أبى ظالم !!

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٨ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
انا شاب ابلغ من العمر 28 عام واختى 32 عاماُ على قد كبير من التدين والالتزام بفضل الله وبفضل تربية امى رحمها الله وابانا على النقيض تماماً – فهو الذى تجاوز الستين من العمر حيث انه يبارز الله بالذنوب من شرب خمر ومخدرات ومعاشرة الساقطات وسب الله عز وجل وسبنا (انا واختى باقذر الالفاظ ) وهو دائم التشنيع علينا فى كل الاوساط افتراءاً علينا وتقريباً كل اقاربنا قاطعونا بسبب سوء سلوك ابى وسيرته السيئة كما انه طبعاً لايصلى و لا يصوم وكذلك لا ينفق على البيت مليماً واحداً مع العلم انه ميسور الحال حيث انه يعمل بالسمسرة وينفق كل ماله على المعصية كما ذكرت وعندما احاول نصحه بالحسنى ينهرنى بشدة ويسبنى ويسب الدين ويسب الخالق عز وجل وعندما احاول ان اصل رحمى وزيارة اقاربى اسمع ما لا يسرنى من جراء سيرة ابى السيئة وافترائته علينا وكل مرة ازور فيها احد اقاربى اشعر اننى غير مرغوب فى وجودى و اننى ضيف ثقيل كما ان ابى قد قام منذ كما ان ابى قد قام منذ فترة بعمل محضر ضدى فى قسم الشرطة بعد ان قام بجرح نفسه وقال اننى انا الذى اعتديت عليه بالضرب ولك ان تتخيل ما لاقيته فى قسم الشرطة من جراء هذا الأفتراء ثم بعد ذلك بفترة ذهب إلى مقر عملى وتسبب لى فى فضيحة وسط زملائى فى العمل واخذ يشنع على ويفترى على فى وسط عملى حتى ان ذلك تسبب فى فصلى من الشركة بصورة مهينة حيث ان صاحب العمل – كما قال لى عندما حاولت ان اشرح له ان هذا كله افتراء – لا يحب المشاكل والقيل و القال وان ذلك سوف يؤثر على سمعة الشركة وعندما رجعت إلى البيت مطرود من عملى شر طرد وجدت ابى يضحك شامتاً فى وقال لى انت لسة شوفت حاجة انا هاوريك وطبعاً قضيت اياماً لا اجد قوت يومى انا واختى وابى يأكل ما لذ وطاب ووو كما انه حاول قتلى انا واختى عن طريق فتح انبوبة الغاز علينا ونحن نائمون وبعد ذلك رزقنى الله بعمل آخر وتحسنت ظروفى المادية بعض الشيئ كما ان اختى التى تبلغ 32 عاماً ولم تتزوج حتى الآن بسبب ابى وكل ما ذكرته لكم حيث انه عندما يتقدم اى شخص لخطبتها ويسأل عنا فى محيط سكننا يعرفون من جيراننا ما ذكرته لكم مسبقاً عن ابى حيث ان كل جيراننا يعرفون ما ذكرته لكم حيث ان ابى كثيراً ما يأتى فى منتصف اليل سكران يترنح وبالتالى يرفض اى خاطب هذا النسب المشين حيث يقولون كما قال لى احدهم (احنا ما نعرفكمش ولكن الرسول يقول إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة اهل بيته الرقص) وبالتالى اختى لن تتزوج ابدا وبالتالى انا وذلك طبعاً بسبب ابى وسلوكه المشين. كما انه كان يضرب ويسب امى المريضة والتى لم تسلم من اذاه حتى وهى تحتضر. وانا الآن وبعد كل ما تقدم اكره ابى ولا اكلمه مع العلم اننى قد كنت ابر امى وماتت و هى راضية عنا وتدعو لى وابره بعد وفاتها بالدعاء لها بالرحمة و المغفرة والتصدق على روحها وقرأة القرآن وصيام يومى الأثنين والخميس من كل اسبوع بنية ان يهب الله مثل اجر قرأتى للقرآن وصيامى لها انا اعرف جيداً ان عقوق الآباء من الكبائر ولكنى لااكلم ابى حتى اسلم من اذاه بعدما طالنى كل الاذى منه ارجو فتواكم فيما تقدم
آحمد صبحي منصور
أهلا بك ، وكان الله جل وعلا فى عونك أنت وأختك .
مشكلتك من الناحية الشرعية لها جانبان:
الأول : الطاعة : يقول تعالى ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ) ( العنكبوت 8 ) فالاحسان للوالدين أو أحدهما لا يعنى طاعتهما فى المعصية .
الثانى : إن الاحسان لهما وللأقارب لا يعنى الارتباط الدائم بهما إذ يجوز الابتعاد عنهم ابتغاءرحمة الله جل وعلا ، ولكن مع قول الكلام اللين لهم ، يقول تعالى فى الاحسان ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) ويقول عن الأقارب ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) ثم يأتى التأكيد على أنه يجوز الابتعاد عنهم بالحسنى لو تطلب الأمر ذلك : ( وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا ) ( الاسراء 23 ـ ، 26 ، 28 ).
بناءا على ما سبق أنصح بالصبر الجميل على الوالد مهما فعل ، فما تبقى له من عمر هو قليل ، و لتجعل شكواك لله جلا وعلا ، وليكن صبرك ابتغاء مرضاة الله جل وعلا ، فلن يضيع أجرك ،وسيجزيك وأختك الصابرة خيرا ، وسيتحمل أبوك عاقبة عمله فى الدنيا قبل الآخرة ، وأنصحك لو جاء عقابه فى الدنيا أن تكون به شفوقا حانيا .
أرجو أن تخاطب فى أبيك الجانب الخيّر فيه ، فهو لا يخلو من خير ، ولا داعى لأن تنصحه لأنه سيتكبر على النصح إن جاء من إبنه ، ولكن إجعل مكان النصح الحنان والاهتمام به والخوف عليه ، وأن ترد على غلظته بالتسامح والعطف ، وبذلك قد يتعلم منك بدون أن تتكلم له بالوعظ و النصح . ولتتاكد إنه مهما كانت غلظته فهو يحبك ويحب ابنته ،لأنه لا يوجد أب يكره أولاده ، ولكن سوء الخلق قد يتغلب على عاطفة الأبوة . و العلاج ليس بأن ينصح الابن أباه ،بل أن يتحمل أباه و يقابل غلظته بالبر و الاحسان والعطف والحنان .
وفى كل هذا عليك أن تجعل هذا الاحسان له ابتغاء مرضاة الله جل وعلا ، وسيرزقك الله جل وعلا خيرا فى صحتك وفى أولادك ، وسيحفظونك كما حفظت أباك وتحملت أذاه .
أعانك الله تعالى و رعاك .
عمك أحمد


اجمالي القراءات 18659