دعنا نتخيل
ßÊÇÈ ج 1 من كتاب : دعنا نتخيل : حوارا حدث بين النبى محمد وال سى إن إن .!!
الفصل الثانى : فى حوار عن اعداء الاسلام والنبى عليه السلام

في الثلاثاء ١٦ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

الفصل الثانى  : فى حوار عن اعداء الاسلام والنبى عليه السلام

 

النبى محمد فى حوار مع ( السى إن إن ) يتبرأ من أئمة المسلمين

 

 قال المذيع : عندما كنت فى مصر وواجهت الأزهر والصوفية فى قبر الحسين ، ما هو الانطباع الذى خرجت به ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نفس الدين الشيطانى الذى كان فى مكة وترعاه قريش .

قال المذيع : بمعنى ؟

قال النبى محمد عليه السلام :  يعنى تقديس المقبورين وتقديس الأئمة ، والكذب على الله جل وعلا باحاديث وأقاويل وروايات ، وعبادة اسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان .

قال المذيع : ماذا تعنى بعبادة الأسماء ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الكفرة المشركون يخترعون اسماء يطلقونها على أوليائهم وآلهتهم المقدسة ، وبتوالى السنين تكتسب هذه الأسماء رهبة وقُدسية ، وبهذا ترسخت عبادة الأسماء من قوم نوح وحتى الآن .

قال المذيع : أريد امثلة .

قال النبى محمد عليه السلام : قال هود عليه السلام لقومه (عاد ) :  ( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ) 71 ) الأعراف ) وهذا ما قاله يوسف عليه السلام عن المصريين فى عهده : (مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ) 40 ) يوسف   ) ، وهذا ما قاله رب العزة عن قريش والعرب : ( إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ  ) 23 ) النجم ) .

قال المذيع : هل هى نفس الأسماء المقدسة فى كل عصر ؟

قال النبى محمد عليه السلام : تختلف الأسماء من آلهة قوم نوح الذين تمسكوا بعبادتها (  وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ) 23 ) نوح  ) الى آلهة قوم عاد وآلهة المصريين الى آلهة قريش والعرب : (أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ) 19 : 20 ) النجم  ) الى الأله (بعل ) الذى عبده قوم النبى الياس فقال لهم (  أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ) 125 الصافات )

قال المذيع : فى لبنان مدينة أثرية مشهورة تنتسب الى الاله (بعل ) هى ( بعلبك ). وهناك ملك قرطاجنى من أصل لبنانى كان فى تونس ، ينتسب إسمه الى الاله (بعل ) هو ( هانيبال ) أى (عانى بعل ). وعندك حق ، فالسنيون يعبدون إسم البخارى ،والوهابيون يقدسون إسم ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب ، والصوفية يقدسون الغزالى والجيلانى والبدوى، والشيعة يقدسون أسماء شتى .

قال النبى محمد عليه السلام :  تختلف الأسماء والأشكال والألسنة ولكنه نفس المضمون من تقديس البشر وتأليههم .

قال المذيع : بعد التشابه فى الدين هل هناك فروق بين ما رأيته فى مصر الآن وبين ما كانت عليه قريش فى مكة وقت نزول القرآن ؟

قال النبى محمد عليه السلام : ما رأيتُه من بطش فرعون مصر يفوق وحشية قريش .!

قال المذيع : دعنا نتوقف معك مع الأسماء التى تحظى بالتقديس بين المسلمين . فى مصر يجعلون شيخ الأزهر هو شيخ الاسلام ، والوهابيون يجعلون ابن تيمية شيخ الاسلام . هل هذا يجوز ؟

قال النبى محمد عليه السلام : ليس فى الاسلام منصب دينى بعد  النبوة ، وأنا خاتم النبيين ، وآخر من نزل عليه الوحى الالهى فى الدين .

قال المذيع : أى ليس فى الاسلام شيخ .! .. فماذا عن قولهم ( شيخ الاسلام )؟

قال النبى محمد عليه السلام : ( شيخ ) فى القرآن الكريم لا دخل له بالدين الحق . هو مرحلة الشيخوخة فى الانسان ، يقول ربى جل وعلا عن مراحل حياة الانسان : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ) 54 ) الروم ) . هى مرحلة الضعف والشيب التى وصفها زكريا عليه فقال : ( رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ) ( 4 ) مريم ) ، وقالت إمرأة ابراهيم عليه السلام عنه : ( قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ )  (72 ) هود )، وقال أُخوة يوسف عن أبيهم يعقوب عليه السلام :( قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا ) 78 ) يوسف )، وفى قصة موسى عليه السلام : (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ) 23 ) القصص ). هذا هو معنى (الشيخ ) فى القرآن الكريم .

قال المذيع : يقولون عن شيخ الأزهر إنه ( الامام الأكبر ) .!

قال النبى محمد عليه السلام : طالما جعلوه الامام الأكبر فهل أنا الامام الأصغر ؟ هم جعلوه أكبر منى وإماما لى .. ثم يقولون إنهم مؤمنون .!!.

قال المذيع : لنقل إن شيخ الأزهر هو (إمام ) . فهل يجوز لشخص ما أن يجعل نفسه إماما ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كلمة (إمام ) تأتى فى القرآن الكريم بمعنى الكتاب السماوى ، يقول جل وعلا : ( وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً ) 17 ) هود ) ( وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً ) ( 12 ) الأحقاف ). وتأتى بمعنى كتاب الأعمال الذى يتم فيه تسجيل أعمالنا التى سنرثها يوم القيامة ، يقول ربى جل وعلا : ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) (12 ) يس  )، ويقول ربى جل وعلا : ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) ( 71 الاسراء )

قال المذيع : هذا (إمام ) بمعنى الكتاب السماوى ، وبمعنى كتاب الأعمال. هل (إمام ) تأتى صفة للبشر ، أى نقول  عن فلان إنه :(إمام ) ونقول  عن بعضهم أنهم :(أئمة ) ؟ وهل هناك إمام وأئمة فى الاسلام ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الله جل وعلا يجعل الأنبياء أئمة بعد تمحيصهم بأنواع من الابتلاءات ونجاحهم فيها ، قال جل وعلا عن ابراهيم عليه السلام : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) 124 ) البقرة ) الله جل وعلا إبتلى ابراهيم بإبتلاءات متنوعة فنجح فيها تماما فجعله الله جل وعلا للناس إماما . ونفس الحال مع بعض الأنبياء من ذرية ابراهيم عليهم السلام ، يقول جل وعلا عنهم : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ  ) ( 73 الأنبياء  )

قال المذيع : وهل نفس الحال مع البشر المؤمنين ؟

قال النبى محمد عليه السلام : إذا آمنوا وصبروا كانوا أئمة . قال جل وعلا عن المؤمنين الصابرين من بنى إسرائيل : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ  ) 24 ) السجدة ). والمؤمنون من عباد الرحمن يدعون ربهم أن يجعلهم أئمة للمتقين : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) 74 ) الفرقان )، فإذا أثبتوا جدارتهم جعلهم الله جل وعلا أئمة للمتقين . وهذا فى علمه جل وعلا . وهو غيب بالنسبة لنا .

قال المذيع : هذا بالنسبة للأمام وللأئمة المؤمنين . هل هناك أئمة للكافرين ؟

قال النبى محمد عليه السلام : أئمة الكافرين المعتدين كانوا فى عهدى ، وقد نكثوا العهد وطعنوا فى الدين فأمرنا جل وعلا بقتالهم، قال جل وعلا : (وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ) 12 ) التوبة ).

قال المذيع : كيف نحدد أئمة الهدى ؟

قال النبى محمد عليه السلام : لا نستطيع الحكم على أئمة المؤمنين فى التقوى لأن الله جل وعلا وحده الذى يعلم خائنة الأعين وما تُخفى الصدور . ولأن المتقين سيتم تحديدهم يوم القيامة بدخولهم وحدهم الجنة ، فلن يدخل الجنة إلا المتقون . والأئمة منهم من سيكون من السابقين المقربين الذين سيكونون فى مقام أعلى من أصحاب اليمين . وأصحاب الجنة نوعان : السابقون المقربون وأصحاب اليمين .

قال المذيع : كيف نحدد أئمة الكفر والضلال ؟

 من السهل أن نتعرف على أئمة الضلال والكفر بأعمالهم وبإجرامهم السلوكى . والبداية فى أنهم يزكون أنفسهم بشعارات التقوى وبزعمهم أنهم المُختارون من الله جل وعلا ليتحكموا فى الناس . بهذا الكذب على الله جل وعلا يصبحون سادة وأئمة للمخدوعين من الناس .

 قال المذيع : أريد مثلا واقعيا لأئمة الضلال والطغيان وأئمة الهدى .

قال النبى محمد عليه السلام : فرعون وآله وقومه ، إستحقوا بإجرامهم أن يكونوا أئمة للطغاة المجرمين من بعدهم ، كل طاغية يتلاعب بالدين ويزعم أنه الزعم المُلهم يسير على دأب فرعون ، أى على طريقه وسُنّته . يقول جل وعلا :( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ ) ( 52 ) ( 54 ) الأنفال )، ويقول جل وعلا عن فرعون ودولته:( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ  ) 40 : 41 القصص ) ، ويقول عنه إماما لقومه فى دخول النار: ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ    ) 98 ) هود ). فى المقابل أراد الله جل وعلا ان يجعل من ضحايا فرعون أئمة، فقال جل وعلا: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (5 ) القصص ) ( وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) 159 ) الأعراف )، وكان منهم أيضا من عصى وعبد العجل .

قال المذيع : يقولون عن الأزهر إنه منارة الاسلام . 

قال النبى محمد عليه السلام : هل بقى الاسلام مظلما حتى ظهر الأزهر . أنا برىء مما يقولون .

قال المذيع : يقولون عنك فى الأذان : ( يا نور عرش الله ).!!

قال النبى محمد عليه السلام : هل كان عرش الرحمن مظلما وأنا الذى نوّرته ؟ أنا برىء مما يقولون .

قال المذيع : ما هو النور إذن ؟

قال النبى محمد عليه السلام : النور هو الكتاب السماوى . قال جل وعلا عن التوراة ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ  )  ( 44 )  المائدة ) وقال جل وعلا عن الانجيل : (وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ) 46 ) المائدة ). وقال جل وعلا عن القرآن الكريم : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ) 174 ) النساء )(فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ  ) 8 ) التغابن )( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) 15 ) المائدة ).

قال المذيع : فى عقد الزواج يقولون فى مصر ( على سنة الله ورسوله وعلى مذهب الامام الأعظم أبى حنيفة النعمان )

قال النبى محمد عليه السلام : وقبل أن يعرف الناس أبا حنيفة هل كان زواجهم باطلا ؟ وقبل أبى حنيفة من كان الامام الأعظم ؟ أم هو أعظم من الأنبياء والرسل ؟

قال المذيع : الصوفية يجعلون أبا حامد الغزالى المتوفى عام 505 هجرية ( حُجة الاسلام ) لأنه كتب ( إحياء علوم الدين )

قال النبى محمد عليه السلام : علوم الدين هى فى القرآن الكريم ، وهو العلم الالهى المحفوظ الى قيام الساعة.والحجة فى الدين هى لرب العالمين. يقول ربى جل وعلا : ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ )149)الأنعام )، ويقول ربى جل وعلا:( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ )83 ) الانعام ) واسألك : هل كان الاسلام مفتقرا للحُجة حتى جاء هذا الغزالى ؟

قال المذيع : الشيعة يقدسون ذرية بنتك فاطمة  .

قال النبى محمد عليه السلام : يوم القيامة لا تنفع الأنساب والقرابات ، يقول ربى جل وعلا : (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ ) 101 ) المؤمنون  ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) 33 ) لقمان ) (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) 33 : 37 ) عبس )

قال المذيع : الشيعة يسمونهم (آل البيت ) . هل فاطمة وذريتها هم آل بيتك ؟

قال النبى محمد عليه السلام : آل بيتى هن زوجاتى ، وفقط . وكان لهن بعض التشريعات الخاصة لأنهن لسن كبقية النساء ، قال جل وعلا لهن فى خطاب مباشر : ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا  ) 32 : 33 ) الأحزاب )

قال المذيع : هل هذا عنك خصوصا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : هو عام ، فأهل بيت الرجل هى زوجه أو أزواجه ، قالت الملائكة لزوج ابراهيم عليه السلام عندما تعجبت من تبشيرها بالانجاب :( قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ  ) 73 ) هود ).

قال المذيع : الشيعة الإمامية الإثناعشرية جعلوا لهم درجات كهنوتية ، وألقابا دينية ، مثل ( آية الله ) و ( روح الله ) .

قال النبى محمد عليه السلام : روح الله هو جبريل عليه السلام .

قال المذيع  : وما هى وظيفته بالنسبة للبشر ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كان ينزل بوحى الرسالات الالهية ، قال جل وعلا : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ) 2 ) النحل ) (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ   )(15  غافر   ) ، وهو الذى نزل بوحى القرآن الكريم ، قال جل وعلا : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ  بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) 193 : 195 ) الشعراء )، وهو الذى نفخ (النفس ) فى جسد آدم ، قال جل وعلا : (  وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) ( 28 ) : 29 ) الحجر ). وهذا نفخ النفس ، وهو الذى حمل كلمة (كن ) ونفخها فى مريم فحملت ووضعت المسيح ، قال جل وعلا عنها : ( فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا   )  وهو الذى كان يؤيد الأنبياء مثل عيسى عليه السلام: (ذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً   ) 110 ) المائدة )

 قال المذيع : هل لا يزال للروح جبريل شأن بنا نحن البشر .

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . هو روح القدس الذى يؤيد المؤمنين المتمسكين بالحق ، يقول جل وعلا عنهم : (أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) 22 المجادلة ) . ثم له مهمة سنوية للبشر جميعا وهى النزول بالحتميات المقدرة بالقضاء والقدر ليلة القدر ، يقول ربى جل وعلا: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ) 3 : 4 ) القدر  ) .

قال المذيع : إذن زعم الشيعة الامامية الاثناعشرية ب ( روح الله ) الخمينى لا أساس له فى الاسلام ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم

قال المذيع : وماذا عن لقبهم الكهنوتى : آية الله ؟

قال النبى محمد عليه السلام : آية الله تعنى فى القرآن الكريم :  ( المعجزة.. ) يقول ربى جل وعلا عن   معجزة موسى : ( وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) 12 )النمل )وعن معجزة القرآن الكريم
 التى نزلت بديلا عن المعجزات الحسية السابقة التى كانت للأنبياء السابقين ، والتي جاءت معجزة عقلية مستمرة إلى يوم القيامة   يقول سبحانه وتعالى : ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ): النحل 101 ـ 102 ).  ولذلك فإن كل فقرة فى القرآن تعتبر فى حد ذاتها آية ، لأن القرآن كله "آيات " يقول تعالى: ( "الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ) ( الحجر 1 )  ، وتأتى ( آية )  بمعنى العبرة ، كقوله تعالى عن إهلاك الأمم السابقة :( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ )، وتكررت هذه الاية الكريمة فى سورة الشعراء تعليقا على قصص الأمم السابقة حين عاندوا وكفروا فأهلكهم الله ، وجعل قصصهم فى القرآن عظة وعبرة . وتأتى ( آية ) بمعنى بديع الخلق ، مثل قوله تعالى يدعو للنظر فى بديع خلقه : (وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ) ( يوسف 105 ) . 

قال المذيع : إذن هم الذين يزعمون لأئمتهم هذه الأوصاف إفتراءا على الله

قال النبى محمد عليه السلام : نعم .

 ثانيا :

جلس الشيخ بهلول الصوفى والشيخ  مسعود السنى والشيخ مندور الشيعى والشيخ  الغمدانى الوهابى يتناولون الطعام . فجأة وقف الشيخ مسعود السُّنّى وصاح : لازم نصلى ركعتين وندعى عليه ربنا ياخده المجنون المفترى ده .

وقف الشيخ مندور الشيعى وصاح : لازم فعلا نصلى وندعى عليه ، هذا الناصبى الكافر .

دعاهم الشيخ مسعود للصلاة خلفه قائلا : تفضلوا ورايا ..

سارع الشيخ الغمدانى ووقف خلف الشيخ مسعود .

إعترض الشيخ مندور الشيعى وتأخر قائلا : أنا اللى اصلى بكم إمام . أنا أكبركم فى السّن .

صرخ الشيخ الغمدانى : بس إنت كافر .

وصرخ الشيخ مسعود : أنا أُمثّل أهل السنة والجماعة وإنت رافضى بتاع زواج المتعة .

صرخ الشيخ مندور : وانتم ارهابيين ولاد كلب .

صرخ الشيخ بهلول : خلاص يا جماعة ..أنا أصلى بيكم .

صرخوا فيه معا : إخرس يا حمار .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النبى محمد فى حوار مع ( السى إن إن ) يتبرأ من حكام المسلمين

قال المذيع : نتكلم الآن عن علاقتك بالمنافقين ، وقد ورد ذكرهم كثيرا فى القرآن فى السور المدنية . أسأل لماذا لم يرد لهم ذكر فى القرآن الذى نزل فى مكة ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كان المعارضون للاسلام هم المسيطرون والأكثرية القوية ، فكيف لهم أن ينافقوا المؤمنين المستضعفين ، على العكس إضطهدوهم ، واضطروهم للهجرة .

قال المذيع : واضح إن الوضع إختلف فى المدينة ، فأصبح المؤمنين أغلبية من المهاجرين والأنصار ، وأضحى المعارضون أقلية ، فهل إضطهدتموهم وألجأتموهم الى النفاق ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كلا ، ومطلقا ، تمتعوا بحريتهم المطلقة فى المعارضة دينية وسياسية .

قال المذيع : لماذا لجأوا للنفاق ؟ أفهم أن  الخوف هو الذى يدفع الضعيف المغلوب الى نفاق القوى المسيطر لينجو من الاضطهاد ؟

قال النبى محمد عليه السلام : هم كانوا فعلا يخافون منّا خوفا شديدا ، وخوفهم منا كان يدفعهم الى الانكار والحلف بالله جل وعلا كذبا ، قال جل وعلا عنهم : ( وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ) 56 : 57 ) التوبة ) وصفهم رب العزة جل وعلا بأنهم قوم يفرقون أى يخافون ، ومن خوفهم كانوا يتمنون الهروب لو إستطاعوا .

قال المذيع : الذى قلته فيه شيئان : إنهم يحلفون بالكذب ، وإنهم كانوا يفرقون ، أى يخافون . أولا : لماذا يحلفون بالكذب لكم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كانوا يتآمرون وعندما ينكشف أمرهم ينكرون ما فعلوا، بل يحلفون كذبا ويقسمون جهد أيمانهم إنهم ما فعلوا ، وينزل القرآن يؤكد كذبهم .

قال المذيع : أعطنى مثلا

قال النبى محمد عليه السلام : أقاموا مسجدا لهم ، جعلوه وكرا للتآمر ، وأخبر رب العزة بتآمرهم والغرض من مسجدهم ، وأنبأ جل وعلا مقدما أنهم سيحلفون بالكذب أن غرضهم الحُسنى ، وانه جل وعلا يشهد بأنهم كاذبون ، قال ربى جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) 107 ) التوبة )

قال المذيع : يعنى أقاموا مسجدا لحربكم فى الداخل ووكرا للجواسيس من أعدائكم فى الخارج ، والذى يشهد بهذا وينبىء بهذا هو الله . يعنى جريمة خيانة عظمى بمفهوم عصرنا تستوجب الاعدام أو السجن المؤبد . ماذا كان الإجراء المُتّخذ ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كنتُ لا أعلم بحقيقة هذا المسجد لأننى لا أعلم الغيب ، فكنتُ أُقيم فيه وأصلى معهم ، ولا أدرى ما يحدث من وراء ظهرى ، فأمرنى ربى جل وعلا ألا أقيم فيه ابدا . قال لى ربى جل وعلا :  ( لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ . ) 108 ) التوبة ) 

قال المذيع : هذا فقط ؟ منعك عن الذهاب هناك فقط ؟ فماذا عن الخونة المتآمرين ؟ وماذا عن وكرهم الذى جعلوه مسجدا خداعا وتمويها ؟ ألم تعتقلهم ؟ ألم تحاكمهم ؟ ألم تقتلهم ؟  

قال النبى محمد عليه السلام : ليس هذا فى شريعتنا الاسلامية .

قال المذيع : ولكن هذا ما يفعله حكام المسلمين ويقولون انها الشريعة .

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء مما يفعلون ، و ليس هذا فى شريعتنا الاسلامية .

قال المذيع : فماذا فى شريعتكم الاسلامية ؟

قال النبى محمد عليه السلام: للمعارضة السياسية مطلق الحركة طالما لا تحمل السلاح وطالما لا ترتكب جريمة القتل . هؤلاء كانوا فى مرحلة التخطيط  فقط . وتم إجهاض تخطيطهم وفضحهم . وبالتحقيق معهم أنكروا وأقسموا أن هذا لم يحدث .

قال المذيع : ولكنهم كاذبون ، الله هو الذى أكّد ذلك . ألا تقولون :صدق الله العظيم .!

قال النبى محمد عليه السلام : كذبهم على الله جل وعلا سيحاسبهم عليه الله جل وعلا يوم القيامة . وليس هذا مجال تخصصنا . نحن نحاسبهم على الفعل الاجرامى ، من قتل أو أى ضرر يدخل فى حقوق الانسان ، حقه فى حياته  وفى ماله وعرضه . وهم لم يفعلوا هذا .

قال المذيع : فى استجوابكم لهم ألم تستعملوا التعذيب كما يفعل حكام المسلمين ؟

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء مما يفعلون ،التعذيب جريمة فى شريعتنا الاسلامية.

 قال المذيع :   يعنى أطلقتم سراحهم

قال النبى محمد عليه السلام : قال ربى جل وعلا : ( لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )  ( 110 ) التوبة ) يعنى ظل مسجدهم الذى بنوه قائما دليلا على الريبة والخيانة التى فى قلوبهم ، وظلوا يقيمون فيه دون أن يتعرض لهم أحد .

قال المذيع : عجيب أن يحدث فى العصور الوسطى التى نصفها بعصور الظلام والاستبداد . والأشد عجبا أن الحكام المسلمين والذين يجعلون أنفسهم (أُمّة محمد ) لا يتعاملون مع شعوبهم إلا بالتعذيب ، وبه يستمر سلطانهم .

قال النبى محمد عليه السلام : قلت : أنا برىء مما يعملون .!

قال المذيع :   هل هناك مثال آخر عن تآمر المنافقين ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كانوا يسعون بالفتنة بينى وبين المؤمنين ، قال ربى جل وعلا عنهم  : ( لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ) 48 ) التوبة ).

قال المذيع :   وعندما ظهر أمر الله ماذا فعلوا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كالعادة أخذوا يحلفون بالله كذبا ، فقد كان الحلف وسيلتهم للهروب من المسئولية وإستمرارهم فى التآمر وفى الصّد عن سبيل الله جل وعلا ، قال جل وعلا عنهم : ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) 2 ) المنافقون )

قال المذيع :   ماذا أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كانوا يحاولون إسترضاء المؤمنين خداعا ، ولو كانوا مخلصين لعملوا على إرضاء رب العزة بالايمان الحق والعمل الصالح . قال ربى جل وعلا  ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ ) 62 ) التوبة )، لذا حذّر ربى جل وعلا المؤمنين فقال : ( يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) 96 ) التوبة )

قال المذيع : نرجع للسؤال السابق . سألتك عن حلفهم بالكذب ، وأسالك عن خوفهم منكم . إذا كانوا يخافون منكم الى درجة أنهم لو وجدوا مغارة يهربون اليها لهربوا .. لماذا لم يتركوا المدينة طالما لا يعجبهم الوضع الجديد فيها ، أقصد دخولك بالاسلام فيها ومعك المهاجرون ؟ 

قال النبى محمد عليه السلام : هم كانوا الأثرياء وأصحاب السلطان من قبل . تغير الحال بشريعة الاسلام من العدل والمساواة وقيام سلطة جديدة . أصبحوا بين إختيارين : إما أن يتركوا المدينة ويأخذوا معهم أموالهم ، وهذا يعنى أن يصيروا تحت حماية قبيلة عربية تسلب أموالهم وتتحكم فيهم ، وإما أن يظلوا فى المدينة مع أهاليهم ومعهم أموالهم وإستثماراتهم ، ويتمتعون بحريتهم فى الدين وفى المعارضة السياسية . إختاروا البقاء ، ومارسوا حريتهم الى أقصى درجة ، وعندما كان يتم فضح تآمرهم كانت طريقتهم أن يقسموا بالله أن هذا لم يحدث .

قال المذيع : فى مواجهة هذا الانكار والحلف الباطل المفضوح ماذا كنت تفعل معهم وليس الاستجواب بالتعذيب فى شريعتكم الاسلامية ؟ 

قال النبى محمد عليه السلام :كنتُ أطلب منهم الاعتراف بالذنب والإقرار به علنا مقابل أن أستغفر لهم ربى ، وأدعوهم الى هذا على رءوس الأشهاد فكانوا يرفضون فى إستكبار . قال عنهم ربى جل وعلا : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ) 5: 6 ) المنافقون ) 

قال المذيع :  ثم كنت تتركهم ؟  

قال النبى محمد عليه السلام :الإعراض عنهم هو الشريعة الاسلامية فى التعامل معهم .

قال المذيع :  الإعراض عنهم ، أى تركهم وعدم إتخاذ إجراء ضدهم كما حدث فى موضوع المسجد الضرار . هذا يخالف ما عليه حكام المسلمين فى الماضى وفى الحاضر .!

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء مما يعملون . كنتُ أطبق الشريعة الاسلامية بالاعراض عنهم .

قال المذيع :   كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام : منهم من كان يأتى الى بيتى يقدم فروض الطاعة ثم يخرج من عندى يتقوّل علىّ ما لم أقل ويتآمر ضدى . وأخبرنى ربى جل وعلا بهذا وأمرنى بالاعراض عنهم والتوكل على الله جل وعلا ، قال ربى جل وعلا : ( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً )(81 ) النساء ). وقد يأتى الأمر بالاعراض عنهم مقترنا بوعظهم أملا فى هدايتهم ، وهذا ما قاله لى ربى جل وعلا  عنهم :( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا ) 63 ) النساء ).

قال المذيع: لا أتخيل أن هذا يحدث من حكام المسلمين اليوم .

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء مما يعملون

قال المذيع : وهل كان الأمر بالاعراض عنهم خاصا بك وحدك كقائد للدولة أم كان أمرا عاما ؟  

قال النبى محمد عليه السلام :كان امرا عاما لأنه شريعة اسلامية . عن حلفهم الكاذب للمؤمنين حتى لا ينقلب عليهم المؤمنون قال جل وعلا للمؤمنين : ( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) 95 ) التوبة ).

قال المذيع : أى الاعراض عنهم وعدم التعرض لهم إكتفاء بالعذاب الذى ينتظرهم يوم القيامة . أليس كذلك ؟  

قال النبى محمد عليه السلام : بلى .

قال المذيع :  يعنى كانوا يخافون من نقمة المؤمنين فيقسمون بالله كذبا ، ولا يخافون من غضب الله عليهم . 

قال النبى محمد عليه السلام : هذا بالضبط ما قاله عنهم رب العزة ، قال جل وعلا عنهم يخاطب المؤمنين : (لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لّا يَفْقَهُونَ ) ) 13 ) الحشر )

قال المذيع : وهل كنت مُعرضا عنهم دائما ؟   

قال النبى محمد عليه السلام : كان الاعراض عنهم إذا وقعوا فى كذب أو خطا ، لكن فيما عدا ذلك كانت لهم حقوق المواطنة مثل بقية المواطنين ، فكنت أسمع وأطيع وجهة نظرهم فى مجالس الشورى ، ومن هذه الناحية جاءنى التحذير من ربى جل وعلا لأنهم كانوا على صلة سرية بأعدائنا الكافرين فى الخارج ، لذا كانت طاعتهم تعتبر طاعة للكافرين الأعداء فى الخارج.  قال لى ربى جل وعلا : ( وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا ) 48 ) الاحزاب ).

قال المذيع : هنا نهى عن طاعتهم وأمر بالاعراض عن أذاهم لك   

قال النبى محمد عليه السلام : نعم ؟

قال المذيع :  هل كانوا يؤذونك فعلا ؟   

قال النبى محمد عليه السلام :نعم

 قال المذيع : لا أستطيع مجرد التخيل بأن واحدا من ( الرعية ) فى الشرق الأوسط يؤذى الحاكم المستبد فيُعرض عنه .  ولكن هل تذكر أمثلة من إذاء المنافقين لك ؟     

قال النبى محمد عليه السلام : كانوا أغنياء ، ومع ذلك كانوا يطمعون فى أخذ الصدقات التى يتبرع بها المؤمنون ليتم توزيعها على الفقراء ومستحقى الصدقات ، وإذا منعتهم من أخذ ما ليس حقا لهم يتنقصوننى ويسخطون علىّ، قال ربى جل وعلا عنهم ( وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ) 58 التوبة ). وكانوا يستهزئون برب العزة وبالقرآن الكريم ، ويقولون إنهم يخوضون ويلعبون . قال لى ربى جل وعلا:( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ  ) 65 ) التوبة ). ووصفنى زعيمهم بأننى ( الأذل ) ووصف نفسه بأنه ( الأعزّ ) وهدد مع أصحابه بطردنا من المدينة ، فأخبرنى رب العزة بقوله :( يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ) 8 ) المنافقون ). وفى الشورى كنتُ أسمع من الجميع ، وأُنصت للجميع على قدم المساواة ، ولم يعجبهم هذا لأنهم كانوا القادة من قبل ، وكانوا يستنكفون مشاركة كل الناس فى الشورى وفى الحكم ، لذا كانوا يتندرون علىّ ، ويقولون إننى (أُذُن ) أى أُعطى أُذُنى لهذا وذاك . وأعرضت عنهم ولم أرد عليهم ، فنزل قول ربى جل وعلا يرد عليهم وعلى إيذائهم لى :(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  ) 61 ) التوبة )

قال المذيع :  هذا مدح عظيم لك ، أن تكون رحمة للمؤمنين . هذا يناقض الصورة التى يُشيعونها عنك فى الأحاديث    

قال النبى محمد عليه السلام : لا شأن لى بما يقولون وأنا برىء مما يفعلون .!

قال المذيع : مقابل هذا الأذى منهم ، أليس من حقك أن تُثأر لنفسك ؟    

قال النبى محمد عليه السلام : بالعكس ، كنت استغفر لهم ، وظللت أستغفر لهم حتى قال لى ربى جل وعلا : ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) 80 ) التوبة  )، وكنتُ إذا مات أحدهم أصلى عليه وأقف على قبره أدعو له وأقيم تأبينا له ، وظللت على هذا حتى نهانى ربى جل وعلا وقال لى : ( وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ ) 84 ) التوبة   )

هز المذيع رأسه متأثرا : لولا أن هذا فى القرآن ما صدقته . ولكن ألا يقرأ المسلمون القرآن ؟ لماذا لا يطبقونه ؟

قال النبى محمد عليه السلام : لا علم لى بهم ولا شأن لى بهم ، وأنا برىء مما يعملون .

 ثانيا :

جلس الشيخ بهلول الصوفى والشيخ  مسعود السنى والشيخ مندور الشيعى والشيخ  الغمدانى الوهابى يتناولون الطعام  .

هرش الشيخ بهلول رأسه : معقول كل ده فى القرآن يا عالم ؟

قال الشيخ مسعود السُّنّى : كلها آيات قرآنية يا حمار .

قال الشيخ بهلول . لمّا هى آيات قرآنية يبقى ..

قاطعه الشيخ الغمدانى صارخا : كلها تخالف فتاوى شيخ الاسلام تقى الدين ابن تيمية ، والراجل المجنون ده زنديق ويجب قتله عند العثور عليه وقتله بلا محاكمة وقتله حتى لو تاب . هذا ما قاله شيخ الاسلام فى الفتاوى.

قال الشيخ مندور الشيعى : كفاية أنه يناصب أهل البيت العداء .

قال الشيخ بهلول متعجبا : والله ما أنا فاهم حاجة

صرخوا فيه : أُسكت يا حمار .!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 ( النبى محمد ) فى حوار مع ال (سى إن إن ) يتبرأ من ( أمة محمد ) 

قال المذيع : هؤلاء الذين تتبرأ منهم يسمون انفسهم (أّمّة محمد ) ، أى ينسبون أنفسهم لك .

قال النبى محمد عليه السلام  : ليس فى الاسلام تعبير (أمة محمد ) . ولم ترجد مطلقا فى القرآن ، ومعناها يتناقض تماما مع الاسلام .  

 قال المذيع : أليس فى القرآن تعبير (أمة محمد ) ؟ ألم يقل لك الله ( أمتك يا محمد ) ؟

قال النبى محمد عليه السلام : لم يحدث مطلقا .    

قال المذيع : أعرف ان الله كان يخاطبك كثيرا فى القرآن . ومن خطابه المباشر لك كان يتكلم عن الناس الذين من حولك مؤمنين وكافرين ومنافقين . فكيف كان خطابه لك عنهم ؟ هل قال عن المؤمنين (أمتك يامحمد )؟

قال النبى محمد عليه السلام   : لم يقل مطلقا (أُمّتك ) ولكن قال ( قومك )  .

 قال المذيع : أعطنى مثلا .

قال النبى محمد عليه السلام : قال لى ربى جل وعلا عن القرآن الكريم : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) 44 ) الزخرف )، فالقرآن الكريم هو دعوة لى بالهداية ولقومى ايضا ، وسأكون مسئولا عن هذا يوم القيامة ، وقومى أيضا . وقال لى جل وعلا عن تكذيبهم للقرآن الكريم : (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ  ) 66 ) الأنعام )، أى إن (قومى ) كذبوا بالحق القرآنى . وقال ربى جل وعلا عن جدالهم وصدّهم  : ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ )  75 ) الزخرف )، وقال لى جل وعلا عن غيب القصص القرآنى فى الماضى : ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا ) 49 ) هود ). كما ترى لم يقل (أُمّتك ) بل (قومك ).

 قال المذيع : هل هذا بالنسبة لك فقط ، أم لمن سبقك من الأنبياء ؟

قال النبى محمد عليه السلام : لم يقل جل وعلا لنبى من الأنبياء (أُمّتك ) بل قال ( قومك ) .  

قال المذيع : أعطنى مثلا

قال النبى محمد عليه السلام :  فى القصص القرآنى عن نوح عليه السلام : (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ ) 36 ) هود )، قال ( قومك ) ولم يقل (أُمّتك )  وعن موسى وهارون عليهما السلام : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا  ) 87 ) يونس )، قال ( قومكما ) ولم يقل (أُمّتكما ) . وهناك أمثلة أخرى .

قال المذيع : فماذا عن كلمة (أُمّتك ) هل جاءت فى القرآن الكريم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : لم تأت كلمة (أُمّتك ) أبدا .    

قال المذيع : لماذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : لأنه ليس لى (أُمّة ) وحدى .   

قال المذيع : لا أفهم .

قال النبى محمد عليه السلام  : جاءت كلمة (أُمّتكم ) حديثا عن كل الأنبياء وأنا منهم وأنا خاتم النبيين ، ونحن جميعا (أّمّة ) واحدة .    

 قال المذيع : أعطنى مثلا

قال النبى محمد عليه السلام : فى سورة الأنبياء بعد أن قصّ جل وعلا قصص بعض الأنبياء قال :  (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ) 92 : 93 ) الأنبياء ) ، وفى سورة المؤمنون  بعد أن قصّ جل وعلا قصص بعض الأنبياء قال : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) 51 : 53 ) المؤمنون ).هذا وحى جاء لكل الأنبياء ، وأنزله الله جل وعلا لنا فى القرآن الكريم

قال المذيع :  أريد بعض التوضيح عن من كان مع الأنبياء

قال النبى محمد عليه السلام : الله جل وعلا خاطب كل الأنبياء يؤكد لهم أنهم فى كل زمان ومكان هم (أُمّة واحدة ) لهم رب واحد يجب أن يتّقوه وأن يعبدوه . ولكن الذى حدث أن الناس بعدهم قد تفرقوا الى أحزاب وطوائف وملل ونحل .       

قال المذيع : هل كان هذا هو السائد فى قصص الأنبياء السابقين ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم كان هذا ما يحدث دائما . وبعد موت النبى يتفرقون ويقعون فى الضلال فيبعث الله جل وعلا نبيا جديدا ، وتتكرر القصة .   

 قال المذيع : كيف :

قال النبى محمد عليه السلام : قديما كان النبى  يؤمن به أقلية وتعارضه الأغلبية ، يطلبون معجزة وتأتى لهم فلا يؤمنون فيأتيهم الهلاك . وبعد إهلاك المعاندين يبقى المؤمنون مع النبى  ، ثم يأتى جيل يقدّس النبى وأتباعه المؤمنون ، ويرفعون نبيهم فوق مستوى النبيين ،أى يؤلهونه بالمخالفة لدعوته فى أنه ( لا إله إلا الله ). ويجعلون أنفسهم (أُمّة ) ذلك النبى ، ثم يختلفون فى تقديس بعض الأتباع ، ولا يلبث أن يرسل الله جل وعلا رسولا للإصلاح ، وتتكرر القصة . الرسول يقول لقومه ( لا إله إلا الله ) : (  وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ) 25 ) الأنبياء ) فلا يلبث الناس بعد موته بعدة أجيال أن يجعلوه إلاها مع الله ، ثم يضيفوا اليه بعض أصحابه ثم تتسع الدائرة ويُضاف تقديس الأولياء والأئمة . . حدث هذا مع المسيح الذى قال لقومه وهو فى المهد :  (  إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) 30 ) مريم  ) ثم قال لهم فى نبوته : (  وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) 36 ) مريم )، وبعد موته جعلوه إبنا لله تعالى عن ذلك علوا كبيرا ، وجعلوا أنفسهم (أُمّة المسيح ) . ونفس الحال حدث معى . قال لى ربى جل وعلا : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ) 19 ) محمد )، ثم ما لبث الناس بعدى أن جعلونى إلاها ونسبوا أنفسهم لى بمقولة ( أمة محمد ).

 قال المذيع : ما هى صلة هذا بآية : (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ)

قال النبى محمد عليه السلام  : قول ربى جل وعلا :(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ  ) هو ما ينبغى أن يكون . أما قوله جل وعلا :( وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ) ، فهو ما حدث .   

 قال المذيع : فما المقصود بقول الله (كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ)

قال النبى محمد عليه السلام : فى تفرقهم وإختلافاتهم سيأتون يوم (الفصل ) ليحكم بينهم رب العزة فيما هم فيه يختلفون . وهذا بالنسبة للبشر جميعا . أمرنى ربى جل وعلا أن أقول : (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)46 الزمر) .   سيأتون خصوما أمام رب العزة جل وعلا ، ويختلفون فى عقيدتهم فى ربهم ، منهم من يؤمن أنه لا إله إلا الله ، ولا يجعل مع رب العزة شريكا ولا واسطة ولا ولدا ، ومنهم من يقدس المخلوقات مع الخالق جل وعلا . الله جل وعلا ـ هو صاحب الشأن ، وهو الذى سيحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون .

قال المذيع : وماذا عن النتيجة يومئذ ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : ينتهى الأمر بالكافرين فى النار وبالمؤمنين المتقين فى الجنة ، قال ربى جل وعلا : (  هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) 19 : 23 ) الحج ).

قال المذيع : وما صلة هذا بموضوعنا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  :سيكون البشر بين أُمة خاسرة تدخل النار وأُمّة فائزة تدخل الجنة .  الأنبياء وفى رفقتهم وفى صحبتهم من أتبعهم بإحسان، وسيكونون  (الأُمة ) الفائزة  ، يقول جل وعلا عنهم : (  وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا  ) 69 ) النساء ). وفى المقابل سيكون اصحاب النار (أمّة ) النار. سيدخل الفائزون    الجنة (زمرا ) أى جماعات ، وسيدخل الخاسرون النار جماعات ، يقول جل وعلا : (  وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا  ) الزمر 71 )  ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا )  73 ) الزمر ).

قال المذيع : هذا مخالف تماما لمفهوم (أمة محمد ) و (أمة المسيح )أو ( أمة الصليب ) . هنا (أمة محمد ) يعتقدون أنهم على الحق وغيرهم على الباطل ، و( أمة المسيح أو أمة الصليب ) يعتقدون أنهم أصحاب الجنة وغيرهم اصحاب الجحيم . وكل (أُمّة ) تعتقد أن النبى الذى تنتسب اليه سيشفع فيها ويدخلها الجنة أو الملكوت .

قال النبى محمد عليه السلام  : ولا تنس قوله جل وعلا عن حالهم فى الدنيا ( وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ ) ، وفى سورة المؤمنون  بعد أن قصّ جل وعلا قصص بعض الأنبياء قال : ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) 51 : 53 ) المؤمنون ).

  قال المذيع : يعنى كل ( أمة ) تتفرق الى أحزاب . هذا فعلا واضح ، لأن (أُمّة المسيح ) تفرقت وإختلفت ، ونفس الحال مع أمة محمد. ما رأيك فى إختلاف وتفرق (أمة محمد ) الى سُنّة وشيعة وصوفية ..الخ .؟

قال النبى محمد عليه السلام  : أمر الله جل وعلا المؤمنين بالاعتصام بالقرآن الكريم ونهاهم عن التفرق فى الدين ، قال جل وعلا لهم فى خطاب مباشر: ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) 103 ) آل عمران )، وتكرر الأمر والنهى فى قول ربى جل وعلا فى الوصية العاشرة من الوصايا العشر : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 153 الأنعام ).

قال المذيع : ما هو الدليل على أن المقصود بالصراط المستقيم هو القرآن بالتحديد هنا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قول ربى جل وعلا فى نفس السورة عن القرآن الكريم : ( وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ) 126 ) الأنعام ) وهناك ايات كثيرة تصف القرآن الكريم بأنه الصراط المستقيم . وهو الصراط المستقيم الذى لا عوج فيه ولا إختلاف ، وفيه  ـ وحده ـ الهداية لمن أراد الهداية . والله جل وعلا يؤكد فى الوصية العاشرة أن الاعراض عن القرآن الكريم ـ الصراط المستقيم ـ يعنى الوقوع حبائل التفرق بما يمنع الهداية .

قال المذيع : وما هو مصير التفرق فى الدين ؟ 

قال النبى محمد عليه السلام  : الله جل وعلا  حذّر المؤمنين  من التفرق الذى وقع فيه السابقون فقال جل وعلا لهم فى خطاب مباشر : ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )  105 آل عمران ) . والتحذير هنا لأن الذين تفرقوا من الأمم السابقة لهم عذاب عظيم .

قال المذيع : معنى هذا أن التفرق فى الدين من علامات الوقوع فى الشّرك ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . ولهذا قال جل وعلا ينهى المؤمنين أن يكونوا من المشركين الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا . قال جل وعلا فى خطاب مباشر للمؤمنين : (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) 31 : 32 الروم  )

 قال المذيع : ما هو موقفك أنت ممن جعلوا أنفسهم (أُمّة محمد ) وتفرقوا الى مذاهب وملل ونحل وطوائف؟

قال النبى محمد عليه السلام  : قال لى ربى جل وعلا :  ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ  ) 159  الآنعام ) . يعنى أنا لا شأن لى بهم ، وهم ليسوا منى ولستُ أنا منهم .

   قال المذيع : يعنى لمجرد التأكيد : ما هو موقفك من الُسنّة الذين يؤلهونك وينسبون شريعتهم لك ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : قال لى ربى جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ  ) 159  الآنعام ) . يعنى أنا لا شأن لى بهم ، وهم ليسوا منى ولستُ أنا منهم .

قال المذيع : وما هو موقفك من الشيعة الذين يؤلهونك وينسبون انفسهم الى ابن عمك (على ) وبنتك (فاطمة )؟

قال النبى محمد عليه السلام  : قال لى ربى جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ) 159  الآنعام ) . يعنى أنا لا شأن لى بهم ، وهم ليسوا منى ولستُ أنا منهم .

 قال المذيع : وما هو موقفك من الصوفية الذين يؤلهونك ويؤلهون أولياءهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام   :  قال لى ربى جل وعلا :  ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ  ) 159  الآنعام ) . يعنى أنا لا شأن لى بهم ، وهم ليسوا منى ولستُ أنا منهم .

ثانيا :

جلس الشيخ بهلول الصوفى والشيخ  مسعود السنى والشيخ مندور الشيعى والشيخ  الغمدانى الوهابى يتناولون الطعام .

وقفوا يصرخون فى إتجاه شاشة التليفزيون :

الشيخ بهلول الصوفى : بتعترض على الأولياء يا كافر .. شوف مين اللى حيتشفّع فيك يوم القيامة .

الشيخ مسعود السُّنّى : إذا كنت بتنكر (أُمّة محمد ) فأمة محمد تنكرك يا كافر .

الشيخ الغمدانى الوهابى : أيها الروبيضة .. تجلس على أريكة وتنكر الحديث النبوى .. مصيرك الجحيم . قل آمين .!

الشيخ مندور الشيعى : هذا الناصبى الملعون الذى يناصب آل البيت العداء لن يشمّ ريح الجنة .!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النبى محمد فى حوار مع (السى إن إن) ينكرالكهنوت لدى قريش والعرب

 

اولا : تكملة الحوار

قال المذيع : طالما أنه ليس فى الاسلام أخذ أجر على الدعوة فهذا تحريم للإحتراف الدينى ، أى تحريم لتوظيف الدين فى الحصول على الثروة والسلطة . العادة ان الناس تستريح الى رجل الدين الذى يجعل نفسه واسطة بين الناس ورب الناس ، يعطيهم صكوكا بدخول الجنة ويقول للناس ما يحبون مقابل أن يأخذ منهم الأموال ويكتسب نفوذا وجاها . ورجل الدين هنا ليس مجرد شخص بل هو كنيسة ومؤسسات دينية تتنافس فيما بينها وتتنافس مع السلطان القائم ، قد تسيطر عليه وقد يسيطر عليها ، وقد تثور عليه وتتصارع معه ، كل هذا فى سبيل الثروة والسلطة . والشعب هو المركوب فى كل الأحوال . 

قال النبى محمد عليه السلام : الاسلام هو أوامر ونواهى من رب العزة جل وعلا هو صاحب الدين . هذه الأوامر والنواهى يجب طاعتها ، ولكن الله جل وعلا خلقنا أحرارا فى إن شئنا أطعنا وإن شئنا عصينا ، إن شئنا آمنا وإن شئنا كفرنا . هذا هو دين الاسلام ، ولهذا الدين يوم هو ( يوم الدين ) الذى سيحاسبنا فيه ربنا جل وعلا على طاعتنا أو عصياننا . هذا كله ينسفه ما تسميه بالاحتراف الدينى ، أى  بقيام بعض البشر بخداع الناس بدين مزيف .  

قال المذيع : ولكنهم يقولون إنهم واسطة بين الناس ورب الناس .

قال النبى محمد عليه السلام : هذا إفتراء . ليست هناك واسطة بين الخالق جل وعلا والمخلوق .

قال المذيع  : كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الله جل وعلا  هو خالق كل شىء ، وهو مالك كل شىء وهو بكل شىء محيط. يقول ربى جل وعلا  : ( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا )  126 ) النساء )، والمحيط بكل شىء لا يحتاج الى واسطة . وهو جل وعلا مسيطر على جسد كل دابة حية ، يقول ربى جل وعلا : (مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا   ) 65 ) هود )، والمسيطر على كل دابة فى حركتها لا يحتاج الى واسطة . وما يكون من نجوى بين البشر إلا كان معهم ، يقول ربى جل وعلا  (
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) ( 7 ) المجادلة ) ويقول ربى جل وعلا : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) 4 ) الحديد ). والذى يتابعنا فى كل كلمة وكل حركة لا يحتاج الى واسطة .. والله جل وعلا شهيد على كل شىء ، يقول ربى جل وعلا : (  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ) 33 ) النساء )، والشهيد على كل شىء لا يحتاج الى واسطة من الخلق . يكفى أنه جل وعلا هو وحده عالم الغيب والشهادة ، يقول ربى جل وعلا :  (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ  ) 59 ) الآنعام ).

 قال المذيع : ولكن الانسان يقع فى ضيق أو أزمة ، ويلجأ عندها الى الكاهن أو الولى أو القبر المقدس يعتبر أن له جاها عند الله ، ويعتقد أنه بهذا الجاه تصل مشكلته الى الله ويتم حلها .

قال النبى محمد عليه السلام : هذا خطأ ، بل هو إتهام لرب العزة بالغفلة عن مخلوقاته ، وهذا إتهام ينفيه رب العزة جل وعلا . يقول ربى جل وعلا : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ) 17 ) المؤمنون ).  

قال المذيع : هذا يعنى إن الله ليس غافلا عن المظلومين ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قال لى ربى جل وعلا ـ وقال للجميع : (  وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ  ) 42 ) ابراهيم ). مصيرهم الى الخلود فى النار.

قال المذيع : وماذا عن من يقع فى محنة وكرب ؟

قال النبى محمد عليه السلام : المضطر يدعو الله جل وعلا ، والله جل يستجيب للمضطر إذا دعاه . يقول ربى جل وعلا  يخاطب البشر جميعا ليؤمنوا به وحده جل وعلا إلاها لا شريك له : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ  ) 62 ) النمل )

قال المذيع : هذا يعنى أن الله ليس بعيدا عن الناس ؟!

قال النبى محمد عليه السلام : الله جل وعلا أقرب للفرد منا من حبل الوريد ، يقول ربى جل وعلا : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) 16 ) ق )، وعندما يحتضر الفرد وحول فراشه أقرب الناس اليه يكون رب العزة أقرب اليه منهم ولكنهم لا يبصرون ، يقول ربى جل وعلا :( فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ ) 83 : 85 ) الواقعة ).

قال المذيع : ما هى اللحظة التى يكون فيها الفرد قريبا جدا من الله جل وعلا .؟

قال النبى محمد عليه السلام : عندما يدعو ربه بإخلاص ، فى صلاته و حين يسجد  يدعو ربه مخلصا خاشعا ، قال لى ربى جل وعلا : ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) 19 ) العلق )  .

قال المذيع : وماذا عن الذين يجعلونك أنت واسطة ويعتقدون أن لك جاها عند الله ويستغيثون بهذا الجاه ويدعون الله يقولون : ( بجاه النبى ) و ( لأجل النبى ).

قال النبى محمد عليه السلام : أنا منهم برىء . ليس لى جاه عند الله جل وعلا . بل إن ربى أمرنى أن أعلن وأقول إننى أخاف من ربى إن عصيته : ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) 13 ) الزمر ) ( قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ  ) 15 ) الأنعام ) (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ  ) 15 ) يونس ). من يخاف من عذاب ربه لا يكون له عنده جاه عند ربه .

قال المذيع : ألم يحدث أن أتاك أصحابك يسألونك عن جاه لك عند الله ؟

قال النبى محمد عليه السلام . حدث هذا ، فقال لى ربى جل وعلا ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) 186 ) البقرة ). ربى جل وعلا لم يقل لى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فقل لهم فَإِنِّي قَرِيبٌ ) هذا حتى لا أكون واسطة بينهم وبين رب العزة جل وعلا . هى دعوة لهم أن تكون علاقتهم برب العزة جل وعلا مباشرة بلا واسطة .

 قال المذيع : فما الذى جعلهم يفعلون هذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كان التوسل بالأولياء والأوثان سائدا ، وربما إعتقد بعضهم أننى رسول الله وخاتم النبيين يمكن أن أكون واسطة . ولهذا جاء التوضيح .

قال المذيع : تقول ( كان التوسل بالأولياء والأوثان سائدا )

قال النبى محمد عليه السلام : أنا رجل من قريش . وكان لقريش السيطرة على البيت الحرام ومناسك الحج اليه  ، وإستغلت قريش هذا فى الحصول على الثروة من خلال التجارة ورحلتى الشتاء والصيف وفى السيطرة على العرب ، الذين كانوا يقتتلون ولكن يقومون بحماية قوافل قريش السائرة بين اليمن والشام لأن قريش سمحت لهذه القبائل بأن تضع أصنامها فى الحرم . لذا عاشت قريش فى أمن بينما عاشت القبائل حولهم فى إقتتال مستمر ، قال  عنهم ربى جل وعلا : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ  ) ( 67  ) العنكبوت ). جمعت قريش رغد العيش والأمن بينما عانى العرب من شظف العيش وإنعدام الأمن ، قال ربى جل وعلا عن قريش : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ  ) قريش ). ظل هذا الوضع سائدا حتى بعثنى ربى جل وعلا لهم بالقرآن ونبذ عبادة الأوثان. ومع أنهم يعرفون أن القرآن هدى إلا إنهم كفروا به خوفا من إهتزاز مكانتهم لدى العرب ، قال ربى جل وعلا يقصّ سبب إعتراضهم : ( وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) 57 ) القصص  ) . أى إنهم كذبوا بالقرآن لسبب إقتصادى بحت ، لذا قال لهم ربى جل وعلا :(أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) 81 : 82 ) الواقعة ) .

قال المذيع : إذن هو الاحتراف الدينى والتكسب بالدين هو الذى جعلهم يكفرون بالقرآن مع علمهم أنه هدى . هذا يطرح سؤالا : لتعزيز وتبرير كفرهم بحديث القرآن لا بد لهم من بديل يؤمنون به  . ، فماذا كان البديل للقرآن ؟

قال النبى محمد عليه السلام : طلبوا من أن آتى لهم بقرآن على هواهم ، وأنزل الله جل وعلا الرد الذى أقوله لهم ، قال ربى جل وعلا : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ) 15 : 17 ) يونس ). والآية الأخيرة تعنى إنهم جاءوا ببديل من عندهم بالافتراء على الله كذبا والتكذيب بآياته ، ووصفهم ربى جل وعلا بأنهم مجرمون ولا يفلحون .

قال المذيع : ومن هذا الذى إخترع لهم البديل ؟

قال النبى محمد عليه السلام : محترفون منهم للإضلال كانوا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ليصدوا الناس عن الهدى ، قال ربى جل وعلا فيهم : (اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) 9 ) التوبة ).

قال المذيع : ماذا كان يفعل هؤلاء المحترفون بالضبط ؟ 

قال النبى محمد عليه السلام : كانوا يشترون القصص والأحاديث المفتراة وينسبونا لله جل وعلا يعتبرونها وحيا الاهيا ، وهذا ليصدوا عن الوحى الالهى الحقيقى فى القرآن الكريم ، وفى نفس الوقت يستهزئون بالقرآن الكريم ، وإذا تُليت عليهم آيات من القرآن أعرضوا عنها مستكبرين متظاهرين أنهم لا يسمعونها . أمرنى رب العزة أن أبشّرهم بعذاب أليم يوم القيامة . قال ربى جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) 6 : & ) لقمان )

قال المذيع : هى تجارة إذن .. بيع وشراء . يشترى أحدهم أحاديث يبيعها للناس ليكتسب بها عندهم جاها ورزقا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : هى تجارة ، زادها حرص قريش على مكاسبها وخوفها من أن تضيع بسبب حديث رب العزة فى القرآن الكريم ، لذا أنفقوا أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، وقد أخبر رب العزة جل وعلا مقدما بأنها ستكون عليهم حسرة. قال ربى جل وعلا: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) 36 ) الأنفال )

قال المذيع : إذن كان هناك نوعان من الحديث : حديث القرآن ، وحديث ترى أن الذى إخترعه هم المحترفون المضلون ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم .

قال المذيع :   هل جاء ذكر هذا فى القرآن ؟ أى هل ذكر الله فى القرآن أنهم يؤمنون بحديث آخر غير حديث القرآن ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . كررها جل وعلا فى التأكيد على أن الايمان يكون بحديث واحد هو حديث رب العزة جل وعلا فى القرآن . دعاهم الى التفكر فى أننى ( صاحبهم ) لست مجنونا ، بل أننى لهم نذير مبين ، ودعاهم للتفكر فى ملكوت السماوات والأرض ومخلوقاته التى لا تُعدٌ ولا تُحصى ، وأن يتفكروا فى أن أجل الموت يقترب منهم ويقتربون منه وهذا أدعى لأن يؤمنوا بحديث رب العالمين فى القرآن الكريم ، قال ربى جل وعلا : (  أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) 184 : 185 ) الاعراف ). ولأنهم كانوا يكذبون بحديث رب العزة جل وعلا فى القرآن فقد توعدهم رب العزة فقال:( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) 49 : 50 ) المرسلات )

قال المذيع :  تكرر مرتين قول الله ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ  ). وأُلاحظ أن الدعوة الى الايمان بحديث واحد هو القرآن الكريم تعادل الدعوة الى الايمان بإله واحد ، هو رب العالمين ؟ هل هذا صحيح ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . وقد جاء هذا فى قوله جل وعلا : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ. ) 6 ) الجاثية ) .

قال المذي"RTL">  

 

 

 

 

 

النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) حول الصد عن سبيل الله

قال المذيع : ما معنى الصّد عن سبيل الله هنا ؟

قال النبى محمد عليه السلام :سبيل الله هنا هو القرآن الكريم ، وهو الذى لا عوج فيه ، وهو الصراط المستقيم . وبتطبيق الشرع الالهى فى القرآن الكريم ينعم البشر بالحرية والسلام والاحسان والرحمة فى الدنيا ، وينعمون بالجنة فى الآخرة.

قال المذيع : صدقت . الكهنوت الذى يسيطر على الناس يُعيشهم فى بؤس وعنت وعوج . وأى مجتمع يتحرر من الكهنوت يكون أسعد حالا من مجتمع يركبه الكهنوت . الكهنوت يبذل كل وسعه ليصد الناس عن الحق ، حفاظا على مكانته وجاهه وثروته . بظهور الحق يعرف الناس أنه لا حاجة لرجال الدين ، ويعرف الناس أن رب العزة أقرب اليهم من حبل الوريد وأنه لا وجود لكهنوت يتوسط بين الله جل وعلا والناس ، ويقتنص لنفسه التقديس الواجب للخالق جل وعلا ويقتنص لنفسه سُلطة الله جل وعلا ، فيؤلّه نفسه ، ويتحكم فى الناس ، بل ويعطى نفسه حقوقا أكبر من حق الله جل وعلا على الناس . فالله جل وعلا منح الناس حرية الايمان وحرية الكفر وجعل حسابهم مؤجلا الى يوم الدين ، ولكن الكهنوت فى أى دين أرضى يعاقب من يخالف دينه الأرضى بمحاكمات وقتل ، وكل هذا ليستمر تحكمه فيهم .

وقال المذيع : هذا بالضبط هو الذى ساد أوربا فى العصور الوسطى حين سيطرت الكنيسة فى روما وتدخلت فى السياسة وشاركت الملوك فى استبدادهم ، وأقامت محاكم التفتيش ، وأحرقت المخالفين لها والخارجين عن آرائها . وهو نفس الحال مع أمة محمد ( المحمديين ) فى شريعتهم بقتل المرتد الذى يبدل دينه وقتل الزنديق الذى يخالف آراء مذهبه السُّنّى . وكما تحالفت الكنيسة مع الملوك المستبدين فى أوربا يتحالف كهنوت المحمديين مع المستبدين فى بلادهم ، مع إختلاف أديانهم الأرضية من سنة وتشيه وتصوف . الفارق أن الغرب نهض وتقدم وتحرر حين تخلص من سيطرة البابوية والكنيسة ، وحين فرض على الكنيسة حظر التجول وحصر دور رجال الدين بين جدران الكنيسة ، فتحولت الى الأعمال الخيرية والمناسبات الاجتماعية فقط ، ولكن المحمديين لا يزالون قطيعا يحكمه رجال الدين سواء كانوا يتصدرون السلطة كما فى ايران الشيعية أو كانوا خدما للسلطة كما هو الحال فى مصر والسعودية وباكستان وبقية دول المحمديين . واوصل رجال الدين بلاد المحمديين الى الحروب الأهلية والمذهبية ، والفساد والخراب ، وصاروا أُضحوكة العالم . ولو تنبهوا لما قاله القرآن ما وقعوا فى هذا الحضيض .

قال النبى محمد عليه السلام :أنا برىء مما يعملون .

قال المذيع : ولكنهم يتكلمون باسمك وينسبون شريعتهم اليك .

قال النبى محمد عليه السلام :سآتى يوم القيامة لأعلن براءتى من قومى العرب الذين إتخذوا القرآن الكريم مهجورا . وهذا ما قاله ربى جل وعلا فى القرآن الكريم : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) وقال ربى جل وعلا بعدها : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا )( 30 : 31 ) الفرقان )، أى هم أعدائى . لقد أرسلنى ربى جل وعلا بالقرآن الكريم رحمة للعالمين ، قال ربى جل وعلا :( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) 107 ) الانبياء )، وهم الان يجعلوننى رمزا لارهاب العالمين . هؤلاء هم أعدى أعدائى .!

قال المذيع : نرى العجب حين نتدبر آية ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ ) 174) البقرة ). هنا حديث عن تجارتهم بالدين ، وأنهم مهما كسبوا من ملايين وبلايين فهو ثمن قليل سيموتون ويتركونه ، ثم سيأكلونه فى الجحيم نارا فى بطونهم . هذا ينطبق على رجال الدين فى بلاد المحمديين . لا يجرؤ أحد على التساؤل عن ثرواتهم . الأقباط المصريون فى مصر وفى الخارج لا يجرؤ أحد على التساؤل عن ثروة البابا الحالى والبابا السابق ، وأموال الكنائس القبطية غير معلومة إلا للبابا وكبار كهنته ، والأقباط يتبرعون له من فقراء وأغنياء،ولا يسألون أن تذهب أموالهم . ونفس الحال مع الكنائس الأخرى فى بلاد المحمديين . ثم من يجرؤ على التساؤل عن ثروة خامئنى وأسرته ؟ ومن يعلم ثروة شيخ الأزهر وكبار أعوانه ؟ وما هى ثروة آل الشيخ فى السعودية ؟ وكم تبلغ ثروة السيستانى ؟ وما الذى يملكه حسن نصر الله من أموال وممتلكات حزب الله ؟ وكم هى أموال وممتلكات القادة من الاخوان المسلمين ؟ كلهم يأكلون المال السُّحت من دماء الفقراء وعرقهم ومن أموال المفسدين فى الأرض ومن فُتات المستبدين ، ولا يجرؤ أحد على مساءلتهم ، هذا بينما تطارد قوات الأمن عربة بائع متجول فى شوارع القاهرة وتدمرها ، وسيارة زبالة فى المغرب هرست بائعا مسكينا إسمه  محسن فكري، مساء الجمعة الماضية، ولا يجرؤ أحد هناك عن سؤال إمام المؤمنين فى المغرب عن ثروته وعن النسبة التى يأكلها ظلما وعدوانا من دخل المملكة المغربية .

قال النبى محمد عليه السلام : يكفى فى عذابهم قول ربى جل وعلا : (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ). ربى جل وعلا يتعجب من صبرهم على النار .! لك أن تتخيل ما ينتظرهم من عذاب .!

 

 

 

 

النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن الكهنوت العربى والصدُّ عن سبيل الله جل وعلا

 

قال المذيع : نرجع الى الكهنوت فى عهدك

قال النبى محمد عليه السلام  : كان هناك الكهنوت القرشى والكهنوت من أهل الكتاب . واشتركا فى خطيئة الصّدّ عن سبيل الله .   

قال المذيع : وكان الدافع لديهما هو الحفاظ على الثروة والسلطة .

قال النبى محمد عليه السلام  : نعم .

قال المذيع : هذا فهمته من حوارنا السابق . ولكن نتوقف مع صدّ العرب وقريش بالذات عن سبيل الله

قال النبى محمد عليه السلام :   هناك نوعان من الصّد عن سبيل الله . نوع لا يرفع السلاح ، ونوع يرفع السلاح .  

قال المذيع : هذا يحتاج شرحا .

قال النبى محمد عليه السلام : النوع الذى لا يرفع السلاح يستعمل وسائل أخرى  تتجمع فى كلمة الاضلال . وللإضلال أنواع متنوعة .

قال المذيع :  هى ؟

قال النبى محمد عليه السلام : أن يحارب الحق القرآنى بأقاويل وأحاديث باطلة يزعم أنها وحى الاهى . وينشرها  بين الناس ليصدهم عن الاستماع الى القرآن الكريم ، ويتخذ القرآن هزوا . وقد قال فى هؤلاء الناس رب العزة جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ  ) 6 ) لقمان ) .

قال المذيع :  الله يصف أحاديثهم بأنها (لهو الحديث ) . ماذا يعنى هذا الوصف ؟

قال النبى محمد عليه السلام : ( لهو الحديث  ) هو الذى يلهو به الناس عن اصدق الحديث ، قال جل وعلا عن القرآن الكريم : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ) 87 ) النساء ) ، وأنه اصدق القول ، قال ربى جل وعلا عن القرآن الكريم : ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) 122 ) النساء )، ورب العزة وصفه بأنه أحسن الحديث الذى تقشعر منه جلود وقلوب المتقين ، قال ربى جل وعلا : ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) 23 ) الزمر )

قال المذيع :  أتذكر أننى قرأت فى القرآن وصف دينهم بأنه (لهو ).

قال النبى محمد عليه السلام : نعم وأمرنى ربى جل وعلا بالابتعاد عمّن إتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا ، قال لى ربى جل وعلا : ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا  ) 70 ) الأنعام  ) . وأولئك الذين جعلوا دينهم لهوا لا بد أن يكون الحديث الذى يؤمنون به هو (لهو الحديث )    

قال المذيع : ولكن السنّيين والشيعة والصوفية يؤمنون بالقرآن ولكن أيضا يؤمنون بالأحاديث التى فى كتبهم  ؟ .

قال النبى محمد عليه السلام  : لا يجتمع الايمان بالحديث الالهى فى القرآن الكريم مع الايمان بالحديث اللهو .   

 قال المذيع : كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام : تكرر مرتين قول ربى جل وعلا : ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ):( الاعراف 185 ، و المرسلات 50). فالايمان لا يكون إلا بحديث واحد هو حديث رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم ، ومن يؤمن بحديث آخر معه فقد كفر بحديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم .

قال المذيع :  أنت بهذا تجعل الايمان بالقرآن مثل الايمان بالله ، لا يقبل الشركة . يعنى من يؤمن بولىّ   آخر مع الله يكون كافرا ومن يؤمن بحديث آخر مع القرآن يكون كافرا  .

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . وفى هذا يقول جل وعلا : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ) ، الآية واضحة فى الربط بين الله وحديثه وآياته، وأنه لا إيمان إلا بالله وحده وحديثه وحده.

  قال المذيع : وماذا عمّن يجمع بين الايمان بالله والايمان ببشر يقدسهم ، ويجمع بين الايمان بحديث القرآن والايمان بحديث البخارى أو الكلينى أو الغزالى أو الجيلانى ؟ ماذا عن الذى يؤمن بوحى القرآن وبوحى السُّنّة ؟  

قال النبى محمد عليه السلام : هو كافر . إن قول ربى جل وعلا واضح : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ) ، ونتدبر ما قاله بعدها جل وعلا :( وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )6: 9 ) الجاثية ). هنا وصف لمن يقوم بالصّدّ عن سبيل الله ويتخذ آيات الله هزوا . هو نفسه الذى قال عنه الله : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ  ) 6 ) لقمان ) . 

قال المذيع : ماذا عمّن يؤمن بهذه الأحاديث ويؤمن بالأولياء ويقدسها مع إيمانه بالله وبالقرآن ، ولكنه محايد فى حاله مشغول بدنياه  بمعنى أنه لا يصدُّ عن سبيل الله ؟

قال النبى محمد عليه السلام : هو يوم القيامة أقل عذابا من الذى يصدُّ عن سبيل الله . يقول ربى جل وعلا :( الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ ) 88  ) النحل ). الكافر العادى له عذاب عادى ، الكافر الذى يصد عن سبيل الله له عذاب إضافى  زائد ، لأنه يأتى يوم القيامة يحمل أوزاره وأوزار من اضلهم وصدّهم عن سبيل الله ، يقول ربى جل وعلا عن الكافر العادى الذى يحمل وزر نفسه فقط : ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) 31 الانعام ) ، ويقول ربى جل وعلا عن المستكبرين المُضلين الذين يصدون عن سبيل الله ويضلون الناس :( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) 25 )) النحل ) . هناك ضال وهناك من ضل ضلالا بعيدا ، ولا يتساوى هذا بذاك ، يقول ربى جل وعلا عمّن يكفر ويصدُّ عن سبيل الله : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلالاً بَعِيدًا ) 167 ) النساء )

قال المذيع : هذا عدل ، فلا يصح أن يتساوى المخدوع بمن خدعه . وفى عصرنا هناك شيوخ يخدعون الشباب المتدين ويجعلونهم يفجرون أنفسهم ليقتلوا الأبرياء ، ويقنعونهم بالأحاديث التى يؤمنون بها أن هذا هو الجهاد فى الاسلام ، وأنهم سيجدون الحور العين فى إنتظارهم بمجرد تفجير أنفسهم .وينسبون اليك أحاديث بهذا .

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء مما يقولون ومما يعملون    

قال المذيع : سنتوقف مه هذا كله فى أسئلة قادمة ، ولكن دعنا فى السؤال الذى أثرناه . واضح أن الذين يصدون عن سبيل الله هم الكهنوت . وأن اشد العذاب ينتظرهم . لنفترض أنهم تابوا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : هذا العذاب خاص بمن مات كافرا بعد حياة إحترف فيها الصّدّ عن سبيل الله ، هؤلاء لن يغفر الله جل وعلا لهم يوم القيامة . قال ربى جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ  ) 34 محمد  )

قال المذيع : يعنى أن من يتوب ممّن يصدُّ عن سبيل الله يغفر الله له ؟

قال النبى محمد عليه السلام : إذا تاب توبة صادقة ، إعترف فيها بالخطأ وأعلن الحق . لعلك تتذكر قول الله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ) 159 : 162 ) البقرة )     

 قال المذيع : فماذا إذا كان هذا الذى يصدُّ عن سبيل الله فاعلا للخير ، يعمل الصالحات ، يتصدق ويبنى المساجد وينفق على اليتامى .. هل سينجو من النار بسبب الخير الذى عمله فى حياته ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الذى يموت على كفره لن يدخل الجنة أبدا ، وبالتالى يكون مصيره النار ، قال ربى جل وعلا : (  إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ) 72 ) المائدة )   

قال المذيع : وأعماله الصالحة ؟

قال النبى محمد عليه السلام : ستكون هباءا منثورا ، يقول ربى جل وعلا : ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) 23 ) الفرقان )  ، سيحبطها الله جل وعلا ، أى يضيع ثوابها ، ولقد حذرنى ربى جل وعلا وحذّر الأنبياء السابقين من قبلى من الوقوع فى الشرك حتى لا يحبط عملى وأكون من الخاسرين ، فقال لى جل وعلا : (  وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ  ) 65  ) الزمر ). ومن يصدُّ عن سبيل الله سيحبط الله جل وعلا عمله الصالح ، ويضلُّها أى يضيعها ، قال ربى جل وعلا  :(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ )  1 )  محمد)  ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ) 32 ) محمد ).

قال المذيع : هذا عدل . رجال الكهنوت يجمعون الأموال ويقيمون بها المساجد والحسينيات والكنائس والمعابد والأضرحة والقبور المقدسة ، ويجعلونها مراكز لاضلال الناس ، وينخدع بهم الناس ويعتبرون هذا من العمال الصالحات ، ويجعلون رجال الكهنوت أولياء الله كما يجعلون الموتى فى القبور المقدسة أولياء الله ، ويتوسلون بهم معتقدين فيهم النفع والضرر .

قال النبى محمد عليه السلام : كان هذا يحدث فى مكة . وقال ربى جل وعلا عنهم : ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلا قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا  ) 102 : 106 ) الكهف )  

قال المذيع : شىء عجيب . هذه الآيات تنطبق تماما على ما يفعله الصوفية والشيعة والسنيون فى عصرنا . والآيات تتكلم عموما بما ينطبق على عصر نزول القرآن وعصرنا .

قال النبى محمد عليه السلام : القرآن الكريم نزل دعوة إصلاحية لكل زمان ومكان من عهدى الى أن تقوم الساعة . ولذلك يتكلم بصفات الكافرين والمؤمنين . هل نسيت قوله جل وعلا عن الذين يصدون عن سبيل الله : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ  ) 6 ) لقمان ) .  قال (وَمِنَ النَّاسِ ) أى حيث يوجد ناس فمن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم .    

قال المذيع : هذا تأكّد من قبل ، وهو دليل على إستمرار الكهنوت فى الصّدّ عن سبيل الله . لكن دعنا نرجع الى إستكمال ما سبق ، فقد تكلمت عن نوع من الصّد ، وهو شراء لهو الحديث ، أى إتخاذه بديلا عن القرآن واستعماله للصّدّ عن القرآن . ماذا عن النوع الثانى من الصّد عن القرآن ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الجدال فى آيات الله بهدف الصّد عن القرآن الكريم ، يقول جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ  ) 8 :9 الحج  )

قال المذيع : أى يجادل بهدف الاضلال وليس بهدف المعرفة ، فهناك فرق بين النقاش وبين الجدل السوفسطائى .

قال النبى محمد عليه السلام : لهذا هو يجادل بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. وهذا صدُّ عن سبيل الله. 

قال المذيع : هل بقيت أنواع أخرى من الصّد والاضلال ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : الكيد والمكر ، وكان هذا ما يفعله المنافقون . كانوا يتآمرون ثم يحلفون كذبا أنهم ما فعلوا ، وكان من بين أهل المدينة من يسمع لهم ويصدقهم ، وقد قال ربى جل وعلا  (  لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ  ) 47 ) التوبة )  .وصف من يسمع لهم بالسماعين يعنى إدمان السمع لأكاذيب وكيد المنافقين لذا كان المنافقون يصدون عن سبيل الله بهذه الطريقة ، أى الحلف الكذب ، قال ربى جل وعلا عنهم : ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُون ) 2 المنافقون  ) .

قال المذيع : وماذا عن بقية أنواع الصد عن سبيل الله ؟ .

قال النبى محمد عليه السلام   : إستعمال السلاح ، أو الفتنة فى الدين ، بالاضطهاد وبالحرب ، وقد إستعملت قريش النوعين معا . 

قال المذيع : كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام :قاموا بتعذيب المؤمنين المستضعفين لإرغامهم على الرجوع الى دين قريش ، وألجأونا الى الهجرة فتركنا لهم أموالنا وديارنا، وبعد إقامتنا فى المدينة تابعوا الهجوم الحربى علينا ، ولم يكن مسموحا لنا بالقتال الدفاعى فإنتهزوها فرصة فى إستمرار عدوانهم الى أن نزل لنا الإذن بالقتال ، وقال ربى جل وعلا : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) 39 : 40 ) الحج ).  وعندما خرجنا بجيش قليل لاسترداد حقنا فى القافلة القرشية التى تتاجر بأموالنا ، وأفلتت القافلة جاء جيش قريش يحاربنا ، وقد وصف رب العزة جل وعلا خروجهم بإستكبار وعنجهية وبغرض الصّد عن سبيل الله كما إعتادوا فقال جل وعلا : (  وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) 47 الانفال ) . 

قال المذيع : موضوع القتال فى الاسلام سنتوقف معه ، وسنتوقف مع الغزوات وغزوة بدر بالذات . لكن لنظلّ مع موضوع الصّد من قريش .

قال النبى محمد عليه السلام : إشتهرت قريش بالتحكم فى المسجد الحرام ومنع من تغضب عليهم من الحج اليه ، وإرتبط عندهم الصّد عن سبيل الله بالصّد عن المسجد الحرام ، فمنعونا من الحج ، وقال عنهم ربى جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) 25 ) الحج )

قال المذيع : ولكن الله لا يقول ( قريش ) فى الآية ، بل يقول الذين كفروا

قال النبى محمد عليه السلام  : هذه إشارة الى أن من شأن الذين كفروا حين يسيطرون على المسجد الحرام أن يستغلوه لمصلحتهم ويصدون من لا يريدون عن الحج الى البيت الحرام الذى جعله الله جل وعلا لكل الناس سواء ، لا فارق بين المقيم فى مكة والقادم اليها .  

قال المذيع : هذا ينطبق فى عصرنا على آل سعود . هم يفعلون بالضبط ما كانت تفعله قريش من الصد عن البيت الحرام وعن القرآن ، ويتمسكون بأحاديث منسوبة اليك  .

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء مما يعملون ومما يقولون    

قال المذيع : ماذا عن صدهم عن سبيل الله بإضطهاد المؤمنين وقتالهم بهدف ردتهم عن الاسلام ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : كانوا يهاجموننا خلال الأشهر الحُرُم ، فاضطررنا للدفاع عن أنفسنا ، وسأل بعض المؤمنين عن القتال الدفاعى فى الأشهر الحرم ، فنزل قول رب العوة جل وعلا : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) 217 ) البقرة ) . أى إن القتال فى الشهر الحرام ذنب فظيع ولكن الأفظع منه ما تقوم به قريش من الصد عن سبيل الله وعن المسجد الحرام والكفر بالله وإخراج المؤمنين من مكة والهجوم الحربى عليهم حتى يردهم عن الاسلام .

قال المذيع : أى جمعوا بين الصّد العادى والصّد الحربى ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . قال ربى جل وعلا عنهم فى أواخر ما نزل من القرآن :  (اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ )  9 : 10 ) التوبة ). هنا الصّد العادى ومعه الصّد العدوانى بنكث العهود والاعتداء .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النبى محمد فى حوار مع السى إن إن : الكهنوت الدينى فى عصرنا من الكنائس الى المساجد والمعابد

أولا :

قال المذيع : هل موقف الاسلام من رفض الكهنوت يسرى على عصرنا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : نعم ، لأن الاسلام هو دين الله جل وعلا للبشرية فى كل زمان ومكان

قال المذيع : هذا كلام سأتوقف معك فيه فيما بعد لنرى هل الاسلام هو دين الله للبشرية فى كل زمان ومكان أم لا . لكن دعنا الآن فى الحديث عن موقف الاسلام من الكهنوت فى عصرنا . قلت : نعم ، وأسألك لماذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : لأننى خاتم النبيين ولأن القرآن الكريم هو الرسالة الالهية الخاتمة وليس بعدى نبى وليس بعد القرآن الكريم وحى إلاهى . 

قال المذيع : أيضا : هذا كلام سأتوقف معك فيه فيما بعد  . دعنا الآن فى الحديث عن موقف الاسلام من الكهنوت فى عصرنا . قلت : نعم ، وأسألك لماذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : لو راجعت معى الآيات القرآنية التى قرأتها لك سابقا لوجدت الاجابة .

قال المذيع : كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الحديث فيها ليس عن قريش خصوصا ، وليس عن العرب فقط ، وليس عن أهل الكتاب الذين كانوا فى وقت نزول القرآن الكريم ، ولكنه حديث عن الذين كفروا والذين أشركوا والذين أوتوا الكتاب وأهل الكتاب . أى ينطبق على كل زمان ومكان بعد نزول القرآن . 

قال المذيع :  عفوا . أريد مراجعة هذه الايات معك لتتضح الصورة للمشاهد

قال النبى محمد عليه السلام : يقول ربى جل وعلا عن الايمان بحديثه فى القرآن وحده وبالايمان به وحده إلاها :( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ.  ) بعدها قال ربى جل وعلا : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ) 6 : 11 ) الجاثية ) . أسألك أنت الآن : هل هذا كلام عام يسرى على كل زمان ومكان أم هو خاص بأرباب الكهنوت فى وقتى فقط ؟

 قال المذيع : بل ينطبق على الموصوف بأنه أفّاك أثيم فى كل زمان ومكان . وهذا يعنى أن آيات الله فى القرآن مستمرة بعد عصرك ، والقرآن فعلا فى عصرنا ، ولا ريب أن هناك من يرفض الآيات التى تستشهد أنت بها ، ورأينا المظاهرات ضدك بسبب هذا ، أى هنا إعجاز حقيقى لأن الايات القرآنية تنطبق عليهم بعد 14 قرنا .

قال النبى محمد عليه السلام : إسمع أيضا قول ربى جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) 6 : & ) لقمان ). ماذا تفهم من هذا ؟

قال المذيع: هنا تشابه بين هذا والايات السابقة فيمن يستهزىء بآيات الله ، وإذا تُتلى عليه ولّى مستكبرا .

قال النبى محمد عليه السلام : ألم يلفت نظرك قول ربى جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ )؟

قال المذيع : وماذا يعنى (وَمِنَ النَّاسِ  )؟

قال النبى محمد عليه السلام : يعنى أنه حيث يوجد (ناس ) ف ( من الناس ) من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا ، وإذا تُتلى عليه آيات القرآن ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن فى أُذنيه وقرا . هذا يجب تبشيره بعذاب أليم .

قال المذيع : تعنى أنه فى كل مجتمع يوجد هذا الكهنوت الذى يبيع للناس لهو الحديث .

قال النبى محمد عليه السلام : حيث يوجد ناس فمنهم من ينشر الضلال ويتكسب منه مالا وجاها وثروة وسُلطة . وهو ما تسميه أنت بالكهنوت .

قال المذيع : أسألك عن معنى (لهو الحديث )

قال النبى محمد عليه السلام : يعنى أنه حديث يلهو به الناس عن الحق . وقد وصف ربى جل وعلا أصحاب النار بأنهم الذين إتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا ، قال ربى جل وعلا :( الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ  ) 51 ) الأعراف ). هذا مصيرهم إن لم يتوبوا .

قال المذيع : ولهذا أنت مأمور بأن تبشرهم بالنار (وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . ولكن هذا ليس للأشخاص بل للصفات .

قال المذيع : ماذا تعنى ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الأشخاص ممكن أن يتوبوا ، ولكى يتوبوا يجب وعظهم وتخويفهم من الخلود فى النار . والقرآن الكريم هو للهداية والعظة ، (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ  ) 1 : 2 ) هود ) ( تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ) 2 : 4 ) فصلت )

قال المذيع : لنفترض أن شخصا كان من الكهنوت يكتم الحق ثم تاب ؟

قال النبى محمد عليه السلام : توعّد ربى جل وعلا من يكتم الحق باللعنة فقال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ  ) ، وإستثنى الذين تابوا وأصلحوا خطأهم بتبيين الحق ، فقال ربى جل وعلا : ( إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) ، أمّا الذين ماتوا وهم على إضلالهم للناس فمصيرهم اللعنة ، قال ربى جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ  ) 159 : 161 ) البقرة ).

قال المذيع : بدأت أقتنع بوجهة نظرك . الآيات تقول : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ  إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ  ). الكلام عن ( الَّذِينَ ) ( يَكْتُمُونَ  ) و  ( الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ )  و ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ)، أى كلام عن صفات موجودة فى كل زمان ومكان .

قال النبى محمد عليه السلام : وهذا هو أسلوب القرآن الكريم ، لا يقول العرب ولا فلان ، بل صفات للذين آمنوا وعملوا الصالحات والمتقين والأبرار والأخيار والكافرين والمشركين والمنافقين والمجرمين والفاسقين والمرفين والضالين والمضلين . وكل فرد له حرية الاختيار أن يكون من هؤلاء أو من هؤلاء ، وعلى أساس مشيئته يكون مصيره فى الجنة أو فى النار .

قال المذيع : ولكن يظل الضالون أقل سوءا من المضلين . هناك فارق بين المخدوع الذى أضله المضلون وبين المخادعين المتلاعبين بالدين .

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . يقول ربى جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) 174 ) البقرة ) وتكرر نفس المعنى فى قول ربى جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) 77 ) آل عمران )

قال المذيع : أريد التوضيح

قال النبى محمد عليه السلام : الله جل وعلا أنزل الكتب السماوية للهداية ، فيأتى أولئك المضلون فيكتمون الحق ويشترون به ثمنا قليلا من حُطام الدنيا . هم بذلك جعلوا أنفسهم خصوما لرب العزة جل وعلا ، ولأن رب العزة هو الذى سيفصل بين الناس يوم الحساب والذى سيقضى بين الناس ، ولأنه جل وعلا هو القاضى الأعظم يوم القيامة فسيأتى أولئك خصوما له . لذا لن يكلمهم ولن ينظر اليهم ولن يزكيهم . ولهم عذاب أليم . ولاحظ أن التعبير عنهم بالمضارع الذى يفيد الاستمرار ، تأمل الفعل المضارع فى قول ربى جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ) ، ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ ) . ففى كل عصر هم الذين يكتمون وهم الذين يشترون

قال المذيع : لاشك أن عذابهم سيكون اشد من عذاب الضالين المخدوعين ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . قال جل وعلا عنهم : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) 174 ) البقرة ) أى سيتحول ما أكلوه من مال الى نار فى بطونهم . وقال ربى جل وعلا فى الاية التالية عنهم وعن  شدة عذابهم  : ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ  )175 ) البقرة ). رب العزة جل وعلا يتعجب مقدما من صبرهم على النار .

قال المذيع : أريد دليلا آخر من القرآن يتضح فيه أن عذابهم اشد من عذاب أتباعهم المخدوعين فيهم

قال النبى محمد عليه السلام : هؤلاء يضلون الناس ويصدونهم عن الحق ، ولو ظهر لهم من يدعو الى الحق إضطهدوه بنفوذهم ، هم لم يكفروا فقط مثل الآخرين بل تخصصوا فى الصّد عن سبيل الله جل وعلا والافساد فى الأرض ، لذا سيزيدهم الله جل وعلا عذابا فوق العذاب الذى سيلقاه أتباعهم ، يقول ربى جل وعلا : ( الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ  ) 88 ) النحل )

قال المذيع : هل تعتقد أن هذا هو مصير الكهنوت ورجال الدين فى عصرنا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم إذا لم يتوبوا وماتوا على إضلالهم للناس .

قال المذيع : هل تعتقد أن هذا ينطبق على أئمة الشيعة والسُّنة والتصوف والمسيحية واليهودية والبوذية وأئمة شتى الطوائف  الدينية ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم إذا لم يتوبوا وماتوا على إضلالهم للناس .

قال المذيع : هل ينطبق على البابا وآية الله والامام فلان وفلان ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم إذا لم يتوبوا وماتوا على إضلالهم للناس .

قال المذيع : هذا كلام خطير .!

قال النبى محمد عليه السلام :أخطر منه مصيرهم يوم القيامة إن لم يتوبوا . ولهذا نعظهم مقدما بالقرآن الكريم .

ثانيا :

1 ـ جلس الشيخ بهلول الصوفى والشيخ  مسعود السنى والشيخ مندور الشيعى والشيخ  الغمدانى الوهابى يتناولون الطعام

 2 ـ ضرب الشيخ مسعود المائدة بكل قوة ، وصرخ : كم عدد الأحذية فى العالم ؟ أخذتهم مفاجأة السؤال . سألوا : أحذية ؟ قال لهم : أحذية ، يعنى جزم ، يعنى نعال يعنى شباشب ..جزم .. جزم يا جزم .

3 ـ قال الشيخ الغامدى : فى العالم حوالى ستة بليون شخص . منهم من له أكثر من حذاء ، بالاضافة الى إنتاج المصانع ، يعنى فى العالم أكتر من عشرين بليون جزمة . ماذا تريد من هذه الجزم ؟

4 ـ قال الشيخ مسعود : أراهن بالعشرين بليون جزمة أنضرب بيهم على قفاى إذا ما كانوش يقتلوا المجنون ده ، وساعتها السى إن إن حتعمل من قتله خبر تكسب منه ، يعنى حتكسب منه فى الأول وفى الآخر .

5 ـ بدا عليهم الاقتناع ، صرخ الشيخ مسعود : الجدع المجنون ده وضع نفسه فى مواجهة كل الكنايس وكل المعابد وكل المساجد وكل المسيحيين وكل البوذيين وكل أمة محمد .. بيهدد كل دول فى رزقهم ، بيهدد بابا روما وبابا الاسكندرية وبابا البروتستانت وبابا أثويوبيا وأديس أبابا .. حيقتلوه .. حيقتلوه.

6 ـ رفعوا أيديهم بالدعاء : آمين

 

 

 

النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن الكهنوت والارهاب

قال المذيع : هل يمكن أن يوجد مجتمع يخلو تماما من الكهنوت ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : مستحيل .!  

قال المذيع : لماذا؟

قال النبى محمد عليه السلام : لأن أكثرية البشر فى أى مجتمع لا تؤمن بالله إلا إذا جعلوا معه شريكا فى الالوهية ، قال ربى جل وعلا :  ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) 106  يوسف )، لا بد أن يقدسوا معه مخلوقا ، وأن يصنعوا لهذا المخلوق معجزات وكرامات وأن ينسبوا له أحاديث وتشريعات ورايات ، وأن يقيموا له تمثالا صنما أو قبرا وثنا أو نُصُبا ، ويقدسون ما ينتحتون وما يصنعون .     

قال المذيع : هل حاولت أن تحارب هذه الظاهرة ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : حاولت حرصا على هدايتهم ، وقال لى ربى جل وعلا : (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) 103 ) يوسف )  وقال لى جل وعلا : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ  ) 116 ) الأنعام ). أى لو أطعت أكثرية البشر لأضلُّونى . وحتى من أحبهم لا أستطيع هدايتهم . إذا شاءوا هم الهداية هداهم ربى جل وعلا . قال لى ربى جل وعلا :  ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) 56  ) القصص )

قال المذيع : أتّفق معك ؛ أكثرية البشرية ضالّة مُضلة ، فما صلة هذا بوجود الكهنوت ؟ .

قال النبى محمد عليه السلام  : الذين يقدسون البشر والحجر يحتاجون لمن يقوم على رعاية هذه القبور المقدسة وتلك الأصنام والأوثان ، أى لا بد من وجود هيئة أو جماعة أو مؤسسة تتبنى هذا الافتراء ، تنسب للخالق جل وعلا إبنا أو زوجة أو وليا ، هذه الهيئة التى تتكسب من هذه الصناعة هى الكهنوت .

قال المذيع : أتفق معك أيضا . هناك وجود للكهنوت فى أى مجتمع لأن الدين مُكوّن اساس فى ثقافة أى مجتمع ، لا فارق بين الغرب والشرق ، ولا فارق بين السويد وقبائل الهنود الحمر وأفريقيا والأمازون . فى العالم البُدائى يكون الساحر هو الطبيب والحكيم و الذى يخاطب الاله ، وفى أرقى المجتمعات البشرية يكون البابا وشيخ الاسلام والامام الأكبر وروح الله وآية الله . هذا كهنوت وذاك كهنوت .. هى نفس الأكاذيب مع إختلاف الأزياء والمساحيق . إذن فالكهنوت مشكلة موجودة مع كل مجتمع بشرى .

قال النبى محمد عليه السلام  : وجود الكهنوت سيكون مشكلة كبرى فى اليوم الآخر ،إذ يُضيّع بسببه سيدخل أتباعه فى الجحيم .

قال المذيع : وماذا عن هذه الدنيا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : إذا سيطر الكهنوت على المجتمع أورده التهلكة .    

قال المذيع : كيف؟

قال النبى محمد عليه السلام  : تخيل مجتمعا تسوده الحرية الدينية والتسامح الدينى ، كل فرد له حريته الدينية فى أن يؤمن أو أن يكفر ، فى أن يؤمن بالاله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا ، أو أن يتخذ مع الله ولدا أو شريكا أو وليا ، أو أن لا يؤمن بشىء ..تخيل مجتمعا للأفراد والطوائف والجماعات   مطلق الحرية الدينية فى الاعتقاد وفى القول فى الدين وفى العبادة وفى الدعوة لدينها وفى إقامة معابدها وكنائسها ومساجدها على قدم المساواة بين الأفراد والمجتمعات ، مع تجريم الإكراه فى الدين . هنا تتعدد أنواع مختلفة من الكهنوت ، وتتنافس مع بعضها فى كسب الأنصار ، ليس بالارهاب والعنف والإكراه فى الدين، ولكن بإغراء الناس والتنافس"RTL"> قال المذيع : فماذا إذا رفض الأغلبية من الناس هذا التعقل ؟

قال النبى محمد عليه السلام : هنا نأتى الى ( ثانيا )، وهى الايمان باليوم الآخر أو يوم الدين ، حيث لا تكون للبشر الكافرين يوم الحساب حُجّة . لن يتحجج أحدهم أو يعتذر بالاكراه فى الدين أو بأن الحق لم يبلغه .   

قال المذيع : وثالثا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : يتحقق المعنى الظاهرى السلوكى للاسلام ، وهو السلام .   

قال المذيع : كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام: الاسلام فى السلوك الظاهرى هو السلام ،ورب العزة إسمه السلام . والايمان فى السلوك هو من الأمن والأمان ، ومن اسماء رب العزة جل وعلا ( المؤمن ). والنقيض هو الكفر والشرك فى السلوك . وهما بمعنى الاعتداء الحربى على المسالمين والإكراه فى الدين .

 قال المذيع : لا بد من التوقف مع هذا فى حلقات قادمة .

قال النبى محمد عليه السلام  : ولكن السلام والأمن والأمان هو دين الله بالنسبة لنا فى تعاملنا مع الناس.   

قال المذيع : هذا لا بد له من إيضاح

قال النبى محمد عليه السلام  : كان العرب فى حروب وغارات لا تنتهى لأسباب دينية ومعاشية ، وبالاسلام الذى يعنى السلام تركوا الغارات والحروب ، ودخلوا فى السلام أفواجا . وجاء التعبير الالهى بأنه جاء نصر الله والفتح وأنهم دخلوا فى ين الله أفواجا . قال لى ربى جل وعلا  :  ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (3) الفتح )

قال المذيع : ممكن أن نفهم هذا على أنهم دخلوا أفواجا فى ملة ابراهيم الحنيفية بمعنى ( لا إله إلا الله)؟

قال النبى محمد عليه السلام  : هذا فهم خاطىء لقول ربى جل وعلا : ( وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً )

 قال المذيع : لماذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام   : لأن ربى جل وعلا قال لى  (  وَرَأَيْتَ النَّاسَ ) ، وانا أرى الظاهر فقط ، أى أرى الاسلام الظاهرى بمعنى السلام . وأنا لا أعلم خفايا القلوب ، وقد كان هناك من أصحابى القريبين منى من مرد على النفاق وتوعده ربى جل وعلا بالعذاب مرتين فى الدنيا ثم ينتظره عذاب عظيم فى الاخرة ، ولم أكن أعلم عنهم شيئا ، وهم حولى والى جانبى . قال ربى جل وعلا : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ )  التوبة ) . لم أكن أعلم الغيب ، سواء غيب الماضى أم غيب المستقبل أم غيب القلوب . أى الذى رأيته هو الاسلام السلوكى ، أى إقلاع الناس عن الحروب وإختيارهم السلام ، أو الاسلام بمعنى السلام .

قال المذيع :  وماذا عن كونهم مؤمنين ؟

قال النبى محمد عليه السلام : خطاب رب العزة ب ( الذين آمنوا ) لا يعنى الذين آمنوا قلبيا وفعليا ب ( لا إله إلا الله )    

قال المذيع : هذا كلام خطير يستلزم دليلا .

قال النبى محمد عليه السلام: قال جل وعلا فى خطاب مباشر للذين آمنوا من أصحابى فى أواخر ما نزل من القرآن الكريم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ  ) 90 : 92 ) . 

قال المذيع : هذا يعنى أنهم حتى أواخر ما نزل من القرآن كانوا لا يجتنبون الخمر والميسر والأنصاب ـ اى القبور المقدسة . كانوا فى المدينة حولك ويقدسون الأنصاب ، ونزل لهم الأمر بإجتنابها ، وتحميلهم المسئولية إن عصوا الأمر .

قال النبى محمد عليه السلام  : قال لهم ربى جل وعلا : ( فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ  ) .

قال المذيع : سواء إنتهوا أم لم ينتهوا .. فقد كانوا ( الذين آمنوا ) بمعنى الأمن والأمان ، وليس بالمعنى القلبى بالايمان ب ( لا إله إلا الله ) . هذا أمر واضح . إذن فقد رأيت الناس يدخلون فى الاسلام الظاهرى أفواجا . أى يدخلون فى السلام أفواجا ، وهذا هو ( دين الله ) من حيث السلوك ، والذى فى إمكانية البشر الحكم عليه وتقييمه . فماذا عن دور الكهنوت هنا ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : حين ساد الكهنوت العرب وأهل الكتاب تأججت الحروب ، وهنا خطيئة الكهنوت حين يتحكم ويتسيد .   بعدها إنكمش الكهنوت وحلّ السلام ، ودخل الناس فى السلام ( دين الله ) أفواجا ، وجاء نصر الله والفتح .!

قال المذيع : إقتران سيطرة الكهنوت بالارهاب وسفك الدماء  حقيقة تاريخية ، نراها فى تحالف السلطة الكنيسة مع الاستبداد والاقطاع  فى تاريخ أوربا العصور الوسطى ، وتحالف الخلفاء مع رجال دينهم ، وفى انتشار الحروب الدينية بين (أمة محمد ) و(أمة الصليب / الصليبيين ) وتقسيم العالم الى ( دار السلام ودار الحرب ) وإنتشار المحاكمات الدينية والانشقاقات والانقسامات والعداوات  . هذا معروف تاريخيا ، وهو الآن واقع عمليا فى بلاد المحمديين حيث يتفق الشيعة والسنة على أضطهاد المخالف لهما وعلى الايمان بما يعرف ب ( حد الردة ). وايران الشيعية تضطهد الأقلية السنية بينما تضطهد دول الوهابية الأقلية الشيعية . هذا واقع . لكن لماذا لا يلجأون الى الحُجّة والمنطق لاقناع الناس بدينهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : رب العزة الخالق جل وعلا يتحاور مع المخلوق وهو الانسان باسلوب المنطق والحجة . ويدعو الانسان للتعقل والتبصر والتفكر ، ويجعل تعقل العرب من أسباب نزول القرآن باللسان العربى، قال ربى جل وعلا : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) 2 )( يوسف ) ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) 3 ) الزخرف ) ويصف المؤمنين بأنهم أولو الألباب الذين يتفكرون فى خلق السماوات والأرض ، قال ربى جل وعلا : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) 190 :191 ) آل عمران ). أما الكهنوت فمزاعمه ليس لها أساس عقلى ، لذا يحتاج الكهنوت الى قوة تفرض اساطيره وخرافاته على الناس لتحملهم على الايمان بها .  

قال المذيع : هذا إذا كانت له قوة ، كما هو الحال فى الوهابية السنية وفى الأمامية الأثنى عشرية

قال النبى محمد عليه السلام  : إن لم تكن له قوة إستعمل الاغراءات لجذب الناس اليه ، ويكون عرضة للإنتقاد والهجوم ، ويتبادل مع الفرقاء الهجوم والتجريح والتكذيب والتكذيب المُضاد بما يدمّر صُدقيته     ومكانته فيتضاءل تقديسه بين أتباعه ،إن كان أتباعه يقدسونه .

قال المذيع : هذا يحدث الآن فى الفضائح  فى الغرب التى تتعرض لها الكنيسة الكاثولوكية والاتهامات التى تتوالى بالشذوذ الجنسى وغسيل الأموال . وهناك ما هو أفظع من إنحلال ونهب اموال فى الكنائس فى الشرق الأوسط ، ولكن يتم التكتم عليها حرصا على إستمرار قدسية الكهنوت ، وهو نفس الحال فى الانحلال الخلقى والنهب فى الكهنوت السنى الوهابى والشيعى والصوفى ، ولا يجرؤ أحد على الاعتراض. 

قال النبى محمد عليه السلام : حُرمة النفس أهمُّ من سلب الأموال . والكهنوت حين يتحكم يجعل قتل النفس البريئة جهادا دينيا  ، سواء قتل المخالف فى المذهب أو المخالف فى الدين . 

قال المذيع : العجيب أن القاتل العادى يكون مجرما يدخل السجن أو يُعاقب بالاعدام ، وقد يتوب . أما الذى يقتل آلاف الناس بتفجيرات عشوائية يكون مجاهدا . القاتل العادى قد يتوب ،أما المجرم الذى يعتبر إجرامه دينا فلا يمكن أن يتوب بل ينتحر ليقتل الآخرين معتقدا أن الحور العين فى إنتظاره . هذا الفارق بين القاتل العادى والارهابى الانتحارى من صُنع الكهنوت .  

ثم قال المذيع : ماذا يخسرون لو تخلصوا  من هذا الكهنوت الذى لا يعطيهم ثقافة إلا ثقافة الموت والذل والاستعباد ولا يصنع لهم إلا الأساطير والخرافات والأكاذيب ولا يجعل لهم مستقبلا إلا الخلود فى النار ..

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء مما يعملون .!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النبى محمد فى حوار مع ال (سى ان ان ) حول : السعودية والصّد عن سبيل الله

قال المذيع : كلامك هذا يرفضه المسلمون ، أقصد (أمة محمد ) أقصد المحمديين

قال النبى محمد عليه السلام : لم أتكلم إلا بالقرآن الكريم ، وهو حجة عليهم .

قال المذيع : هم يتهمونك بإنكار السّنة .!

قال النبى محمد عليه السلام : السُّنّة فى القرآن تعنى الشرع الالهى الذى نزل فى القرآن الكريم وتعنى المنهاج الذى يتعامل به رب العزة مع الكافرين المعتدين .

قال المذيع : لا شأن لهم بهذه السُّنّة بالمفهوم القرآنى . هم يقصدون بالسُّنّة الأحاديث الى نسبوها اليك بعد موتك ، والتشريعات التى سمُّوها شرع الله ، مع أنها كلها كلام فقهاء مختلفين فيما بينهم .

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء من كل ما يخالف القرآن الكريم فى الدين ، وأنا منكر لسنتهم التى تخالف القرآن الكريم .

قال المذيع : لأنك قلت هذا فقد أصبحت أعتى القوى فى الأمة المحمدية ضدك ، وهم أصحاب البلايين ، ويتزعمهم ملوك رؤساء وملايين الأتباع وآلاف المعاهد والمراكز والجماعات والجمعيات والمساجد ، ومع الشقاق بينهم والذى يصل الى الاقتتال والمذابح والحروب الاقليمية والأهلية فهم كلهم ضدّك . السعودية وحدها أنفقت حوالى مائة بليون دولار فى نصف قرن لتنشر دينها الوهابى فى العالم كله . قريش فى عهدك لم تنفق مثل هذا القدر من المال .

قال النبى محمد عليه السلام : أئمة قريش كانوا ينفقون أموالهم ليضلوا عن سبيل الله، أى القرآن الكريم الصراط المستقيم يبغونه عوجا . قال ربى جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) 36) الأنفال )

قال المذيع :ولكن الله لم يقل هنا ( إن قريش ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل ) بل قال : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) . ما رأيك ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الله جل وعلا يعبّر بالوصف مثل ( المشركين والمتقين والمؤمنين والمجرمين والمسرفين والمحسنين والمنافقين ، والذين اتقوا والذين كفروا والذين آمنوا وعملوا الصالحات والذين أشركوا والذين ظلموا والذين أحسنوا والذين نافقوا ..) كى ينطبق الوصف على من يقوم به فى أى زمان وأى مكان. ليس الكلام عن شخص بعينه او قوم بعينهم بل عن صفات خير او صفات شرّ . والبشر أحرار فى أن يكونوا من الأخيار أو من الأشرار ، من المتقين أو من الكافرين.

قال المذيع : على هذا فإن آية ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) 36) الأنفال ) كانت تنطبق على قريش وقتها ثم هى الآن تنطبق على زعماء المحمديين اليوم ؟ خصوصا آل سعود ؟

قال النبى محمد عليه السلام : هذا واضح .

قال المذيع : أقول ( خصوصا آل سعود ) لأنهم نشروا حمامات الدم منذ أن ظهروا بدينهم الوهابى الحنبلى السُّنّى المتشدد فى القرن الثامن عشر ، وحتى ألان . بلغ ضحاياهم بالملايين فى الجزيرة العربية والعراق وسوريا ومصر والخليج و الهند وباكستان وأفغانستان ، ووصلت أخيرا الى الغرب فى أوربا وأمريكا ، وحيثما ينشرون دينهم الوهابى على أنه الاسلام فهم ينشرون معه الخراب والحروب وسفك الدماء ، وقد جعلوا الجهاد الاسلامى إرهابا وسفكا عشوائيا لدماء الأبرياء . وهذا مخالف لما قلته من قبل عن الاسلام ، ولكنهم يصدون عن هذا السبيل ، وينشرون ما يناقضه يزعمون أنها السُّنّة التى ينسبونها لك ، ويزعمون أنك قلت أنك مأمور أن تقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول ، وقالوا إنك قلت : ( جُعل رزقى  فى ظل رمحى ).

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء من هذا الكلام ومن هذا الإجرام .

قال المذيع : نرجع الى آية ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) 36) الأنفال ). العجيب أن الآية تتحدث بالمضارع وليس بالماضى ، لا تقول : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أنفقوا َ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ . أى إن الآية تفيد الاستمرارية من وقت نزولها وحتى الآن . هذا يُعتبر إعجازا لأنه ينبىء عن حالة من حالات الكافرين تحدث باستمرار ، وبالتالى ففى أى زمان ومكان يوجد من ينفق الأموال ليصُدّ عن سبيل الله فهو كافر .

قال النبى محمد عليه السلام :الله جل وعلا هو عالم الغيب والشهادة الذى يعلم الماضى والحاضر والمستقبل . وهو جل وعلا فى هذه الآية الكريمة يتحدث بالمضارع الذى يفيد  الحاضر فى قوله جل وعلا ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) ثم بالفعل المضارع الذى يفيد المستقبل فى قوله جل وعلا : ( فَسَيُنفِقُونَهَا ) ثم بالمستقبل فى قوله جل وعلا : (  ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ).

قال المذيع :مزيدا من الشرح لو سمحت

قال النبى محمد عليه السلام :يعنى لو قرأتها فى هذا اليوم ستراها تنطبق على ما يحدث اليوم ، ولك أن تتصور ما سيحدث لهم غدا وفى المستقبل ، فالذى ينفقونه اليوم سيكون عليهم حسرة فى المستقبل ، وسيُهزمون .

قال المذيع :هذا عجيب . السعودية أنفقت البلايين من الدولارات ، ونشرت الوهابية ، وبالوهابية صار لها أعداء يعتنقون نفس دينها ولكن يتصارعون ويتحاربون معها ، فقد أنتجت الوهابية معارضة وهابية أكثر تطرفا داخل المملكة تزايد على الأسرة السعودية ، وقاتلتها ، ثم بنشر السعودية للوهابية خارج حدودها خلقت لها الوهابية أعداءا جُدُدا ليس أولهم الاخوان المسلمون وليس آخرهم القاعدة وبن لادن وداعش . والسعودية الآن تنهزم فى اليمن وتضطر للتعاون مع أعدى أعدائها من اتباع القاعدة فى سوريا ، والمحصلة النهائية ان نشرها لدينها الوهابى أصبح عليها حسرة ، وهى تنهزم كل يوم .

قال النبى محمد عليه السلام : صدق ربى جل وعلا القائل : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )

قال المذيع : هذا فى الدنيا ، حسرة وهزيمة . فماذا عن الآخرة ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قال ربى جل وعلا ( وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ).

قال المذيع :هنا شىء عجيب . السياق يقتضى أن يقال ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ثم هم إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )، لماذا قال : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )

قال النبى محمد عليه السلام : لأن الدخول الى جهنم مقصور على الكافرين فقط .

قال المذيع :لا أفهم .!

قال النبى محمد عليه السلام : تصور أن أولئك الكافرين بعد الصًّد عن سبيل الله تابوا وأنابوا وعملوا صالحا ؟

قال المذيع : وهل يمكن ذلك ؟

قال النبى محمد عليه السلام :أمرنى ربى جل وعلا بعد الآية السابقة أن أقول لهم : ( قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ ) 38 الانفال ) أى انهم الكافرين بإعتدائهم وبصدهم عن سبيل الله ، فإن إنتهوا عن الاعتداء وتوقفوا عن الصّد عن سبيل الله فالله جل وعلا يغفر لهم .

قال المذيع : هذا إعجاز رائع فى البيان والتعبير ، فوصفهم بالكفر مرتبط بما يرتكبون من عدوان وصدّ عن سبيل الله ، أى هو وصف متغير حسب السلوك ، فإن تابوا وأصلحوا لم يصبحوا كفارا . وبالتالى فأولئك الكفار السابقون أصبحوا مؤمنين صالحين ، لذا لن يكونوا من أصحاب النار . أما الذى ظل سادرا فى عدوانه سائرا فى الصد عن سبيل الله حتى نهاية عمره فهو يظل كافرا وينتهى الى الحشر فى جهنم .

قال النبى محمد عليه السلام : لهذا قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )

قال المذيع :هل (الذين كفروا ) فى بداية الآية ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) هم نفس (الذين كفروا) فى نهاية الآية : (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )

قال النبى محمد عليه السلام : الذين كفروا الأولى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) هم الذين ( يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ )، أما الذين كفروا الأخيرة فى قول ربى  جل وعلا  : ( وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) فهى تعنى من مات منهم بلا توبة .

قال المذيع :يعنى إن باب التوبة مفتوح حتى لآولئك الكافرين المعتدين الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . قال ربى جل وعلا : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) 53 ) الزمر ). مهما كانت فظاعة وكثرة الذنوب فالله جل وعلا يغفرها إذا كانت التوبة صادقة .

 قال المذيع :وكيف تكون التوبة صادقة حتى يغفرها الله ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قال ربى جل وعلا بعدها يحدد معنى التوبة المقبولة : ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) 54 : 55  الزمر ). الإنابة هى صدق التوبة بالندم على ما فات والعزم على إرجاع الحقوق المغتصبة لصحابها ، والإكثار من عمل الصالحات لتغطى على السيئات ، وأن تُسلّم لرب العزة جل وعلا قلبك ، وأن تتبع القرآن الكريم فيما يقوله عن صفات المتقين الأبرار لتفعل مثلها ، وتعوض عما أسرفت من الذنوب .

قال المذيع :هل ممكن ان يقبل الله توبة آل سعود ؟

قال النبى محمد عليه السلام :  رحمة ربى جل وعلا وسعت كل شىء وسيكتبها جل وعلا لمن تاب وأناب ، قال ربى جل وعلا : ( عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)156: 157) الاعراف  )  

قال المذيع :الله هنا يتكلم عنك فى عهد موسى  ، ويتكلم عن إتباع النور الذى أُنزل معك وهو القرآن ، وأن الذين يؤيدونك هم المفلحون . أليس كذلك ؟

قال النبى محمد عليه السلام :  بلى .

قال المذيع : ويصفك بالرسول النبى الأمى المذكور إسمه فى التوراة والانجيل

قال النبى محمد عليه السلام :  نعم . مذكور إسمى فى التوراة الحقيقية وفى الانجيل الحقيقى .