اين تسامحكم

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٩ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
سلام عليكم أستاذي الكريم ورحمة من الله وبركاته، وتحية من عند الله مباركة طيبة اعذرني إن كُنتُ صريحا مَعكَ أستاذي الكريم؛ وقُلت إن المَوقِع يستَحق هذا الاعتِداء؛ لأنَّ أربابَه لم يلتزموا المَنهج القُرآني في التَّعامل مع الآخر... فأين مَنهج (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) [الأنعام : 108]... وأين مَنهَج (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [الزخرف : 89]... ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) [الحجر : 85]... وأين مَنهج (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) [المزّمِّل : 10]... وأين مَنهج (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل : 125]... وأين مَنهج (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً) [الإسراء : 84]. كَوني مُحقا، ومستمسكا بالكِتاب؛ مُهتديا بهديِه؛ معتصما بنُورِه المبين؛ لا يَعني أن أُهاجِم الآخَر وأسُبَّه، وأُعرِّضَ بِه، وأنعتَه بِأسمَاء قبيحَة؛ لأنَّ ذَلك سيؤلِّبه أكثَر، وسيثير مَكامِنَ حِقده، وسيُعينُ الشَّيطانَ عليه؛ فلا أحد مِنا سيستفيدُ في النِّهاية؛ بل أكُون أنا الذي أحمِل الوِزرَ إن كُنت سببا في تنفيره عن الاقتباس مِن مَعين القُرآن الوَضَّاء. تُعجبني كتاباتُك أستاذي؛ لأنَّها تَنطَلق مِن مِشكاة الوَحي الصَّافية البَعيدة عَن رُكام الرِّوايات التاريخية التي شَوَّشَت على النَّاسِ دينَهم، وخلَطت على الناس مَفاهيمَهم تُجاه الخالِق والكَون والمَصير الأَبدي؛ ولَكن ما أعتِب عَليكَ وودِدت مِنك لَو صحَّحتَه وعدَّلتَه (وهو ما أعتبه على الإخوة في هذا الموقع عموما) هُو تلك اللُّغة المُهاجِمة للآخر المُخطئ وذكر أشخاص بأعيانِهم، وكُتب بِعينِها؛ في حين كان يُمكِن أن تَعرِض البِضاعَة القُرآنيَّة، وتُصحِّح المَفاهيم في هُدوء وأناة؛ مِن غير تشنج ولا هجوم؛ فنُفيد أكثَر وننفَع أكثَر... (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) [الأنبياء : 18]... (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)[الإسراء : 81]... (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً) [الإسراء : 82]. ولنا في رسول الله إسوة حسنة؛ فلَم يُعهد عَنه إلا أنَّه كانوا يتلو آيات الله مبيَّنات على الناس؛ يزكيهم ويعلِّمهم الكتاب والحِكمة؛ ولَم تَكُن لَه ردود ولا مناقشات ولا مُهاجمات!! ومع الصَّبر والمُجاهَدة بالقُرآن والمُجادلة بالتي هِي أحسَن؛ أتت المَكرُمات، وظَهرت الفتوحات؛ وكانَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلَّم مُسبِّحا لله تعالى خاشعا قانتا أواها منيبا مخبتا شَفُوقا على أمَّتِه؛ وكذا كانَ صحابته الكرام! كيف لا والله تعالى يَقُول لَهم: ( كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) [النساء : 94]... (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيم)ٌ [التوبة : 128]. هدانا الله سبحانه إلى نور القرآن وصفات أهل القرآن الحقيقيين؛ من الأنبياء والمرسلين؛ ومن تبعهم إلى يوم الدين؛
آحمد صبحي منصور

 

شكرا اخى الكريم
 كما تعرف فهناك للمظلوم رخصة الجهر بالسوء من القول ، كما ان من العدل مقابلة السيئة بالسيئة ، ومهما رددنا من سيئات فلا تعدل جرائمهم فى حقنا
اتفق معك فى ان الاحسان ارفع قدرا من العدل . وأحيانا نعفو ونصفح واحيانا يفيض بنا الكيل فنصرخ ونغضب.
نحن بشر مظلومون .
إن كان هناك لوم فليتوجه للظالم.
خالص مودتى
احمد
اجمالي القراءات 11244