إعجاز الغيب فى القصص القرآنى

في الإثنين ٢٠ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

1 ـ   " تاريخ الطبري " هو عمدة الحوليات التاريخية .
 مؤلفه هو محمد بن جرير الطبري ( 224 – 310 هـ ) وأحداثه التاريخية تنقسم إلى تاريخ للماضي نقله الطبري عن السابقين ، ثم تاريخ معاصر للمؤلف نفسه نقله الطبري من موقع المعاصرة والمشاهدة وذلك في السنوات التي عاشها الطبري وأرخ لها .
 
2 ـ ونعطي لمحة سريعة عن التواريخ الماضية التي نقلها الطبري عن السابقين ، باعتبار الطبري عمدة المؤرخين.
 
الجزء الأول من ت&Clde;ن تاريخ الماضين في تاريخ الطبري هو تاريخ الأمم السابقة وبدأه الطبري بالحدث عن الزمان والليل والنهار وبدء الخلق للسماوات والأرض والشمس والقمر وآدم وهبوطه للأرض وتاريخ أولاد آدم إلى نوح وإبراهيم وأولادهما وتاريخ العرب وبني إسرائيل وأهل العراق والفرس والروم واليمن والغساسنة والمناذرة والجاهلية على أن يصل إلى أباء النبي عليه الصلاة والسلام ثم بحياة النبي قبل البعثة .
 
ثم يبدأ الجزء الثاني من تاريخ الماضي بأول سنة للهجرة أو الحوليات وتسير مع تاريخ الإسلام سنة بسنة إلى أن يأتي الطبري إلى العصر الذي عاشه منذ تاريخ مولده 224 إلى أخر سنة أرخ لها وهي 302 هـ .
 
والجزء الأول من التاريخ الماضي كان ينقله الطبري من القرآن الكريم حسبما يتيسر له ومن التوارة والأسفار الأخرى ، ومن المعارف المتداولة ومما ينقله الأحبار ورواة التاريخ القديم أو أصحاب الأخبار ، وهنا لا يهتم كثيرا بالعنعنة وسلاسل الرواة، ثم ينقل أخبار البعثة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين الذين لم يشهدهم عن طريق الروايات المعنعنة المسندة إلى أصحابها الرواة.. فنقل السيرة عن رواتها المشهورين ( إبان بن عثمان وعروة بن الزبير وشرجبيل بن سعد وموسى بن عقبة وابن إسحاق) وروي أخبار الردة والفتوحات عن سيف بن عمر الأسدي ونقل أخبار الفتنة الكبرى عن المدائني وأبي مخنف ، وروى تاريخ الأمويين عن عوانة بن الحكم ، وتاريخ العباسيين عن ابن أبي خيثمة ، وقد نشر الدكتور جواد على مقالات أضافية بعنوان " مواد تاريخ الطبري " استفاد بها محقق تاريخ الطبري ودارسي ذلك التاريخ .. ويهمنا هنا أن الطبري في كل ما نقل عن تاريخ الماضين قد حاول الدقة ما استطاع فنقل ما وصل إليه من تاريخ الأمم السابقة ، وأورد روايات التاريخ الإسلامي بطريقة المحدثين من السند والعنعنة ، وكان حرصه على تحرى الدقة يجعله يروي الروايات المتعددة المختلفة في الموضوع الواحد ، وكل منها بالسند والسلسلة والعنعنة ليترك للقارىء حرية الاختيار والبحث في أيها أصدق ولكي يقرر أن الحقيقة في روايات التاريخ البشري نسبية تحتمل الصدق والكذب.. حتى لو كانت تسير وفق روايات المحدثين الصارمة في السند والعنعنة ، وإذا كان ذلك حالها في التاريخ الماضي نسبية وأكثر قابلية للشك والريب فيما يخص التاريخ الماضي البعيد عن الأمم السابقة والبائدة .
 
والطبري في مقدمة كتابه أشار إلى اعتماده على ما وصل إليه من الأخبار التي أسندها إلى رواتها ، وأن كان فيها ما تستنكره العقول فان ذلك مرجعه لنص الرواية نفسها ، أي أنه اخلي مسؤوليته عن المتن واهتم بتوصيله ، كما هو ، وترك للباحثين بعده مهمة الفحص ونقد الروايات ، أي أنه قام بعلم التاريخ " كرواية " وترك لغيره مهمة علم التأريخ " كدراية " والتاريخ كما يقولون ( رواية ) و (دراية ).
 
3 ـ والطبري وهو يسجل تاريخ الماضين كان يحس بعجزه عن تحري الحقيقة المطلقة في ذلك التاريخ لسبب بسيط هو أنه غيب ولا يعلم الحق المطلق فيه إلا الله تعالى . وذلك هو الفارق الجوهري بين الحقيقة المطلقة في القصص القرآني والحقيقة النسبية في الروايات البشرية .
 
إن الروايات البشرية عن الأمم السابقة تقترب من الأسطورة بقدر ابتعادها عن الحقيقة التاريخية النسبية ،والدليل على ذلك ما يرويه الطبري في أخبار الأمم البائدة ، وما يرويه المقريزي في أخبار المصريين القدماء وقد جعل لهم أسماء عربية ومنازعات قبلية تفصح عن كونها أساطيرمخترعه خصوصا بعد أماطة اللثام عن الكتابات والتاريخ الفرعوني ، وحتى بعد استنطاق ذلك التاريخ الفرعوني من خلال النقوش والبرديات الفرعونية فان غياب الجانب الأسطوري فيها لا يعني نفي الشك عنها ، لأن الإنسان عرف الكذب والهوى قبل أن يعرف الكتابة والتدوين ، والفرعون الذى كان يسجل تاريخه كان حريصا على أن يقيم لنفسه حفل تكريم على حساب الملوك السابقين ولو بالاحتيال والاختلاق ، وحتى نسبة الآثار الفرعونية الكبرى لأصحابها المشهورين لا تزال محل شك ، والدليل على ذلك أن الهرم الأكبر لا يعني بالضرورة أن صاحبه هو خوفو .. والواقع أنه كلما تباعد الزمن الذي وقع فيه الحدث التاريخي ازدادت صعوبة التحقق منه وازدادت سحب الشك حول أصله وتفاصيله ومدى الحقيقة النسبية والأسطورة فيه .. وهنا يتجلى الإعجاز في القصص القرآني في تاريخ الأنبياء والأمم السابقة .
 
4 ـ إن قصص الأنبياء السابقين لم تكن في معزل عن تاريخ أقوامهم ، أي أنه تاريخ للقوم الذين عاصروا النبي وتعايشوا معه وكيف انتهي مصيرهم ، وقد تحدث القرآن عن أنبياء ذكرتهم التوراة مثل نوح ولوط وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وأنبياء بني إسرائيل من يوسف إلى موسى وهارون وداود وسليمان وذكريا والياس وعيسى بن مريم ، بالإضافة إلى يونس وإدريس ، ثم ذكر القرآن أنبياء من العرب نعرف عروبتهم من الأسماء والسياق مثل صالح وهود وشعيب ، ثم يتحدث القرآن عن التاريخ العالمي بدءا من خلق آدم وهبوطه للأرض إلى الطوفان ، ويذكر تواريخ حضارات قديمة وأمم سابقة مثل سبأ والمصريين القدماء وأصحاب الفيل وأصحاب الأخدود وأهل الكهف وأهل القرية التي كذبت المرسلين ، هذا بالإضافة إلى لمحات عن عرب الجاهلية والكنعانيين والكلدنيين وبابل .. الخ .
 
5 ـ ومع هذه الشمولية في التاريخ القديم فان القرآن أورده بالحق المطلق الذي لا ريب فيه ولا شك فيه على الإطلاق . ومع هذه الشمولية في ( الكم ) والحق اليقيني في ( الكيف ) فان قصص الماضين في القرآن لها سمات أعجازية أخري ، منها :
* - أن القصص القرآني لم يقتصر على أيراد الحق المطلق في التاريخ الذي نعرف هوامشه أو الذي تعرض للتحريف في الأسفار القديمة ، وإنما أورد حقائق تاريخية عن أمم اندثرت وانتهي العلم بها ولو لم يذكرها القرآن ما علم بشر عنها شيئا.. مثل قصة مدين والنبي شعيب ، والعرب البائدة عاد وثمود والله تعالى يقول عنهم (   وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى ) ( النجم – 50) . ويقول (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ) إلى أن يقول (فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ) ( الحاقة – 5 ) ويقول تعالى عن تلك الأمم البائدة التي انتهي العلم بها لولا القرآن (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ) ( مريم – 98 ) .
 
*إن الحق المطلق في القصص قد صحح التحريفات التي ادخلها اليهود على تاريخ أنبيائهم ، خصوصا في سيرة الأنبياء إسحق ويعقوب وأبنائه وموسى وهارون، وإبراهيم ولوط .. واستعراض ذلك يخرج بنا عن موضوعنا الأساسي .
*على أن الحق المطلق في القرآن لم يكتف بذكر التاريخ الماضي إجمالا وإنما ذكر التفصيلات في الأقوال وفي الأفعال بطريقة توضح للباحث بعض الغوامض في الحياة الاجتماعية والإنسانية والعقلية لأولئك الأقوام في زمنهم السحيق . نوح مثلا قال لقومه (وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ) ( هود : 29 ) .                                                                         إذا كانوا يعرفون المال ويتعاملون به ، ونفهم من خلال الآيات السابقة أن المستكبرين من قومه استكثروا أن يجلسوا مع نوح وهو يجمع حوله أتباعه الضعفاء ، فطلبوا منه أن يطردهم ،وذلك يعني أن الغطرسة الطبقية ليست من اختراع عصرنا الحديث ، وأهل مدين قالوا للنبي شعيب مستهزئين ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ) . وقالوا يهددونه (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ) ( هود : 87 – 91 ) . أي أن شعيب كان يصلي ، وكان صاحب عزوة في قومه ، وكان قومه أصحاب ثروات جمعوها من التحايل التجاري كما يظهر من وصية شعيب لهم بعدم تخسير الكيل والميزان أو بخس الناس أشيائهم .
* والغيب الإلهي الذي يتميز به القصص القرآني نفذ إلى التآمرات السرية التي كان يحكيها الأشرار في الخفاء ، ولم يعلم بها غيرهم الذين كانوا يعيشون في نفس العصر ، ولكن الله تعالى هو الذي يعلم السر وأخفى وقد أورد تلك المؤامرات التي حدثت سرا في ذلك الزمن السحيق .. وهناك أكثر من مثال .                                                        فليس في التوراة التي بين أيدينا أن إخوة يوسف تآمروا سرا على قتله ، مع أن كاتب التوراة أورد كثيرا من التفاصيل التي تختلف أكثريتها مع القرآن فيما يخص علاقة يوسف بأبيه وإخوته( سفر التكوين : إصحاح 37 ) . ولكن القرآن حكى أقاويلهم حين اجتمعوا ينفثون حقدهم على يوسف (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ )
ولأن ذلك تم سرا لم يشهده أحد إلا الله تعالى فإن الله تعالى يقول في نهاية قصة يوسف (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ : يوسف 7- 102 ).
 وفي قصة ثمود تآمر تسعة من المفسدين على قتل صالح وأهله واتفقوا على الخطة ولم يعلم بأمرهم إلا الله تعالى ، وقد اخبر عنهم في القرآن بينما هلك أهل ثمود الكفار وهم لا يعلمون المتآمرين الذين تسببوا في إهلاكهم ، يقول تعالى ( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) ( النمل – 48 ) .
* والله تعالى يمتن على خاتم الأنبياء بأنه أخبره بذلك الغيب المكنون عن أحوال السابقين الذي لم يكن يعرفه أحد ، يقول تعالى له عن قوم نوح (   تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا ) ( هود : 49 ) ، ويقول له (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) .. ( وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا ) .. (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا ) ( القصص 44 ، 45 ، 46 ) .
* والقصص القرآني قام بسد فجوات في التاريخ القديم">قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ :النمل 65 ) إذن فذلك الغيب الإلهي والمذكور بعضه في القرآن فوق امكانات العقل البشرى ولا يملك العقل المؤمن إلا التسليم به وتدبر آياته ليزداد إيمانا ومعرفة به .
ومن حسن الحظ أن بعض محققي المؤرخين المسلمين كانوا يفهمون ذلك ، وكانوا يعرفون الفارق بين القصص القرآني الذي يستقبلونه بالتسليم والروايات التاريخية التي كانوا يتعاملون معها بالنفي والإثبات والجدال والنقاش . 
 
 
 

هذه المقالة تمت قرائتها 4809 مرة

 


التعليقات (1)
[43733]   تعليق بواسطة  عائشة حسين     - 2009-11-21
الغيب الالهي المذكور بعضه في القرآن

لذلك فالغيبيات التي جاء بها القرآن في القصص القرآني وأحوال الآخرة والسمعيات تتطلب الإيمان بها كما هي ، والمؤمنون هم (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) البقرة 3 ، وذلك الغيب جاء في الكتاب الذي (لَا رَيْبَ فِيهِ) البقرة 2 . ومصدر ذلك الغيب هو رب العزة جل وعلا وحده (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ :النمل 65 ) إذن فذلك الغيب الإلهي والمذكور بعضه في القرآن فوق امكانات العقل البشرى ولا يملك العقل المؤمن إلا التسليم به وتدبر آياته ليزداد إيمانا ومعرفة به


في بدابة سورة البقرة نجد أن أول ما وصف به المتقون هو " الذين يؤمنون بالغيب "لكن هناك خصوصية للآخرة " بوقنون "


" الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ".


أما غيب السماوات والأرض وعلم ما تبدون وما كنتم تكتون الذي جاء في سياق قصة آدم عليه السلام مع الملائكة فالمصدر الوحيد هو رب العزة :


" قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتون " مصدر الغيب هو رب العزة وحده

 


من ضمن الغيب الالهي المذكور  بعضه في القرآن ،في قوله تعالى في سورة يوسف : " إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين "  فبنص القرآن أن الكواكب عددها أحد عشر،  لوقت قريب كان العلماء يذكرون أن عددهم هو تسعة كواكب فقط ، إلا أنهم اكتشفوا كوكبان  آخران ،   مع إن القرآن كتاب هداية كما نعلم ، لكن هذا لا يمنع أن تكون به بعض الاشارات العلمية  أو الفلكية  ،وما المانع في هذا  يجب أن نسلم ونؤمن بها إيمانا لا يخضع لأي شك.