سيرة ابن اسحاق

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٦ - يوليو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هناك أمر غير منطقي في سيرة الرسول ألمكتوبه عن أبن أسحاق وألمنقوله بتفاصيل يوميه دقيقه في سيره إبن هشام... ألغير منطقي هو سكوت عموم ألمسلمين ألمعاصرين للنبي محمد وأبناءهم وأحفادهم عن حفظ سيرة ألنبي بشكل موثق على مدى 150 عاما بدعوى أن العصر لم يكن عصر تدوين رغم أهميه ومنزله ألنبي لديهم أي حتى ولو كان العصر عصر روايات شفهيه فليس معقول عدم ألخروج عن القاعدة ألشفهيه وكان من اللازم لفريق من ألأدباء أو ألشعراء أو ألمثقفين على قلتهم أن يدونوا كم لابأس به من ألآثار ألنثريه وألشعريه عن تلك ألحقبه لا أن ينفرد شخص مجهول ألنسب وألأصل مثل أبن أسحاق ليؤرخ كل تاريخ ألنبوة منفردا بعد أنقراض أجيال من محبي ألنبي ومريديه وماأكثرهم في حين نجد أن أهتمام ألعرب بسير ألرجال ألمبرزين وأنسابهم جزء أصيل في ألآداب ألعربيه ألقديمة وألحديثه? ماسر غموض هذه ألفترة منذ وفاة ألنبي ألى ظهور أبن اسحق أليهودي أو من ألموالي وصمت ألعنصر ألعربي عن أهم شخصيه في ألزمن ألقديم.
آحمد صبحي منصور

1 ـ عرضنا لموضوع التدوين فى بحث سابق . كان هناك تدوين يخصُّ تسيير أمور الدولة من الخراج وتوزيع العطاء والجزية والايراد والمصروفات، وبدأ هذا عمر بن الخطاب فيما يعرف بالدواوين واستعان فيه بالكُتّاب من أهل البلاد ، والذين إعتادوا الأمور الادارية ، ثم تم تعريب الدواوين فى العصر الأموى . أما التدوين العلمى فجاء متأخرا .

2 ـ قبل التدوين العلمى كانت هناك الروايات الشفوية فى مجالس العلم فى العصر الأموى ، وكان العرب مشهورين بالذاكرة الحافظة ، وبها تداولوا أشعار الجاهلية وأنسابهم ، واتسعت مجالس العلم لرواية سيرة النبى محمد والفتوحات وأخبار الخلفاء .

3 ـ على هامش الرواية الشفوية ومجالسها بدأ التدوين متفرقا ، ثم ساد وانقطعت الرواية الشفهية . وتم تدوين ما كان يقال شفويا .

4 ـ قام الناس تطوعا بهذا . الحالة الوحيدة هى تدوين ابن اسحاق  السيرة طاعة لأمر ولى العهد المهدى ابن أبى جعفر المنصور ، والذى رسم شخصية من دماغه للنبى جعلها على مقاس أبى جعفر المنصور ، واستخدم حصيلته من الروايات الشفهية السائدة فى المدينة وجعلها عماد سيرته . 

5 ـ عاصر ابن اسحاق غريمه مالك بن أنس ، وتطوع مالك برواية أحاديث ( الموطأ ) وكتبها عنه تلامذته ، وايضا كابن اسحاق جعل لأحاديثه إسنادا مزيفا من عنده ، كلاهما زعم أنه روى عن ابن شهاب الزهرى زورا ، وقد أثبتنا هذا . 

6 ـ إستمر التدوين فى السيرة والاحاديث والتاريخ بجهد فردى ، كما فعل الشافعى وابن سعد والطبرى ..الخ . 

7 ـ بغض النظر فإن العرب كانوا أسبق من غيرهم فى تدوين التاريخ ، وتعلم منهم الغرب فيما بعد. أما التدقيق والتحقيق فهو مسئولية الباحثين من أمثالنا . 

اجمالي القراءات 2622