آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ٢٧ - سبتمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
1 ـ التحية بلا تقديس لا بأس بها . هناك تحية بالانحناء جزئيا ( ركوع ) وبأن يخرّ ساجدا دون تقديس ، مجرد إحترام حسب العادة أو البرتوكول ، وهذا ما فعله يعقوب وزوجه وبنوه أمام يوسف عزيز مصر وقتها .
2 ـ التقديس لبشر هو الكفر لأن التقديس يجب أن يكون خالصا لله جل وعلا وحده . هناك مساحة للتقديس فى قلب كل انسان . إذا كان مؤمنا بالله جل وعلا مخلصا له الدين والدعاء والعبادة فالتقديس فى قلبه للخالق جل وعلا بدرجو 100 % . إذا كان هناك 1 % فقط تقديس لبشر أو حجر فهو كفر وشرك . المحمديون تتكاثر آلهتهم تزاحم رب العزة فى التقديس الواجب له جل وعلا وحده . هناك آلاف من الألهة وعشرات الألوف من القبور المقدسة يركعون لها ويسجدون ويتوسلون ويستغيثون ويتعبدون . أحدهم عندما يصلى يسهو ويفكر فى كل شىء عدا صلاته ، أما عندما يقف ضارعا أمام القبر المقدس فلا يسهو ولا يشغله شىء عن التقديس للإله المزعوم . هذا التقديس شىء قلبى ، حتى لولم يتم التعبير عنه بالركوع والسجود .
إجابة السؤال الثانى
1 ـ فى رسالتى للدكتوراة عام 1977 فصل عن ( الأضرحة المزورة فى مصر المملوكية ) ( الأضرحة هى القبور المقدسة ) . وقمت بحصر لها ، وتقسيمها ، فمنها أضرحة لا وجود لأصحابها أصلا فى التاريخ مثل سارية الجبل الذى نادى عليه عمر بن الخطاب بزعمهم ، ومنها أضرحة متعددة لنفس الشخص ، واضرحة لحيوانات مثل جمل السيدة عائشة ، وأضرحة لشخصيات مصنوعة فى الكرامات مثل العروس التى ماتت من الحياء ليلة الزفاف . ولم يوجد وقتها أى ضريح للسيدة زينب بنت على أخت الحسين ، مع إنه كان مشهورا ضريح السيدة نفيسة من أحفاد العلويين ولها نسب ، وورد ذكر قدومها لمصر فى المصادر التاريخية ، ولا يزال مسجدها مزارا حتى الآن .
2 ـ فى كتاب ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى ) الذى كان مقررا على الطلبة فى قسم التاريخ عام 1984 كتبت فصلا عن استخلاص التاريخ من كتابات الرحالة ومشاهداتهم فى مصر وتطوافهم بالأضرحة . ونشرت بعضه فى موقعنا وتوقفت بسبب الانشغال . وقد زار الرحالة ابن جبير مصر وشهد الاحتفال والتقديس بقبر الحسين فى القاهرة ، بعد قليل من تأسيسه فى اواخر الدولة الفاطمية وعرضت لتحليل كتاباته فى كتاب ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى ) المُشار اليه .
3 ـ وفى كتاب عن شخصية مصر بعد الفتح ( الاسلامى ) ــ الذى كان أيضا مقررا على طلبة جامعة الأزهر عام 1984 ـ فصل عن مصر الفاطمية واضطرارها وقت ضعفها وخمود دعوتها الى الزعم بالعثور على رأس الحسين واستقدامه الى القاهرة بعد أكثر من قرنين من مصرع الحسين ، وآمن المصريون بقبر الحسين وقدسوه ، وتخلوا عن الخلافة الفاطمية . كتاب شخصية مصر هذا منشور فى سجل كتبنا فى موقع أهل القرآن .
4 ـ وفى كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح .. ) فصل عن تمصير المسيحية وتمصير الاسلام ، بإعادة صياغتها لتتفق مع الثوابت الدينية الفرعونية المصرية . وقلت فيه أنه كان من مظاهر هذا التمصير الزعم بقدوم السيدة مريم بابنها الى مصر ومرورها بأهم المدن المصرية ذات الشهرة الدينية وتأسيس كنائس باسمها لترتدى الثوابت الفرعونية ثوبا مسيحيا .
5 ـ بالمناسبة كوفئت على هذه الكتب بالاضطهاد فى جامعة الأزهر ، وتعاظم الاضطهاد فى العام التالى 1985 بسبب خمسة كتب أخرى ، مما سبّب تركى للجامعة بعد عامين ثم سجنى بعدها فى أول موجة لاعتقال القرآنيين فى أواخر عام 1987 .
6 ـ والحمد لله جل وعلا رب العالمين .