مع خالص الشكر لملاحظاتك النقدية فى موضوع إحجامى عن الهجوم على الديانة المسيحية ، وأناجيلها فإننى لم أقصّر فى هذا حسب ظروفى . ولعلك قرأت لى فى مقال لا أذكره حقائق عن تزييف الاناجيل ، كما أننى تعرضت لتأريخ التزييف فى المسحية فى كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) الذى صدر مبكرا عام 1984 . وأشرت لمشروع كتاب لى كان يقارن بين القصص القرآنى وقصص التوراة . ولكن ثقل المهمة التى أنوء بحملها فى مشروعى الفكرى ، وهى مهمة علمية وسياسية ـ تفرض علىّ تحديد الطريق ، فهناك من تخصص فى موضوع نقد المسحية حتى من المسيحيين ، وهم أعلم منى وأقدر . وأنا لا أرضى لنفسى أن أكون نصف باحث فى موضوع ما . لا بد أن أملك ناصيته كما هو الحال فى تخصصى فى القرآن والسّنة و التصوف وتاريخ المسلمين من عصر النبوة الى العصر المملوكى . ولعلك تلاحظ قلة كتاباتى عن الشيعة لأننى لا أريد أن أكون نصف باحث فى موضوع لست متخصصا فيه . وفي الموضوعات الى لست فيها متخصصا فإن ما تبقى لى من عمر ومن جهد لايكفى لنشر واستكمال أبحاثى فى مجالات تخصصى . أى ليس لدى وقت ولا جهد لأتفرع للتخصص فى خارج مجالى بينما ما أثرته من معارك فكرية تقول هل من مزيد .
ومع احترامى ، فإننى أرى الآيات الكريمة التى استشهدت بها تتحدث عن كتمان الحق القرآنى ، ولم أكتم حقا قرآنيا . وليس فرضا علىّ أن أناضل لاصلاح أهل الكتاب أو أن أجادل أهل الكتاب ، وأعتقد أن جدالهم الآن ترف فكرى لا يليق بنا ، ونحن بأدياننا الأرضية نكرر ما يقولونه . فلنركز على إصلاح انفسنا أولا . ونترك إصلاح أهل الكتاب لأهل الكتاب ولا نسير خلف المتعصبين السنيين الذين يتفرغون للهجوم على أهل الكتاب ، يرون القشة فى عيون أهل الكتاب ولا يرون الخشبة فى عيونهم .!!