آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ٠٦ - يوليو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ عرضنا لموضوع التدوين فى بحث سابق . كان هناك تدوين يخصُّ تسيير أمور الدولة من الخراج وتوزيع العطاء والجزية والايراد والمصروفات، وبدأ هذا عمر بن الخطاب فيما يعرف بالدواوين واستعان فيه بالكُتّاب من أهل البلاد ، والذين إعتادوا الأمور الادارية ، ثم تم تعريب الدواوين فى العصر الأموى . أما التدوين العلمى فجاء متأخرا .
2 ـ قبل التدوين العلمى كانت هناك الروايات الشفوية فى مجالس العلم فى العصر الأموى ، وكان العرب مشهورين بالذاكرة الحافظة ، وبها تداولوا أشعار الجاهلية وأنسابهم ، واتسعت مجالس العلم لرواية سيرة النبى محمد والفتوحات وأخبار الخلفاء .
3 ـ على هامش الرواية الشفوية ومجالسها بدأ التدوين متفرقا ، ثم ساد وانقطعت الرواية الشفهية . وتم تدوين ما كان يقال شفويا .
4 ـ قام الناس تطوعا بهذا . الحالة الوحيدة هى تدوين ابن اسحاق السيرة طاعة لأمر ولى العهد المهدى ابن أبى جعفر المنصور ، والذى رسم شخصية من دماغه للنبى جعلها على مقاس أبى جعفر المنصور ، واستخدم حصيلته من الروايات الشفهية السائدة فى المدينة وجعلها عماد سيرته .
5 ـ عاصر ابن اسحاق غريمه مالك بن أنس ، وتطوع مالك برواية أحاديث ( الموطأ ) وكتبها عنه تلامذته ، وايضا كابن اسحاق جعل لأحاديثه إسنادا مزيفا من عنده ، كلاهما زعم أنه روى عن ابن شهاب الزهرى زورا ، وقد أثبتنا هذا .
6 ـ إستمر التدوين فى السيرة والاحاديث والتاريخ بجهد فردى ، كما فعل الشافعى وابن سعد والطبرى ..الخ .
7 ـ بغض النظر فإن العرب كانوا أسبق من غيرهم فى تدوين التاريخ ، وتعلم منهم الغرب فيما بعد. أما التدقيق والتحقيق فهو مسئولية الباحثين من أمثالنا .