آحمد صبحي منصور
في
الثلاثاء ١١ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أفهم أنك تستفتى عن الآتى :
1 ـ موقف الاسلام مما فعله صدام حسين : المجزرة ، وتسميتها بالأنفال .
2 ـ موقف الاسلام ممن يحرق المصحف ، ومدى حرية القول و المعتقد فى الاسلام .
وأرد :
1 ـ صدام حسين أسوأ حاكم فى تاريخ العرب و المسلمين فى العصر الحديث ـ على الأقل . كل حكام العرب و المسلمين كانوا مستبدين ، والمستبدون من حيث المناخ نوعان :
-
نوع ينسجم استبداده مع المناخ السائد ، مثل الخلفاء والولاة فى العصور الوسطى ، عصر الراعى و الرعية . وأولئك أخف جرما لأن عصرهم كان يشرّع الاستبداد ، وكانت الناس تعتقد فى أحقية المستبد ان يملك الوطن و الناس .
-
نوع يستبد فى عصرنا الذى شاعت فيه ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان . وهذا أحقر المستبدين . تجد هنا كل حكام العرب السابقين واللاحقين ، من عبد الناصر و عبد الكريم قاسم وعبد السلام وعبد الرحمن عارف و الأسد الماضى و الحاضر و القذافى و ملوك الاردن و السعودية و المغرب ..الخ ..واليهم ينتمى صدام .
والمستبدون من حيث التعامل مع شعوبهم أيضا صنفان ، وكلاهما ظالم.
ولكن هناك الأكثر ظلما والأقل ظلما . هناك مستبدون نهضوا ببلادهم وحققوا لها المجد مثل الفراعنة فى مصر القديمة و مشاهير الحكام المسلمين من صلاح الدين الأيوبى الى الظاهر بيبرس الى محمد على .. والغريب أن هذا الصنف المحترم من المستبدين ينتمون للماضى فقط ، وحققوا نهضة ولانتصارات لأن شعوبهم كانت تؤيدهم ، وهم لم يقوموا باضطهاد شعوبهم .
ثم هناك المستبدون الأعتى ظلما وفجورا و أجرؤهم على اضطهاد واذلال شعوبهم. والى هذه النوعية الحقيرة ينتمى كل مسشتبدى المسلمين فى عصرنا الراهن . ولكن أسوأهم وأحقرهم صدام حسين الذى تفوق فى الهزيمة أمام أعدائه وتفوق فى إقامة المذابح لأبناء شعبه . حقارة ووضاعة لا مثال لها.
ثم تزداد حقارته ووضاعته حين يتمسح بالاسلام و القرآن فى ارتكابه لجرائمه ، فيسمى بعضها بالأنفال . عليه لعنة الله حل وعلا و الملائكة و الناس أجمعين.
2 ـ الله جل وعلا خلق الناس أحرارا فى التفكير و الاعتقاد والطاعة و المعصية و الحركة و السكون ، والسعى للحرية أو الرضى بالاستعباد .
وفى شريعة الاسلام لا عقوبة على حقوق الله جل وعلا من حيث العقائد ( الايمان و الكفر ) والعبادات . العقوبة هنا مؤجلة ليوم القيامة . ومن لم يتب فجزاؤه الخلود فى النار. أما من حيث حقوق الأفراد فهناك عقوبة للقتل وقطع الطريق (أو ما يسمى حاليا بالارهاب ) وقذف المحصنات و السرقة و الزنا ، وهى عقوبات يتم تطبيقها على من لم يتب .
وبالتالى فأولئك الذين انتهكوا حرمة القرآن و طعنوا فى رب العزة و فى الأنبياء حسابهم وعقوبتهم مؤجلة الى يوم القيامة امام الله جل وعلا وحده . ومصيرهم الخلود فى النار إن لم يتوبوا قبل الموت بوقت كاف يمكنهم من تصحيح التوبة وتصحيح الايمان و الاستغراق فى العمل الصالح والاستغفار ليبدل الله جل وعلا سيئاتهم حسنات.