عثمان المستحى .!!

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٥ - فبراير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
كيف تهاجم سيدنا عثمان وتتهمه بالفساد ؟ ألا تعرف ما قاله عنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألا تعرف شهرته بالحياء ؟ هل المشهور بالحياء يكون فاسد ؟ مفروض عليك أن تذكر هذا وتعرضه للمناقشة وليس أن تذكر جانب وتتجاهل الجانب الآخر . هذا هو أصول البحث العلمى يا من تدعى البحث العلمى .
آحمد صبحي منصور

الإجابة:

أولا :

أشكرك على تقويمك لنا وتعليما البحث التاريخى الذى كتبنا فيه مؤلفات عام 1984 ونشرنا فيه آلافا من المقالات والكتب والفتاوى . وجاء دورنا لنعلمك الآتى :

1 ـ السنيون من القرن الثالث الهجرى تنافسوا فى صناعة أحاديث فى مناقب الصحابة وخصوصا الخلفاء الذين جعلوهم ( راشدين ) ، وما كتبوه يخالف التأيخ لهم ، والذين قاموا بالـتأريخ لأولئك الخلفاء ( الراشدين ) هم أيضا من أعلام السنيين ، وأشهرهم الطبرى وابن الجوزى وابن الأثير وابن كثير. ولنا دراسات سابقة عنهم وعن مناهجهم فى التأريخ .

2 ـ أما ما كتبه أو إفتراه من يُسمُّون بعلماء الحديث فهو هُراء يضحك منه من لديه ذرة عقل وفهم وإدراك . لا يبتلع هذه الأحاديث إلا من كان عقله فى مؤخرته ، وهذا حال أئمة المحمديين وأتباعهم ، وهذا يشملك ، وليس هذا سبّا أو عيبا ، بل هو توصيف أمين صادق لحالكم .

3 ـ وإثباتا لهذا ننقل من أحد المواقع السلفية هذا الهُراء عن ( عثمان بن عفان ).

(  الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي : أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ : عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً : عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ...) . وصححه الألباني في "صحيح الترمذي ")

( روى مسلم عن عَائِشَةَ، قَالَتْ : " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي ، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ ، أَوْ سَاقَيْهِ ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَذِنَ لَهُ ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَتَحَدَّثَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ ، فَأَذِنَ لَهُ ، وَهُوَ كَذَلِكَ ، فَتَحَدَّثَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ : دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ ؟ ).. قَالَ: ( أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ ) ؟! " .
وفي لفظ له  : ( إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ ، وَإِنِّي خَشِيتُ ، إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، أَنْ لَا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ )

 ( وروى الطبراني في "المعجم الأوسط" عَنْ عَائِشَةَ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ عُثْمَانَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ، تَسْتَحْييِ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ ).  .
وصححه الألباني في "صحيح الجامع" .

(  وقد روى أحمد   عن سَالِم أَبي جُمَيْعٍ قال : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، وَذَكَرَ عُثْمَانَ وَشِدَّةَ حَيَائِهِ ، فَقَالَ : " إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ ، فَمَا يَضَعُ عَنْهُ الثَّوْبَ لِيُفِيضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يُقِيمَ صُلْبَهُ ). قال الهيثمي في "المجمع"  " رجاله ثقات " . قال المناوي رحمه الله : " كان يستحي حتى من حلائله ، وفي خلوته ، ولشدة حيائه كانت تستحي منه ملائكة الرحمن " انتهى من " فيض القدير" .

ونقول :

1 ـ النبى محمد عليه السلام لم يكن يعلم الغيب ، ولم يكن له أن يتكلم فيه . والكلام عن الملائكة خارج القرآن الكريم هو غيب .

2 ـ هناك إثنان من الملائكة موكلان بتسجيل عمل كل إنسان فى حياته ، قال جل وعلا : ( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق ) بالتالى هما يلازمانه حتى موته . وهذا ينطبق على عثمان بن عفان . أى كانا معه وهو يتبول وهو يتبرّز وهو يمارس الجنس مع زوجته وما ملكت يمينه . فهل كانا يستحيانه منه ؟ هل كانا يأخذان أجازة ؟

3 ـ ثم ملائكة الموت التى قبضت نفس عثمان فى مقتله . هل إستحيوا منه ؟ لو إستحيوا منه لظل عثمان حيا حتى الآن ؟ أليس كذلك أيتها المواشى الأنيقة ؟ الذى نؤمن به من القرآن الكريم أن ملائكة الموت لا تفرّط فى عملها . قال جل وعلا : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (61) الأنعام ). وبالمناسبة فإن ملكى تسجيل الأعمال للفرد هم ملائكة الموت له .

 4 ـ حديث الحسن : ( حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، وَذَكَرَ عُثْمَانَ وَشِدَّةَ حَيَائِهِ ، فَقَالَ : " إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ ، فَمَا يَضَعُ عَنْهُ الثَّوْبَ لِيُفِيضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يُقِيمَ صُلْبَهُ ). إذا كان الباب مغلقا وهو يستحم فى الحمام فكيف عرف هذا الحسن بحاله ؟ هل كان معه ( لا مؤاخذه فى الحمام )؟ و ( بيعمل إيه ؟ ) ( بيهبّب إيه ) ؟

 5 ـ ( قال المناوي رحمه الله : " كان يستحي حتى من حلائله ، وفي خلوته ، ) ، هل كان هذا المناوى لصيقا بعثمان لا يفارقه حتى فى خلوته وفى علاقاته الجنسية مع ( حلائله )؟  . ولو كان هذا فهل دافع عنه المناوى والثوار يقتلونه أم هرب الى كندا ؟

6 ـ   ( روى مسلم عن عَائِشَةَ، قَالَتْ : " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي ، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ ، أَوْ سَاقَيْهِ ، ..). كيف يروى مسلم الذى عاش فى القرن الثالث الهجرى عن عائشة ؟ وكيف تذكر عائشة حديثا يمدح عثمان ، وهى التى كانت فى حياتها تحرّض على قتل عثمان ، ومشهور قولها : ( أُقتلوا نعثلا فإن نعثلا قد كفر ). و( نعثل ) هو إسم عثمان فى الجاهلية .

7 ـ الألبانى يقوم بدوره فى تصحيح الدين السُنّى ، وسبقه كثيرون من ( علماء الجرح والتعديل ) ، واشهرهم الذهبى فى العصر المملوكى فى كتابه الضخم ( ميزان الاعتدال ) . والذى أورد إختلافاتهم فى تعديل وتوثيق أو تضعيف الرواة ، وهى إختلافات فى كل صفحة . هذا عدا المكتوب فى الأحاديث الموضوعة والضعيفة ، ومن أشهر من كتب فيها ابن الجوزى وابن القيم وابن تيميه . ثم فى عصرنا الحزين ذلك الساعاتى الألبانى . وسيأتى أخرون يصححون بعد الألبانى . دين متهالك كثوب إمتلأ ترقيعا .. ولكن لا تزال ملايين المواشى البشرية تؤمن به .!

أخيرا

1 ـ أئمة ( الحديث ) لا يؤمنون بالقرآن الكريم ولا يعلمون عنه شيئا ، ولا يعرفون التاريخ ولا يعلمون عنه شيئا . ومن يؤمن بهم ويقدسهم أجهل ممّن يعبد البقر .!.

2 ـ آه يا بقر .!!!

اجمالي القراءات 383