ولكن نحيله على الله عز وجل "، وافترقا..

فلما كان من الغد سمعت الخراساني ينادي ذلك النداء بعينه فقام الشيخ فقال له : " يا خراساني قلت أمس الأول العشر منها وقلت لك عٌشْر العَشْر أمس واليوم أقول لك عُشْر عُشْر العَشْر ، يشترى بنصف دينار قربه يستقي عليها للمقيمين بمكة بالأجر ، وبالنصف الآخر شاه يحلبها ويجعل ذلك لعياله غذاء"!، قال:" لا نفعل ولكن نحيله على الله عز وجل "، فجذبه الشيخ من ثيابه وقال :" تعال خذ كيسك ودعني أنام الليل وأرحني من محاسبتك "!، فقال له الخراساني :" امش بين يدي ". فمشى الخراساني خلف الشيخ ، وتبعتهما فدخل الشيخ ، فما لبث أن خرج ، وقال:" ادخل يا خراساني " فدخل ، ودخلت ، فنبش تحت درجة له مزبلة واخرج منها الكيس وقال :"هذا كيسك؟ " فنظر إليه وقال : "هذا كيسي" ، ثم حلّ فم الكيس وصبّ المال منه في حجره مراراً، وقلّبه ، وقال: "هذه دنانيرنا "،وأمسك في الكيس بيده الشمال ، ورد المال بيده اليمين فيه ، وشده شداً سهلاً ، ووضعه على كتفه ، ثم أراد الخروج فلما بلغ باب الدار رجع وقال للشيخ : " يا شيخ .. مات أبي رحمه الله وترك من هذا ثلاثة آلاف دينار ، فقال لي أخرج ثلثها ففرقه على أحق الناس عندك ، وبع رحلي وأجعله نفقة لحجك ، ففعلت ذلك ، وأخرجت ثلثها ألف دينار ، وشددتها في هذا الكيس ، وما رأيت منذ خرجت من خراسان إلى هاهنا رجالاً أحق به منك ، خذه بارك الله لك فيه ، ثم ولّى وتركه ..

فوليت خلف الخراساني فعدا الشيخ خلفي فلحقني وردني فقال لي : "اجلس فقد رأيتك تتبعني في أول يوم عرفت خبرنا بالأمس واليوم ، وهذه هدية من الله ، والهدية لمن حضر ." ثم قال: " يا لبابة .. هاتوا الكيس" ثم صاح ببناته وأخواته ، وقال : ابسطوا حجوركم ، فبسطت حِجْري ، وما كان لهن قميص له حِجْر يبسطونه، فمدوا أيديهن ، وأقبل يعُدّ ديناراً ديناراً حتى إذا بلغ العاشر ، قال : ولك دينار ، حتى فرغ الكيس . وكان به ألف دينار فأصابني منه مائة دينار ، فتداخلني من سرور غناهم أشد مما داخلني من سرور أصابني بالمائة دينار . فلما أردت الخروج قال لي: "يا فتى إنك لمبارك ولا رأيت هذا المال قط ولا أملته وإني لأنصحك أنه حلال فاحتفظ به، واعلم أني كنت أقوم وأصلي الغداة في هذا القميص الخلِقْ ثم أنزعه فتصلي نسائي واحدة واحدة ثم أكتسب المعاش إلى ما بين الظهر والعصر ثم أعود في آخر النهار بما فتح الله عز وجل لي من أقطٍ وتمرٍ وكسرات ومن بقول منبوذة، ثم أنزع قميصي فيتداولنه فيصلين فيه المغرب والعشاء ، فنفعهن الله بما أخذن ونفعني وإياك بما أخذنا ورحم الله صاحب المال في قبره ، وأضعف ثواب الحامل للمال وشكر له ".

ويستمر الطبري في روايته: " فودعته وكتبت العلم بهذا المال عدة سنين كنت أتقوت به وأشتري منه الورق وأسافر وأعطي الأجرة فلما كان بعد سنة 256هـ سألت عن الشيخ بمكة فقيل إنه مات بعد ذلك بشهور،ووجدت بناته ملوكاً تحت ملوك ، وماتت الأختان وأمهن ،وكنت أنزل على أزواجهن وأولادهن فأحدثهم بذلك فيستأنسون بي ويكرمونني ، ولقد حدثني محمد بن حيان البجلي في سنة 290هـ إنه لم يبق منهم أحد.. فبارك الله لهم فيما صاروا إليه ورحمة الله عليهم أجمعين". أ.هـ

ثانيا

1 ـ حدثت القصة السابقة سنة 240هـ وتوفى بطلها أبو غياث المكي سنة 241هـ

وحكاها الطبري سنة 300هـ وكان عمره حين شهد تلك القصة 16 عاماً.

واستمر يطلب العلم ويستعين عليه بذلك المال .وعاشت معه تلك القصة إلى أن توفى سنة310 هـ والغريب أن الطبري وأبا غياث المكي كليهما عاش 86 عاماً !!

2 ـ ونرى فيها شخصية البطل ( أبو غياث المكى ) شيخا عجوزا غاية فى الفقر ، وغاية فى الصبر أيضا ، فهو يعول ثمانية من النساء ، ويضطر للتجول بحثا عن نفايات الطعام وما تيسر من الرزق ، ونساؤه لا يجدن ثوبا لكل واحدة منهن ، ومع ذلك فهن مثله فى الصبر والمحافظة على الصلاة والتمسك بالفضائل.

3 ـ دخل هذا الرجل فى إختبار شديد حين عثر على كيس فيه ألف دينار ، وطمع فى أن يرده الى صاحبه وأن ينال مكافأة قانونية تساعده على شظف المعيشة . وحين نادى الخراسانى صاحب الكيس الضائع يناشد من عثر على المال أن يردّه ، وقف له أبوغياث المكى متكلما باسم من يجد الكيس يعرض أن تكون له مكافأة العشر أى مائة دينار ، ويعلل هذا بالفقر وسوء حال المقيمين بمكة وقتها . ولكن الخراسانى رفض واستعان على من يجد الكيس ولا يسلمه له برب العزة يوم القيامة.وفى اليوم التالى جدّد الخراسانى النداء ووقف له أبوغياث يجدد العرض ولكن بعشرة دنانير فقط . وتكرر رفض الخراسانى بنفس الاستعانة بالله جل وعلا .وفى اليوم التالى تكرر نفس النداء فعرض أبوغياث مكافأة لا تزيد على دينار واحد يستعين به من يجد الكيس فى شراء قربة ماء يسقى بها الحجاج بأجر وشراء شاة يشرب منها أهله ، فرفض الخراسانى بنفس الاسلوب ، فجذبه الشيخ ودعاه الى أن يأتى الدار ليأخذ كيس ماله . ويأخذه . ثم نعرف أن الخراسانى جاء بهذا المال وصية من أبيه عند الموت بأن يفرّقه على المحتاجين من أهل الحرم .وترك لهم الخراسانى المال كله تنفيذا لوصية أبيه الراحل.

4ـ كان الطبرى فى شبابه شاهدا على هذه القصة متابعا لأحداثها ، وشهد نهايتها السعيدة ، وكان الشيخ يراقب الطبرى أيضا ، فلما أعطاه الخراسانى الكيس صمم الشيخ على ان يشاركهم الطبرى فيه بالتساوى ، وأعطاه مائة دينار. واستعان بها الطبرى فى سفره وتنقلاته وشراء مستلزمات الكتابة .وتعمقت صلة الطبرى بهذه الأسرة ، وعاش الطبرى فى بركات هذه المائة دينار ، ولا زالت بركاتها تلاحق كل من يعتمد على مؤلفات الطبرى وعلمه ، وأقصد تاريخ الطبرى بالذات ، وهو عمدة الحوليات التاريخية .

5 ـ هذا الشيخ التقى عاش حياته يرجو دينارا واحدا يشترى به قربة ماء يسقى بها الحجاج بأجر وشاة يعيش مع أهله على لبنها . وقتها كان يحكم الخليفة المتوكل ، وهو واحد من أثرى ومن أسوأ الخلفاء العباسيين ، وهو الذى فرض الأحاديث دينا تحت اسم السّنة عام 234 ، وامتلأ عهده بالظلم واضطهاد أهل الكتاب والشيعة والصوفية ، ومصادرة أموال الناس ، كما تميز عهده أيضا بالكوارث الطبيعية ، حتى أنه فى عام 239 ـ قبل وقوع هذه القصة بعام واحد ـ عثر بعضهم على شقفة فى نخلة مكتوب عليها (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) وقوله تعالى (إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) وفى العام التالى 240 الذى حدثت فيه هذه القصة توالى نزول البلاء حسبما جاء فى الحوليات التاريخية من صيحة من السماء فى مدينة خلاط فى ارمينيا الى خسف 13 قرية فى شمال أفريقيا والقيروان الى عواصف هائلة أتت من شرق مرو ووصلت الى العراق والشام وجراد ومطر هائل فى بغداد . وفى سنة 245 عمت الزلازل معظم البلاد التابعة للخلافة العباسية .

كان الخليفة المتوكل وأعوانه وقتها ينهبون أموال المسلمين ويعيش مترفا يبذّر المال على أتباعه والمنافقين من الشعراء.وحين كان يعانى أبو غياث المكى الجوع ويحتاج الى دينار واحد يشترى بنصفه شاة يعيش واسرته على لبنها كان الخليفة المتوكل ينثر الذهب على الشعراء. ، ومنهم الشاعر مروان بن ابى الجنوب، حتى قيل : ما أعطى خليفة شاعرا ما أعطى المتوكل الشاعر مروان ابن أبى الجنوب. وقد إستشعر هذا الشاعر الحرج من كثرة عطاء الخليفة المتوكل له مئات الألوف كل مرة فترجّاه أن لا يعطيه المزيد من المال وقال له هذا شعرا :

فأمسك ندى كفيك عنى ولا تزد فقد خفت أن أطغى وأن أتجبرا

فقال له المتوكل : لا أمسك حتى يغرقك جودى . وأعطاه 120 الف دينار !!.

كان الخليفة المتوكل ماجنا سكيرا متفرغا للخمر والنساء واللهو مع حبيبته قبيحة أم ابنه المعتز وغيرها ، وكان له ثلاثة آلاف جارية ، وقد مارس الجنس معهن جميعا حسبما قيل عنه ، وذكر ذلك المسعودى فى تاريخه ( مروج الذهب ) . وظل سكيرا ماجنا تاركا شئون الدولة يديرها جنده من الغلمان الأتراك الى أن قتله غلمانه الأتراك بمؤامرة ابنه المنتصر،إذ دخل عليه ليلا خمسة منهم وهو يسكر مع وزيره وصديقه الفتح بن خاقان فقتلوهما ، فى الخامس من شوال عام 247 وتولى ابنه المنتصر بعده فقله الأتراك بالسم أيضا فى خامس ربيع الأول عام 248 ، فلم يمكث المنتصر فى الخلافة سوى أشهر معدودة وكان عمره اقل من 26 عاما.

6 ـ ونعود الى هذا الشيخ التقى وقد دخل مع أسرته محنة إختبار قاس فنجحوا فيه ، وصدق فيهم قوله جل وعلا:(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) . بينما خسر فى الاختبار الخليفة المتوكل . ففى هذه القصة شخصان من البشر، عاشا فى نفس العصر واختلفت ظروفهما : أحدهما خليفة وهو المتوكل الذى عاش ماجنا عاصيا بالعقيدة وبالسلوك ، وابتلاه الله جل وعلا بالمال والثروة والسلطة فرسب فى الاختبار ، ومات قتيلا بيد ابنه وما أغنى عنه ماله وما كسب . والآخر هو أبو غياث المكى الذى إبتلاه الله جل وعلا بالفقر المدقع فصبر الى النهاية فرزقه الله جل وعلا من حيث لا يحتسب وبارك فيه فى آخر عمره وفى ذريته .

وكان من بركة ماله مائة دينار لا زلنا حتى الآن نستفيد منها وهى كتب الطبرى . والطبرى مهما اختلفنا معه عقيديا وفكريا فلا بد من الاعتراف بأنه كان أمينا فى نقل ثقافة عصره الينا ، سواء فى التاريخ أو فيما يعرف بالتفسير . وهو فى نظرى أعظم مؤرخى المسلمين .وبالمناسبة ، فقد كان ضحية للحنابلة فى آخر أيامه . وتلك قصة أخرى تعرضنا لها من قبل.

هذه المقالة تمت قرائتها 496 مرة

 


التعليقات (2)
[64855] تعليق بواسطة نجلاء محمد - 2012-03-01
جشع الحكام العرب وظلمهم للشعوب ظاهرة تستحق الدراسة .

الذي نتعلمه من بين سطور التاريخ من حكايات كالتي بين أيدينا وغيرها الكثير ، أن الحكام العرب مردوا على الطمع والشجع ونهب مال الشعوب وظلمها ، بداية من السلطة وفي النهاية استيلاء على مقدرات الشعوب وأموالها وظلم وقهر لها .


والسؤال الذي يفرض نفسه هل هناك شيء في الجينات العربية تكثر في الحكام العرب تسبب هذه المشكلات التي لا حل لها ؟!


أم أن فساد العقيدة هو المسئول الأول والأخير عن هذا الجشع ؟


من مآسي حدثت وتحدث في عصرو مختلفة .


ففي عصرنا الحاضر أسر مصرية مطحونة ومعظمها يعيش تحت خط الفقر !


وفي المقابل نجد من يمتلكون مليارات وفلل وقصور وعمارات فخمة وهم يرون من لا يجد مكان يأويه ولا قوت يومه ، ومع ذلك لا تتحرك فيهم شعرة للحد من هذا الظلم الاجتماعي ،


وظاهرة أطفال الشوارع مثال صارخ عن هذا الظلم الاجتماعي الذي تعاني منه مصر ومعظم الشعوب العربية والاسلامية .

 

[64872] تعليق بواسطة محمد عبدالرحمن محمد - 2012-03-02
والله بلدنا ما هو فقير ولا نشكو قلة الزرع ولا قلة الضرع..!

  • الأستاذ والمربي الفاضل / دكتور أحمد صبحي منصور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. جزاك الله خيرا الجزاء على جهادك في تربية ضمير المصريين المؤمنين بالقرآن وكفى مصدرا للإسلام .. وعلى هذا الهدي القرآني الذي اغترفت منه فصار لنا مرجعية للوصول إلى الحق والعدل ..

  • وبعد ما قرأت المقال .. ووصلت إلى نداء (أبو غياث المكي) وهو يقول عن مكة وقتها (والله إنا بلدنا لفقير ونشكو قلة الزرع وقلة الضرع) .. اتحسر على أوضاع الجماهير العربية والمصرية الفقيرة والتي تعد بمئات الملايين من الفقراء في العرب وفي مصر على وجه الخصوص وبطبيعة حبنا لأهل وطننا مصر ..

  • وتذكرت وفاة الأمير الحرامي بندر بن سلطان تاركاً 270 مليار دولار أمريكي.. وأنا اعلم من زملاء لي يعملون بالسعودية ان هناك أسراً فقيرة جدا لا تسمع عن مقتنيات الحضارة من التكييف في الفلل والقصور والمنتجعات ولا الولائم العملاقة التي تقام عند زيارة أحد أفراد الاسرة السعودية لأي منطقة فيها إلى أحد التجار الكبار أو أحداً آخر من باقي أفراد العائلة..

  • وحكى لي أحدهم وكان يعمل طباخاً في أحد تلك القصور أنه كان أحد أفراد الأسرة الحاكمة وكان أميراً يزور تاجرا كبيرا في قصره وهو ايضا من أفراد الاسرة؟؟ انهم أقاموا له وليمة ذبحوا بها أكثر من مائة وسبعين خروفاً بكل ما يلحق بها من حشوها بالمكسرات الفاخرة والفواكه والنبيذ والخمور . الخ..

  • وعندما تقدم الأمير للطعام.. أكل قضمة واحدة من أحد الخرفان المطهية بهذه الطريقة الملكلفة.. وقام ..

  • وبعد انتهاء المأدبة العملاقة الظالم أهلها .. قامت اللودرات بإزالة المأدبة إلى الجبل ورميها بعيدا في الصحراء التي حول القصر ليأكل منها الضباع والتعالب والكلاب .. ولا يجد كثيرا من المسلمون في الصومال ولا مورتانيا ولا السودان الخبز الحاف ..

  • هذا كلام الطباخ الذي كان يعمل في هذا القصر..!

  • وبالمثل نحن نقول عمن سرقوا أقوات المصرين وثروات المصريين من عائلة مبارك وأعضاء المجلس والملأ الفاسد .. وقوارين مباراك وهاماناته.. نقول لهم عن مصر

  • عكس ما قال أبو غياث (والله إن هذا البلد ما هو فقير ولا نشكو قلة الزرع ولا قلة الضرع) ولكنكم فجرتم وسرقتم ثروات مصر ومصرون ألا ترودها بعد كل نداءات المصريين لكم بتقوى الله ورد حقوق المصريين لهم..

  • شكرا لك والسلام عليكم ورحمة الله.