لا لا .... أنا شعبى لا يثور

في الجمعة ٢١ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

لا لا أنا شعبى لا يثور

شعبى يحبنى. شعبى يعرفنى جيدا، يعرف قدرى، يعرف أفضالى عليه، يعرف كفاحى من أجله، يعرف كيف ضحيت بكل شىء من أجله، يعرف أننى لم أكن أبدا كزين العابدين بن على ولن أكون.

لكن الشعوب ذاكرتها ضعيفة وتنسى وتحب شهوة السلطة خصوصا إذا حُرِمت منها مدى الحياة؟

لا أنا شعبى طيب، شعبى ليس هكذا.

طيب، لنفرض أن قوى شريرة تسلطت عليه وعبثت أصابعها بعقله وصورت له أن مشاكله يمكن أن يحلها خروج جماعى إلى الشوارع لكى يستمتع بنهب قصورك والتطاول على أسرتك وتصفية حساباته مع الذين ظلموه من رجالك، ومع الذين تقول المعارضة إنهم نهبوا خيرات البلاد من رجال عهدك، المشهد بصراحة مغرى، أنا لو كنت شابا طائشا عاطلا عن العمل أو موظفا مطحونا يعانى من نكد زوجته لتمنيت أن أخرج إلى الشوارع لأفعل أفعالا شريرة كهذا.

لا، لا، قلت لك شعبى ليس هكذا.

لكن الإنسان يتغير، ألم يكن الرئيس التونسى يقول هكذا عن شعبه قبل أن يفاجأ بغدر هذا الشعب به.

صحيح أن شعبى طيب، لكننى من باب الاحتياط عملت حساب غدره المفاجئ من زمان، أنا شعبى طيب، لكنه ممسوك جيدا.

والشعب التونسى كان ممسوكا جيدا بعشرات الأجهزة الأمنية ومع ذلك لم ينفع ذلك زين العابدين ببصلة.

لا أنا شعبى ممسوك من أكثر من جهة، أقلها تأثيرا وخطرا الأجهزة الأمنية، أولا شعبى ليس طماعا.

تقصد ليس طموحا.

لا أقصد أنه ليس طماعا، يرضى بالحد الأدنى فى كل شىء.

لكنه الآن لا يجد الحد الأدنى.

من قال لك ذلك، لو كان ذلك حقيقيا لثار من زمان، سأحرص دائما على أن أوفر له الحد الأدنى. ثم لا تنس أنه شعب عاقل يعرف جيدا أن أى خروج إلى الشارع سيكون على حساب أمنه، وأن ذلك الخروج سيطلق يد الزعران والصعاليك والأوباش لتعبث بكل شىء.

ومن قال إن يد الزعران والصعاليك لا تعبث الآن بأشياء كثيرة؟

لا، الأمر يختلف، أنت تتحدث عن حوادث فردية متفرقة، وليس عن خوف جماعى إنسانى من الانفلات سيدفع الناس إلى التكاتف والالتفاف حولى، سيجعلهم يخافون على أسرهم وأموالهم.

نعم، لكن الأوضاع لو ظلت هكذا فى التدهور سيخرج المحرمون لكى ينهبوا، وستحدث نفس النتيجة.

لم تكن المشكلة أبدا فى هبّة الجائعين، هؤلاء دائما لديهم ما يشغلهم، طالما ظلت هناك وسائل تمكنهم من التحايل على الحياة سيستمرون فى التحايل على الحياة.

تقصد المخدرات والرشوة والاقتصاد الأسود والأعمال غير المشروعة.

أليست هذه سبل التحايل على الحياة لهذه الطبقة فى كل أنحاء العالم بما فيها العالم المتقدم. هذه الطبقة لا خوف منها والتعامل معها سهل ومضمون.

وماذا عن أغلبية الناس؟ لماذا أنت مطمئن إلى أنهم لن يثوروا؟

لأننى أعرفهم جيدا، أعرف أن شعبى مؤمن بالنصيب والقدر ويعرف دينه جيدا ويؤمن بحرمة الاعتراض على حكمة الله وفضل الاستسلام ليد الأقدار.

لكن هذا ليس ديناِ، هذه أفكار مشوشة غذاها تعليم خَرِب، ولو كان هناك تعليم حقيقى وثقافة لا تذهب إلى النخبة فقط ومثقفون يتحركون وسط الناس لما بقيت هذه الأفكار لحظة، ربما كان هذا ما نفع التوانسة. بصراحة دعنى أنحنى إعجابا لك ولسابقيك، يبدو أنكم عملتم حساب هذا اليوم من زمان، جعلتم أحلام الناس تذهب بعيدا إلى حيث الحور العين والجنات التى تجرى من تحتها الأنهار التى سيجزى الله بها الصابرين المحتسبين الذين يطيعون الله والرسول. وإذا كانوا قد سئموا من مفارقتكم فى الدنيا فعليهم أن يكتفوا بأن يحلموا بمفارقتكم فى الجنة.

هل ستكفر الآن؟، أعوذ بالله منك، من قال لك إننى لن أدخل جنة الله فى الآخرة، ألا تعرف أن من نطق بالشهادتين دخل الجنة، ألا تظن أننى أستحق الجنة؟.

اهدأ قليلا، فإدخال الناس إلى الجنة ليس مسؤوليتى.

ألا تظن أن الله عز وجل لن يقدر ما فعلته من أجل هذه البلاد من خير، ألم أحمها وأحافظ عليها وأصون ترابها من الاحتلال الأجنبى، ألم أنشر فعل الخير فى كل مكان؟ هلا رجعت إلى الأرشيف لترى كم مرة تدخلت من أجل حالة إنسانية قرأت عنها فى الصحف أو شاهدتها فى وسائل الإعلام؟

لكن ماذا عن الحالات الإنسانية التى لم تكن سعيدة الحظ لكى تقع عيناك عليها فى الصحف ووسائل الإعلام؟ ماذا عن الناس الذين أدمنوا المساعدة والتسول وفقدوا العزيمة وإرادة الحياة؟

هذه إرادة الله ياسيدى، هل يمكن أن نعترض عليها، هل يمكن أن تنكر أننى أشقيت نهارى وأسهرت ليلى من أجل هذا الشعب، من قال لك إن حكمه كان نزهة ممتعة، من قال لك إننى أستمتع بحياتى كما تظن أنت وكافة الحمقى الذين لو عاشوا يوما واحدا فى هذا المنصب لما تحملوه، ليس ذنبى أننى رُزِقت بأناس غير أكفاء.

لكنك أنت الذى اخترتهم؟ هل تنكر أن كل الوجوه المكروهة التى تحيط بك ويلعنها الناس صباح مساء كانت من اختيارك وحدك أم أنك صدقت ما يقوله البعض إنك لا تعلم شيئا عما يفعلونه بالناس؟

أنت تعلم أنه لا يجرؤ أحد على أن يفرض علىّ شيئا لا أحبه، لكن قبل أن تتمطع فى حديثك قل لى هل كان هناك أناس شجعان أكفاء صادقون حولى وقلت لهم لا، لا أريدكم، ما ذنبى إذا كنت أتوسم فى المسؤول الخير وأعطيه ثقتى وكافة الصلاحيات اللازمة ليفعل ما يشاء من أجل صالح البلاد، ثم بعد سنين أكتشف أنه كان لصاً عتيداً أو أنه كان خائباً لا يفقه من أمره شيئا.

لكن هذا لا يعفيك من المسؤولية أمام الشعب؟

الشعب؟، لا تتحدث عن شعبى فأنا أعرفه جيدا، أنت لا تعرف كم يحبنى هذا الشعب، هل شاهدت كيف يستقبلنى فى كل زيارة جماهيرية أذهب إليها، هل استمعت إليه كيف يهتف باسمى، كيف يرفع صورى، كيف يحلف بأنه سيفتدينى بروحى ودمى.

من قال لك إن هذا هو الشعب، معقولة لا تعلم أن هؤلاء إما أناس مستأجرون أو خائفون أو كذابو زفة، ألم تر كيف كان هناك آلاف التوانسة يهللون ويصفقون لزين العابدين ويحلفون بأنهم سيفتدونه بالروح والدم، أين ذهب هؤلاء عندما هرب، لماذا لم نر أحدا منهم، بل رأينا الغاضبين والساخطين والكارهين لعيشتهم؟

قلت لك، أنا شعبى ليس هكذا، شعبى أصيل، يقدر النعمة، يعرف أننى مختلف، وأن المسيرة مازالت طويلة لكى نحقق فيها الكثير.

من قال لك إن الناس ستتحمل أن تطول المسيرة أكثر؟ ألا ترى أن الوقت قد حان لكى توقف المسيرة عند هذا الحد؟، ألا تفكر فى خروج طوعى تصنع به صفحة مشرقة فى تاريخك؟

لا تتجاوز حدودك، ولا تتحدث باسم أحد، إذا كان لديك أرقام فحدثنى بها وإلا فاصمت، هل تعرف كم عدد الذين أعطونى أصواتهم فى الانتخابات الماضية، هل تعرف كم جهاز ميكروويف تم شراؤه فى البلاد خلال العام الماضى، هل قرأت تقارير البنك الدولى، هل دخلت إلى أى مول وشاهدت كيف ينفق الناس بلا حساب؟

أنت طلبت منى أن يكون حوارك معى صريحا، لا تنفعل، فأنا نفسك الأقرب إليك من كل ما حولك من حاشية ومستشارين وأقارب ومحبين، تذكر أن كل ما تتحدث عنه من أرقام كانت تأتى إلى زين العابدين قبل خلعه، وسواء إذا كان قد صدقها فعلا أم أنه كان يعرف أنها أرقام كاذبة، فحاصل الأمر أن تلك الأرقام لم تنفعه أبدا، ولم تمنع ثورة الناس الذين لن تطعمهم الإحصائيات ولن تكون الأرقام بديلاً لهم عن حريتهم وخبزهم.

معقولة، أنا لا أصدق أن كلام القلة المعارضة المنحرفة التى تحركها أصابع خارجية قد تسلل إلى منطقك؟

عن أى قلة منحرفة، أنت تعلم أنه لا يمكن أن يكون الواقع مزدهرا ويتعامى الناس عنه ليعلنوا رفضهم وسخطهم.

لا يا فالح، هذه سنة الشعوب، الشعوب لا يعجبها شىء، لا ترضى أبدا.

لكنك قلت إن شعبك طيب.

طبعا، ولو درت فى هذه الدنيا كلها لن تجد مثله، حتى الأحزاب المعارضة فى بلادى لن تجد فى أى بلد آخر مثالاً لوطنيتها وحرصها على صالح البلاد؟

لكن يا عزيزى هذه ليست معارضة، هؤلاء رجالنا، صنعناهم على أعيننا، ونعرف كيف نحميهم من أنفسهم ومن سيطرة المنفلتين عليهم.

وما العيب فى ذلك، هل المفروض أن نقامر بمستقبل البلاد ونترك مؤسسات خطيرة كالأحزاب فى يد كل مغامر أهوج يحلم بالسلطة؟

أليس المفروض أن يحلم كل مواطن بالسلطة، أليس هذا هو جوهر الديمقراطية.

دع هذا الكلام للبلاد المتقدمة وليس لنا.

هل نحن بلد متخلف.

لا، أنا لم أقل هذا، نحن بلد مازال أمامه الكثير.

ومن المسؤول عن ذلك؟

هل تريد أن تحملنى مسؤولية آلاف السنين من التخلف؟

كان يمكن أن يكون حكمك البداية للخلاص من هذا التخلف، لكنك كرّست المزيد من التخلف.

لماذا؟ ألم أطلق الحريات، هل سيصل بك الجحود إلى إنكار ذلك؟

لا يمكن أن أنكر، ولكن عن أى حريات تتحدث، هل أطلقت حرية تشكيل الأحزاب، هل أطلقت حرية الترشيح للانتخابات؟، هل قمت بتحقيق ضمانات للانتخابات النزيهة؟، هل أطلقت حرية التظاهر السلمى، هل أطلقت حرية العمل النقابى، هل أطلقت حرية إصدار الصحف دون تراخيص أمنية، هل أطلقت حرية العمل السياسى للشباب، هل تقبل بحرية تداول السلطة؟

آه، لكى يأتى المتطرفون إلى الحكم.

المتطرفون فى كل مكان ياعزيزى، دعنا نقل إن وصولهم إلى الحكم بات أقل مخاوفنا، أنت منعتهم من العمل السياسى، فنزلوا تحت الأرض وتغلغلوا فى العقول والقلوب وزرعوا الفتنة والتخلف والسلبية والجمود وجعلوا الناس تنكفئ على ذاتها وتهرب من التفكير فى واقعها لكى تفكر فى آخرتها وتنسى أن الله خلقها لعمارة الأرض وإصلاحها، لماذا تضحك، طبعا أنت تعرف أن ذلك بالضبط ما كنت تريده لكى تبقى كما تشاء وتفعل ما تشاء.

أنا لم أقل ذلك، لا تقوّلنى ما لم أقله، أنا كنت أضحك لأنك تتصور أن ما تتحدث عنه من حرية يمكن أن يجعل الناس أرقى أفكارا وأرفع عقلا، هل تظن أنك لو أعطيت الناس انتخابات نزيهة حرة كما تقول ستفاجأ بنضوجهم الفكرى، صدقنى لو أعطيت هذا الشعب انتخابات حرة ستفزعك رداءة الذين سيختارهم، وستترحم على أيام الانتخابات المقننة التى كنت أقوم بها، لكن الأوان سيكون قد فات وقتها.

ربما، ولكنك لو ضمنت أن يكون هناك تداول للسلطة وانتخابات نزيهة حرة لا تعبث بها أيادى المصالح، سيكون أمام القادمين إلى الحكم خياران لا ثالث لهما، الأول أن يصلحوا أحوال الناس حتى لو سرقوا قدراً لا بأس به من ثروات الشعب، والثانى أن يفشلوا فى ذلك ويرحلوا لكى يأتى غيرهم، هو حل متعب لكن البشرية لم تخترع ما هو أفضل منه.

دعك من هذه الأوهام، عن أى شعب تتحدث، الديمقراطية الغربية لا تصلح لكل الشعوب، هل نسيت ما حدث فى العراق؟

هل نسيت أنت لماذا حدث كل ما حدث فى العراق، ألم يكن ذلك نتيجة طبيعية لحاكم سحق إرادة الناس لعشرات السنين وحكم البلاد بالحديد والنار، وجعل الناس تهرب من المواطنة لتتقوقع فى أديانها وطوائفها وعشائرها، فلما رحلت دولته التى كانت تخفى تهرؤها بالقوة البوليسية، ظهر كل شخص ليدافع عن طائفته ودينه وعشيرته، لماذا نمسك فى النتيجة ونغفل السبب، لماذا لا نتعلم من درس العراق بدلا من أن نتخذه دائما حجة لمزيد من القمع والكبت، لماذا لا ندرك أن الحل هو المواطنة لكى يشعر كل مواطن بالانتماء إلى تراب هذا البلد، لماذا لا نربط مصالح الناس بأوطانهم، أليس ذلك أفضل لهم ولنا، أليس ذلك أفضل حتى لحلفائنا من رجال الأعمال.

احترم نفسك، أنا ليس لى حلفاء من رجال الأعمال.

سمّهم ما شئت، أصدقاء، منتفعين، مستثمرين، أليس من مصلحة هؤلاء أن يعيشوا فى بلاد يحبها أهلها، بدلا من أن يعيشوا فى بلاد يحقد أهلها عليهم ويتمنون زوال نعمتهم ويتسائلون عن مصادر ثرواتهم.

هل أنت ساذج، هل تعتقد أن أحدا يمكن أن يزيل الحقد من البشر، لماذا خلقه الله إذن فى النفوس؟

أنا لم أقل إن أحدا يمكن أن يزيل الحقد، لكن يمكن أن يسيطر عليه بالقانون، بالعدالة، بالضرائب التصاعدية، بأن يشعر المواطن الفقير بالمساواة والعدالة، بأن يشعر أن الغنى يعطى هذه البلاد كما يأخذ منها دون أن يكون له وضع استثنائى.

أنت تتحدث عن جمهورية فاضلة؟

لا أنا أتحدث عن جمهورية ممكنة، عن دول حولنا تتغير وتتطور، عن تركيا والبرازيل والهند وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية.

من قال لك إن هذه الدول لن تصحو من هذه النشوة على نكبات اقتصادية كما حدث لغيرها؟

ومن قال لك إنها لن تنصلح أحوالها فعلا.

دعنا ننتظر ونرى.

دعنا نغيّر ونرى.

أنت مغامر تريد أن تقامر بمستقبل الشعب وترمى به إلى الهلاك.

وأنت لا تدرك أن الجمود سيوصلنا إلى الهلاك فعلا، إن لم يكن قد أوصلنا إليه فعلا.

لو كنت مسؤولا عن هذا البلد مثلى لأدركت أن الإصلاح التدريجى هو الحل.

لو كنت مسؤولا عن هذا البلد مثلك لأدركت أن الإصلاح الفورى هو الحل، لأن الأمور لا تحتمل المزيد من التعثر والارتباك والبطء، لو كنت طبيباً ورأيت ورماً سرطانياً يهدد بالاستفحال فى الجسد، هل ستعالجه بالتدريج أم تتدخل لبتره قبل أن تسوء الأمور.

وافرض أن قرارى كان خاطئاً وتسبب فى تشويه شكل الجسم.

أن يعيش الإنسان صحيحا بجسد مشوه على يد طبيب حاسم، أفضل من أن يموت لأنه ذهب إلى طبيب فاشل.

أعوذ بالله من تشبيهاتك المقبضة، ثم تعال هنا، هل تقول إننى طبيب فاشل؟.

أقول إنك لست حاسماً. ما يحيرنى أننى أعتقد أحيانا أنك تعرف كل شىء، المشكلة والحل، على الأقل حولك أناس يعرفون كل شىء، لكن هناك شيئاً غامضاً يمنعك من التغيير.

ألمح فى كلامك اتهاماً خطيراً.

لا تسمّه اتهاماً، سمّه حيرة، سمّه وجع قلب، سمّه خوفاً على هذه البلاد.

لا تخف، البلد ممسوكة جيدا.

والشعب يحبك ويعرف قدرك وفضلك وأنك مختلف وتشقى من أجله.

أرأيت، ألم أقل لك، حتى أنت تعرف ذلك، لكنك ظللت تكابر، ثم اعترفت أخيرا، لماذا لم تقل ذلك من الأول لكى توفر علىّ عناء هذا الجدل العقيم وتتركنى أكمل المسيرة.

تقصد تكمل على المسيرة.

ماذا تقول؟

لا شىء، أدعو لك بطولة العمر.

الله، فتح الله عليك، هذه الدعوة التى أحتاجها الآن أنا وشعبى. آمين.