المعجزات وعصرنا

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٠ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
بخصوص القصص القرآني و ما يحتويه من أمور خارقة للعادة، هل هناك في كتاب الله تعالى ما يشير إلى أن هذه الأمور الخارقة قد انتهت ببعثة خاتم النبيين عليه السلام، خاصة و أن معجزته نفسها لم تكن مادية كسابقاتها.
آحمد صبحي منصور
ليست للنبى محمد عليه السلام آية أو معجزة للتحدى سوى القرآن الكريم . كان لبعض الأنبياء السابقين آيات للتحدى مثل صالح وموسى و عيسى عليهم السلام ، وهى معجزات مادية حسية موقوتة بقومها وزمنها وتنتهى بهلاك جيلها . أما معجزة القرآن فهى عقلية ومستمرة الى قيام الساعة. 
وأخبر القرآن عن آيات ومعجزات الأنبياء ، سواء ما كان منها للتحدى ( صالح ، موسى ، عيسى ) أو كانت بدون قصد للتحدى مثل إنقاذ ابراهيم من الحرق ، والمعجزات التى منحها الله جل وعلا لداود وسليمان ، ومعجزة الاسراء لخاتم النبيين. 
وفى تقديرى أن بعض المعجزات مثل ( تسخير الجن والشياطين لسليمان وإحياء عيسى للموتى ) تعتبر خرقا للقانون الطبيعى بما يستحيل على البشر تطبيقه . ومعلوم ان الله جل وعلا هو خالق الناموس الكونى ـ أى النظام الكونى ، وهو وحده الذى يملك تغييره وخرقه و الاستثناء فيه. وبعض المعجزات ليست خرقا لنواميس الخلق ، أى تأتى فى نطاق المسموح به للبشر لو تقدموا علميا ، مثل  تحييد الجاذبية الأرضية والاتيان بعرش ملكة سبأ فى سرعة الضوء أمام سليمان ، ومثل إنقاذ ابراهيم من حرق النار . غاية ما هنالك أنها جاءت فى زمن لم يصل فيه البشر الى هذه المخترعات والمكتشفات . ومثلا فان التليفزيون والموبايل وسفن الفضاء تعتبر معجزات بالنسبة لأجدادنا ، وستكون مخترعات أحفادنا كمعجزات بالنسبة لنا لو واصلت البشرية تقدمها التكنولوجى . وبالتالى فلو افترضنا أنك عدت الى زمن خاتم النبيين ومعك تليفزيون ملون ستكون معجزة لك . والله جل وعلا أمر البشر بالسير فى الأرض والبحث فى آلاء الله جل وعلا فى الخلق أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ  ) (الاعراف 185  ) ( قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ) ( العنكبوت 20  ) وجعل تقدم البشر العلمى مرتبطا بحساباته جل وعلا فقال (ولاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ) ( البقرة 255 )  ، أى إن علمنا بنواميس الطبيعة واستغلالها تكنولوجيا مقدر بمشية الرحمن . وما كان يبدو مستحيلا فى الماضى أصبح اليوم ممكنا. وما يبدو مستحيلا اليوم مثل ( طاقية التخفى ) فى الحكايات الشعبية والانتقال فى أقل من سرعة الضوء قد يكون عاديا بعد جيل أو جيلين من الآن.
والله جل وعلا هو الأعلم .
اجمالي القراءات 17449