كلام فارغ ..!!

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٧ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
. السلام عليكم ورحمة الله عندي سؤال وهو من خلال المفهوم القراني هل فعلا "الإسلام يجب ما قبلة" ؟
آحمد صبحي منصور
أهلا أخى بك وسهلا 
( الاسلام يجبّ ما قبله ) عبارة تراثية تعبر عن عقلية عصرها من التدين المظهرى السطحى . ثم فيها إبهام وعدم تحديد . 
مثلا : ما هو الاسلام ؟ 
هناك اسلام ظاهرى بالمسالمة والسلام ، وأى فرد مسالم فهو مسلم بغض النظر عن عقيدته . وهذا لنا ان نحكم عليه لأنه سلوك مسالم.
وهناك اسلام قلبى بمعنى الانقياد واسلام الوجه والجوارح لله جل وعلا وحده . 
والفائز يوم القيامة هو من يأتى يوم القيامة يجمع بين الاسلام الظاهرى والاسلام الباطنى .
وللإيمان نفس المعنيين : إيمان ظاهرى بمعنى الثقة والاطمئنان وأن تكون مأمون الجانب ، وإيمان حقيقى بالله جل وعلا وحده لا شريك له كما نصّت عليه آية ( أمن الرسول ) ألاية قبل الأخيرة من سورة التوبة . والمؤمن الفائز هو من يجمع بين الايمان الظاهرى و الايمان القلبى ( كما فى أوائل سورة المؤمنون ) فلن يفلح كل المؤمنين بل من جاء وصفهم فى أوائل تلك السورة الكريمة . 
ولو قرأت المقال المنشور لنا رقم 2 فى موضوع الحلف بالله عند المشركين لوجدت تعريفات الشرك والكفر السلوكى و العقيدى وأقسامهما . 
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=9170
ولو رجعت الى مقالنا ( الاسلام دين السلام ) لوجدت فيه تفاصيل معانى الاسلام والايمان :
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=14
ومثله مقال آخر عن معنى الاسلام والطاغوت :
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=183
المهم هنا أن يموت الانسان مسلما تائبا من العصيان السلوكى والعصيان القلبى ، وأن تكون التوبة مبكرة بقدر الامكان ليجد الانسان وقتا للقيام بمتطلبات التوبة : مثل رد الحقوق لأصحابها ، وتصحيح الايمان والاكثار من الصالحات لتغطى على السيئات ، والدوام على الاستغفار وبداية تعامل جديد مع الناس ورب الناس يقوم على التقوى . بذلك يموت فائزا ويزحزح عن النار ويدخل الجنة . 
اما عبارة ( الاسلام يجب ما قبله ) فهى عبارة مائعة عامة . فأغلب المسلمين اليوم أكثر الناس عداءا لرب العزة فى سلوكياتهم وفى تقديسهم للبشر والحجر ، فهل مجرد ان ينطق غير المسلم بلا اله إلا الله يكون قد أخذ حصانة وتم غفران ما تقدم من ذنبه ؟ بالعكس ، فهو يدخل الاسلام بزعمهم بالنطق بالشهادتين ، وهو لا يدرى انه بذلك يدخل الى الكفر بالاسلام فليس فى الاسلام سوى شهادة واحدة هى ( لا اله إلا الله ) طبقا للآية 18 من سورة آل عمران ، ولايصح ذكر إسم بشر الى جانب إسم الله ولا يصح تفضيل خاتم النبيين على من سبقه من الأنبياء ، ولنا سلسلة من المقالات تؤكد هذا. 
أرجو ألا تنزعج من الاجابة .
فما علينا سوى قول الحق حتى لو أزعج الناس ، ومن اهتدى فالنفسه ومن ضلّ فعليها.
وكل عام وانتم بخير .
اجمالي القراءات 13143