أم سلمة : زوجة أبى العباس السفاح أول خليفة عباسى

في الإثنين ٢٥ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

1 ـ العادة أن من يقيمون الدول لا يجدون الوقت للاستمتاع بالمحظيات والجواري الفاتنات، حتى إذا توطدت الدولة وورث أبناؤهم ملكاً مستقراً اتسع الوقت أمام الأبناء للتمتع واللهو والمجون ، وهذه القاعدة تنطبق أكثر على الدولة العباسية ، فأبو جعفر المنصور الذي شارك أخاه أبا العباس في تأسيس الدولة ثم قام بنفسه على توطيدها ، لم يكن له في مبدأ حياته وقت لكي يستمتع بالجواري فلما أحس بالاستقرار تلفت حوله لكي يسرق لحظات من المتعة قبل أن تدركه الشيخوخة فوجد زوجته له بالمرصاد، إذ كان أبو جعفر قد تزوجها في فقره فاشترطت عليه ألاّ يتزوج عليها وألاّ يتخذ عليها سرائر ـ أي جواري محظيات ـ ووفّى لها أبو جعفر ، حتى إذا أدركه الشيب واستقر له الأمر ، ووجد أتباعه من كبار القادة يتمتعون بالجواري الفاتنات من كل صنف وجنس اتخذ قرارا بأن ينقض عهده مع امرأته ، ولكن الزوجة الغيور أحبطت محاولاته ، كان المنصور يرسل إلى الفقهاء يستفتيهم ليجدوا له مخرجاً يستطيع به التحلل من عهوده لزوجته العنيدة حتى يتمتع بالجواري الحسناوات ، ولكن الزوجة كانت ترسل بالهدايا إلى نفس الفقهاء ولا تزال بهم حتى يرفضوا منحه الرخصة والتأويل ، ثم ماتت الزوجة العنيدة ، وفي نفس اليوم أهديت للمنصور مائة جارية بكر من أجمل بنات الدنيا فاحتفل معهن بخلاصه من أسر زوجته العجوز الراحلة.

واختلف الحال مع ذرية المنصور من الخلفاء العباسيين فكان للواحد منهم آلاف الجواري يستمتع بهن ما شاء ، وعلى سبيل المثال فقد كان للخليفة المتوكل أربعة آلاف جارية حسناء ، وقد استمتع بهن جميعاً في حياته المباركة.!!

2 ـ وقصة أبي العباس السفاح ـ أول خليفة عباسي ـ مع زوجته أم سلمة بنت يعقوب إحدى النوادر..

كانت أم سلمة من بني مخزوم من أشراف قريش ، أبوها يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة ، وقد تزوجت عبد العزيز ابن الخليفة الوليد بن عبد الملك الأموي ، وبعد أن مات عنها ورثت منه أموالاً كثيرة فطمع فيها هشام بن عبد الملك فتزوجها ، وتولى هشام الخلافة ، وكان بخيلاً مقتراً على نفسه ، فاحتملته إلى أن مات وورثت عنه جملة أخرى من الأموال والجواهر. وبقيت عَـزبة تتطلع لأن تتزوج بشاب من قريش ، ويا حبذا لو كان فقيراً وسيماً يتمتع بمالها وهي تتمتع بشبابه وجماله ، وبينما هي تجلس في دارها تتخيل عريسها إذ مر عليها أبو العباس ، وكان شاباً وسيماً ، فتعلقت به وسألت عنه فعرفت أنه من نسل علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي ، فأرسلت إليه إحدى جواريها المسنات تعرض عليه أن يتزوجها ، وقالت لخادمتها العجوز: قولي له هذه سبعمائة دينار تستعين بها على شئونك ، والتقت به الخادمة وتحدثت له عن نسب سيدتها وثروتها ورغبتها فيه وعرضها عليه الزواج ، فقال لها أبو العباس : إنى فقير لا مال عندي ، فأعطته الخدامة السبعمائة دينار وقالت له استعن بهذا على أمرك ، فرضي أبو العباس وكان ذلك المال يعتبر ثروة هبطت على أبي العباس من حيث لا يحتسب ، ولذلك سارع أبو العباس بالذهاب إلى أخ أم سلمة وطلب يدها وقدم له مهرها خمسمائة دينار ، وأهداها مائتي دينار ، فزوجها له . واستعدت أم سلمة لدخوله عليها ليلة الزفاف ، فغطت جسدها كله بالجواهر والذهب وجلست على منصة مرتفعة ، فحاول أن يصل إليها فلم يستطع ، فأمرت جواريها فاجتمعن حواليها فنزلت معهن وغيرت ثيابها ووضعت عنها جواهرها ولبست ثياباً مصبـًّغة ملونة ، وأبدلت المنصة بأثاث قريب من الأرض ، ودعته إليها ، ولكنه كان مبهوراً بما يرى فلم يستطع أن يصل إليها ، فقالت له : لا يضرك هذا ، كذلك الرجال كان يصيبهم ما أصابك ، ثم خلعت عنها بهرجها وزخرفها وأقبلت عليه بما يأنس من الثياب فأنس إليها ودخل بها . وتمكنت من قلبه بعدها ، وحظيت عنده حتى حلف ألا يتزوج عليها وألا يتسرى أي يتخذ عليها جواري محظيات ـ فولدت له محمداً و ريطة. وتمكن نفوذها عليه بعد أن أنجبت منه .

ولما أقام الدولة العباسية كان لا يقطع أمراً إلا بمشورتها ، ولم يكن يدنو إلى غيرها من النساء ووفـّى لها بما أقسم ، وكان يقول لجلسائه : أتركوا الحديث في النساء والطعام..

3 ـ وكان خالد بن صفوان من فصحاء العرب ودهاتهم ، وكان أبو العباس السفاح يميل إلى مسامرته ، وقد اختلى به الخليفة يوماً فوجدها خالد فرصة ليزيد من مكانته عند الخليفة السفاح فقال له : يا أمير المؤمنين ، إني فكرت في أمرك وسعة ملكك وقد ملكت نفسك امرأة واحدة ، واقتصرت عليها فإن مرضت مرضت وإن غابت غبت ، وحرمت نفسك التلذذ باستظراف الجواري ومعرفة أخبار حالاتهن والتمتع بما تشتهي منهن ،  فإن منهن يا أمير المؤمنين الطويلة الغيداء ، وإن منهن البضة البيضاء ، والعتيقة الأدماء ، والدقيقة السمراء ، والبربرية العجزاء ، من مولدات المدينة تفتنّ بمحادثتها وتلذ بخلوتها ، وأين أمير المؤمنين من بنات الأحرار والنظر إلى ما عندهن وحسن الحديث منهن؟.. ولو رأيت يا أمير المؤمنين الطويلة البيضاء والسمراء اللعساء والصفراء العجزاء ، والمولدات البصريات والكوفيات ، ذات الألسن العذبة والقدود المهفهفة والأوساط المخصرة ، والأصداغ المزرفة ، والعيون المكحلة ، والثدي المحققة ، وحسن زيهن وشكلهن ، لرأيت شيئاً حسناً ..

وأخذ خالد بن صفوان يجيد في الوصف ويستعمل ما أوتي من فصاحة ويكثر من الإطناب بحلاوة لفظه ومنطقه ، فلماء فرغ من كلامه قال له الخليفة السفاح: ويحك يا خالد ، ما صكّ مسامعي والله قطّ كلام أحسن مما سمعته منك ، فأعد علىّ كلامك فقد وقع منـِّي موقعاً حسناً . فأعاد عليه خالد نفس الكلام وأجاده حتى أخذ بعقل الخليفة ، وتركه رجلاً مختلفاً عما كان ، وظل يفكر فيما سمعه من كلام خالد . فدخلت عليه امرأته أم سلمة فلما رأته مستغرقاً فر تفكيره قالت له: هل حدث يا أمير المؤمنين أمر تكرهه ؟ قال :  لم يكن من ذلك شيء . قالت : فما قصتك ؟ فجعل يحاول أن يـُداري عنها فلم يستطع ، وفي النهاية اعترف لها بما سمعه من خالد ، فقالت غاضبة: فما قلت لابن الفاعلة؟ فرد عليها الخليفة مستنكراً : سبحان الله ، ينصحني وتشتميه ، فخرجت من عنده غاضبة ، وبعثت من فورها جماعة من الشرطة إلى بيت خالد ، وأمرتهم أن يضربوه حتى لا يتركوا فيه عضواً صحيحاً..

4 ـ ويقول خالد بن صفوان يصف حاله بعد خروجه من عند الخليفة : "وانصرفت إلى منزلي وأنا على السرور بما رأيت من أمير المؤمنين وإعجابه بما ألقيته إليه ، ولم أشك في أن هداياه ستصلني ، فلم ألبث حتى وصلني أولئك الناس وأنا قاعد على باب داري ، فلما رأيتهم قد أقبلوا نحوي أيقنت بالجوائز والأموال والهدايا فوقفت أستقبلهم ، وقلت لهم: هاأنذا خالد بن صفوان، فسبق إليّ أحدهم بهراوة كانت معه فلما أهوى بها إلىّ وثبت فدخلت منزلي ، وأغلقت الباب عليّ واستترت ، ومكثت أياماً على تلك الحال لا أخرج من منزلي ، ووقع في خلدي أن تلك الكارثة جاءتني عن طريق أم سلمة ، وطلبني الخليفة أبو العباس طلباً شديداً ، فلم أشعر ذات يوم إلا بقوم قد هجموا علىَّ ، وقالوا: أجب أمير المؤمنين ، فأيقنت بالموت ، فركبت وليس عليّ لحم ولا دم ، فلم أصل إلى الدار حتى استقبلني عدة رسل فدخلت عليه فألفيته خالياً ، فسكنت بعض السكون ، فسلّمت ، فأومأ إليَّ بالجلوس ، ونظرت فإذا خلف ظهري باب عليه أستار قد أرخيت وحركة خلفها فعلمت أن أم سلمة خلفي تحصي عليّ أنفاسي ، وقال لي الخليفة : يا خالد لم أرك منذ ثلاث ، قلت: كنت عليلاً يا أمير المؤمنين ، قال: ويحك ، إنك كنت وصفت لي في آخر مرة شأن النساء والجواري ما لم أسمعه من أحد قط ، فأعده علي . قلت: نعم يا أمير المؤمنين ، أعلمتك أن العرب اشتقت اسم الضُّـرة من الضرر وأن أحدهم ما تزوج من النساء أكثر من واحدة إلا كان في جهد ، فقال: ويحك لم يكن هذا في الحديث ، قلت: بلى والله يا أمير المؤمنين ، وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأثافي القدر يغلي عليهن ، قال الخليفة: برئت من قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت سمعت هذا عنك في حديثك ،قلت : وأخبرتك أن الأربعة من النساء شر مجموع لصاحبهن يُشيـَّبْه ويُهرمنه ويسقمنه . قال : ويلك ، والله ما سمعت هذا الكلام منك ولا من غيرك قبل هذا الوقت ، قلت بلى والله ، قال : ويلك أتكذبني ؟ قلت: وتريد أن تقتلني يا أمير المؤمنين ؟ قال: فاستمر في حديثك ، قلت: وأخبرتك أن أبكار الجواري رجال ولكن لا خصي لهن ، فسمعت الضحك من وراء الستر فقلت للخليفة : وقلت لك يا أمير المؤمنين إن بني مخزوم ريحانة قريش وإن عندك ريحانة من الرياحين وأنت تطمع بعينك إلى حرائر النساء وغيرهن من الإماء ، فسمعت من وراء الستر أم سلمة تقول: صدقت والله يا عماه وبررت ، وبهذا حـدَّثْت أمير المؤمنين ولكنه بدّل وغيّر ونطق عن غير لسانك ، فقال لي الخليفة : مالك قاتلك الله وأخزاك ، فتركته وخرجت وقد أيقنت بالحياة ، وعدت إلى داري فلحقني رسل من أم سلمة ومعهم عشرة آلاف درهم وثياب ودواب وغلام..

5 ـ وبعد هذه التجربة اكتفى الخليفة أبو العباس السفاح بنصيبه من الدنيا وأقنع نفسه بأن يستمر في مسامرة الرجال وأن يقتصر الحديث على جليل الأمور وعظيمها حتى لا يتطرق إلى ذكر النساء واللهو ، وحتى يعزّى نفسه من محنته هذه ويقنع نفسه بما هو عليه كان يقول لأبي بكر الهذلي: عجبتُ ممن يمكنه أن يزداد علماً فيختار أن يزداد جهلاً ، فقال له الهذلي: ما تأويل هذا الكلام يا أمير المؤمنين ؟ قال: بأن يترك مجالسة مثلك وأمثال أصحابك ويدخل إلى امرأة أو جارية فلا يزال يسمع سخفاً ويرى نقصاً ، فقال: له الهذلي ـ ينافقه ـ لذلك فضـَّلكم الله على العالمين وجعل منكم خاتم المرسلين . والذي لم يعرفه الخليفة السفاح أن الجواري كن متعة الخلفاء العباسيين بعده ، كن متعة الثقافة والشعر والأدب والغناء .. وأشياء أخرى.. لم يجربها السفاح ..الذى كان قطة أليفة بين يدى زوجته العجوز..  

هذه المقالة تمت قرائتها 578 مرة

 


التعليقات (2)
[59104]   تعليق بواسطة  محمود مرسى     - 2011-07-23
وما زال الأمر كذلك ..حتى يومنا هذا ...

الدكتور صبحي منصور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...  في هذا الوصف الدقيق لحال الحكام المسلمين العرب في هذا المقال  يمكننا أن نستخلص منه  سطوة المرأة أو الزوجة الأولى .. على ذلك الحاكم أو ذاك المستبد ..


 وبالطبه فهذه الزوجة قد شهدت معه وعاشت أيامه الأولى  من فقر وحرمان  أو من مؤمرات وحيل حتى يعتلي العرش ويمتلك الخلافة ..


  وبالتالي يكون سلطانها عليه أقوى من سلطانه على أمته وشعبه ..


 ومازل الأمر كذلك حتى يومنا هذا فزوجة الملك العربي او الخليفة أو السلطان أو الرئيس  هى في كثير من الحوال ما يكون بيديها الكثير من تسيير أمور الدولة من خلف الكواليس ..


 فالسيدة الأولى .. تحكم من خلف الستار .. ولو نظرنا غلى سوزان وجييهان لوجدنا العجب العجاب فيما كانتا يقررانه في حكم مصر من خلف الكوليس ..


 ومن عجب ان الكثير من التجار  المسمون برجال الأعمال كانوا يدركون ذلك وكانوا يرسلون للسيدة الأولى الهديا مع تقديم فروض الولاء والطاعة والاخلاص لها ولأولادها ..


 وقد مرضت جيهان السادات ذات يوم   في وعكة صحية ودخلت المستشفى  وكالعادة زارها كبار رجال مصر وقدموا كل ما يستطيعون من هديا وورود ودعوات بالشفاء حتى يكتسبوا ثقتها  وعطفها ..   

 

[59105]   تعليق بواسطة  محمود مرسى     - 2011-07-23
يتبع وما زال الأمر كذلك

 ومن بين هؤلاء الرجال  المشتغلين بالمال والصناعة والتجارة .. كان يوسف العراقي أشهر تجار  الموبيليا بدمياط  وكان قد علم بمرض جيهان  وقام على الفور بزيارتها في المستشفى  وكان دمياطيا بليغا  .. ذكيا 


وقال لها ألف سلامة للسيدة الولى وانا ما قدرش احدد  ذوق سيادتك في نوع الهدية اللي  ممكن أقدمها.. لذلك فضلت  فضلت أن ـختاري الهيدة بدطريقتك وما يناسب ثقافتك وذوقك العالي ..


 وكتب شيكا على بياض  وقدمه للسسيدة الأول  واكد لها  أن تكتب الملبغ التي يأتي ببالها مهما كان كبيرا ومهما كان بالملايين  وأنه ليس بكثير على السيدة الأولى كهدية لها ..


 الحقيقة ان رواي القصة وهو من المقربين ليوسف العراقي  قال ... أن جيهان كانت قنوعة جدا وذزق جدا .. ولم تكب في الشيك المفتوح  الا عشرة آلاف جنيه مصري في أواخر السبعينات ..


 ولو قارنا ام سلمة بجيهان لوجدنا ان أم سلمة أهدت خالد بن صفوان وهو من فصحاء الخلافة بيومها ومن المقربين لزوجها الخليبفة  أبو العباس السافح مبلغ عشرة آلاف دينار.. وبعض الهدايا القيمة الأخرى وذلك لنه أحسن التصرف في أمر يخصها ..


أين نحن اليوم من السيدة الأولى كما يطلق عليها اليوم من زوجات الخلفاء اللاتي كن ينفقن عشرة آلاف جنيه على احد رعاياها ورعايا زوجها الخليفة ..  من السيدة الولى سابقا والتي سرقت من جيوب المصريين أربعة  ونصف مليارت دولار امريكي  اي ما يوازي سسبعة وعشرين مليار جنيه مصري .. وكانت تحب أن يسموها بــ " ماما سوزان "  


 هل الأم تسرق  من أبنائها سبعة وعشرين مليار  جنيه مصري وأبنائها فقراء مرضى ومحرومين .. من متع الحياة .. أي  نوع من الأمومة  هذا؟؟؟