الفصل الثانى من الباب الاول
ßÊÇÈ الدين الوهابى المعاصر: تأسيسه فى نجد وإنتقاله الى مصر
الفصل الثانى : قراءة فى كتاب :( عنوان المجد فى تاريخ نجد ) للمؤرخ الوهابى عثمان بن بشر

في الأحد ٢٨ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية ج 2

 ج2 : الدين الوهابى المعاصر: تأسيسه فى نجد وإنتقاله الى مصر

 

الباب الأول : ظهور الوهابية فى العصر العثمانى بديلا للتصوف السنى 

الفصل الثانى : قراءة فى كتاب :( عنوان المجد فى تاريخ نجد ) للمؤرخ الوهابى عثمان بن بشر

فهرس الفصل الثانى:قراءة فى كتاب :( عنوان المجد فى تاريخ نجد ) للمؤرخ الوهابى عثمان بن بشر

( مقدمة  . فى الديانة الوهابية :الدين الملّاكى لابن عبد الوهاب: ملامح من كتاب ابن بشر ـ من وقائع الوحشية الوهابية : إستئصال الناس قتلا فى الدولة السعودية الأولى  .

أولا : الجهاد الوهابى إعتداء على من لم يعتد عليهم :  

ثانيا : الاستئصال قتلا : ( لا وجود للاسر والأسرى ) إستئصال بالتجويع ـ استئصال الأجنّة فى البطون : إجهاض الحوامل .

من وحشية وهابيى الدولة السعودية الأولى : قتل مع إجلاء قسرى وتخريب    

أولا : التهجير القسرى ـ  ثانيا : التخريب والهدم والتحريق وقطع الأشجار ــ ثالثا : هدم المشاهد الدينية .

وهابيو الدولة السعودية الأولى كانوا يقاتلون فى سبيل الشيطان وليس فى سبيل الرحمن

أولا : فى كل الأحوال : السلب مرادف للقتل والقتال :

ثانيا : ملاحظات منهجية على المؤرخ ابن بشر فى موضوع الغنائم :

 ثالثا : سلبهم الأموال الضخمة والكنوز وتخميسها : الخمس لابن سعود والباقى للمحاربين

فى دولتهم الأولى : السعوديون حرامية الإبل والغنم : جهادهم فى سبيل الابل والغنم   .

فى دولتهم الأولى: السعوديون حرامية القوافل والأطعمة والأمتعة  ــ آل سعود حرامية الطعام والزاد ( الأزواد ) ــ القوافل .

 صلاة الوهابية للشيطان وليس للرحمن   

أولا : الصلاة من معالم القتال الوهابى فى الدولة السعودية الأولى :  

ثانيا : الصلاة من معالم القتال الوهابى فى تأسيس الدولة السعودية الراهنة :   

دين الوهابية : إما أن نحكمكم ونتحكّم فيكم وإما نقتلكم وندخلكم جهنم

الإكراه فى الدين والسياسة فى الدين الوهابى

الإكراه فى الدين والمبايعة على الدخول فى دين ابن عبد الوهاب 

الردة عن دين الوهابية   )

 

الفصل الثانى :

:قراءة فى كتاب :( عنوان المجد فى تاريخ نجد ) للمؤرخ الوهابى عثمان بن بشر

 

 

مقدمة :

1 ـ هناك فرق بين المؤرخ والباحث التاريخى . حين كتبت كتابا عن الرئيس المصرى الحالى عبد الفتاح السيسى فى تقييم عدة أشهر من حكمه شاهدا على عصره ــ فأنا مؤرخ أكتب من واقع المعاصرة . أما حين أكتب عن الدولة السعودية الأولى أو عن المماليك والعباسيين والخلفاء السابقين فأنا باحث تاريخى أعتمد على ما كتبه المؤررخون السابقون ملتزما بأُسُس البحث التاريخى .

وهناك فارق بين الباحث التاريخى والروائى . الروائى يخلق رواية من خياله يصنع أحداثها واشخاصها ، ويمارس الإبداع بخياله سواء كان متأثرا بالواقع أو معبرا عن خيال مجرد . فى النهاية فللروائى مطلق الحرية فيما يخترع وفيما يكتب . الباحث التاريخى محصور بالبحث فى تاريخ شخص او دولة او عصر. وهو مقيد بما كتبه المؤرخون لهذا العصر أو لتلك الدولة أو لهذه الشخصية . لا يملك الباحث التاريخى أن يفرض أمنياته أو أن يختلق روايات . بل عليه أن يتعامل مع الروايات التاريخية بالبحث فيها وفق منهج البحث التاريخى الصارم . ثم إذا زعم هذا الحاكم أو تلك الدولة إنتماءها الى الاسلام أو انها تتصرف باسم الاسلام فعلى الباحث التاريخى أن يعرض ما فعلوا وما قالوا على الميزان الالهى وهو القرآن الكريم.

2 ـ الدولة السعودية الأولى ( 1745 : 1818 ) كتب يؤرخ لها معاصرا لها قلة من المؤرخين . منهم من كتب فى أحوال بلده وما تعرضت له من غزو سعودى وقتها . ومنهم من كتب فى الدولة السعودية نفسها . ومن كتب فى هذه الدولة السعودية نفسها منهم من أرّخ لها مهلّلا لها ، ومنهم من كتب ينقدها ويهاجمها . المؤرخ أحمد بن زينى دحلان  ت 1304 / 1887 : فى تاريخه ( خلاصة الكلام فى بيان أمراء البلد الحرام ) أرّخ لعلاقات أشراف مكة والحجاز وعلاقاتهم بالوهابيين، وهو متعصب للأشراف كاره للوهابيين . على الجانب الآخر هناك الوهابيون المتعصبون ، وأهمهم : حسين بن غنام ت 1225 / 1810 : فى كتابه المشهور ب ( تاريخ نجد ) أو ( روضة الأفكار والإفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوى الاسلام )، وهو كما يظهر من عنوانه وهابى عريق يتبنى التكفير والاستحلال الوهابى ،ولا تؤرقه شلالات الدماء ولا أهرامات الجماجم التى خلفتها الدولة السعودية الأولى . ثم صاحبنا الذى آثرنا تحليل كتابه وهو ( عثمان بن بشر ت 1288 / 1871 ): ( عنوان المجد فى تاريخ نجد ). وكما يظهر فى العنوان يفتخر بنجد ويجعلها عنوانا للمجد .

3 ـ الباحثون اللاحقون فى تاريخ الدولة السعودية منهم أقلية هاجمت الدولة السعودية ومذابحها وسلبها ونهبها دون إلتزام بالمنهج العلمى ، أى دون تأصيل تاريخى يرجع الى الجذور ، ودون تأصيل دينى يناقش مدى إتفاقهم أو إختلافهم مع الاسلام الذى يزعمون الانتماء اليه بل إحتكاره ، ودون ربط الوهابية بما سبقها من فكر ابن تيمية وفكر الحنابلة ـ أى دون وضعها فى سياقها التاريخى حلقة من تاريخ التعصب الحنبلى . وهذا ما قمنا به . فى مؤلفات سابقة تعرضنا للمسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ثم  مذبحة كربلاء ثم الفتنة الكبرى الثانية ( عبد الله بن الزبير )، ثم مسلسل الدماء فى تاريخ الخلفاء ، ثم ( الحنبلية أم الوهابية وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) وسبق هذا بحث ضخم عن المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية  فى القرن العشرين ) ثم هذا الكتاب عن نشأة الأديان الأرضية فى تاريخ المحمديين ، وفى الباب الأول الخلفية التاريخية وفى نهايته يأتى كلامنا عن الوهابية فى العصر العثمانى فى دولتها السعودية الأولى . نعتقد أن ما نقوم به لم يسبقنا اليه أحد . نقول هذا لأن هناك من قام ببحث تاريخ الدولة السعودية الأولى والثالثة الراهنة وباع نفسه رخيصا بالريال السعودى . خان الأمانة البحثية . أعتمد على ما كتبه ابن غنام وابن بشر وإعتبر ما كتباه تعبيرا عن الجهاد الاسلامى . بل وبعضهم هاجم الضحايا الذين تعرضوا للقتل والنهب والاستئصال . ولا تزال هذه الأبحاث مدفوعة الأجر تلطّخ المكتبة العربية شاهدا على حقارة من كتبها ووضاعته . ولن نعطى أسماءهم .

نعطى تقريرا عن الدولة السعودية الأولى من واقع ما كتبه عنها مؤرخها ابن بشر .

ونبدأ بحقيقة أساس أن الدين الوهابى هو دين ملّاكى لابن عبد الوهاب .

 

 

فى الديانة الوهابية :الدين الملّاكى لابن عبد الوهاب:

 

1 ـ خلافا لخطابه الدعائى المنافق كان الشيخ ابن عبد الوهاب يرى نفسه صاحب الدين الوهابى ومالكه ، ومن لا يدخل فيه يعتبره كافرا مستحقا للقتل والغزو . هذه جريمة فادحة . الأفدح منه أنه لا يعترف بأن الوهابية دين ملاكى يملكه مؤلفه ابن عبد الوهاب ، بل يجعله هو الاسلام دين الله ، أى إنه تقمص دور الله  الخالق جل وعلا . لو إعترف بأنه دينه الشخصى صناعة بشرية ـــ قام هو بكتابته وتشريعه ــ ما وقع فى جريمة تقمص دور الله جل وعلا . توارث هذا الوهابيون الذين تعلموا الديانة الوهابية على يد ابن عبد الوهاب والذين تعلموها بعد موته على يد فقهاء الدين الوهابى وزعمائه من آل الشيخ .

 

2 ـ وقد أدرك  عثمان بن بشر الدولة السعودية الأولى وعاش فى الدولة السعودية الثانية ، ودوّن أحداثهما فى تاريخه المشهور ( عنوان المجد فى تاريخ نجد ) . وهو يعبر بصدق عن الدين الوهابى وإستباحته للدماء والأموال والأعراض وإحتكارهم للوهابية  وإعتبارها أنها الاسلام ،  ونعطى ملامح لهذا من كتاب المؤرخ الوهابى ابن بشر :

 أولا : إحتكار الاسلام وتكفير الآخر

من المضحك إصرار ابن بشر فى تأريخه لغزوات الوهابيين على وصفهم بالمسلمين ، فقد جعلوا أنفسهم ( المسلمين ) وبالتالى فغيرهم كفار مستحقون للقتل والغزو . يقول فى احداث سنة  1195 عن سعود بن عبد العزيز: ( فنازل تلك العربان على مائهم وتقاتلوا قتلاً شديداً ثم أدال الله المسلمين عليهم فانهزم  جميع تلك البوادي ولوا مدبرين فغنم المسلمون منهم غنائم عظيمة )نلاحظ ان سعود هو الذى سار للأعراب وقاتلهم على ( مائهم ) فهزمهم وقتل كثيرين منهم وسلب أموالهم . ثم يسمى ابن بشر هؤلاء المعتدين ( المسلمين ) يقول (ثم أدال الله المسلمين عليهم فانهزم  جميع تلك البوادي ولوا مدبرين فغنم المسلمون منهم غنائم عظيمة ). ونعطى أمثلة أخرى مرتبة حسب السنين :

 سنة 1110

( سار سعود بن عبدالعزيز من الدرعية ونزل روضة  "محرقة " المعروفة قرب الوشم . فركب خيله ودخل شقرا للسلام على أهلها والاجتماع بهم فأضافوا بكرامة عظيمة .وصار في موضعه ذلك أياماً حتى اجتمع عليه المسلمون البادي والحاضر فسار بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة وقصد ناحية الاحساء ، فلما وصل إليه نزل قرب الرقيقة المعروفة فيه ، وهي مزارع للاحساء .وبات تلك الليلة وأمر مناديه ينادي في المسلمين أن يوقد كل رجل ناراً وأن يثوروا البنادق عند طلوع الشمس . )

سنة 1174

( أغار عبدالعزيز  على ابن فياض وعربه العروفين بالنبطة من سبيع وأخذهم في الموضع المعروف بالعتك بين سدير والمحمل ، وقتل منهم عشرة رجال منهم القروي وأولاده وغنم عليهم المسلمون من الإبل نحو ثمانين ذود واثاثهم وأمتعتهم. )

سنة1183

(سار عبدالعزيز رحمه الله تعالى غازيا بمن معه من جيوش المسلمين وقصد ناحية سدير . )

 سنة 1184

( سار عبدالعزيز غازيا بالمسلمين وقصد بوادي المحمرة "> سنة 1198

(  وفيها سار سعود رحمه الله تعالى بالمسلمين وقصد ناحية الإحساء فصبح أهل العيون وهجم عليهم ، ولم يأتهم خبر عنه ، وأخذ كثيراً من الحيوانات ونهب من بيوتها أزواداً وأمتعةً ... ثم قفل راجعاً فاقتضي رأيه أن يغير على أهل اليمامة ، فوجدهم قد خرجوا جميعهم إلا النزهة والتفرج في البرية فأغار عليهم المسلمون فولوا منهزمين . فقتل منهم في تلك الهزيمة أكثر من ثمانين رجلاً . وفيها سار سعود بجنودالمسلمين غازياً إلى بلد عنبزة في  ناحية القصيم فحصل بينه وبين أهلها قتال قتل منهم عدة رجال. )    1204 : ( وفيها : كانت وقعة " غريميل " وهو جبل صغير تحته ماء قرب الاحساء . وذلك ان سعود سار من الدرعية بجنود المسلمين من الحاضرة والبادية .. فسار بتلك الجنود وقصد جموع بني خالد ورئيسهم يومئذٍ عبد المحسن بن سرداح .. فعداً عليهم ونازلهم ووقع القتال بينهم ثلاثة أيام .فانهزم عبد المحسن ومن معه من بني خالد .فكروا في ساقتهم يقتلون ويغنمون . وحاز سعود من الإبل والغنم والأمتعة مالا يعد ولا يحصى .وقتل عليهم قتلى كثير وأخذ خمس الغنيمة وقسم باقيها على المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان. )

( سنة 1205  ) ( وفيها : كانت وقعة العدوة : (  .. فنهض إليهم سعود واستنفر أهل نجد من البادي والحاضر فسار بالجيوش المنصورة وقصدهم في تلك الناحية ونازلهم ووقع بينهم قتل شديد فانهزم أولئك البوادي وقتل منهم قتلى كثيرةً من فرسانهم ورؤسائهم ... وغنم المسلمون منهم غنائم كثيرة من الإبل والغنم والأثاث والأمتعة وأخذ جميع محلهم .)

عن غزوه البصرة سنة 1218

 ( ثم أن سعود رجع عادياً إلى البصرة فلما أتى قربها وافق كتيبة خيل للمنتفق رئيسهم منصور بن ثامر .فاغارت عليهم خيل المسلمبن وقتلوا منهم قتلى وأخذوا منصور أسيراً .  ..ثم نزل سعود على الجامع المعروف قرب الزبير . فنهضت جموع المسلمين إلى البصرة فدهموا جنوبها ونهبوها وقتلوا من أهلها قتلى كثيرة واحصروا أهلها في وسط الحلة .  )

1224

( ونهب المسلمون ظاهر بلاد صبيا ونواحيها وغنموا أموالا كثيرة واستالوا على حصنها صلحاً. وجعل فيه غصاب عسكرًا مرابطين . وبعثوا السرايا في تهامة وقتلوا ودمروا وغنموا . 

سنة 1225

عن غزو عمان  ( فجمع الله بينهم وبين عساكر صاحب مسكة وتنازلوا واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم جنود صاحب مسكة وركب المسلمون أكتافهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأخذوا خيامهم ومحطتهم وغالب متاعهم ومدافعهم وهي أكثر من عشرة مدافع ورجع بقيتهم إلى مسكة وسمايل وأخذ المسلمون منهم غنائم عظيمة ) .

 (سنة 1229

وفيها : سار  عبدالله بن سعود رحمه الله تعالى بجميع المسلمين من أهل نجد الحاضر والبادية خرج  من الدرعية أول السنة فاجتمع على النواحي وقصد جهة الحجاز. ) ( وفيها آخر رمضان : سار عبدالله بن سعود  بجميع المسلمين من أهل نجد الحاضرة والبادية  وقصد القصيم فأقام فيها مدة قرب الرس . ثم أنه جهز جيشاً وأغار على عربان برية والجبلان المعروفين من مطير . فأخذ مواشيهم فلما كان في  ذي الحجة  رحل عبدالله بالمسلمين وقصد الحجاز وأغار على عياد الذويني ..)

أخيرا :

1 ـ ما سبق ينهض تناقضا واضحا مع الاسلام .  الاسلام فى التعامل مع الله جل وعلا هو التسليم له وحده طاعة وإنقيادا له جل وعلا إلاها لا شريك له ، مصداقا لأمره جل وعلا : (  قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴿١٦٢﴾  لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ﴿١٦٣﴾الانعام ). هذا الاسلام القلبى مرجع الحكم عليه الى رب العزة جل وعلا يوم القيامة ، وليس مجالا للتعامل بين البشر . الاسلام فى التعامل مع الناس هو السلام . ودخول الناس فى السلام يعنى دخولهم دين الله جل وعلا بتعايشهم السلمى . وحين إختار العرب الدخول فى السلام أفواجا إعتبره رب العزة جل وعلا نصرا وفتحا لأنهم دخلوا فى السلام دين الله افواجا ، وقال لخاتم النبيين عليهم السلام : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا .)  . محمد عليه السلام لم يكن يعلم الغيب ، ولا علم له بسرائر الناس . هو فقط يرى الظاهر ، وقد رأى بعينيه الناس يدخلون فى ( السلام ) دين الله أفواجا . فى نفس الوقت فإن الذى ينتهك هذا السلام ويغزو الناس معتديا يكون كافرا بدين الله ( السلام ) فى التعامل مع الناس . وهذا للبشر الحكم عليه ، فمن يعتدى مهاجما يكون كافرا حسب سلوكه ، فإذا زعم أن هذا هو دين الرحمن فقد إفترى على رب العزة كذبا ، وكان أظلم الناس لأنه بما يزعم وبما يفعل يظلم الناس ويظلم رب الناس .

2 ــ هذا ما تقع فيه الوهابية حين تقتل الأبرياء وتزعم أن هذا هو دين الله ــ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

3 ـ كان يمكن لابن عبد الوهاب أن يكون اقل كفرا لو نسب دينه لنفسه كما تنسب البوذية دينها الى بوذا .

 

من وقائع الوحشية الوهابية : إستئصال الناس قتلا فى الدولة السعودية الأولى 

 

أولا : الجهاد الوهابى إعتداء على من لم يعتد عليهم :  

1 ـ وظيفة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالاضافة الى قيادة المعارك كانت تعليم الأعراب ( الجهاد ) يقول ابن بشر عنه : ( ثم أمر بالجهاد وحضهم عليه فامتثلوا . فأول جيش غزا سبع ركايب فلما ركبوها واعجلت بهم النجائب في سيرها سقطوا من اكبارها ، لأنهم لم يعتادوا ركوبها . فأغاروا .. على بعض الاعراب ، فغنموا ورجعوا سالمين . )( ص 19  ). أى أنهم بدءوا بالاغارة على اعراب لم يعتدوا عليهم ، وغنموا من هذه الاغارة ورجعوا آثمين وليسوا سالمين كما قال ابن بشر .

2 ـ كان سعود بن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز لا يصرّح بالجهة التى يقصدها غازيا حتى يفاجئهم على حين غرة. يقول عنه ابن بشر فى أحداث سنة 1218 ( ثم أرخص لغزوان عربان الشمال الظفير وذكر لهم أنه يريد الرجوع والقفول إلى وطنه . وكان قصده بذلك أن يخبروا أهل البصرة والزبير ومن في جهتهم إذا رجعوا إليهم أنه قفل حتى يبغتهم من حيث لا يعلمون . وكانت عادته إذا أراد غزو الشمال قصد جهة الجنوب أو الشرق أو الغرب . ثم رجع لما يريد وبالعكس .وإذا كان يريد جهة من تلك الجهات ورًّي بغيرها .)

وفى كل ما ذكره ابن بشر يتضح فيه أن ابن سعود فى تطبيقه للجهاد الوهابى ــ كان هو الذى يبدا بالهجوم ، وقد إمتد هجومه فى كل النواحى شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، وشمل الأعراب فى الصحراء فى إجتماعهم حول ىبارهم والمدن الكبرى فى الجزيرة العربية من اليمن الى سواحل الخليج ومن مكة والمدينة والطائف وجدة الى البصرة ودمشق . لم يقم أحد فى هذه البلاد بالهجوم على الدرعية ـ بل ربما لم يكونوا يعرفون اين هى هذه الدرعية . وربما سمعوا عنها لأول مرة بهجوم ابن سعود عليهم ، وبديانته الوهابية .

3 ـ ونأخذ بعض أمثلة لتجول ابن سعود بالغزو هنا وهناك ، من واقع ما سجله المؤرخ الوهابى عثمان بن بشر :

  :  سنة 1171  ( وفيها : وقعة البطيحاء في ثرمدا وهي نخل معروف فيها وذلك أن عبدالعزيز رحمة الله تعالى سار غازيا بالمسلمين إلى ناحية الوشم فأناخ بالليل قرب بلد ثرمدا ، ورتب له كميناً في وادي الجمل . موضع معروف..... ) 

  سنة 1173 وفيها  :غزا عبدالعزيز إلى " الخرج " فاوقع بأهل الدلم وقتل من أهلها ثمانية رجال ونهبوا بها دكاكين فيها أموال . ثم أغاروا على أهل بلد  نعجان وقتلوا عودة بن علي  ورجع إلى وطنه ثم  بعد أيام ثار عبدالعزيز بجيشه إلى بلد "ثرمدا " وقتل من أهلها أربعة رجال وأُصيب من الغزو مبارك بن مزروع . ثم ان عبدالعزيز كر راجعاً وقصد " الدلم " و "الخرج "فقاتل أهلها وقتل من فزعهم سبعة رجال وغنم عليهم إبلا كثيرة . ثم إنه كر راجعا إلى " الوشم " . )

سنة 1176 ( وفيها : سار عبدالعزيز رحمه الله تعالى بالجيوش المنصورة إلى الإحساء واناخ بالموضع المعروف بالمطريفي في الإحساء وقتل منهم رجالاً كثيراً نحو السبعين رجلاً وأخذوا أموالا كثيرة ، ثم أغار على المبرز فقتل من أهلها رجالاً . ثم ظهر من الإحساء راجعا ، فلما وصل العرمة وافق قافلة لأهل الرياض  وأهل حرمة معها أموالاً فأخذ أهل الرياض .. ) .

  سنة 1191    ( وفيها : سار عبدالعزيز غازياً إلى الخرج ونازل اهل بلد الدلم ودخلت العدوات إلى نواحي الحلة وضيق على أهلها وكان رئيسها زيد بن زامل غائباً عند البجادي في بلد اليمامة.. ) .

  سنة1195 ( وفيها : سار سعود بن عبدالعزيز بجميع المسلمين إلى ناحية الخرج فنازل أهل بلد الدلم وحاصرهم.. )

  سنة1208 ( وفيها  أمر عبدالعزيز على أهل الوشم والقصيم وجبل شمر ينفرون غزاة مع أُمرائهم فسار اهل الوشم مع محمد بن معيقل ، وأهل القصيم مع محمد بن عبدالله آل حسن ، وأهل الجبل مع أميرهم محمد بن علي ، وأمرهم ان يسيروا إلى دومة الجندل المعروف بجوف آل عمرو في الشمال ، فسار الجميع وأميرهم محمد بن معيقل ، ونازلوا أهل تلك الناحية وأخذوا منها ثلاث بلدان . ثم حاصروا الباقيين وقتلوا عدة قتلى . فلم يزالوا محاصرين لهم حتى بايعوا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة . )

( سنة 1220   ثم رحل منها وقصد إلى جهة البصرة ونازل أهل  بلد الزبير ووقع بينه وبين أهله مناوشة قتال ورمي ، ورحل منه إلى وطنه .)

 

ثانيا : الاستئصال قتلا : ( لا وجود للاسر والأسرى )

1 ـ فى الاسلام ــ الذى كفر به ابن عبد الوهاب والسعوديون ــ نجد حرصا لا مثيل له على حق الحياة . يكفى أن المحارب فى جيش يهاجم المسلمين ـ إذا نطق بكلمة السلام ( قال سلاما ) فإنه لا بد من حقن دمه ، هذا وهو فى أرض المعركة يقاتل معتديا ، يقول رب العزة جل وعلا عن حُرمة قتل النفس البريئة : (وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا ﴿٩٣﴾ النساء ) ولهذا فإن المُحارب فى جيش العدو إذا نطق بكلمة السلام يجب حقن دمه ، قال جل وعلا (  يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنۡ أَلۡقَىٰٓ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنٗا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٞۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَتَبَيَّنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا ﴿٩٤﴾ النساء ) . . وهذا المحارب فى جيش معتد إذا سلّم نفسه مستجيرا وجب على المؤمنين إجارته وإرجاعه الى مأمنه بعد أن يُسمعوه آيات من القرآن الكريم ليكون القرآن حجة عليه يوم القيامة. يقول جل وعلا : (وَإِنۡ أَحَدٞ  مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡلَمُونَ ﴿٦﴾ التوبة ).

2 ــ على النقيض من ذلك تماما كان ابن سعود يحاول ما إستطاع أن يستأصل من يهجم عليهم معتديا ، لا تأخذه بهم رأفة ، معتبرا ذلك جهادا يتقرب به الى إلاهه الشيطانى فى دينه الملاكى . الأمثلة كثيرة فى كتاب ابن بشر ، نقتطف منها :

الاستيلاء على الرياض عام 1186 . بسبب كثرة هجومهم عليها رحل عنها اهلها وتركوا الرياض خاوية على عروشها . هربوا منها ، ومع ذلك طاردهم الوهابيون يقتلون ما لحقوه منهم . يقول ابن بشر فى أحداث ( سنة 1186 ) (  فلما انتصف ربيع الثاني تجهز عبدالعزيز بمن معه من جيوش المسلمين غازيا إلى الرياض وخرج من الدرعية فلما قرب من بلد عرقة وإذا البشير قد أقبل من الرياض فأخبره بأن دهام بن دواس خرج من الرياض هارباً. فحث عبدالعزيز السير إليها فقدمها بعد العصر فإذا هي خالية من أهلها إلا قليل .وتركوها خاويةً على عروشها الطعام واللحم في قدوره والسواني واقفة في المناحي وأبواب المنازل لم تغلق . وفي البلد من الأموال مالا يحصر . فلما دخل عبدالعزيز البلد الرياض وجدها خالية من أهلها إلا قليلاً . فساروا. في إثرهم يقتلون ويغنمون . ) 

سنة1210  : عن الأحساء  يقول ابن بشر متهما الضحايا المدافعين عن بلادهم بالفسق : ( وأكثر فيهم سعود القتل ، فكان من ناجم بن دهينيم عدة من الرجال يتخطفون في الأسواق.. لأهل الفسوق ونقاض العهد . وكان أكثر القتل في ذلك اليوم في المسمين في الاحساء بالتلنقية والسوادية المجتمعة على الفسوق... فهذا مقتول في البلد ، وهذا يخرجونه إلى الخيام ويضرب عنقه عند خيمة سعود حتى أفناهم إلا قليلاً .. ) . فى قتاله كان يستحل قتل الجميع ، أو يستأصلهم ، أو كما قال ابن بشر فى النّص السابق (  حتى أفناهم إلا قليلاً  ). ويتكرر هذا ، يقول مثلا : (  وفيها : سار سعود رحمه الله بالجيوش المؤيدة المنصورة بجميع أهل نجد واكثر بواديها وقصد ناحية الشمال يريد بوادي بني خالد وهم على الجهراء الماء المعروف  ... فنهض عليهم المسلمون فرساناً وركباناً فلم يثبتوا لهم ساعةً واحدة .فانهزم بنو خالد لا يلوي أحد ولا ولد على ما ولد ، فتبعهم المسلمون في ساقتهم يقتلون ويغنمون . واستأصلوا تلك الجموع قتلاً ونهباً ...   وهلك من بني خالد في هذه الوقعة بين القتل والظمأ خلائق كثيرة قيل أنهم أكثر من ألف رجل . وقيل ان الذى هلك قريب ألفي رجل ) .

 سنة 1212 : ( وفيها في رمضان : سار سعود بن عبدالعزيز بالجنود المنصورة من جميع نواحي نجد وبواديها وقصد الشمال وأغار على سوق الشيوخ وقتل منهم قتلى كثيرة وانهزم منهم أناس وغرقوا في الشط . ثم سار ثم سار وقصد جهة السماوة وأتاه عيونه وأخبروه بعربان كثيرة مجتمعين في الأبيض الماء المعروف قرب السماوة فوجه الجيوش وأغار عليهم على مائهم ذلك ....  فحصل بينهم قتال شديد وطرد خيل ، ثم حمل عليهم المسلمون فدهموهم في منازلهم وبيوتهم، فقتل عدة رجال من فرسان شمر عليهم والطفير وغيرهم .. ثم أرسل عبدالعزيز إلى هادي بن قرملة ومن لديه  من قبائل قحطان ...  وأمرهم أن يجتمعوا ويكونوا في وجه الشريف فقوى الله عزائمهم وساروا إليه حتى دهموه في منزله على الخرمة المذكورة ، ولم يقفوا دون خيامه . فألقى الله الرعب في قلوب عساكر الشريف وانهزموا  لا يلوي أحد على أحد وتركوا خيامهم ومحالهم وجميع أموالهم ، والقوم في ساقتهم يقتلون ويغنمون ، فمن وقف للقتل منهم قتل ، ومن انهزم أدرك وقتل . ومن فائت ، فبين ناج وهالك ، ظمأ وضياعا ، فكانت وقعة عظيمة ومقتلة وغنيمة . وكانت عدة القتلى على ماسطره بعض المؤرخين من أهل ناحيتهم قال :عدة القتلى  ألف رجل ومائتان وعشرون رجلاً ...  قلت : وذكر لي بعض من ضبط القتلى أنهم ألفان وأربعمائة . )

 سنة 1216مذبحة كربلاء ، يقول ابن بشر : ( وفيها : سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاو وتهامة وغير ذلك وقصد أهل أرض كربلاء ونازل بلدة الحسين وذلك في ذي القعدة فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ودخلوا عنوة وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت .. وقتل من أهلها قريب الفي رجل .)  والمؤرخ عثمان بن بشر النجدى رد على الانتقادات الموجهة للوهابيين لما فعلوه بأهل كربلاء فقال مفتخرا :( وقولك اننا أخذنا كربلاء وذبحنا أهلها وأخذنا أهلها فالحمد لله رب العالمين، ولا نعتذر عن ذلك ونقول : وللكافرين أمثالها ") ويقول فى موضع آخر : ( وأقمنا بها عشرة أيام وذبحنا ودمرنا ما بلغك علمه ).!

سنة 1217 عن مذبحة الطائف بعد أن هرب منها الشريف غالب ( .. وقد تحصن فيها وتأهب واستعد لحربهم فنازله تلك الجموع فيها فألقى الله في قلبه الرعب وانهزم إلى مكة وترك الطائف ، فدخله عثمان ومن معه من الجموع وفتحه الله لهم عنوة بغير قتال . ). والمفروض أن أهل الطائف إستسلموا بأمان ، ولكن إستباحهم الوهابيون قتلا . يقول ابن بشر : ( وقتلوا من اهله في الأسواق والبيوت نحو مائتين ..) ومصادر أخرى تذكر أضعاف هذا العدد .

سنة 1218 فى البصرة : ( ثم نزل سعود على الجامع المعروف قرب الزبير . فنهضت جموع المسلمين إلى البصرة فدهموا جنوبها ونهبوها وقتلوا من أهلها قتلى كثيرة واحصروا أهلها في وسط الحلة ... ثم ان سعود أمر على المسلمين أن يحشدوا على قصر الدرهمية فهدموه وقتلوا أهله.  )

1220 بعث سعود بسرية من جيشه يترصدون ركبان العراق فأغاروا على منطقة الجزيرة فى فليح الباطن ، يقول ابن بشر : ( فاستأصلوا جميع الغزو قتلا ولم يسلم منهم الا الشريد )

سنة 1225  ( ثم سار بعده طامي بن شعيب أمير عسير وألمع وغيرهم بعسكر عظيم من قومه وأهل الحجاو وقحطان وغيرهم وتوجهوا إلى البندر المعروف باللحية ، فحصروها وأخذوها عنوة....  وقتل من أهلها  خلق كثير قيل أن الذي هلك منهم ألف بين القتل والهلاك... ) 

  إستئصال بالتجويع : فى حصاره سعود لمكة عام 1220 قال ابن بشر عن مكة واهلها : ( وبيع فيها لحوم الحمير والجيف بأغلى ثمن، وأُكلت الكلاب ..ومات خلق كثير عندهم جوعا )

إستئصال الأجنّة فى البطون : إجهاض الحوامل

1 ـ كانت العادة طبقا لما يذكره ابن بشر أن فزع الحوامل كان يجعلهن يسقطن حملهن. يقول ابن بشر  فى أحداث سنة1210  : ( أصبح الصباح ، رحل سعود بعد صلاة الصبح ، فلما استووا على ركائبهم وساروا ثوروا بنادقهم دفعة واحدة .فأظلمت السماء وأرجفت الأرض وثار عج الدخان في الجو ، وأسقط كثير من النساء الحوامل في الاحساء. ) بعد صلاة الصبح توجهوا لغزو الأحساء ، وعندما إقتربوا منها أطلقوا بنادقهم مرة واحدة لارهاب الناس . وكانت تلك عادتهم.

2 ــ. فى سنة1191 قال ابن بشر : ( فلما انفجر الصبح أمر عبدالله على كل صاحب بندق يثورها ،فثورو البنادق دفعةً واحدة فارتجت البلد بأهلها ،واسقط بعض الحوامل ففزعوا. )

3 ــ وبعد دخولهم البصرة عام 1218 أراد إرهاب نساءها فأمر بإطلاق الرصاص ، يقول ابن بشر : ( فلما كان وقت غروب الشمس أمر سعود مناديه ينادي أن يثور كل رجب من المسلمين بندقه . فثوروها دفعة واحدة .قال لي رجل من أهل الزبير : ولما ثارت البنادق شب النار في الأرض والجو وأظلمت السماء ، ورجفت الأرض بأهلها ، وانزعج أهل الزبير انزعاجاً عظيمًا .وصعد النساء في رؤوس السطوح ووقع فيهم الضجيج ، وأسقط بعض الحوامل . فأقام محاصرهم نحو اثني عشر يوماً حصد جميع زروعهم . ورجع قافلاً إلى وطنه . )

فى عام 1110 ( سار سعود بن عبدالعزيز من الدرعية ونزل روضة  "محرقة " .. وقصد ناحية الاحساء ، فلما وصل إليه نزل قرب الرقيقة المعروفة فيه ، وهي مزارع للاحساء .وبات تلك الليلة وأمر مناديه ينادي في المسلمين أن يوقد كل رجل ناراً وأن يثوروا البنادق عند طلوع الشمس .  ). 

لم تسلم الأجنة فى البطون من إبن سعود ..!!

 

من وحشية وهابيى الدولة السعودية الأولى : قتل مع إجلاء قسرى وتخريب    

أولا : التهجير القسرى  

1 ـ تعب أهل الرياض من غارات الوهابيين التى تقتل وتسلب وتنهب وتخرّب ، وتحرك عبد العزيز بن محمد بن سعود عام 1186 ليغزو الرياض مجددا، ولأن أهل الرياض كانوا فى يأس من الدفاع عنها فقد آثروا النجاة بحياتهم قبل أن يستأصلهم الوهابيون فهربوا من بلدهم الرياض وتركوها خاوية على عروشها يقول ابن بشر: (  فلما انتصف ربيع الثاني تجهز عبدالعزيز بمن معه من جيوش المسلمين غازيا إلى الرياض ، وخرج من الدرعية ، فلما قرب من بلد عرقة وإذا البشير قد أقبل من الرياض فأخبره بأن دهام بن دواس خرج من الرياض هارباً. فحث عبدالعزيز السير إليها فقدمها بعد العصر فإذا هي خالية من أهلها إلا قليل .وتركوها خاويةً على عروشها الطعام واللحم في قدوره والسواني واقفة في المناحي وأبواب المنازل لم تغلق . وفي البلد من الأموال مالا يحصر . فلما دخل عبدالعزيز البلد الرياض وجدها خالية من أهلها إلا قليلاً . فساروا. في إثرهم يقتلون ويغنمون .ثم إن عبدالعزيز جعل في البيوت ضباطاً يحفظون ما فيها .وحاز جميع ما في البلد من الأموال والسلاح والطعام والأمتاع وغير ذلك ، وملك بيوتها ونخيلها . ) . ولذلك لم يدمرها ابن سعود لأنها أصبحت ملكا له بالغزو بينما حرص على إستئصال أهلها الفارين حتى لا يعودوا اليها وتبقى له وحده.

2 ـ فى عام  1225  حدث تهجير قسرى ( مؤقت )، برحيل أهل ميناء الحديدة اليمنى ، إذ هربوا الى السفن وتركوها للوهابيين  . استولى عليها الوهابيون (مؤقتا ) لذا حرص الوهابيون على تدمير المدينة حتى لا ينتفع بها أهلها بعد عودتهم . قال ابن بشر : ( وفيها : سار طامي بن شعيب المذكور بعسكر كثير من رعايا من عسير والحجاز وبيشة ونواحيها وقحطان وغيرهم من البوادي إلى تهامة نحو عشرين ألف مقاتل . وتوجهوا إلى بندر الحديدة ونازلوا اهلها فأخذوها عنوة واستولوا على غالب البلد. وكان أهلها قد بلغهم مسير تلك الجنود فحملوا خفيف أموالهم في السفين وركب فيها أكثر الرجال فأخذ طامي ومن معه ما وجدوا فيها من المال  المتاع ودمروها وقتلوا من أهلها قتلى كثيرة ).

3 ـ هدم واجلاء قسرى سنة 1193 : (  .. كتب سعود إلى أبيه عبدالعزيز وأخبره بذلك ، فكتب إليه عبدالعزيز أن أهل هذه القرية تكرر منهم نقض العهد وهي محذور كلها فدمرها واهدمها .  فأمر سعود فأمر سعود بهدم سورها  وبعضا من بيوتها وأمر أيضا على أناس من أهلها ممن أثاروا الشر على المسلمين أن يرتحلوا عنها . فأرتحل أناس كثير ونزلوا المجمعة وكثير منهم نزل بلد الزبير . )، وفى عام 1196 ( ثم أن سعوداً رحل من ثادق ونزل الروضة فاشتدت عليهم القتال والمواقعات واستولى على النخيل إلا ما حمته بروج القلعة ، وجعل يقطع في نخيلها وقطع فيها نخيل الحويطة والرفيعة وغيرهما ، وأنزل أهل البروج منها .فلما لم يبق إلا قلعة البلد أرسلوا إلى سعود وطلبوا المصالحة وبذلوا له كثيراً من الدراهم نكالاً فصالحهم على حقن الدماء وما في بطن الحلة من الأموال ، وان يرحل عن البلد آل ماضي وأعوانهم . فاستولى سعود على البلد وأجلاهم عنها ومدة لبثهم فيها وحربهم شهر . )

 ثانيا : التخريب والهدم والتحريق وقطع الأشجار

1 ــ أحيانا كان ابن سعود يعمد فى غاراته الى التخريب ليحث أهل البلد على تركها والرحيل عنها . وهذا ما فعله مع الرياض ، ونجحت خطته . ونستشهد بما قاله ابن بشر : سنة 1161 ( وفيها: سار عبدالعزيز بأهل الدرعية وقراها وأهل منفوخة وضرمى وعثمان ابن معمر بأهل العيينة وحريملا  ، وعثمان أمير الجميع ،وقصدوا الرياض ونزلوا بموضع في صباح يسمى الخريزة فاقتتلوا قتالاً شديداً ، وقتل من أهل الرياض ستة رجال وقتل من أهل العيينة قوم عثمان عشرة ،وقتل من أهل الدرعية ومنفوخة وضرمى ستة ، وصرم المسلمون من الرياض أربعة نخيل . ) .  سنة 1162 ( وفيها : وقعة الحبونية في الرياض وهو نخل معروف فيه وهدم ما فيها من جدار ،وذلك إن محمد بن سعود سار بمن معه من المسلمين من رعيته وقصد الرياض . ).  سنة1170  ( وفيها : وقعة الرشا ، وهو حاجز للسيل عند بلد مفتوحة ، وذلك ان عبدالعزيز رحمه الله تعالى سار إليها بالمسلمين ودخلوا دور بعض البلاد ثم أخذوا في هدم ذلك الحاجزالمعروف بالرشا المعد لحجز السيل ، ففزع عليهم ابن دواس بأهل الرياض ، فاقتتلوا قتالا ًشديداً )  ( سنة 1186 )  ( وفيها : سار عبدالعزيز بالجنود المنصورة وقصد الرياض ونازل أهلها أياماً عديدةً وضيق عليهم واستولى على بعض بروجهم وهدمها المسلمون ، وهدموا المرقب .وقتل على أهلها رجالاً كثيراً...)

2 ـ ـ  وعموما فقد إرتبط إستئصالهم للبشر بالهدم والتخريب والتحريق وقطع الأشجار ، فطالما لا يستطيعون سلب شىء وتملكه فهم لا يتركونه فى حاله ، بل يدمرونه حتى لا ينتفع بهم غيرهم . ونعطى أمثلة من تاريخ ابن بشر :

سنة1189 ( وفيها : غزا عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله تعالى بالجيوش إلى ناحية الخرج فأغار على أهل الضبيعة القرية المعروفة في الخرج ، وأخذ بعض سوارحهم وقتل من أهلها اثنى عشر رجلاً وقطع بعض نخيل البلد وبعض زروعهم . ). سنة 1191 ( وفيها : سار عبدالعزيز غازياً إلى الخرج ونازل اهل بلد الدلم ودخلت العدوات إلى نواحي الحلة وضيق على أهلها....فرحل عبد العزيز ومن معه وقصد بلد نعجان وقطع نخيلا ودمر زروعا وقتلوا رجالا .) ( وفيها أيضا سار الجميع إلى بلد ثرمدا والأمير عثمان بن معمر ولم يقع قتال فخربوا الزروع وانقلبوا راجعين .) سنة1193 ( جهز عبدالعزيز أخاه عبدالله بجميع المسلمين ، فسار إلى منيخ ونازل أهل بلد حرمه ووقع بينه وبينهم قتال قتل من أهلها عدة رجال  ... ثم تبعه سعود بن عبدالعزيز واستنفر معه أهل البلدان وساروا مشاة وركباناً ، ونزل على بلد حرمه أيضا وحاصرها أشد الحصار ، وملكوا أكثر نخيلها وقطعوا شيئا منها .. )  سنة1195 ( وفيها : سار سعود بن عبدالعزيز بجميع المسلمين إلى ناحية الخرج فنازل أهل بلد الدلم وحاصرهم ، وقطع فيهم نخل ابن عضبان المسمى بخضرا نحو الفي نخلة ، وقتل بينهم عدة رجال ) ( وفيها : سار عبدالعزيز بالجنود المنصورة وقصد حوطة الجنوب فنازلهم وقطع النخل المسمى بالرحيل من أكبر نخيلها وأعظمها وقتل عليهم نحو خمسة عشرة رجلاً ثم رحل منها وسار إلى الدلم فنازل أهلها وقطع فيا نخيلاً بالفريع ونتيفة ثم سار منها وقصد بلد نعجان ونازل أهله وقطع فيها نخيلاً ثم رجل منها وقصد اليمامة ونازل أهلها وهدم فيها بروجاً وغيرها .) سنة 1202 ( وفيها : غزا سليمان بن عفيصان بأهل الخرج وغيرهم وقصد " العقير " البندر المعروف عند الاحساء ... ثم سار إلى العقير فأخذ ما فيه واشعل فيه النيران . ).  سنة 1220 ( ثم سار وقصد السماوة وحاصر أهلها ونهب من نواحيها ودمر أشجارها ، ووقع بينهم رمي وقتال .) . سنة1224 ( فاجتمع ما ينيف عن خمسين ألف مقاتل ...  ونهب المسلمون ظاهر بلاد صبيا ونواحيها وغنموا أموالا كثيرة  ... وبعثوا السرايا في تهامة وقتلوا ودمروا . ). سنة 1225  ( ثم سار بعده طامي بن شعيب أمير عسير وألمع وغيرهم بعسكر عظيم من قومه وأهل الحجاو وقحطان وغيرهم وتوجهوا إلى البندر المعروف باللحية ، فحصروها وأخذوها عنوة وأخذوا غالب ما فيها من الأموال والذهب والفضة والقماش واللؤلؤ يحسبه ذرة . وقتل من أهلها  خلق كثير قيل أن الذي هلك منهم ألف بين القتل والهلاك . ودمروا البلد وأشعلوا فيها النيران . )  ( وفيها : سار طامي بن شعيب المذكور بعسكر كثير من رعايا من عسير والحجاز وبيشة ونواحيها وقحطان وغيرهم من البوادي إلى تهامة نحو عشرين ألف مقاتل . وتوجهوا إلى بندر الحديدة ونازلوا اهلها فأخذوها عنوة واستولوا على غالب البلد. وكان أهلها قد بلغهم مسير تلك الجنود فحملوا خفيف أموالهم في السفين وركب فيها أكثر الرجال فأخذ طامي ومن معه ما وجدوا فيها من المال  المتاع ودمروها وقتلوا من أهلها قتلى كثيرة )

ثالثا : هدم المشاهد الدينية :

 سنة 1217 : إشتهر الوهابيون بتدمير القبور المقدسة لدى الشيعة والصوفية وعموم المحمديين . وأثار عواطف الناس بما فعله فى مكة بعد إستيلائه عليها . يقول ابن بشر : ( ودخل سعود مكة واستولى عليها .. فلما فرغ سعود والمسلمون من الطواف والسعي فرق أهل النواحي يهدمون القباب التي بُنيت على القبور والمشاهد الشركسية . ) (وكان في مكة من هذا النوع شيء كثير في أسفلها وأعلاها ووسطها وبيوتها . فأقام فيها أكثر من عشرين يوما ولبث المسلمون في تلك القباب بضعة عشر يوماً يهدمون يباكرون إلى هدمها كل يوم . وللواحد الأحد يتقربون . حتى لم يبق في مكة شيئا من تلك المشاهد والقباب إلا أعدموها وجعلوها تراباً . )

سنة 1218 ( ثم نزل سعود على الجامع المعروف قرب الزبير . فنهضت جموع المسلمين إلى البصرة فدهموا جنوبها ونهبوها وقتلوا من أهلها قتلى كثيرة واحصروا أهلها في وسط الحلة . ثم رجعت تلك الجموع وحاصروا  أهل الزبير وهدموا جميع القباب والمشاهد التي خارج سور البلد وضعت على القبور . وقبة الحسن وقبة طلحة ولم يبقوا لها أثراً ، ثم أنها أُعيدت قبة طلحة والحسن بعد هدم الدرعية . )

ونقول : ليس فى الاسلام هدم للأوثان بل إجتناب لها فقط :

فقد استخدم القرآن الكريم الأسلوب العقلى في إظهار حقيقة تلك الأوثان وتوضيح أنها مجرد حجارة صنعها من يعبدها" ( 37/95.) وأنها أساطير وإفك ( 37/86.) وينطبق ذلك على الأصنام كما ينطبق على الأنصاب وهى القبور المقدسة. وقد ناقش القرن أولئك اللذين يعبدون الأولياء الموتى فأكد انهم مجرد موتى لا تشعر بما حولها ولم تخلق شيئا بل هى مخلوقة ولا تشعر متى ستبعث يوم القيامة ( 16/19: 20.) . وفى مواجهة الأساطير التى تزعم خوارق لتلك الالهة المعبودة الميتة فقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله محمدا أن يتحدى تللك الآلهة والأولياء الميتة فى قبورها مؤكدا أنها لا تنفع ولا تضر ، وأن الولى الوحيد للمؤمن لا يكون سوى الله سبحانه وتعالى وحده (7/194: 196.) . وأوضح القرآن الكريم أن الولى المقصود بالعبادة والتقديس لا يكون إلا الله جل وعلا  ( 42/9.) (6/14 ) وأوضح القرآن الكريم أن أحداً من المخلوقات لا يشاركه سبحانه وتعالى  في الحكم في الدنيا وفي الآخرة (  18/26.) وأنه وحده جل وعلا هو  الخالق والآمر (7/54.) . وعلى هذا الأساس العقلى حاور الله سبحانه وتعالى المشركين ممن يعبد الأولياء والآلهة (35/ 40.) ( 46/4: 6.) (35/ 13: 14 ) واستخدم القرآن الكريم إيمانهم بالله الخالق جل وعلا حجة عليهم، فكيف يتركون رب السماوات والأرض ويطلبون المدد من غيره الذى لم يخلق شيئاً والذي لا يملك شيئاً( 13/16.) وكل هذه الآيات موجهة للمسلمين وغيرهم ممن يقدسون القبور في عصرنا.

لقد أوضح القرآن الكريم حقيقة الأصنام والأنصاب والقبور المقدسة في موضعها الحقيقي وأثبت أنها خرافة لا تستقيم مع العقل السليم، وأنها مجرد أحجار لا تختلف عن أية أحجار أخرى وإن ما يدور حولها أساطير تستحق السخرية لا التقديس.. بعدها أمر المؤمنين باجتنابها والابتعاد عنها( 22/30: 31.) والأوثان كل ما هو مقدس من بشر وحجر ومواد طبيعية، والزور هو كل الأكاذيب وأقطعها ما كان منسوباً لله افتراءً على الله.

وقال الله سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" 51/90.والشيطان لا يقوم بنفسه بتصنيع الأنصاب أو ما يعرف الآن باسم الأضرحة، ولكنه هو الذي يوهم الناس بأن مواد البناء في الضريح مقدسة وتختلف عن أى مواد أخرى تبنى بها البيوت والمساكن والمصانع، وهو الذي يوهم الناس بأن المقبور تحت الرماد لا يزال حياً ولكنه معتقل تحت الأرض يري ويحس بمن يطوفون بالضريح من فوقه، وطبعاً فلا يشكو من طول فترة اعتقاله في زنزانة انفرادية تحت الأرض ولا يتضرر من آلاف الأقدام التى تسير دائماً فق رأسه. الشيطان يحجب العقل عن التفكير السليم ويجعل الناس يؤمنون بأن  هناك إلاها محبوسا تحت الرماد يستجيب لهم ويرفع عنهم الضرر.. والشيطان هو الذي يقنع الناس بأن مملكة الأموات هى التى تتحكم في مملكة الأحياء. كل هذه المعانى وغيرها تندرج تحت قوله تعالى عن الأضرحة "رجس من عمل الشيطان".

أمر القرآن باجتناب الأوثان والأضرحة ولم يأمر بهدمها أو تدميرها ولكن أمر فقط بالابتعاد عنها و اجتنابها وأن تتطهر منها بيوت الله والمساجد لكى تكون العبادة لله خالصة "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً" (72/18.).

قام القرآن الكريم بهدم الأضرحة والأوثان في عقول الناس واعتقادهم واكتفي بذلك، وهى نظرية صائبة. فالضريح مثلاً يتكون من مواد بناء معروفة: أسمنت وطوب وأخشاب ومسامير وزجاج ورخام وأجهزة كهربائية وستائر وأقمشة . وهذه المواد توجد في كل مكان ، ولا تختلف أحجار الضريح عن أى أحجار أخرى، وكلها تأتى من نفس المصدر، والذي جعل لأحجار الضريح قدسية إنما هو الاعتقاد فيها الذى أوهم الشيطان به جموع الناس . وإذن حين يتهدم ذلك الاعتقاد الخرافى من قلوب الناس تصبح هذه الأضرحة مجرد أبنية عادية ، وتتحول الأصنام إلى مجرد تماثيل صخرية، يتندر بها الناس على قلة عقولهم حين قدسوها.

أما إذا بادر حاكم مسلم إلى تدمير أحجار الأضرحة وتسويتها بالأرض فإن من يعبد الأضرحة ويعتقد فيها سيقيم في قلبه ألف ضريح وضريح، ولا تلبث أن يُعاد تأسيسها،وتتكاثر الأساطير والكرامات الخرافية التى تدعى أن الأولياء، قد انتقموا من ذلك الذى اعترض عليهم، وكل ما يمكن أن يحدث له من أمور عادية، حتى لو كانت مجرد زكام سيتحول تفسيرها إلى أنه غضب الآلهة المزعومة عليه وبئس المصير..!!

 والدليل فيما قاله ابن بشر :( وهدموا جميع القباب والمشاهد التي خارج سور البلد وضعت على القبور . وقبة الحسن وقبة طلحة ولم يبقوا لها أثراً ، ثم أنها أُعيدت قبة طلحة والحسن بعد هدم الدرعية . ). يعنى ما لبث من يقدس تلك المعابد الشركية أن أعاد بناءها ، ولم تتأثر عقيدته بتدميرها بل إزدادت تقديسا لتلك المعابد .

أخيرا:

طالبان وداعش فى تدميرهما البلاد والآثار لم يأتيا من فراغ .!!

 

وهابيو الدولة السعودية الأولى كانوا يقاتلون فى سبيل الشيطان وليس فى سبيل الرحمن

  

مقدمة : كان قتالا فى سبيل الشيطان

1 ـ كان قتالا فى سبيل حُطام الدنيا ، السلب والنهب والسبى والاحتلال . لم يكن قتالا فى سبيل الله جل وعلا بل فى سبيل الشيطان ، يقول جل وعلا عنه : (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ) النساء 76 ) . الذين آمنوا يقاتلون فى سبيل الله جل وعلا دفاعا عن أنفسهم من هجوم فعلى يقع عليهم من معتدين ، وهم لا يعتدون أبدا لأن الله جل وعلا لا يحب المعتدين الكافرين ، هذا طاعة لقوله جل وعلا : (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ  ) البقرة 190). والذين آمنوا حين يقاتلون المعتدين الكافرين إمتثالا لأمره جل وعلا فإنهم يدعون ربهم جل وعلا قائلين (  أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) البقرة 286 ) . فالكافرون هم الذين ينتهكون دين الله جل وعلا ( السلام ) بإعتداء حربى على قوم لم يعتدوا عليهم ، والله جل وعلا لا يحب المعتدين ، وهو جل وعلا يحب المتقين الذين لا يعتدون بل يردون الاعتداء بمثله . قال جل وعلا : ﴿١٩٣﴾ ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ  بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصٞۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ  عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴿١٩٤﴾ البقرة )

2 ـ كان السلب أو الغنائم هى غايتهم . وبها أصبحت عاصمتهم (الدرعية) فى حال مختلف . يقول ابن بشر عن ابن الوهاب :  ( ولما هاجر من هاجر إلى الدرعية واستوطنها .كانوا في أضيق عيش وأشد حاجةً وابتلوا بلاءً شديدا فكانوا في الليل يأخذون الآجرة ويحترفون وفي النهار يجلسون عند الشيخ في درس الحديث والمذاكرة ، وأهل الدرعية يؤمئذ في غاية الضعف وضيق المؤونة ..ولقد رأيتُ الدرعية بعد ذلك في زمن سعود رحمه الله تعالى وما فيه أهلها من الأموال وكثرة الرجال والسلاح المحلى بالذهب والفضة الذي لا يوجد مثله والخيل الجياد والنجايب العمانيات والملابس الفاخرة وغير ذلك من الرفاهيات ما يعجزعن عده اللسان ويكل عن حصره الجنان والبنان .. ) ( ص 17 : 18  ). كانت الدرعية بلدة لا يؤبه بها ، فقيرة يعيش أهلها فى أضيق عيش . فلما علمهم ابن عبد الوهاب أن الجهاد فى الاسلام يعنى الغزو إعتداء على الآخرين تحمسوا ، وساروا خلف ابن سعود يقاتلون طلبا للمال ، وتكاثرت الغنائم فى الدرعية وعرفت الرفاهية وزاد عدد سكانها وسلاحها وأموالها ــ كل هذا سلبا ونهبا من الآخرين ، وفى سبيله جرت أنهار من الدماء من العراق الى الشام واليمن والخليج .  ونعطى عرضا سريعا لقتالهم فى سبيل المال أو فى سبيل الشيطان .

أولا :

فى كل الأحوال : السلب مرادف للقتل والقتال :

1 ـ هذا مفهوم فى البيئات الصحراوية حيث كانت الغارات وسيلة للعيش ، يغير هذا على ذاك ، ويغزو ذاك هذا ، سواء كان قتالا علمانيا بلا صبغة دينية أو كان يتمسح بالدين ويجعل الغزو جهادا . وفى كل الأحوال فلم يكن الطرف المُعتدى عليه يستسلم متنازلا عن ممتلكاته بل كان يدافع عنها وعن نفسه ، فارتبط السلب بالقتل والقتال . كان هذا خلافا للبيئات النهرية حيث يحتكر الحاكم القوة المسلحة ويستطيل بها على المحكوم يسلب وينهب ، ولا يواجهه المحكوم المظلوم إلا بالصبر طاعة لوعظ الكهنوت الدينى التابع للحاكم .

2 ـ وطبقا لما ذكره ابن بشر كانت الغنائم تأتى فى تفصيلات الغزوة وما فيها من قتال . يقول مثلا : (  فنازل أهل زبيد فأخذه عنوة ونهبوا منها من الأموال والمتاع شيئاً كثيراً .. وعزل صالح الأخماس وبعثها إلى الدرعية . ) ( وفيها : غزا محمد بن معيقل بجيش من أهل الاحساء وأهل نجد وقصد جزيرة العماير المعروفة وخاضوا عليهم البحر فانهزم أهلها في السفن وأخذ المسلمون ما فيها من الأموال وقتل على أهلها عدة رجال .  )

ثانيا :

ملاحظات منهجية على المؤرخ ابن بشر فى موضوع الغنائم :

2 ـ ابن بشر لم يكن مؤرخا محايدا . كان وهابيا متعصبا منحازا الى قومه . يكفى أنه إعتبرهم المسلمين وإعتبر هجوم الوهابيين على من لم يعتد عليهم جهادا إسلاميا . وهو فى تأريخه للغنائم كان يخلط الجهل بالتحيز والتعصب .

2 ـ من جهله أنه كان يقتصر على وصف الغنائم الكبرى بلا تحديد لنوعيتها أو مقدارها وقيمتها ، مع أنه كان فى إمكانه أن يتحرى ويتعرف ـ كما كان الجبرتى يفعل . ونعطى أمثلة :

2 / 1 : فى أحداث سنة1110 يقول :  (  وكان عبدالعزيز قد بعث محمد بن معيقل في جيش رداءاً لابن قرملة وعوناً فانقضى قبل مجيئهم . فحث محمد بن معيقل السير في أثر بوادي الشريف وأدرك منهم بني هاجر وهم على الماء المعروف" بالقنصلية " قرب بلدة "تربة " فأغار عليهم  وأخذ جميع أموالهم وقتل عليهم نحو أربعين رجلاً . )  . ذكر عدد القتلى ، ولم يذكر مقدار الأموال . وهم كانوا يسقون أنعامهم من البئر فبالتالى كانت الغنائم من الابل والغنم . تكاسل ابن بشر عن التوضيح ماكتفيا بقوله : (  وأخذ جميع أموالهم )، كما لو كانوا تجارا يحملون أموالهم على ظهورهم .!

يختلف هذا عما قاله فى حوادث عام  1212 : ( وفيها : غزا حجيلان بن حمد أمير ناحية القصيم بجيش من أهل القصيم وغيرهم وقصدوا أرض الشام وأغار على بوادي الشرارات فانهوموا فقتل منهم نحو مائة وعشرين رجلاً وأخذ من الإبل نحو خمسة آلاف بعير وأغناماً كثيرة وأكثر حللهم  وأمتعتهم وأزوادهم وعزلت الأخماس وأخذها عمال عبدالعزيز وقسم باقيها في ذلك الجيش غنيمة للراجل سهم وللفارس سهمان . )  مذكور هنا عدد الابل واصناف من الغنائم .

2 / 2 : على هذا النحو من الابهام وعدم التحديد يصف الغنائم بالأموال العظيمة فى هذا الخبر عن  سنة 1206 : ( وفيها : في أول جمادى : سار بالجيوش المنصورة من البادي والحاضر وقصد القطيف وحاصر أهل " سبهات " وأخذها عنوة ، ونهبها ، وأخذ " عنك " عنوة ونهبها ، وقتل منها عدداً كثيراً من الرجال أكثر من أربعمائة ، وأخذ أمولا عظيمة وصالحوه عن الفرضة بخمسمائة أحمر . ) أى أخذ منهم جزية حتى لا يقتلهم  ) . لا نعرف مقدار ما نهبه من ( سبهات) ومن (عنك ).

ومثل ذلك عام : 1179 (وفيها : غزا عبدالله بن محمد بن سعود رحمه الله تعالى فرقان من سبيع كثير منهم آل شلية وغيرهم وهم في العرمة فصبحهم فيها وأخذهم وأخذ منهم أموالاً كثيرة .)

2 / 3 : أو يكتفى بالقول بأنه (إستأصل )جميع أموالهم : (  سنة 1178 : وفيها : كانت الوقعة المشهورة على حماد المديهيم ومن معه من السعيد الظفير ، سار إليهم عبدالعزيز رحمه الله تعالى ومعه غزوا أهل الرياض مع دواس بن دهام، فأغار عليهم وهم على جراب ماء معروف بين سدير والدهناء ، فاستأصل جميع أموالهم وقتل منهم نحو الثلاثين رجلاً . )  .

2 / 4 : وقد يجنح الى الغموض  فلا يذكر وصفا للغنائم كقوله : ( عام 1225 . هرب أهل الحديدة فنهب الوهابيون المدينة ( وقبض عمال سعود أخماس الغنائم وساروا بها إلى الدرعية .) سنة 1222 بعد هزيمة رأس الخيمة  ( وجمع سلطان بن صقر الغنائم من هذه الوقعة وأخذ خمسها ودفعها إلى عمال سعود وأرسلوه إلى الدرعية.).

3 ـ وقد يتجاهل ابن بشر خبرا مشهورا لأنه يشعره بالعار . نقصد ما سلبه ابن سعود من كنوز الحجرة النبوية . أفاض فى هذا المؤرخون حتى الجبرتى الذى دافع عن الوهابيين ولكنه إلتزاما منه بالدقة ذكر مقادير المنهوب من الحجرة النبوية . قال : ( لما استولى الوهابيون على المدينة المنورة هدموا القباب التي فيها وفي ينبع ومنها قبة أئمة البقيع بالمدينة ، وحملوا الناس على ما حملوه عليه في مكة ، وأخذوا جميع ذخائر الحجرة النبوية وجواهرها حتى أنهم حصلوا على أربع سحاحير من الجواهر المملاة بالماس والياقوت العظيمة القدر ) ( حضر الوهابي واستولى على المدينة ، وأخذ تلك الذخائر، فيقال انه عبى أربعة سحاحير من الجواهر المحلاة بالألماس والياقوت العظيمة القدر ، ومن ذلك اربع شمعدانات من الزمرد ، وبدل الشمعة قطعة الماس مستطيلة يضيء نورها في الظلام ، ونحو مائة سيف قراباتها ملبسة بالذهب الخالص ومنزل عليها الماس وياقوت ، ونصابها من الزمرد واليشم ونحو ذلك ، وسلاحها من الحديد الموصوف ، كل سيف منها لا قيمة له، وعليها دمغات باسم الملوك والخلفاء السالفين وغير ذلك. ).

 ثالثا :

سلبهم الأموال الضخمة والكنوز وتخميسها : الخمس لابن سعود والباقى للمحاربين

1 ــ وفى كل الأحوال فقد كان ابن سعود يحرص على توزيع الغنائم وفق للشرع السُّنّى ـ والذى بدأ أبو بكر وعمر تطبيقه ، وهو أربعة أخماس الغنائم للمحاربين والخمس يتم عزله وإرساله الى بيت المال . هذا التخميس وهذا الأكل للغنائم ومالها السُّحت يتناقض مع الاسلام وشريعته ، وسنتوقف مع هذا فيما بعد فى الباب الثانى عن الدين العملى للمحمديين من عهد ابى بكر وعمر الى عهد الوهابيين .

ولكن هذا التخميس كان دافعا للكثيرين للإنضمام الى الوهابية والانخراط فى عسكرها ، فهى بالنسبة لهم صفقة رابحة ، يكسبون الغنائم ويتم تفريقها عليهم فى أرض المعركة ، ثم ينتظرهم الحور العين فى الجنة..بزعمهم .!‍

 وبعض الغنائم كانت قليلة وتافهة كان ابن سعود لا يتورع عن سفك الدماء فى سبيلها ، سنعرض لها فيما بعد . وبعضها كانت هائلة ، نعرض لأمثلة لها هنا.

2 ـ .انهزم الشريف غالب عام 1212 . ونقل ابن بشر الغنائم التى حازها الوهابيون ، نقل ذلك عن مؤرخ آخر ، قال : ( قال مؤرخهم : وأما النقد فمختلف فيه فمنهم من يقول أن في خزائن غالب ثمانية عشر ألف مشخص التي نهبت ، ومن قائل عشر ألف ريال أبدلها من البوادي والعسكر  بمشخص . وكان قصده أن يفرقها صبيحة ذلك اليوم على العسكر . وغنموا جميع ما في المضرب من الأموال وأخذوا سلاحاً كثيراً ، وأخذوا أيضا ما كان معهم من الإبل والأمتعة التي أخذوها قبل ذلك على قحطان وغيرهم مع ما انضم إليها من اكابرالدولة ورواحلهم  .  )

3 ــ  سنة 1216 . يقول ابن بشر عن مذبحة كربلاء والغنائم الى سلبها الوهابيون: ( وفيها : سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاو وتهامة وغير ذلك ، وقصد أهل أرض كربلاء ، ونازل بلدة الحسين ، وذلك في ذي القعدة فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ، ودخلوا عنوة ، وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت ، وهدموا القبة الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين . وأخذوا مافي القبة وما حولها ، وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر ، وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة، وغيره ،  ما يعجز عنه الحصر ، ولم يلبثوا فيها إلا ضحوة وخرجوا منها قرب الظهر بجميع تلك الأموال وقتل من أهلها قريب الفي رجل .) بعدها توقف سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ليقسم الغنائم . قال ابن بشر : (ثم أن سعود ارتحل منها على الماء المعروف بالأبيض فجمع الغنائم، وعزل أخماسها ، وقسم باقيها في المسلمين غنيمة ، للراجل سهم وللفارس سهمان ، ثم ارتحل قافلاً إلى وطنه .)

4 ــ سنة 1217 مذبحة الطائف:  وفيها تجاهل ابن بشر تفاصيل المذبحة ، وذكر الغنائم ، قال عن الشريف غالب  : (  ..وانهزم إلى مكة وترك الطائف،  فدخله عثمان ومن معه من الجموع ، وفتحه الله لهم عنوة بغير قتال . وقتلوا من اهله في الأسواق والبيوت نحو مائتين ، وأخذوا من الأموال من البلد أثمانا وامتاعاً وسلاحا وقماشا وشيئاً من الجواهر والسلع المثمنة مالا يحيط به الحصر ولا يدركه العد . وضبط عثمان البلد وسلمت له جميع نواحيه وبواديه. وجمعوا الأخماس وبعثوها لعبدالعزيز.  فقرر ولاية عثمان للطائف واستعمله أميراً عليها وعلى الحجاز .  ) .  لذا كان إهتمام الشريف غالب أن ينجو بخزائنه يحملها معه حين يهرب لأنه يعلم أن قتال الوهابيين هو فى سبيل المال ، قال عنه ابن بشر : ( فألقى  الله الرعب في قلب غالب وهو في مكة فلم يستقر فيها فانهزم إلى جدة هو وأتباعه من العساكر وحمل خزائنه وذخائره وبعض متاعه وشوكته .)

5 ــ غزوة جدة :  سنة 1218 : ( وفيها : سار عبد الوهاب بن عامر المعروف بكنيته أبو نقطة أمير المع  عسير ونواحي تهامة قاصداً جدة محارباً لها . وذلك بأمر سعود. وكان سعود قد أمر على من في جهته من أهل الخبت والحجاز ينفرون مع عبدالوهاب ويسيرون معه إلى جدة ، فسار عبدالوهاب برعاياه ونزل السعدية الماء المعروف قرب سيف البحر ، بينه وبين مكة نحو يوم ونصف ..) والتقى عبد الوهاب بجيش الشريف غالب . يقول ابن بشر : (  .. فالتقى الجمعان واقتتل الفريقان فحمل عبدالوهاب وقومه على الشريف وجنوده فولوا الأدبار . فتبعهم أهل عسير من ساقتهم يقتلون ويغنمون ويأخذون من سلاح المدبرين ولباسهم وما معهم وكثيرها يرمي بها في الأرض. وترك الشريف ثقله ومدافعه وذهبيته وسلاحه ، واستولى عبدالوهاب ومن معه على جميعها .وقيل إن البنادق التي جمعت ألفان وخمسمائة بندق والقتلى أكثر من ستمائة قتيل ، أكثرهم من الترك والإمداد التي عنده من الدولة . وجمع عمال سعود خمس الغنائم وقبضوها . ورجع غالب إلى مكة وقفل  عبدالوهاب إلى وطنه بعد هذا النصر والغنيمة. ).

6 ــ سنة 1225 : غزوة دمشق : ( وفيها سار سعود بالجنود المنصورة والخيل الجياد المسومة المشهورة واستنفر جميع النواحي من جميع الحاضر والباد من وادي الدواسر إلى إلى مكة والمدينة إلى جبل طي والجوف وما بين ذلك نحو ثمانية آلاف . خرج من الدرعية لثلاث خلون من ربيع الثاني ، وقصد نقرة الشام المعرفة لأنه بلغة بوادي الشام وعربانه من عترة وبني صخر وغيرهم فيها .  فسار سعود في تلك الناحية وأقبل فيها وادبر ، واجتاز بالقرى التي حولها المزيريب وبُصري ، فنهبت الجموع ما وجدوا فيها من المتاع والطعام وأشعلوا فيها النيران . وكان أهلها قد هربوا عنها لما سمعوا بمسيره. ثم رجع قافلاً إلى وطنه،  ومعه غنائم كثيرة من الخيل والمتاع والأثاث والطعام . وقتل من أهل الشام عدة قتلى . وحصل في الشام رجفة ورعب عظيم بهذه الغزوة في دمشق وغيرها من بلدانه وجميع بواديه  .) إى تجول سعود بعسكره فى ريف الشام حول دمشق ينهب ويحرق ويترك خلفه القرى تشتعل نيرانا ، وقد هرب الناس فلم يقتل إلا عدة قتلى ،وعاد تاركا رُعبا مقيما. هذا هو الجهاد الوهابى الذى يستاسد على الفلاحين المساكين .!

7 ــ مذبحة الحجا وقحطان  سنة 1225 . يقول : ( ثم سار بعده طامي بن شعيب أمير عسير وألمع وغيرهم بعسكر عظيم من قومه وأهل الحجا و وقحطان وغيرهم، وتوجهوا إلى البندر المعروف باللحية ، فحصروها ، وأخذوها عنوة ،  وأخذوا غالب ما فيها من الأموال والذهب والفضة والقماش واللؤلؤ يحسبه ذرة .) الأخ طامى بن شعيب سلب اللؤلؤ يحسبه ذرة .!!. يقول ابن بشر عن الضحايا القتلى : ( وقتل من أهلها  خلق كثير قيل أن الذي هلك منهم ألف بين القتل والهلاك . ودمروا البلد وأشعلوا فيها النيران . ). إستسلم اهلها فقتلوهم وسلبوا البلد ثم أحرقوها . هل هذا فى سبيل رب العزة الذى بعث رسوله بالقرآن الكريم رحمة للعالمين ؟ أم هو فى سبيل الشيطان اللعين ؟!!.

8 ــ غزوة الحديدة سنة 1225 ( وفيها : سار طامي بن شعيب المذكور بعسكر كثير من رعايا من عسير والحجاز وبيشة ونواحيها وقحطان وغيرهم من البوادي إلى تهامة نحو عشرين ألف مقاتل . وتوجهوا إلى بندر الحديدة ، ونازلوا اهلها فأخذوها عنوة واستولوا على غالب البلد. وكان أهلها قد بلغهم مسير تلك الجنود فحملوا خفيف أموالهم في السفين وركب فيها أكثر الرجال ، فأخذ طامي ومن معه ما وجدوا فيها من المال  والمتاع ودمروها .وقتلوا من أهلها قتلى كثيرة ). قتلوا من لم يستطع الهرب فى السفن .

9 ــ مذبحة عُمان ومسقط ( مسكة ) سنة 1225 . يقول : ( .. فسار مطلق المطيري بشوكة المسلمين الذين  معه في عمان من أهل عمان ونجد وغيرهم فجمع الله بينهم وبين عساكر صاحب مسكة وتنازلوا واقتتلوا قتالاً شديداً ، فانهزم جنود صاحب مسكة وركب المسلمون أكتافهم ، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وأخذوا خيامهم ومحطتهم وغالب متاعهم ومدافعهم وهي أكثر من عشرة مدافع، ورجع بقيتهم إلى مسكة وسمايل ، وأخذ المسلمون منهم غنائم عظيمة وقبض الأخماس عمال سعود  بعثوا بها إلى الدرعية . )

10 ــ بسبب كثرة الغنائم فى هذا العام 1225 ، وفى الشهر الحرام ذى الحجة   طمع ثلاثة من ابناء سعود فى الغنائم بأن يغزو بأنفسهم بدون إذن من أبيهم منتهزين فرصة غيابه فى الحج ، فغزوا عُمان يقتلون ويغنمون . يقول ابن بشر : ( وفي هذه السنة   في أول شهر ذي الحجة : وسعود في الحج خرج من الدرعية أبناء سعود تركي وأخواه ناصر وسعد وقصدوا ناحية عمان ومنهم عدة رجال من أتباعهم وخدمهم . وذلك أنه وقع بينهم وبين أبيهم مغاضبة وطلبوا منه زيادة لعطائئهم وخراجهم فأبى عليهم ذلك . وكان يعطيهم عطاء جزيلاً ، وطلبوا منه الخروج إلى عمان للقتال فمنعهم ذلك . فلما خرج في هذه السنة للحج خرجوا من الدرعية فلما وصل إلى عمان علم بهم ناس من أهل باطنة عمان وغيرهم،  فنفروا عليهم وهجدوهم بالليل بياتاً فحصل بينهم قتال شديد  قتل من الفريقين عدة قتلى . فلما انقضت الوقعة أرسل ابناء سعود إلى مطلق المطيري أمير الجيوش في عمان فاتى إليهم واجتمعوا ، ومعه جنود كثيرة من أهل نجد وأهل عمان وغيرهم .وصار تركي رئيس الجميع فسارت تلك الجنود إلى عمان ونازلوا أهل بلد مطروح المعروف على الساحل ، وأخذوه عنوة وقتلوا من أهله قتلى كثيرة وغنموا منه أموالا عظمة . ثم ساروا على ساحل البحر وفي باطنة عمان وظاهرتها ، فاخذوا بلد خلفان عنوة .ثم ساروا  إلى جعلان وسور وسحار وغيرها وأخذوها عنوة  وأوغلوا في عمان وأخذوا أموالاً عظيمةً .....  ) .

أخيرا :

ضحايا الوهابية وقتها بلغ آلافا من جماجم القتلى وحمامات الدم وجبالا من السلب والنهب ومعاناة مئات الألوف من الناس وفزع وترويه الملايين .. هل يجرؤ أحد ــ حتى لو كان وهابيا ــ على تبرير هذا ؟

أليس هذا دليلا على أن وهابيى  الدولة السعودية الأولى كانوا يقاتلون فى سبيل الشيطان وليس فى سبيل الرحمن ؟

أليس هذا دليلا على أن داعش وأخواتها لم يأتوا من فراغ ؟

 

فى دولتهم الأولى : السعوديون حرامية الإبل والغنم : جهادهم فى سبيل الابل والغنم   .

 

 مقدمة ـ

ابن بشر يفخر بالسعوديين وبجهادهم ويجعله عنوانا للمجد . وضمن ما يفخر به أن معظم جهادهم كان فى سبيل الغنم والماعز والابل . كانوا يقاتلون ــ ليس فى سبيل الله ــ ولكن فى سبيل الماعز والغنم والأبل . لم تكن الصحراء العربية موطنا للكنوز ـ إلا ما كان فى الحجرة النبوية وقليل متناثر هنا وهناك . وقد قاموا بالواجب فسلبوا تلك الكنوز . ولكن معظم ما سلبوه ومعظم ما قاتلوا فى سبيل الحصول عليه كان الغنم والابل والماعز والطعام . وبينما كانوا يحرقون ويدمرون البيوت والحصون والمدن والبساتين النخيل ــ فقد كانوا حريصين على ما يسلبونه من غنم وخراف وماغز وابل .

بإختصار : فى دولتهم الأولى كان السعوديون حرامية خراف وماعز وإبل .

هذا ما نراه ماثلا فى كتاب ابن بشر ( عنوان المجد فى تاريخ نجد  ). ها هو المجد الحقيقى للسعوديين حرامية الابل والشاه والخراف والماعز . كانوا  قُطّاع طُرق يسرقون الخراف والماعز والابل ، بل إن قُطّاع الطُّرُق أشرف منهم لأن قُطّاع الطُّرُق العاديين لا يزعمون أم ما يفعلونه هو الاسلام بل ويحتكرون الاسلام لأنفسهم ثم يتهمون الآخرين بالكفر ليسرقوا منهم أغنامهم ومعيزهم وإبلهم .!!

ونعطى أمثلة مما كتبه صاحب المجد فى تاريخ لصوص نجد !!

أولا :

جهاد لسرقة الأنعام عندما تأتى لتشرب من الماء

 ( الماء / الآبار : بنوك الابل والغنم والماعز )

 سارق البنوك يترصد البنوك ، وسارق الابل والمعز والشياة يترصد الآبار فى الصحراء حيث يرد الرُّعاة ليسقوا أنعامهم . إعتاد البدو الهجوم على بعضهم بهذه الطريقة ؛ ترصد ( الماء ) أو عيون الماء أو الآبار ، حتى إذا جاء رُعاة قبيلة ما هجموا عليهم وإستاقوا أنعامهم . وكان يحدث قتل إذا دافع أصحاب الأنعام عن ممتلكاتهم. ولكن كان هذا قليلا لأن الثقافة البدوية توارثت أن المسلوب اليوم سيكون سالبا غدا ، والمهاجم اليوم سيكون مُعرّضا للهجوم غدا ، بل قد يكون عدو اليوم هو حليف الغد ، ثم إن الرعاة لا ذنب لهم حتى يتعرضوا للقتل . لذا تعارفوا على حقن الدماء بقدر الامكان . ولكن إختلف الوضع بظهور قطّاع الطرق الوهابيين السعوديين ، فمالكو الانعام والرعاة هم فى الدين الوهابى كفار يجب إستئصالهم . والمعادلة هنا بسيطة وحاسمة هى قتل الرعاة وسرقة الحيوانات . ونستعرض بعضا مما ذكره ابن بشر :

1 ـ سنة1110 ، يقول ابن بشر : (  وكان عبدالعزيز قد بعث محمد بن معيقل في جيش رداءاً لابن قرملة وعوناً فانقضى قبل مجيئهم . فحث محمد بن معيقل السير في أثر بوادي الشريف وأدرك منهم بني هاجر وهم على الماء المعروف" بالقنصلية " قرب بلدة "تربة " فأغار عليهم  وأخذ جميع أموالهم وقتل عليهم نحو أربعين رجلاً . ). المفهوم ان المال هنا هو الابل والغنم والماعز .

2 ـ ومثل ذلك قوله عن سنة 1178 : ( وفيها : كانت الوقعة المشهورة على حماد المديهيم ومن معه من السعيد الظفير ، سار إليهم عبدالعزيز رحمه الله تعالى ومعه غزوا أهل الرياض مع دواس بن دهام فأغار عليهم وهم على جراب ماء معروف بين سدير والدهناء ، فاستأصل جميع أموالهم وقتل منهم نحو الثلاثين رجلاً .   )  أى إستأصل جميع أنعامهم .

3 ـ سنة 1194 ( وفيها : أغاروا سبيع على بوادي الظفير وهم على سفوان ـ الماء المعروف عند البصرة ـ فأخذوا عليهم إبلاً كثيراً نحو أربعة آلاف بعير ) .  

ثانيا :

جهاد لسرقة الابل والغنم فى مواضع أخرى غير عيون الماء

لم يكن ابن سعود ينتظر حتى يرد الرعاة الى الماء بل كان يبادر بالهجوم على القوم وحيواناتهم فى محل إقامتهم ويسلبهم أنعامهم . ونأخذ أمثلة :

1 ـ سنة 1197 ( وفيها : سار سعود رحمه الله تعالى بجميع المسلمين غازياً إلى عالية نجد ، وعدى على الصهبة القبيلة المعروفة من مطير ، وهم على المزرع المعروف بالمتسجده قرب بلد شمر .فصبحهم عليها وأخذهم عليها وقتل رجالاً من رؤسائهم و فرسانهم ..  وأخذ إبلهم وأغنامهم وحلتهم وعشراً من الخيل .)

2 ـ  سنة 1229 ( وفيها آخر رمضان : سار عبدالله بن سعود  بجميع المسلمين من أهل نجد الحاضرة والبادية  وقصد القصيم فأقام فيها مدة قرب الرس . ثم أنه جهز جيشاً وأغار على عربان برية والجبلان المعروفين من مطير . فأخذ مواشيهم . فلما كان في  ذي القعدة رحل عبدالله بالمسلمين وقصد الحجاز وأغار على عياد الذويني ومن معه من بوادي حرب بني عمرو وبني علي وهم عند الحرة قرب جبل غراب المعروف هناك . فأخذ محلهم وإبلهم وأزوادهم وهربوا على أرجلهم في الحرة وقتل منهم رجال .)

3 ـ سنة 1212 (  وفيها : غزا هادي بن قرملة وأغار على البقوم في الحجاز فهزمهم وقتل منهم عدة رجال ثم بعد شهرين غزاهم فقتل منهم قتلى وأخذ عليهم كثيراً من الإبل والغنم . )

 4 ـ  1211( وفيها : غزا ربيع بن زيد أمير وادي الدواسر بجيش كثيف من الدواسر وغيرهم أمره عيدالعزيز أن يقصد جهة الحجاز . فأغار على عربان شهران وقتل منهم نحو خمسين رجلاً وأخذ منهم إبلاً وأغناماً كثيرة . )

5 ــ سنة 1229 ( وفيها : سار  عبدالله بن سعود رحمه الله تعالى بجميع المسلمين من أهل نجد الحاضر والبادية خرج  من الدرعية أول السنة فاجتمع على النواحي وقصد جهة الحجاز .. فأغار على بوادي حرب ، وهم في الحرة قرب (صفينة ) القرية المعروفة في تلك الناحية ، فأخذ عليهم إبلاً وغنماً كثيرة .. ) 

ثالثا :

جهاد لسرقة الغنم فقط .!!

حتى لو كانت تلك الأنعام مجرد أغنام بائسة حزينة فقد كان ابن سعود لا يتورع عن الهجوم على البلد لسرقتها ، ونقرأ ما قاله ابن بشر:

1 ـ  فى أحداث عام  1164 : (  وفيها سار عبدالعزيز يرحمه الله تعالى إلى بلد " الزلفى " فأخذ عليهم أغناما ورجع سالماً غانماً .) بسلامته هاجم بلدا ليسرق أغناما ورجع سالما غانما على حد قول ابن بشر ..!!

2 ـ سنة 1165 : ( وفيها : سار أهل الدرعية والعيينة وما حولهم وأميرهم مشاري بن معمر وقصدوا الخرج وأخذوا أغنام أهل "الدلم " ورجعوا بها وطلبوهم ولحقوهم الطلب في " عفجة الحاير " المعروفة . وقتل المسلمون من الطلب عدة رجال ورجعوا . ). كل هذا الجهاد من أجل أغنام ..!! ( تكبير ..!! )

3 ــ سنة1191 ( وفيها : ساروا إلى بلد ثادق فأخذوا أغنامهم وقتلوا منهم ستة رجال ، منهم محمد بن سلامة.)

4 ـ سنة 1184 ( وفيها : سار عبدالعزيز غازيا بالمسلمين وقصد بوادي المحمرة من الظفير فواقعهم وحصل بينهم بعض القتال ، فقتل منهم رجالاً ، وأخذ منهم غنايم .)

5 ـ سنة  1186 ( وفيها : سار عبدالعزيز إلى الرياض فأغار على أغنامهم وأخذها وحصل بينهم قتال. ).  هنا الغارة مباشرة على الأغنام أى لسرقة الأغنام ..شخصيا .!!

6 ـ سنة 1188 ( وفيها : سار سعود بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى غازيا إلى بلد الدلم في ناحية الخرج فأغار عليهم وأخذ عليهم غنماً ، وقتل من أهلها نحوا من عشرة رجال . )  

 رابعا :

جهاد لسرقة الابل فقط :

1 ـ سنة 1173 : ( ثم ان عبدالعزيز كر راجعاً وقصد " الدلم " و "الخرج "فقاتل أهلها وقتل من فزعهم سبعة رجال ، وغنم عليهم إبلا كثيرة . )

2 ـ سنة  1176  ( وفيها: غزا عبدالعزيز سبع في الموضع المسمى بسيح الدبول ، وأخذ عليهم نحو مائتي بعير.)

3 ـ سنة  1186 ( وفيها : سار عبدالعزيز رحمه الله تعالى بجيشه المنصور ، وأغار على آل حبيش من بوادي العجمان ، فأخذ عليهم إبلاً كثيرةً ، وقتل منهم عدة رجال . )

4 ـ سنة  1197  ( وفيها : غزا زيد بن  زامل صاحب الدلم بجيش نحو المائتين ، وأغار على بوادي سبيع ، فأخذ منهم إبلا  ، ثم قفل راجعا .  )

5 ـ سنة 1190 ( وفيها :سار عبدالعزيز غازيا بالمسلمين ، وقصد ناحية الجنوب فأغار على بوادي آل مرة ، وأخذ عليهم إبلاً كثيرةً . )

أخيرا :

يسرق الابل من الكفار ليبيعها الى الكفار .. ( تكبير .!! )

سنة 1109 : ( وفيها : سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع نحد وبواديها وقصد الشمال ، فأغار على بوادي كثيرة مجتمعة من الظفير . وهم في الموضع المعروف  "بالحجرة" ، فهزمهم وقتل منهم رجالاً كثيراً ، وأخذ منهم ألفا وخمسائة بعير وجميع أغنامهم ومحلتهم وأثاثهم .وذلك في شعبان . ثم قفل راجعاً بعد ما قسم الغنائم .فلما كان في ذي القعدة سار سعود بتلك الجيوش والجنود وقصدالحجاز فنازا بلدة " تربة " بلد البقوم المعروفة ، فحاصر أهلها حصاراً شديدا وقطع كثيراً من نخيلها  فقتل بينهم قتلى كثير .  وفيها : أمر عبدالعزيز على جيش من أهل الخرج وغيرهم وسار  بهم إبراهيم بن عفيصان فقصد ناحية " قطر " وأغار على أهله فأخذ إبلاً كثيرة من بواديهم وأموالاً ، فاقبل بها وباعها في الاحساء . ) .!!غزا ( قطر ) وسرق الابل منها وسافر بها ليبيعها فى الأحساء . برافو..

 

علامة تعجب مشروعة : آه يا كافر يا ابن الكافر .!!

 

 

فى دولتهم الأولى: السعوديون حرامية القوافل والأطعمة والأمتعة  

 

مقدمة :

فى التشريع السُّنّى تنقسم الغنائم الى نوعين : فردية ، وضعوا لها حديثا أو قاعدة فقهية تقول ( من قتل قتيلا فله سلبه )، أى إن المقاتل فى الجهاد السُنّى له الحق فى تجريد جثة من قتله ، من ملابس وأموال وسلاح . ثم الغنائم الجماعية والتى يجرى جمعها وتقسيمها : خُمس الى الخليفة أو ( الإمام ) بالتعبير الفقهى ، وأربعة أخماس يتوزع على أفراد الجيش ، يشمل هذا الأموال والسبى أيضا . بدأ الخلفاء ( الراشدون ) بهذا الإفك ، وتم تقنينه تشريعا سُنّيا فى العصر العباسى .

إبن عبد الوهاب لم يتعرض لهذه التفصيلات فى دينه الملاكى . قام بتطبيق تشريع جديد :أن يتم تجميع كل المسروقات ويتم تقسيمها كلها . المقاتل الوهابى يسلب ضحاياه دون أن يستأثر بها ، بل يتم تخميسها كلها. ومع هذا فقد كان المحاربون الوهابيون مخلصين فى تجريد جثث ضحاياهم من كل شىء ، من الملابس . وحيث كان العرب مثل الصحابة لا يعرفون الملابس الداخلية)underwear(  ، فإن جثة الضحية يتم تعريتها كاملة بعد تجريدها من كل شىء . وفى مذبحة الطائف ــ مثلا ــ فى ذي القعدة 1217هـ/1802م  إجتهد الجنود الوهابيون فى جمع المنهوبات من البيوت الى درجة حفر المراحيض بحثا عن كنوز مخبئة ، وقطع أيدى النساء لانتزاع الحُلى منها . وطالما يتم تجريد الجثث من كل شىء فالمنتظر تجريد البيوت من كل شىء ، حتى من الطعام ، وتجريد المحلات والدكاكين من كل شىء . وإذا كان الهجوم على قافلة فإن ما تحمله القافلة من أموال وبضائع وما يرتديه أصحابها والإبل وما عليها يكون ضمن المسروقات . وبالتالى يمكن القول بأن آل سعود فى دولتهم الأولى لم يكونوا فقط حرامية الغنم والماعز والإبل بل كانوا أيضا حرامية الأمتعة مما يكون فى البيوت ومما تحمله الابل وفى الدكاكين والقوافل والملابس والطعام وأوانى الطبيخ . إضافة الى الأموال السائلة والابل والغنم . وهذا هو الجهاد الذى قام به ابن سعود بجيوشه المنصورة حسب تعبير ابن بشر . ونعطى بعض الأمثلة :

أولا : آل سعود حرامية الأمتعة  

1 ـ ( سنة1110) فى هزيمة الشريف غالب عند ماء الجمالية ، نفس الحال ، لم يتركوا الفارين ينجون بحياتهم ، وكانت السرقات هائلة من الابل والغنم والأمتعة بل والسلاح أيضا :(  .. فولوا منهزمين فلحقتهم تلك البوادي والجنود  ومنحهم الله أكتافهم وأموالهم فقتل منهم نحو ثلاثمائة رجل . وغنم منهم هادي وجموعه من الإبل  والغنم والأمتعة  ما لا يُعد ولا يحصى ، حتى ذكر أن الرجل والرجلان يحوزان مائة بعير،  وأخذوا خيمة ناصر ومدفعه .) 

2 ـ  ( سنة 1174 ) ( أغار عبدالعزيز  على ابن فياض وعربه المعروفين بالنبطة من سبيع وأخذهم في الموضع المعروف بالعتك بين سدير والمحمل ، وقتل منهم عشرة رجال .. وغنم عليهم المسلمون من الإبل نحو ثمانين ذود واثاثهم وأمتعتهم . ) ثمانون من الابل بما عليها من أثاث ومتاع .!!

3 ـ ( سنة 1182 ) ( وفيها : سار عبدالعزيز غازيا إلى سبع وهم على الحائر المعروف فأخذ عليهم  إيلاً كثيرةً وأغناماً وأمتعةً. ). أمتعة مع الابل والأغنام .

4 ـ (سنة 1195 ) : هجم اللص إياه على أعراب عند بئرهم ،أو بتعبير ابن بشر ( فنازل تلك العربان على مائهم ) وهزمهم ( ثم أدال الله المسلمين عليهم فانهزم  جميع تلك البوادي وولوا مدبرين . فغنم المسلمون منهم غنائم عظيمة ، واستأصل سعود أكثر أموالهم ، وحازها . فالأغنام نحو سبعة عشر ألفأ والإبل خمسة آلاف ومن الخيل خمس عشر فرسا ، وحاز جميع ما في الحلة من الأثاث والأمتاع وقتل منهم قتلى كثيرة من الفرسان والرجالة .) ولأنهم كانوا فى دارهم وخيامهم فقد سرقها هذا اللص بعد أن قتل منهم كثيرين ..يا للفروسية .!! 

5 ــ ( سنة 1203 ) ( وفيها : سار سعود أيضا بالجيوش المنصورة وقصد المنتفق ، فوجدهم بالموضع المعروف بالروضتين بين المطلاع وسفوان . فناوخهم وأخذ من محلتهم خياماً وأمتعةً ثم رجع . ).  الجيوش المنصورة بقيادة سعود هجمت على إحدى عشائر المنتفق ، فلم يجد فيها سوى بعض الخيام ..أخذها يسمح بها ... ( دموعه ) .!! أمن أجل هذه الخيام يغزو بجيوشه المنصورة ؟

6 ــ ( سنة 1204 ) ( وفيها : كانت وقعة " غريميل " وهو جبل صغير تحته ماء قرب الاحساء . وذلك ان سعود سار من الدرعية بجنود المسلمين من الحاضرة والبادية .. فسار بتلك الجنود وقصد جموع بني خالد ورئيسهم يومئذٍ عبد المحسن بن سرداح .. فعداً عليهم ونازلهم ووقع القتال بينهم ثلاثة أيام .فانهزم عبد المحسن ومن معه من بني خالد .فكرّوا في ساقتهم يقتلون ويغنمون . وحاز سعود من الإبل والغنم والأمتعة مالا يعد ولا يحصى .وقتل عليهم قتلى كثير. ) . ايضا قاطع الطريق اللّص إياه هاجم أعرابا يستسقون ( فعدا عليهم ) أى إعتدى عليهم ، وهزمهم ففروا . فتتبعهم وطاردهم ليستحوذ على ما لديهم من الابل والغنم والأمتعة ..وقتل من ادركهم ، وكانوا كثيرين .

7 ــ ( سنة 1205  ) ( وفيها : كانت وقعة العدوة : ( ...  وغنم المسلمون منهم غنائم كثيرة من الإبل والغنم والأثاث والأمتعة وأخذ جميع محلهم .)  وبعدها حاول المهزومون الانتقام فانهزموا ثانيا (  .. وانهزم تلك البوادي لا يلوي أحد على أحد ولا ولد على ما ولد ، وتركوا  الإبل مقرنة في الحبال  .فتبعهم المسلمون وأخذوا جميع أموالهم من الإبل والغنم والأمتعة وأقاموا في أثرهم نحو يومين أو ثلاثة يأخذون من الأموال ويقتلون الرجال . وحاز سعود جميع الغنائم من الإبل  أحد عشر ألف بعير واكثر ومن الغنم أكثر من مائة ألف .) ظلوا فى ( مهمة مقدسة ) استمرت يومين او ثلاثة يأخذون الأموال ويقتلون الرجال ، فسرقوا جميع أموالهم ومالديهم من ابل وغنم و ( أمتعة ) .

8 ــ ( عام   1206 )( وفيها كانت غزوة "الشقْرة " وذلك ان سعوداً سار بالجيوش الكثيفة من جميع نجد الحاذرة والبادية وقصد ناحية جبل شمر وقد ذكر له القبائل كثيرة من البوادي من مطير وحرب وغيرهم على الماء المعروف بالشقرة قريب جبل شمر، فعدا عليهم سعوداً وأخذهم جملة ،وحاز منهم أموالاً عظيمة ، الإبل أكثر من ثمانية بعير وأخذ جميع أغنامهم ومحلتهم وأمتعتهم وأكثر من عشرين فرساً وقتل عليهم عدة رجال .). ( فعدا عليهم سعود ) يعنى إعتدى عليهم . وقاتلهم ( فى سبيل ) أن يسرق جميع أغنامهم و( محلتهم ) يعنى ( الخيام ) و ( أمتعتهم ) بالاضافة الى عدد ( 8  ) بعير ( تقريبا ) .!..

 9 ـ  ( سنة 1212) : ( وفيها في رمضان :  .. ثم سار وقصد جهة السماوة وأتاه عيونه وأخبروه بعربان كثيرة مجتمعين في الأبيض الماء المعروف قرب السماوة فوجه الجيوش وأغار عليهم على مائهم ذلك . وكانت تلك البوادي كثيرة من بوادي شمر ...وغنم المسلمون أكثر محلتهم وإبلهم  ومتاعهم.) .   أخبره جواسيسه الذين يترصدون الآبار وعيون الماء بأن بعض الأعراب يسقون أنعامهم فى بئر كذا فأغارت عليهم الجيوش المنصورة وسرق الأمير سعود بن عبد العزيز أكثر الإبل وما هناك من ( متاع ) وخيام أو بتعبير ابن بشر :( أكثر محلتهم ). القليل من الأعراب أفلت يحمل خيمته وفراشه ، فلم يسرقها منه الأمير سعود.

10 ــ هزيمة الشريف غالب عام 1212 : ( .. فألقى الله الرعب في قلوب عساكر الشريف وانهزموا  لا يلوي أحد على أحد ، وتركوا خيامهم ومحالهم وجميع أموالهم ، والقوم في ساقتهم يقتلون ويغنمون ، فمن وقف للقتل منهم قتل ، ومن انهزم أدرك وقتل . ومن فائت ومن بين ناج وهالك ظمأ وضياعا ، فكانت وقعة عظيمة ومقتلة وغنيمة . وكانت عدة القتلى على ماسطره بعض المؤرخين من أهل ناحيتهم قال :عدة القتلى  ألف رجل ومائتان وعشرون رجلاً .. وأخذوا جميع الذخائر والخيام والمتاع ... وغنموا جميع ما في المضرب من الأموال وأخذوا سلاحاً كثيراً وأخذوا أيضا ما كان معهم من الإبل والأمتعة التي أخذوها قبل ذلك على قحطان وغيرهم مع ما انضم إليها من اكابرالدولة ورواحلهم . ) . أمتعة وذخائر وخيام مع السلاح

والأموال .!

ثانيا : آل سعود حرامية الطعام والزاد ( الأزواد )

هل يجد السعوديون الوهابيون طعاما مطبوخا أو مواد غذائية ويتعففون عن سرقتها ؟ الجواب فيما ذكره ابن بشر ؟

1 ـ( سنة 1110 ) (وفيها : سار سعود رحمه الله بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة  من جميع أهل نجد حاضرها وباديها وقصد الحجاز فأغار على عربان مجتمعة من عتيبة ومطير وهم في الحرة ورئيسهم أبو محيور العتيبي ، فأخذ عليهم نحو اثني عشر مائة بعير وأغناما كثيرة ، وكثير من الأمتعة والأزواد .) الجيوش المنصورة بالخيل العتاق المشهورة أغارت على أعراب فسرقت منهم  1200 بعير فقط وأغناما كثيرة مع كثير من الأمتعة و(الأزواد ).( أزواد) جمع (زاد) أى طعام مطبوخ أو مواد غذائية

2 ـ ( سنة 1198) ( وفيها سار سعود رحمه الله تعالى بالمسلمين وقصد ناحية الإحساء فصبح أهل العيون وهجم عليهم ، ولم يأتهم خبر عنه ، وأخذ كثيراً من الحيوانات ونهب من بيوتها أزواداً وأمتعةً . ) فى الصباح الباكر هجم على الناس الآمنين فى بيوتهم ليسرق من بيوت الأحساء  ( أزواد وأمتعة ) . الأزواد يعنى الطعام المطبوخ وغير المطبوخ ، وأمتعة من البيت اى تشمل أوانى الطبخ ( حلل الطبيخ ) وأدواته ،  3 ـ ( سنة  1207 ) فى موقعة بنى خالد عام 1207 والتى إستأصلهم فيها يقول ابن بشر عن الغنائم : ( وأخذ جميع ركابهم وأزوادهم وأمتاعهم وفرشهم وجميع ما معهم . قيل أن الخيل اكثر من مائتي فرس .) أخذ كل ما لديهم من زاد أى طعام وكل ما ليدهم من متاع واثاث . مما ترك شيئا إبن الحرامية .!!

4 ـ سنة 1211 : فى هزيمة ثوينى ومقتله ( .. فوقع التخاذل والفشل في جنود ثويني، وألقى الله في قلوبهم الرعب ،فارتحلوا منهزمين لا يلوي أحد على أحد . ) لم يتركهم الوهابيون : ( فتبعهم المسلمون وبواديهم ، وقتلوا منهم قتلى كثيرة وغنموا غنائم عظيمة واستمروا في ساقتهم إلى قرب الكويت يقتلون ويغنمون وحازوا منهم أموالاً عظيمة من الإبل والغنم والغنم والأزواد والأمتاع وغير ذلك .) لم يتركوهم لأنه لا يزال معهم غنائم يراها السعوديون حقا لهم ، وهى لا تقتصر على الابل والغنم بل ايضا (والأزواد والأمتاع وغير ذلك )

5 ـ  (سنة  1212 ) ( وفيها : غزا حجيلان بن حمد أمير ناحية القصيم بجيش من أهل القصيم وغيرهم وقصدوا أرض الشام وأغار على بوادي الشرارات فانهوموا فقتل منهم نحو مائة وعشرين رجلاً وأخذ من الإبل نحو خمسة آلاف بعير وأغناماً كثيرة وأكثر حللهم  وأمتعتهم وأزوادهم. ) . أوانى الطعام ( الحلل ) سرقوها مع بقية الزاد والمتاع ..  

6 ــ ( سنة 1218 ) ( وفيها في ذي القعدة : سار سعود بالجيوش العرمرمية الكثيرة والخيل الجياد الشهيرة من جميع نواحي نجد والجنوب وعمان والاحساء، وغير ذلك من البادي والحاضر ، قاصداً الشمال وكان سعود قد شرب من لينة وحال منها يريد العراق . فحرف الجيوش إليهم وشن عليهم الغارت وأمر فيهم بالقتال والنهب ....) هذا الجيش العرمرم لكى يسرق حلل الطبيخ وغيرها . يقول ابن بشر : ( وقتل  من عامة الظفير قتلى كثيرة من كل قبيلة . وأخذ جميع أموالهم من الإبل والغنم والسلاح والخيل و الحلل والأمتاع والأزواد   .)  نفس المقصد من القتال : سرقة أوانى الطبيخ ( الحلل ) والزاد والأمتاع أو الأمتعة . بالاضافة الى الموال والابل والغنم .

7 ــ ( سنة  1222 )( وفيها سار محمد بن معيقل بأهل الوشم وسدير ونهض معه من بوادي قحطان ومطير وبني حسين وجملة من الواسر والسهول وغيرهم . فسار بهم محمد المذكور إلى عالية نجد ، فأغاروا على بوادي بني هاجر ورئيسهم يومئذٍ ناصر بن شري وهم في الحزم الراقي بين الذنايب والثعل . فوقع بينهم قتال فانهزم بنو هاجر وقتل منهم عدة قتلى ، وقتل رئيسهم ناصر المذكور،  وأخذوا جميع أموالهم من الإبل والغنم والأمتاع والأزواد مما يخرج عن العد والإحصاء.   .) ( أزواد / طعام ) مع غيرها من غنائم تخرج عن الحد والاحصاء.

8 ــ سنة 1225 : فى غزوة الشام ودمشق أعجبهم طعام أهلها ، وقد تجمعوا للغزو فى عدد كبير ( حوالى ثمانية آلاف ) تحركهم الشهية لطعام أهل الشام . يقول ابن بشر : ( وفيها سار سعود بالجنود المنصورة والخيل الجياد المسومة المشهورة واستنفر جميع النواحي من جميع الحاضر والباد من وادي الدواسر إلى إلى مكة والمدينة إلى جبل طي والجوف وما بين ذلك نحو ثمانية آلاف . خرج من الدرعية لثلاث خلون من ربيع الثاني ، وقصد نقرة الشام. ) وحتى يتذوق طعامهم الشهى تجول سعود فى القرى يقتل ويسرق ويأكل ما لذ وطاب ، يقول ابن بشر : ( فسار سعود في تلك الناحية وأقبل فيها وادبر ، واجتاز بالقرى التي حولها المزيريب وبُصري ، فنهبت الجموع ما وجدوا فيها من المتاع والطعام وأشعلوا فيها النيران.)أى ما يتبقى منهم كانوا يحرقونه .! ثم عاد الى الدرعية يحمل معه الغنائم والأمتعة و .. الطعام . يقول ابن بشر : (  .. ثم رجع قافلاً إلى وطنه،  ومعه غنائم كثيرة من الخيل والمتاع والأثاث والطعام . ) إى تجول سعود بعسكره فى ريف الشام حول دمشق ينهب ويحرق ويترك خلفه القرى تشتعل نيرانا ، يأكل زادهم ويحرق بيوتهم تعبيرا عن الشكر بطريقته الوهابية ..!

9 ــ يختلف الحال عندما يستولى على مدينة ويملكها بما فى بيوتها من طعام . عندئذ يقيم حُرّاسا على الطعام شأنه شأن بقية المنهوبات والمسروقات . عن إحتلال الرياض قال ابن بشر : (  فلما انتصف ربيع الثاني تجهز عبدالعزيز بمن معه من جيوش المسلمين غازيا إلى الرياض ، وخرج من الدرعية ، فلما قرب من بلد عرقة وإذا البشير قد أقبل من الرياض فأخبره بأن دهام بن دواس خرج من الرياض هارباً. فحث عبدالعزيز السير إليها فقدمها بعد العصر فإذا هي خالية من أهلها إلا قليل .وتركوها خاويةً على عروشها الطعام واللحم في قدوره والسواني واقفة في المناحي وأبواب المنازل لم تغلق . وفي البلد من الأموال مالا يحصر . فلما دخل عبدالعزيز البلد الرياض وجدها خالية من أهلها إلا قليلاً . فساروا. في إثرهم يقتلون ويغنمون .ثم إن عبدالعزيز جعل في البيوت ضباطاً يحفظون ما فيها .وحاز جميع ما في البلد من الأموال والسلاح والطعام والأمتاع وغير ذلك ، وملك بيوتها ونخيلها . ) .

ثالثا : القوافل

1 ـ أخرجت قريش النبى محمدا عليه السلام والمؤمنين معه من ديارهم وأموالهم . إستولت على أموالهم السائلة والتى كان منها أسهما فى تجارة قريش ( رحلة الشتاء والصيف ) تاجرت قريش بهذه الأموال فى قوافلها ، وإعتادت ايضا الهجوم على المؤمنين فى المدينة ، ولم يقم المؤمنون بالدفاع عن أنفسهم لأن الإذن بالقتال لم يكن نزل . وبعد إستعداد نزل لهم الإذن بالقتال ، وكانت أكبر مواجهة هى تصدى الممؤمنين لقافلة قرشية تحمل أموالهم . ليس هذا قطعا للطريق ، ولكنه إسترداد لحق ضائع .

2 ـ يختلف هذا عن عادة الأعراب فى نجد وغيرها حين كانوا يقطعون الطريق على القوافل التجارية ، بل وعلى قوافل الحج التى أمر الله جل وعلا بحصانتها بإعتبارهم يؤمون البيت الحرام . لم يتخلف السعوديون فى دولتهم الأولى عن قطع الطريق على القوافل . ما إن يأتيهم خبر عن قافلة قادمة إلا هجموا عليها يسرقون محتوياتها ويقتلون أصحابها .  ونعطى امثلة :

(سنة  1176 ) فى جولة قتالية له جاءه خبر عن قافلة مشتركة بين اهل الرياض وأهل سدير وحرمة ، فنهب من القافلة ما يخصّ أهل الرياض ، وترك نصيب حلفائه . هذا نُبل يعجز عنه ( روبن هود ). يقول ابن بشر :( وفيها : سار عبدالعزيز رحمه الله تعالى بالجيوش المنصورة إلى الإحساء واناخ بالموضع المعروف بالمطريفي في الإحساء وقتل منهم رجالاً كثيراً نحو السبعين رجلاً وأخذوا أموالا كثيرة ، ثم أغار على المبرز فقتل من أهلها رجالاً . ثم ظهر من الإحساء راجعا ، فلما وصل العرمة وافق قافلة لأهل الرياض  وأهل حرمة معها أموالاً فأخذ أهل الرياض وترك أهل سدير لأجل هدنة بينه وبينهم  .)

( سنة 1199 ) ( وفيها : سار سعود غازياً جهة الخرج فذكر له في أثناء الطريق أن قافلة حافلة من أهل الخرج والفرع وغيرهم ظاهرة من الإحساء ، فرصد لهم سعود على الثليما الماء المعروف قرب الخرج فأقبلت القافلة وكانت على ظمأ . وقدموا لهم ركاباً ورجالاً إلى الماء ، فأغار عليهم سعود وقتلهم . ثم أناخت الحدرة فنازلهم سعود واستمروا ساعة في جلاد وقتال واقتتلوا قتالاً شديداً وقتل بينهم قتلى كثير ، والقافلة قريب ثلاثمائة رجل . فحمل عليهم المسلمون وأخذوا جميع ما معهم من الأموال والقماش والمتاع والإبل .) جاءته جواسيسه بخبر قافلة قادمة ، فكمن للقافلة عند بئر ، وهو يعرف أنهم لا بد ان يمروا عليه . وجاءوا البئر عطشى وارسلوا بعض الناس يروون ظمأهم فقتلهم سعود ، ثم نشب القتال بينه وبين بقية رجال القافلة ، وانتهت بسرقة سعود لكل ما فى القافلة من أموال ومتاع وقماش وإبل ، وقتلوا ما استطاعوا من اصحاب القافلة . تُرى ..ما هو ذنب هذه القافلة ؟

رابعا: الأسواق والدكاكين :

1 ـ  ( سنة 1173 ) ( وفيها  :غزا عبدالعزيز إلى " الخرج " فاوقع بأهل الدلم وقتل من أهلها ثمانية رجال ونهبوا بها دكاكين فيها أموال . ) يا ابن الحرامية يا حرامى الدكاكين .!!!

2 ـ ( سنة 1212) : ( وفيها في رمضان : سار سعود بن عبدالعزيز بالجنود المنصورة من جميع نواحي نجد وبواديها وقصد الشمال وأغار على سوق الشيوخ وقتل منهم قتلى كثيرة ،وانهزم منهم أناس وغرقوا في الشط .) الجيوش المنصورة ــ يا ولدى ـ أغارت على سوق وقتلت من لم يستطع الهرب ، وطبعا سرقت ما فى السوق من بضائع . تجمّع كل جنود نجد وبواديها للهجوم على سوق . من الطبيعى أن يقتلوا كثيرين وأن ينهزم الناس فرارا لا يلوون على شىء ، فيتعرضون للغرق من فرط رعبهم .!!. وهذا فى شهر رمضان .. شهر التقوى والصيام .!!

 

 صلاة الوهابية للشيطان وليس للرحمن

 

 مقدمة : شعيرة الصلاة بين الاسلام وبين الكفر

1 ـ الصلاة فى الاسلام ليست هدفا فى حد ذاتها بل هى وسيلة يتطهر بها المؤمن وينتهى بها عن الفحشاء والمنكر، وتلك هى إقامة الصلاة أى تأثير الصلاة إيجابيا فى سلوك المؤمن فى غير أوقات الصلاة . قال جل وعلا : ( وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ  ﴿٤٥﴾ العنكبوت  )  ثم الخشوع فى تأديتها ، وبدون الخشوع فى تأدية الصلاة وبدون إقامتها والحفاظ عليها لا يفلح المؤمنون، فهناك مؤمنون ليسوا مفلحين ،يصلون بلا خشوع وبلا محافظة على صلواتهم ، أى يقعون فى المعاصى مع تأديتهم صلاة شكلية حركية ، قال جل وعلا : (قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴿١﴾ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ﴿٢﴾ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ ﴿٣﴾ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ ﴿٤﴾ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ﴿٥﴾ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ﴿٦﴾فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ﴿٧﴾ وَٱلَّذِينَ هُمۡ  لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ ﴿٨﴾ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ﴿٩﴾  أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ﴿١٠﴾ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴿١١﴾ المؤمنون  ) .

2 ـ  وكل العبادات فى الاسلام هى وسائل للتقوى ، قال جل وعلا : ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴿٢١﴾ البقرة ) ، ينطبق هذا على الصيام ، قال جل وعلا : (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾ البقرة ) وعلى الحج . قال جل وعلا (ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴿١٩٧﴾ ) ، وعلى القتال الدفاعى ردا للعدوان بمثله قصاصا ، قال جل وعلا : ( فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ  عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴿١٩٤﴾ البقرة  ) .

3 ـ المنافقون فى عهد النبى محمد عليه السلام كانوا يؤدون صلاة حركية شكلية مظهرية ، قال جل وعلا عنهم : ( وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ ) ﴿٥٤﴾ التوبة  ) ، كانوا يراءون بصلاتهم خداعا فقال جل وعلا عنهم :(إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا ﴿١٤٢﴾النساء ). وهم بها فى الدرك الأسفل من النار إذا ماتوا بلا توبة ، قال جل وعلا (إِنَّ  ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا ﴿١٤٥﴾  إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَٱعۡتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخۡلَصُواْ  دِينَهُمۡ لِلَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَسَوۡفَ يُؤۡتِ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا ﴿١٤٦﴾ النساء   ) . 4 ـ وكفار قريش كانوا يؤدون نفس شكل الصلاة التى لا يزال المحمديون يؤدونها ، وكانت لهم مساجد تحتوى قبورا مقدسة . لذا دعاهم النبى محمد لأن تكون المساجد خالصة لعبادة الله جل وعلا وحده فكادوا أن يفتكوا به . قال جل وعلا :(  وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا ﴿١٨﴾  وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ يَدۡعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيۡهِ لِبَدٗا ﴿١٩﴾ قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ  بِهِۦٓ أَحَدٗا ﴿٢٠﴾ الجن )  وبعد الهجرة كانوا يمنعون من بقى فى مكة من المؤمنين من دخول مساجدهم . قال جل وعلا : (  وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴿١١٤﴾ البقرة). إذن كانوا ( يؤدون ) الصلاة شكليا حتى عند البيت الحرام مع تمسكهم بالكفر وبصدّ المؤمنين عن الحج . لذا وصف رب العزة جل وعلا صلاتهم عند البيت الحرام فقال : (وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ﴿٣٤﴾ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ﴿٣٥﴾ الانفال  )

5 ـ إذا لم تكن الصلاة وسيلة للتقوى فتتحول فى الدين الأرضى الى وسيلة للعصيان ، أى طالما تؤدى حركات الصلاة فلا عليك بعدها إذا عصيت ، أى أن يعصى الانسان معتقدا أنه طالما أدى ركعات الصلاة رياءا فهم مغفور له مقدما . تتعاظم المصيبة لدى الكهنوت الذى يحترف أداء الشعائر الدينية ويعطى نفسه مظهرا دينيا باللحية والجلباب كى يتميز على الناس ويتسلط عليهم ويركب ظهورهم باسم الدين ويأكل اموالهم ، أى يجعلهم يدفعون له ثمن صلاته وريائه بالعبادة .

6 ـ أفظع من هذا كله أن يجنح الدين الأرضى الى القتال فى سبيل حُطام الدنيا أى فى سبيل الشيطان وليس فى سبيل الرحمن كما إعتاد ابن سعود فى الدولة السعودية الأولى . ولأنه استحلال بالإعتداء بالغزو والقتل تمسحا بإسم الله جل وعلا ودينه فقد إحتاج ابن سعود الى شعيرة دينية يشتهر بها وتكون وسيلة دعائية له تُسوّغ له ما يرتكبه من قتل وسلب ونهب وسبى . وكانت هى الصلاة . كان الحرص على تأدية الصلاة شكليا أساسا من طقوس الوهابية ليظهروا بمظهر التقوى ، وتحت هذا المظهر يرتكبون كل الفظائع ـ حتى فى الأشهر الحُرُم . ونعطى بعض التفصيلات :

أولا : الصلاة من معالم القتال الوهابى فى الدولة السعودية الأولى :

1 ـ إنبهر بعض المصريين فى الحملة المرسلة لقتال الوهابيين من تمسك الوهابيين بالصلاة وقت إحتدام القتال ، وقد نقل الجبرتى كلامه . قال ( ولقد قال لي بعض أكابرهم من الذين يدعون الصلاح والتورع : أين لنا بالنصر وأكثر عساكرنا على غير الملة ؟ وفيهم من لا يتدين بدين ولا ينتحل مذهباً ؟ وصحبتنا صناديق المسكرات ؟ ولا يسمع في عرضينا أذان ؟ ولا تقام به فريضة ؟ ولا يخطر في بالهم ولا خاطرهم شعائر الدين . والقوم ( أى الوهابيون ) إذا دخل الوقت أذن المؤذنون وينتظمون صفوفاً خلف إمام واحد بخشوع وخضوع ، وإذا حان وقت الصلاة والحرب  قائمة أذن المؤذن وصلوا صلاة الخوف ، فتتقدم طائفة للحرب وتتأخر الأخرى للصلاة ، وعسكرنا يتعجبون. ) 

2 ـ فى سنة1229  مات الامير سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود . قال عنه ابن بشر فى تعداد مناقبه : ( وأما الصلوات المكتوبة فكان يصليها في مسجد قصره ، ويصلي معه فيه فئام من الناس ، إلا يوم الجمعة فإنه يصلي مع الناس في مسجد الطريف المشار إليه وهو المسجد الجامع تحت القصر شماله في موضع بناه فوق المحراب والمنير هو وخاصة ممالكه واثنان وثلاثة من خواصه وجعل على ذلك المصلى طريقاً  من القصر يأتي إليه من قبلة المسجد عند المحراب . وكان يقف خلفه إذا دخل في الصلاة وهو في مسجد قصره اثنان من شجعان مماليكه بسيوفهم خوفاً عليه حتى يفرغ من الصلاة . وأما إذا كان في مغازيه وحججه ، فكان إذا دخل في الصلاة أوقف ستة من شجعان ممالكه وخاصته منهم بسيوفهم اثنان عند وجهه واثنان خلفه بينه وبين الصف الثاني ، واثنان خلف الصف الثاني . ). هذه هى طقوس صلاته ، ومعه من يحميه من جنده .

3 ـ وهناك طقوس أخرى للصلاة إذا خرج من عاصمته الدرعية تتمثل فيها المُراءاة بالصلاة بكل مُستطاع . يقول ابن بشر : ( فإذا أراد الخروج من الدرعية وقفت له كتائب الخيل في الوادي وعند القصر والرجال والنساء والأطفال ينتظرون خروجه . ثم يخرج من القصر ويدخل مسجد الجامع عند قصره فيصلي فيه ويطيل الصلاة فإذا فرغ من صلاته ركب جواده . فلا يتكلم معه بكلمة إلا السلام حتى ياتي موضع الذي يريد نزوله . ولا يرحل حتى يصلي صلاتي الجمع  الظهر والعصر . ويجتمع الناس للدرس عنده بين العشائين كل يوم إلا قليلاً . ).

4 ـ  وعن دورالصلاة وقت الحرب يقول : (  ورتب في كل ناحية إماماً يصلي بعد الإمام الأول الذي يصلي بالعامة ، ويصلي الثاني بالذين يحفظون متاع أصحابهم ويطبخون لهم في صلاتهم .وذلك لئلا يصلوا فرادى . فإذا قرب من العدو نحو ثلاثة أيام بعث عيونه أمامه ثم عداً فلا يلبث حتى يبغتهم وينزل قريباً منهم . فلا يوقد عند جميع المسلمين تلك الليلة ناراً ولا كأنهم نزلوا بتلك الديار .ثم ينادي المنادي بجميع المسلمين بعد صلاة المغرب أن يحضروا عند سعود ، ويجتمعون عنده ثم يقوم فيهم ويذكرهم ما أنعم الله عليهم به من الاجتماع على كلمة الإسلام وإن سببه العمل بطاعة الله والصبر في مواطن  اللقاء وغن النصر لا ينال إلا بالصبر، وما وعد الله الصابرين وتوعد الفارين المدبرين . ويتلو عليهم قوله تعالى :(وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16الأنفال ). وكان قد أمر بعض الأعراب أن يبكروا بالصلاة على أوله ويشن الغارة.  فإذا صلى الصبح ركب بالمسلمين وضجوا بالتكبير وأغاروا فتظلم السماء والأرض من إثارة النقع وضجيجهم بالتكبير . فيغيب الذهن في تلك الساعة ويوقن المسلمون بالنصر،.فيوقع الله بأسه فيمن قصدته تلك الجموع . ..)

ثم يتحقق الهدف من الصلاة ، وهى السرقة والغنائم من مال وأغنام وإبل وطعام ومتاع . يقول ابن بشر : ( وتؤخذ جميع الأموال . ثم يرحل عن مغارة القوم بجميع تلك الغنائم مع الباد والحاضر فينزل قريباً منها على بعض المياه ، فتعزل الأخماس ، وتُباع الغنائم بدراهم وتُقسم على جميع المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان . ثم يرحل لوطنه ويأذن لأهل النواحي يرجعون إلى أوطانهم .  ) هنا تكون الصلاة ضمن تقاليد الاعتداء الحربى على الآخرين . تسبق المعركة وتكون تحضيرا نفسيا لها ، ثم الاشتباك الحربى ، ثم جمع الغنائم ثم تقسيمها .

ثانيا : الصلاة من معالم القتال الوهابى فى تأسيس الدولة السعودية الراهنة : 

1 ـ أسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل الدولة السعودية الراهنة ، وقد قام بتجنيد شباب الأعراب فى مستوطنات خاصة أسماها ( الهُجر ) يتعلمون فيها دين ابن عبد الوهاب بإستحلال قتل الآخرين . أولئك كانوا ( الإخوان ) وهم الذين بسيوفهم تكونت الدولة السعودية الراهنة . لذا إستمر ربط صلاتهم بإستحلال الدماء البريئة .

2 ـ وخضع اختيار موقع ( الهجر ) / المستوطنة) لتخطيط محكم ، فقد روعى أن تكون بعيدة نسبيا عن طرق القوافل  حتي ينسى البدو عادة الهجوم على القوافل ليتفرغوا لما هو أهم وهو التأهيل للهجوم على الامارات المجاورة وضمها الى مُلك عبد العزيز . وروعى ووفرة المياه ، مع التزام السرية في المرحلة السرية من إنشاء المشروع . وحدد عبد العزيز نظاما للبناء يبدأ بالمسجد والساحة ،ثم البيوت التي يتوسطها الميدان حيث يتم رفع البيرق إيذانا باستدعاء الأخوان للجهاد .وفي داخل المستوطنة حدد عبد العزيز نظاما لتوزيع المياه ،وتسجيلا للأسماء وتوزيع السلاح .

3 ـ  واتسمت حياة الأخوان داخل المستوطنات بالجدية التامة ،من الصلاة والعبادة والاستماع الي التثقيف الديني والتربية العقيدية والتدريب العسكري، مما غرس في نفوسهم ان أمامهم مهمة مقدسة هي القتال لتحويل المشركين الكافرين الي الدين الصحيح ،وكان القتال هو فرصتهم الوحيدة للخروج من رتابة الحياة في المستوطنة ،وفرصتهم للغنيمة والنصر والشهادة ،وتنفيذ أوامر الله كما علمهم شيوخهم .

4 ـ وكان المسجد  مركز الحشد العسكرى، وكان هذا تطبيقا لعقيدة الجهاد الوهابية التى تربط الاغارة على الآخرين بالدين ممثلا فى المسجد والصلوات الخمس فى داخله . كان يوجد في كل مسجد بكل مستوطنة كشف بأسماء المصلين من الذكور ،وهو يُراجع فى أوقات الصلاة خمس مرات في النهار لإثبات الحضور والغياب ،وبذلك يتم استدعاء الاحتياطي تجريبيا خمس مرات في الصلوات الخمس اليومية. وعلي كل مستوطنة إخراج المسجلين فيها عندما يدعو داعى الجهاد ،وكل فرد مسئول عن مؤونته من طعام وملبس وسلاح ومركب بما يكفيه لمدة شهر الي ان يصل لمكان التجمع .وكان الذكور ينضمون الي صفوف القتال في سن الخامسة عشر .وعند الأمر بالقتال يرتفع البيرق في ساحة القرية فيتجمع المتطوعون بالمؤونة  والسلاح ولا يجوز التخلف إلا بعذر قهري مثل المرض ،وكانت النسوة يعاقبن المتخلفين بدون عذر ،وربما يقتلنهم ).

 

 

دين الوهابية : إما أن نحكمكم ونتحكّم فيكم وإما نقتلكم وندخلكم جهنم

الإكراه فى الدين والسياسة فى الدين الوهابى

 

 مقدمة : لا وجود للسياسة مع تحكم الاستبداد

1 ـ ليس فى السياسة ( مُطلق ) ، ليس فيها قاعدة ( أبيض أوغير أبيض ) ، ليس فيها ( إمّا وإمّا ). السياسة فيها ( ابيض وألوان أخرى ). السياسة فيها خيارات متعددة ، فيها المناطق الرمادية ، فيها التفاوض والرأى والآراء الأخرى . الوصول للسلطة هدف السياسيين لأن الحكم قائم على تداول السلطة ، لذا توجد التحالفات والانقسامات ومحاولات كسب الولاء والتنافس على خدمة الناس  الذين هم اصحاب السلطة الحقيقية .

2 ـ حيث يوجد الطغيان ( الاستبداد السياسى ) لا توجد سياسة . الاستبداد قائم على معادلة صفرية ( نكون أو لا نكون / صراع الوجود  / الاستثار بالكعكة كلها ).فالطاغية لا يرى إلا رأيه ، ورأيه هو الصواب المطلق ، فهو الزعيم المُلهم الذى يأتيه الوحى . ومناقشته لا تجوز ، والاعتراض على رأيه خيانة . ليس امام الناس إلا الطاعة وتطليق العمل بالسياسة . وحتى لو إصطنع مظاهر ديمقراطية وزيف ديكورا ديمقراطيا بإنتخابات مزيفة وإعلام مأجور فإن الناس تظل عازفة عن المشاركة السياسية تاركة الملعب للمستبد وحده لأن من يعمل بالسياسة فعلا يكون متهما بالسعى للوصول للسلطة ، لأن الطاغية محتكر السلطة يعتبر السعى للسلطة خيانة تستحق السجن والتعذيب والقتل . لا وجود للسياسة فى النظام الاستبدادى . شعاره إما أن نحكمكم وإما أن نقتلكم . نفس المعادلة الصفرية ( نكون أو لا نكون / صراع الوجود  / الاستثار بالكعكة كلها ). هذا هو الاستبداد العلمانى .

3 ـ الأسوأ من هذا الطغيان ( الاستبداد السياسى العلمانى ) هو ( الطاغوت ). والطاغوت فى المصطلح القرآنى هو الكهنوت الذى يصطنع بالوحى المزيف دينا أرضيا . لو كان هذا الدين مؤسسا على العنف والقمع والتسلط والاستبداد ووصل الحكم فنحن أمام دولة دينية أشد ظلما وإستبداد من الطغيان العلمانى العادى . الطغيان العلمانى العادى يزعم لنفسه إحتكار الحكم فى الدنيا فقط ، أما الدولة الدينية فتزعم أنها تتحكم فى الناس فى الدنيا والآخرة . المعترض على المستبد العلمانى قد يتعرض للقتل وربما للسجن ، ويظل عقابه دنيويا فقط . أما فى الدولة الدينية فالمعترض عليها دينيا أو سياسيا هو كافر مرتد لا بد من قتله مع الحكم عليه بالخلود فى النار ، حيث لا يقتصر المستبد الدينى الحاكم على سلب حقوق الناس فى الدنيا بل يسلب رب العزة جل وعلا سلطانه فى الآخرة أيضا . وإذا كان الشعار العملى للمستبد الطاغية العلمانى هو ( إمّا أن نحكمكم وإما أن نقتلكم ) فالمستبد الدينى الطاغوت شعاره إما أن نحكمكم ونتحكّم فيكم وإما نقتلكم وندخلكم جهنم . الطاغية المستبد العلمانى يظلم شعبه فقط ، أما المستبد الدينى الطاغوت فهو يظلم الناس ورب الناس .

4 ـ لذا يجب منع الاخوان المسلمين وسائر التنظيمات السياسية الوهابية من المشاركة السياسية لأنها لا تؤمن بالسياسة اصلا وتعتبر الديمقراطية كفرا ، وقد تعتبرها سلما للوصول الى السلطة فإذا وصلتها بالانتخابات ـ بعد غسيل مخ الجماهير ـ إستبدت بالحكم مع أول فرصة ، كما حدث فى انتخابات الجزائر وفى انتخابات فلسطين وظهور حماس . خلط الدين بالسياسة لا بد من منعه منعا باتّا وجازما وحاسما فى العمل السياسى حتى يكون التنافس السياسى على أرضية واحدة يتساوى فيها الجميع ، فمن الظلم للناس ورب الناس جل وعلا أن يزعم فريق سياسى أن ( الله جل وعلا ) تابع له يؤيده ويخاصم الآخرين ــ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

5 ـ هذه مقدمة ضرورية نفهم منها طبيعة الدولة ( الدينية ) السعودية الأولى ، منبع محور الشّر الذى لا يزال ينشر الفساد وحمّامات الدم فى الأرض .!

 

أولا : الإكراه فى الدين والمبايعة على الدخول فى دين ابن عبد الوهاب

1 ـ إعتاد الاعراب وقبائلهم وإماراتهم السياسية فى نجد وغيرها الغارات والغزو طريقا لكسب الرزق . جاء ابن عبد الوهاب بدين يعرض على الأعراب عرضا مُغريا ؛ ان يمارسوا نفس القتل والغزو والسلب والنهب بمشروعية دينية ، يكون فيها الغزو جهادا. هذا العرض المُغرى له جانبان : المشاركة فى الغنائم فى كل معركة ، لابن سعود الخُمس والباقى للمحاربين : للفارس سهمان وللمترجل سهم . وينال المحارب نصيبه فورا بلا تأخير . ثم الجانب الآخر أنه سيدخل الجنة . إنتشرت الوهابية بين الأعراب من قبائل ومدن مختلفة ، جاءوا الى الدرعية وصاروا أتباعا لابن عبد الوهاب وجنودا لابن سعود . وبهم أصبح ابن سعود يغزو ويستأصل غير الوهابيين قتلا وسرقة ونهبا بحيث اصبح أمامهم خيار واحد من إثنين : إما أن يكونوا أتباعا للوهاببين أو الموت قتلا وفقرا وهربا.

2 ـ إختار كثيرون إعتناق الوهابية بعد الهزيمة أو خوفا منها ومن القتل ، فكان ابن سعود يرسل لهم من يعلمهم شعائر الدين الوهابى الجديد . وبعضهم كان يثور بعدها فيوصف بأنه مرتد ، ويدخل فى حروب جديدة . وبعضهم قد تشكُّ فيه السلطة الوهابية السعودية فيتعرض للقتل كائنا من كان . إذ لا بد للولاء أن يكون حصريا ولا بد للطاعة أن تكون قسرية . وإذا كان الله جل وعلا يغفر فهم لا يعفرون ، وإذا كان الله جل وعلا يقبل التوبة فهم لا يقبلون .

3 ــ نحن أمام دين ملاكى يطلب من الناس أكثر مما يطلبه منهم الخالق جل وعلا ، وينتظر منهم أن يضحُّوا فى سبيل ابن سعود وابن عبد الوهاب أكثر مما يطلب الخالق جل وعلا من بنى آدم ، ثم يزعم أن هذا هو ( دين الله ورسوله ).!! ( ضع ما تشاء من علامات التعجب ) .!!!!

ثانيا : ونعطى أمثلة مما ذكره ابن بشر فى كتابه ( عنوان المجد فى تاريخ نجد ):

1 ـ عام 1148 ( سار عبدالعزيز أيضا غازيا وقصد الحائر المعروف بحاير سبيع بين الخرج والرياض فنازل أهله وحاصرهم وقطع بعض نخيله ، ثم أذعنوا وبايعوا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة  .)

2 ـ عام 1149 ( غزا المسلمون إلى الزلفى واشعلوا النار في زروعه ثم ساروا وتوجهوا إلى ناحية الخرج واغاروا على الدلم .ثم أن أهل الزلفى في هذه السنة بايعوا على دين الله  ورسوله والسمع والطاعة .)

 3 ـ عام 1169 ( وفد اهل  "القويعة "   على الشيخ محمد ( ابن عبد الوهاب ) وبايعوا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة .)

4 ـ عام 1181 ( وفيها : دخلوا أهل الوشم وأهل سدير في الدين، وبايعوا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة .)

5 ــ عام 1183 ( ووفد عليه أكثر أهل القصيم ، وبايعوا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة . ثم رحل من القصيم ورجع إلى وطنه .)

6 ـ عام 1188( وفيها بايعوا أهل منيخ ومحمد بن رشيد الهزاني صاحب حريق نعام لعبدالعزيز والشيخ ( ابن عبد الوهاب ) على دين الله ورسوله والسمع والطاعة .)

7 ـ عام 1190 ( وفيها : قدم ربيع وبدن  أبناء الدواسر رؤساء أهل الوادي ومعه رجال من رؤساء قومهما على الشيخ( ابن عبد الوهاب )  وعبدالعزيز ، وبايعوا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة .)

8 ـ عام  1199)  (وفي آخر ذي الحجة سار سعود بالجيوش المنصورة وقصد الخرج ونازل بلد الدلم وحاصرها فوقع  بينه وبين أهلها قتال في النخيل، ثم ألجؤهم إلى البلد وحصروهم فيها ، ثم أن سعود هجم على البلد وأخذها عنوة ، وقتل أميرها تركي بن زيد بن زامل ومعه عدة رجال واستولى عليها. واستعمل فيها اميرا سليمان بن عفيصان،  ثم أذعن جميع الخرج وبايعوا على دين الله ورسوله والسمع  والطاعة )

9 ـ  عام 1202 ( وفيها بايع جميع أهل  وادي الدواسر على دين الله ورسوله والسمع والطاعة ، ووفدوا على الشيخ وعبدالعزيز . وذلك بعد محاولات ومقاتلات عديدة . )

10 ــ عام 1207 . يقول ابن بشر عن سبب إعتناق أهل الأحساء الوهابية ( 1207 : ولما بلغ أهل الاحساء هذه الوقعة وقع في قلوبهم الرعب وخافوا خوفاً عظيماً .ثم رحل سعود وقصد ناحية الاحساء ونزل على الماء المعروف بالردينة في الطف . فأقام عليه أياما وأتته المكاتبات من أهل الاحساء يدعونه إليهم ليبايعوه ، فارتحل منها وسار إلى الاحساء، ونزل على عين نجم خارح البلد ، فظهر عليه أهلها وبايعوه على دين الله ورسوله والسمع والطاعة .)

11 ـ عام 1208 ( وفيها  أمر عبدالعزيز على أهل الوشم والقصيم وجبل شمر ينفرون غزاة مع أُمرائهم فسار اهل الوشم مع محمد بن معيقل ، وأهل القصيم مع محمد بن عبدالله آل حسن ، وأهل الجبل مع أميرهم محمد بن علي ، وأمرهم ان يسيروا إلى دومة الجندل المعروف بجوف آل عمرو في الشمال ، فسار الجميع وأميرهم محمد بن معيقل ، ونازلوا أهل تلك الناحية وأخذوا منها ثلاث بلدان . ثم حاصروا الباقيين وقتلوا عدة قتلى . فلم يزالوا محاصرين لهم حتى بايعوا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة )

12 ـ عام 1211 ( وانقضت تلك الجموع البرية والبحرية واتفرقوا مخذولين ، وكان قتل ثويني رابع المحرم أول سنة اثنتي عشرة وسُميت هذه الوقعة سحبة .فلما فرغ سعود من قسم الغنائم سارو ونزل شمال الاحساء وخرج إليه أهله وبايعوه  على دين الله ورسوله والسمع والطاعة ، وقدم  فيه واخر ونهي وأمر وأخذ من الأموال ما لا يُحصر .)

13 ـ عام 1212   (  أرسل حمود بن ربيعان ومن معه من عتيبة وعربان الحجاز إلى عبدالعزيز وطلبوا منه المبايعة على دين الله ورسوله والسمع والطاعة وإيتاء الزكاة وبذلوا دراهم نوالا، فأجابهم عبدالعزيز إلى ذلك ، وأخذ على كل بيت عدة دراهم معلومة .  ) أى مبايعة وجزية ايضا .

 14 ـ عام  1212  ( سار ربيع بن زيد على أهل بيشة والجنينة فنازلهم وضيق عليهم بالحصار حتى بايعوا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة .) وفى نفس العام :( وفد رؤساء البقوم على عبدالعزيز وبايعوا على دين ورسوله والسمع والطاعة. )

 15 ـ ( وفي أوائل هذه السنة 1213 : سار ربيع بن زيد بأهل وادي الدواسر وجيش من غيرهم وسار معهم قحطان وغيرهم وسار الجميع ونازلوا بيشة وحصروها حصاراً شديدا واستولوا على قراها صلحا وعنوة . ثم بايعوا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة. واستعمل عبدالعزيز عليها أميراً سالم بن محمد بن شكبان .

16 ــ   ( وفيها 1220: بايع صالح رئيس الحديدة وبيت الفقيه سعوداً على دين الله ورسوله والسمع والطاعة . . )

17 ــ  ( سنة 1222 ) فيما يعرف الآن بعُمان والامارات : ( فى رأس الخيمة ) : هزيمة قيس ومقتله وارسال ابنه بالبيعة الى سعود :  (.. فالتقى الجمعان جمع قيس وسلطان عند خور المكان  المعروف في عمان بين الباطنة ورأس الخيمة ـ واقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزم جميع قيس هزيمة شنيعة وقُتل قيس المذكور ، وهلك من قومه  خلق كثير بين القتل والغرق في البحر ، قيل أن الذي هلك قريب أربعة آلاف رجل . ثم بعد هذه الوقعة أرسل بن قيس إلى سعود وسلطان بن صقر وطلب المبايعة على دين الله ورسوله والسمع والطاعة. وبايع على ذلك ، وبذل مالا كثيراً وشوكة من الحرب ، وأرسل ابن أخيه سعيد بن سلطان إلى سعود وبذل مالاً كثيراً ، وبايع على السمع والطاعة وصار جميع عمان تحت ولاية سعود). بيعة وسمع وطاعة ودفع جزية .!! 

 ثانيا : الردة عن دين الوهابية 

1 ـ اسهم الأمير عثمان بن معمر ( أمير العيينة ) فى نشر الوهابية وكان أول من إختضن ابن عبد الوهاب ، وقاتل مع ابن سعود ، وهو جد الأمير سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود . خاف ابن عبد الوهاب وابن سعود من مكانته ومنزلته فقرروا إغتياله . إغتالوه وهو يصلى فى مسجد العيينة  . يقول ابن بشر عن إغتياله   سنة 1163 : ( وفيها :وفيها قتل عثمان بن معمر في مسجد العيينة بعد صلاة الجمعة . انتدبت لقتله أُناس من جماعته .  ذكروا  أنهم تحققوا منه نقض العهد وموالاة الأعداء وممالأتهم . وقيل أنه أتاه كتاب من محمد بن عفالق يحرضه على معاداة المسلمين ونقض بيعتهم وعهدهم . وكانت بنته تحت عبدالعزيز . وهو جد ولده سعود. وحين قتل عثمان ، وسعود رضيع لم يتم السنتين . ولكن ليس في الدين محاباة . فلما سلم من الصلاة قام إليه من ذكرنا  فقتلوه. ومن مشاهير الذين تولوا قتله حمد بن راشد وإبراهيم بن زيد الباهلي وموسى بن راجح . وكان ذلك منتصف رجب من هذه السنة .). بعدها بعشر سنوات قام ابن عبد الوهاب بهدم قصر عثمان بن معمر . يقول ابن بشر فى أحداث سنة 1173) ( وسار الشيخ رحمه الله تعالى إلى العيينة فأمر بهدم قصر بن معمر فهدم  . )

2 ـ نفس الحال تقريبا سنة 1167 )إذ ثار زعماء السيايرة على الوهابية وقتلوا شيوخ الوهابية ، فتم إغتيالهم : ( وفيها : كان مقتل السيايرة في ضرمى المعرفون آل سيف ، وهم صقر وأخوته جار الله وغيث وعثمان . وذلك ان الأمير محمد بن عبدالله  الذي هو من قبيلة آل عبدالرحمن المسمين بالشيوخ الذين قتلوهم آل سيف قام عليهم هو وأهل الدين الذين في البلد . وكان آل سيف بعد قتلهم الشيوخ  اعجبوا بأنفسهم واحتقروا الراعي والرعية ، واحتقروا أهل الدين الذين يشار إليهم في البلد ومقتوهم . )

3 ـ وإنضم أمير الرياض الى الوهابيين وحارب تحت رايتهم ، ثم ثار عليهم وحاربهم ، وفى النهاية ترك لهم مدينة الرياض هو وأهل الرياض . فى أحداث (سنة  1179 ) يقول ابن بشر :( وفيها حارب دهام بن دواس وارتد ونقض عهد المسلمين وثار الحرب الثالث .). ابن بشر يعبر عن ثورة أمير الرياض بأنها ( ردة ) أى ردة عن دين الوهابية الذى جعلوه إسلاما . أى فطالما ثار ابن دواس عليهم فقد إرتد عن الاسلام .

4 ـ  عام 1190 . ثار أمير الديلم على السعوديين وقتل أميرهم الوهابى ، فحاربه عبد العزيز بن محمد بن سعود ، وألجأه الى العودة للوهابية والتبعية السعودية . تأمل اسلوب ابن بشر وهو يحكى الموضوع : ( قتل فوزان بن محمد أمير بتيقة، المعروفة ،في بلد الدلم ، وكان من طنايز أهل الدين ،قتله زيد بن زامل امير الدلم ونقض  عهد المسلمين ،فحشد إليه عبدالعزيز رحمه الله تعالى بجنود المسلمين ، فحصره في بلده أشد الحصار فخرج من البلد هارباً، فأرسل أهلها إلى عبدالعزيز وصالحوه وبايعوه على دين الله ورسوله والسمع والطاعة ، واستولى عليها واستعمل فيها أميراً سليمان بن عفيصان . )

5 ـ  سنة 1190 ( وفيها : قدم صاحب اليمامة حسن البجادي وافدا على الشيخ وعبدالعزيز ومعه رؤساء بلده وبايعوا على دين الله ورسوله والسمع والطاعة ، ورجعوا إلى بلدهم .فلما كان بعدأيام قليلة نكثوا العهد وحاربوا المسلمين .وذلك بمالأة من أُناس من اهل الدلم.).

ثالثا : الاحتراف الدينى والتسلط بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

المستبد العلمانى يكتفى بفرض سيطرته السياسية أما المستبد فى الدولة الدينية فهو يتحكم فى حياة الناس حسب هواه ، ويجعل هواه دينا .!.

1 ـ عام 1207 . بعد إعتناق أهل الأحساء الوهابية، يقول ابن بشر عن تعليم أهل الأحساء الوهابية الدين الملاكى الجديد : ( ودخل المسلمون الاحساء وهدموا جميع مافيه من القباب التي بُنيت على القبور والمشاهد الشركسية . فلم يتركوا لها أثراً .. وأقام شهرأ ورتب المساجد والدروس ورتب فيهم علماء ممن كان معه يعلمونهم التوحيد ويذكرونهم فيه ويعلمونهم أُصول الإسلام وأنواع العبادات وشروط الصلاة وأركانها وواجباتها وغير ذلك من شرائع الإسلام.).

2 ـ ونقتطف ما قاله ابن بشر عن الأمير سعود  بعد فتح مكة وفرضه الوهابية على اهلها ومنعه التدخين ومنع الحج :   

   عام 1222( وفشا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة ، فلا يشرب التنباك في أسواقها وأمر سعود أن يجعل في أسواقها من يأمرهم بالصلاة إذا دخل الوقت فكان إذا أذن دار الرجال في الأسواق الصلاة الصلاة .) ( ورجع سعود إلى وطنه ولم يحج في هذه السنة أحد من أهل الشام ومصر والعراق .. )

وعن  سنة 1225) ( وجعل في الأسواق رجالاً وقت الصلاة يحضونهم عليها فلا تجد فيها وقت الصلاة متخلفاً إلا نادراً  .ولا تجد في الأسواق في جميع هذه الحجج من يشرب التنباك ولا غيره من المحظورات إلا ما لا يرى ظاهراً .)

(سنة 1226 ) ( وامر المسلمين فيها بالمعروف ونهوا عن المنكر في جميع تلك الحجيج،  لا يخشون أحداً إلا الله ، ولا يرى في مكة شيء من المحظورات ظاهراً من شرب التنباك وترك الصلاة والحلف بغير الله .) ( .ولم يحج أحد في هذه السنة من أهل اصطنبول ولا مصر ولا الشام ولا غيرهم إلا شرذمة من أهل المغرب بأمان . ).

3 ـ نحن هنا أمام مفارقة عجيبة : فرض القتال الوهابى ( إى إستحلال القتل وهذا من أكبر الكبائر ) مع تحريم الحلال وهو التدخين . الوهابى مفروض عليه أن يقتل الأنفس البريئة ، ومحرم عليه المباح وهو التدخين . نحن هنا امام دين ملاكى ، ما يحبه يجعله فرضا حتى لو كان من أكبر الكبائر ، وما لا يحبه يجعله من أكبر الكبائر حتى لو كان مُباحا .  ومن لا يحبونهم يمنعونهم من الحج ، ومن يحبونهم يسمحون لهم بالحج للبيت الحرام الذى جعله رب العزة للناس كافة ومثابة للناس وأمنا ..!

4 ـ ثم يقولون هذا هو دين الله ورسوله .. هل أنزل الله جل وعلا فى قرآنه شيئا عن ابن عبد الوهاب أو ابن سعود ؟ هل نزل جبريل عليه السلام يعلن أن دين ابن عبد الوهاب هو دين الله ورسوله وأن ابناء سعود هم أصحابه وحُماته والناطقون بإسمه ؟   سبحانك ربى .. هذا بهتان عظيم .!